حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • sηfoorћ♪'
    عـضـو فعال
    • Mar 2017
    • 132

    • والعسر مهما قسي فاليسر يتبعه ، وعد من الله وهذا الوعد يكفينا

    حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

    مع غروب الشمس و ذلك الجو الاحمر .. تعود الام الى البيت بخطوات متثاقلة .. تعود و قد جمعت ما يكفي لعشاء ليلة واحدة ، كانت هذه عادتها بعد أن توفي زوجها و ترك لها طفلا وحيدا عمره 7 سنوات .. تخرج كل يوم صباحا و لا تعود الا للمساء ، و تترك الطفل مع جارتها تهتم به الى ان تعود ..


    مع غروب شمس هذا اليوم و توديع النهار .. وصلت الأم إلى البيت و قد أنهكها التعب هذه المرة و نال منها المرض .. استقبلهآ ابنها " مازن " بفرحة كما هي عادته و قبلها ، ذلك خفف عنها قليلا و أراحهــآ ، فهو الأمل الوحيد لها في الحياة .. و لأجله تعمل كل هذا العمل .. لأجله فقط و لأجل أن تراه رجلا صالحا يسعى للخير

    حل الظلام .. استلقت الام على السرير و هي متعبة .. جلس بجانبها ولدها و هو يحكي لهآ كيف مر يومه و ماذا فعل ، ماذا درس و ماذا لعب .. و هي تنصت إليه و تتلذذ بكلماته ، لاحظ " مازن " ان امه مرهقة و مريضة فقال و كله طموح : " مامــآ .. عندما أكبر سأصبح طبيبا و سأداويك .. سأداويك بنفسي و لن تحتاجي للذهاب الى الطبيب "
    ابتسمت الأم و الأوجاع تكاد تنآل منها ، فواصل الابن كلامه : " ماما .. ربما أصبح كـ معلمي ، او لا ، سأصبح طيارا .. ممم لا ربما اصبح شرطيا لأقبض على كل المجرمين .."
    - أجل يا حبيبي ستكون طبيبا يداوي المرضى و يخفف عنهم آلامهم .. أنت لن تخذلني
    - طبعا يا ماما لن اخذلك
    - نعم يا بني .. أنت ستكون رجلا عظيما .. اقتد برسولنا محمد عليه الصلاة و السلام و ستكون رجلا يبني الأمة و يضمها الى بعضها بعد شتات .. ستكون عند حسن ظني بك فأنت ولدي
    أغمضت الأم عينيها و غطت في النوم و الصغير لا يزال يسرد حكاياته ..
    - ماما .. لا تنامي أريد أن أقول لك شيئا سيفرحك .. انا نلت علامة تامة و انا الاول في مدرستي..

    لكن الأم لم تجب .. فواصل الكلام و المسكين لا يعلم شيئآ .. لا يعلم أن أمه غطت في نوم لن تستيقظ منه أبدآ ..
    حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

    حمل الفتى بعد ذلك إلى دآر الأيتـام .. كان يذهب الى المدرسة من هناك .. لكن المدرسة تغيرت بدورها ، كل أصدقاءه قد تخلوا عنه باعتباره يتيم الابوين الآن و طفلا مشردا .. لا اظن ان احدا كان يذكر اسمه الحقيقي (مازن) فقد اشتهر بلقب اليتيم بينهم ..

    مرت سنة على الحادث ..
    في أحد الأيام حضر رجل إلى الميتم و تبنى " مازن " .. عاش معه حياة قاسية و صعبة ، صحيح أنه لم يحرمه من الطعام او اللباس او الالعاب و لكن .. كان يجبره على ان يسير وفق أوامره حرفيا .. كان يقوده كـ آلة فقط .. لم يكن يمنحه أي حنـــآن .


    مرت الأيـام و وصل "مازن" الى الجامعة بعد ان اجتاز امتحان " الباكالوريوس" بعلامة جيدة ، كان يريد ان يحدد تخصصه كـ طبيب ليعالج المرضى أمثال أمه و الذين لا يملكون أجره الطبيب .. لكن هيهات ان يحقق هذا اليتيم حلمه ، كان الرجل الذي تبنــاه "عصام" يريده أن يكون رساما بعد ان اكتشف موهبته و ذلك كي يدر عليه المال .. عارض "مازن" في البداية لكنه هدده بإيقاف دراسته نهائيا .. فكر "مازن" كثيرآ ، و وضع خطة لمستقبله ، رأى أن يدرس الرسم كمآ اشترط و بعد أن يجمع مالا يسافر و يستعيد حريته .. حريته التي فقدها منذ زمن !!
    و بالفعل أعلن موافقته للرجل على دراسة الرسم و شق طريقه كـ رسام كما كان يظهر للناس من حوله ..

