روايه حوجن...

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مآريا ..}
    V - I - P
    • May 2016
    • 2569

    روايه حوجن...

    اممم اليوم حبيت انقل لكم هالروايه روايه حوجن
    روايه تتحدث عن جني أحب فتاه إنسيه تدعى سوسن و الروايه هذه مليئه تشويق و حلوه وايد ههههه الي يحبوا الجن و الاكشن يدخلووو
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ImageUploadedByمنتدى عبير1466770877.623443.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	20.9 كيلوبايت 
الهوية:	2538830
    اممم لو حصلت تفاعل بنزل للنهايه
    تحياتي للكل
  • اليسال
    V - I - P
    • Mar 2016
    • 2777

    #2
    رد: روايه حوجن...

    هههههه الله يهيك ماريا شكلك حلمتي بالجن فقمتي تكتبي عنهم؟ههههه بيكفينا جني شعشوع واحد بالمنتدى احنا لحقنا عالبشر لنلحق عالجن؟
    ههههه عموما نزليها بشوفها

    تعليق

    • مآريا ..}
      V - I - P
      • May 2016
      • 2569

      #3
      رد: روايه حوجن...

      هذه روايه منتشرره بكثرره
      ههههههه انشالله بس شوي لاني بنقلها من الكتاب

      تعليق

      • اليسال
        V - I - P
        • Mar 2016
        • 2777

        #4
        رد: روايه حوجن...

        هههههه طيب الله يستر بحاول اقراها

        تعليق

        • مآريا ..}
          V - I - P
          • May 2016
          • 2569

          #5
          رد: روايه حوجن...

