رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • rehab omar
    عـضـو
    • Feb 2017
    • 9

    رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر


    المقدمة
    من منا لم يشاهد في طفولتة فيلم الكارتون "الجميلة و الوحش"
    بالتأكيد كلنا شاهدنا و استمتعنا به و عشنا مع الجميله لحظات الفيلم بكل كياننا
    وهاهي القصه تعيد نفسها في القرن الواحد و العشرين , قرن التكنولوجيا و التطور العلمي, ولكن مع تطور العلم تدنت أخلاق الكثير حتي اصبحت الحياه بالنسبه لبعض الأشخاص كغابة مليئة بالذئاب التي تشتهي تعذيب فرائسها
    القصه تعيد نفسها و تحبس الجميلة مرة اخري في قصر الوحش و لكن تلك المرة, كيف وصلت الجميله للقصر, هل أخذها الوحش أيضا رهينة , أم هي من اضطرته لذلك , أم هي من طلبت منه سجنها , أم ماذا
    هل ستجري الاحداث بنفس الوتيرة التي سارت بها في الفيلم أم مجرد أن هناك تشابه فقط في وجود جميلة و وحش
    هيا الآن نتابع الأحداث و نتعرف علي شخصية الوحش و ايضا الجميلة وكيف دفعت بهم الظروف بأن يصبحوا في قصة مع بعضهم للمرة الثانية
    الملفات المرفقة
  • rehab omar
    عـضـو
    • Feb 2017
    • 9

    #2
    رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر







    البارت الاول ..


