ليس الانحناء دوما علامة الضعف والهوان فلولا انحناء القصب أمام الريح لاجتثها من جذرها ،،وليست الدمعة دوما علامة حزن، فربما تنحدر من المحاجر لقرارة عينها .....
فلا تحكم بما ترى فالصبار رغم قسوته يظل زهرة والفراشة رغم جمالها تبقى حشرة.....
جالسة على الأرجوحة،،تودي بها أماما وخلفا ، كما تترنح أفكارها تماما، لما فعل ذلك؟؟ هل هو يبث صدقا أم ينفث سما؟؟ لا تعلم ....تتذكر أحداث البارحة....
Flash pack ❣❣❣
وقفت أمامه على أطراف أصابع قدميها وقبلت وجنته قائله ..
: أنت تؤمر أمر يابوي عالساعة ثمان أكون منثبرة بالبيت ولا يهمك ..
ثم ذهبت تهرول للخارج ،، دلفت للسيارة واخبرت السائق ,هندي الجنسية, الذي خصصه والدها للعائله بأن توجه إلى منزل صديقتها...
: انت روح على بيت فريند أنا ، انت تعرف هو اوكي ؟
:حاضر مدام..
(هانت يا ياسمين ،ما أخليك غير لم تحكيلي منهو اللي سرق القلب ...)
وجلست تخطط كما اعتادت ،، ثم فجأة وبلا سابق إنذار ابتسمت ببلاهة ،وعلت شفتيها بعدها ابتسامة شيطانية...
فهذه هي تولين لن تحيد عن قرارها ما لم تعترف صديقتها به ، فقد أخبرتها قبل وقت ليس بالبعيد ،تلميحا بسيطا حتى تثير جنون الأنثى الفضولية بداخلها ،ولكن على ما يبدو أنها ستقلب الطاوله عليها وتكتشف من وجد مفاتح الأقفال الصدئة التي أبقت عليها صديقتها ببئر عميق ، لن ينزله سوى من يعلم تماما أين يخطو ، وأين سيجد المفتاح ....لربما أمسك هو بأطراف خيوط النور المتسللة من الصدع الذي ظنته قد التئم .....
..: وصلنا بيت مدام....
تنبهت على صوت السائق تناولت حقيبتها وهاتفها وعدلت من حجابها الذي لا يفصح سوى عن عينيها ،،، فتحت الباب،ثم أفلتت قدماها للرياح ،،انطلقت مسرعة تتهادى نحو البوابة الحديدية الكبيرة ، دفعتها بصعوبة متوجهة نحو الداخل ،،اجتازت الممر الذي يحاصره من كلا الجانبين أزهارا وشجيرات تتنبأ بحمل الأثمار ،، صعدت الدرجتين اللتين تسبقان الباب بقليل ،ثم جمعت أصابعها في راحة يدها وطرقت الباب مرة ، واثنتين،،، حثها صوت سمعته على فتح الباب والدخول ،،
::تفضلي يا بنتي ، افتحي الباب ما في حدا هون ،،،فتحت الباب ثم دخلت ،،تلقي السلام على أهل البيت ،
تولين:السلام عليكم يا خالة شلونك ؟؟
..: الحمدلله ، لك ادخلي لجوا ، لشو واقفة عالباب ، ثم استطردت بعد أن خطت تولين للداخل ،
: كيفكن وشو أخبار الوالدة؟
: الحمدلله كلو تمام يسلمون عليك..
:: طيب منيح الحمدلله ،ياسمين عم تنتظرك فوق هلأ اطلعيلا....
هرولت على السلالم بسرعة ، بعد أن أومئت برأسها للوالدة ،، طرقت الباب ودلفت قبل أن تسمع إذنا بالدخول ،،،،
: حيالله بمن جانا ، يا هلا يا هل..
: خلي عنك الهبال وعلميني ، وشلون صار ؟؟كيف؟ومتى ؟ووين اه اعترفي يا كذابة الكذابين ...
(وهي تقلد صوتها ) خلاص قلبي ما يتحمل ،وما راح انساه ،والحين يالخاينة شلون علميني من طقطق لسلام عليكم على قوله أمك
ياسمين: ول ول كليتني بقشوري طيب، سلمي بالأول انتم عرق اللقافة عندكم بالعايلة ينط نط
تولين وهي تخلع حجابها وتفك أزرار عبائتها السوداء ،:
سلام عليكم ،وعليكم السلام، شخبارك شحوالك ، الحمدلله تمام ، يلا خلصيني هذاني سألت وجاوبت ..
::يقطع إبليسك ،،وشو له هالعجلة ؟
..أخذت نفسا طوليلا :الهم طولك يا روح، كأنك ما تعرفين منهو هذا اللي تسولفين عنه لي بالجوال،،؟؟قري واعترفي..
ابتسمت ياسمين بهدوء واكتست وجنتاها حمرة طفيفة قائلة....
::وااااه خقيت عليه لو تشوفين طول بعرض ،وجمال،، يا لبى قلبه بس،،،،
ولا لا ما تشوفيه ما صدقت الاقيه.
اطلقت تولين ضحكة رنانة من بين شفتيها ...