          رواية حوجن


          بيتنا صار مسكون.. بالإنس






          أنا حوجن..
          حوجن بن ميحال الفيحي..
          شاب في أوائل التسعين..
          سأحكي لكم قصتي..
          قصتي التي لم تبدأ بالفعل إلا منذ بضع سنوات.. مع سوسن.. الإنسية.
          حسن، يهمني أن لا أتحدث مع من يتخيلني عفريتا ذا عين واحدة وقرون وسيقان ماعز.. فطالما تجتاحنا نوبات الضحك الهستيري عندما نشاهد تلك الصورة التقليدية "العفريتيه" الساذجة التي تتخيلوننا بها. أرجوكم انسوا من أكون.. من أي جنس وأي أصل.. ما يهمني هنا هو أن تشاركوني قصتي وأحاسيسي وحسب. وأشكركم مقدما لتفهمكم..
          ولأزيل بعض الفضول الذي أراه في أعينكم فأنا شكلي عادي جدا.. حالي حال أي جني.. ولو أن أمي تبالغ أحيانا في تدليلي والتغزل في جمالي فأنا وحيدها ودلوعها.. لا تسألوني عن التفاصيل.. فقد فشلنا وفشلتم طوال آلاف السنين في نقلها بدقة إلى خيالكم.. ولكنني أتعشم في أن تتضح لديكم جوانب من حياتنا وطباعنا وأحاسيسنا نحن الجن، التي قد تستنكرون إذا قلت لكم أنها لا تختلف كثيرا عن طباعكم أنتم. فنحن مثلكم تماما نأكل ونشرب وننام ونفرح ونحزن ونتزوج وننجب و.. نحب!
          من خلال احتكاكي البسيط بكم (يا إنس) لاحظت أنكم طالما تكررون نفس السؤال الذي يحمل بعض السذاجه: الجن يفعلون كذا؟ الجن يفعلون كذا؟! معقوله؟؟؟ وأعلم أن نفس هذا السؤال سيتكرر خلال سردي لقصتي.. لذا أحب أن أجيبه مسبقا وأكرر.. نعم نحن مثلكم..! أولم نسكن معكم هذا العالم بصفتنا الكائنات الوحيدة العاقلة المكلفة غيركم؟ أولم نعبد الله ونتبع الرسل مثلكم؟ فلم إذا تتخيلون مجتمعنا بهذه السطحيه الخزعبلاتيه؟
          نعود إليها..سوسن.. سوسن اسم من أسمائكم.. لم ألاحظه قط إلا بعد أن عرفتها.. وعرفت أنكم تطلقونه على تلك الزهره التي أدمنت استنشاق عطرها من حوض الأزهار الصغير التي تعتني بها على نافذتها. وقبل أن أتابع معكم أحداث روميو وجولييت دعوني أقص عليكم القليل مما سبقها.
          فمع إتمامي لدراستي بتفوق والحمدلله، والتحاقي بأحد أكبر الدور العلاجية (المراكز الطبية على حد تعبيركم) كمتدرب ومن ثم كموظف براتب محترم بدأت أمي اسطوانتها اليومية التي لا تفتأ ترددها على مسامعي كلما رأتني: يا حوجوني فلانه تصلح لك.. يا حوجوني شفتلك وحده زي القمر.. يا حوجوني ترا شمانه ما تتعوض... وأنا أتهرب منها بلطف.. فلا أعتقد أني سأقبل بالزواج التقليدي.. ولا أجد رغبة في الانتقاء من بين بنات أعمامي وعماتي وخيلاني وخالاتي (مائة واثنان وتسعون فتاة نصفهم لم يتزوج بعد). أعلم أنه لو كان والدي على قيد الحياة لحسم الموضوع لصالح إحدى بنات أعمامي.. لصالح جمارى بالذات ابنة عمي سنوطل أكبر أعمامي.. وذلك هو المستحيل بعينه، فأعمامي قد توغلوا في أمور الشعوذة والسحر الأسود ووقعوا عقودا مع أكبر تجمعات المردة وسحرة الإنس وأعوذ بالله أن أسلك مسلكهم.. كان والدي رحمه الله هو الوحيد الذي شذ عنهم فرفض العمل في مجال خدمة السحرة التي تدر أضعاف المكاسب إذا ما قورنت بمهنته المتواضعه التي بالكاد تطعمني وأمي.. بل واختار الزواج من أمي التي تعتبر من آل النفر المعروفين بأخلاقهم والتزامهم على عكس عائلة أبي.. وكان من الطبيعي بعد وفاة والدي أن تتولي أمي وجدي تربيتي ورعايتي.