    في تلك الليلة العاصفة و ذلك الطقس شديد البرودة , كانت حبات المطر تتراقص بعنف في سماء القاهرة مصطحبة معها بعض موسيقي الرعد الصاخبة المخيفة و واضواء البرق المفزعه التي تضرب الأفق بلا رحمة تشاركها في تلك الحفلة المرعبة سيول شديدة تضرب الأرض من وقت لأخر وكأنها حفلة يقيمها بعض الوحوش الخيالية التي نراها في كرتون بن تن , كانت جميع الكائنات مختبئة داخل فرشها متكورة بكل ما تستطيع ان تستمد منه الدفء من أغطية و ملابس و المدفئات الكهربية , ولا يكاد يسمع في الاجواء سوي صوت تلك الحفلة الشتوية التي يقيمها شهر يناير في كل عام
    كان هناك بصيص ضوء يظهر من تحت باب غرفة المدير بشركة تجارية متوسطة المستوي تختص بتجارة أجهزة الحاسوب , بداخل الحجرة كان هناك شخص في قمة غضبه وقلقه , يعقد كفيه خلف ظهره , مقطب جبينه بشدة محدق عينيه في تلك السجادة الفخمة أسفل قدمه , يزرع الغرفة ذهابا و ايابا في توتر بالغ , لا يشعر بأي شئ يجري بالخارج , حتي لم يشعر بالبرد الذي يضرب جسدة بقوة , كان منشغلا فقط بما يدور برأسه وتلك الرساله التي ينتظرها علي أحر من الجمر.
    ذلك الشخص الذي تبدو هيئته كرجل من رجال الحراسه الخاصة" البودي جارد" , طويل القامة, عريض المنكبين , ذو بشرة خميرة تميل إلي السمار , وعيني واسعتين ثاقبتين وملامح جامدة صلبة , وشعر ناعم شديد السواد و لحية خفيفة , ونظرة نارية يذوب إثرها من ينظر إليه و صوت جوهري مخيف و اسلوب جاف يملأه الجدية و الرسمية " بإختصار إنه الوحش يا سادة"
    اتجه نحو جهازه الحاسوب وجلس علي الكرسي خلف المكتب الضخم, فتح صندوق الرسائل الواردة و بعد لحظات كست ملامحه خيبة الأمل, زفر بضيق شديد ثم اعاد تحميل الصفحه للمرة الألف فكان الجديد بالصفحه "لاشئ"
    قال بغضب: هي الساعه كام
    نظر بالساعه التي بالحاسوب فوجدها الثانية عشر و الربع بعد منصف الليل فقال: الوقت جري بسرعه كده ليه يستحسن اقوم اروح و بكرة اشوف هيردوا بإيه
    ثم قام و ارتدي سترته السوداء و هم بغلق الحاسوب و لكنه قال: طيب اشوف كمان مره كده
    ثم جلس ثانية علي المقعد و اعاد تحميل صفحة الرسائل الواردة و في تلك المرة لم يجد جديد أيضا
    أرجع ظهره للخلف و ظل يعبث بعشوائيه في شعر لحيته القصيرة و ههو يتذكر أحداث مرت بصباحه الباكر في منزله وهو يتناول فطوره مع امه واخته
    حازم: شوفتيلي الموضوع الي كلمتك فيه ده يا ماما
    سناء: موضوع ايه يا حازم
    حازم: العروسة
    سناء بتوتر: لسه يا حازم مظهرش قدامي حد ربنا يسهل
    حازم : ليه يعني ما البنات في كل حته
    سناء: بس يا حازم المفروض ان يكون ليك مواصفات معينة عاوزها في الواحده علشان اقدر اشوفلك
    حازم: ما انا قلتلك قبل كده
    سناء: لا لا مش قصدي يعني مثلا حلوه طويله ولا قصيره معاها كلية ايه , متدينة ولا عادية, بنت ناس مستواهم ايه كده يعني
    حازم: ماما اللي انتي بتتكلمي ده اسمه كلام فاضي , هو انا بدور علي بدلة ولا عروسة , انتي عارفة ان الشكل و الطول والكلام ده مش بإيد حد ده بتاع ربنا , انا عاوز واحدة تكون قد المسؤلية عارفة ان عليها التزامات لازم تقوم بيها علي اكمل وجه و لايمكن تقصر فيها و ان قدامنا مستقبل هنبنيه سوا تساعدني احقق احلامي واسمي يتكتب بالدهب في صفحات التاريخ و ان مسؤليتها الاساسية انها تربي أولادنا علي اساس انهم يكونوا عظماء مش ناس عاديين
    كانت والدته سناء و اخته نور ينظرون اليه بدهشة بعينين مفتوحتين علي اخريهما
    نور: ده مش جواز ده , الواحده عاوزة ترتبط علشان تحس بالامان و انها عايشة في جنتها اللي هو بيتها مش تحس انها داخله حرب و لازم تفوز فيه
    نظرة لها حازم نظرته النارية المعتادة : انا مش عاوز واحده تقولي مامي و بابي والكلام الفاضي ده و لا كل شوية تقولي عاوزة تعمل شوبيج لا تغير موديل العربيه لااااااا مليش خلق للكلام الفارغ ده , انا قدامي مستقبل وكفاح
    سناء لتنهي الحوار حتي لا يتحول إلي مناقشة حادة بين حازم و نور ككل مره: خلاص يا حازم ان شاء الله هدور و ربنا ييسرلك ويرضيك ببنت الحلال بس حاول ان تدور من ناحيتك برضه
    حازم: هو انا فاضي؟ انتي عارفه ان الشركة واخده وقتي كله
    سناء بنفاذ صبر: الشركة الشركة اومال لو رجل اعمال وعندك بدل الشركة عشرة و لا المصانع والعقارات و الصفقات كنت عملت ايه يا حازم يا بني الحياه اسهل من كده بكتير متخدش كل حاجه علي اعصابك كده
    استثار حازم وقال غاضبا: ما هو انا لو معملتش كده الشركة هتفضل شركه , انما اوعدك الشركة اللي بتستهزأي بيها دي بكرة تبقي اكبر سلسلة شركات في مصر كلها علشان كده عاوز واحدة تيجي تدفعني لقدام مش ترجعني ورا
    ثم قام غاضبا و ترك الرغيف الذي كان بيده وقال: انا رايح الشغل
    سناء: انا مش بستهزأ يا حازم انا بس خايفة عليك وعاوزة اشوفك بتريح و ترفه علي نفسك شويه زي الناس
    حازم و هي متجه لباب الفيلا: الراحه و الترفيه ده زي الملح في الاكل لو زاد الاكل يبوظ
    سنا و هي تهز رأسها بحزن علي ابنها: اهو انت قلت بنفسك زوي الملح يعني من غيره الاكل مينفعش
    حازم: علشان كده ربنا خلق لنا ليل نريح و ننام فيه كفايه قوي
    ثم تركهم وخرج نحو سيارته وهم أن يركب لكنه تذكر انه نسي هاتفه المحمول علي السفره فعاد ادرجه و عندما اقترب من باب حجرة السفرة سمع امه و اخته يتحاوران بإستهزاء
    نور: لا يا حببتي حرام اظلم واحده من صحابي معاه وأشيل ذنبها في رقبتي طول عمري شوفيله انتي من معارفك ولا الجيران ولا قريبك
    سناء: لا يا اختي انا مش مستعده اخسر حد ولا حد يدعي عليا باقي عمره هو حر يجيب واحده علي ذوقه هو ليه دماغ لواحده اذا كان حته شركة و محسسني انه بيحارب ليل ونهار
    فانسحب حازم للخارج بهدوء و قد امتلأ صدره بنار الاصرار و العزيمة علي ان يحقق احلامه ولا يدع مساحه لأحد ان يستهزأ به لو قد انمله صغيرة وأن يملأ طريق حياته بإنجازات تلو انجازات وأن يصعد سلالم النجاح واحدا تلو الاخر
    هز رأسه بعنف كأنه يحاول نثر تلك الأحداث من رأسه ثم مال بجسده نحو المكتب واستند بمرفقيه علي المكتب , نزع نظارته الطبية الصغيرة برفق بيده اليمني ثم أخذ يفرك عينيه بيده اليسري من كثرة الأرهاق , وضع النظاره جانبا و ظل يفرك جبهته بعنف عله يخفف شدة الألم الذي تملك رأسه
    ثم قال : يعني مش مأخر لهم طلب و كله علي حساب صحتي و راحتي و برضه محسسني اني ما زلت فاشل و مصعب الحياه علي حته شركه
    تنهد بضيق ثم تابع بتوسل : ياااارب يااارب يسرلي الصفقه دي و الشركه تقبل طلبي وحقق لي حلمي وانا هشوف واحد محتاج وهقدمله كل اللي اقدر عليه يارب والله أوعدك يارب لو محتاج ايه مش هتأخر عليه مدام في وسعي
    ثم أغلق حاسوبه و أغلق مصباح الغرفه و خرج من الشركه وكله امل و يقين بالله بأن أول خطوه في تحقيق حلمه ستتحقق
    وعندما خرج من بوابة العماره فوجئ بالمنظر الرهيب الذي صنعه المطر والرياح في كل مكان , الكثير من برك المياه التي ما زالت تنقش علي وجهها دوائر صغيره بسبب تساق المطر و جو ضبابي مخيف و اصوات الرياح الشديده
    حازم وهو ينفخ بيديه يحاول تدفئتهما : اوووه دي الدنيا بايظة خالص , ربنا يستر و اعرف اروح بسلام
    اتجه بحذر نحو سيارته و انطلق بسرعه متوسطه نحو الطريق الرئيسي المؤدي إلي فيلته, واثناء ركوبه ظل يردد بأن يستجيب الله له ويحقق حلمه وأن يجد رسالة الاستجابه عندما يصل إلي منزله و ظل يجدد وعده و عهده مع الله بأن يقدم لأحد المحتاجين كل ما يريده ويحتاجه
    وأثناء سيره ومروره من تحت احدي الكباري لمح شئ مريب و لكنه لم يتأكد منه , ضغط علي مكابح السياره ثم عاد للخلف بهدوء وعندما اقترب مما رأي فتح زجاج السياره بحذر و نظر بدقة فوجد توكتك به شابان يعتديان علي فتاه شابه وهي تحاول الفرار منهم بكل طاقتها و هم يحاولون كتم صرخاتها ويضعون أيديهم علي فمهما و يضربونها بعنف
    استشاط غضبه لما يري فأخرج مسدسه ثم ضرب طلقتين بالهواء لإخافة الشابين و بالفعل ولوا فرارا تاركين الفتاه التي لم تعد قادره علي تمالك اعصابها
    نزل حازم من السياره بسرعه ثم أمسك الفتاه التي تشبه قطعه الاسفينج من ذراعها و أوقفها بعنف ثم سحبها بخطوات سريعه , فتح باب السيارة الخلفي و ألقي بها بالداخل بعنف و اغلق الباب وركب السيارة بخفة و انطلق بها بسرعة الصاروخ
    كانت الفتاه تبكي بشدة و تنتحب بصوت عالي وهي مستلقيه علي وجهها بالمقعد الخلفي كقطعه قماش ملقاه بعشوائية علي الأرض
    ظل حازم يسير بسيارته دون وجهه مقصوده ينتظر ان تهدأ تلك الفتاه حتي يسألها علي عنوان منزلها , وبعد ما يقرب من النصف ساعه كانت ما تزال تبكي بشدة
    حازم بإشمئزاز: بيتك فين يا بنتي , خليني أروحك أنا مش فاضي
    لم ترد الفتاه سوي بزيادة من البكاء و العويل, فأوقف حازم السياره علي جانب من الطريق حتي تهدأ الفتاه
    وقال لها : خلصي مش فاضي هتفضلي تعيطي لحد أمتي و بعدين بتعطي ليه ما هو انتي اللي جبتيه لنفسك ,. مفيش بنت محترمة تطلع من بيتها في وقت زي ده , كنت تتوقعي ايه يحصل غير كده , يا إما بقي انتي خارجه اساسا عاوزة كده
    كانت يتكلم وهو يميل شفتيه السفليه بإشمئزاز من تلك التي تجلس خلفه ولو يلحظ تلك الشقراء الجميلة ذات البشرة التي تشبة القشدة و العينين الزقاوتين التي تشبة السماء الصافية و تلك الملامح البريئة التي لا يمتلكها إلا الاطفال دون العاشرة التي لم تعبث الهموم بملامحهم بعد , كانت من تجلس خلفة فاتنه تمتلك من الجمال ما يجعلها مصدرة غيره لكل فتيات جنسها و مصدر طمع للجنس الأخر , لم تقع عين أحد عليها إلا وغبطها علي ذلك الوجه الملائكي وتلك الرقة الساحره و ذلك الصوت الموسيقي الرقيق و ذلك الجسم الفرنسي الممشوق , إنها يا سادة" الجميلة"
    ما ان سمعت الفتاه تلك الكلمات من ذلك الرجل الذي انقذها للتو من بين يدي الذئاب البشريه و لكنه سلط نحوها تلك الخناجر القاتلة من الكلمات المسمومة حتي توقف عن البكاء بصعوبه و قالت من بين تشنجاتها الشديدة: وديني أقرب قسم
    حازم بسخرية: هإ وانتي فاكره القسم هيعملك ايه يعني , واحدة خارجه في نص الليل , هياخدك يحبسك لحد ما اهلك يجوا ياخدوكي فتعالي من سكات أرجعك بيتك
    حسناءبإصرار : وديني وخلاص
    فانطلق حازم لأقرب قسم ولكن عند مروره علي أحد المولات التجاريه الكبيرة قالت حسناء: لو سمحت ممكن طلب
    حازم: خير
    حسناء : ممكن تشتريلي اسدال اسود
    حازم: نعم وانتي فاكرة يعني هيفكروكي محترمة مدام لابسه اسدال , ده انتي ساذجه صحيح
    حسناء بصراخ : خلاص اسكت ارجوك
    عاد حازم بالسيارة و أوقفها أمام المول و نزل بسرعه و اشتري لها طلبها و هو في قمة ضيقه و أعطاها اياه وهو مشمئز منها و ينظر للجهه الاخري حتي لا تقع عينيه علي تلك القذرة فتتلوث
    ارتدته بسرعه ودموعها لا تزال تساقط في صمت , مما حل بها و مما يفعله معها هذا الرجل الضخم و مما سوف ترمي نفسها فيه بعد دقائق ,
    قاد حازم السيارة باتجاه مركز الشرطه و اثناء قيادته لاحظ أن أحد قد عبث بالدرج الذي بالسياره و لم يستطع اغلاقه جيدا
    هدأ من سرعه السيارة و اضاء المصباح الذي امامه وفتح الدرج فلم يجد محفظته التي بها بطاقته الشخصية و ايضا فيزا كارد و بعض الوريقات المهمه وبعض نقود
    ضغط علي مكابح السياره بعنف و استدار لها بعصبه , صوب تجاهها اسوأ نظراته الحارقه وقال لها: فين المحفظة بتاعتي
    قالت بهدوء: استلمها من القسم
    قال لها بغضب و عينيه اتسعت اكثر و اكثر: بتقول ايه ؟ فين المحفظة يا بت
    قالت بهدوء اكثر: سرقتها و هسلم نفسي في القسم و حضرتك اعمل بلاغ وخدها تاني
    كاد ان يجن بعدما سمع تلك الكلمات وقال بصوت يكات يفتت طبلة اذنها: انتي بتلعبي معايا يابت انتي
    لكن ردها أدهشه كثير وقالت بتوسل يغلفه دموعها : ارجوووووك ساعدني اني ابقي في أمان بعيد عن العالم اللي كل ذئاب بتنهش فيا من غير ذرة رحمة بقلبها , ارجوووووك محفظتك هترجعلك زي ما هي بس انا عاوزة اتسجن واتعزل عن العالم ده وعن الغابة دي
    رغم ان كلماتها هزت كيانه الا انه قال لها بعصبيه و هو يشير لها إلي مسدسه المثبت بخصره: هتجيبي المحفظه و لا افرغ المسدس ده في دماغك
    ردت بهدوء: لو مش هتساعدني ادخل السجن يبقي فرغه و ابقي ارتحت خالص و كتر خيرك
    استدار بجسده و نظر أمامه و قال بنفاذ صبر وهو يضع يديه علي رأسه : ياربييييييييي ايه البلوه اللي جات في طريقي دي انا ناقص مصايب ياربي , غبيه و لا متخلفة دي
    ثم استدار جهتها ثانية و قال بجديه : هاتي المحفظة
    فأعطته اياها بهدوء فأخذها بعصبيه و فتحها بسرعه و ظل يفتش بها فوجدها كما هي لم ينقص منها ذره فقال بنفسه : اومال وخداها ليه دي
    أدار السيارة ثانية وقال: خلصيني ابوس ايدك انا مش شايف قدامي من التعب , مش هفضل طول الليل اترجاكي علشان تعرفيني بيتك فين و متحاوليش تثيري غضبي تاني بتخلفك ده
    قالت بهدوء شديد:بيتي علي كورنيش النيل
    حازم: طيب مش كنتي تقولي احنا لسه معدين من هناك حالا , فين بالضبط في كورنيش النيل
    الفتاة: لما نوصل هقولك
    انطلق حازم بسرعه نحو كورنيش النيل و عندما وصل قال لها: فين بالضبط , احنا وصلنا اهو
    نظرت الفتاه حولها فوجدت الجو ساكن بسبب الوقت المتأخر و الطقس الصعب فقالت : هنا شكرا
    فتوقف حازم بالسيارة وفتحت هي الباب و نزلت , ثم وقفت علي الرصيف حتي سار حازم بالسيارة , وبعد ان انطلق ظل وعده لربه يتكرر برأسه و كأنه ناقوس انذار " هساعد حد محتاج بكل اللي عاوزه مدام اقدر اساعده"
    شعر بأن شئ خفي يستحثه علي ان يعود ادراجه ثانية وانها الشخص الذي بعثه الله ليوفي بنذره معه و يقدم له المساعده , قال بنفسه : علي اخر الزمن اساعد فتاة ليل ؟ , ولكن شئ بداخله ارغمه علي التوقف فجأة ثم عاد للخلف بحذر حتي وصل المكان الذي توقفت به الفتاه المجهوله , نزل يبحث عنها , ظل يتلفت عله يلمحها من بين الضباب ولكنه لم يجدها و فجأة رنت بأذنه صوت ارتطام شئ بمياه النيل , صعق بشده عندما جال بخاطره ان تكون الفتاه انتحرت و القت بنفسها في المياه
    أسرع بسرعه و قفز من فوق سور النيل و ظل يحدق بالمياه فلاحظ شئ اسود يتقلب بشدة داخل المياه فأسرع و نزل المياه بسرعه و أمسكه فكان ظنه في محله
    حاولت ان تتفلت منه و لكنه أمسكها جيدا و سحبها نحو الشاطئ ثم جذبها من ذراعها بعنف و هي تبكي و تتشنج بشدة فقال لها : اتكتمي بدل ما اقتلك
    قفز من فوق السور ثانية ثم ساعدها واتجه نحو السيارة , فتح الباب الامامي و قال لها : ادخلي
    استدار وجلس بجوارها ارجع ظهر للخلف و أغمض عينيه يحاول استعادة أعصابه مره اخري و قال لها و قد فقد السيطرة علي انفعاله و اعصابه: انتي ايه اللي رماكي عليا في الليله السوده دي , انتي عاوزة توديني في داهيه , افرض حد شافك و خد رقم عربيتي يقولو انا اللي رميتك وتوديني في مصيبة
    قالت بصراخ: انت عاوز مني ايه , سيبني في حالي, انتي لا راضي توديني القسم و لا راضي تسيبني اموت و ارتاح من الدنيا ليه , حرام عليك انت مش عارف اللي انا فيا يبقي ملكش دعوه بيا و ملكش دعوة اعمل في نفسي ايه
    قال لها و هو يحاول تمالك اعصابه : ايا كان ايه اللي عندك تموتي كافرة؟
    قالت بصراخ: ربنا عارف و عالم اني مضطره اعمل كده و مفيش قدامي خيار تاني علشان اختاره و ان الحياه قفلت كل ابوابها في وشي خلااااااااااااااااص , خلااااااااص العيشة معدتش نافعه لا فيه أمان في البيت ولا ليا اي ملجأ تاني
    هدأت نسبيا و قالت له: ارجوك سيني سيبني ربنا هيغفرلي انتحاري لأنه عالم بحياتي
    قال لها : انتي متخلفة عقليا مش صح؟
    فعاودت الصراخ وقالت: لو مش هتسيبني يبقي تديني وعد قدام ربنا , وعد صادق توعد بيه ربنا انك هتساعدني و تخلين ي في امان بعيد عن البشر اللي زي الذئاب دي, لو هتحطني في اوضة من غير باب و لا شباك ولا عاوزه اكل و لا مايه و لا حتي هوا اهم حاجه اكون بأمان مش عاوزه احس بإحساس الخوف بعد النهارده
    دخلت كلماتها برأسه فاصتطدمت بكلماته التي كان يوعد ربه بها , فشعر بقشعريره تسري بجسده , اغمض عينيه و قال بنفسه : يارب هساعدها بس بتوسل اليك اروح البيت الاقي الرساله وصلت
    رد عليها: ماشي اوعدك قدام ربنا هخليكي بأمان
    قالت له : احلف
    قال: والله والله هوعدك انك هتكوني بأمان طول ما انا عايش
    ثم اتجه بسيارته نحو مكان ما و اثناء سيره لاحظ ارتعاش جسدها و تخبط اسنانها ببعضهما بسبب البرد و ايضا ملابسها المبتلة فاتجه للمول الذي كان به من حوالي نصف ساعه وقال لها: دقايق و هككون هنا
    ثم اغلق السيارة جيدا بالزر الذي بيده و صعد المول
    توجه نحو قسم الملابس الحريمي ودخل المحل وقال للبائع: السلام عليكم
    البائع: وعليكم السلام
    حازم : عاوز خمس بيجامات حريمي شتوي و كل لاوازمها
    البائع: نعم؟ يعني تقصد الاندر وير
    حازم : اه و بلوفرات و شربات و تحجيبات وكله
    البائع : مقاس كام
    حازم: تقريبا مقاس واحده رفيعه
    نظر له البائع بتعجب و لكنه احضر طلباته من دون ولا كلمة فمظهره يخيف بالاضافه الي اسلوبه الجاف
    وبعد ان انهي شراء ما حتاجه توجه للسيارة مرة اخري ووضع ما بيده بالخلف ثم قاد بدون ولا كلمة
    حتي وصل لبوابة ضخمة , نزل من السيارة وفتح البوابه المؤدية لفيلا تحت الإنشاء بجانبها مبني صغير من طابقين
    ترجل من السيارة وقال لها باستحفار: انزلي
    اتجه نحو بوابة ذلك المبني الصغير و هو يحمل بيده الحقيبة التي بها الملابس التي اشتراها للتو , و الفتاه تتبعه بجسدها النحيف المهتز من كثرة ارتعاشها من البرد
    فتح البوابه ثم دلف للداخل و قال لها بعنف دون ان ينظر لها : ادخلي
    شعرت بالرعب فأيا كان هو شخص يتحلي بالشهامة و الرجوله حيث انقذها من الهلاك و من بين يدي الذئاب البشريه و لكنها لا تعلمه و لا تعلم شئ عن اخلاقه و عن حياته و لا تعلم ما هذا المكان و إلي اين يأخذها
    نظر لها بغضب لعدم تنفيذها لأوامره فرأي علي ملامحها القلق و الرعب فقال لها باستهزاء ممزوج بالعنف: خايفه من ايه , انا مش بتاع القرف و الكلام الفاضي اللي في دماغك ده يا بتاعه انتي, ثم ولاها ظهره و دلف للداخل
    دخلت خلفه بتوجس و هي تقدم رجل و تؤخر الاخري و عندما حطت عينيها علي ما بداخل المبني انبهرت بشدة رغم عدم صفاء ذهنا, كان التصميم غاية في الفخامة , شعرت و كأنها دخلت قصر أحد رؤساء الدول العظمي, ديكور كلاسيك عالي الفخامة و التكلف , عبارة عن صاله بها ثلاث صالونات مدهبه من افخم ما رأت في حياتها وتفرش تحتهم سجاد باهظ الثمن فخمة التصميم و الكثير من كماليات الديكور التي تضيف للمكان جماله و فخامته
    أخرجها من شرودها صوته الغليظ و هو يقول لها: خليكي هنا علي ما انزل
    ثم صعد سلم من الرخام الغالي و له سور من الزخارف المصنوعه من الحديد المدهب
    ثم قال لها بعنف: متقعديش علي حاجه احسن تبليها ادخلي الحمام وغيري هدومك الاول , الشنطه دي فيها هدوم
    ثم أكمل طريقه للأعلي بينما هي اتجهت نحو الحقيبة التي أشار لها عليها و فتحتها بيديها المرتعشتين و بدأت تتفحص ما بها حتي تنتظر ماذا سينتهي الامر
    صعد حازم للطابق العلوي وفتح باب احدي االغرف التي بها مكتب كبير خاصته و ايضا مكتبة مليئة بالاوراق و المستندات المهمة التي يتوقف عليها مستقبله العملي و العلمي
    أغلق الباب خلفه بالمفتاح ثم اخرج حقيبة جلدية من أحد الادراج و ظل يجمع بها الكثير من الاوراق و المستندات المهمه حتي امتلأت , فأخرج دوسيها بلاستيكيا و ظل يضع الاوراق المتبقيه , واخرج الاخر ايضا و ملأه
    ثم قام بتشغيل الجهاز الخاص بكاميرات المراقبة وأغلق التي تراقب ما بداخل المبني و لكنه شغل التي تراقب مداخل و مخارج المبني و ما يحيط به
    ثم دخل الغرفة المجاوره و فتح خزانة الملابس و بدل ملابسه المبتله و جمع ملابسه بشكل عشوائي داخل ضلفة و احده واغلقها جيدا و أخذ المال الذي كان يضعه داخل الدولاب و أخذ بعض مستلزماته و خرج من الغرفة
    ثم نزل وهو يحمل الحقائب التي بها أوراقه المهمة فوجدها ما زالت بملابسها المبتلة فقال لها وهو ينظر للجهه الاخري: محدش في البيت ده خالص , اساسا محدش لسة سكن فيه, فوق في اوضتين , اوضة نوم و أوضة تانية مقفولة, اياك و حذاري تقربي منها و الا بالله لأكون مقطعك حتت ودفنك في كل بلد حته وباقي الشقه خدي راحتك فيها والتلاجه فوق فيها اكل , كلي براحتك و اعتبري ده بيتك للأبد , أو اعتبريه سجنك للأبد , مدام خلتيني اوعد ربنا اني احافظ عليكي وفرضتي نفسك عليا خلاص ارضي بقي بالسجن ده متخافيش في كل وسائل الراحه بس مش هسيب معاكي مفتاح و هقفل عليكي ومتحلميش في يوم انك تخرجي بره لحد ما يظهرك اهل يجوا ياخدوكي
    اندهش لردها عندما قالت له بثقه: انا عاوزة كده بس اتأكد انك قافل عليا كويس و ان محدش هيجي هنا و لا حد يعرف يدخلي من اي حته
    قال لها باستنكار: متخافيس النمله نفسها مش هتعرف تدخل الا لو انا فتحتلها الباب
    ثم خرج و أغلق عليها الباب المصفح الذي يحوي ستة كالونات كمبيوتر وانصرف وهو في قمة غضبه و اندهاشه مما يحدث له
    عندما انصرف ظلت الفتاه تجول بتوجس داخل المبني الصغير لتتأكد انها بأمان و انه لا يوجد غيرها في هذا المكان
    بالاسفل لا يوجد سوي ريسيبش به ثلاث الصالونات و جهاز تلفاز كبير و جهاز حاسوب محمول و وحدة ألعاب فديو وبأخر الصالة يوجد السلم المؤدي للدور العلوي و دورة مياة صغيرة
    صعدت للأعلي و هي خائفة تشعر و كأنها ستصدم بشخص فتحت الأنوار فوجدت حجرتان احداهما مغلقة و الاخري بها غرفة نوم فخمة و بها ايضا تلفاز و مدفأة كبيرة و بالخارج سفرة صغيرة بالكاد تسع لفرد واحد و مطبخ مجهز بكل ما تحتاجه سيدة المطبخ من ادوات , و حمام واسع كبير به وحدة سونا و حوض استحمام كبير الكتروني و كل ما يتمناه شخص ليعيد نشاط و حيوية جسده
    كانت الديكورات و التصميمات تبهرها بشدة و لكن يغلب عليها الذوق الرجولي البحت
    تعجبت بشدة داخل نفسها و قالت: هو ايه المبني الغريب ده يادوب يكفي شخص واحد حتي مينفعش لأتنين متجوزين جديد وياتري مين الشخص ده اللي ربنا جعله في طريقي ينقذني من الليلة الصعبة دي
    تذكرت قيامها بين يدي الله في الليله الماضية و تضرعها له و توسلها إليه ان يجعل لها مخرج من تلك الأزمات المريرة التي تمر بها
    فأسرعت نحو الحقيبة التي بها الملابس و أخذت ما يدفئها و اتجهت نحو الحمام وأخذت دشا دافئا منعشا بأفضل انواع الشامبوهات العالمية و لكن الرجاليه و تدسرت جيدا بملاسها الثقيله و بدأت في قيام تلك الليله ايضا حمدا و شكرا لله علي استجابته لدعائها و توسلها له بأن يتم نعمه هذه علي خير و ان يكون هذا االانسان حسن الخلق صادق النيه مع الله و أن يحافظ عليها كما وعدها و الا يعيدها مره اخري لما كانت عليه
    أما حازم فركب سيارته و انطلق بها بسرعه نحو منزل اسرته و هو يشعر بإرهاق شديد و ألم فظيع يكاد يفتك برأسه و يجعلها اشلاء
    ظل يفكر بأحداث تلك الليلة الغريبه التي لم يستوعب احداثها بعد , يكاد يجزم انه مجرد حلم سئ في منامه و هيهات سيستيقظ منه
    قال بحسرة: يعني لما اعمل لنفسي بيت صغير يبقي خاص بيا استجم فيه و افصل من متاعب الحياه و الضغوط دي , تيجي فتاة ليل حقيرة تاخده مني بسهوله كده , اياك بس متكنش واحده عامله فيلم عليا و اتفاجئ انها متفقه مع واحد و يجي يقضي معاها الليل جوة, عامة انا شغلت كاميرات المراقبة و هوظف حارس من بكرة عليالبوابه و هاجي اتابع العمال كل شوية و هم شغالين في الفيلا علشان اراقبها كويس ,لما اشوف اخرتها ايه , هتصل بكره علي المحامي اقوله و اشوف ابلغ عنها و لا نسأل عن اهلها و نرجعهلهم من غير دوشه
    سمع أذان الفجر فنزل من سيارته و توجه لمسجد و أدي به فريضته ثم جلس يدعو الله بأن يقدر له الخير و يستجيب دعائه و ظل يردد وعد لله بأن يقدم المساعده لتلك الفتاه و يبحث عن اهلها و يرجعها لمنزلها سالمة
    وبعد ما يقرب من ساعه رأي شعاع ضئيل يتسرب من بين الغيوم يعلن عن قرب وصول الشمس لسماء القاهره و اعلانه عن وصول يوم جديد فخرج من المسجد و انطلق بسيارته ثانية لمنزله و عندما دخل الفيلا التي تسكن بها اسرته , دخل بهدوء حتي لا يزعج أحد , ولكنه وجد امه بإنتظاره و دموعها علي خديها
    عندما رأته لم تتمالك اعصابها و اندفعت به بعصبيه : انت بتستهبل و لا انت نفسك تخلص عليا, يعني في واحد يرجع من شغله تاني يوم الصبح و كمان مخدش موبيله معاه علشان نطمن عليه و لا حتي يتصل علينا و يعبرنا يعرفنا انه لسه عايش علشان نعرف نغمض عنينا , حرام عليك يا ابني انت بتبهدل فيا كده ليه مش كفايه اللي بيا و لا انت مش هترتاح الا لما تشوفني في تربتي
    حازم و هو يتمالك نفسه فقد حل التعب به بشكل كاف: ماما ارجوكي انت عارفه اني في الشركة والموبيل نسيته
    سناء بصوت عالي: شركة ايه يا اخي , انا خلاص فقدت اعصابي بسببك
    حازم : ماما انتي عارفه ان طريق النجاح صعب فلو عاوزة ابنك يبقي ناجح استحملي
    سناء بنفاذ صبر: انت متعرفس حاجه عن النجاح , النجاح الحقيقي انك تحافظ علي اسرتك و بيتك و تشوف راحتهم فين مش سايبهم بتقلوا علي نار و قاعدلي في الشركه ده انت لو بتخترع الذره مكنتش اتأخرت كده
    حازم وقد نفذ صبره : اسرة ايه ونجاح ايه اللي بتتكلمي عنه, انت عملتي ايه بحفاظك علي اسرتك ., انت لولا سلبيتك كان زمانا دلوقتي حاجه تانيه , قعدتي تقولي اسرتي اسرتي و ميهمنيش فلوس و رحتي بخيبتك اعطيتي ميراثك لبابا علشان تحافظي علي اسرتك , حصل بعدها ايه غير انه سابك و سابنا و خد الفلوس و جري ورا شهوته و اتجوز غيرك
    صعقت سناء من كلامه وقالت ببكاء:ده النجاح الحقيقي , يكفي اني حافظت عليكم
    حازم بعصبيه : ده نجاح بالله عليكي من وجة نظرتك , لما نجوع وأضطر اشتغل جنب الكليه علششان نعرف ناكل و أخلص كليتي و احارب ليل و نهار علشان أجوز اخواتي و اعلمهم و اقدر اشتري فيلا و افتح شركه و احس اني بني أدم في وسط الناس و كان بإيدك تحافظي علينا بجد بإنك تحافظي علي فلوسك مش تتنازلي عنها بسهوله كده و تسيبيني اشرب المرار سنين
    ثم تابع بعصبيه شديده: انا بقالي 15 سنه ياماما مدقتش فيهم طعم الراحه بشتغل بدل الشغله اتنين , انتوا مش حاسين بيا و كمان مش بتحاولوا تدفعوني لقدام و كل همكم انكم طلباتكم تبقي مجابه علشان انا مكان الأب هنا و كمان مش بترحموني من استهزأكم ليا كل شوية تقولولي حته شركة, انا عندي 31 سنه و اشرتلكم فيلا و فتحت شركة و عربية و ببني في فيلا تانيه و جوزت نرمين اختي و نور كل طلباتها مجابه و برضه لسه كل ما تتكلموا تقولوا حته شركه
    ثم ضرب الكرسي بقدمه و اتجه للأعلي تاركا امه خلفه بعد ان قلب لها في كتاب ذكريتها ةأسوأ صفاحاته تركها تبكي بمراره علي حسرتها علي ما ذكرها به من أموالها و ميراثها الذي أخذه الوغد زوجها و تركها ليتزوج بغيرها التي تزيدها جمالا وعدم اكتراثه لأولاده الذين ما زالوا في اشد الحاجه لوجود أب في حياتهم
    دخل حازم حجرته وألقي بما في يده علي المنضدة ثم رمي نفسه علي السرير, أغمض عينيه بألم نفسي و جسدي فقد ملأ جسده الالم و رأسه الصداع الفتاك
    ظل يمرر كلام والدته برأسه و كلامها له و ما ينطوي ذلك الكلام علي ماضي قاسي مرير تسبب له في الكثير من المصاعب و الآلام
    وأثناء انهماكه بذكرياته الصعبة تذكر تلك الرساله الت يينتظهرها من شركة " أبل" أشهر شركات العالم في تصنيع الحاسوب المحمول و الهواتف الجواله , فقام مسرعا و فتح حاسوبه ثم صندوق الرسائل فوجد اعلان عن وصول رساله , فتتحها بلهفة شديد و ما ان رأها حتي أخذ يلتهم حروفها بسرعه ثم هبط للارض و سجد الله شاكرا علي تقبله لدعوته .



