السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ::
أتيت اليكم برواية من عالم خالطته مشاعر الحزن والأسى ..حبا في عالم جديد أكون فيه شخصا آخر حتى لو أجبرت أن ابعثر ذكرياتي أو أدفنها تحت زخات المطر ...
أتمنى حقا أن تعجبكم مع العلم انها ليست إلا خربشات طفلة ما زالت ترضع ادبا علها تصبح ابنته في يوم من الأيام..♡♡♡
.
الفصل الأول ::
كم كنت عمياء ..
كم كنت صماء ..
وهل يوجد لمثلي عزاء ..
اكان كل هذا غباء؟؟...بل كنت عادية اجل عادية .. وكم اصبحت اكره الاعتياد ..كل مافيه للحب والطمأنينة باب ..ماهذه السماء ...لماذا هي سوداء ؟؟؟...متى كان لها دموع ؟؟ ..متى كانت اخر مرة رايت فيها الربيع ..متى كان ذلك الدفأ يضمني ...لماذا لا تتحرك ياقلبي ..لماذا لا تبكين ياعيون ..اشتقت لدفأك ..اشتقت الى ذلك الشيئ..المسمى ...المسمى ..لقد نسيته!! ..هذا غريب؟؟..ذلك الشيئ الذي يجعلنا نضحك ..الذي يجعلنا نغط في نوم عميق بدون اي تفكير ..كم اشتقت اليه ..
مااسمه ..مااسمه ياترى ؟؟..
ولكن ماذا يهمني الان ..حتى وان عرفت ..فانا ميتة ..وقد سمعت ان الموتى لا يهتمون بالامور التي تركوها حين يودعون الحياة ...و لكن متى اذهب ؟؟..لقد قيل انه عالم جميل.. ذلك الذي يسمونه بالعالم الاخر ؛ ولكني مازلت عالقة هنا ..فما انا بحق والى اين انتمي ..
اصبحت انسى كثيرا في الآونة الاخيرة لعل عقلي آثر الهروب ..بينما لازلت انا انتظر الغروب لآوي لفراشي اخيرا ..
من كاميليا سيركوف الى .....
كاميليا ...كاميليا ..هل انتهيت ؟؟
نظرت الى الجهة اليسرى وهاهي ليدزي تنظر الي بحماس بعيناها البنيتين الكبيرتين و وجهها المستدير الذي يغطيه النمش وقد كان شعرها اكثر احمرارا في هذه الليلة المشمسة . ..قالت لي وهي تنظر الى امواج البحر الخفيفة التي تضرب اقدامنا في هدوء وكانها تحفزنا على الذهاب ...
:"..جميل اليس كذلك ..الآن سنرسل هاته الرسائل للبحر وفيها كل أحلامنا..اليس هذا رائعا...حقا.. ان هذا البحر لمعجزة ..قد يرسلها لمن تريدين مباشرة ..فلا تترددي .. "
تسللت ابتسامة خفيفة الى وجهي وانا ارى هاته الرسالة في يدي ووضعتها في قارورة زجاجية مثلما فعلت ليدزي التي رمتها في البحر بقوة وهي تدعو ان يجدها امير احلامها ..اما انا فقد بقيت ساكنة هناك و قطع شرودي قول ليدزي . ما الامر؟؟ لما لاترمينها ..الا تؤمنين بهاته القصص؟؟ .."
رددت عليها قائلة" ..ليس لي فارس احلام .."ابتسمت ثم اردفت :".. بل ليس لي احلام .."
سكتت ليدزي وقد بدى انها ستبكي فقد كانت دائما تنزعج من هذا مع انني لم اكن ارى فيه شيئا محزنا ..بل كنت أظن أن انتظار شيئ غير موجود أشد ألما ..امسكتني من ذراعي بقوة وقالت :"..كلا كاميليا يجب ان تفعلي هذا ايضا ...حتى وان لم يكن لك احلام هكذا هم البشر .."