:والله وجاء اليوم الي انتقم فيه ،،هين وش بعد ، تغارين عليه ،،أثاري البنت غرقانة لشوشتها ،ههههههههههه
: اي اي تمسخري وش عليك ،،،
::هههههه احكيلي الموقف وشلون شفتيه ...؟؟؟
شردت بعينيها لذلك الوقت ،لتلك النظرة المشتتة ،،،، أخذت تسرد بإسهاب، تحدثها عن أحلامها الوردية. ،، وعن فارسها الذي يمتطي الجواد الأبيض ،،
لكنها لاتدرك،فللعطاء في هذه الحياة سقف،لا يخترقه سلم نحو الأعلى ،
إنها تعطي وتأخذ ، تربت على صفحة وجهها بهدوء تمهيدا لصفعة تترك عليها بصمات غائرة ربما تندمل لكن آثارها لن تمحى ، ستظل تتراقص في هامش حياتها ربما ، أو على رأس قارعة طريقها، والاحتمال الذي تزيد فرصته وتقل ،،يعتمد على مناعة ضد الصدمات،،أن يبقى يسد نافذة الضوء في الممر الواصل بين ماضيها و مهاد مستقبلها المشرق كما تعتقد،،،،،
...: قبل يومين جا لجوال إمي اتصال من أختي فرح،والوالدة كانت بالمطبخ مدري وش تحوس فيه ،فرديت ٱنا على الجوال .....
»»»»»»»»»
...:هلا والله بالقاطعة ،لا أخبار ولا علو...
...: هذا بيت فرح ماجد العلي؟؟
ياسمين أعادت النظر لشاشة الهاتف تتأكد من اسم المتصل،،أجل إنه رقم هاتف شقيقتها ولكن لم هذا الصوت الرجولي الذي يحادثها ،وليس هو صوت زوجها؟؟هل يعقلل؟؟؟
...ألو في أحد عالخط؟؟
ياسمين: من معي ؟ايه هذا بيتها؟وشلون وصلك الجوال؟؟
...:الآنسة فرح حاليا بمشفى ال..... ،ووجدنا هذا الرقم مسجل باسم الوالدة
مجيئكم ضروري حتى توقعو على أوراق العملية اللي.....
أغلقت الهاتف وهتفت،،،تجيب على سؤال والدتها:
مين يلي عالجوال ياسمين؟؟
نظرت لوالدتها بهلع، خوف ربما ،،تلاها سرد سريع للحكاية ،التي لم تستوعب الأم منه سوى أن أحد فلذات قلبها قد دخلت المحطة الأخيرة التي تسبق القبر ،،ثوان قليلة وكانتا قد استقلتا سيارة ابنتها،،التي لم تستطع قيادتها بسبب عدم رضا والدتها بذلك ،فهي توقن أنه لن يعود بالخير عليهم،، وهي تتذكر ما حل بها قبل عشر سنوات ربما ،،ذكرى قديمة طفت على السطح،لتجدد فتق محاجر الدموع التي ظنت أنها قد جفت ، صاحت بالسائق ليتجه للمشفى،،استعجلته حتى كاد أن يصطدم بما أمامه عدة مرات ،،لكنهم وصلوا لمرماهم ،ترجلتا من السيارة تهرولان بهلع،،إحداهما ترتجف خوفا ،،ربما لفوبيا الفقدان ،،والأخرى تترنح بمشيتها،،،، وصلتا لمكتب الاستقبال فهتفت ،،،،
: فرح ماجد العلي ،،
... بعد أن طرقت من تقف على المكتب على بعض مفاتيح الحاسوب المضيء أمامها ،،
..,بالطابق التالت الممر على اليمين ،،،غرفة ١٩٩ ..
تقافزتا على السلالم،، ركضتا في الممر ، عندما تخليتا عن وقار الأنثى،،تبا للوقار وتبا لكل شيء في سبيل حيااااه.....
وصلتا . رقم مئة وتسع وتسعون،،تسمرت حدقتيهما على تلك التي يحتضنها الفراش الأبيض في المشفى وتغلق عينيها في هدوووووء
تقدمت بخطوات وئيدة ،فتحت الباب، وعيناها ما زالتا معلقتين بها ،،أما الأخرى فما زالت تحدق ،بعدم تصديق،باستنكار،بدهشة،واخيرا بألم أجتاح جوارحها،،تبعت والدتها،تناولت كرسيا قريبا ووضعته خلف والدتها بجانب رأس شقيقتها،،بينما جلست هي على جانب الفراش.....
...:حضراتكم أهل الآنسة فرح؟؟
...:إيه...اختصرت إجابتها بكلمة،،واحتفظت بالباقي لنفسها ،،توا تنبهت؟؟؟
ما الذي حصل ،كيف؟لم؟إين؟والأهم من السبب؟؟؟؟؟قاطع جولة تفكيرها التفاتة سريع من الممرضة التي طرحت السؤال عليهم توا لورائها،،، لقد أقبل بهيبته التي اعتاد عليها الجميع،،، بعينيه التي رغم اختلاف ألوانهما إلا أنهما تشتركان في بث منقطع النظير من الحزن ..ربما شيء غريب،، كل ذلك يخفيه خلف حجاب ضبابي يفضل أن يحتفظ بما يجول بكنهه لنفسه ليس مستعد للأسئلة....
...:المحقق والضابط على وصول ،إذا صحت بلغو الممرضة وهي راح تبلغنا،،،، ألقى جملته بحيادية تامة ثم حرك قدميه بعمليه رتيبة،،يتجه صوب الباب أوقفه جملة من يتفطر قلبها على تلك المستلقية أمامها بنبرة ألم يشوبها الاستفهام...