    التعديل الأخير تم بواسطة "لحن الوفاء"; 18-02-2017, 07:38 PM. سبب آخر: تنسيق الخط ...

    تعليق

    • "لحن الوفاء"
      V - I - P
      • Mar 2013
      • 2413

      #3
      رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر


      اهلا وسهلا بك رحااب العمر

      واهلا وسهلا بروايتك ...

      واتمنى لها متابعه مستمره من الاعضاء

      ويا ريت توقعي انها بقلمك لحفظ الحقوق الكتابه

      سعدت بالحضور هنااا ومتابعه لك باذن الله

      تحياتي وتقديري لحضرتك ...

      تعليق

      • rehab omar
        عـضـو
        • Feb 2017
        • 9

        #4
        رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

        البارت 2
        وأثناء انهماكه بذكرياته الصعبة تذكر تلك الرساله الت يينتظهرها من شركة " أبل" أشهر شركات العالم في تصنيع الحاسوب المحمول و الهواتف الجواله , فقام مسرعا و فتح حاسوبه ثم صندوق الرسائل فوجد اعلان عن وصول رساله , فتتحها بلهفة شديد و ما ان رأها حتي أخذ يلتهم حروفها بسرعه ثم هبط للارض و سجد الله شاكرا علي تقبله لدعوته
        وداخل ذلك المبني الذي وصفه الوحش بأنه سجن للجميله و وصفته الجميله بأنه سفينة النجاة التي منحتها الأمان بعيدا عن أمواج الزمن المتراطمة التي تقذف بها هنا وهناك دون رحمة , علي الاقل يعد مسكن الأمان بالنسبه لها في الوقت الراهن و لا تعلم ما يخبأه لها المستقبل من مفاجئات صاعقة
        صلت حسناء عدة ركعات حمدا لله ان نجاها من تلك الليلة العصيبة حتي سمعت أذن الفجر يملأ الاجواء ليضفي لها جو روحاني رائع
        صلت فريضتها ثم قامت تجول في الغرفة بخوف فأيا كان مازالت تشعر بالرهبة من المكان , أضائت المصابيح كلها التي بالغرفة و أغلقت الباب جيدا و تأكدت من باب الشرفة و النافذة ثم جلست علي الفراش تطلب منه بعض الدفء لأطرافها المتجمدة , سحبت الغطاء عليها , تدثرت به جيدا و ظل تردد أذكار الصباح بعقل مشغول بتلك الأحداث التي مرت عليها في ذلك اليوم الذي لن تنساه طوال حياتها و لن تغفر له قسوته معها , ولكن عله خير , ظلت تردد لتصبر نفسها قوله تعالي" ان مع العسر يسرا" , " ان الله مع الصابرين" , " عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم"
        ثم تابعت: يارب ا نا صبرت كتير و شفت كتير يارب ارزقني الفرج من عندك عن قريب, انا حاسه ان اللي بيحصلي ده كابوس مش حقيقي ابدا اللي بيحصلي ده , كفاية اللي حصل النهاردة
        ثم ظلت تسرد علي عقلها الأحداث التي مرت منذ أن بدأ المطر يزداد عندما قال لها صاحب العمل الذي تشعر من جهته دائما بحنان الأب الذي تفتقده : روحي انتي يا حسناء بقي قبل ما الدنيا تغرق و المطر يشد و هبقي اقفل انا الصيدليه
        حسناء: مش مشكله يا دكتر , متقلقش عليا
        دكتور سمير: ازاي يا بنتي مينفعش
        قاطعته حسناء: صدقني يا دكتور
        فقاطعها بحزم: ولا كلمة زيادة , يالا خدي شنطتك وروحي , الدنيا مش هتخرب يعني و لا يكون الزبائن و اقفين طوابير , انا اساسا مش هطول ساعه بالكتير و هقفل
        خرجت حسناء من الصيدليه و هي في شدة حيرتها فلا يمكن ان تعود للمنزل مبكرا , وان كانت نية صاحب العمل خير بأن تعود باكرا و لكنه لا يعلم انه بإصراره هذا ما هو الا قذف بها في فوهه بركان الجحيم
        قالت بنفسها: ياربي اعمل ايه دلوقتي انا لا يمكن أروح البيت , طيب اروح فين , فين مفيش حل غير اني ارجع البيت ماشيه من غير ما اركب المترو علشان اضيع في الوقت
        وبدأت مشوارها للبيت تقودها قدميها بخفه حتي تستطيع الوصول للمنزل في الوقت المحدد و لكنها لا تعلم ان المطر سيشتد بهذا الشكل و ان الطقس سيسوء لهذا الوضع الصعب , فظلت تتأرجح في الطريق بسبب الهواء العاصف ترتعد تحت الأمطار , شعرت و كأنها في رحلة سفاري مرعبة , تأخر الوقت , ويبدو ان الطريق أخذ وقتا اطول مما توقعت حتي انتصف الليل
        دب القلق في اوصالها كلما تأخر الوقت اكثر وهي لم تصل منزلها بعد وكلما نظرت حولها تجد الطريق كأنه صحراء جرداء من البشر , تمر عليها بين الحين و الاخر سيارة مسرعه لا تهتم بإشارتها لها , واثناء ما كانت تسير لاحظت وجود توكتك قريب منها , شعرت بأن جميع اعصابها تفككت , وسارت ترتعد خوفا ,أسرعت الخطي و هي تتختطف النظر نحوه من الحين للاخر بخوف من ان يكون من بداخله من تلك الفئة التي لا تنوي إلا الشر, وكان ظنها بمحله
        عندما وصلت للمكان الذي ستعبر منه الطريق , مارة تحت ذلك الكوبري نظرت أمامها فوجدت الجو مظلم بشدة نتيجة أحد مصابيح الاعمدة المحترق, وقفت برهه تطلب النجدة من أي شخص محترم و لكن لم تجد أي شخص
        دب الخوف و الرعب في ذرات جسدها بأكمله , بدأت عبراتها تسقط مع انين الخوف, ظلت ترددد يارب نجيني يارب, يارب استرها معيا يارب
        ثم بدأت الجري بسرعه لتمر تلك المنطقه المظلمة , وهي تبكي و تأن خوفا , نظرت خلفها فوجدت التوكتك يقترب منها بسرعه , فأسرعت الجري و لكنه سبقها ووقف أمامها
        , نزل منه شابان , أثار المخدرات بادية علي ملامحهم السيئة و علي اصواتهم الغليظة
        صرخت و ولت هاربه للجهه الأخري و لكن أحد الشباب أمسكها بيده القذره من ذراعها و سحبها نحو التوكتك فصرخت بصوت عالي, فلطمها بشده علي وجهها , ولكنها ظلت تصرخ وتتفلت من بين يديه بصعوبه
        فقال لها بصوته الغليظ: بصي لو قعدتي تصوتي من هنا لبكره محدش هيلحقك , فيلا انجزي و مضيعيش وقت بدل ما اكسر عظمك في لحمك و هاخدك برضه حتي اخد راحتي من غير وجع دماغ
        نزلت تلك الكلمات علي مسامعها و كأنها براميل متفجرات صرخت بشدة وظلت تتفلت بشدة ولكنها لم تستطع فوضعت ذراع الشاب بين اسنانها و ضغطت بشدة حتي يتركها ولكن قال : اااه يا بنت التتتتتت انتي بقي اللي جبتيه لنفسك انزل يا شعبان
        وظلوا يركولنها بشدها و يلطمون وجهها بدون رحمة حتي اصبحت تشعر بالألم في جميع أجزاء جسدها النحيف , تصرخ فيحاولون كتم صراخها بوضع يديهم علي فمها و لطمها أكثر و أكثر و سبها بأفظع ما تستطيع الأذن تحمله
        قال شعبان : شدها ياعم تحت الكوبري هناك كده و نخلص محدش بيعدي من هنا اساسا
        الشاب: طيب يلا شد معايا
        وهنا شعرت بأن العالم بأجمعه يدور حولها بشده و لكنها ظلت تقاوم و تحاول التفلت من بين مخالبهم السامة , وهنا لمحت سيارة تعبر مسرعه , فقالت : يارب يارب انت شايفني انقذني وبالفعل بعث الله لها النجده في غضون لحظات عندما سمعت طلقات مسدس الضخم المخيف حازم
        وعندما ركبت السياره كانت في اسوأ حالاتها , عندما سألها عن مكان منزلها قالت بنفسها , ياتري هرجع البيت هلاقي أمان و لا هلاقي اللي شفته من شويه , طيب هنا لقيت حد انقذني انما في البيت ياتري هلاقي ولا لا, ظلت تبكي لما يحدث لها و ظلت تفكر أين المأوي الآمن في ذلك العالم الظالم الموحش فلم يعطيها عقلها في هذه الأثناء جواب غير"السجن"
        كانت تتذكر تلك الأحداث و هي تشعر انها في كابوسا مفزعا وظلت تبكي بصوت عالي و تهتز أوصالها وتتعالي شهقاتها بشدة
        شعرت بإعياء شديد فتمددت علي الفراش و هي تبكي :, تروي الوسادة بتلك الدموع الحزينة التي تحمل أصعب آلام عرفتها البشريه
        ظلت تردد من بين دموعها: فينك يا بابا انت سيبتني بين الغابة دي , يابابا انت الامان من بعدك خوف , انت كنت حضني الدافي من بعد مفيش حنان ابدا
        ثم جالت بخاطرها صورة ذلك الضخم , ظلت تسرد علي عقلها موقفه معها بكل تفاصيله, موقفه و ان دل علي شئ فإنه يدل علي الشهامة و الرجوله و لكن المشهد الاخير كان عجيبا, عندما صرخت بوجهه وطلبت منه ان يحميها لم تكن تتوقع منه ردة فعل هذه
        كانت تتوقع منه صفعه مدويه علي وجهها, وان كان بقلبه رحمة فعلي الاقل يسألها عن سبب لجوءها للانتحار ثم تحتمي برجل غريب ولكنه عندما طلبت منه المساعده لم يتردد لحظة و وفر لها الأمان و المأوي, ولكن هل سيدوم ام انه شئ مؤقت ليوقظها علي كابوسا مفزعا كما تعودت , هل ياتري سيظل علي وعده , وكيف ستكون اقامتها هنا , أوحيدة ام ان لده اسرة سيأتون للاقامة هنا أم ماذا
        ظلت تفرض بعض الفروض بعضها مطمئا و الاخر مريب حتي أتاها النوم علي غفله و غلف جفونها الساحره بهدوء و غطت في نوم عميق بسبب ارهاقها الشديد

        رفع حازم جبهته من الأرض بعد سجدة شكر طويله و دموع الفرحه علي وجنتيه
        مسحها بظهر يده و هو يردد عبارات الحمد و الشكر , أسرع للهاتف و طلب رقما ما وبعد دقائق آته الرد
        حازم: السلام عليكم ازيك يا نرمين
        نرمين بفزع ويظهر علي صوتها آثار النوم: خير يا حازم في حاجه
        حازم بصوت كله أمل وتفاؤل: لا مفيش متقلقيش , ابراهيم فين
        نرمين: ابراهيم نايم , هو في حد بيتصل علي حد الساعه 6 الصبح
        حازم : طيب بسررعه صحيه
        نرمين: ليه خير انت قلقتنين , ماما كويسه
        حازم: بقولك مفيش حاجه , صحيه بس
        نرمين: ماشي دقايق
        ظل يجول بالغرفة بخفه و فرحه منتظر رد ابراهيم عليه حتي آته الرد
        ابراهيم: ايوا يا بشمهندس
        حازم: أبسط يا هندسه الفرج جه من عند ربنا
        ابراهيم: فرج ايه؟
        حازم: شركة أبل ردت عليا
        ابراهيم بتعجب غير مصدقا: بتتتكلم جد ولا بتهزر , استحاله
        حازم : يعني هصحيك من النوم الساعه 6 علشان اهزر معاك
        ابراهيم: معقوله , ردت عليك في نفس اليوم اللي بعتلهم فيه , ده فيه ناس بتقعد بالشهور علي ما يجيلها رسالة الرد , وممكن في الأخر يكون الرد ب"غير موافق" , صحيح مضمون الرساله ايه
        حازم: بص ياسيدي بيقولوا ان فيه فرصه الايام دي , بس اعطوني استماره أملاها في خلال اسبوع ولو المواصفات تطلعت مطابقه هيوافقه الموافقه النهائيه
        ابراهيم : طيب معلش يا حازم اشرحلي العمل من تاني
        حازم: بص يا عم لو وافقوا هيجوا يفرشولك الشركه كلها بحسابهم ولما الاجهزة تتباع تمن الأجهزة ليهم و المكسب ليك غير طبعا هيكون فيه عروض هتكون في صالحنا
        ابراهيم: كويس قوي وانت ناوي بقي نفضي الشركة ولا هتشوف شركة جديده
        حازم: بص يا هندسه الشركه القديمة زي ما هي مش هاجي ناحيتها , لازم نشوف مكان جديد ويكون كبير, مثلا ناخد دور كامل في برج تحت الإنشاء ونظبطه علي مساحات واسعه , قسم للاب توب و قسم للاجهزة العادية و قسم للموبايلات و قسم لقطع الغيار , ان شاء الله هنكون اكبر توكيل في المنطقه
        ابراهيم بفرحه : كويس قوي قوي
        حازم: عاوزين من بكرة نشوف مكان مميز و ياريت يكون قريب من الجامعه و تظبطه انت بقي تظبيطه صح , ده شعل عمارة ملعبك يعني
        ابراهيم بعزيمة: وبكرة ليه من النهاردة
        حازم: النهاردة الجمعه مش عاوزين نلف في الفاضي هنلاقي اغلب مكاتب العقارات قافله و بعدين انا لسه منمتش من امبارح
        ابراهيم بمزاح: والله عارف انك مش هتنام الا لما تشوف الرساله
        حازم : هههههه بحب فيك انك فاهمني
        ابراهيم : طيب يلا ريح و علي بركة الله نبدأ من بعد بكرة
        حازم: معلش قلقتك
        ابراهيم : بالعكس انا كده هنام و انا مطمن , انا كنت ليل ونهار محتار اسافر ولا استقر و اعمل مشروع وكفايه غربه , ربنا يجازيك خير و ييسرلنا و يجعلها فاتحة خير علينا , بس عود نفسك دايما قبل ما تبدأ أي خطوة مهمة في حياتك قدم شئ لله علشان ربنا يبارك
        قفزت تلك الفتاة بعقل حازم فجأة عندما سمع تلك الكلمات من ابراهيم وقال له: ان شاء الله
        وبعد ان انهي مكالمته أجري مكالمة اخري بتررد
        حازم بنفسه : 3 رنات لو مردش هقفل زمانه نايم ولكن الرد جاءه اسرع مما يتوقع
        الاستاذ محسن: السلام عليكم
        حازم: وعليكم السلام ورحمة الله ازي حضرتك
        الاستاذ محسن: الحمد لله بخر ازيك يا بشمهندس
        حازم : الحمد لله معلش ان كنت صحيتك من النوم
        محسن: لا والله لسه منمتش في ناس جيرانا عندهم مشكله و محدش نام طول الليل
        حازم: ربنا ييسرلهم , كنت بقول لحضرتك شركة أبل ردت عليا و انا عاوز حضرتك تكون معايا الاسبوع ده علشان الاوراق و الاجراءات و كمان هنشتري شركة جديدة وكده
        محسن: أولا الف مبروك ربنا ييسرلك و يجعلها فاتحة خير عليك وانت انسان مجتهد و ربنا هيوفقك و أنا معاك أي حاجه تحتاجها تحت أمرك في اي وقت
        حازم : شكرا جدا لحضرتك
        محسن: انت ابني يا حازم ربنا يباركلك
        حازم: ربنا يخليك اسيبك بقي علشان تريح
        محسن: ماشي يا ابني مع السلامة
        أغلق حازم الخط وبقلبه فرحه لو وزعها علي العالم لملأت قلوب البشر أجمع
        اتجه نحو سريرة و بعد أن بدل ملابسه و تدثر جيدا و اقتحم عالم الأحلام بسكينة


        استيقظ تلك الملاك البرئ من نومها و هي تشعر بألم بكل مفاصلها بالأضافه إلي معدتها التي بدأت تؤلمها من شدة الجوع
        نظرت حولها بدهشة وبعد لحظات استعادت ذاكرتها تلك الأحداث التي أدت بها لهذا المكان
        ظهرت علامات الحزن علي وجهها , استندت علي ذراعيها بكسل حتي جلست و استندت علي الوسادة
        قالت لنفسها: هي الساعه كام
        نظرت أمامها فوجد ساعة حائط فخمة و تشير عقاربها إلي الواحدة و النصف بعد الظهر
        قالت : ده انا محستش بحاجه خالص
        لملمت شعرها الذهبي الحريري بيديها الصغيرتين و ربطته جيدا ثم قامت تبحث عن أي شئ تسد به جوعها و تروي عطشها وتساعد جسدها الضعيف علي الصمود في تلك الحياة
        اتجهت نحو المطبخ و فتحت الثلاجه فوجدت كل مابها عبارة عن بعض الحلويات و الفاكهه والمشوربات الغازية
        أخذت بعض القطع و أكلتها ثم أكلت بعض الفاكهه
        قالت: ياتري هيجيبلي أكل و لا هموت جوعا, الاكل اللي هنا يادوب يكفي يومين
        تلفتت حولها تبحث عن شاي فوجدت الكثير من المكيفات التي تملأ رخامة المطبخ مصفوفه بنظام فقالت: يظهر الانسان ده بتاع مزاجه قوي
        فاتجهت نحوهم و أحضرت فنحان من الشاي ووضعته علي المنضدة و اتجهت كي تتوضأ و تصلي الظهر

