السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عندما تنتظم الحروف متصفدة في روابي الكلم .. تجلس بأستقامة على السطر ..تترعرع من دفء الهمسات ...
تكن هناك قصة حب تولد من رحم الأحساس .
مع بزوغ حرف جديد ..وأشراقة حكاية ولدت من حيث البداية لحين نضوجها حتى النهاية ..كوني بالقرب ..حتى نعلم
أصل الحكاية ..
في زمان ليس بالبعيد ...عند شاطىء الأحلام على جزيرة الأمل..بقارب الأرادة ..ستجتمع طقوس القصة ..وأحداثها ..وتتراوح
بين كره وشجن ..صراع وأستقرار
بين أمل بالبقاء _ وتمني الرحيل
هم أبطال وهميون كما الحكاية وهمية فقط من محض خيالي
____________
____________
الجو ماطر ..ورذاذ المطريروي ظمأ الأرض شوقا للقياها ..سعيدة فرحة حبيبات الارض بأخضرارها بعدما جفت فيها عروق الحياة ..
في تلك الليلة الشتائية الدافئة الجو ... كانت بأبتسامتها تقف على نافذة غرفتها ( حسناء ) ابنة العشرون عاما ...تمد يدها لتداعبها حبيبات المطر
فتدغدغ أناملها الرقيقة ..فتغدوا بفرح وسرور كطفلة سعيدة بلعبتها ....هكذا كانت في تلك الليلة حسناء ...
هو يمشي مرتدياا معطفه الأسود وقبعته السوداء واضعا يديه في جيوب معطفه ناظرا الى السماء تارة والى الأرصفة الخالية من الناس تارة أخرى ، متسائلا عن سبب أختفائهم
من حبيبات المطر..مجيبا نفسه أنهم لا يدركون نعمة رذاذه التي تنعش الروح بعد الضياع في غيابات التشقق ...
ومابين لحظات سيره في الطرقات وأبتسامات حسناء التي تداعب المطر كحورية من الجنة تضوي لها نجيمات السماء ...لعب القدر لعبته الأولية محاولا فرض فرصة للقاء الطرفين
وكيف ستكن هناك حكاية من غير لقاء ..فعلاقة ..فأجتماع أو أنفصال ...هي الحياة هكذا تضعنا فيلعبة تاركة أييانا لطقوسها نتشكل فنتأقلم ...
أستمر في سيره لحين وصل المقعد عند شجرة البلوط في ساحة العشاق ( هكذا كان أسم الحديقة التي أتجه لهاغير آبه بالمطر سعيد بألتطامه بوجهه مبتسما له ...
جلس فارس على المقعد والمط رينهمر على كتفيه حتى أغرق معطفه ... ينظر الى الضوءالقادم من النافذة ...وكان منزل حسناء يطل على الحديقة ... متفاجأ بما يرى بعيونه
فتاة بهاده الرقة كأنها طفلة تلهو والمطر ...وأستمربالتحديق للنافذة غير متمكن من رؤية ملامح الفتاة بشكل جيد ..ولكن كل مااجتذبه أكفها التي تلاعب المطر وضحكاتها
التي تعج بالمكان وسط هدوء حفيف لا يزعجه سوى قطيرات المطر التي باتت تهدأ رويدا رويدا وكانها متضامنه مع القدر لأتمام اللقاء....
كانت حسناء تعشق السير في أجواء المطر...ولمحت طيف الرجل الذي جلس على المقعد ودققت النظر لعلها تدرك ملامحه فعجزت عن ذلك ...
فما كان في ذاك المساء الا أطياف وأرواح تتخاطب بصمت ...مستعدة للقاء يرتبه القدر لهما ....
ومضت تلك الليلة ورحل الشاب وفي الليلة التالية عاد الى السير تحت المطر فقد كانت أغلب لياليه سائرا فيها يخاطب المطر وكأنه يريد أن يحظى به قدر المستطاع قبل توديعه ،
ووجد نفسه سائرافي نفس الطريق وذهب ليجلس على ذات المقعد ...
هل هو النداءالداخلي الذي أحدثه القدر ضجيجا صامتافي قلبه وحديثا فكريا في عقله ....أم صورة الفتاة التي شاهدها كملاك يداعب رذاذ المطر..فكانت كحلم يريد أستكشافه ...
