بعث لي الأستاذ صالح زيادنة رسالة قال فيها أنه إجتمع مع بعض أصدقائه في رهط يستمعون إلى شعري. فوالله لقد كان أولى أن أكون مستمعاً لا محدثاً في مثل هذه الصحبة الخيّرة.وقدأثرت مقالته هذه في نفسي عظيم الأثر. وترقرقت بسببها الدموع في عيني. فهما ما بين ذهولٍ وغبطة ، تجودان تارة وتعصيان تارة. فكتبت هذه الكلمات.
بَلَغَتْ خواطرُ صاحبي مينائي
وعرفتُ فيها نشوةَ الصحراءِ
فَهَمَمْتُ من طيب المعاني أنتشي
حتى الثمالةَ والفراقُ عزائي
وعجبت من قولٍ أتاني أنني
أسْمَعتُ رهطاً حيرتي وعنائي
ولقد ظننت بأنني ما قلته
إلاّ لنفسي في دجىً وخفاءِ
فَضَحِكْتُ حتى خلتني لا أحزن
يوماً إذا نالَ الفنا حوبائي(1)
وبكيت حتى خلتني لا أفرح
بهلاك خصمي في الوغى وبقائي
(1)الحوباء: هي الروح .
يا قلبُ ما أبكاك بعد ترنُّمٍ
أهو المدامُ وقلةُ الندماءِ
أم أنّه حبُّ الصحاري لابنها
وحنينها من بعد طولِ جفاءِ
والحقُ أني لستُ أعذلُ باكياً
فلطالما شهد الظلامُ بكائي
لكنَّ حبّي للمضاربِ شاقني
وبكاءُ قلبي مثقلٌ أعبائي(2)
فالقلب إن يبكي على ما فاتهُ
فعناهُ بؤسي والدموع دمائي
(2) المضارب: هي بيوت الشَعَر.
ولقد أتاني من أحبُّ وأكبرُ
بمقالةٍ هزَّت نجومَ سمائي
بَعَثتْ ليَ الدنيا رسولاً صالحاً
عَظُمَ الرسولُ وحقَّ فيهِ ثنائي
يا صاحبي هل لي بقولةِ يا أخي
فَبِكُمْ وإن عزَّ الرجاءُ رجائي
فأنا أخوكَ بحُكْمِ خمسٍ قد بَدَتْ
إلا لصاحبِ مقلةٍ عمياءِ
أوَ ليسَ في شرعِ الإله شريعةٌ
فَرَضَتْ عليكم نُصرتي وإخائي
دينٌ حنيفٌ عزَّ مكةَ إذ بنا
فيها أساساً تحتَ خيرِ بناءِ
وعروبةٌ من نسلها جاء الهدى
فتبدَّلتْ ظُلُمَاتها بضياءِ
وبلادنا شَمِلَتْ رُباها قُدسَنا
فَتقَّدسَتْ وتجمَّلَتْ بسناءِ
وحنينُنا أبداً وإن طالَ المدى
مثلُ الرمالِ يعودُ للصحراءِ
ولقد رمتني في طريقك عَبرةٌ
أنشدتها من حرقتي وعنائي(3)
فَسَمِعْتها و أتيتَ نحوي مُصْغياً
وأحقَّ من قولي أرى إصغائي
وبهذه أتممْتَ خمساً يا أخي
فَتمامُهُنَّ أخوَّةُ الشعراءِ
بَلَغَتْ خواطرُ صاحبي مينائي
وعرفتُ فيها نشوةَ الصحراءِ
فَهَمَمْتُ من طيب المعاني أنتشي
حتى الثمالةَ والفراقُ عزائي
وعجبت من قولٍ أتاني أنني
أسْمَعتُ رهطاً حيرتي وعنائي
ولقد ظننت بأنني ما قلته
إلاّ لنفسي في دجىً وخفاءِ
فَضَحِكْتُ حتى خلتني لا أحزن
يوماً إذا نالَ الفنا حوبائي(1)
وبكيت حتى خلتني لا أفرح
بهلاك خصمي في الوغى وبقائي
(1)الحوباء: هي الروح .
يا قلبُ ما أبكاك بعد ترنُّمٍ
أهو المدامُ وقلةُ الندماءِ
أم أنّه حبُّ الصحاري لابنها
وحنينها من بعد طولِ جفاءِ
والحقُ أني لستُ أعذلُ باكياً
فلطالما شهد الظلامُ بكائي
لكنَّ حبّي للمضاربِ شاقني
وبكاءُ قلبي مثقلٌ أعبائي(2)
فالقلب إن يبكي على ما فاتهُ
فعناهُ بؤسي والدموع دمائي
(2) المضارب: هي بيوت الشَعَر.
ولقد أتاني من أحبُّ وأكبرُ
بمقالةٍ هزَّت نجومَ سمائي
بَعَثتْ ليَ الدنيا رسولاً صالحاً
عَظُمَ الرسولُ وحقَّ فيهِ ثنائي
يا صاحبي هل لي بقولةِ يا أخي
فَبِكُمْ وإن عزَّ الرجاءُ رجائي
فأنا أخوكَ بحُكْمِ خمسٍ قد بَدَتْ
إلا لصاحبِ مقلةٍ عمياءِ
أوَ ليسَ في شرعِ الإله شريعةٌ
فَرَضَتْ عليكم نُصرتي وإخائي
دينٌ حنيفٌ عزَّ مكةَ إذ بنا
فيها أساساً تحتَ خيرِ بناءِ
وعروبةٌ من نسلها جاء الهدى
فتبدَّلتْ ظُلُمَاتها بضياءِ
وبلادنا شَمِلَتْ رُباها قُدسَنا
فَتقَّدسَتْ وتجمَّلَتْ بسناءِ
وحنينُنا أبداً وإن طالَ المدى
مثلُ الرمالِ يعودُ للصحراءِ
ولقد رمتني في طريقك عَبرةٌ
أنشدتها من حرقتي وعنائي(3)
فَسَمِعْتها و أتيتَ نحوي مُصْغياً
وأحقَّ من قولي أرى إصغائي
وبهذه أتممْتَ خمساً يا أخي
فَتمامُهُنَّ أخوَّةُ الشعراءِ
تعليق