تنتشر كلمة الهوية على ألسنة الكثيرين بضم حرف الهاء مرة وأحيانا بفتحها والأصل أنه لا يصح في لفظ الهوية فتح الهاء وهو خطأ شائع

وردت كلمة هوية ( بفتح الهاء) في معاجم اللغة بمعنى: "بئر بعيدة المهواة"،
وقيل: هي تصغير كلمة (هوة)، وهي: "كل وهدة عميقة"
وتوجد كلمة الهاوية (بفتح الهاء) وهي تعني الحفرة العميقة، و المهواة ..
وقد وردت في القران الكريم للدلالة على جهنم :" أما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهية نار حامية".
سميت النار هاوية ; لأنه يهوى فيها مع بعد قعرها .
وقال الشاعر : يا عمرو لو نالتك أرماحنا *** كنت كمن تهوي به الهاوية
والهاوية : المهواة .

أما الهوية( بضم الهاء):
هوية : ( منسوب إلى هو ). مصدر صناعي من (هو)
فهذه الكلمة الأصل فيها السؤال : من هو فلان ؟ وما يجيء في الجواب هو هوية الشخص : اسمه، وجنسيته، ووطنه وخصائصه. ونقول إذن هوية شخص، وهوية شعب، وورقة التعريف، أو ورقة الهوية،بطاقة الهوية

والهوية بالمعنى الفلسفي تعني حقيقة الشيء من حيث تميزه عن غيره، وتسمى أيضا وحدة الذات
الهوية : إحساس الفرد بنفسه وفرديته وحفاظه على تكامله وقيمته وسلوكياته وأفكاره في مختلف المواقف .

وهي بهذا المعنى تتساوى كلمة الهوية مع مصطلح (هو هو) الفلسفي، والذي يشير إلى ثبات الشيء بالرغم مما يطرأ عليه من تغيرات، فالجوهر هو هو وإن تغيرت أعراضه

وقد ورد هذا المصطلح (هو هو) بنفس المعنى السابق في حديث أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها قالت: "كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء غدا عليه أبي وعمي مغلسين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين ساقطين، يمشيان الهوينى، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغم، وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟" قال: نعم والله، قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: فما في نفسك؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت)
فقول أبي ياسر (أهو هو) إشارة إلى شخص النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته الموصوف بها في التوراة.

تحياتي للجميع

المراجع والمصادر:
معجم: اللغة العربية المعاصر
لسان العرب لابن منظور
السيرة النبوية لابن هشام
المعجم الفلسفي - مجمع اللغة العربية