...:شو مالها دكتور؟؟ شو يلي صار؟؟
...لم يجب ،إنما حرك كتفيه للأعلى وأشار برأسه للممرضة،،تاركا لها المجال لشرح ما حدث، فكما صرح لنفسه سابقا غير مستعد لأي سؤال من أي نوع، وأكمل ما كان بصدد فعله،،توجه نحو الباب ،خرج من الغرفة، اتجه نحو غرفة مكتبه،خلع رداءه الأبيض ،أرجع كرسيه للخلف،،،فجلس عليه مستندا بمرفقيه فوق المكتب،واضعا رأسه على قبضتيه،،،،
أغمض عينيه بإرهاق مستميت،،،ثم فتحهما ببطء يوازي بطء تسلل الأفكار لعقله للتو،، عقد حاجبيه نتيجة مرور الأفكار بذهنه تباعا،،والدته من جهة،شقيقته،والفتاة التي لا تعلم ما يحاك من وراء ظهرها ،وأخيرا تنفيذه لعملية دون استشارة أهل المريضة،،لديه احتمال أنه لربما سيتعرض لمساءلة قانونية فقد أزهق روح لتحيا أخرى،،لكنه على يقين بأنه فعل الصواب،،،انتفض فجأة وأزاح جميع الأوراق أمامه،،،،،
إنها مغلقة...
يدور في حلقة مفرغة...
يعلم أنه عاد في الوقت بدل الضائع.....
هب واقفا ينتوي الرحيل للامكان ،،تناول مفاتيح سيارته وانطلق مسرعا يلف بها الشوارع،،عله يلمح طيف حل لمعضلته..
*************
...:سيادة حضرتك،، احنا تفاجأنا لما جه الدكتور طلال وهو حامل مدام بين إيديه ،،المدام بنت حضرتك ،وكانت بتنزف أوي،،دخلناها فورا لغرفة الطوارئ اتضح لنا إنها كانت حامل بالشهر التالت....
اتسعت عيني من تستمعان بصمت ،،هل يعقل أن تحمل بكرها وهي آخر من يعلم؟؟؟ولكن هذه هي الدنيا كل يتلقى منها صفعة إما أن تفيقه،،وإما أن تكون القاضية...
استطردت الممرضة ذات اللكنة المصرية قائلة...
.:وتفاجأنا بعدها إنها كانت حامل بتوأم،،
...:توأم؟؟؟
..: أيوة توأم..، بس الظاهر إنها كانت بتعتنيش بنفسها والتغذية متدهورة،، وكان في المدام شوية رضوض نتيجة سقوطها من على درج يمكن أو حاجة مرتفعة مش متأكدين،، بس لما كشف حضرة الدكتور طلال عليها ،كان واحد من التوأم (بللت شفتاها في توتر)....توفى اتصلنا على موبايل حضرتك عشان ناخد موافقة أهلها اللي هم حضراتكم إنو نجهض الجنين الميت ،،بس حضرتك سكرتي الموبايل قبل ما ناخد الموافقة،،ووجود الجنين الميت داخل رحم المدام خطر على توأمه وعلى حياة حضرتها ، فاضطر الدكتور طلال يعمللها العملية على مسؤوليته ،ينقذ الروحين على أمل إنو تكونو موافقين
على قرارو .....
الوالدة:كتر خيرو،،، لم يتسع لها سوى بهذه الكلمات القليلة......
ثوان قليلة وسمعت صوت قرع الأقدام على الأرضية السيراميكية للغرفة، التفتت ياسمين،وجدت من يتوشح بذاك الرداء الكحلي الرسمي، بصحبة أحدهم ،لم تنتبه للآخر ،لا تعلم لم؟؟ولكن هناك هالة ما تغطي حوله،،
: ما صحصحت؟؟
أجابته بتحريك رأسها يمينا وشمالا عقدة ما ؟لا تدري ماهيتها التفت حول لسانها،،، فناب عنه رأسها .....
تراجع الشرطي ومن معه من حيث أتيا ، ينتظران تلك التي تستلقي على الفراش ،،، ليجمعا خيوط هذه الحالة ،حتى ينسجا لها بذلة تتمخض عن ولادة جديدة ، حياة جديدة ،،،،،
تآكل رأسها ككل أم من كثرة القلق ، استرجاع ما مضى ،تطبيق على ما ترى ، انحدرت قطرات ساخنة تنحت في وجنتيها مسارا كان قد أغلق لعمليات الصيانة ،لكنها استأنفت التدمير واستقرت على زوايا شفتيها ،
وككل أم حملت ،ولدت ،ربت ،وعلمت ،وأدبت ،و سهرت،ووو.. لو نفذت أحرف العطف لن ينفذ أغدقت وتغدق وستغدق على تلك القطع من روحها ،أبنائها ،تراءى لها مشهدا قديم،رؤيا قديما أكل عليها الزمن وشرب،
تتذكرها كما لو استفاقت منها حالا ، ذكرى آنية جعلت مقلتيها تتمخض عن المزيد من تلك القطرات الحارة،،،،،،
حركت أصابعا،،،رمشت عيونا ،وارتجفت الشفاه ،ثم تدفق النور لمحيطها الذي يسكن جفنيها،،لوهلة ظنت أنه حلم ،لكنه وااقع ،التفتت لوالدتها ،
.:يما،،،
استفاقت تلك ،تهللت أساريرها ،،لم يقع ما توقعت ،بل وقع ما قدر له أن يقع .....