بقيت انظر اليها ببرود وهي تعلم اني لم اتأثر ولو شبرا واحدا فانا لم اعد اعتبر نفسي بشرية على اي حال ...ولكنها لم تستسلم بل رفعت القارورة معي وقالت بصوت عالي وهي تنظر الى البحر ..قد لا يكون لدى هاته الفتاة اي عزاء ولا احدا لترسل له القارورة ...ولكن . ارسلها لاي احد ..ليفتحها ليحررها من نفسها ..و سقطت من عينيها بعض الدموع ..
بقيت انظر الى هذا البحر الواسع وانا اتسائل اذا كان هذا سيحررني ام سيجعلني ضائعة اكثر ..ثم قلت بهدوء :"..فلتاخذني الى ذلك المكان ..بعيدا عن هنا ..حررني .."
مسحت ليدزي دموعها ورمت القارورة معي وبقينا نراقبها حتى اختفت بين الامواج كاي شيئ اخر في هذا العالم ...
بدانا السير وقد كانت ليدزي تسبقني ببضعة خطوات وهي تدفع الرمل بقدميها كطفلة صغيرة و تتكلم بحماس عن اخبار عديدة و احداث مختلفة عن سكان المدينة ...جيرالدين صاحبة الفندق تكاد ان تفلس... و مات ابن الخباز يخرج مع لونا ابنة عميد البلدة والاخير مهدد باخلاء منصبه بعد كل قضايا الفساد التي اشيعت عنه ..و سوف يقومون بهدم المتحف القديم ليكون منزلا لاحد الاغنياء مما سبب استياءا كبيرا لدى السكان ..
و فجاة توقفت ليدزي عن الكلام وقالت و الانفعال واضح على محياها .."انه اليوم ..اليوم الذي من المفترض ان نرد فيه الدين .."
اجبتها بهدوء :"..ولكن ..ألم تقولي انك جمعته ؟؟."
سكتت ليدزي و قد ضاقت عيناها ثم أخيرا رفعت راسها ناحيتي وقالت :" ..لقد دفعته ثمنا لعلاج امي .."
تنهدت ثم أردفت قائلة :
:"..الطبيب ساعدنا كثيرا ..لقد قدم لنا وقتا اضافيا لنكمل مبلغ العملية ..اي انني دفعت كل شيئ و مازلت مدينة له .."
:"..و ماذا ستفعلين الآن .."
ضحكت وقالت بعد ان امسكت بيدي برفق :"..عزيزتي ..لا عليك ..ساترجاها ..سافعل اي شيئ لكي تمهلني اكثر..."
كاميليا :"..و لكن من اين ستدفعين الثمن ..انت لا تعملين الا في ذاك المحل الصغير للخياطة ..و لو انك ذهبت الى المصنع خارج القرية لحصلت على مال اكثر .."
"..ربما ولكن ليس لدي حل آخر .امي مريضة جدا و هي مقعدة ..لا يمكنها ان تفعل شيئا بنفسها .."
التزمت الصمت فليدزي ليست في حالة جيدة ابدا ..كما ان والدتها عصبية بسبب مرضها ولا احد يتحملها
قالت بعدما تابعنا السير ":..انا اسفة ..لم تصلي الى القرية الا منذ بضعة اسابيع وانا اتعبك بمشاكلي ...مشاكلك تكفيك ..انت تعيشين لوحدك و من تستاجرين عندها لا ترحم ابدا مع انك تدفعين المبلغ ..تابعت باستياء ..وليس هذا فقط بل يجب عليك ان تعملي حاضنة لاولادها الخمسة المشاغبين .....و كانها احضرت خادمة و الخادمة هي التي تدفع المال ..اففففف .."
ابتسمت فما قالته ليدزي كان صحيحا تماما فيما عدا الاطفال المشاغبين فهم اسوء من ذلك بكثير لقد كنت اعاملهم معاملة حسنة ولكن والدتهم تحرضهم علي فيفسدون كل ما اقوم به ..انا لم اكن اكرههم لذلك..فانى لهم الخيار.. انهم مجرد تابعين لمتسلطة لا تهمني ..فقد عانيت اكثر في قريتي السابقة ..وارى انني في حال افضل الآن ..
