حين تلامس حبات المطر الارض القاحله
تتسرب بين تشققات الجفاف فتحييها
تدب فيها حياه بدت كانها غادرت بلا رجعه
من جديد تعاود نبضها وتسرع حركتها
فتحيا بعد ان اشرفت علي الهلاك
تؤتي ثمارها بكل حب وسعاده
تهبنا كل الكنوز التي طالما بدت مفتقده
لاتفرق بين من وهبها الحياه ومن منعها
لانها في لحظه شعرت بالامتنان
اهدتها الاقدار السبيل للاستمرار
فما عاد يفرق مامرت به من قبل
انستها روعه الواقع الم الماضي
والهمها الخير حسن الظن بالقادم
هكذا الايام تتبدل بالانسان
بين نعيم مؤقت والم لايدوم
تعبث بنا الاحوال في تقلباتها
نقسو بنا الشرور كثيرا لتتملكنا
ونظن اننا يمكننا ان نفعل مانريد
ننسي اننا عديمي الرؤيه والبصيره
نفهم فقط حسبما نري من قشور
تتركنا الحكمه هربا من طغيان يعترينا
تحكمنا قواعد كتبت علينا
وافعال تخرجنا عن رسالتنا
ننتشي بجبروت التملك والقوه
فاذا ماادارت الايام لنا ظهرها
واكتوينا بنار نحسبها لاتدركنا
وبدت الحقائق تنجلي وتلوح
ولم تسعفنا حيلنا الكثيره
واعلنا الاستسلام امام عظمه الاقدار
لم نجد من يمكنه ان يساعدنا
وان نعثر علي مكان نهرب اليه
وحيدا مجردا من اسلحه امنت بها
لن تنفعك حيلك المتجدده
مصيرا تلقاه منفردا بما اقترفته يداك
لكن في غياهب الايام المتبدله
نسيت اشياء تستعيدها اخيرا
تنزع عن عيونك غشاوه صاحبتك طويلا
تاتيك من قلب التشتت لحظات اليقين
يالله كما انت رحيم بنا
كم انت رءوف بنا
كم انت تنتظر رجوعنا
تدعونا ولا ننصت
حتي اذا كشف عنا ماظنناه مؤجلا
تشملنا بنسائم مغفرتك
تملئ قلوبنا بشعاع الامان
علي طبق من ذهب ندرك اساب النجاه
نفطن الي ماتركناه بعناد
لم يبقي لنا الا جميل سترك
واعظم كنوزك واجملها وادومها
حسن الظن بك
هكذا تكتشف كم نحن محظوظين
ونحن عباد لرب رحيم
يولد في وسط ظلام قلوبنا
نور يبدو كالخيط الرفيع
____________________
بقلمي
تعليق