]
ليتك تعلم كم أحتفظ بأدق تفاصيلك في ذاكرتي
فلا أسقط منك لحظة ولو سهوا
ليتك تعلم كم غرمت بك عشقا ..وكم أهديتك
أشعارا ، وكم رسمتك شعرا ،وناجيتك سرا
وأستنشقتك عطرا .......
تلك تمتماتها وهي تمشي على أرصفة حارتها المهترئة مكانا ... الشائخة روحا
تترنح بمشيتها لا غنجا ودلال ،بل تعبا وأرهاق ..حتى أن قدماها لا تحملانها
لأكمال السير ... تتمتم بأشعار وخواطر شيئا تنسجه بخيالها ،وآخ تقتبسه مما كانت
تعشق في صباها ... متجهة حليمة البالغة من العمر الخامسة والثلاثين عاما ،
الى البقال ..بدراهم معدودة ..تحضر الفطور لعائلتها قبل أن يستيقظوا الى مدارسهم
وزوجها عصبي المزاج فارس الى عمله كالمعتاد ....
وصلت البقالة ومازالت تتمتم بما يسعد روحها ويبرد نار قلبها قليلا ...
لتلاقيها ضحكات أبا محمود الرجل السمين (كما يلقبوه جرانه من عظمة تخانته )
قائلا : ألا تملين تلك التمتمات يا حليمة ، أخبريني على الأقل ماذا تقولين
كل يوم تأتيني بعيونك اللامعة وتمتماتك المبهمة ..متابعا بضحة ساخرة ..ألهذا
الحد تلازمين الدعاء على زوجك فارس ...
جحرة به حليمة قائلة ..أولهذا الحد لاتعرف الصمت وككل يوم نتشاجر على سؤالك ؟؟
نظر لها وكأنه يريد أن يصفعها قائلا في نفسه ..يالك من فظة ...
متابعة حليمة ، أحضر لي كالمعتاد الخبز والجبن ..
قال ساخرا : أولاتجددين وأضع لك اللحم ... وضحك ضحكة عالية ...
لتجبه ....أو لهذا الحد أنت ضامن عدم غضب الله عليك ..ليصمت خجلا منه نفسه
وهي ترحل الى بيتها بسرعة قائلة ..ياله من احمق ..لقد تأخرت على الأولاد ...
وبدأت خطواتها تسابق انفاسها التعبة ...
لتصل البيت بوقت أقل من المعتادة عليه من دون التمتمات الموسيقية كما تسميها هي .
نزلت على الدرج الى قبو العمارة (المنزل الذي تسكن به وعائلتها ) ..
لتفتح باب بيتها الضيق ، قائلة ..هيا أستيقظوا يا أولادقد تأخرتوا على المدرسة
هيا يافارس أستيقظ ...
نهضت فاتن ..مسرعة الى والدتها غضبة معاتبة ..لما تتركيني نائمة للآن
السعة السادسة والنصف ..لدينا حصة أضافية اليوم ..يالهي ..
تعتذر منها والدتها قائلة : كالعادة أبو محمود وكلامه الثقيل كوزنه ..أعذريني
سأعد لك ساندويش وتأكليها ..
فاتن :لا لا أريد فقد مللت الجبن كل يوم على الفطور والعدس على الغداء ..
مجرد ذكرهم أشعر بزوفان معدتي ..
ليقاطعها أخيها ليث ..قائلا : أصمتي ايتها الحمقاء ...لا تجرحي والدتنا بهذا
الشكل ..هذا ما كتبه الله .
لتقاطعهما حليمة : أرأيت يافاتن أخوك البالغ من العمر الحادية عشر يقول هكذا بأيمان
وأنتي الناضجة أبنة الخامسة عشر تتدمرين ..
لتقول لها فاتن :يا أمي هو صغير لا يدرك أن الله يأمرنا بالسعي للرزق ،فالرزق لايأتي
وأبي بالفراش .. لتضع حليمة يدها على فم أبنتها قائلة : أصمتي ايتها الغبية ..سيسمعك
والدك وتتشاجران ككل يوم ...ألا تملين
فاتن :أن ملل الجلوس كالمقعدين بالفراش سأمل التلميح عليه بالكلام ....
