رواية هالفيتي-الفصل الرابع-

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طيف المقبرة
    عـضـو
    • Mar 2019
    • 25
    • Hidy-sheroko

    رواية هالفيتي-الفصل الرابع-

    في معضلة الحياة أمامك خياران ، إما أن تختار الذي سلطت لك عليه الأضواء ، وإما أن تبدأ في البحث خارج الصندوق ، تحفر طريقك وتمهده بيديك ، وإن خطت قدماك على إحدى العتبتفي معضلة الحياة أمامك خياران ، إما أن تختار الذي سلطت لك عليه الأضواء ، وإما أن تبدأ في البحث خارج الصندوق ، تحفر طريقك وتمهده بيديك ، وإن خطت قدماك على إحدى العتبتين لا مجال للرجوع نحو البداية ، فالقدر قد أمسك بالزمام ، ليس لك سوى أن تتماهى معه ومع ما يسوق لك من حبكات ، أما عنها فقد قررت التمنطق بما تراه منطقيا ، ترى ما أمامها جسرا لما هو لاحق ، لقد أسقطت المقصلة فوق الذي كان، واعتدت للذي سيكون.....
    تسللت الأشعة الذهبية خلف ستائرها البيضاء ، وداعبت عيناها استيقظت وتراءى لها ما حدث البارحة، عندما طرق الباب ودخل طبيبها وامرأة بصحبته ، تنظر لها باستهجان......
    Flash pack ❣❣❣
    طلال:تفضلي .... وصلنا.
    والدته:اممم ..
    ثم جلست تراقب التي تجلس فوق سريرها باستغراب لما يحصل
    والدته: شنو اسمك؟؟
    ....فرح
    ..: اها ، من صدق انتي موافقة؟؟؟
    فرح اشاحت بنظرها للطبيب الذي غمزها مذكرا اياها بطلبه
    فرح : موافقة؟؟على شنو؟
    الأم نظرت لابنها ثم قالت:انك تتزوجي هذا ...
    تفاجأت تماما زاغت بنظراتها إليه ثم لوالدته ومن ثم استقرت بحضنها؟.
    أهذا هو طلبه حقا؟؟ بأن يقحمها في ما لا تعلم ؟؟؟ وهل يتوقع منها أن تجاريه حقا أم ماذا؟؟
    ..:إي موافقة....
    وقفت الأم بأسلوب غير لبق ثم خرجت وصفعت الباب عائدة لمنزلها...
    فرح :هذا هو طلبك يا حضرة الدكتور؟؟
    طلال: ايه باعتذر اني فاجأتك بس والله مضطر...
    فرح : وشو يخليك تمثل على أمك انك تبي تتزوجني؟؟
    طلال : اهي تريديني اتزوج بنت خالتي ،واختي تبيني اتزوج صديقتها وانا ما اريد لا هذي ولا هذي ، انا ما ابي الزواج من أساسه.
    فرح :اها فلقيت أحسن طريقة انو تخبرها انو في وحدة براسك مو؟؟
    طلال:إي
    فرح:بس ...
    طلال :بس شو ؟
    فرح:ماخفت إني أرفض؟
    طلال :لا
    فرح:السبب
    طلال: من خلال متابعتي لحالتك ،يعني بأغلب الأوقات اذا مش كلها بتفكري بمنطقية بحتة ....تجول في الغرفة ذهابا وايابا وهو يشرح بيديه ما ينطق به ....
    ..: بتاخدي معطيات المسألة بتفنديها ، بتفرضي وتختاري الأفضل وتدرسي النتائج ....
    فرح : اها ولمتى؟؟
    طلال :متى؟؟
    فرح : التمثيلية ، لمتى بتبقى تخدع امك؟
    طلال : اممم ، لما يفرجها ربك
    أومأت برأسها وهو هم واقفا خارج الغرفة
    ***************

    بمثل ما تتشبع به طفولتك ، فإنك ستغدق به ، فكما يقولون فاقد الشيء لا يعطيه .....