          ونحن من الجن المستأنسين.. أي أننا نسكن ونتأقلم بين المجتمعات الإنسية على عكس معضم التجمعات الجنية الأخرى التي يضايقها وجود الإنس بالجوار فتفضل السكنى في مستعمراتها الخاصة بعيدا عن المدن والمساكن الإنسية. منذ ولادتي وأنا أسكن هنا.. في هذه البقعة التي كانت تبعد قرابة العشرة كيلومترات عن إحدى مدنكم الكبيرة التي تضخمت لتحتل معظم أجزاء قريتنا، فهاجر من القرية من هاجر وبقينا أنا وأمي وجدي مع من بقي في نفس المكان.. وقبل خمسة أعوام بدأتم إحدى مشاريعكم الكبيرة ولم تمر بضعة أشهر حتى تحولت الأرض من حولنا إلى مجمع سكني هائل يضم عشرات الفلل الصغيرة ووجدنا انفسنا في إحداها. بقيت تلك الفيلا خاوية لما يزيد عن عامين.. ازداد من خلالها اطلاعي على مجتمعكم عن كثب.. ففي السابق كنت لا أميل إلى الاحتكاك بكم ولم يدفعني فضولي لذلك بالرغم من أني كنت أقطع مدينتكم بأكملها ذهابا وإيابا كل يوم للوصول إلى مقر عملي.. ولم يضايقنا أبدا وجود ذلك البيت بل بالعكس خصصنا سطح البيت لجدي المريض وأنا سكنت إحدى غرف المنزل أما أمي فكانت تمضي معظم الوقت بين رعاية جدي والصلاة تحت سلالم البيت.. حتى جاء ذلك اليوم.. فعند عودتي من العمل لاحظت سيارتين أمام الفيلا وكان ذلك يعني لنا شيئا واحدا.. أن البيت أصبح مسكونا!!
          تجولت بسرعة في أنحاء البيت فوجدت أمي تحت سلم البيت تبكي وتندب حظها.. قلت لها مهدئا: ولا يهمك يا أمي، بكره نجهز نفسنا للانتقال لقرية عنانوه أنا ادخرت مبلغ و.. قاطعتني بشهقة وقالت: لا تقولها!! مستحيل أترك هذا المكان!! مستحيل أترك ريحة أبوك.. مستحيل أموت في غير المكان اللي عشنا فيه سوا!! وبعدين يا حوجن لا تنسى إنه جدك كبير ومريض وما يستحمل تعب النقل!!.. كنت أعلم أنه لا مجال للنقاش مع دموعها وذكرى والدي.. فمسحت بيدي على وجهها وقلت ملطفا للموقف: اش يضرنا وجودهم؟ إحنا في حالنا وهم في حالهم.. وبعدين لا تحكمي عليهم قبل ما تشوفي أخلاقهم.. نجحت كلماتي من تهدئة بعض روعها فاستأذنت قائلا: خليني أشوف خبرهم وارجعلك..
          كان ذلك أحد الراغبين في شراء الفيلا.. الدكتور عبدالرحيم سعيد رجل جمع بين العلم والعصامية والوقار الذي خطه ذلك الشيب على شعره ولحيته الأنيقه.. وحرمه السيدة رجاء والحاصلة على الماجستير في التربية وتدير إحدى المدارس الثانوية.. وابنهم الشاب هتان الذي شارف على إتمام دراسته الثانوية.. وابنتهم.. سوسن.
          سوسن طالبة في كلية الطب، تسعى لتحقيق أحلام والديها بالتفوق المذهل في دراستها والمحافظة على معدلها الذي ندر أن يناله أحد في تلك الكلية بالذات في آخر سنواتها. بالرغم من جديتها المفرطة في دراستها فإن سوسن تتحول إلى كتلة وردية من الخجل عند احتكاكها بالناس فمن يراها يخالها طفلة لم تتعد التاسعة بابتسامتها الصافية ووجهها الممتلئ ووجنتيها الحمراوين طوال الوقت.. ذلك الخجل جعلها تتحاشى الاندماج في محيطها وتميل إلى قضاء معظم أوقاتها بين كتبها.. أو أهلها.. أو.. بمفردها.
          كم تأثرت بنظرة الدكتور عبدالرحيم وهو يرى حلم حياته يتحقق أخيرا بامتلاك تلك الفيللا الصغيره (فيلتنا.. سابقا)، فقد أمضى عقدين من عمره في تلك الشقة يدفع إيجارها ويجمع القرش على القرش ليمتلك بيت أحلامه. كان يجول بنظره في تلك الفيلا وخياله حائر بين السعادة والعجب، فرجل مثله حاز على أعلى الدرجات الأكاديمية وتبوأ أعلى المناصب في وزارة الصحة عانى كل ما عانى ليمتلك منزلا متواضعا لا يرقى أبدا لما كان يتبادر إلى أحلامه وأحلام زوجته طوال عشرين عاما.. بابا بابا هذي الغرفة عجبتني..!! أعادته سوسن من بحر خواطره بتلك العبارة وهي تشير إلى آخر غرفة في الممر.. إلى غرفتي.. سابقا!
          قبل أن أستوعب الأمر كان الجميع في غرفتي بعد أن سبقتهم سوسن إليها.. هنا مكتبي وهنا سريري وهنا أرص أحواض الزهور.. كانت سوسن تهتف بسعادة شاركها فيها الجميع.. عداي. راقبت الجميع وهم ينصرفون وفهمت من حديث الدكتور عبدالرحيم مع السمسار أنه سينتقل للعيش في الفيلا في غضون أسبوعين فقط.....
          يتبع...