    مرت سنة حتى الآن .. خلالها جمع "مازن" من النقود ما يكفيه للسفر الى بلاد اخرى ، أراد السفر دون ان يعلم متبنيه بذلك ، فهو بالتاكيد سيمنعه ، قام اولا بتحضير جواز السفر و حضر كذلك الامتعة التي سيأخذها معه ، و انتظر الليل ..
    على مائدة العشـــآء ، لاحظ الرجل ان "مازن" يبدو سعيدآ فاستغرب لذلك ، إذ أنه لم يره بهذا المنظر منذ ان تبناه قبل سنوآت .. سأله عن السبب و لكن "مازن" اكتفى بقول "لاشيء سيدي"
    لم يقتنع الرجل فـ جعل "مازن" يقوم ببعض الاعمال حتى يبتعد عن غرفته و يذهب هو لتفتيشها ، و بالفعل هذا ما حصل و استطاع ايجاد جواز السفر فـ منع "مازن" من الذهآب لأي مكان ..


    ساءت حالة "مازن" النفسيه و الصحية بسبب ما حدث و أخذ يردد في نفسه "لقد خذلت أمي لقد خذلت أمي .. كانت تريدني ان اصبح طبيبا و لكنني خذلتها .. سامحيني يا امي"
    مرت سنوآت و أصبح "مازن" رساما .. لكن عبارة امه لا تزال ترن في اذنه "نعم يا بني.. انت لن تخذلني و ستكون طبيبـــآ ناجحا"
    تزوج "عصام" الرجل الذي ربى "مازن" و أنجب طفلا.. لكن ابنه كان عاقا جــدا .. عاقبه الله بابن لا يسمع كلامه .. يسبه و يشتمه .. يرفض ان يلتزم بدروسه و يرفض أن يأخذ برأي أحد ..
    زوجة "عصام" اصيبت بالمرض و اشتد عليها فكان ينفق اموالا طائلة لعلاجها .. و بالتالي شركته التي يديرها قاربت شمسها على الغروب و في طريقها الى " الإفــلآس "
    هنــآ عرف مكآنة "مازن" لكن بعد فوآت الأوان ..

    في أحد الأيــام كان "مازن" في غرفته فدخل عليه "عصام"

    - ماذا هناك سيدي ؟
    وقع "عصام" على الارض و هو نادم اشد الندم
    - انا آسف آسـف آسف يا مازن .. لقد ظلمتك كل هذه السنين .. لم أكتشف ذلك الا الآن
    - اعتذارك لن يغير شيئا .. لم اعد اهتم
    - أرجوك سامحني.. اكتشفت الآن أني كنت ظالما ، بل ظالما جدآ ، حرمتك من تحقيق حلمك .. و الآن الله يعاقبني .. زوجتي أصيبت بالمرض و ابني عاق و لا يسمع كلامي .. و الشركة التي أديرها تكاد تفلس .. ارجوك ان تسامحني و ان اردت فعد الى الجامعة و ادرس الطب
    - أينفع ان أعود الآن إلى الجامعة ؟؟ !! بالتأكيد لآ .. ضاع حلمي و انتهى ..
    واصل "مازن" كلامه و الدموع تنزل من عينيه كالخيط المتصل : - كنت أريد بشدة أن أجعل امي تفخر بي .. كنت أحلم ان ارفع اسمها عاليــا و أداوي الفقرآء بدون مقابل .. كنت أحلم أن أرى البسمه على وجوههم و الفرحة تعلوهم ، كنت أحلم أن أنقذ حياة الناس .. كنت أحلم بأشياء كثيرة و لكنك كنت حائلا بيني و بينها .. كل ذلك من اجل المال لا غير.. استغللت طفلا يتيما من اجل المال فقط !! و الآن ماذا عساني أقول ؟ ! الله يجعلك تدفع ثمن ذلك فتحمل ..
    ثم انصرف "مازن" ..

    في الصباح ..
    استيقظ "عصام" على صوت ابنه المتمرد و هو يلعن الجميع .. كل ذلك بسبب عدم وجود طعام يناسبه
    - اهدأ يا ولد .. نحن الآن فقراء وعليك ان تتفهم هذا .. احمد الله على النعمه
    - أنا أريد طعاما فاخرا و لا اريد فتات الخبز هذا
    - (في نفسه) كان مازن يأكل فتات الخبز و لا يشترط !! آه من هذا الولد
    اطرق الأب راسه و توجه لغرفة "مازن" .. لكن المصادفة انه لم يجده في الغرفة بل وجد رسالة فقط
    [ اعذرني يا سيد عصام لم أعد أطيق البقاء هنآ .. اتمنى ان تتحسن أحوالك في القريب العاجل .. تحياتي .. ]
    ازداد ندم "عصام" على ما فعل و بدأ بالبكاء لأول مرة في حياته


    خلال سفر "مازن" وجد طبيبا خبيرا أعجب بلوحاته التي يرسمها ، بالمقابل علمه كل شيء عن الطب و صارا صديقين مقربين .. أخذ "مازن" يعمل مع الطبيب في عيادته حتى تعود الناس عليه .. و بعد وفاة الطبيب ورث العيادة عنه و استمر في العمل بها حتى ذاع صيته في الآفاق و اشتهر في تلك المدينة ..