    لا ترى حولها سوى ظلام، مقيدة على كرسي مقيت ، وأقدامها مجنزرة بأرجل الكرسي ، فاهها مكمم، وعيونها مربوطة بعصبة منيعة، تخال المشهد من أحد الأفلام ،لكنه كان واقعا ، منذ صغرها لم تكن كما كانوا ،
    أحلامها تتخطى ما رسم لها من حدود ، ولربما ما حدث لها كان درسا لكنها لم ولن تتعلم ،
    بعد وهلة قصيرة ، اقتربت منها أصوات خطوات أقدام ، تشعر بأن خافقها سيخرج من أضلاعها ، مهما يكن فستظل أنثى عربية بكل ما للانوثة من صدى ، لفحت أنفاسه وجهها ، عاثت يديه بحجابها إلى أن خلعه ، لقد كان حجابها كحليا يوائم ما ترتدي ، بزة عسكرية نسائية ، فانسدلت خصلاتها الذهبية متهدلة على أكتافها ، بعد ثوان دوى صوت قهقهته في الغرفة ....
    ...:ههههههههه والله وكبرنا وصرنا نطول شعرنا يا وضحة ، كانوما يقدرون يفرقون بينك وبين الولد ههههههه ..
    ثم اقترب فجأة وهمس بفحيح الأفعى يترصد لما يتباين على عينيها ....بس تصدقين أهو لايق عليكي بشكل خرافي.... سكت لبرهة ثم عاود بث سمه .....
    :والله ووقعتي بيدي يا بنت خالد ، تذوقين من الكاس اللي جرعتيني قلتلك بصيدك وهذاني نفذت....
    ...:تخسى يالنذل تفوو عليك وعلى أمثالك ، خسارة فيك تكون ابن خالتي يا وصخ ، فكني ....
    ارتفع احدى حاجبيه ، ثم ارتفعت يداه وصفق ، أجل صفق لها، منذلحظات لم تكن تتكلم بسبب ما ربط على فيها ، ولكنها بشكل ما نزعته ، طبقت ما تعلمت منه منذ كانوا أطفالا بحرفية مطبقة ، فوضع سبابته عليه مستهزءا
    ...: تؤ تؤ تؤ ،عيب كذا ، ترجيني أول وبعدها ممكن أفكر أفكك ههههههه
    ولا أقولك حبي رجولي أحسن ههههههههه ...
    ...:على قص رقبتي ،أنا وضحة بنت زايد تحب رجول عاهر مثلك يا كلب..
    ،ثم أخذت ترج وتهتز بالكرسي الذي تجلس عليه بعنف هاتفة....
    ...: فكني بقووول ،وإلا أورجيك نجوم الليل فعز الظهر....
    .....:: شنو شاربة انتي ، ثم صرخ مناديا على ساعده الأيسر
    : حمدي ، يا حمدي ناولني جنزير الدباب ، خلك تشوفين منو اللي راح يورجي مين نجوم الظهر يا وضيح ههههههه
    دقائق معدودة ،وامتلئ المكان بصراخها على وقع ضربات السلسة على جسدها ، بعدما علق يديها بحبل من الأعلى ، وقدميها بالكاد تلامس الأرض، ثم أخذ يضرب بسياطه على جسدها ،و ظهرها قد كان الأوفر حظا منها ، ويتلفظ ببذائة تليق بأمثاله ، حاجبيه يعتصران ، وذراعه أنهكت ، وهي لم تكن تحرك ساكنا ، فعندما تذوق الألم لن تشعر بالأخف منه ، لقد فقدت المشاعر ، كما لو أنه شيء حار وحسب يتجول فوق معالمها ، أصبحت الرؤية مشوشة ، والأصوات تداخلت ، وازى ذلك انزلاق خيط من السائل الأحمر خارج فمها ، لم تكن تبالي بما يحترق فوق معصميها ، فقد ارتخت وانتهى الأمر....

    *************

    عندما ترتدي الذئاب أزياء الخراف ، ترمي خناجرها المسمومة إلى الصدر مباشرة ، ولكن!!!!
    عندما ترتدي الخراف أزياء الذئاب ، فإنها تنبش الصدر وصولا للنهى....
    إلا أنه اختار أن يكون الذئب وحسب ، حتى ترتد خناجرهم منهم وإليهم ،مخترقة أسوار الخطيئة ،لعلها تفق ذلك الكائن الحجري الذي يتربع خلف أضلاعهم إن وجد أساسا.......
    تناول ريشته مضيفا فوق لوحته ما جال بذهنه ، بعض الرتوش هنا وأخرى هناك ، وأخيرا انتقل إلى زاوية اللوحة السفلية يضيف عليها ما يجعلها تنتمي لممتلكاته ، وقعها ثم وقف متراجعا للخلف ، ليلقي عليها نظرة عامة ....
    " ظلان لبيت واحد" لا يعلم أين قرأ هذا العنوان لكن لا يهم ،، انتهى من خط اسمها في مدونته ثم حملها متجها نحو الحائط الذي يضم عشرات من لوحاته ....
    جال ببصره فوقها جميعا ، إلى أن حطت مقلتيه فوق إحداها خطى نحوها ، والذكريات تلتهب داخل رأسه ،
    طائرة...
    اختناق وضجة...
    وظلمة حالكة.....
    اعتصر جانبي رأسه بقوة ، يغمض عينيه عل ذلك يوقف من تدفق صور ما جرى أمامه ،،،،،
    فعندما استيقظ وجد أنه لم يبق إلاه ، ناج من تحطم الطائر بلا زوجته وطفله،،،،
    أطلق صرخة مدوية ،،ثم أخذ يلهث بأنفاس متسارعة ، تهالكت قدماه فوق البساط ، ارتكز على يديه لربما يستطيع إسناد ما تهشم في قرارته ....
    لقد اجتاحه العجز ،الندم ،،، كبل يديه تماما عاجزا عن المضي للأمام ، فأشباح الماضي ما زالت معلقة فوق سقف منزله ، عندما رفض تغيير أي شيء مما يحتفظ برائحتهما ،، استقام عائدا للوحة ، نظر إليها تبث الصخب الذي بداخلها حرابا نحو ما تبقى من فؤاده ،، ما أسوأ أن تكون بحاجة البكاء ومحاجرك جافة ، لا تنبئ بالهطول أبدا ، التف حول نفسه في رجاء من أن يحمله الحائط ، ثم إرخى ظهره عليه ، وأخذ يهوي تدريجيا ، إلى أن وصل للقاع ، جلس في إثناء لركبتيه ، يسند مرفقه الأيمن فوق ركبته اليمنى ورأسه مصوب للأمام ، ثم ترك ركبته اليسرى تلامس الأرض بانفراد ، رصدت عيناه باب الشرفة ، تسابقت هي إلى دماغه ، عندما كانت تركض وتختبئ منه خلف جدارها وقتما ، تريد إغاظته تذكر ما كان يقوله لها دائما ...

