هذا هو موضوعي الأول بالمنتدى أدعو الله أن ينال رضاكم وأن يكون مفيدا للجميع..
الموضوع يتكلم عن الوالدين وطاعتهما وهو ليس بموضوع ديني ولكنه موضوع حياتي البعض منا يعيشه والبعض الأخر قد يكون على صلة بمن يعيشه..
إذا تدبرنا القرآن في كلامه عن الوالدين.. نجد أن الله أمر بشكر الوالدين بعد شكر الله.. وأمر برحمتهما خصوصا إذا أضعفهما الكبر أو المرض أو الإعاقة.. ونهى عن رفع الصوت عليهما ونهرهما أو التضجر منهما.. لكنه لم يأمر بطاعتهما في كل أمر.. لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. بل قال: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا}.. ولم يأمر بحبهما على كل حال.. فالله لم يأمرنا بعبادة الوالدين.. لكن أن نقدر حقهما ونشكرهما على ما قدما.. والشكر ليس بالكلام فقط..والشكر أيضا من الأخلاق..
أما مشاعر الإنسان فليست بيده وتحت تصرفه.. ولو كانت كذلك لضاع الإنسان وضاعت الحقيقة والفضيلة..
المشاعر مرتبطة بالفضيلة أينما وجدت عند الوالدين أو عند غيرهما.. بدليل أننا نجد من يفضل أمه على أبيه.. والعكس (أقصد بمشاعره) أو يحب شخصا آخر أكثر من والديه وليس الأمر بيده.. تخيل أن أحدا يأمره والده أو والدته بمعصية وعمل غير إنساني ولا أخلاقي.. فهل يحبه وهو على هذه الحال؟ إن كان يحبه فقد أحب المعصية ووقع في غضب الله..
الوالدان من البشر وليسا من الملائكة وهما داخلان في اختبار الخير والشر.. مثل الأبناء وبالتالي فقد يقعان في الشر أو يعملان الخير.. بل واجب الأبناء النصح للوالدين على بعض الأفكار الخاطئة التي قد يتمسكون بها.. مثلما هو واجب الآباء.. ولا يعتبر هذا تطاولا عليهما بل حق لهما.. بعبارة أخرى: حقهما كوالدين قدما المعروف لنا والفضل للمتقدم ، وهذا يجب أن يستمر في كل الأحوال حتى لو دعونا إلى الشرك.. فلا يجب أن نقول لهم أف ولا ننهرهما ونصاحبهما في الدنيا معروفا.. و لو كانوا أكفر الناس.. لكن الحب ليس بأيدينا..
كذلك في خضم الدعوة لبر الوالدين.. يجب أن تقدم نصيحة للوالدين بألا يستغلوا النصوص ويجعلون منها سوطا يلهبون بها ظهور أبنائهم ويلغون بها شخصياتهم و كرامة ذواتهم.. فالإنسان عبد لله في الأصل وليس عبدا لوالديه تتحكم فيه غريزة التملك لديهما.. فالوالدان وسيلة لوجوده على الدنيا..
كثير من الوالدين يعتبرون أن حق الأبناء هو رعاية أجسامهم و تغذيتهم و علاجهم وسكنهم وانتهى الأمر.. وهذا غير صحيح ، فللأبناء حق الرعاية والتربية الشعورية واحترام آدميتهم ..
يجب أن يشعر الأبناء بمحبة والديهم لهم حتى يحبوهم.. ولا يعاملوهم بفوقية.. فالعطاء المادي رده عطاء مادي مثله.. والعطاء المعنوي هو الذي يستوجب العطاء المعنوي.. ولا يفيد العطاء المادي إلا إذا كان دافعه معنويا.. فيعطي مقابلا ماديا ومعنويا.. حينها تتحقق الأبوة والأمومة ماديا ومعنويا.. والله أمرنا بالبر ولم يأمرنا بالتقديس..
وكثرة ترديد الوالدين ماقدموه لأبنائهم يشعر الأبناء بمنة المعطي وكأنهم يستكثرون ما قدموا ويستخسرونه على فلذات أكبادهم.. بل إن بعض الأمهات أو الآباء يشترط من مهر ابنته لقاء ما أنفق عليها.. وكأن آلام المخاض والتربية لها سعر مادي..
