.قد يبدو لنا في معضم الأحيان ان الحب مجرد شعور مستحيل ومؤلم..وأنه لا يكلل بالنجاح الا اذا تقابل إثنان قبل الزواج وعرفا بعضهما البعض..لكن الحب يمكن أن يحصل حتى من طرف واحد بعد الزواج..وهده القصة سوف تثبت ذلك...
.في قرية إسمها ساراتاني..وهي قرية جميلة على الضواحي..ذات اخضرار دائم ومناظر خلابة ترى حين تدخلها قصرا اسمه ديفان كورا..وهما عاشقان احبا بعضهما لكنهما لم يتزوجا فبنى ديفان القصر قبل 500 سنه وأورثه لأحفاده وكتب في وصيته أن الحفيد الذي يتزوج ويحب زوجته ويضحي من أجلها سيملك القصر..لكن الطمع الذي اعمى الجميع دمر كل زواج..وأحد أحفاده هو ديفان الرابع..وهو بطل قصتنا كان شابا وسيما هادئا طويلا ومفتول عضلات وملاكما مشهورا لكنه لم يحب يوما فكرة الإرتباط فهو كان يحب فتاة رغم إعتراض عائلته عليها وفي النهاية مرض والده فقرر ان يتخلى عن فكرة الإرتباط بحبيبته ويرضخ لقرارهم..كانت جدته إمرأة عجوز لطيفة..وحكيمة في أحد زياراتها للطبيب مع الشاب قالت ترى فتاة بخصل سوداء داكنة وطويلة وقامة ممشوقة تلعب مع الاطفال
.الجدة:اوقف السيارة بني...
.الشاب:ماذا..جدتي؟
.أوقف الشاب السيارة ونظر الى جدته التي ذهبت الى الفتاة فنظرت اليها بتفحص..نظرت الى قدميها البيضاوتان الحافيتان صعودا الى فستانها الذي يصل الى ركبتيها وصولا لجمال خصرها وانسياب شعرها اسفله لتصل الى القلادة الفضية التي تعلقها في عنقها ثم الى فمها الصغير الذي يلمع حمرة وأنفها الجميل الى عينيها الزرقاوتان والكبيرتان بالكحل الاسود الذي يبرز جمالهما فقالت:
.الجدة:مرحبا عزيزتي..هل لي في كوب ماء؟
.الفتاة:ح..حسنا..(تبتسم بهدوء ومرح)ارتاحي على الصخرة سأحضره فورا..
.ذهبت الفتاة تجري الى القرية بالرغم من انها كانت بعيدة عن المكان ولم ترتدي حتى ح\اءها ثم عادت بعد مدة تحمل قارورة صغيرة وكأسا فنظر الشاب بهدوء الى جدته وقال بعد أن ذهبت الفتاة:
.الشاب:لماذا طلبت منها..هناك ماء في السيارة؟
.الجدة:(تبتسم بهدوء)بعد أن تعود ستفهم السبب..
.عادت الفتاة بالماء فشربت وشكرتها ثم قالت:
.الجدة:أنت..لطيفة ايتها الشابة..هلا عرفت اسمك؟
.طفل:إنها الاميرة.
.طفلة:اسمها سمو الأميرة..
.إبتسمت الفتاة بهدوء ومرح لهم ثم قالت بهدوء ودون ان تظهر حزنها..
.الفتاة:ليس لي إسم..لهذا ينادونني بالأميرة..
.الشاب:(بغضب واستغراب وإحتقار)لماذا ليس لك إسم؟
.الفتاة:أنا يتيمة وجدت وانا في الشهر الأول لي ملقاة في النهر..وبعد أن وضعت في الميتم...لم يهتم أحد بتسميتي..
.الجدة:قصتك حزينة يا أميرة..حسنا ما رأيك بما أن الغد عيد الحصاد أن تأتي الى قصرنا..انه هناك..أرجو حضورك..
.الشاب:لا..اقصد لابد أن تكون مشغولة...
.الجدة:اه نسيت أن أعرفك..هذا حفيدي المفضل ديفان..
.الفتاة:مرحبا..أود التعريف بنفسي..لكن كما رأيت لا أعرف شيئا عن ماضيي...
.الجدة:ارجو أن تحضري غدا..سأطلب من ديفان ان يقلك...
.الفتاة:لا أستطيع..لكن شكرا..
.الجدة:أرجوك..لايمكن أن ترفضي طلب عجوز مثلي...
.الفتاة:اسفة لكنني الوحيدة التي تهتم بالميتم بعد هروب المدير السابق..ولذلك إعذريني كما أن الغد سيحضر الأولياء لتبني الأطفال...
