الفرق بين الساعة السادسة صباحا .. والساعة السابعة صباحا

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناشر خير
    عـضـو
    • Feb 2017
    • 3

    الفرق بين الساعة السادسة صباحا .. والساعة السابعة صباحا

    في الساعة السادسة صباحا خصوصا في فصل الشتاء الآن، والتي تسبق تقريبا خروج صلاة الفجر عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما تكبر (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فرشهم،
    بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويتركون فتيان المنزل وفتياته في سباتهم.. حسنا .. انتهينا الآن من مشهد الساعة السادسة .. ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة .. ما إن تأتي الساعة السابعة والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج .. وبدأ وقت الدراسة والدوام.. إلا وتتحول الشوارع وكأنما أطلقت في البيوت صفارات الإنذار.. حركة متسارعة.. وطرقات تتدافع.. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة..
    ومقاهي تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل.. أعرف كثيرا من الآباء والأمهات يودون أن أولادهم لو صلوا الفجر في وقتها، يودون فقط، بمعنى لو لم يؤدها أبناؤهم فلن يتغير شيء،
    لكن لو تأخر الابن "دقائق" فقط، نعم أنا صادق دقائق فقط عن موعد الذهاب لمدرسته فإن شوطا من التوتر والانفعال يصيب رأس والديه.. وربما وجدت أنفاسهم الثائرة وهم واقفون على فراشه يصرخون فيه بكل ما أوتوا من الألفاظ المؤثرة لينهض لمدرسته.. هل هناك عيب أن يهتم الناس بأرزاقهم؟ هل هناك عيب بأن يهتم الناس بحصول أبنائهم على شهادات يتوظفون على أساسها؟
    بالتأكيد لا، بل هذا شئ محمود، ومن العيب أن يبقى الإنسان عالة على غيره.. لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب الإنسان من الصلاة؟
    بالله عليك .. أعد التأمل في حال الوالدين الذين يلقون كلمة عابرة على ولدهم وقت صلاة الفجر "فلان قم صل الله يهديك"
    ويمضون لحال شأنهم، لكن حين يأتي وقت "المدرسة والدوام"
    تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر عن مدرسته ودوامه.. بل هل تعلم يا أخي الكريم أن أحد الموظفين -وهو طبيب ومثقف- قال لي مرة:
    إنه منذ أكثر من عشر سنوات لم يصل الفجر إلا مع وقت الدوام.. يقولها بكل استرخاء..
    مطبق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها منذ مايزيد عن عشر سنوات. وقال لي مرة أحد الأقارب إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها، وفيها ثلة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة، قال لي:
    إننا قمنا مرة بمكاشفة من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها؟
    فلم نجد بيننا إلا واحدا من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه بالمرصاد (هل تصدق أنني لازلت أدعوا لزوجته تلك ) يا الله .. هل صارت المدرسة -التي هي طريق الشهادة- أعظم في قلوبنا من عمود الإسلام؟! هل صار وقت الدوام –الذي سيؤثر على نظرة رئيسنا لنا- أعظم في نفوسنا من نظرة الله لنا،
    وقد تركنا لقاءه في وقت من أهم الأوقات الخمسة التي حددها؟

    هذه المقارنة الأليمة بين الساعة السادسة والسابعة صباحا هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم من ديننا .. بل وانظر إلى ماهو أعجب من ذلك .. فكثير من الناس الذي يخرج صلاة الفجر عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه المادي يحصل له من الحسرة في قلبه بما يفوق مايجده من تأنيب الضمير إذا أخرج الصلاة عن وقتها.. كلما تذكرت كارثة الساعة السادسة والسابعة صباحا، وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله ورسوله
    والدار الآخرة؛ شعرت وكأن تاليا يتلوا علي من بعي دقوله تعالى في سورة التوبة:

    (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها
    وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره)

    ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟! هل بلغنا هذه الحال التي تصفها هذه الآية؟! ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة التي نخشى كسادها أعظم في نفوسنا من الله ورسوله والدار الآخرة؟!

    كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول الله تعالى:
    (ما عندكم ينفد وما عند الله باق)

    أخي العزيز أختي العزيزة.. حين تتذكر شخير الساعة السادسة صباحا، في مقابل هدير السابعة صباحا،
    فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى
    (بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى)..(كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة * وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة).

    المقارنة بين مشهدي الساعة السادسة والسابعة صباحا هي أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله..
    لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولا غناء (برغم أنها مسائل مهمة) أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها "الصلاة" ..
    التي قبضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر "الصلاة..الصلاة.." وكان ذلك آخر كلام رسول الله.. الصلاة التي عظمها الله في كتابه وذكرها في بضعة وتسعين موضعا تصبح شيئا هامشيا في حياتنا!
    تأمل يا أخي الكريم أختي الكريمة
    في قوله تعالى:(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا).

    والله الهادي إلى سواء السبيل
  • نيرمين اسماعيل
    عـضـو
    • May 2019
    • 2

    #2
    رد: الفرق بين الساعة السادسة صباحا .. والساعة السابعة صباحا

    جزاكى الله خيرا

    تعليق

    google Ad Widget

    تقليص
    يعمل...