نعرف ان كلمة جغرافيا : مركبة من مقطعين لكلمتين يونانيتين هما ( جيو ) ( Geo// gê)ومعناها أرض،
( جرافيوس ) (Graphos او graphein) معناها وصف او صورة
والمصطلح بذلك يعني : علم وصف الارض او علم صورة الارض

وللأستاذ الدكتور الكاتب محمد رشيد ناصر ذوق تحقيق في معنى الكلمة فتابعوا قوله :


" هذه الكلمة ، كغيرها من الكلمات هي عربية على التحقيق فمن منظار المقارنة اللفظية يمكن ارجاع الكلمة الى ذو-جرف ، ذو- جرافيا ، إلى كلمة زخرف العربية ، و معناها التصاوير وهي عملية رسم الخرائط.

إن كلمة جغرافيا – زخرفيا ، في أصلها كلمتين عربيتين هما جئ و جرف – جيئو جرافي ، و كلمة جئ العربية معناها الوادي السحيق ،
ونراها في كلمة جهنم القرآنية المدغمة – ومرادفها جئ هنوم في التوراة ،
ومثل ذلك يقال في كلمة الجرف الخط الطويل من الوديان أو التضاريس المديدة لمسافة طويلة من الارض .

واجتماع هاتان الكلمتان لتشكلا معنى التصاوير و التضاريس الارضية جيئو – جرافيا ، زخرافيا- من زخرف . يقول القرآن الكريم:
((حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)).
إن الاشتقاق في اللغة العربية يبين لنا ما قصدنا من كلمة جئ التي تعني الوادي ، و يمكننا قياس هذه الكلمة على معنى آية من آيات القرآن كما يمكننا قياسها على الاشتقاق اللغوي .
فنحن نعرف تماما أن كلمة وادي تعني المنخفض من الارض الذي قد تحيط به الجبال ، وهذه الكلمة معروفة و مستعملة في العربية بشكل كبير ، أما اشتقاقها ، و صياغتها بشكل فعل ، فتصبح أودى و أودي ، و يستعملها العرب في معنى صار و اصبح ، لكن معناها الاصلي هو - هوى و سقط في الوادي .

من هذا المنطلق يمكننا أن نفهم معنى كلمة جئ ، حيث ان هذه الكلمة صيغت بشكل فعل في الاية القرآنية التي تتحدث عن جهنم - يقول القرآن الكريم (( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا و جاء ربك و الملك صفا صفا و جيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان و أنى له الذكرى))

هذه الاية التي قام المفسرون بتفسيرها تفسيرا فيه ما التبس علي في المعنى ، حيث يقولون ان الله قد جاء ومعه الملائكة!!! ، كما فسروها ان الملائكة جائت تحمل جهنم!!! ، أما الاحتمال الاخر لمعناها فهو أن هذه الاية تعني ان الانسان جاء ربك ، او جاء الى ربك بينما الملائكة تقف صفا صفا ، وهنا كلمة جاء تعني أتى ، أما كلمة جئ يوئذ بجهنم فقد فسروها ان الملائكة جائت تحمل جهنم ـ أما ما يحتمل من معناها فهي تعني أودي بالانسان يومئذ بوادي هنوم .
ونستطيع تلمس معنى الوادي الذي يقع على شفا جرف في الاية الكريمة (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين ))
ونستطيع ان نتلمس معنى الوادي في الاية (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا))
من كل ما تقدم نستطيع ان نقول ان جئ التي تعني الوادي قد اشتقت من جئ بـ جهنم ، التي تعني اودي في وادي هنوم .
و الله أعلم

كما نستطيع أن نلتمس للمصطلح تعريفا حديثا عند بعض العلماء حيث يقولون: الجغرافيا وهي علم بأحوال الأرض من حيث تقسيمها إلى الأقاليم والجبال والأنهار وما يختلف حال السكان باختلافه"