.إبتسمت الجدة تنظر الى الشاب ثم ركبا السيارة فقال الشاب لجدته:
.الشاب:هلا شرحت لي الأمر؟
.الجدة:تلك الفتاة رأت السيارة التي نزلت منها وكانت تعلم أن بها ماءا لكنها لم تتردد أبدا في قطع ميل ركضا من أجل احضاره لي..لم تجادلني وإكتفت بإجابات محددة..
.الشاب:لم أفهم حتى الان ماتريدين الوصول له جدتي؟
.الجدة:تلك الطفلة وضعها الله في طريقنا...ويجب أن تفهم إشاراته..
.الشاب:طبعا أنت لا تعنين...؟
.الجدة:(تبتسم بهدوء)لا أحد يعلم...
.الشاب:لابد أنك تمازحينني..
.الجدة:لاتستعجل يا ديفلن..فالحياة لست من تسيرها..
.الجدة:إهدأ يا ديفلن..ودعه يقرر مصيرك..
.الشاب:لا من المستحيل أن أتزوج متسولة ولقيطة ايضا...
.الجدة:لاتقل ذلك حفيدي العزيز..فنحن لانعلم أي شيء عنها..
.الشاب:بالضبط؟؟؟
.الجدة:عزيزي ديفان عليك ان تتعلم كيف تعرف الناس جيدا من نظراتهم...
.الشاب:لقد وصلنا جدتي..عليك ان ترتاحي...
.الجدة:راحتي عندما تتزوج يا حفيدي الغالي..
.الشاب:لديك 34حفيدا لماذا انا؟
.الجدة:لأنك تذكرني بجدي يا ديفان..
.الشاب:حسنا حسنا..ارتاحي فقط..
.في موعد العشاء جلست العائلة للعشاء في طاولة طويلة وكان عدد العائلة كبيرا ووالد الشاب على رأس الطاولة لكونه الإبن الأكبر للعائلة..بعد مدة من الصمت تحدثت سارة وهي ابنة عم الشاب لكنه كان يحبها مثل أخته خصوصا أنه لم يكن يملك شقيقات...فقالت وزوجها بجانبها:
.سارة:(تبتسم بتردد)عمي..ابي وجدتي وبقية العائلة..
.والد الشاب:(بهدوء وقلق)ماذا هناك سارة؟
.الجدة:هل..هل من خطب عزيزتي؟
.سارة:لالالا...أبدا بل كل خير جدتي..
.سايمون:(زوجها)في الحقيقة اليوم كانت زيارة لنا للطبيب...وقد أخبرنا انه ليس هناك أمل..
.الأم:(بخوف وقلق)لاتقلقي عزيزتي..سنرسلك ل..
.سارة:(تبتسم بهدوء وفرح)لاتقلقي أمي لست حزينة..فقد بذلنا جهدنا أضن أن الله يمنحنا فرصة للتبني...
.العم:تقصدين...؟
.سايمون:نعم غدا سنذهب لميتم بالمدينة ونتبنى طفلا..
.الجدة:(تبتسم للشاب)ولماذا تذهبان للمدينة؟هناك ميتم بالقرية..ورأيت أطفاله انهم رائعون...
.الأب:(يبتسم)ماذا كنت تفعلين هناك أمي؟
.الجدة:لاتقلق يا بني..فهم لم يوافقوا على طلبي للتبني..
.ضحك الجميع مما قالته الجدة حين وقف الشاب ليغادر فقالت الجدة:
.الجدة:ان ديفان يعرف صاحبة الميتم وسيساعدكما...
.سارة:(بفرح)حقا اخي؟
.سايمون:أتمنى أن تأتي معنا..
.الشاب:لكن..
.الأب:اتمنى ان تساعدهما بني...
.الشاب:(يبتسم بهدوء)ح..حسنا...
.في صباح اليوم التالي ذهب الشاب مع ابنة عمه وزوجها الى الميتم فرأوا أناسا كثر يقفون ليروا الاطفال..أمسكت سارة ذراع زوجها قلقا فقال الشاب مبتسما:
.الشاب:لاتقلقي عزيزتي سارة..سيكون الأمر كما تريدين..
.سايمون:اهدئي عزيزتي..
.بعد مدة خرجت الفتاة فرأت الشاب والزوجان ذهبت اليه مبتمة وقالت مصافحة:
.الفتاة:مرحبا..الست حفيد الجدة الطيبة؟
.الشاب:نعم..
.الفتاة:(تبتسم)لم أكن أعلم أنك متزوج..اترغب في تبني احدهم؟
.سارة:(تبتسم بتوتر)لا يا انسة..أنا اسمي سارة وهذا زوجي سايمون..وهذا اخي ديفان..