        وفي تلك الفيلا التي يلفها الصمت في أغلب الأوقات , ويعيش بها أناس سكن الحزن جزء من قلبهم و لم يفاقره ابدا , كانت تجلس سناء و نور بإنتظار حازم حتي يعود من صلاة الجمعه ليتناولوا غداءهم , وهم يتحدثون في امور شتي وعندما سمعوا خطواته توقفوا عن الكلام , دخل حازم بهيبته و طلته المريبة , اقترب من والدته التي تجلس بوجه عابس و ملامح جامدة , ثم انثني و قبل رأسها
        حازم : متزعليش مني بقي ياماما
        سناء: هعمل ايه ابني و مجبوره عليه
        حازم بمزاح : مجبوره؟ لا يا ستي و ايه جابرك إرميه بره للكلاب الضاله
        سناء: قلبي ميطاوعنيش
        حازم : شوفتي , طيب يلا حطوا الاكل احسن انا جعاااااااااان جدا
        وبعد دقائق كان الثلاثة يتناولون طعامهم بصمت حتي قال حازم: هاتي ياماما قايمة الشوبينج بتاع الاسبوع علشان اروح اشتريها
        سناء: طيب انا جهزتها لسه بس هكتب بروجر و الديتول فكرني قبل ما تمشي اكتبهم
        نور: انا هاجي معاك علشان عاوزة اشتري شوز ابيض
        حازم: لا أجليه النهاردة انا عندي مشوار مهم بعد الشوبيج مش هينفع تيجي معايا
        نور: خلاص انا وماما نروح النهاردة وشوف انت مشوارك
        حازم بصرامة: مش هينفع , بكرة ابقي اشتري اللي انتي عاوزاه الايام مخلصتش
        نور: مش هينفع ليه ما انا وماما نزلنا المول قبل كده لوحدنا فيها ايه يعني؟
        سناء لتنهي الحوار: يا نور ابقي خدي حد من صحابك بكرة و انزلي اشتري اللي انتي عاوزاه
        نور وهي توشك علي البكاء: لا ياماما أنا عاوزة ارو ح بكرة الجامعه بالطقم الأبيض في بينك و انتي عارفه اني معنديش شوز شتوي لونه ابيض
        حازم: يعني مفيش اي هدوم تانية تلبيسيها , الدنيا هتقف بكرة علي الطقم ده
        نوربعناد: ايوا هتقف
        نظر لها حازم بعصبيه وقال: مفيش نزول النهارة يانور
        سناء تحاول منع حدوث مشاجرة: نور وبعدين معاكي, واساسا الجو مطر و طين و مش هينفع تلبسي ابيض خالص غير لما الجو يروق , البسي اي حاجه بكرة , انتي رايحه الجامعه مش مناسبة مهمه
        تركت نور طعامها وقامت متذمرة تدب في الارض مثل الأطفال واتجهت نحو غرفتها تبكي
        حازم : هاتي ياماما قايمة الطلبات يلا
        سناء برجاء: معلش يا حازم , متزعلهاش علشان خاطري و خدها معاك ورجعها قبل المشوار و لا حتي سيبها تاخد تاكسي و روح مشوارك انت
        قفزت برأسه صورة الفتاه و هي بين مخالب الذئاب عندما انقذها ليلة أمس برأسه فقال بعصبيه: قلت مينفعش يبقي خلاص , مش بحب اكرر كلامي , وقولي لنور تعمل حسابها من بكرةبكره معدتش تروح الجامعه الا لما اوصلها و ارجعها بنفسي الدنيا معدتش أمان
        قامت سناء بدون ان تنطق أي كلمة و أحضرت قائمة الطلبات و كتبت بها بعض الأشياء الاضافية التي تذكرتها للتو واعطتها لحازم
        أخذها حازم و اتجه نحو سيارته و عندما فتحها وجد المقعدين الأماميين ما زالوا مبتلين فقال: يظهر هاخد تاكسي
        خرج نحو الطريق و استقل تاكسي حتي وصل ذلك المول الضخم
        كان يقتني المشتريات المدونه في الورقه التي معه ويضعها في السله ثم يشتري مثلها ولكن بنصف الكمية ويضعه في سله أخري و بعد أن انهي القائمة ظل يتجول و يشتري بعض المأكولات و المعلبات التي تقع عينيه عليها و يظنها انها ضروريه , وبعد مايقرب من ساعه في التجول داخل المول اتجه نحو بوابه الخروج و دفع ما عليه من نقود و خرج من المول ويديه الاثنتين مكدستين بالأكياس الثقيله التي تحوي الكثير من الأطعمة
        اوقف سيارة اجره و أعلم السائق عن وجهته و عندما و صل قال للسائق: حضرتك ممكن تنتظر هنا دقايق و هعطيك اللي تطلبه
        السائق: ماشي يا ابني خد راحتك
        فتح حازم البوابة الكبيرة و بيده بعض الأكياس ثم اتجه نحو المبني الذي كان يستعد ان يقضي به أوقات فراغه و راحته و طالما حلم بأن ينيه علي ذوقه الخاص و يزوده بكل وسائل الراحه و الترفيه و ما ان جهزه حتي جائت تلك الفتاه و خطفته منه علي غفله دون ان تعطيه مهله ليستشير عقله او يختار لها مكان اخر
        ضغط علي زر الجرس
        كانت حسناء تجلس علي سريرها تقرا سورة الكهف فهي مازالت ترهب المكان و الوحدة أيضا فلم تفارق السرير منذ أن وطأت قدمها ذلك المبني الا لقضاء حاجه ضرورية
        فزعت عندما سمعت صوت الجرس , قفزت من مكانها , خرجت للردهه أمام حجرة النوم و نظرت من تلك النافذه الزجاجية فوجدت رجل اسطوري ضخم البنيه يحمل الكثير من الأكياس , فعلمت انه صاحب المنزل , فعاد الأطمئنان نسبيا إلي قلبها ولكنها كانت أيضا تخاف منه فهي لا تعلم اي شئ عنه
        ارتدت اسدالها و اتجهت للاسف , قالت من خلف الباب: ايوا
        فجاءها الصوت: ميلي في جنب علشان هدخل
        فقالت : ماشي دقايق
        ثم عادت تجري بسرعه للأعلي ودخلت غرفة النوم و أغلقتها خلفها بالمفتاح و ظلت تنصت بإذنها علها تستنتج ما يحدث بالخارج
        استقبلت اذنها صوت البوابه تفتح و بعض دقائق تغلق ثانية , شعرت بالرهبه بشدة أهو الآن بالداخل معها في نفس المكان مغلق عليهم باب
        ولكن بعد دقائق سمعت صوت بوابة الحديقة الخارجية تغلق فأسرعت و نظرت من خلف النافذه فرأته يخرج ثم يتجه نحو سيارة الأجره
        عادت إلي الباب واستندت بأذنها عليه علها تسمع اي اصوات اخري تستدل بها علي وجود أحد فلم تسمع ظل دقائق فلم تسمع شئ
        عادت تجلس علي السرير , وامسكت المصحف بيدها ولكنها لم تستطع القراءة فكان قلبها يدق بسرعه و عقلها يتخيل و يتوقع وجود احد معها
        قامت ثانية و حاولت أن تسمع شئ ولكن يبدو أن لا أحد معها
        فتحت الباب بحذر شديد و هي تحاول ألا يصدر أي صوت, ثم خرجت بهدوء و هي تتلفت و كأنها لص ينوي سرقة منزل , فلم تجد أحد , نظرت بالأسفل فوجدت الكثير من الأكياس
        قالت : ممكن يكون جايب أكل , انزل اشوف كده
        لكنها تراجعت عن قرارها خوفا فعادت إلي الغرفه ثانية وأغلقت الباب جيدا و كأنها تسكن في بيت رعب وقالت: هفضل لحد أذان العشا لو ملقتش حد بيتحرك في البيت هنزل اشوف الاكياس دي
        وعادت تحاول جاهدة جمع تركيزها المشتت لتكمل قراءة سورة الكهف و ترديد أذكار المساء


        عاد حازم إلي منزله وعندما دخل ووضع الاكياس التي بيده قال لوالدته : ماما تعالي شوفي الحاجات دي كده , وخدي علبة الشيكولاته دي اللي نور بتحبها صالحيها بيها
        سناء: ادخل صالحها انت
        حازم علي عجله: مش فاضي و الله يا ماما العربيه فيها شوية تصليحات و محتاجها بكرة ضروري
        ثم خرج نحو حديقة الفيلا و بدأ في التفكير في كيفية التخلص من المياة التي تبلل المقعدين الأماميين

        ظل يحاول بها بشتي الطرق و عقله مشغول بمستقبله و خططه تاره و تارة اخري مشغول بتلك الفتاه التي أصبحت جزء من مسؤلياته في أخطر وقت يمر به في حياته , ككان كلما حاول في التفكير في ماهية تلك الفتاه و يضع بعض الظنون يشعر بأنه عقله مجبس لا يستطيع التفكير في اي شئ وولكنه يمتلك كامل اليقين ان الله اكرمه بطاقة النور للمستقبل بسبب مساعدته لتلك الفتاه و انها تستحق المساعدة و ان الله قدر بأن يمر بهذه اللحظة من ذلك المكان حتي ينقذها فنوي ان يقدم لها المساعده بكل الطرق التي يستطيع تقديمها حتي يوفي بوعده لله و حتي يكرمه الله في خطوته القادمة
        وعندما استأذنت الشمس ورحلت عن السماء و حل محلها النجوم الي تظهر بصعوبه من خلف ستار الغيوم الكثيف , ملأ أذان العشاء جميع الارجاء , كانت حسناء ما تزال محبوسه داخل الغرفه ولكنها بدأت تشعر بالأطمئنان لعدم وجود أحد معها بالمنزل
        خرجت بتوجس وظلت تنصت و تتلفت و لكنها لم تجد أحد , نزلت لتستكشف ما بتلك الأكياس التي أحضرها حازم , فوجدت الكثير من الاطعمة التي تكفيها لمدةشهر كامل
        تعجبت بشدة, فهذا الرجل لا يعرفها وأيضا يعاملها بغلظة و لكنه يغدق عليها بعطاياه , فهاهو يسكنها في مكان لا يشبه إلا قصور الأمراء و يبدو انه يخصه بشدة ويعز عليه والدليل انه موفر به جميع وسائل الترفيه الممكنه , ثم أحضر لها الملابس الغاليه و التي تكفيها و تفض دون ان تطلب منه , ثم يأتي لها بأشهي الأطعمه واللحوم و الفواكهه و التسالي ما يكفيها شهر, انه لإنسان عجيب حقا , فهي عندما طلبت منه المساعده توقعت انه سيضعها في حجره لس بها سوي فراش أرضي و يرمي لها ببعض فتات الطعام ولكن هاهو يكرمها كمن يكرم أمه أو حبيبته
        حملت الأكياس و هي تدعي له الله بكل الدعاء الصالح الصادق في الدنيا و الآخره وبدأت تشعر بالإطمئنان يملأ قلبها المفزوع و شعرت أنها و لأول مره منذ زمن بعيد تشعر بأنها في امان و ان من حقها أن تعيش دون خوف و قلق و صراع نفسي في ذلك المكان الذي تجهله وتجهل صاحبه و لكنها علي يقين انها في منزل انسان بمعني الكلمة
        مر الأسبوع علي عجله ملئ بالاحداث علي حازم و ملئ بالوحده و الفراغ علي حسناء
        كان حازم يعمل بجهد لتحقيق حلمه يبحث في كل لحظه تمر عليه علي انسب مكان لبدأ مشروعه الجديد برفقة ابراهيم زوج اخته نرمين الذي كان يتشارك معه نفس الحلم و يسعي معه لتحقيقه
        أما في قصر الوحش كانت حسناء تعيش اسبوع من أصعب أيام حياتها , فمع انها كانت تحاول الـتأقلم مع وضعها إلا أن اشباح الماضي كانت تطاردها في عقلها كل لحظة , والأحداث التي تدمي قلبها تتابع كل دقيقة علي عقلها لتذكرها بأيام صعبه عاشتها في الماضي القريب ولا تعلم هل ستعود إليها ام انها انها اصبحت في مأمن للأبد

        تعليق

        • rehab omar
          عـضـو
          • Feb 2017
          • 9

          #5
          رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

          المشاركة الأصلية بواسطة سيادة الجني شعشوع
          ابي اكتب قصة استاذتي رحاب هل بالامكان ان تشيري علي ببعض النصائح
          تؤمري حببتي
          اكتبي مواقف القصه بشكل سريع كل موقف في صفحه , وابدأي أقرأي روايات تانيه تكون روايات عميقة في الاسلوب لروائين كبار وهتلاقي بعض العبارات و بعض الكلمات هتلفت انتباهك وتقدري تستخدميها في المواقف , فتكتبي العبارات المناسبه في صفحة الموقف المناسب , ثم ابدي اكتبي و التوفيق من الله
          وربنا معاكي و يحقق حلمك حببتي

          تعليق

          • rehab omar
            عـضـو
            • Feb 2017
            • 9

            #6
            رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

            البارت القادم غدا ان شاء الله

            تعليق

            • rehab omar
              عـضـو
              • Feb 2017
              • 9

              #7
              رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

              لبارت 3
              كان حازم يعمل بجهد لتحقيق حلمه يبحث في كل لحظه تمر عليه علي انسب مكان لبدأ مشروعه الجديد برفقة ابراهيم زوج اخته نرمين الذي كان يتشارك معه نفس الحلم و يسعي معه لتحقيقه
              أما في قصر الوحش كانت حسناء تعيش اسبوع من أصعب أيام حياتها , فمع انها كانت تحاول الـتأقلم مع وضعها إلا أن اشباح الماضي كانت تطاردها في عقلها كل لحظة , والأحداث التي تدمي قلبها تتابع كل دقيقة علي عقلها لتذكرها بأيام صعبه عاشتها في الماضي القريب ولا تعلم هل ستعود إليها ام انها اصبحت في مأمن للأبد
              كانت تجلس علي سريرها مستنده إلي الوسادة تضع بجانبها كتابها , بيدها هاتفها المحمول ,تلعب بأناملها بخفه علي شاشته و ترسم علي شفتيها ابتسامة خفيفه
              سمعت خطوات والدتها تقترب من غرفتها فدفنت الهاتف بسرعه تحت الوسادة و استبدلته بكتابها و استبدلت الابتسامة بنظرة تركيز شديده
              دخلت و الدتها بعد ان طرقت الباب واقتربت منها ثم جلست علي كرسي مقابلتها , بدأت بالحديث بصوت حالوت ان تجعل فيه الحنان و الرجاء حتي لا يبدي القلق الذي بداخلها
              سناء: هتروحي الجامعه بكره يا حببتي
              نظره لها نور و هي ترفع احدي حاجبيها بتعجب: حببتي؟ خير يا رب الدنيا هتشتي برنجان النهارده
              سناء بعتاب: بقي كده يا نور ماشي . ثم اكملت بخوف: عامة حازم كتر خيره هيوصلك الصبح و هيرجعك تاني , اصله خايف عليكي من البرد و المواصلات
              ألقت نور الكتاب بعصبيه و وقفت علي السرير و أخذت تتحدث بعصبيه و تلوح بيديها يمينا و يسارا : نعم ؟ يوصلني ؟ ليه ان شاء الله ده بقي حبس حريه مش خوف و انا لايمكن اسمحله يتحكم فيا اكتر من كده بقي , يعني يقولي من ساعتين مرحش المول و أأجل الموضوع و دلوقتي يوصلني و يجبني و بعد يومين تلاته يقولي ألأبسي كذا و متلبسيش كذا...
              سناء و هي تشير لها بخوف ان تخفض صوتها حتي لا يسمعها حازم: اهدي يا نور ابوس رجلك بدل ما يجي يفرم لحمك في عضمك
              نور: ما هو انتي اللي بتخليه يزيد فيها وعامل نفسه كبير البيت و لا كأن ليه ام هنا اكبر منه و المفروض كلمتها فوق كلمته
              سناء وهي تضغط علي اسنانها: الله يخزي شيطانك يا شيخه , وطي صوتك هتجيبلنا مصيبه النهارده , أيا كان لالزم تسمعي كلامه كفايه اننا عايشين في خيره و هو مطلبش حاجه غلط هو خايف عليكي , ولو عاوزة تفهميها حبس حريه بقي انتي حره بس اللي اعرفه ان معدتيش هتروحي الكليه من غير ما يوصلك إلا اذا كنتي عاوزة تجيبيلي الضغط من تحت راس عندك
              نور: زي كل مره برضه خايفة, عامة انا مش رايحه الجامعه خالص علشان ترتاحي و هو كمان يرتاح ولا يمكن اسمحله يسيطر و يفرض كلامه عليا بعد كده حتي لو مش هكمل تعليم خالص
              نظرت لها سناء بعينين تكاد تنفجران من الغيظ من تلك الأبنه المدلـله العنيدة التي لا يهمها شئ علي الاطلاق وخرجت و هي تتمتم بالدعاء لها بالهدايه و بالزوج الصالح الذي يريحها من تذمرها الدائم