افترقت انا وليدزي عند مدخل القرية ذهبت هي راكضة كعادتها بينما توجهت انا للمنزل اذا كان من الممكن ان تسميه هكذا ...و كما ترون فيلاديلفيا ليست بالمكان الرائع فهي قرية نائية بعيدة عن كل الامدادات ولا يسكنها الى ذو الدخل المحدود ان لم يكن المعدوم و اغنى شخص هنا يملك جرارا .. و السكان بالكاد يستطيعون القراءة ..اما انا فقد كنت اعيش من قبل في قرية بونا البعيدة عن هذا المكان كثيرا و لكنها لم حالها ليس افضل من هاته سوى ان هناك مصنعا يجذب العمال ..و لكن بصراحة الجو هنا افضل بسبب قربها للبحر بينما قد غرقت بونا في بخارات المصانع الذي لم يعد محتملا ..
دخلت الى غرفتي (منزلي) اغلقت النافذة حتى اقي نفسي من حرارة الظهيرة نزعت قبعت القش القديمة وعلقتها بجانب المرآة بقيت انظر الى نفسي بهدوء و بسبب وضعية المرآة تأكدت ان مستاجر الغرفة السابق اقصر مني ..ربما كان طولي ميزة تساعدني في العمل مع انني كنت نحيفة جدا ..ربطت ظفيرة شعري الاسود للاعلى ..لان الاولاد سوف يستخدمونها كسلاح ضدي ..بقيت انظر الى وجهي الذي اصبحت لا اعرفه في مراة كثيرة فانا لم اعد انظر الى نفسي ابدا او اصبحت اؤثر ذلك ..ابتسمت بصعوبة و لكن عيناي لم تبتسما كالعادة ..لقد كانت عيوني مميزة ..كان لونهما الرمادي يثير بعض الخوف مثلما تقول ليدزي ..فهي تلفني بطابع من الغموض ..و في الحقيقة هي لم تخطئ فالكثير يعتبرونني طالع سوء ..كقطة سوداء ..
و ربما هم محقون فانا حقا اعتبر نفسي هكذا ايضا..مازلت اتذكر جيدا ذلك اليوم عندما كنت صغيرة ..لقد اخبروني انني لا اجلب الى الحظ السيئ لا يوجد مكان وطاته قدماي ولم يحدث له شيئ ..ولكنه ليس خطئي ..بطريقة مباشرة .. انا لم اختر ذلك ..وللاسف علي ان اقبل بالامر واعيش هكذا .. اصبحت معتادة على الامر ..كاميليا القطة السوداء انه اللقب الذي يعطونني اياه حالما يرونني ..
افقت من هذه الذكريات بعدما سمعت طرقا غير منت على الباب توجهت بسرعة لافتحه واذ بكين واقف عنده وهو يلهث ( كين هو الابن الاصغر للتي استأجر عندها و اكثره لطفا )
قال لي بصوت مرتفع بانفاس متقطعة :"..انها ..لقد جاءت احد السيدات الغنيات الى القرية ..لديها سياااارة راااائعة .."
ابتسمت ثم قلت ": هكذا اذا .غريب ما الذي اتى بها الى هنا ..."
قال لي وهو يومئ بقوة ":..اجل اجل غريب ..والاكثر غرابة هو انها عند منزل ليدزي صديقتك .."