          تعليق

          • مآريا ..}
            V - I - P
            • May 2016
            • 2569

            #6
            رد: روايه حوجن...

            الحلقة الثانية: كلمتي الأولى لابنة الإنس

            اضطررت لأخذ إجازة طارئة، أمضيتها ما بين تطييب خاطر أمي المسكينه، ومراقبة أفواج العمال الذين بدأوا بتجهيز البيت، دهان الجدران، تغيير الإضاءة، ترتيب الأثاث.. أنتم يا بشر مهووسون بالكماليات، نحن نبني بيوتنا في أيام، وأنتم تمضون نصف أعماركم في بنائها، والنصف الباقي في إتمام إكسسواراتها. كنت أراقبها، زهرة تلك الأسرة.. سوسن. كانت تتقافز بين جنبات غرفتهاالصغيرة، وكأنما ترقص بين شرفات قصر أسطوري، تحمل قصاصاتها الملونه، وعينات أقمشة الستائر، وصور الأثاث. الأثاث الذي وضعت أولى لمساته بيديها: حوض أزهارها.
            انتقلت الوالدة إلى سطح المنزل بجوار جدي، وفضلت أنا أن أقضي معظم الوقت في الحوش أو في المخزن.. المتشددون من الجن يحرمون العيش في بيوت الإنس، ولكننا نتبع الرأي المعتدل الذي يبيح العيش معهم، أقصد معكم طالما لا يضر أحدنا الآخر، في الواقع أنا لا أملك الخيار هنا فأمي لم ولن تقبل بترك هذا المنزل مهما حاولت إقناعها، ولم ولن أجرؤ على تركها مع جدي. سببت لي حياتي بينكم الكثير من الارتباك في بادئ الأمر، كنت أحرص على أن اتفادى الاحتكاك بكم (من طرف واحد بالطبع)، كنت أحترم جميع خصوصيات تلك الأسرة، ونادرا ما أبقى في نفس الغرفة مع أي منهم. لا أعتقد أن أيا منكم أحس بهذا الشعور من قبل، شعور طاقية الإخفاء، أن ترى شخصا دون أن يراك، أن تحمل هموم الدنيا وبجوارك شخص يضحك على مشهد كوميدي في التلفزيون، أو أن تستيقظ من نومك فجأة على صوت شجار عائلي محتدم، أو أن تضطر إلى مغادرة الغرفة عندما تدخلها إنسية، وتتسلل خارجا من الباب قبل أن تغلقه خلفها.. وهذي ليس مجرد مثال، وإنما موقف حصل لي بالفعل، فقد كنت أحن أحيانا لغرفتي.. أقصد غرفة سوسن، فآخذ فيها قيلولتي بعد عودتي من العمل، نوبتي كانت تنتهي الساعة الثامنة صباحا فأصل في الوقت الذي تكون فيه سوسن قد غادرت لجامعتها، وفي ذلك اليوم كنت منهكا بالفعل، وغصت في نوم عميق وفجأة دخلت علي سوسن راكضة باكية، وأغلقت بابها خلفها بسرعة وقوة، فلم أستطع أن أخرج، واضطررت للجلوس في غرفتها.
            جلست القرفصاء بجوار الباب، في انتظار أي أحد ليفتحه لأبادر بالخروج..
            وطال انتظاري، كانت سوسن تبكي بحرقة على سريرها، دفنت رأسها في مخدتها، وانسابت دموعها تسقيها. كنت دائما أعتقد أننا – معشر الجن – لدينا ما يكفينا من هموم، ولسنا بحاجة إلى المزيد من همومكم وتعقيداتكم يا إنس.. ولكن.. سوسن.. التي لم أرها في حياتي إلا ضاحكة مبتسمة، وكأن عضلات وجهها لا تتقن سوى رسم تلك الابتسامة الطفولية المكسوة بالبراءة وحمرة الخجل.. رأيتها اليوم تبكي وتشهق بشكل أثار شفقتي وفضولي. ما الذي يمكن أن يبكي هذه الطفلة؟ من الذي يمتلك ما يكفي من القسوة لمحو تلك البسمة الملائكية؟ نصف ساعة مرت وأنا جالس في انتظار الفرج، وبكاء سوسن يخبو، ويتحول بالتدريج إلى شهقات بلا نحيب، ثم إلى بكاء صامت لا يقاطعه سوى أنفاسها المحروقة التي تلتقطها مكرهة بين الفينة والأخرى. أفزعني صوت طرقات الباب من خلفي.. هذه أمها تسأل بلهفة: سوسن؟ سوسن! إشبك؟ اش حصل؟ سوسن؟ افتحي يا سوسن. هبت سوسن، التي لا يهمها أن تتحمل كل آلام الدنيا ولا أن تتحمل لوعة أمها وأبيها عليها. استطاعت بمهارة أدهشتني أن ترسم الابتسامة التي اعتادت عليها عضلات وجهها رغما عن أنف كل ذلك الحزن الذي لم يتبق منه سوى انتفاخ عينيها واحمرار أنفها. أخفت المخدة المبللة تحت المخدة الأخرى، سحبت منديل لتمسح أنفها وفتحت الباب وهي تقول وبنبرة تستحق عليها الأوسكار على إخفاء البكاء بالزكام الوهمي: ايوه يا ماما.. ايوه.. فتحت الباب، وبادرتها أمها بنظرة قلقة مرتابة: سوسن؟ إنت بتبكي؟! أردت أن أستغل الفرصه وأبادر بالفرار من الغرفة قبل أن أحبس فيها مرة أخرى.. ولكن فضولي غلبني.. فوقفت قرب الباب أراقب الموقف، وأراقب ممثلتنا البارعة وهي تقول بلهجة مسرحية وبحزن مفتعل ساخر: ماما إنتي ما عرفتي إش حصل اليوم في الكلية؟.. جلست على طرف السرير، وتصاعد قلق أمها وهي تقول: خير يا بنتي اش حصل؟
            - سوسن: طلع عندي اختبارين ما كنت داريه عنهم.. وكل البنات والأولاد حلوا كويس وأنا خبصت..
            - أمها (بشهقة): وي.. واش سويتي؟
            - سوسن: اضطريت يا ماما أنقل إجابات فرح صاحبتي..
            - أمها (وقد اتسعت عيناها لآخرهما): ايييييش؟
            - سوسن (مواصلة في مكر وحزن درامي مصطنع): وكفشنا الدكتور!! وقدم أوراقنا للعمادة، واعطوني إنذار بالفصل و..
            - أمها (قاطعتها بعد ما بدأت تستوعب خداع ابنتها): سوووسسسن!!
            انفجرت سوسن ضاحكة مداعبة أمها: اش أسويلك يا ماما إنتي بتخلي من الحبة قبة، كلها شوية زكام وطلعتيني بابكي وأولول. قالت لها أمها في مداعبة حازمة وهي تعيد خصلة من شعر سوسن غطت عينها إلى مكانها: دايما تسويها فيه.. أنا حاوريكي شغلك بعدين.. يللا غيري ملابسك وانزلي ساعديني في تجهيز الغدا.
            خرجت الأم وبادرت أنا بالخروج قبل أن تغلق أم سوسن الباب، وألقيت نظرة أخيرة على سوسن، على عينها التي عادت تقذف الدموع الساخنة التي استطاعت أن تحبسها عن أمها بأعجوبة.
            يا ترى مالذي يحزنك يا سوسن؟ أول سبب قد يخطر ببالي هو السبب الذي يبكي كل البنات في سنها: أزمة عاطفية.. اعتقد انها كأكثر الفتيات من حولها قد جرحها الشاطر حسن الذي كانت تحلم به أميرا ينتزعها بذراعه المفتول ليلقي بها خلفه على حصانه الأبيض لتكتشف أنه ليس سوى نذلا آخر يلقي بها من ميموري هاتفه وقائمة ماسنجره لتفسح المجال للمزيد من المغفلات.. تتكرر القصة معكن يا بنات الإنس.. كل يوم وكل لحظة وأنتن مهووسات بعواطفكن.. لا تتعبن من أحلامكن وأكثركن حظا هي التي يسعفها ذكاؤها لتفنيد الآدمي من النذل، ويتماسك حياؤها وكرامتها إلى أن تجبره على أخذ الأمور بجدية والقدوم لطرق الباب.
            مرت الأيام بروتينية، كل يوم يعودنا على الوضع أكثر من سابقه، وكانت سعادة سوسن وأهلها بمنزلهم الجديد تزداد. أعتقد أن هذه العائلة إجتماعية بالفطرة، فما لبث بيتهم أن تحول إلى نقطة التجمع المفضلة لمن حولهم، فمن التجمعات العائلية كل خميس وجمعه، إلى جلسات هتان وأصدقائه على البلوت والبلاي ستيشن والأفلام والقليل من المذاكرة، وأخيرا سوسن وصديقاتها وجمعات الودودة ومناقشة مستجدات الميوزك والفاشن والإنترنت.
            الكل كان سعيدا بتلك الجمعات.. باستثناء الوالدة. كانت كلما اكتظ البيت كلما ازدادت توترا.. وازددت أنا تطييبا لخاطرها.
            لاحظت خلال تلك الجمعات -أقصد جمعات سوسن- أن إحدى صديقاتها لا تأتي إلا ورفيقها معها، شخص مبتذل تفوح تقاطيع وجهه خبثا ومكرا. كان يرمقني شذرا كلما عبروا الفناء أثناء دخولهن وخروجهن. نسيت أن أوضح أن شنوش هو جني ساخر أدمن هو الآخر جمعات سوسن وصديقاتها.