لم تكن تشعر بهذا القلق الذي يصاحب والدتها ،لأنها وكما تعلم أن شقيقتها ستفيق، كانت تحافظ على هدوئها طوال الوقت أمسكت بيد شقيقتها في حنو بالغ،، نظرت لوالدتها التي تبتسم بين شلالات دموعها ،وشقيقتها التي تبستم بين جنبات ألمها ،وهي التي تبتسم بين ثقتها بمن نفخ فيها روحا ،،وبمن أشبعها علما حد الثمالة،،، وقفت متجه صوب الباب ،،وخطوة فأخرى،، تعثر،، فسقطة وشيكة،، ثم إغماض ،،يليها فتحها لعينيها التي لا يبان سواهما من حجابها ،على اتساعهما تداركت الموقف وهبت واقفة على قدميها ،تلعن ساقها في سرها ،التي أوقعتها في مثل هذا الموقف الغبي من وجهة نظرها، حملقت بأرضية الغرفة معتذرة ثم هرولت خارجا ها هو ذا, ذا الرداء الكحلي قد منعها من السقووط،، جلست على إحدي الكراسي المصطفة باتساق في ممر المشفى ،،خرجت والدتها بعد لحظات قليلة لتعطي فرصة للضابط والمحقق في تجميع أشلاء القضية ،،،،
بعد دقائق قليلة خرجا من الغرفة ،،أحدهما يتكلم والآخر على ما يبدو يسجل ملاحظات، توجهت الوالدو فورا لغرفة فتاتها ،ومن ملامحها أيقنت أنها علمت ما حل بها ،، جلست بجوار فراش ابنتها ،،،تخمن ما الذي حصل؟؟؟
»»»»»»»»»»»»
ياسمين.: المهم ،،عرفنا إنو زوج فرح _رحمة الله عليه_توفى بحادث سير
ثم مسحت دمعة فارة بغتة فاستطردت...
..:وأول ما سمعت فرح الخبر انصدمت ونزلت عالسلم ركض وقعت على آخر أربع درجات فيه ،، وبعدين قامت وطلعت عالشارع تدوره،،وكانت تنزف وقتها من السقطة،، والدكتور شافها وصار اللي صار ....وهذاهي القصة من طقطق للسلام عليكم متل ما تريدين...
لم تدر من أين تلقفتها يدي صديقتها تولين ،،احتضنتها بأخوية بحتة ، ...
...:كل ذا تمرين فيه وأنا آخر من يعلم ...
ثم حولت نبرتها للمزاح الماكر...
...:بس ما قلتيلي منهو حبيب القلب ،؟؟
...: قلنا بسولفلك القصة الحزينة تنسين ،بس وين هذي تولين ولازم تحشر خشمها ،،،
..:لا تضيعي السالفة ،، احزرلك أنا؟ ،،أبو عيون مختلفين مو؟؟
...: لأ،،الشرطي
...:ههههههه ،والله منتي قليلة أختك بالمشفى وانتي تحبحبين،،صدق شخبار أختك الحين؟؟؟
..: الحمدلله أحسن من قبل ،والدكتور طلال نفسه يشرف على حالتها،،لانو بالفترة اللي طافت أهملت صحتها كتير ،والتأثير عالجنين كان كبير،،،،فاضطر إنو يشرف بنفسه....
...:حصل خير,,,بس تصدقين ما اتخيل منظرك مع شرطي ،تهاوشينه هيك ولا هيك يهفك بالمسدس ههههههههه
...:الدنيا دوارة ،،واليوم اللي اتشمت فيكي فيه احسه قريب حييل ،،
..:تحلمين أنا جنس الشباب كله على بعضه ما اطيقه تريديني أحب؟ خبلة أنا ولا خبلة؟؟ خلني كذا بحريتي إريح من مقابلة خششهم ....
..:نشوف وراكي وراكي والزمن طويل وقولي ياسمين قالت،،،،،
وبعد عدة مناوشات هبت واقفة تنظر لساعتها تنتوي الرحيل ،، ارتدت ما أتت به وخرجت ، وجدها من كان يتربص بها منذ دخولها من الباب الخارجي ،،،سد طريقها مرر ليدها ورقة،وبطرفة عين رحل ولم يترك له أثر
نظرت بذهول ،إنه علي ،شقيق صديقتها، ناظرت ما طواه بيدها دسته بحقيبتها ورحلت ،،تتهادى خطواتها مسرعة نحو السيارة غريزتها الفضولية أجبرتها على فتحها،،,ولكنها لم تجرء على التهام أحرفها ،،، عندما وصلت المنزل أسرعت تصعد الدرجات لغرفتها تقتنص بعض الخصوصية ،،بعد فتحها وقراءتها أدركت أنه ام يكن سوى تصريح بالغرق في بحر عشقها يؤكد لها فيها أنه سيستلم صك الملكية عما.. قريييييب.......علمت لم كانت صديقتها متأكدة من وقوعها مثلها قريبا،ربما تعلم مسبقا ما سيفعل شقيقها،،
نظرت بسخربة للاشيئ ورفعت زاوية شفتاها...