جلس فارس على المقعد ينظر للنافذة المضائة المغلقة وكأنه يخاطبها سرا هيا ... أفتحي أبوابك وأقتربي لأراك .... ولكن عبثا ينتظر ... وجلس لبرهة من الوقت .ونهض
فصدر صوت من خلفه ...برقة ونعومة ...عمت مساءاسيدي ...فجفل خوفا والتفت الى الخلف ليفاجىء بحسناء التي كانت أسم على مسمى ...
وبخجل قائلا : أهلا بك وعمتي بكل خير...
حسناء : من انت ..ألستالذي كان فيالامس جالسا هنا ..!!
فارس : أأنتي الفتاة التي كانت على النافذة ...وكانه وجد ضالته ...
تبسمت قائلة : نعم أنا حسناء ..وأنت
فارس ...مدرس لغة عربية ..أحب السير في المطر وأحب الحديقة هاده جدا فلي فيها ذكريات كثيرة ...خاصة هاته الشجرة ... والمقعد ...
ولكن لم ألحظ وجودك في هذاالبيت فقد تعودنا عليه مطفأ وغير مسكون ....
حسناء : نعم ..كنافيأمريكا ومن قرابة أسبوع عدنا وأستقرينا هنا ... وأنا أعشق السير في المطر ..وكنت أتمشى والمطر ...
فارس : مبتسما ..نتفق في أمر ...
حسناء : نعم ..جميل..
.
مكملة تفضللمنزلنا أحتسي الشاي ووالدي سيسربك
فارس : لا لا شكرا لك لقد تأخرت ..سررت بالتعرف عليك ... مودعا لها ...
وهكذا أستمرت الايام بالمضي والليالي الشتائية تتكرربين ليالي شديدة المطر وهادئة ...حيث كان فارس يستغل الليالي الهادئة في زيارة الحديقة التي كانت كشيء رسمي
لا يستغني عن القيام به وكأنه هناك أمر جاذبله ...يحاول أن لا يضيعه منه فيتلك الحديقة .. كما كانت حسناء تقف بأستمرار على النافذة حتى باتت ترتقبه معظم الليالي
حينا تذهبله ليتحدثا وأحيانا تكتفي بالنظرالمليء بالتساؤلات عن السر خلف قدومه المتكرر....
وفي احدى الليالي أصرت حسناء على الجرأة وأن تستفسر عن سبب قدومه الى هنا وألتزامه في المقعد ...كما أنها كانت تلاحظ عليه الحزن رغم أدعائه بالفرح ....
وأنتظرتلحين قدم الشاب كالعادة وأخدت له فنجان شااي ساخن وذهب له ...
مساء الخيرياصديقي مبتسمة ...
فارس وقدأعتاد عليها : فرحا بها :مساء النور أهلا بك ...ماذا تحملين أيتها الفتاة
حسناء: شاي ساخن لتشعرك بالدفء ...ولو قليلا ...
حسنا شكرا يا صديقتي...أجلسي وطمأنيني عليك ...
حسناء : انا بخير ولله الحمد ..وكيف أنت ...
فارس : بخير ومسرور لرؤيتك ...
حسناء: من غير مقدمات قائلة : ماسرك
بتعجب نظر لها : ماذا تقصدين وتبسم ...
حسناء : سبب قدومك لهنا يوما أو على الأغلب يوميا الانادرا ....
حاول أن يبدل الموضوع ..ولكنها فاجئتهقائلة ..أيكون السبب أنثى.... وبمجرد تلفظها للعبارة أنسكبت عليه فنجان الشاي ..فصرخت حسناء ..أنتبه مابك
بصمت رحل مسرعا بصمت وألم ..وكأنه يهرب من شيء ...
لتلتفت له بتعجب ..يدهشها ..فتقع عيونها على وشاح وردي على المقعد مكان جلوسه ...أخدته ورحلت لمنزلها ..تنتظر قدومه في المرات القادمه.
ولكن ...مضى يومان ولم يأتي..فهل كانت النهاية ....
أم سيكن بداية من نهاية حدث ما.
تابعوني
تعليق