و فجاة توقفت عن الكلام وبدات ابتسامتي تتلاشى جزئيا ..اذا كان هناك مراة غنيه فلا بد ان الامر فيه انة ..عندها وضعت قبعتي و ذهبت راكظة الى منزلها و بالفعل كان هناك سيارة جميلة وحولها اطفال القرية و لكن رجلا مخيفا كان يحرسها قررت ان ادخل المنزل لاعرف الامر ولكن لم يكن هناك داع لذلك ابدا فقد كانت المرأة عند الباب وليدزي تتراجها وهي تبكي ..اقتربت بين الناس وجدت ريتا هناك و قد بدت عليها نظرات الانزعاج و ما ان راتي اخبرتني كل شيئ فيبدوا ان هذه المراة هي التي كانت مدينة لهم ومن الواضح اناالمبلغ ليس بالقليل ..و لكنها لم تعد يمكنها الصبر اكثر ..ازحت نظري لاتفحص اي نوع من الناس هي وعلى عكس كل ما تخيلته فقد رايت امراة جميلة ذات ملابسا منسقة وقد كانت بشرتها ناعمة مقارنة بعمرها و ظهرت خصلات من شعر احمر تحت قبعتها وعينان زرقاوتان ضيقتان وابتسامة لم تغادر فاهها حتى مع الحالة التي كانت هنا بل في الحقيقة ليدزي هي الوحيدة التي بدت فاقدة لاعصابها ..قالت بصوت مرتفع ..:"..انا افهم ولكن ارجوك ..ارجوك تقبلي وضعي امهليني بعض الوقت وسوف اعيد المبلغ .."
ردت عليها المراة بصوت هادئ رقيق نوعا ما :"..اعذريني ولكنني متاكدة انك لن تعيدي لي المبلغ لانك مديونة لطبيب آخر ايضا ."
اما ليدزي فقظ بقيت تتراجها دون ملل ..تنهدت ريتا وقالت :"..العزائج ..مثل والدة ليدزي يجب ان يموتو فحسب ..انهم ليسوا الا ثقلا على كاهل الجميع.." تابعت المراة كلامها بهدوء :"..لقد قلت كلمتي فبما انا والدك ..رحمه الله ..كان عاملا مهما عندنا فهاانا ذا اعطيع فرصة لا مثيل لها بان تعملي خادمة تحت رعايتي ..وانت تعرفين معنى ذلك .."
بقيت ليدزي ساكتة بينما قالت لي ريتا والدهشة عليها ..لا اصدق انه عمل صعب و لكن لا يوجد افضل منه للخادمات فالعمل مؤكد و المال جيد جدا .."
سالتها ببرود :"..اذا لماذا لا تقبل؟"[/SIZE]
أتيت اليكم برواية من عالم خالطته مشاعر الحزن والأسى ..حبا في عالم جديد أكون فيه شخصا آخر حتى لو أجبرت أن ابعثر ذكرياتي أو أدفنها تحت زخات المطر ...
أتمنى حقا أن تعجبكم مع العلم انها ليست إلا خربشات طفلة ما زالت ترضع ادبا علها تصبح ابنته في يوم من الأيام..♡♡♡
.
الفصل الأول ::
كم كنت عمياء ..
كم كنت صماء ..
وهل يوجد لمثلي عزاء ..
اكان كل هذا غباء؟؟...بل كنت عادية اجل عادية .. وكم اصبحت اكره الاعتياد ..كل مافيه للحب والطمأنينة باب ..ماهذه السماء ...لماذا هي سوداء ؟؟؟...متى كان لها دموع ؟؟ ..متى كانت اخر مرة رايت فيها الربيع ..متى كان ذلك الدفأ يضمني ...لماذا لا تتحرك ياقلبي ..لماذا لا تبكين ياعيون ..اشتقت لدفأك ..اشتقت الى ذلك الشيئ..المسمى ...المسمى ..لقد نسيته!! ..هذا غريب؟؟..ذلك الشيئ الذي يجعلنا نضحك ..الذي يجعلنا نغط في نوم عميق بدون اي تفكير ..كم اشتقت اليه ..
مااسمه ..مااسمه ياترى ؟؟..
ولكن ماذا يهمني الان ..حتى وان عرفت ..فانا ميتة ..وقد سمعت ان الموتى لا يهتمون بالامور التي تركوها حين يودعون الحياة ...و لكن متى اذهب ؟؟..لقد قيل انه عالم جميل.. ذلك الذي يسمونه بالعالم الاخر ؛ ولكني مازلت عالقة هنا ..فما انا بحق والى اين انتمي ..
اصبحت انسى كثيرا في الآونة الاخيرة لعل عقلي آثر الهروب ..بينما لازلت انا انتظر الغروب لآوي لفراشي اخيرا ..