...:تظن اني بهالسهوله يا علي ،،وتتفقون علي بعد؟؟؟ ما هقيتها!!
**************
فلا تحكم بما ترى فالصبار رغم قسوته يظل زهرة والفراشة رغم جمالها تبقى حشرة.....
جالسة على الأرجوحة،،تودي بها أماما وخلفا ، كما تترنح أفكارها تماما، لما فعل ذلك؟؟ هل هو يبث صدقا أم ينفث سما؟؟ لا تعلم ....تتذكر أحداث البارحة....
Flash pack ❣❣❣
وقفت أمامه على أطراف أصابع قدميها وقبلت وجنته قائله ..
: أنت تؤمر أمر يابوي عالساعة ثمان أكون منثبرة بالبيت ولا يهمك ..
ثم ذهبت تهرول للخارج ،، دلفت للسيارة واخبرت السائق ,هندي الجنسية, الذي خصصه والدها للعائله بأن توجه إلى منزل صديقتها...
: انت روح على بيت فريند أنا ، انت تعرف هو اوكي ؟
:حاضر مدام..
(هانت يا ياسمين ،ما أخليك غير لم تحكيلي منهو اللي سرق القلب ...)
وجلست تخطط كما اعتادت ،، ثم فجأة وبلا سابق إنذار ابتسمت ببلاهة ،وعلت شفتيها بعدها ابتسامة شيطانية...
فهذه هي تولين لن تحيد عن قرارها ما لم تعترف صديقتها به ، فقد أخبرتها قبل وقت ليس بالبعيد ،تلميحا بسيطا حتى تثير جنون الأنثى الفضولية بداخلها ،ولكن على ما يبدو أنها ستقلب الطاوله عليها وتكتشف من وجد مفاتح الأقفال الصدئة التي أبقت عليها صديقتها ببئر عميق ، لن ينزله سوى من يعلم تماما أين يخطو ، وأين سيجد المفتاح ....لربما أمسك هو بأطراف خيوط النور المتسللة من الصدع الذي ظنته قد التئم .....
..: وصلنا بيت مدام....
تنبهت على صوت السائق تناولت حقيبتها وهاتفها وعدلت من حجابها الذي لا يفصح سوى عن عينيها ،،، فتحت الباب،ثم أفلتت قدماها للرياح ،،انطلقت مسرعة تتهادى نحو البوابة الحديدية الكبيرة ، دفعتها بصعوبة متوجهة نحو الداخل ،،اجتازت الممر الذي يحاصره من كلا الجانبين أزهارا وشجيرات تتنبأ بحمل الأثمار ،، صعدت الدرجتين اللتين تسبقان الباب بقليل ،ثم جمعت أصابعها في راحة يدها وطرقت الباب مرة ، واثنتين،،، حثها صوت سمعته على فتح الباب والدخول ،،
::تفضلي يا بنتي ، افتحي الباب ما في حدا هون ،،،فتحت الباب ثم دخلت ،،تلقي السلام على أهل البيت ،
تولين:السلام عليكم يا خالة شلونك ؟؟
..: الحمدلله ، لك ادخلي لجوا ، لشو واقفة عالباب ، ثم استطردت بعد أن خطت تولين للداخل ،
: كيفكن وشو أخبار الوالدة؟
: الحمدلله كلو تمام يسلمون عليك..
:: طيب منيح الحمدلله ،ياسمين عم تنتظرك فوق هلأ اطلعيلا....
هرولت على السلالم بسرعة ، بعد أن أومئت برأسها للوالدة ،، طرقت الباب ودلفت قبل أن تسمع إذنا بالدخول ،،،،
: حيالله بمن جانا ، يا هلا يا هل..
: خلي عنك الهبال وعلميني ، وشلون صار ؟؟كيف؟ومتى ؟ووين اه اعترفي يا كذابة الكذابين ...
(وهي تقلد صوتها ) خلاص قلبي ما يتحمل ،وما راح انساه ،والحين يالخاينة شلون علميني من طقطق لسلام عليكم على قوله أمك
ياسمين: ول ول كليتني بقشوري طيب، سلمي بالأول انتم عرق اللقافة عندكم بالعايلة ينط نط
تولين وهي تخلع حجابها وتفك أزرار عبائتها السوداء ،:
سلام عليكم ،وعليكم السلام، شخبارك شحوالك ، الحمدلله تمام ، يلا خلصيني هذاني سألت وجاوبت ..
::يقطع إبليسك ،،وشو له هالعجلة ؟
..أخذت نفسا طوليلا :الهم طولك يا روح، كأنك ما تعرفين منهو هذا اللي تسولفين عنه لي بالجوال،،؟؟قري واعترفي..
ابتسمت ياسمين بهدوء واكتست وجنتاها حمرة طفيفة قائلة....
::وااااه خقيت عليه لو تشوفين طول بعرض ،وجمال،، يا لبى قلبه بس،،،،
ولا لا ما تشوفيه ما صدقت الاقيه.
اطلقت تولين ضحكة رنانة من بين شفتيها ...