            لم آبه كثيرا بما يدور بينهن، حتى جاءت تلك الليلة الباردة التي شق سكونها صوت صراخ انطلق من غرفة سوسن، فقفزت على الفور مختلسا النظر من نافذتها نصف المفتوحه لأجد صديقتها رهف تبكي بشكل هستيري والبنات يحاولن تهدءتها وشنوش مستلق في وسط الغرفة وغارق في الضحك. لم أفهم الموقف مطلقا ولكني لم أتمالك أعصابي فهجمت على ذلك الدنئ صارخا:
            - اش سويت للبنت يا خسيس؟؟!!
            أجابني وهو يحاول التملص من قبضتي دون أن يتوقف ضحكه المستفز:
            - هلا والله يالجني المطوع.. جاي تدافع عن بنات الإنس؟ خايف يحرمونك من بقايا الأكل اللي يرمونها لك في الزباله؟
            لم أتمالك أعصابي وأنا أعتصر جسده الهزيل:
            - لو أشوفك هنا مره ثانيه والله لأقتلك!
            أفلت الحقير من قبضتي وفر إلى النافذه ورمقني وقد تحولت ضحكاته إلى ابتسامة ساخرة وقال:
            - أقول خليك في حالك يا ملقوف، تدافع عن الإنس وهم أساس البلا! هذولي هم اللي يترجوني أجيهم وألعب معاهم.. أسألهم لو مانك مصدق!
            وفر بسرعه تاركا هلع البنات وحيرتي خلفه.
            اندفعت خلود تجاهي وهي تقول:
            - تعالوا يا بنات لازم نصرفها!
            لحقت بها أريج وبقيت سوسن بجانب رهف تهدئها.
            رأيتهن يتجهن نحوي وينظرن تجاهي.. فأصابني الرعب، فلأول مره أشعر أن أحدا منكم يراني.. ولكنني اكتشفت أنهن كن يتجهن إلى تلك اللوحة الملقاة تحتي ووضعت كل من خلود وأريج إصبعها على ذلك القرص البلاستيكي على اللوحة، وبدأت خلود تقول بصوت لا يخلو من التوتر:
            - مع السلامة..
            تحول توترها إلى خوف وهي تكرر:
            - مع السلامة.. مع السلامة..!!
            كررت معها أريج وهي تحاول تحريك القرص تحت إصبعها المرتعش:
            - مع السلامة.. مع السلامة يا دليمه..!!
            شهقت رهف وهي تراقبهن، توقف بكاؤها فجأه وهي تقول بهلع:
            - شفتوا؟؟ شفتوا؟؟ الجنية تلبستني!! أنا اتلمست، هي قالت رح تتلبسني!! أنا أتلمست!!!
            وسوسن تحاول تهدئتها:
            - يا شيخه قولي أعوذ بالله من الشيطان، هذا كله لعب وكلام فاضي، معقول وحده عاقله ومؤمنه زيك تفكر كذا؟
            ولكن رهف استمرت تردد:
            - أنا اتلمست!
            وكانت عصبية خلود تزداد وهي تهز ذلك القرص أسفل مني وتكرر مع أريج:
            - مع السلامة!!! مع السلامة!!!!
            أعرف أن الاحتكاك بكم حرام لا محالة، ولكني في ذلك الموقف لم أستطع أن أمنع نفسي من التدخل لتهدئة الوضع، وجدت نفسي أمد يدي لا شعوريا تجاه القرص على تلك اللوحة التي تراصت عليها حروف إنجليزية مع أرقام وصورتي الشمس والقمر وبعض الكلمات: yes, no, goodbye ففهمت أنهن يردن إنهاء اللعبة فبدأت بتحريك إصبعي على القرص.. مع خلود وأريج.. ورعبت أكثر منهن عندما تحرك وبدأ يحوم على اللوحة مع حركة يدي.. وحركته تجاه عبارة goodbye وحالما وصل إلى هناك سحبت يدي بسرعه وكأنما خشيت أن يصعقني ذلك الشئ إن استمريت بتحريكه. وشعر الجميع بالارتياح إلا أنا!
            أعتقد أنني اترعبت أكثر من رهف! قفزت نحو الشباك وعدت إلى المخزن بسرعة. لم أنم طوال النهار. لأول مره في حياتي أحتك بكم يا إنس بشكل مباشر، لا أعلم إن كان ما عملته حرام أم حلال، ولم ولن أجرؤ أن أبين ذلك للوالدة، ولكنه شعور فعلا غريب.
            تسعون عاما وأنا أراقبكم ولا أكاد أشعر بوجودكم.. واليوم تواصلت معكم وبشكل مباشر. قلت لكم كلمة واحدة: مع السلامة! وقررت ألا أقول غيرها!​