من كاميليا سيركوف الى .....
كاميليا ...كاميليا ..هل انتهيت ؟؟
نظرت الى الجهة اليسرى وهاهي ليدزي تنظر الي بحماس بعيناها البنيتين الكبيرتين و وجهها المستدير الذي يغطيه النمش وقد كان شعرها اكثر احمرارا في هذه الليلة المشمسة . ..قالت لي وهي تنظر الى امواج البحر الخفيفة التي تضرب اقدامنا في هدوء وكانها تحفزنا على الذهاب ...
:"..جميل اليس كذلك ..الآن سنرسل هاته الرسائل للبحر وفيها كل أحلامنا..اليس هذا رائعا...حقا.. ان هذا البحر لمعجزة ..قد يرسلها لمن تريدين مباشرة ..فلا تترددي .. "
تسللت ابتسامة خفيفة الى وجهي وانا ارى هاته الرسالة في يدي ووضعتها في قارورة زجاجية مثلما فعلت ليدزي التي رمتها في البحر بقوة وهي تدعو ان يجدها امير احلامها ..اما انا فقد بقيت ساكنة هناك و قطع شرودي قول ليدزي . ما الامر؟؟ لما لاترمينها ..الا تؤمنين بهاته القصص؟؟ .."
رددت عليها قائلة" ..ليس لي فارس احلام .."ابتسمت ثم اردفت :".. بل ليس لي احلام .."
سكتت ليدزي وقد بدى انها ستبكي فقد كانت دائما تنزعج من هذا مع انني لم اكن ارى فيه شيئا محزنا ..بل كنت أظن أن انتظار شيئ غير موجود أشد ألما ..امسكتني من ذراعي بقوة وقالت :"..كلا كاميليا يجب ان تفعلي هذا ايضا ...حتى وان لم يكن لك احلام هكذا هم البشر .."
بقيت انظر اليها ببرود وهي تعلم اني لم اتأثر ولو شبرا واحدا فانا لم اعد اعتبر نفسي بشرية على اي حال ...ولكنها لم تستسلم بل رفعت القارورة معي وقالت بصوت عالي وهي تنظر الى البحر ..قد لا يكون لدى هاته الفتاة اي عزاء ولا احدا لترسل له القارورة ...ولكن . ارسلها لاي احد ..ليفتحها ليحررها من نفسها ..و سقطت من عينيها بعض الدموع ..
بقيت انظر الى هذا البحر الواسع وانا اتسائل اذا كان هذا سيحررني ام سيجعلني ضائعة اكثر ..ثم قلت بهدوء :"..فلتاخذني الى ذلك المكان ..بعيدا عن هنا ..حررني .."
مسحت ليدزي دموعها ورمت القارورة معي وبقينا نراقبها حتى اختفت بين الامواج كاي شيئ اخر في هذا العالم ...
بدانا السير وقد كانت ليدزي تسبقني ببضعة خطوات وهي تدفع الرمل بقدميها كطفلة صغيرة و تتكلم بحماس عن اخبار عديدة و احداث مختلفة عن سكان المدينة ...جيرالدين صاحبة الفندق تكاد ان تفلس... و مات ابن الخباز يخرج مع لونا ابنة عميد البلدة والاخير مهدد باخلاء منصبه بعد كل قضايا الفساد التي اشيعت عنه ..و سوف يقومون بهدم المتحف القديم ليكون منزلا لاحد الاغنياء مما سبب استياءا كبيرا لدى السكان ..
و فجاة توقفت ليدزي عن الكلام وقالت و الانفعال واضح على محياها .."انه اليوم ..اليوم الذي من المفترض ان نرد فيه الدين .."
اجبتها بهدوء :"..ولكن ..ألم تقولي انك جمعته ؟؟."
سكتت ليدزي و قد ضاقت عيناها ثم أخيرا رفعت راسها ناحيتي وقالت :" ..لقد دفعته ثمنا لعلاج امي .."