:والله وجاء اليوم الي انتقم فيه ،،هين وش بعد ، تغارين عليه ،،أثاري البنت غرقانة لشوشتها ،ههههههههههه
: اي اي تمسخري وش عليك ،،،
::هههههه احكيلي الموقف وشلون شفتيه ...؟؟؟
شردت بعينيها لذلك الوقت ،لتلك النظرة المشتتة ،،،، أخذت تسرد بإسهاب، تحدثها عن أحلامها الوردية. ،، وعن فارسها الذي يمتطي الجواد الأبيض ،،
لكنها لاتدرك،فللعطاء في هذه الحياة سقف،لا يخترقه سلم نحو الأعلى ،
إنها تعطي وتأخذ ، تربت على صفحة وجهها بهدوء تمهيدا لصفعة تترك عليها بصمات غائرة ربما تندمل لكن آثارها لن تمحى ، ستظل تتراقص في هامش حياتها ربما ، أو على رأس قارعة طريقها، والاحتمال الذي تزيد فرصته وتقل ،،يعتمد على مناعة ضد الصدمات،،أن يبقى يسد نافذة الضوء في الممر الواصل بين ماضيها و مهاد مستقبلها المشرق كما تعتقد،،،،،
...: قبل يومين جا لجوال إمي اتصال من أختي فرح،والوالدة كانت بالمطبخ مدري وش تحوس فيه ،فرديت ٱنا على الجوال .....
»»»»»»»»»
...:هلا والله بالقاطعة ،لا أخبار ولا علو...
...: هذا بيت فرح ماجد العلي؟؟
ياسمين أعادت النظر لشاشة الهاتف تتأكد من اسم المتصل،،أجل إنه رقم هاتف شقيقتها ولكن لم هذا الصوت الرجولي الذي يحادثها ،وليس هو صوت زوجها؟؟هل يعقلل؟؟؟
...ألو في أحد عالخط؟؟
ياسمين: من معي ؟ايه هذا بيتها؟وشلون وصلك الجوال؟؟
...:الآنسة فرح حاليا بمشفى ال..... ،ووجدنا هذا الرقم مسجل باسم الوالدة
مجيئكم ضروري حتى توقعو على أوراق العملية اللي.....
أغلقت الهاتف وهتفت،،،تجيب على سؤال والدتها:
مين يلي عالجوال ياسمين؟؟
نظرت لوالدتها بهلع، خوف ربما ،،تلاها سرد سريع للحكاية ،التي لم تستوعب الأم منه سوى أن أحد فلذات قلبها قد دخلت المحطة الأخيرة التي تسبق القبر ،،ثوان قليلة وكانتا قد استقلتا سيارة ابنتها،،التي لم تستطع قيادتها بسبب عدم رضا والدتها بذلك ،فهي توقن أنه لن يعود بالخير عليهم،، وهي تتذكر ما حل بها قبل عشر سنوات ربما ،،ذكرى قديمة طفت على السطح،لتجدد فتق محاجر الدموع التي ظنت أنها قد جفت ، صاحت بالسائق ليتجه للمشفى،،استعجلته حتى كاد أن يصطدم بما أمامه عدة مرات ،،لكنهم وصلوا لمرماهم ،ترجلتا من السيارة تهرولان بهلع،،إحداهما ترتجف خوفا ،،ربما لفوبيا الفقدان ،،والأخرى تترنح بمشيتها،،،، وصلتا لمكتب الاستقبال فهتفت ،،،،
: فرح ماجد العلي ،،
... بعد أن طرقت من تقف على المكتب على بعض مفاتيح الحاسوب المضيء أمامها ،،
..,بالطابق التالت الممر على اليمين ،،،غرفة ١٩٩ ..
تقافزتا على السلالم،، ركضتا في الممر ، عندما تخليتا عن وقار الأنثى،،تبا للوقار وتبا لكل شيء في سبيل حيااااه.....
وصلتا . رقم مئة وتسع وتسعون،،تسمرت حدقتيهما على تلك التي يحتضنها الفراش الأبيض في المشفى وتغلق عينيها في هدوووووء
تقدمت بخطوات وئيدة ،فتحت الباب، وعيناها ما زالتا معلقتين بها ،،أما الأخرى فما زالت تحدق ،بعدم تصديق،باستنكار،بدهشة،واخيرا بألم أجتاح جوارحها،،تبعت والدتها،تناولت كرسيا قريبا ووضعته خلف والدتها بجانب رأس شقيقتها،،بينما جلست هي على جانب الفراش.....
...:حضراتكم أهل الآنسة فرح؟؟
...:إيه...اختصرت إجابتها بكلمة،،واحتفظت بالباقي لنفسها ،،توا تنبهت؟؟؟
ما الذي حصل ،كيف؟لم؟إين؟والأهم من السبب؟؟؟؟؟قاطع جولة تفكيرها التفاتة سريع من الممرضة التي طرحت السؤال عليهم توا لورائها،،، لقد أقبل بهيبته التي اعتاد عليها الجميع،،، بعينيه التي رغم اختلاف ألوانهما إلا أنهما تشتركان في بث منقطع النظير من الحزن ..ربما شيء غريب،، كل ذلك يخفيه خلف حجاب ضبابي يفضل أن يحتفظ بما يجول بكنهه لنفسه ليس مستعد للأسئلة....
...:المحقق والضابط على وصول ،إذا صحت بلغو الممرضة وهي راح تبلغنا،،،، ألقى جملته بحيادية تامة ثم حرك قدميه بعمليه رتيبة،،يتجه صوب الباب أوقفه جملة من يتفطر قلبها على تلك المستلقية أمامها بنبرة ألم يشوبها الاستفهام...