.وتترك المطبخ سائرة الى غرفتها رافضة
أن تتناول الفطور ...
وتنادي أخوها ليث ليجهز نفسه للمدرسة ...
وبتدمر مسحت حليمة دموعها التي تتساقط كحبات المطر تروي يأس قلبها الحزين
وبتنهيدة حسرة تخرجها من جوفها ..تقول ربي اني أستودعك أمري وأولادي ....
وتلتفت الى الغاز الصغير في المطبخ الخالي من كل شيء ، المعدم من تفاصيل المطبخ
المحتفظ باسمه وحسب راضية بما رزقها به الله ، تعد القهوة السادة الى
زوجها الذي ما زال مستلقيا على سريره ، تفكر وهي تعد القهوة ،بأولادها وحياتها
التي باتت حيات المعدمين في الشوارع أفضل منها ,,,
وتضع في القهوة القليل من السكر وتمضي لأعطاء زوجها فنجانه المعتاد الذي
لطالما أخده منها بكلامه السام والبذيء ،
تفضل يا فارس أحتسي القهوة وهيا لعملك تأخرت لن تجد أحد يأخدك من الحي الكبير
(وكان تجمعا لكل العمال ليأخدوهم لأشغالهم ) ...
نظر لها بغضب وشرب شفة من الفنجان ، ... بغضب قال لها : من امرك أن تحلي القهوة ،
ألا تعلمين أحبها سادة ....
أتعلمين أيتها البلهاء لما أشربها سادة .... لأني في حداد على روحي لزواجي بك ....
هي صامتة ..فقد أعتادت كلامه القاسي . .. لفت ظهرها لتخرج من الغرفة كي لاتبقى وتسمع ثرثراته
.... ليتنرفز ويضربها بقوة بفنجان القهوة الذي أندثرت على يده حتى أحترقت ..وأخترقت رأسها حتى
نزفته .... ولكن ...ماردة فعلها لموقفه ..وهل نزيف الرأس كان
هو من آالمها أم هناك نزيف لم يبرأ بعد هو الأقسى
..... وماذا سيفعل فارس بعد نظرات حليمة المدماة دماء نزف ودموع قهر .........
تابعوني
بقلمي
فلا أسقط منك لحظة ولو سهوا
ليتك تعلم كم غرمت بك عشقا ..وكم أهديتك
أشعارا ، وكم رسمتك شعرا ،وناجيتك سرا
وأستنشقتك عطرا .......
تلك تمتماتها وهي تمشي على أرصفة حارتها المهترئة مكانا ... الشائخة روحا
تترنح بمشيتها لا غنجا ودلال ،بل تعبا وأرهاق ..حتى أن قدماها لا تحملانها
لأكمال السير ... تتمتم بأشعار وخواطر شيئا تنسجه بخيالها ،وآخ تقتبسه مما كانت
تعشق في صباها ... متجهة حليمة البالغة من العمر الخامسة والثلاثين عاما ،
الى البقال ..بدراهم معدودة ..تحضر الفطور لعائلتها قبل أن يستيقظوا الى مدارسهم
وزوجها عصبي المزاج فارس الى عمله كالمعتاد ....
وصلت البقالة ومازالت تتمتم بما يسعد روحها ويبرد نار قلبها قليلا ...
لتلاقيها ضحكات أبا محمود الرجل السمين (كما يلقبوه جرانه من عظمة تخانته )
قائلا : ألا تملين تلك التمتمات يا حليمة ، أخبريني على الأقل ماذا تقولين
كل يوم تأتيني بعيونك اللامعة وتمتماتك المبهمة ..متابعا بضحة ساخرة ..ألهذا
الحد تلازمين الدعاء على زوجك فارس ...
جحرة به حليمة قائلة ..أولهذا الحد لاتعرف الصمت وككل يوم نتشاجر على سؤالك ؟؟
نظر لها وكأنه يريد أن يصفعها قائلا في نفسه ..يالك من فظة ...
متابعة حليمة ، أحضر لي كالمعتاد الخبز والجبن ..
قال ساخرا : أولاتجددين وأضع لك اللحم ... وضحك ضحكة عالية ...