تنهدت ثم أردفت قائلة :
:"..الطبيب ساعدنا كثيرا ..لقد قدم لنا وقتا اضافيا لنكمل مبلغ العملية ..اي انني دفعت كل شيئ و مازلت مدينة له .."
:"..و ماذا ستفعلين الآن .."
ضحكت وقالت بعد ان امسكت بيدي برفق :"..عزيزتي ..لا عليك ..ساترجاها ..سافعل اي شيئ لكي تمهلني اكثر..."
كاميليا :"..و لكن من اين ستدفعين الثمن ..انت لا تعملين الا في ذاك المحل الصغير للخياطة ..و لو انك ذهبت الى المصنع خارج القرية لحصلت على مال اكثر .."
"..ربما ولكن ليس لدي حل آخر .امي مريضة جدا و هي مقعدة ..لا يمكنها ان تفعل شيئا بنفسها .."
التزمت الصمت فليدزي ليست في حالة جيدة ابدا ..كما ان والدتها عصبية بسبب مرضها ولا احد يتحملها
قالت بعدما تابعنا السير ":..انا اسفة ..لم تصلي الى القرية الا منذ بضعة اسابيع وانا اتعبك بمشاكلي ...مشاكلك تكفيك ..انت تعيشين لوحدك و من تستاجرين عندها لا ترحم ابدا مع انك تدفعين المبلغ ..تابعت باستياء ..وليس هذا فقط بل يجب عليك ان تعملي حاضنة لاولادها الخمسة المشاغبين .....و كانها احضرت خادمة و الخادمة هي التي تدفع المال ..اففففف .."
ابتسمت فما قالته ليدزي كان صحيحا تماما فيما عدا الاطفال المشاغبين فهم اسوء من ذلك بكثير لقد كنت اعاملهم معاملة حسنة ولكن والدتهم تحرضهم علي فيفسدون كل ما اقوم به ..انا لم اكن اكرههم لذلك..فانى لهم الخيار.. انهم مجرد تابعين لمتسلطة لا تهمني ..فقد عانيت اكثر في قريتي السابقة ..وارى انني في حال افضل الآن ..
افترقت انا وليدزي عند مدخل القرية ذهبت هي راكضة كعادتها بينما توجهت انا للمنزل اذا كان من الممكن ان تسميه هكذا ...و كما ترون فيلاديلفيا ليست بالمكان الرائع فهي قرية نائية بعيدة عن كل الامدادات ولا يسكنها الى ذو الدخل المحدود ان لم يكن المعدوم و اغنى شخص هنا يملك جرارا .. و السكان بالكاد يستطيعون القراءة ..اما انا فقد كنت اعيش من قبل في قرية بونا البعيدة عن هذا المكان كثيرا و لكنها لم حالها ليس افضل من هاته سوى ان هناك مصنعا يجذب العمال ..و لكن بصراحة الجو هنا افضل بسبب قربها للبحر بينما قد غرقت بونا في بخارات المصانع الذي لم يعد محتملا ..
دخلت الى غرفتي (منزلي) اغلقت النافذة حتى اقي نفسي من حرارة الظهيرة نزعت قبعت القش القديمة وعلقتها بجانب المرآة بقيت انظر الى نفسي بهدوء و بسبب وضعية المرآة تأكدت ان مستاجر الغرفة السابق اقصر مني ..ربما كان طولي ميزة تساعدني في العمل مع انني كنت نحيفة جدا ..ربطت ظفيرة شعري الاسود للاعلى ..لان الاولاد سوف يستخدمونها كسلاح ضدي ..بقيت انظر الى وجهي الذي اصبحت لا اعرفه في مراة كثيرة فانا لم اعد انظر الى نفسي ابدا او اصبحت اؤثر ذلك ..ابتسمت بصعوبة و لكن عيناي لم تبتسما كالعادة ..لقد كانت عيوني مميزة ..كان لونهما الرمادي يثير بعض الخوف مثلما تقول ليدزي ..فهي تلفني بطابع من الغموض ..و في الحقيقة هي لم تخطئ فالكثير يعتبرونني طالع سوء ..كقطة سوداء ..