...:شو مالها دكتور؟؟ شو يلي صار؟؟
...لم يجب ،إنما حرك كتفيه للأعلى وأشار برأسه للممرضة،،تاركا لها المجال لشرح ما حدث، فكما صرح لنفسه سابقا غير مستعد لأي سؤال من أي نوع، وأكمل ما كان بصدد فعله،،توجه نحو الباب ،خرج من الغرفة، اتجه نحو غرفة مكتبه،خلع رداءه الأبيض ،أرجع كرسيه للخلف،،،فجلس عليه مستندا بمرفقيه فوق المكتب،واضعا رأسه على قبضتيه،،،،
أغمض عينيه بإرهاق مستميت،،،ثم فتحهما ببطء يوازي بطء تسلل الأفكار لعقله للتو،، عقد حاجبيه نتيجة مرور الأفكار بذهنه تباعا،،والدته من جهة،شقيقته،والفتاة التي لا تعلم ما يحاك من وراء ظهرها ،وأخيرا تنفيذه لعملية دون استشارة أهل المريضة،،لديه احتمال أنه لربما سيتعرض لمساءلة قانونية فقد أزهق روح لتحيا أخرى،،لكنه على يقين بأنه فعل الصواب،،،انتفض فجأة وأزاح جميع الأوراق أمامه،،،،،
إنها مغلقة...
يدور في حلقة مفرغة...
يعلم أنه عاد في الوقت بدل الضائع.....
هب واقفا ينتوي الرحيل للامكان ،،تناول مفاتيح سيارته وانطلق مسرعا يلف بها الشوارع،،عله يلمح طيف حل لمعضلته..
*************
...:سيادة حضرتك،، احنا تفاجأنا لما جه الدكتور طلال وهو حامل مدام بين إيديه ،،المدام بنت حضرتك ،وكانت بتنزف أوي،،دخلناها فورا لغرفة الطوارئ اتضح لنا إنها كانت حامل بالشهر التالت....
اتسعت عيني من تستمعان بصمت ،،هل يعقل أن تحمل بكرها وهي آخر من يعلم؟؟؟ولكن هذه هي الدنيا كل يتلقى منها صفعة إما أن تفيقه،،وإما أن تكون القاضية...
استطردت الممرضة ذات اللكنة المصرية قائلة...
.:وتفاجأنا بعدها إنها كانت حامل بتوأم،،
...:توأم؟؟؟
..: أيوة توأم..، بس الظاهر إنها كانت بتعتنيش بنفسها والتغذية متدهورة،، وكان في المدام شوية رضوض نتيجة سقوطها من على درج يمكن أو حاجة مرتفعة مش متأكدين،، بس لما كشف حضرة الدكتور طلال عليها ،كان واحد من التوأم (بللت شفتاها في توتر)....توفى اتصلنا على موبايل حضرتك عشان ناخد موافقة أهلها اللي هم حضراتكم إنو نجهض الجنين الميت ،،بس حضرتك سكرتي الموبايل قبل ما ناخد الموافقة،،ووجود الجنين الميت داخل رحم المدام خطر على توأمه وعلى حياة حضرتها ، فاضطر الدكتور طلال يعمللها العملية على مسؤوليته ،ينقذ الروحين على أمل إنو تكونو موافقين
على قرارو .....
الوالدة:كتر خيرو،،، لم يتسع لها سوى بهذه الكلمات القليلة......
ثوان قليلة وسمعت صوت قرع الأقدام على الأرضية السيراميكية للغرفة، التفتت ياسمين،وجدت من يتوشح بذاك الرداء الكحلي الرسمي، بصحبة أحدهم ،لم تنتبه للآخر ،لا تعلم لم؟؟ولكن هناك هالة ما تغطي حوله،،
: ما صحصحت؟؟
أجابته بتحريك رأسها يمينا وشمالا عقدة ما ؟لا تدري ماهيتها التفت حول لسانها،،، فناب عنه رأسها .....
تراجع الشرطي ومن معه من حيث أتيا ، ينتظران تلك التي تستلقي على الفراش ،،، ليجمعا خيوط هذه الحالة ،حتى ينسجا لها بذلة تتمخض عن ولادة جديدة ، حياة جديدة ،،،،،
تآكل رأسها ككل أم من كثرة القلق ، استرجاع ما مضى ،تطبيق على ما ترى ، انحدرت قطرات ساخنة تنحت في وجنتيها مسارا كان قد أغلق لعمليات الصيانة ،لكنها استأنفت التدمير واستقرت على زوايا شفتيها ،
وككل أم حملت ،ولدت ،ربت ،وعلمت ،وأدبت ،و سهرت،ووو.. لو نفذت أحرف العطف لن ينفذ أغدقت وتغدق وستغدق على تلك القطع من روحها ،أبنائها ،تراءى لها مشهدا قديم،رؤيا قديما أكل عليها الزمن وشرب،
تتذكرها كما لو استفاقت منها حالا ، ذكرى آنية جعلت مقلتيها تتمخض عن المزيد من تلك القطرات الحارة،،،،،،
حركت أصابعا،،،رمشت عيونا ،وارتجفت الشفاه ،ثم تدفق النور لمحيطها الذي يسكن جفنيها،،لوهلة ظنت أنه حلم ،لكنه وااقع ،التفتت لوالدتها ،
.:يما،،،
استفاقت تلك ،تهللت أساريرها ،،لم يقع ما توقعت ،بل وقع ما قدر له أن يقع .....