              وبعد أن خرجت سناء بدأت نور بالبكاء بشدة و ظلت تضرب الوسادة بقبضتها بعصبيه لتفرغ غضبها بها حتي هدأت نسبيا ثم قالت و هي تمسح الدموع من علي وجنتيها: والله لقف في وشك يا حازم و كفايه تسلط لحد كده بقي
              أمسكت بالهاتف المحمول و اتصلت بصديقتها نسرين
              نسرين بمزاح : ايه يا بت اللي مصحيكي لحد دلوقتي مش عندك معاد بكره
              نور بصوت باكي : شوفتي المصيبه اللي انا فيها
              نسرين بفزع : خير يا نور في ايه
              نور: حازم اخويا عاوز يوصلني الجامعه بالعربية و يرجعني كمان
              نسرين بتعجب: وفيها ايه ؟ فين المصيبه بقي
              نور: دي اكبر مصيبه يا غبيه كده هيحبس حريتي و مش هعرف انزل الجامعه في الايام اللي عندي رست فيها غير كمان افرض انه شافني مع اسامة ده هيقعدني من الجامعه خالص
              نسرين باستهزاء: والله انتي اللي غبيه , طيب ياريت حازم كان اخويا انا و يوصلني بعربيته و يعملي برستيج قدام العيال و اتمنظر عليكم كده, وبعدين هو حازم فاضي يا هبله , هيوصلك يومين تلاته و بعد كده ه هيتشغل في شركته المعقدة الفريده اللي شغلاه دي و هترجعي تيجي براحتك و تعيشي انتي و اسامة براحتك بعد ما يكون كل الطلبه عرفوا انك بنت ناس و عندكم عربيه جيب زي دي , حتي جايز أسامة لما يشوف حازم ياخد الموضوع جد شويه بدل ما هو نايم في العسل و بقاله 6 سنين في الكليه
              نور وبعد ان اقتنعت بكلامها : وافرض فضل يوصلني علطول و كاتم علي نفسي
              نسرين : يا نور مش كلها اسبوع و الامتحانات هتبدأ
              نور : اه
              نسرين :وبعد كده الاجازة
              نور: اه
              نسرين : علي ما الاجازة تعدي و التيرم التاني يجي هيكون حازم نسي اساسا انه قالك انه هيوصلك , حتي تقعدي تذاكري الاسبوع ده زي الناس شويه بدل ما كنتي هتقضيها صياعه انتي و اسامة البارد
              نور: متغلطيش يا بت , ولا انتي متغاظة انك سنجل
              نسرين : علي ايه يا حسره ده يقرف انا مش عارفه بتحبيه علي ايه , ده حتي علي ما تتجوزا هتكوني اخر واحده في الدفعه كلها
              نور: عجبني و بحبه و لو هفضل استناه العمر كله
              نسرين : اشبعي بيه يا اختي ويلا علشان عاوزه انام
              نور: طيب ماشي سلام
              وبعد ان اغلقت الخط عادت ثانية للمحادثه علي ماسنجر التي كانت تجريها قبل دخول والدتها و كتبت لحبيبها اسامة أنها تشعر بإعياء و لن تستطيع مقابلته غدا في الموعد الذي اتفقوا عليه

              ومع أخر ضوء من نهار يوم الثلاثاء . أمام أحد المباني التي مازالت تحت الإنشاء في الحي المحيط بجامعة القاهرة توقفت سيارة جيب ضخمة ونزل منها شابان يبدو عليهم الاحترام و الجدية ثم توجهوا للمهندس القائم علي تشيدة
              حازم : السلام عليكم ازيك يا فندم
              المهندس: و عليكم السلام ورحمة الله اؤمرني يا فندم
              حازم : احنا عاوزين دور كامل في البرج هنعمل فيه شركة استيراد
              المهندس: لا و الله البرج محجوز لحد الدور السابع و بعد كده كل دور محجوز منه شقه
              ابراهيم : طيب ممكن حضرتك تتفاوض مع الممتلكين و هندفع مقابل التنازل و يستلموا أدوار تانية
              المهندس: هجاول بس موعدكوش أصل الدور التاني و التالت هيبقي برضه شركة استراد ملابس
              زم حازم شفتيه بيأس وقال و هو يصافح المهندس: خلاص ماشي يا باشا و اسف اننا تعبناك معانا
              المهندس: عامة اعطيني رقم تلفونك, انا هشوفلك مع المهندسين صحابي جايز الأأقي طلبك عند حد منهم
              حازم: ماشي اتفضل ده الكارد بتاعي و ياريت يكون قريب من الجامعه
              المهندس: ماشي يا افندم تحت أمرك و أول ما هلاقي هكلم حضرتك
              ابراهيم : طيب ممكن رقم تليفون حضرتك برضه علشان نبقي نتابعك
              المهندس: ماشي اتفضل
              انصرفا حازم و ابراهيم إلي السيارة بخطي بطيئة نتيجة ارهاقهم الشديد و يأسهم الذي خيم علي صدورهم بعد عملية بحث طويله لم تنم عن شئ جديد وانطلقا بعيدا
              ابراهيم: زي ما يكون بندور علي حاجه من المريخ و الغريبه ان لما تكون مش محتاج تلاقي الشقق قدامك كتير و لما احتاجنا شقه الشقق كلها اتبخرت
              حازم بتوتر و هو عاقد ما بين حاجبيه: المشكلة ان الوقت ضيق قوي خلاص معدش إلا يومين بس , معقوله فرصه زي دي تضيع سدي كده علشان مش لاقين مكان مناسب
              ابراهيم : طيب منشوف اي شقتين جنب بعض و نفتحهم احنا و لا شقتين فوق بعض ونظبط العمل و خلاص
              حازم وهو ينظر أمامه : العمل إما يتعمل صح يا إما بلاش
              ابراهيم بمزاح: يا عم فكها شويه وبعدين فك التكشيرة دي احسن العسكري هيعطيك مخالفه
              حازم : بالله عليك مش وقت هزار خالص انا روحي في مناخيري
              ابراهيم: هدي بالك شويه يا عم مش هنشوف الا اللي ربنا كتبهولنا و تعالي يلا نروح للكهف بتاعك اللي طلعت عنيا علي ما صممتهولك ده
              حازم بتساؤل: كهف ايه؟
              ابراهيم: بيت الاسترخاء علي رأيك اللي بنيته جنب الفيلا بتعتك
              فزع حازم من كلامه بعد ان فهم ما يشير اليه ابراهيم , وتذكر تلك الفتاه الغريبه التي كاد ان ينسي أمرها بين أمواج حياته المليئة بالأعباء و الأحداث
              حازم : لا يا عم أنا ورايا شوية شغل كده في الشركة و بعدين انا معدتش قادر اسوق مش هقدر أروح هناك
              ابراهيم : طيب عديني بقي علي الشقه بتاعتي انام ساعتين كده و ابقي اجيب نرمين و نيجي عندكم احسن من أول الاسبوع و هي بتتحايل عليا تروح لمامتها و انا بأجل فيها
              أوصله حازم إلي منزله و اتجه إلي فيلته التي مازالت تحت الإنشاء لكي يطمأن، علي الأوضاع و علي البواب الذي وظفه حديثا
              وعندما وصل كان برد الليل قد بدأ في الأزدياد , كان البواب يشعل بعض النيران و يجلس بجوارها ليستمد منها الدفء لجسده الهزيل المتجمد من ذلك الطقس الصعب
              سلم عليه حازم و طلب منه ان يعد له فنجان من القهوة ثم اتجه نحو الفيلا و ظل يستطلع بضوء هاتفه بعض الأشياء المستحدثه بها وعقله لا ينتبه لأي شئ فقط عينان تدوران هناك وهناك و فقد أتي هنا خصيصا لأمر أخر وما هذا إلأا تمويه
              وبعد ان انتهي عاد ثانية للحارس الجديد و جلس علي كرسي خشبي بجوار النار وهو يرتشف فنجان القهوة بهدوء
              كان دافعه الأساسي هو استجواب البواب عما يحدث بذلك المبني الذي تحبس فيه الفتاه الغريبه ولكنه حاول ان يكتشف بشكل غير مباشر حتي لا يشك البواب بالأمر
              وبعد ان انهي قهوته قدم الفنجان الفارغ للحار وهو يقول : تسلم ايدك يا رجب
              رجب : الله يسلمك يا باشا
              حازم: هه الأوضاع عامله ايه
              رجب: تمام يا باشا
              حازم : والمبني ده ؟
              رجب: ماله؟
              حازم حتي يتدارك خطأه : صحيح أنا كنت ناسي شباك مفتوح
              رجب بتعجب: شباك ؟ انا من يوم ماجيت هنا و المبني ده متحركش في ذره و لا شفت حضرتك بتدخله , وبعدين الشبابيك كلها مقفوله اهي
              حازم: اه تلاقيني قفلته قبل ما انت تيجي , وبعدين انا هدخل أعمل ايه فيه ما هو لسه متفرش

              ثم نهض وقال: طيب انا همشي بقي, وخلي بالك من الدنيا يا رجب
              وبعد ان خرج من البوابه تذكر كاميرات المراقبة التي يضعها لتصور كل نوافذ وأبواب المبني فدخل إلأي الغرفة التي بها شاشة العرض للكميرات و ظل يعيد بسرعه ما جري ولكن لم يجد ساكن تحرك فإطمأن بعض الشئ وعاد إلي الشركه ليكمل بعض اعماله المتراكمة

              وفي تلك الليلة قارصة البروردة كانت تجلس كعاتها كصنم لا يتحرك فيها شئ سوي دموعها التي تنحدر علي وجنتيها بإستمرار و جفونها المتورمة التي تعصر عينيها من وقت لأخر لتزيد من فيضان الدموع وصدرها االذي يعلو و يهبط بسبب شقاتها التي تأتي كنوبات من وقت للأخر لتزيد من دراما الحزن التي كانت تعيش فيه
              هكذا كان حال حسناء منذ أن سكنت ذلك المنزل الغريب , فرغم انها أصبحت تشعر بأمان من مخالب البشر إلا انها لم ترحم من سياط الماضي الأليم و لدغاته الازعه , كانت كل لحظة تمر عليها تجلب معها ذكري أليمة و موقف عصيب . ظلت تنقب بين ذكرياتها عن شئ حسن فلم تجد سوي تلك اللؤلؤة التي كانت تملأ حياتها بالأمل و الامان, والدها اسماعيل رحمه الله, ظلت تسرد علي عقلها بعض المواقف الدافئة التي عاشتها معه من زمن بعيد ولكن حتي تلك الذكري لم تجلب لها إلا المزيد من الدموع والألم المضاعف علي فقدانها من كان يمثل لها الحياة بأسرها
              تذكرت ضمة يده علي يدها و هو يصطحبها معه لدرس القرآن عصر كل يوم, تذكرت كلماته المشجعه لها دائمة و المدللة المطمئنة , ووعوده لها بأن يفعل المستحل من أجل سعادتها
              ولكن تلك الوعود لم يحقق منها شئ فقد حال بينه و بين تحقيقها ذلك الحادث الذي اسفر عن فقدانه لحياته و فقدان ابنته و زوجته له
              تذكرت اصعب يوم في حياتها , عندما كانت تجلس بجوار والدتها في ردهه مستشفي عام وحولها الكثير من أقاربها الذي يملأ وجوههم القلق كانت تجلس بينهم بوجهها الذي يملأه براءة طفله لم تتجاوز عامها الثامن من عمرها , عندما خرج الطبيب من باب غرفة العمليات ومعه أسوأ خبر سمعته في حياتها لينشره علي مسامع جميع الواقفين حولها
              عندما قال الطبيب بأسي و هو ينظر للأرض: البقاء لله يا جماعه
              حينها كانت صغيره علي أن تفهم تلك الكلمة و ما تحمله من معني أليم ولكن الأجواء التي اشتعلت حولها جعلتها جديرة بأن تفهم كل حرف من حروفها إذ تحول جميع الحاضرين إلي مرضي هستريا نواح و بكاء و صراخ و بعدها شعرت بيد أمها وهي تسحب منها فجأة و تلقي علي الأرض لا تدري بشئ حولها بسبب تلك الفاجعه
              ظلت حسناء تصرخ و تجري بجنون و تضرب باب غرفة التي بها والدها بيديها بشدة ثم تجري نحو والدتها و تصرخ , كان عقلها مازال صغير علي ان يستوعب ان والدتها في حالة اغماء فقط , حينها شعرت ان العالم بأكمله تحول للون الاسود و ان كل ما يعني حياة ذهب بلا عودة مع والديها
              كانت تصرخ وتجري و تقفز وكأنها اصيبت بالجنون ,حاول الجميع تهدئتها و حضنها لكي تكف عما حل بها و لكنها كانت تتفلف من بين ايديهم و هي تصرخ ب : باباااااااااااااا مامااااااااااااااا متسبونيش
              وعندما خرج السرير الملقي عليه والدها ملفوف بذلك اللباس الأبيض تفلتت من بين حضن والدتها و هجمت عليه و تشبثت بقوة برأسه المغطي ...وعندما حاول الاطباء ابعادها تشبثت أكثر واكثر و هي تصرخ به و تقول: قوم يلا يابابا ماما قامت قوم انت كمان متسبنيش و تمشي
              فقام خالها و حاول افلاتها مع الممرضات و لكنها كانت تزيد في المقاومه حتي ان وجه والدها كشف و تحركت رأسه من مكانها
              وعندما ذهبوا به بعيد عنها ظلت تصرخ و تجري خلفهم فلحق بها بعض السيدات وأمسكوها بقوة ولكنها ظلت تحاول الفرار من بين أيديهم وتتلوي كأفعي هائجه كي تلحق بأبيها و حبيبها و كل شئ لها و تقول: لا متخدوش بابا أنا عوزاه , انتوا رايحين , بابا ده بتاعي
              كان صعب عليها معرفة الاحساس بفقدان أعز ما لها في هذا السن المبكر و لكن ما كان اصعب هو ما كانت تخبأه لها الأيام بعد ذلك و ما أذاقتها لها السنين بسبب ذلك اليوم العصيب
              مرت تلك الذكري علي عقلها فجعلتها كدجاجه ذبحت للتو تنتفض بشدة من كثرة البكاء , وأمتلأت أرجاء الغرفة بصوت أنينها الحزين و ظلت هكذا حتي ختم يومها بأصعب موقف مر عليها في حياتها و أضيف إلي عداد أيامها يوم أخر ملئ بالدموع و الحزن و الألم

              دقت الساعه الثانية عشر ظهرا ولكن لم يسمع أحد دقتها بسبب أصوات مكبرات الصوت التي ملأت الأرجاء لتضفي علي الجميع الجو الأيماني الذي لا نشعر به سوي في ذلك الوقت من الأسبوع في صلاة الجمعه
              وبعد ما يقرب من النصف ساعه دخل حازم و معه ابراهيم الفيلا و قد تملك القلق و الخوف قلوبهم
              حازم: طيب نتغدي الأول و ربنا يسهلها يا ابراهيم
              ابراهيم: بتعجب: هو انت لسه عندك أمل يعني بنلف من اسبوع ومش لقين اي حاجه و هتيجي في الساعه دي وهتظهر الشقه المسحورة بقي
              حازم : انا عندي يقين بالله يا سيدي و متأكد اني هلاقيها
              ابراهيم: طيب ما تبعت للشركة رساله اطلب منهم يمدوا المدة كمان اسبوع
              حازم: طيب بس يلا لو ملقتش شقه علي المغرب هبعتلهم رساله
              ابراهيم : والله امرك عجيب انت كده بتلعب في الوقت الضايع و بتتعب نفسك علي الفاضي
              وبعد أن تناول الجميع غداءة استأذن حازم و صعد إلي غرفته .... صلي ركعتي حاجه أطال فيها السجود و التضرع لله بأن يقضي حاجته و لا يضيع آماله و أحلامه ...وبعد أن انهي الصلاة ظل علي سجادته متوجها للقبله رافعا يديه للسماء مغمض العينين وعلي وجهه علامات التضرع الشديد ....ظل يزيد و يزيد من الدعاء الخالص ويردد دعاء موسي " ربي لما انزلت إلي من خير فقير" وايضا الاستغفار فقد كان يعلم مدي فضليهما.... ثم نزل إلي والدته وقال لها: ماما هاتي قايمة الطلبات
              سناء باستغراب: دلوقتي ؟ طيب مش تستني تقعد مع ابراهيم و نرمين شويه و الطلبات تتأجل لأخر النهار
              حازم : اصلي عندي مشوار ضروري و المول في طريقي و بعدين ما ابراهيم معايا كل يوم وياستي هخلص و أجي اقعد معاهم لأخر النهار
              سناء : طيب ماشي بس استأذنهم برضه الأول علشان نرمين متزعلش انت عارف ان نور بتذاكر علشان امتحانتها بكره
              حازم : ماشي ياماما بس ابوس ايدك بسرعه هاتي القايمة
              سناء : مستعجل كده ليه
              أخذ حازم الورقه من والدته و استأذن من نرمين و ابراهيم و خرج مسرعا نحو سيارته و قلبه يرفرف من الخوف و القلق و لكنه كان يشعر بأن هناك أمل , كان يقود السيارة بتوتر بالغ و هو يردد بعمق و اخلاص : يارب يارب وفيت بوعدي و عندي يقين انك مش هتخيب ظني
              اتجه للمول و بعد ان أنهي طلبات و الدته بدأ في التسوق لتلك المجهوله التي حبسها بيديه
              كان يشتري كل ما تقع عينيه عليه وكأنه يجهز طعام لرحلة سفاري لمدة شهر ... وكان كلما وضع يديه علي شئ يشتريه كان لسانه لا يفتر عن الدعاء و التضرع بأن يجعل الله اكرامه لتلك الفتاه سبب في قضاء حاجته ,.... وبعد ان انتهي اتجه إلي فيلته و أخرج الحقائب الكثيرة ووضعها أمام بوابة المبني التي تسكنه الحزينة حسناء
              وكان قد أعطي للبواب أجازة كل يوم جمعه حتي يستطيع احضار طلبات حسناء كل اسبوع....
              دق جرس الباب وانتظر الرد
              أفاقت حسناء من شرودها و غيبوبتها داخل عالم الأحزان ثم فنظرت من الأعلي فوجدته ذلك المخيف و بيده الكثير من الأكياس قالت بأعلي صوتها : اتفضل
              قال لها بصوته المخيف: ميلي في جنب
              دخلت حسناء مسرعه غرفتها و أغلقتها جيدا و ووضعت أذنها علي الباب علها تستطلع ما يجري بالخارج
              بعد دقائق سمعت صوت البوابه تفتح و صوت الأكياس و بعدها البوابه اغلقت ثم أغلقت بالمفتاح
              جرت تنظر من خلف النافذه فوجدت الضخم يتجه نحو سيارته و يستقلها ويخرج من الفيلا بعد ان اغلق البوابه الخارجية
              انتظرت بعض الوقت كي تتأكد ان لا احد بالخارج وبعد أن اطمأنت خرجت ببطء و اتجهت للأسف حيث الأكياس
              ظلت تفتحتها و هي في قمة اندهاشها , من كثرة ماتري
              قالت بتعجب: هو فاكرني فيل ولا ايه , ده الاكل بتاع الاسبوع اللي فات لسه زي ما هو
              حملت الأكياس و اتجهت للمطبخ , فتحت الثلاجه فوجدت ما وضعته بها الاسبوع الماضي بالكاد كما هو
              قالت بوهن : الواحد من كتر حزنه بينسي ياكل
              ظلت تضع كل ما تستطيع وضعه بالثلاجه و الفريزر و اخذت الباقي نحو ثلاجة الحلويات بالصالون وبعد ان ملأت الثلاجتان كان هناك الكثير من الأشياء التي لم تسع الثلجات لهم
              حسناء: كويس اننا في البرد الحاجه مش هتبوظ بس الأسبوع الجاي هقوله معدش يجيب حاجه لحد ما اللي هنا يخلص
              أخذت بعض الفواكهه و قامت بغسلها وبدات بالاكل ثم قالت بنفسها : فعلا انا جعانه و مش واخده بالي
              اتجهت نحو المرآه و نظرت لنفسها باسي ثم تنهدت و قالت: كان مين يعلم ان كل ده يحصل والدنيا توصلني للحال ده
              وفجاه قالت لنفسها : حال ايه انا يعتبر في نعمة ما بعدها نعمه و لو ظليت علي حالي ده و حزني و انكار اني بقيت في امان ممكن ربنا يحرمني من ده كله و ارجع للي كنت فيه قبل كده
              , لا أنا لازم أفوق وأبدأ أعيش بشكل طبيعي و اشكر ربنا علي اللي انا فيه و استغل الوقت ده في القرب من ربنا بدل ما انا ليليل نهار قاعدة اعيط و ابكي حظي وحالي , يكفي ان ربنا بعتلي البني أدم الطيب والمؤدب و الكريم ده في طريقي في لحظة لو كان اتأخر عنها كان زماني في خبر كان
              اتجهت نحو كرسي قريب منها و ظلت تنظر للارض بشرود ثم قامت فجأه و قالت : علي الاقل احاول أتأقلم علي اللي انا فيه لحد ما اشوف أخرتها ايه , انا اه نفسيتس تعبانه و عارفه ان انا هنا مؤقتا فقط بس هحاول اتعايش
              قامت وجالت في المبني بأكمله حتي تري ما لديها هنا و ما يمكنها ان تستغله و تشغل به وقتها
              وجدت التلفاز والحاسوب والذي به انترنت و ايضا وجدت مكتبه بها العديد من الكتب
              اقتربت منها وظلت تتفحص نوعية الكتب , فوجدت اكثرها كتب دينيه و التنمية البشرية خاصة جانب ادارة الاعمال و بناء الشخصية الناجحه و بعض الكتب الثقافية وكتب الألغاز
              وجدت درج فتقدمت نحوه و فتحته فوجدت به الكثير من الدفاتر الكبيرة و بعض الأقلام , مدت يدها ببطء و فتحت أحد الدفاتر فوجدت عليه كلمة " مذكراتي الخاصه"
              كان لديها حب استطلاع كبير بأن تفتحته و تقرأ ما به علها تكشف سر ذلك الغريب , ولكنها شعرت بالذنب فوضعته مكانه و أغلقت الدرج بعد أن أخذت ورقة بيضاء من أحد الدفاتر و قلما وظلت تخط ببعض الاعمال التي تساعدها علي استغلال و قتها و محاولتها للعيش بشكل طبيعي