و ربما هم محقون فانا حقا اعتبر نفسي هكذا ايضا..مازلت اتذكر جيدا ذلك اليوم عندما كنت صغيرة ..لقد اخبروني انني لا اجلب الى الحظ السيئ لا يوجد مكان وطاته قدماي ولم يحدث له شيئ ..ولكنه ليس خطئي ..بطريقة مباشرة .. انا لم اختر ذلك ..وللاسف علي ان اقبل بالامر واعيش هكذا .. اصبحت معتادة على الامر ..كاميليا القطة السوداء انه اللقب الذي يعطونني اياه حالما يرونني ..
افقت من هذه الذكريات بعدما سمعت طرقا غير منت على الباب توجهت بسرعة لافتحه واذ بكين واقف عنده وهو يلهث ( كين هو الابن الاصغر للتي استأجر عندها و اكثره لطفا )
قال لي بصوت مرتفع بانفاس متقطعة :"..انها ..لقد جاءت احد السيدات الغنيات الى القرية ..لديها سياااارة راااائعة .."
ابتسمت ثم قلت ": هكذا اذا .غريب ما الذي اتى بها الى هنا ..."
قال لي وهو يومئ بقوة ":..اجل اجل غريب ..والاكثر غرابة هو انها عند منزل ليدزي صديقتك .."
و فجاة توقفت عن الكلام وبدات ابتسامتي تتلاشى جزئيا ..اذا كان هناك مراة غنيه فلا بد ان الامر فيه انة ..عندها وضعت قبعتي و ذهبت راكظة الى منزلها و بالفعل كان هناك سيارة جميلة وحولها اطفال القرية و لكن رجلا مخيفا كان يحرسها قررت ان ادخل المنزل لاعرف الامر ولكن لم يكن هناك داع لذلك ابدا فقد كانت المرأة عند الباب وليدزي تتراجها وهي تبكي ..اقتربت بين الناس وجدت ريتا هناك و قد بدت عليها نظرات الانزعاج و ما ان راتي اخبرتني كل شيئ فيبدوا ان هذه المراة هي التي كانت مدينة لهم ومن الواضح اناالمبلغ ليس بالقليل ..و لكنها لم تعد يمكنها الصبر اكثر ..ازحت نظري لاتفحص اي نوع من الناس هي وعلى عكس كل ما تخيلته فقد رايت امراة جميلة ذات ملابسا منسقة وقد كانت بشرتها ناعمة مقارنة بعمرها و ظهرت خصلات من شعر احمر تحت قبعتها وعينان زرقاوتان ضيقتان وابتسامة لم تغادر فاهها حتى مع الحالة التي كانت هنا بل في الحقيقة ليدزي هي الوحيدة التي بدت فاقدة لاعصابها ..قالت بصوت مرتفع ..:"..انا افهم ولكن ارجوك ..ارجوك تقبلي وضعي امهليني بعض الوقت وسوف اعيد المبلغ .."
ردت عليها المراة بصوت هادئ رقيق نوعا ما :"..اعذريني ولكنني متاكدة انك لن تعيدي لي المبلغ لانك مديونة لطبيب آخر ايضا ."
اما ليدزي فقظ بقيت تتراجها دون ملل ..تنهدت ريتا وقالت :"..العزائج ..مثل والدة ليدزي يجب ان يموتو فحسب ..انهم ليسوا الا ثقلا على كاهل الجميع.." تابعت المراة كلامها بهدوء :"..لقد قلت كلمتي فبما انا والدك ..رحمه الله ..كان عاملا مهما عندنا فهاانا ذا اعطيع فرصة لا مثيل لها بان تعملي خادمة تحت رعايتي ..وانت تعرفين معنى ذلك .."
بقيت ليدزي ساكتة بينما قالت لي ريتا والدهشة عليها ..لا اصدق انه عمل صعب و لكن لا يوجد افضل منه للخادمات فالعمل مؤكد و المال جيد جدا .."
سالتها ببرود :"..اذا لماذا لا تقبل؟"[/SIZE]
تعليق