لتجبه ....أو لهذا الحد أنت ضامن عدم غضب الله عليك ..ليصمت خجلا منه نفسه
وهي ترحل الى بيتها بسرعة قائلة ..ياله من احمق ..لقد تأخرت على الأولاد ...
وبدأت خطواتها تسابق انفاسها التعبة ...
لتصل البيت بوقت أقل من المعتادة عليه من دون التمتمات الموسيقية كما تسميها هي .
نزلت على الدرج الى قبو العمارة (المنزل الذي تسكن به وعائلتها ) ..
لتفتح باب بيتها الضيق ، قائلة ..هيا أستيقظوا يا أولادقد تأخرتوا على المدرسة
هيا يافارس أستيقظ ...
نهضت فاتن ..مسرعة الى والدتها غضبة معاتبة ..لما تتركيني نائمة للآن
السعة السادسة والنصف ..لدينا حصة أضافية اليوم ..يالهي ..
تعتذر منها والدتها قائلة : كالعادة أبو محمود وكلامه الثقيل كوزنه ..أعذريني
سأعد لك ساندويش وتأكليها ..
فاتن :لا لا أريد فقد مللت الجبن كل يوم على الفطور والعدس على الغداء ..
مجرد ذكرهم أشعر بزوفان معدتي ..
ليقاطعها أخيها ليث ..قائلا : أصمتي ايتها الحمقاء ...لا تجرحي والدتنا بهذا
الشكل ..هذا ما كتبه الله .
لتقاطعهما حليمة : أرأيت يافاتن أخوك البالغ من العمر الحادية عشر يقول هكذا بأيمان
وأنتي الناضجة أبنة الخامسة عشر تتدمرين ..
لتقول لها فاتن :يا أمي هو صغير لا يدرك أن الله يأمرنا بالسعي للرزق ،فالرزق لايأتي
وأبي بالفراش .. لتضع حليمة يدها على فم أبنتها قائلة : أصمتي ايتها الغبية ..سيسمعك
والدك وتتشاجران ككل يوم ...ألا تملين
فاتن :أن ملل الجلوس كالمقعدين بالفراش سأمل التلميح عليه بالكلام ....
.وتترك المطبخ سائرة الى غرفتها رافضة
أن تتناول الفطور ...
وتنادي أخوها ليث ليجهز نفسه للمدرسة ...
وبتدمر مسحت حليمة دموعها التي تتساقط كحبات المطر تروي يأس قلبها الحزين
وبتنهيدة حسرة تخرجها من جوفها ..تقول ربي اني أستودعك أمري وأولادي ....
وتلتفت الى الغاز الصغير في المطبخ الخالي من كل شيء ، المعدم من تفاصيل المطبخ
المحتفظ باسمه وحسب راضية بما رزقها به الله ، تعد القهوة السادة الى
زوجها الذي ما زال مستلقيا على سريره ، تفكر وهي تعد القهوة ،بأولادها وحياتها
التي باتت حيات المعدمين في الشوارع أفضل منها ,,,
وتضع في القهوة القليل من السكر وتمضي لأعطاء زوجها فنجانه المعتاد الذي
لطالما أخده منها بكلامه السام والبذيء ،
تفضل يا فارس أحتسي القهوة وهيا لعملك تأخرت لن تجد أحد يأخدك من الحي الكبير
(وكان تجمعا لكل العمال ليأخدوهم لأشغالهم ) ...
نظر لها بغضب وشرب شفة من الفنجان ، ... بغضب قال لها : من امرك أن تحلي القهوة ،
ألا تعلمين أحبها سادة ....
أتعلمين أيتها البلهاء لما أشربها سادة .... لأني في حداد على روحي لزواجي بك ....
هي صامتة ..فقد أعتادت كلامه القاسي . .. لفت ظهرها لتخرج من الغرفة كي لاتبقى وتسمع ثرثراته
.... ليتنرفز ويضربها بقوة بفنجان القهوة الذي أندثرت على يده حتى أحترقت ..وأخترقت رأسها حتى
نزفته .... ولكن ...ماردة فعلها لموقفه ..وهل نزيف الرأس كان
هو من آالمها أم هناك نزيف لم يبرأ بعد هو الأقسى
..... وماذا سيفعل فارس بعد نظرات حليمة المدماة دماء نزف ودموع قهر .........
تابعوني
بقلمي
تعليق