              كان حازم يقود سيارته بسرعه وهو يحاول ان يستدعي اي فكره تساعده علي الخروج من مأزقه الصعب , فجأه تذكر المهندس الذي أخذ رقم هاتفه من يومين حتي يخبره بمكان مناسب إن وجد
              هدأ من سرعه السيارة و أمسك هاتفه واتصل عليه وبعد لحظات آتاه الرد
              المهندس: السلامعليكم
              حازم: وعليكم السلام ازيك يا بسمهندس
              المهندس :كويس ان حضرك اتصلت عليا من امبارح بدور علي كارت حضرتك ومش لقيه ربنا بيحبك ولقيت لك مكان محصلش
              حازم : بتتكلم جد , ربنا يكرمك و يصلح حالك يارب , اعطيني العنوان
              المهندس : ماشي يا فندم و انا هكلمك المهندس صاحبي المشرف علي البرج يقابلك دلوقتي
              وبعد ان اغلق حازم الهاتف اتصل بسرعه علي ابراهيم
              ابرهيم : السلام عليكم
              حازم: بسررررررررررررعه قابلني بعربيتك في المكان.........
              ابراهيم : بجد ولا بتهزر
              حازم : خلص يا ابراهيم هو ده وقت هزار
              وجاء فرج المولي بأفضل مما تمني و مما تخيل , ولما لا يأتي و قد لجأ إلي الحيي الكريم الذي يستحي أن يرفع العبد اليه يدييه فيردهما صفرا خائبتين

              أشرقت شمس ثاني يوم مصطحبة معها نسيم الصباح البارد حاملا معه الكثير من الاحاسيس المختلفه ليوزعها علي الجميع ,كان يحمل معه أمل و تفاؤل للبعض و خوف و قلق للبعض الأخر , كان يوما مميزا للكثير
              كانت نور تقف أمام المرآه تضع علي وجهها بعض اللمسات الاخيرة لديكور الألوان الربيعيه التي انتشرت علي بشرتها بتناسق , وتضع أمامها كتاب تنظر فيه بين الحين والأخر تحاول جمع بعض المعلومات منه قبل ذهابها لأول اختبار لها في هذا العام
              كانت في اعلي درجات قلقها و خوفها فلم تكن متفرغه للمذاكره بشكل تام لأن عقلها دائما ما يتركها و يذهب لمن سلب لبها قبل عقلها, فكم اشتاقت له , فهي لم تتعود علي مفارقته منذ أن تعرفت عليه , كثير ما كانت تخترع الاسباب لتذهب إلي الجامعه في أيام راحتها لتبقي معه و تنعم بقربه , ودائما ما كانت تترك محاضرتها و دروسها مقابل ساعه مع حبيبها اسامة
              سمعت طرقات خفيفه علي بابها فأذنت للطارق بالدخول ففتح الباب و دلف منه رأس الضخم حازم
              حازم: جاهزة يا نور علشان مستعجل
              نور وقد انتفضت ذعرا منه وتركت فرشاة التزين من يديها و ردت بتوتر: أ ..أ.. أه خمس دقايق بس هجهز شنطتي
              نظر له وهو يبرم شفتيه و علامات عدم الرضا تنبعث من عينيه بشدة ولكنه لم يعلق علي ما يسيئه
              ثم قال لها : طيب علي ما تخلصي هروح مشوار عشر دقايق بالضبط و هكون عندك , مش انتي امتحانك برضه الساعه 12 الظهر
              اضطربت نور وقالت: ايوا بس انا رايحه بدري علشان أراجع مع صحابي
              حازم بفتور: ماشي الساعه لسه 7 يعني بدري , هجيب طلب سريع علي ما تحضري شنطتك براحتك
              نور: بس ياريت متتأخرش
              استدار حازم و خرج من الحجرة بعد أن أغلق لباب خلفه و اتجه حيث تجلس و الدته
              بينما نور تنهدت بقوة و قالت : اااااااااااه الحمد لله انا فكرته هيزعقلي علي لبسي و الميك أب , الحمد لله الحمد لله
              خرج حازم متجها لوالدته و الشرر يتطاير من عينه و قال لها بعصبية : ايه القرف اللي نور لبساه ده؟ هي بتخرج كل يوم كده ؟
              سناء بخوف: كل البنات بتخرج كده ايه الغريبه يعني؟
              حازم بغب: أنا مليش دعوة بكل البنات , انا ليا أن الصح يتعمل , ده مش منظر بنت محترمه تخرج بيه
              سناء بترجي: ارجوك يا حازم متنكدش عليها وهي رايحه تمتحن, وبعدين كل لبسها كده لو قلتلها غيري هدومك برضه هتلبس حاجة زيها
              حازم بصرامة : أنا مش هنكد عليها بس مش هسيبها تخرج كده , من النهاردة نور مش هتخرج إلا لما أشوفها لابسه ايه
              ثم خرج من الفيلا وهي يتمتم بكلام غير مفهوم
              وبعد أن انتهت نور من تجهيز مظهرها في أبهي طله و تحضير حاجياتها اخرجت الهاتف و اتصلت علي صديقتها نسرين
              نسرين : أيوا يا عم عالناس اللي كبروا علينا و هيجوا في الملاكي
              نور: ايه ده انتي مش قلتي هتستني تركبي معايا
              نسرين بسخريه : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم , لا يا حببتي انا مش مستعدة ابدأ يومي بوش حازم اخوكي النهردة اول يوم امتحان
              نور: بقي كده يا نسرين برضه وانتي اللي قعدتي تقنعيني أني اوافق اركب معاه
              نسرين : بت و انا ايه دخلي بالموضوع بقي , ده اخوكي و هتركبي معاه , المهم انتي لسه مخرجتيش ليه مش قلنا هنتقابل الساعه 8
              نور وهي في قمة غضبها: اعمل ايه حازم قالي هيروح مشوار عشر دقايق و هيجي
              نسرين : طيب يلا متتأخريش عاوزين نلحق نذاكر
              نور بسخرية : لا يا حببتي كفايه الكلمتين اللي قرأتهم أنا جايه بدري علشان ألحق اقعدلي شوية مع أسامة أحسن وحشني مووووووت مشفتوش من أسبوع
              نسرين : والله عارفه انك هتقولي كده , انت اصلا فاشلة و مش وش مذاكرة
              نور: سيبنالك انتي المذاكره يا فالحة, يلا اقفلي علشان اتصل علي اسامة أطمن عليه كده
              نسرين : طيب يا اختي سلام
              نور: سلام
              وهمت نور ان تتصل علي رقم أسامة ولكنها توقفت حينما سمعت صوت خطوات والدتها بالخارج
              طرقت سناء باب الغرفة ثم دخلت بتوجس مخافة أن تعاند نور وتقدم ردة فعل غير محمودة في هذا اليوم
              سناء: ذاكرتي كويس يا نور
              نور : الحمد لله يا ماما دعواتك بس
              سناء: اهم حاجه صلي ركعتين قبل ما تمشي التوفيق من عند ربنا يا نور و بعدين مش كنت لبستي حاجه محتشمة شويه انتي النهاردة محتاجه ربنا يكون معاكي و يوفقك
              نوروقد بدأت تتذمر: ماله لبسي يا ماما
              سناء: لبسك يا نور المفروض يكون محتشم و فضفاض كده
              نور: انت عاوزة تكبريني بلبسي و صحابي يقولي عليا الحاجة نور, و بعدين أنا متعودة علي كدة
              وقبل ان ترد عليها سناء جاء الرد بصوت غليظ من خارج الغرفة وبنبرة حازمة كعادتها: لو متعوده علي اللبس ده , اللبس اللي هيوديكي النار ده , يبقي تتعودي علي النار بالمره وكل يوم ولعي الفرن و ادخلي أقعدي جواه شوية
              صعقت نور من حازم و تلجم لسانها داخل فمها و فتحت عينيها علي اخرهما من الصدمة , بينما سناء و ضعت يدها علي قلبها وكتمت نفسها داخلها مخافة مما سيحدث من مشاجرة بين ابنائها
              حازم بنبرة حاول أن يجعلها خالية من العصبية نظرا للوقت الحرج الذي به نور: يا نور أنا خايف عليكي سواء في الأخره أو دلوقتي انتي عارفة ان الشباب بقوا كلاب بشرية بتنهش بعيونها في لحم البنات و انا مش حابب اجعلك عرضه للكلاب الضاله دي و عاوز احافظ عليكي
              مد يده لها بحقبه : ادخلي اغسلي وشك و غيري هدومك أنا جيبلك هنا اسدال
              كانت سناء ترتجف خوفا من ردة فعل نور و لكنها وجدتها تأخذ الحقيبه منه بهدوء و ترد: حاضر خمس دقايق و هكون جاهزة
              وبعد دقائق كانت نور ترتدي الاسدال الاسود الفضفاض و بشرتها صافية من أي ألوان و أي زينة , لم تكن مقتنعه مما فعلته ولكنها ارتدت الاسدال فوق ملابسها و اخذت أدوات الزينة معها لكي تقوم بما تريد في الجامعة , فقد كان كل همها ألأا تتأخر أكثر علي اسامة في الحوار مع حازم
              ركبت السيارة بجوار حازم و انطلقا نحو الجامعه و عنما وصلوا فوجئت نور بحازم يدخل معها الجامعه , نظرت له مستفهمة فقرأ ما يدور بخاطرها فجاوب دون ان توجه له سؤال: انا هدخل أسلم علي معيد صاحبي هنا في الكلية
              سألته نور حتي تتأكد من صدق كلامه وأنه لا يتجسس عليها : انت ليك حد صاحبك عندنا في كليتنا؟؟
              حازم : أه المعيد محمد مسعد
              اتسعت عيني نور بشدة عندما وقع ذلك الأسم علي مسامعها , فهذا المعيد الوسيم التي تتهافت البنات علي رؤية وجهه الذي تزينه ابتسامته الدائمة و لحيته بنية اللون و عينيه الواسعتين العسليتين كل تلك الملامح تزيد بشرته البيضاء جمالا خلابا لا تقاومه بنات مراهقات في سن الجامعه
              قالت نور في نفسها : ده لو نسرين عرفت انه صاحب حازم هتتجنن
              طردت نور تلك الأفكار من رأسها فعقلها كان مشغول بالبحث يمينا و يسارا ليس بالبحث عن أسامة لرؤيته بل مخافة أن يراها في هذا الزي و ذلك الوجه العاري من الزينة
              عندما وصلوا لبوابة الكلية قال حازم: روحي انتي مع اصحابك و هطلع أنا بقي
              توجهت نور للمكان الذي تتجمع فيه هي وصديقاتها عادة , وعندما وصلت وجدتهم جميعا قد سبقوها , وما أن وقعت عيونهم عليها حتي انفجروا ضاحكين علي مظهرها الجديد
              نسرين: ههههههه ايه ده , ايه اللي حصل , بجد مسخرة السنين بشكلك اللي عامل زي أبو شكارة
              مي: ههههههههه دي بقي توبه علي ما الامتحانات تعدي, بس مش لايق عليكي خالص
              هبه ( وكانت أكثرهم هدوء و حكمة و تدين ) : حرام عليكم يا بنات يعني بدل ما تشجعوها و تاخدوا ثواب تتريقوا علي الزي الديني
              نسرين : ديني إيه يا بتاعة الدين , عاوزة تقنعيني ان نور لبساه تدين , طيب و حياة دقن بابا اللي مش مربيها تلاقي المعقد اللي اسمه حازم هو اللي حلف ما هي خارجه من غيره
              بزغت الدموع في عيون نور و خبطت الأرض بقدمها بعصبية و قالت: مش وقت الكلام الفاضي ده حد يجي بسرعه معايا التواليت علشان احط ميك أب و أخلع المحروقه دي قبل ما أسامة يشوفني كده
              نسرين : مش قلتلكم هههه و تقوليلي أشجعها يا هوووووبه
              مي بمزاح: طيب بسرعه قبل ما أسامة يتصدم من وشك القذر ده
              نور: بس المشكلة ان حازم هنا في الكليه بيسلم علي الدكتور محمد مسعد صاحبه
              وقفت نسرين فجأة و فتحت فاهها وقالت : ايه ؟ بتقولي ايه؟ هو انا ودني بتسمع حاجات غريبة النهاردة و لا انا اللي بيتهيقلي؟
              مي: أووووووووووووبا أسامة جه
              اختلست نور نظرة سريعه نحوه فوجدته آتي من بعيد , يفرك عينيه بإستهزاء و يضحك عليها
              التفتت نور وكادت ان تبكي و قالت : حد يجي بسرعه معايا التواليت
              هبه بجديه : نور اياكي تغيري هدومك او تحطي حاجه , صدقيني مدام شافك كده لو لقاكي غيرتي هتنزلي من نظره جدا جدا جدا و هيعرف انك بتخوني أهلك و عمره ما هيثق فيكي تاني
              مي : فعلا معاها حق يا نور
              نور بصوت باكي: طيب هعمل ايه
              هبه: اقنعيه انك حابه اللبس ده و عاوزة تلتزمي
              قاطعتها نور: بس انا مش عاوزة كده
              مي و هي تضغط علي اسنانها وتتكلم بصوت منخفض: اسمعي بس الكلام و هنتصرف بعدين
              .................................................................................
              خرج حازم من الجامعه بعدما لم يجد صديقه محمد واستقل سيارته , اتصل علي ابراهيم
              ابراهيم: السلام عليكم
              حازم: وعليكم السلام , انت لسه نايم ولا ايه يا باشا
              ابراهيم بمزاح: نايم؟ نوم ايه يا باشا هو انا عرفت انام طول الليل . الحماس واخد الواحد وقعدت للساعه 4 الفجر اصمم ديكور الشركة ودخلت نمت و صحيت الساعه 6 من قلقي
              حازم : قلق ايه؟
              ابراهيم: مش قلق بقي, زي ما تقول خليط قلق مع فرحه مع حماس مع تفاؤل مع شطه وليمون ورشه زيت
              حازم: طيب هات السلطه بتاعتك دي و هات التصميم كمان وتعالالي فورا
              ابراهيم: تحت أمرك يا باشا مسافة السكة و أكون عندك
              حازم: يا رب تكون قد كلمتك المرة دي و متجليش بعد الظهر
              ابراهيم بإسلوب حزين: بقي كده يا حازم ماشي يا سيدي الله يسامحك, المهم انت لسه قدامك قد ايه علي ما تنزل
              حازم: انا قدام الشركة يا بشمهندس كنت بوصل نور الجامعه و انت عارف الشركة مقابل الجامعه
              ابراهيم بمزاح: ااااااااه ده انا فكرتك لسه في البيت فقلت علي ما تنزل اكون أخدت شور و فطرت و شربت كوباية نسكافيه
              حازم: يبقي علي العصر
              حازم: بعد العصر بنص ساعه
              حازم بنفاذ صبر: أخلص يا ابراهيم و انا هتصل علي شركة المقاولات علي ما تخلص
              ابراهيم بخوف مصطنع وصوت مبحوح: حاضر يا باشا سلام
              حازم : سلام
              وعالفور بدأ حازم مع رفيق مشوار نجاحه تحقيق حلمهما بكل ما يمتلكون من نشاط و قوة وحماس وجهد ووقت
              كان يعملان ليل و نهار يخططون و يدرسون المشروع بكل أبعاده كان ليلهم كنهارهم جد و اجتهاد وعمل
              ..................................................................................
              كانت تتمتم ببعض الاستغفار و هي متشمرة الساعدين بكل همة و نشاط تنظف أرجاء المنزل الذي تملأه الأتربه و تعيد تنسيق أثاثه بشكل يضيف له بعض اللمسات الانوثه و الزوق الرفيع, وتملأ الأجواء حولها رائحة طعام شهي تشبع من مجرد استنشاقك لرائحته الذكية والتي لا تستطيع استنشاقها إلا في أفخم المطاعم التي يعمل بها افذ الطباخين المحترفين
              كانت حسناء قد عزمت أمرها بأن تغير شكل يومها و تطوي صفحة الماضي علي ما بها من آلام و اوجاع و تلقي بها وراء ظهرها و تبدأ حياة جديدة لا يشغلها بها سوي ذكر الله و حمده و التقرب منه بكل الوسائل و الطرق, بالاضافه للتبحر في القراءة في شتي المجلات التي تهمها كإمرأه و تدعم قرائتها بالتطبيق قدر المستطاع
              فهي كثيرا ما كانت تتعلم وصفات جيدة للطعام من هنا و هناك و لكن دائما ما كان يحول بينها و بين الاستمتاع بتطبيقها ضيق اليد و صعوبة العيش ولكن الآن فالوضع يختلف , هناك الكثير من الطعام التي تستطيع ان تحضر به كل ما خطر ببالها
              وبعد أن أنهت ترتيب وتنظيف المنزل جلست علي كرسي و أمسكت ورقه بيدها و أخذت تضع علامة علي ما تم انجازه في يومها
              فقد قامت قبل الفجر بساعه و بدأت يومها بالتهجد ثم تبعته بصلاة الفجر و الأذكار ثم قراءة ورد قرآن وحفظ جزء بسيط , ثم بعض التمارين الرياضية ثم الافطار وقراءة جزء من كتاب ثم قامت بالطهي و التنظيف حان الآن دور الاستحمام والاكل و اكمال باقي جدولها اليومي الذي يشمل اتصفح علي الانترنت و لعب بعض ألعاب الذكاء و الترفيه و قراءة بعض الكتب و ايضا باقي الاذكار
              .....................................................................
              أما في الجامعه في تلك الساحة التي تشبه ساحة عرض أزياء التي امتلأت بطلاب بادي علي وجوههم القلق و كثير منهم ما يقرأ بالكتب و بعض الملخصات استعدادا لإمتحانهم الذي علي وشك أن يبدأ , كانت نور تجلس مع أسامة الذي يكبرها ب3 سنوات و لكنه مازال معها بنفس السنه الدراسيية بسبب رسوبه أكثر من مرة كأي طالب مستهتر ....كل ما يهمه هو مصاحبة الفتيات و الاستمتاع بوقته
              أسامة و هو ينفث دخان سيجارته بإستمتاع: طيب و بما انك عاملة نفسك عاوزة تلتزمي و تعيشي دور الشيخه نفيسة هتسبيني اشرب سجاير و لا هتقوليلي حرام
              نور و هي تحاول تمالك نفسها أمام استهزاءه واقناعه انها ارتدت الاسدال تدينا وليس بأمر من أخيها: براحتك يا اسامة
              لمحته يمعن النظر لإحدي الفتيات المتبرجات التي تقدم نحوه بمرافقة نسرين فقالت بعصبية: بتبص علي ايه يا اسامة
              ضحك بصوت عالي و قال ليثير غضبها : أعمل ايه البت صاروخ وشوفي عامله ازاي مش انتي اللي لابسه شوال وجاية كمان من غير ميك أب , طيب راعي شعوري يعني
              نور بغضب: أسامة
              أسامة: هههههه يا بت انتي قدري بميك أب أو من غيره انتي خلاص بتاعتي
              نور بغضب: انت بتحسسني اني مش مليا عنيك و لا انك شايفني اجمل واحده في نظرك
              أسامة : أجمل و لا أوحش متخفييش يا نور مش هسيبك
              نور: والصاروخ ؟
              أسامة: هههههههه معلشي مع دي مبقدرش أقاوم
              نظرت نور للجهه الاخري شاردة و بقلبها ألف طعنه بسبب كلام أسامة و عدم اعترافه لها بأنها الأجمل و لو كذبا إرضاءا لها ولأنوثتها فهي ككل فتاه تنتظر ممن تعلق قلبها به بأن يخبرها بأنها الاجمل في نظره و لا توجد من علي الارض من تضاهيها في نظرة و لكنها للأسف لم تجد منه ذلك في يوما أبدا و لم يكن اعترافه لها بحبه الدائم كافيا او عوضا عن تلك الكلمة
              وصلت نسرين وتدخلت بمزاحها الثقيل: الله يكون في عونك يا اسامة دي عامله زي جدتي و جدتك من غير الميك اب
              اسامة باستهزاء: خلاص بقي يا نسرين متقلبيش عليا المواجع ههههههه بس انا عاوز أتاكد فعلا نور هي اللي لبسه الشوال الاسود ده بمزاجها؟ وحياة النعمة دي لسه متأكد ان اخوكي هو اللي غصبك
              نور بصوت أشبه بالبكاء: أه يا أسامة و المفروض بدل ما قاعد تتريق عليا تيجي و تطلب أيدي وتخلصني من السجن اللي انا فيه ده
              أسامة: يابت احنا كده حلوين بدل ما السجان يبقي ليه دخل في علاقتنا و يشرط علينا نخرج ولا لا أدينا عايشين حياتنا ولا مين شاف و لا مين دري
              نور: لحد أمتي
              نسرين : الامتحان هيبدأ وانتوا لسه بتتكلموا في الموضوع بتاعكم اللي مش هيخلص ده
              انتهز أسامة الفرصه كي يهرب من تحت سياط إلحاح نور لطلبها منه بأن يتقدم لخطبتها
              أسامة: طيب يلا نقرأ لنا كلمتين قبل ما ندخل جايز ربنا يكرم السنه دي و ننجح
              نور بتأفف: اتهرب زي كل مره يا اسامة
              أسامة بغزل: أهرب فين بس يا جميل حد يقدر يهرب من روحه ¸ بس المسأله وقت مش أكتر اهدي بس كده علي ما الامتحانات تعدي ونتفاهم بالراحة