وبعض الآباء يستغلون قدرهم عند أبنائهم وضعفهم ووقوف المجتمع مع الوالدين.. فيستغلون ذلك ويتدخلون في اختياراتهم.. بل ويسيئون إليهم لحد الإهانة أحيانا.. والويل لمن يغضب أو يثور.. لأنه سيوصم بالعقوق يـدعى عليه دعوة مستجابة..
على الوالدين أن يعرفا ما قدما.. وينتظرا مثله من رعاية وحنان واهتمام وإنفاق.. ولا ينتظروا أكثر من ذلك إلا ما كانوا يستحقونه بصفتهم الشخصية لا بصفتهم والدين.. كالأب المتفهم لأبنائه.. سيحبونه حتى لو كان شخصا آخر.. فأساس العلاقة هو رد المعروف وعلى حسب ذلك المعروف يتوجب الرد.. وهو حق أخلاقي.. والدين أخلاق .
الأطفال ضعاف وبحاجة إلى رعاية الوالدين.. ولا يجوز التفريط بذلك.. كذلك الوالدان عندما يضعفان يتوجب أن يرد الإحسان إليهما.. قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}..
المسألة مسألة حق ورد ذلك الحق.. هذه هي العلاقة بين الآباء والأبناء.. وليست حالة امتلاك وعبودية وسيطرة وبرمجة.. او استغلال مادي لغير حاجة.. كبعض حال الأمهات التي تعتبر أبنائها ملكا لها تتصرف بهم كما تريد كالدمى.. وتذكر دائما لأولادها فضل البر.. والبر لا يأتي بالمطالبة.. لأنه عمل أخلاقي وليس حقوقي ومادي.. لأن الشخص الأخلاقي الذي قدم لك معروفا ليس من اللائق أن يطالبك بشكره.. بل أنت الذي تطالب نفسك بنفسك.. بدافع من ضميرك وأخلاقك..
أما ما بين ذلك فيبقى دور الأخلاق والفضيلة.. كلما تمتع بها الوالدان كلما حظيا بمحبة أكبر من الأبناء..
دمتم بكل الخير
الموضوع يتكلم عن الوالدين وطاعتهما وهو ليس بموضوع ديني ولكنه موضوع حياتي البعض منا يعيشه والبعض الأخر قد يكون على صلة بمن يعيشه..
إذا تدبرنا القرآن في كلامه عن الوالدين.. نجد أن الله أمر بشكر الوالدين بعد شكر الله.. وأمر برحمتهما خصوصا إذا أضعفهما الكبر أو المرض أو الإعاقة.. ونهى عن رفع الصوت عليهما ونهرهما أو التضجر منهما.. لكنه لم يأمر بطاعتهما في كل أمر.. لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. بل قال: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا}.. ولم يأمر بحبهما على كل حال.. فالله لم يأمرنا بعبادة الوالدين.. لكن أن نقدر حقهما ونشكرهما على ما قدما.. والشكر ليس بالكلام فقط..والشكر أيضا من الأخلاق..
أما مشاعر الإنسان فليست بيده وتحت تصرفه.. ولو كانت كذلك لضاع الإنسان وضاعت الحقيقة والفضيلة..
المشاعر مرتبطة بالفضيلة أينما وجدت عند الوالدين أو عند غيرهما.. بدليل أننا نجد من يفضل أمه على أبيه.. والعكس (أقصد بمشاعره) أو يحب شخصا آخر أكثر من والديه وليس الأمر بيده.. تخيل أن أحدا يأمره والده أو والدته بمعصية وعمل غير إنساني ولا أخلاقي.. فهل يحبه وهو على هذه الحال؟ إن كان يحبه فقد أحب المعصية ووقع في غضب الله..
الوالدان من البشر وليسا من الملائكة وهما داخلان في اختبار الخير والشر.. مثل الأبناء وبالتالي فقد يقعان في الشر أو يعملان الخير.. بل واجب الأبناء النصح للوالدين على بعض الأفكار الخاطئة التي قد يتمسكون بها.. مثلما هو واجب الآباء.. ولا يعتبر هذا تطاولا عليهما بل حق لهما.. بعبارة أخرى: حقهما كوالدين قدما المعروف لنا والفضل للمتقدم ، وهذا يجب أن يستمر في كل الأحوال حتى لو دعونا إلى الشرك.. فلا يجب أن نقول لهم أف ولا ننهرهما ونصاحبهما في الدنيا معروفا.. و لو كانوا أكفر الناس.. لكن الحب ليس بأيدينا..