.الفتاة:اعتذر على هذا الالتباس..
.سارة:لا بأس..اود تبني طفل...هل يمكن؟
.الفتاة:طبعا لم لا؟
.سارة:لكنهم أخبرونا قبلا اننا سنواجه مشاكل خصوصا وانه عامنا الأول بعد الزواج
.الفتاة:حسنا لنتحدث في الداخل..
.جلست الفتاة في المكتب والشباب الثلاثة مقابلها ثم وقفت ونظرت من النافذة الى الأطفال يلعبون وقالت:
.الفتاة:هؤلاء الأطفال اما رموا في الشارع اوتركهم أهاليهم لانهم لم يتمكنوا من دفع مصارفهم او اكلهم لهذا علينا ان نضمن الأفضل لهم..تعلمت من خلال حياتي ان اميز الناس حتى قبل معرفتهم.. وصدقيني انك ستكونين أما رائعة لكن علينا ان نجد الطفل الذي سيلائمك؟
.سايمون:(باستغراب)ماذا تقصدين؟
.الفتاة:لكل زوجين ابن سيلائمهما رغم شقاوته وعليكما بغريزتكما ايجاده..
.الشاب:(بغضب وهدوء)هذا هراء...
.الفتاة:هيا بنا سارة..ابحثي عن طفلك...
.بينما الشباب يدورون في الميتم جاءت سيدة ترتدي ملابس المطبخ للفتاة وقالت:
.السيدة:أميرة...
.الفتاة:ماذا هناك؟
.السيدة:ان كورا مريضة جدا...
.الفتاة:حسنا واين الطبيب؟
.السيدة:لقد طلبته لكن كارل مستاء..انه لايكف عن البكاء..
.الفتاة:حسنا..
.دخلت الفتاة الى غرفة بها مهدان وحملت الطفل البالغ من العمر شهرين ونصف ثم بدأت تسير به وتحاول تهدئته ثم دخل الطبيب وحقن الطفلة بحقنة جعلتها تهدأ..فأعطت الفتاة الطفل لسارة وأمسكت كورا لحقنها..
.سارة:(بهدوء وفرح)سايمون..أنظر..
.سايمون:نعم..إنه جميل جدا..
.الطبيب:حسنا سمو الأميرة..لقد حقنتها لكنها لن تصمد طويلا...عليك نقلها لمشفى خاص..
.الفتاة:ح..حسنا دكتور..أشكرك..سيدة ماي... رافقيه للخارج..
.أطرقت الفتاة تنظر الى كورا وملأ عينيها دموع لاحظها الشاب بينما مسحتها سريعا وإلتفتت لهم لترى تعلق سارة بكارل..
.الفتاة:ارى أنكما وقعتما في حب كارل؟
.سارة:نعم..ونود تبنيه..
.الفتاة:(بدهشة وحزن)ما..ماذا؟
.الشاب:أهناك مشكلة؟الم تقولي ان عليها ايجاد طفلها؟
.الفتاة:نعم..لكن..
.سايمون:ماذا هناك؟
.الفتاة:في الحقيقة..كورا هي شقيقة كارل التوأم.. وهي لاتنام بدونه..كما أنهما كما لاحظتما يشعران ببعضهما.. لذلك..أظن من الأفضل ان تغيري رأيك..أنا اسفة..
.سايمون:(ينظر الى زوجته)حسنا..لكن اين المشكلة؟ سنتبناهما معا..
.الفتاة:(بحزن تنظر لكورا)كما أظن أنها ليست فكرة جيدة ايضا فزوجتك ستتعلق بها..
.الشاب:واين المشكلة بذلك؟
.الفتاة:(بحزن تدمع عيناها)لأن كورا مصابة بثقب في قلبها..ولا أظنها ستنجو..(تحاول المغادرة)اسفة جدا..
.غادرت الفتاة سريعا وعادت السيدة ماي وقالت بتأثر كبير..
.السيدة:أمر غريب اليس كذلك؟فهي ترفض الزواج والإنجاب لأجلهم..لكنهم يموتون أمامها..ولا تستطيع فعل شيء لهم...
.نظرت سارةالى زوجها بحزن ثم نظرا الى الطفلة كورا فإرتسمت بسمة كبيرة علىوجهيهما تلته لمسة حزن وبعد مدة جاءا الى غرفة المكتب وقالا:
.سايمون:حسنا..صحيح أن الله حرمنا من الأطفال لكنه منحنا في المقابل طفلين..نحن والحمد لله لدينا مايكفي من المال لنسافر بها الى مستشفى خاص خارج البلد.. وسنعود بأخبار سارة..أعدك..