              تعليق

              • rehab omar
                عـضـو
                • Feb 2017
                • 9

                #8
                رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

                البارت بعد دقائق

                تعليق

                • rehab omar
                  عـضـو
                  • Feb 2017
                  • 9

                  #9
                  رد: رواية (حبيسة قصر الوحش) لـ رحاب عمر

                  اخل تلك الحجرة الفخمة و خلف ذلك المكتب الضخم أرجع حازم ظهره للخلف و مط ظهره لعله يخفف من شدة الألم الذي احتل ظهره منذ أيام و لم يتركه من كثرة العمل و الإنصباب بنظرة علي الأوراق و المخططات
                  حازم: آه ضهري, معتدش قادر
                  وقف ابراهيم فجأه , ثم ازاح الكرسي الذي كان يجلس عليه هو الأخر و لملم الاوراق التي كانت رهينة بين يديه و عينه ووضعها في غلافا بلاستيكيا و قال: انا كمان ظهري وجعني جدا جدا و اللي وجعني اكتر قلبي المشتاق, عن اذنك بقي ساعه اروح ازور مراتي و هرجع بسرعه لو سمحت
                  حازم: نعم ؟ هو ده وقت مراتك اقعد ياض خلينا نخلص من الموال ده
                  ابراهيم: بقولك مراتي وحشتني , متخلكش زي الدجالين " يفرقون بين المرء و زوجه"
                  حازم: هو انت فاكر طريق النجاح سهل ولا كنت فاكر انك هتقد علي كرس وتعلملك ورقتين تلاته في اليوم و يبقي اسمك صاحب شركة استيراد
                  ابراهيم : دي ساعه ارحمني يارب
                  حازم وهو يحاول حبس ابتسامته خلف قنا ع ملامحه الجامدة : طيب ماشي اتفضل ولو رجعت متأخر عن ساعه هيتخصم من أرباحك 2% و هيضافوا لرأس مال الشركة
                  نظر ابراهيم له يمثل له دور المندهش و قال: اعوذ بالله يا اخي , سلام انا ماشي احسن تخصملي حق الكلام ده كمان ولا حاجه
                  وبعد أن غادر ابراهيم الغرفة وقف حازم من مكانه و وضع يديه في وسط ظهره و أرجعه للخلف بشدة من كثرة الألم,
                  ثم قال بنفسه: طيب علي ما ابراهيم افندي يرجع بالسلامة اروح ابص علي الفيلا كده و اشوف المهندس وصل لفين و العمال اخبارهم ايه و بالمرة اطمن علي السجينة اللي عندي دي
                  , اتجه لخارج الشركة ليستقل سيارته تجاه فيلته و سجن حبيسته
                  وعندما وصل كانت الشمس قاربت ان تتعامد علي الارض ليرفع أذان الظره فدخل و سلم علي المهندس القائم علي العمل و ظل يتجول معه في الفيلا ليتابع التغيرات و التطورات والمهندس يشرح له انجازاته حتي انتشر صوت المؤذن في الفراغ ليعلن عن وقت صلاة الظهر فاستغل حازم الفرصه و استأذن من المهندس بأن يسبقه للمسجد ثم اتجه نحو المبني الموصد جميع أبوابه و نوافذه و كأنه مهجور لا يسكنه حي , تعجب داخل نفسه لأمر هذه الفتاه لماذا كلما حضر لهنا ليتابع امرها يجدها متقوقعه داخل الجدران و كأنها تخاف من شعاع الشمس او من نسمات الهواء, حقا عجبا لأمرها ألم تمل الغلق و الحبس بعيد عن العالم, واثناء شروده داخل افكاره استقبلت أنفه رائحه لم يشم اذكي منها في حياته و كأنه وصل لارقي المطاعم التي لم يسبق ان دخلها في حياته
                  وضع يده علي بطنه و قال: شكلي هضطر أتأخر انا يا ابراهيم و انا اللي يتخصم مني وهتهور و أخبط عليها واقولها اني عاوز اتغدي
                  دار حول المبني وظل يخطف البصر تجاه النوافذ كلها و لكنه و جدها جميعها مغلقه فإتجه نحو شاشة كاميرات المراقبه و أعاد مشاهدة اليوم السابق سريعا و لكنه ايضا لم يري أي جديد , كل شئ ساكن فقام من مكانه ليؤدي صلاة الظهر لكن أمر الفتاه بدأ يشغل رأسه وكان للشيطان نصيبا كبيرا فيه فظل يخمن ان تكون فتاه خانت اهلها و ثقتهم بها و فقدت شرفها ولم تعد قادرة علي مواجهتهم و العيش بينهم , او تكون سارقه سرقت شئ ثمين من مكان ما او شركة كبري و هاربه من القانون و العداله و لجأت هنا لتختبأ بجريمتها او تكون , او تكون , او تكون
                  ظل أمرها يأخذ القسط الاكبر من عقله في هذا اليوم رغم محاولاته العديده لإبعادها عن رأسه حتي يستطيع انهاء ما وراءه من أعمال نظرا لأقتراب موعد افتتاح الشركة ولكن دون جدوي
                  ....................................................
                  تسلل ضوء أحمر من النافذة الزجاجيه ليملأ المكان حولها عله يقلل من وحشة الوحدة التي تعيشها و يكون ونيس لها و هي تردد أذكار المساء و لكن لم يدم ذلك طويلا فقد اختفي مع دخول الشمس مخبئها لتسنح لليل بأن يأخذ فرصته من ذلك اليوم
                  كانت تجلس علي كرسي الصالون هادئه بسكينه و لسانها لا يفتر عن ترديد ذكر الله لتختم نهارها به
                  وبعد أن انتهت كان أذان المغرب لم يرفع بعد , اتجهت نحو المكتبه وظلت تنتقل بعينيها بين عناوين الكتب حتي تجد ما تهفو اليه روحها وتميل إليه نفسها من كتب , ولكنها تذكرت ذلك الدفتر الذي كتب عليه " مذكراتي الخاصه"
                  دفعها حب استطلاعها للإتجاه لهذا الدفتر و لكن ضميرها لامها و منعها من هذا و لكن حب استطلاعها اجتاح عقلها بقوه حتي طغي كليا علي ضميرها و هزمه أشر هزيمة في تلك المعركة التي ظلت قائمة بساحة عقلها باقي اليوم
                  وعندما استعدت للذهاب إلي عالم أحلامها قادتها قدميها ثانية إلي المكتبه و مدت يدها بتردد نحو الدفتر , حملته بين أناملها , فتحته و هي تشعر بقشعريرة خوف داخل جسدها كله سببها ضميرها الخاسر
                  قالت وكأنها تريد تبرير موقفها: من حقي اعرف طبيعه الانسان ده ما جايز يكون مش كويس وبيستدرجني , يبقي ليه اسلم نفسي و اطمن له بسهوله كده
                  فتحت الدفتر وكأن الشيطان أيضا من فتح لها تلك الصفحه بالذات
                  بدأت عينيها تقرأ وسوء ظنها يعمل مباشرة
                  كانت صفحه من منتصف الدفتر مكتوب بها : " نرمين دايما تشبهني بالبطيخ
                  صلب من الخارج ولكني لست كذلك من الداخل فأنا أروي العطشان و يتلذذ كل من يأكلها , لون القشرة الاخضر يدل علي الخير والعطاء و القلب الاحمر يدل علي حماستي أما المشاكسة نور دائما ما تشبهني بالصخر , ياتري من منهن تجيد التشبيه"
                  لم يدع الشيطان لها وقت لتفكر بمعني الكلام و ترجم لها الموقف مباشرة
                  قالت بصوت متقطع من الصدمة و الخوف : يعني طلع عند ظني بجد , طلع بتاع بنات , نور, ونرمين , كلام و حب و تشبيه
                  ظلت تلهث و كأنها في سباق عدو , وبدأت تلك الؤلؤتان الزرقاوتين داخل عينيها تلمع من خلف جدار الدموع الذي ظهر للتو
                  قالت: ياربي مفيش أمان في الدنيا دي أبدا, الجمال عند الناس كلها نعمة وعندي نقمة وسبب في طمع كل اللي حوليا فيا وسبب قلقي في كل لحظة بيتهيقلي لو كنت وحشه مكنتش هتبهدل البهدله دي كلها
                  وظل سوء ظنها يعمل بمساعدة الشيطان في تخمين وتخيل بعض الصفات السيئة لهذا الشخص و الهدف من وراء مساعدتها لهذا الحد و حمايتها , ربما لم تكن نيته خير من الاساس و لكنه يستدرجها لشئ ما ستكتشفه بعد ذلك

                  وأثناء ما هي عليه سمعت اقتراب شخص من البوابه الحديديه التي مقابلتها
                  قامت مسرعه ووضعت الدفتر الذي بيدها مكانه و وعدلت من وشاحها و وقفت ترتعد من كثره الخوف
                  سمعت الجرس فقالت بصوت تحاول جعله صلب لا يتأثر بهشاشه شجاعتها: مين
                  فسمعت الصوت الذي اعتادت ان تسمعه كل اسبوع : ألبسي حجابك
                  فوقفت خلف البوابه وقالت: حضرتك عاوز ايه
                  فقال لها بغضب : نعم ؟ عاوز ايه بيتهيقلي ده بيتي مش بيتك , انا عاوز ادخل أجيب أوراق من الأوضه اللي فوق
                  فقالت بصوت مهتز: طيب لو سمحت ممكن يكون بالنهار لأني داخله انام دلوقتي
                  استشاط حازم غضبا فمن تكون تلك الحقيره التي تحدد في أي وقت يدخل وكيف تجرؤ علي نطق ما قالته من الاساس ؟ ,ففتح البوابه بعنف فاصتطدمت برأس حسناء بشدة فسقطت علي الأرض
                  وعندما وجدته يخطو بقدمه داخل المنزل اصابها الفزع ونهضت بسرعه وظلت تحدق له بخوف و شفتيها ترتجفان من شدة الفزع وعادت بظهرها للخلف حتي اصطدمت الكرسي خلفها