لم تكن تشعر بهذا القلق الذي يصاحب والدتها ،لأنها وكما تعلم أن شقيقتها ستفيق، كانت تحافظ على هدوئها طوال الوقت أمسكت بيد شقيقتها في حنو بالغ،، نظرت لوالدتها التي تبتسم بين شلالات دموعها ،وشقيقتها التي تبستم بين جنبات ألمها ،وهي التي تبتسم بين ثقتها بمن نفخ فيها روحا ،،وبمن أشبعها علما حد الثمالة،،، وقفت متجه صوب الباب ،،وخطوة فأخرى،، تعثر،، فسقطة وشيكة،، ثم إغماض ،،يليها فتحها لعينيها التي لا يبان سواهما من حجابها ،على اتساعهما تداركت الموقف وهبت واقفة على قدميها ،تلعن ساقها في سرها ،التي أوقعتها في مثل هذا الموقف الغبي من وجهة نظرها، حملقت بأرضية الغرفة معتذرة ثم هرولت خارجا ها هو ذا, ذا الرداء الكحلي قد منعها من السقووط،، جلست على إحدي الكراسي المصطفة باتساق في ممر المشفى ،،خرجت والدتها بعد لحظات قليلة لتعطي فرصة للضابط والمحقق في تجميع أشلاء القضية ،،،،
بعد دقائق قليلة خرجا من الغرفة ،،أحدهما يتكلم والآخر على ما يبدو يسجل ملاحظات، توجهت الوالدو فورا لغرفة فتاتها ،ومن ملامحها أيقنت أنها علمت ما حل بها ،، جلست بجوار فراش ابنتها ،،،تخمن ما الذي حصل؟؟؟
»»»»»»»»»»»»
ياسمين.: المهم ،،عرفنا إنو زوج فرح _رحمة الله عليه_توفى بحادث سير
ثم مسحت دمعة فارة بغتة فاستطردت...
..:وأول ما سمعت فرح الخبر انصدمت ونزلت عالسلم ركض وقعت على آخر أربع درجات فيه ،، وبعدين قامت وطلعت عالشارع تدوره،،وكانت تنزف وقتها من السقطة،، والدكتور شافها وصار اللي صار ....وهذاهي القصة من طقطق للسلام عليكم متل ما تريدين...
لم تدر من أين تلقفتها يدي صديقتها تولين ،،احتضنتها بأخوية بحتة ، ...
...:كل ذا تمرين فيه وأنا آخر من يعلم ...
ثم حولت نبرتها للمزاح الماكر...
...:بس ما قلتيلي منهو حبيب القلب ،؟؟
...: قلنا بسولفلك القصة الحزينة تنسين ،بس وين هذي تولين ولازم تحشر خشمها ،،،
..:لا تضيعي السالفة ،، احزرلك أنا؟ ،،أبو عيون مختلفين مو؟؟
...: لأ،،الشرطي
...:ههههههه ،والله منتي قليلة أختك بالمشفى وانتي تحبحبين،،صدق شخبار أختك الحين؟؟؟
..: الحمدلله أحسن من قبل ،والدكتور طلال نفسه يشرف على حالتها،،لانو بالفترة اللي طافت أهملت صحتها كتير ،والتأثير عالجنين كان كبير،،،،فاضطر إنو يشرف بنفسه....
...:حصل خير,,,بس تصدقين ما اتخيل منظرك مع شرطي ،تهاوشينه هيك ولا هيك يهفك بالمسدس ههههههههه
...:الدنيا دوارة ،،واليوم اللي اتشمت فيكي فيه احسه قريب حييل ،،
..:تحلمين أنا جنس الشباب كله على بعضه ما اطيقه تريديني أحب؟ خبلة أنا ولا خبلة؟؟ خلني كذا بحريتي إريح من مقابلة خششهم ....
..:نشوف وراكي وراكي والزمن طويل وقولي ياسمين قالت،،،،،
وبعد عدة مناوشات هبت واقفة تنظر لساعتها تنتوي الرحيل ،، ارتدت ما أتت به وخرجت ، وجدها من كان يتربص بها منذ دخولها من الباب الخارجي ،،،سد طريقها مرر ليدها ورقة،وبطرفة عين رحل ولم يترك له أثر
نظرت بذهول ،إنه علي ،شقيق صديقتها، ناظرت ما طواه بيدها دسته بحقيبتها ورحلت ،،تتهادى خطواتها مسرعة نحو السيارة غريزتها الفضولية أجبرتها على فتحها،،,ولكنها لم تجرء على التهام أحرفها ،،، عندما وصلت المنزل أسرعت تصعد الدرجات لغرفتها تقتنص بعض الخصوصية ،،بعد فتحها وقراءتها أدركت أنه ام يكن سوى تصريح بالغرق في بحر عشقها يؤكد لها فيها أنه سيستلم صك الملكية عما.. قريييييب.......علمت لم كانت صديقتها متأكدة من وقوعها مثلها قريبا،ربما تعلم مسبقا ما سيفعل شقيقها،،
نظرت بسخربة للاشيئ ورفعت زاوية شفتاها...
...:تظن اني بهالسهوله يا علي ،،وتتفقون علي بعد؟؟؟ ما هقيتها!!
**************