    بعد سنوآت ..
    عاد "مازن" الى بيت "عصام" .. و لكن يا للأسف !!
    البيت مهجور و خال من السكان ، النوافذ زجاجها مكسور ، السطح قرميده قد وقع من الرياح و القدم ، جدران البيت أكلها الزمن ..
    سأل الجيرآن أين ذهب أهل الدار .. فأجابه أحدهم :
    - آه يا بني حكاية هذه العائلة مؤسفة.. ماتت زوجة عصام بعدمـآ اشتد عليها المرض ، فبقي عصام مع ولده العاق في المنزل وحيدين لا يوجد حتى من يطبخ لهما ليأكلا .. و ذات يوم حضر ابن عصام و هو سكران الى البيت .. فحدث شجار بين الاب و ابنه .. انتهى بقتل الولد لأبيه و هربه .. لكن الشرطة القت القبض عليه و زجته في السجن .. و حكمت عليه بالسجن المؤبد
    و منذ ذلك الحين لا احد يدخل المنزل ..

    حزن "مازن" لذلك فأطرق رأسه و أخذ يستعيد ذكرياته المؤلمة ..
    - لكن يا ولدي ان عصام فعلا يستحق ما حدث له ..
    - لم افهم قصدك سيدي
    - لقد كان لديه ولد يربيه .. كان يظلمه كثيرا .. ظلم اليتيم الذي اوصى رسول الله به فنال ما يجب ان يناله .. نعم انه انتقام يتيم ..

    قالها الرجل و هو لا يعرف ان اليتيم الذي انتقم ما هو الا الشاب الواقف أمامه ..


    في النهاية نال الظالم عقابه .. فلو كفل اليتيم لـ كانت حياته جنة !!
    و لكنه ظلم يتيما فاستحق العقاب .. استحق اقصى درجات العقآب ..
    و بالمقابل "مازن" لم يخسر شيئا .. فقد اصبح طبيبا و خصص يوم الجمعة للفقراء
    يأتون إليه فيكشف عليهم و يداويهم دون مقابل .. كل ما كان يطلبه هو دعوة منهم لأمه أن يرحمها الله و يسكنها فسيح جناته .. كان على ثقة أن أمه فخورة به الآن ..
    نعم .. الله يمهل و لا يهمل ..

    بقلم \ سنفورة
  • جومرا~
    عضو فضي
    • Dec 2015
    • 660
    • يارب دعوتك وكلي يقين

    #2
    رد: حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

    جميل ماسطر قلمك هناااا
    ويزين النهاية
    سلمت الايادي

    تعليق

    • فارس فلسطين
      V - I - P
      • Jul 2013
      • 4842

      #3
      رد: حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

      روووووووووووعة
      وسلمت يا سنفورة
      وسلمت الايادي على روعة الطرح

      تعليق

      • sηfoorћ♪'
        عـضـو فعال
        • Mar 2017
        • 132

        • والعسر مهما قسي فاليسر يتبعه ، وعد من الله وهذا الوعد يكفينا

        #4
        رد: حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

        المشاركة الأصلية بواسطة فارس فلسطين
        روووووووووووعة
        وسلمت يا سنفورة
        وسلمت الايادي على روعة الطرح
        الله يخليك فارس نورت موضوعى

        تعليق

        • "لحن الوفاء"
          V - I - P
          • Mar 2013
          • 2413

          #5
          رد: حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥




          اهلا وسهلا فيك سنفووره وهلا بروايتك

          وبانتظار باقي البارتات

          تحياتي وتقديري لحضرتك .

          تعليق

          • أنة حرف
            V - I - P
            • Jan 2013
            • 3319
            • أشتاقت إليك عجافا أنت يوسفها
              فهلا رميت على العميان قمصانا
              :
              أخي الحبيب
              رحمك الله يا أغلى من سكن القبور

            #6
            رد: حكاية ألم .. خربشآت بقلمي...♥

            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
            { أنا وكافل اليتيم كـ هاتين في الجنة}
            وضم أصبعيه السبابة والوسطى
            قصة جميلة ومؤثرة سلمت يداك
            أطيب المنى

            التعديل الأخير تم بواسطة أنة حرف; 03-06-2017, 10:41 AM.

            تعليق

            google Ad Widget

            تقليص
            يعمل...