                  نظر لها حازم شذرا نظره مخيفه فككت جميع أوصالها ثم استدار و أغلق البوابه بالمفتاح فشعرت حسناء بأن روحها صعدت فجأه لحلقها و أرتمت علي الكرسي خلفها وجلست منكمشه علي نفسها و يديها ترتعشان , شعرت أنها النهاية و كأنه الوحش الذي انتزعها من بين براثن الذئاب سابقا لكي يحتفظ بها لنفسه , ليتلذذ بها في الوقت الذي تهفو نفسه إليها
                  تقدم نحوها بغضب وعينيه يتطاير منهم الشرر حتي اصبح علي بعد نصف متر منها قال لها بصوته الغليظ: انتي فاكرة الناس كلها قاعدة فاضيه زيك ومش مرتبطين بمواعيد علشان نأجل الأوراق للصبح علي ما سيادتكك تقومي من النوم
                  حاولت ان ترد بأي كلمة ولكن جميع الحروف خذلتها و تركتها و هربت بعيدا , ربما الحروف ايضا تخاف من ذلك المخلوق الضخم
                  استدار حازم وصعد للأعلي وقال لها بنبره محذر وصارمة للغاية: خليكي مكانك متتحركيش علي ما أخلص اللي وريا
                  وأثناء صعوده للأعلي قال بنفسه وهو يزم شفتيه و يضغط علي أسنانه ويغمض نصف عينيه : نظرتك المريبه دي و رعشتك زي الكتكوت المبلول بيثبت ان واركي حاجه , يظهر ظني في محله يا حثالة انتي, شكلي هكشف بلاوي دلوقتي , ياتري جايه من اي وكر ومخبيه فوق اي مصيبة معاكي
                  اتجه نحو غرفته المغلقه و حاول فتحها فوجدها مغلقه كما هي فتحها بمفتاحه و نظر نظرة سريعه فوجد كل شئ فيها يدل علي ان لا احد دخلها من فتره طويله فكل شئ ككما كان منذ أن أغلق الغرفة بيديه , دخل الغرفة وظل يقلب بها حتي يجد ما يثبت دخولها الغرفة و أخذها أي شئ و لكنه لم يعثر علي اي أدلة ضدها
                  خرج من الغرفة و أغلق الباب جيدا و قال بنفسه: اشوف باقي الأوض ياتري هلاقي إيه
                  دخل غرفة نومها و ظل يفتش بها بوحشيه و كأنه أحد رجال الشرطه يفتش في منزل أحد المجرمين ليجد دليل ليشنقه , ظل يفتش ويبحث و يدور في أرجاء الغرفه داخل الخزانات و بين الملابس و تحت السرير وبكل ذدره في الغرفة و لكنه لم يجد أي شئ
                  وكذلك المطبخ والدور السفلى من المبني و كل ما يمكنه البحث فيه فلم يجد أي شئ
                  قال : مدام مش سارقه حاجه ومخبياها هنا او مش جايه تسرق حاجه يبقي أكيد دي غلطت و خسرت شرفها و خايفه تواجه أهلها ولا جايز تكون اساسا دي شغلتها
                  توجه نحو التلفاز وفتحه و هو يقول: لما نشوف فاتحه قناة رقص علشان تتعلم و لا فاتحه ايه
                  ولكنه صدم للمره الثانية فعندما فتحه وجد احدي البرامج الدينيه علي قناة الرحمة
                  ظل الشيطان يزيد في عقله اصراره علي انها فتاة فاحشه ولا بد أن يبحث اكثر حتي يصل لدليل ما ليبرأ نفسه أمام الله انها لا تستحق المساعدة و يطردها من بيته أشر طرده دون ان ينقض وعده مع الله
                  توجه نحو الحاسوب و فتحه ثم فتح صفحة السجل الذي يسجل به ما تم فتحه
                  فلم يجدها استخدمت الحاسوب سوي في البحث عن بعض الأمور الدينيه و الدروس العلميه و بعض وصفات الطبخ
                  أرجع ظهره للخلف و شرد قليلا بتعجب ثم قال: معقول تكون فتاة ليل , بتفتح أمور دينيه وفقهية زي دي , دي حتي فاتحه حاجات فقهية بتاعة حد متخصص يعني مش مثلا نقول واحده لسه بتتعرف علي الدين جديد وكانت فاحشة و تابت , البنت دي وراها سر غريب انا لازم أعرفه , أخلص بس افتتاح الشركة كده و هفضي ليها بإذن الله
                  شرد قليلا في السجادة التي بأرض الغرفة ثم قال : بس ليه خايفة و مرعوبة و بترتعش كده , اكيد في وراها حاجه , طيب انا هنزل استجوبها و ان متكلمتش ههددها بالطرد
                  كانت حسناء تجلس مكانها علي المقعد تحاول جاهدة أن تستقبل بأذنها أي صوت يدلها عما يفعله الوحش بالأعلي وقد أخذ الرعب منها ما يكفي لمدة عام , ودموعها تهطل بغزاره لتغرق وججها و تلون أنفها و عينيها باللون الوردي ,
                  كانت تجلس وهي تدعو الله بكل كيانها أن يحفظها منه و من وحشيته و تمر تلك الليله بسلام , اثناء تضرعها لله و جدته ينزل من الأعلي بعد ما يقرب من ساعتين متواصلتين من البحث و التفتيش في كل أرجاء المنزل
                  نزل بشكل وحشي و اتجه نحوها بسرعه و هو يحاول اقتباس دور الوحش المخيف حتي يزيد من دراما الرعب بنفسها حتي تسرد عليه ما تخبئه من أسرار غامضه
                  اقترب منها حتي كاد أن يلامسها وانحني نحوها قليلا و عينيه محدقتين بغضب و انحناءات جبهته تظهر مدي غضبه و ثورته
                  نظر لعينيها المتورمتين و الحراوتين من كثرة البكاء و جسدها االمرتجف و نظرتها الخائفه ثم قال لها بعصبيه : انتي خايفه من ايه يا بت انتي
                  ردت بصوتها المتقطع المبحوح وبطريقة ترجي ممزوجه بالخوف : أ أ أنا مش خايفه من حضرتك ولا حاجه أنا متأكده ان حضرتك انسان محترم و أكيد بتراعي ربنا و لا يمكن تأذيني زي ما ترضاش حد يأذي اخواتك البنات و بتكرمني رضا لربنا مش حاجه تانيه
                  صعق من تلك الكلمات الراجية التي تخرج من فم تلك الفتاة الضعيفة التي تدل علي مدي خوفها منه وليس من فعلة سوداء تخبئها معها
                  شعر ان الكون يدور به عندما تخيل لوهله أن تعصف الظروف بإحدي اخواته و تصبح في موضع تلك الفتاة
                  اعتدل و ارتد للخلف قليلا شعر أنه هو المجرم الذي يجب ان يطرد و ليس تلك البريئة الضعيفه المتوسلة
                  دب الأمن قليلا بنفسها عندما وجدته يبتعد عنها و يشرد في كلماتها فأكملت ببكاء: ارجوك استحمل شوية انا عارفه اني عبء كبير عليك و اني مسببالك قلق في حياتك بس ارجوك ارجوك انا مضطرة والله مليش ملجأ تاني ومش عاوزة من حضرتك أكل و لا شرب بس خليني هنا أرجوك
                  شعر حازم ان كلماتها تعصف بقلبه الضعيف من الداخل رغم قسوة مظهره و شعر بالدموع ستغلبه و تنبت علي طرف جفونه امام تلك الفتاه الغريبه , فاستدار متجها نحوا البوابه وعندما هم بفتحها شعر بأنه يريد أن يقدم لها أسفه عما بدر منه ولكن لم يستطيع اخراج اي كلمة من حنجرته ففتح البوابه و خرج وأغلقها جيدا
                  شعرت حسناء بأن أعصابها تفككت بعدما سرت الطمأنينه بها بخروجه من المنزل
                  ولكنها ظلت تبكي بشدة لا تعرف لماذا ولكن ما كانت تعرفه أنها فقدت كثيرا من الأمان الذي كانت تشعر به في هذا المكان تحت رعاية ذلك الرجل الكريم القاسي و أن هناك مستقبل رمادي اللون ينتظرها لا تظهر له ملامح واضحه ولا طريق بين

                  ..................................................................................
                  وعندما خرج حازم ركب سيارته دقائق ثم نزل ثانية متجها نحو البوابة المنزل وهو يقول لنفسه : حرام عليا لازم أتأسف لها و اقولها تطمن وانها بأمان هنا , استحاله تعرف تنام بعد الليلة دي
                  وعندما اقترب من البوابة سمع بكائها العالي و تضرعها لله بصوت غارق بين الآهات
                  فعاد أدراجه للسيارة و انطلق بسرعه و مشاعره المضطربه تسيطر عليه , كان يشعر بالذنب مما فعله ومما سببه سوء ظنه بتلك الفتاه و دفعه لإخافتها و الشك بها , كان مظهر الفتاه المترجف ودموعها المنهمره و صوت بكاءها المختلط بكلماتها الراجية يظهر أمامه في كل مكان تقع عينيه عليها توبخ ضميره بقوة عما بدر منه
                  سمع صوت هاتفه المحمول , نظر للشاشه , وجد اسم والدته ,أمسك به و رد : السلام عليكم
                  سناء: وعليكم السلام , انت فين يا حازم بقالي ساعتين برن عليك ومبتردش
                  حازم : معلش ياماما كنت قاعد شويه مع نفسي في كافيه وناسي الموبيل في العربية
                  سناء : كافيه لنص الليل في البرد ده , اما انت انسان غريب
                  حازم : خلاص يا ماما بقي ربع ساعه و هكون عندك ادخلي نامي انتي
                  سناء: ومال صوتك متغير كده
                  حازم : مفيش ياماما مش متغير ولا حاجه
                  سناء: طيب يلا متتأخرش
                  حازم: حاضر مسافة السكة و هكون عندك
                  وبعد أن أغلقت سناء الهاتف قالت لنور: مش عارفه حازم ماله صوته متغير كده
                  نور: فعلا النهاردة الصبح وهو بيوصلني الكلية كان شكله متغير و عقله مشغول بحاجه مهمه و مش بيتكلم كتير
                  سناء: ربنا يوفقه جايز علشان الشركه الجديده اللي بيفتحها دي
                  نور: ابنك اساسا طول عمره معقد و بيعمل من الحبة قبة
                  سناء: طيب انا هقوم انام بقي مدام اطمنت عليه
                  ...........................................................
                  بعد ما يقرب من النصف ساعه دخل حازم الفيلا و اتجه نحو غرفته مباشرة و بعدما بدل ملابسه دخل إلي سريرة طالبا بعد الراحه لجسدة المنهك بعد يوم طويل مليئ بالأعباء و الأعمال الكثيرة المتعبة ولكنه للأسف لم يعرف للنوم مسلك حاول كثير أن ينام ولكن كيف ينام و صورة تلك الفتاه لم تغادر عينيه و كلماتها المترجه تسكن أذنيه و كلما مرت علي عقله تعود ثانية و ثالثه و رابعة
                  كان ضميرها يجلده بشدة , حتي امتلأ صدره بالهموم وبدأ يشعر بالإختناق , فإعتدل جالسا و استند بظهره علي الوسادة , مسح وجهه بكفيه , ثم ضغط علي رأسه الذي يكاد ينفجر من كثرة الألم , ظل يردد الاسغفار عله يطرد ذلك الموقف من خياله ليستطيع النوم ليستعد لأعباء ثاني يوم حتي آته النوم بعد مده ليست بقليله واستلقي بين الأغطيه في عالم الاحلام
                  ................................................................
                  موعد محدد اعتادته حسناء منذ سكنها في هذا المنزل كانت تنتظره في كل جمعه , ولكن هذه المره لم تكن تنتظره بقلب مطمأن و بشعور الأمن ولكن كان ممتلئه بشعور الخوف , جلست بغرفتها التي يملأها الأشياء المبعثرة في كل مكان بعدما اقتحمها الوحش من يومين يفتش في كل مكان يلقي بالأشياء هنا و هناك, لم تستطع حسناء إعادة ترتيب أي شئ من كثرة خوفها مما حدث منذ ليلتين
                  ها هي عقارب الساعه تقترب من الساعه الرابعه الموعد الذي تسمع فيه صوت جرس المنزل و بعدها تستقبل الكثير من الحاجيات و الأكياس التي لا تدل إلا علي كرم صاحب ذلك البيت
                  كانت تراقب عقارب الساعه وكأنها تلاحظ تجربة علمية دقيقة , وكلما اقترب العقرب من تمام الرابعه تزداد ريبتها و خوفها , ودموعها تتدحرج بهدوء علي وجهها كلما تذكرت ما حدث لها أو تخيلت ما يمكن ان يحدث بعد دقائق
                  واخيرا دقت الساعه تمام الرابعه ولكن تلك المره لم تسمع شئ , و مرت عقارب الساعه من فوق الرقم 4 دون ان يتغير ساكن , شعرت حسناء بالخوف , لا تعرف لماذا و لكنها بدأت تقلق , هل سيغر ذلك الرجل معاملته معها أم ماذا هل سوف يسجنها دون طعام او شراب كما طلبت ام ماذا
                  شعرت بخوف رهيب , رغم قلقها من قدومه منذ الصباح و لكنها الآن شعرت بأن الدنيا أصبحت سوداء مبهمة الملامح , كيف ستعيش و كيف يكون مصيرها أيعقل ان تكون نهايتها هنا في ذلك المنزل وحيدة جائعه, يا تري ماذا سيفعل بها ذلك الرجل و ماذا ينوي ان يعاملها بداية من ذلك اليوم , يا إلهي لقد اصبح ذلك الرجل الغريب بالنسبه لها يمثل الحياة بأثرها
                  وأثناء انهماكها في الأفكار المرعبة التي من الممكن أن تؤول إليها حياتها سمعت صوت سيارة مقبلة
                  نظرت من خلف النافذة فوجدت تلك السيارة التي اعتادت علي رؤيتها و يرتجل منها ذلك الضخم المخيف الكريم المرعب السخي
                  نعم فهي كما تخاف منه و لكنها اكتشفت للتو انها تستمد منه الآمان في حياتها , وانها تشعر بضياع إذا تخلي عنها في يوم ما
                  ارتدت للخلف و استندت للجدار وضعت يدها علي صدرها و كأنها ترسل رسائل الطمئنينة لقلبها المفزوع وتقول له لا تقلق مازل ينوي مساعدتي
                  وكما اعتادت كل اسبوع سمعت صوت الجرس و بعد دقائق سمعت صوت البوابه يفتح و بعد دقائق يغادر الضخم بسيارته بعد ان يترك لها ما يدل علي سخائه الشديد
                  وبعدما اطمأنت من رحيله فتحت الغرفة واتجهت للاسفل تستطلع ما أحضره لها , فوجئت مما رأت
                  لقد أحضر لها الكثير و الكثير من مأكولات مما يكفي عائلة متوحشة كما اعتادت منه و لكن الغريب هذه المرة وجدت بطانية اضافية و بعض الملابس الشتوية ومدفئة كبيرة و كأنه يريد ان يبعث لها دفء اضافي ليزيدها بشعور الطمئنية الذي تسبب في تدميره من يومين
                  بالأضافة للكثير من الكتب الدينيه و الثقافية و مجلات النسائيه و الروايا ت المختلفة
                  وايضا بعض مستحضرات التجميل و الزينة وحلي مختلفة, شعرت انه يريد ان يعتذر لها عما بدر منه وولكن بطريقة غير مباشرة
                  التفتت لتجلس علي كرسي خلفها و هي تقول: بجد بني ادم غريب الأطوار شوية بحس انه وحش كاسر و شوية بحس انه طيب ربنا يستر و مجيش كمان يومين يرعبني تاني
                  وقع نظرها أمامها فوجدت علي منضدة الصالون علبة شيكولاته من افخم الأنواع داخل علبة علي شكل بوكيه ورد
                  حملته بين يديها تبحث عن الكارت المرفق بها و لكنها وجدته منزوع من مكانه تاركا أثرا لذلك
                  قالت : شكله متكبر جدا , بس علي الأقل الحمد لله انه متخلاش عني انا كنت هموت من الخوف لما لقيته أتأخر الحمد لله يارب
                  ثم همت بحمل الأكياس و اعادة ترتيبها في أماكنها وهي تدعو له بالكثير من الخير و التوفيق في حياته عوضا عما يفعل معها
                  وبعد أن انهت ترتيب الأطعمة بالمطبخ نزلت ثانية لجلب باقي الأغراض و هنا لمحت ورقة مطوية بشكل عضوائي و ملقاة داخل صندوق القمامة
                  اقتربت منها و أمسكتها بين أناملها وفضولها يدفعها للاسراع في فتحها و معرفة ما يسجل داخلها
                  وعندما فتحتها وجدت الكثير من الكلام المكتوب بخط منظم فاتجهت نحو كرسي و ظلت تقرأها بهدوء
                  " أيتها الفتاة التي لا اعرفها , والتي دفعها الله لي في طريق , ليست لتكون عبء علي كاهلي كما ادعيت و لكن لتكون سبب في كرم الله لي في حياتي, اقدم لكي كامل أسفي واعتذاري عما بدر مني و أعدك بأن لا يتكرر ذلك ثانية و اقسم لك أني لم اكن أنوي علي ايذائك فأنتي لي بمثابة اختي و انا اعاهد الله امامك بأن أحافظ عليك وافر لكي الأمان طوال حياتي ولا أدع للشيطان مجال بأن يزرع بداخلي الشك تجاهك ثانية , وارجو ان تسامحيني عما سببته لك من فزع و سأحاول ان اعوضك عن ذلك بكل ما استطيع فعله "
                  قرأت تلك الكلمات و بعدها شعرت وكأن قلبها يختنق , قالت بصوت مكتوم : ربنا يوفقك و يعوضك خير يارب , بس شكلك عندك عزة نفس قوي لدرجة انك رميت الورقة بعد ما كتبتها , المهم الحمد لله يارب انك سخرتلي الشخص ده من غير ما اعرفه
                  ..........................................................................
                  كانت شمس يوم الجمعه تودع العالم بحمرتها المنتشرة في الافق و حازم يسير بسيارته بهدوء و هو يحاور نفسه بندم فقد سهر طوال الليله الماضي يخط في كلمات تلك الورقه و يعيد كتابتها مرات ومرات يختار و ينتقي الألفاظ وكلما انتهي من كتابتها يمزقها بعدما يقرأها و يشعر أنها سوف تقلل من كرامته أمام تلك الفتاه المجهوله
                  تمني ان لو كان يمتلك شخصية هادئة تستطيع التحكم في اعصابه و التحاور بهدوء ولكن للاسف فشخصيته اندفاعيه بشكل يشعر الجميع انه سئ ولا يتملك رحمه في قلبه و يسبب له دائما الندم عما بدر منه مسبقا وبعدما يحاور نفسه يشعر ان من واجبه الاعتذار لتك الفتاه فمن حقهاان يعود له الأمان بعدما أخافها وبث في أوصالها الرعب
                  وكان أخر ما كتبه هي تلك الورقة التي ألصقها في علبة الشيكولاته ولكن عندما هم بالمغادره شعر ان كرامته ستمس وتهان فاتجه نحوها و انتزعها و القاها بالقمامة
                  نفث الهواء من فمه فضيق وقال: هي يعني تعرفني علشان اقول كرامتي ياريتني كنت سبت الورقه و خلاص علي الاقل تحس بالاطمئنان
                  ثم قال لنفسه : بقولك ايه يا حازم مش وقت تفكير في البنت دي انا خلاص جبتلها اللي يغني عن اعتذاري بشكل غير مباشر عاوز أركز بقي في الشركة و الافتتاح بتاع يوم الاتنين ده
                  ثم تابع : اه صحيح كنت هنسي , عاوز اتصل علي المحامي شوقي علشان اشوف ايه الاجراءات القانونية اللي المفروض اعملها و بالمرة أعزمه علي الافتتاح
                  حمل الهاتف علي أذنه بعدما اتصل علي الاستاذ شوقي المحامي
                  حازم : السلام عليكم
                  الاستاذ شوقي : وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ازيك يا سعادة الباشا
                  حازم: الله يسلمك ازي حضرتك
                  شوقي : اخبارك ايه و اخبار شركتك اللي كنت قولتيلي عليها ايه
                  حازم : الحمد لله كله تمام وبإذن الله الافتتاح هيكون يوم الأتنين الجاي و حضرتك طبعا هتشرفنا شوقي: انا تحت أمرك يا بشمهندس ,طبعا هكون موجود مع اني مسافر للحج يوم الثلاث الفجر
                  حازم بفرحه : ما شاء الله تروح و تيجي بالسلامه , ده واجب عليا انا اللي اجي اسلم علي حضرتك
                  شوقي: ربنا يعزك يا باشا , انا عارف اانك مشغول الايام دي ربنا يعينك و صحيح بالنسبه للأوراق بتاعة الشركة اللي كنت قلتلك تعملها ها خلصتها
                  حازم : كله تمام بس ليا استشارة في الاستمارة رقم .....................................
                  ....................................................................

                  تعليق

                  google Ad Widget

                  تقليص
                  يعمل...