    ...: تعرفين وش نفسي فيه؟؟
    ...:هممم
    ....:تشوفين هذي الحيط ؟
    ...: إي؟
    ....: أبي أشيلها ، عشان ما تلاقين مكان يحميكي مني ، أنا اللي أحميكي وبس
    .....:ههههههههه لا خليها أنا أحبها

    تردد على أسماعه رنين ضحكها كأنه يسمعها توا ، وليس من سنتين انقضتا ، يذكر غيرتها من طفله الأول وكأنه البارحة ، لقد أتخم ذكريات ، أنزل رأسه نحو الأسفل ،،،،
    انحدرت الدموع أخيرا ،،،،
    رفع رأسه للأعلى ،، لكي تسيل بجانب أذنيه ، قطرة فالثانية ثم توقفت ، لم تكف تلك القطرات ، فسنة الحياة لا تعطيك ما تريد وقتما تريد ، فمن من الخلق يهوى الدموع؟؟ لكنه يحتاجها بشدة في هذه اللحظات ، تخرج من عينيه حارة علها تلتقط بعض الندوب من كتلة النبض تلك........

    *************
    سمعت ذات مرة أن الأنام في الوقت ثلاث:
    من يقتات على فتات الماضي ، مسدلا الستار على القادم....
    وآخر طفقت أظافره قضما في الانخراط بخوف مما هو آت...
    ومن يعش اللحظة واضعا الماضي خلف ظهره والمستقبل خلف أجفانه....
    أما عنها فقد اختارت الثالث ، لا تبالي أو هكذا تظن.....

    اليوم ليس لديها الوقت ,فقد دعت قريناتها من عمومتها للحضور للسهر في منزلها ، فهي وحيدة المنزل من الإناث ، واستجاب البعض والبعض تلهف ، واخر تغيبن ، تقف أمام المرآة تصلح بعض خصلات شعرها التي تطايرت ، وتعاود تزيين مظهرها بصعوبة ، فمرات وقوفها أمام مرآتها معدودة قليلة , فهي معتادة على التصرف كالفتيان ، تشبعت بمحيطها....
    تولين : أووف عاد ازبط من جهة تخترب جهة ،،
    بعد وهلة من حربها مع ما ترتدي ، (تنورة سوداء تصل لأسفل ركبيتها ، منثور على بعض كسرها بعض الكريستالات المنمنمة ، وقميص أحمر من الستان اللامع يتوسطه أزرار قماشية سوداء ، يتلائم مع نصاعة بشرتها ، في نهاية أكمامه انتفاخ بسيط ) انتهت من تعديلاتها ، تناولت هاتفها من فوق المنضدة وركضت من فورها للنزول للطابق السفلي ، للاستقبال .....
    لحظات قصيرة وطرق الباب ....
    تولين : وأخيرا جو يسس..
    وانطلقت للباب تفتح لهم ....
    تولين : ما بغيتوا تيجون ، ليه تأخرتو؟؟
    ....:ايييه قولي منيح انا وصلنا أنا و سمر ، منى و علياء وسحر بيجون مع أخوهم محمد ، ودينا ونجود هذاهم ورانا مع السواق وعلا يمكن ما تجي ، و رنا انتي تعرفين موب فاضية ..
    سمر : اخ رجولي تعورني يلا داخل
    تولين : هيه والله نسيت تعالو فوق عالغرفة عشان ناخذ راحتنا ...
    توجهتا للداخل وذهبت تولين متوجهة للمطبخ لتحث الخدم على الإسراع في تقديم واجب الضيافة ، ثم خرجت تتجه لغرفتها ، وما كادت الوصول لمنتصف الدرج حتى طرق الباب ثانية ، فعادت من حيثما أتت ، وفتحت لهم ....
    تولين : هلا ومرحبا ، سندو الدرج لفوق وهذاني وراكم ... أغلقت الباب وسارت نحوهن .....

    *************

google Ad Widget

تقليص
يعمل...