كذلك في خضم الدعوة لبر الوالدين.. يجب أن تقدم نصيحة للوالدين بألا يستغلوا النصوص ويجعلون منها سوطا يلهبون بها ظهور أبنائهم ويلغون بها شخصياتهم و كرامة ذواتهم.. فالإنسان عبد لله في الأصل وليس عبدا لوالديه تتحكم فيه غريزة التملك لديهما.. فالوالدان وسيلة لوجوده على الدنيا..
كثير من الوالدين يعتبرون أن حق الأبناء هو رعاية أجسامهم و تغذيتهم و علاجهم وسكنهم وانتهى الأمر.. وهذا غير صحيح ، فللأبناء حق الرعاية والتربية الشعورية واحترام آدميتهم ..
يجب أن يشعر الأبناء بمحبة والديهم لهم حتى يحبوهم.. ولا يعاملوهم بفوقية.. فالعطاء المادي رده عطاء مادي مثله.. والعطاء المعنوي هو الذي يستوجب العطاء المعنوي.. ولا يفيد العطاء المادي إلا إذا كان دافعه معنويا.. فيعطي مقابلا ماديا ومعنويا.. حينها تتحقق الأبوة والأمومة ماديا ومعنويا.. والله أمرنا بالبر ولم يأمرنا بالتقديس..
وكثرة ترديد الوالدين ماقدموه لأبنائهم يشعر الأبناء بمنة المعطي وكأنهم يستكثرون ما قدموا ويستخسرونه على فلذات أكبادهم.. بل إن بعض الأمهات أو الآباء يشترط من مهر ابنته لقاء ما أنفق عليها.. وكأن آلام المخاض والتربية لها سعر مادي..
وبعض الآباء يستغلون قدرهم عند أبنائهم وضعفهم ووقوف المجتمع مع الوالدين.. فيستغلون ذلك ويتدخلون في اختياراتهم.. بل ويسيئون إليهم لحد الإهانة أحيانا.. والويل لمن يغضب أو يثور.. لأنه سيوصم بالعقوق يـدعى عليه دعوة مستجابة..
على الوالدين أن يعرفا ما قدما.. وينتظرا مثله من رعاية وحنان واهتمام وإنفاق.. ولا ينتظروا أكثر من ذلك إلا ما كانوا يستحقونه بصفتهم الشخصية لا بصفتهم والدين.. كالأب المتفهم لأبنائه.. سيحبونه حتى لو كان شخصا آخر.. فأساس العلاقة هو رد المعروف وعلى حسب ذلك المعروف يتوجب الرد.. وهو حق أخلاقي.. والدين أخلاق .
الأطفال ضعاف وبحاجة إلى رعاية الوالدين.. ولا يجوز التفريط بذلك.. كذلك الوالدان عندما يضعفان يتوجب أن يرد الإحسان إليهما.. قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}..
المسألة مسألة حق ورد ذلك الحق.. هذه هي العلاقة بين الآباء والأبناء.. وليست حالة امتلاك وعبودية وسيطرة وبرمجة.. او استغلال مادي لغير حاجة.. كبعض حال الأمهات التي تعتبر أبنائها ملكا لها تتصرف بهم كما تريد كالدمى.. وتذكر دائما لأولادها فضل البر.. والبر لا يأتي بالمطالبة.. لأنه عمل أخلاقي وليس حقوقي ومادي.. لأن الشخص الأخلاقي الذي قدم لك معروفا ليس من اللائق أن يطالبك بشكره.. بل أنت الذي تطالب نفسك بنفسك.. بدافع من ضميرك وأخلاقك..
أما ما بين ذلك فيبقى دور الأخلاق والفضيلة.. كلما تمتع بها الوالدان كلما حظيا بمحبة أكبر من الأبناء..
دمتم بكل الخير
تعليق