            تعليق

            • اليسال
              V - I - P
              • Mar 2016
              • 2777

              #7
              رد: روايه حوجن...

              ههههه والله الراية ماشاء الله حلوةبس في كزب بالموضوع بيروا بمدينتي بالاغواط روايات ويقولو انو الجن هم ناس في الشكل مثلناوفي كم من امام حكالنا قصص عنهم وبيحلفوا انها جد وبيقولوا انهم في الشطل مثلنا تماما مابيزوك ازا ماقربت عليهم وفي مقولة تقلك انو قبل 30سنة من هلاء كانو يتقاسموا المدينة مع البشر ويعيشوا معهم وابي الله يرحمو حكالي مرة انو خالو كان ببيتو وحدة اسمها سينا بتعيش معهم وتتقاسم اكلهم وكمان جدتي حكتلي مرة انها قامت لتصلي الفجر فمرت علىالمطبخ وكانت ماغسلت الاواني لسة فبدأت تغسل وتصدر صوت فطلعتلها مرا قاتلها بيكفي ولادي نايمين وتحريت عالامر وطلع صح بس صراحة الله لايقابلني فيهم انشاء الله

              تعليق

              • الاقحوان
                عضو ماسي
                • May 2016
                • 1160

                #8
                رد: روايه حوجن...

                دلوعتي تسلم ايديك
                يعطيك العافيه يا روحي

                تعليق

                • مآريا ..}
                  V - I - P
                  • May 2016
                  • 2569

                  #9
                  رد: روايه حوجن...

                  امممم مدري الصراحه بس هالروايه لكاتب مشهور و انا قريتها و عجبتني فقلت انقلها لكم

                  تعليق

                  • مآريا ..}
                    V - I - P
                    • May 2016
                    • 2569

                    #10
                    رد: روايه حوجن...

                    المشاركة الأصلية بواسطة الاقحوان
                    دلوعتي تسلم ايديك
                    يعطيك العافيه يا روحي
                    الله يسلمك حياتي
                    نورتي

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...