.سارة:لاتقلقي..أميرة..سنرعاهما جيدا..
.الفتاة:(بفرح)حقا؟
.سارة:نعم..ارجوك..وافقي على طلبنا؟
.الفتاة:(تبتسم بهدوء)أنا لا أريد إلا الأفضل لهم..حسنا إذن هل لديك الوثائق اللازمة؟
.سايمون:(يعطيها ملفا)هاهي...
.بعد مدة أعطتهما وثائق التبني وإبتسمت مودعة ثم إنتقلت الى الاباء الاخرين..في اخر اليوم كان هناك عائلات سعيدة..منهم سارة وسايمون الذان طارا فرحا وهم يزفون الخبر:
.سارة:انظري يا خالتي..هاهما..
.الأم:(أم الشاب تبتسم)إنهما جميلان جدا..
.الأب:مبارك لكما يا سارة وسايمون..
.سايمون:لقد إتصلت بأخصائي في المدينة..من أجل علاج كورا..
.الأب:خيرا مافعلت بني..إنهما الان مسؤوليتكما ويجب أن ترعياهما..
.سارة:(تعانق كورا)طبعا..فهما طفلاي..
.العمة:(بحدة وغضب)إنهما يتيمان..لم يكن عليك إحضارهما..
.الأب:(بغضب)ساروما..ليس من شأنك..
.العمة:لكن يا أخي...
.الأب:انه قرارهما..ولسنا معنيين بإقتراح شيء لهما..
.صمتت العمة في غضب وصعد الشاب الى غرفته حيث تبعته جدته لتجده يتمرن وقالت:
.الجدة:هل قابلتها؟
.الشاب:(باستغراب)من تقصدين؟
.الجدة:اقصد تلك الأميرة؟
.الشاب:(بملل يتمرن)نعم..
.الجدة:الم تغير رأيك بعد؟
.الشاب:بشأن ماذا؟
.الجدة:(تبتسم)أزوجكما؟
.الشاب:(يضحك بسخرية)طريفة هذه...
.الجدة:لماذا ترفضها لا أعلم؟
.الشاب:أولا انا لا أعرفها..ثانيا تقابلنا البارحة ثالثا إنها يتيمة..رابعا متسولة..خامسا تجهل حتى إسمها..
.الجدة:كل هذه أسباب سخيفة..ماهو السبب الحقيقي؟
.الشاب:(يتمرن بغضب)ليس..هناك..
.الجدة:حفيدي..الغالي ديف..أنا أعرفك أكثر من نفسك.. ماهو السبب الحقيقي؟..أهي فتاة أخرى؟
.الشاب:(يتوقف ويطرق)نع...م...
.الجدة:ولماذا تخفي الأمر؟هذا رائع..
.الشاب:لأن أبي يرفضها قطعا...
.الجدة:حقا؟؟
.الشاب:نعم...
.الجدة:والسبب..؟
.الشاب:لا أدري لكنه يتعلق بكنيتها..فحين عرفها رفضها حتى قبل أن يراها...
.الجدة:وما كنيتها؟
.الشاب:ماوري..
.إندهشت الجدة وأمسكت يديها ثم هدأت والشاب يتمرن لاحظ صمت جدته المفاجيء فقال باستغراب:
.الشاب:أنت بخير جدتي؟
.الجدة:نعم..لكنني متعبة قليلا..
.الشاب:(بقلق يمسكها)طلبت اليك أن ترتاحي..لكنك لا تستمعين...هيا ساخذك لغرفتك...
.جلست الجدة على سريرها لترتاح حين جاء الشاب بالدواء نظرت اليه بحزن وقالت بابتسامة هادئة:
.الجدة:هل تحبها؟
.الشاب:ما..ماذا؟..من تقصدين؟
.الجدة:ماوري..
.الشاب:اه أجل..أعرفها منذ 3سنوات...
.ملأ الحزن عيني الجدة وإبتسمت مخفية بعد مدة جاء والد الشاب قلقا بعد أن علم بتعب أمه فقالت وهما لوحدهما:
.الجدة:أخبرني ديف بالفتاة التي يحب..
.الأب:(بهدوء وغضب)أرجوك يا أمي لاتحاولي إقناعي..
.الجدة:لا أحاول..فحتى أنا لن أقبل بفتاة من عائلة ماوري حتى لو ظل حفيدي عازبا..
.الأب:(يمسك يدها بحزن)مازال ديفان صغيرا على فهم تلك الأمور..علي إبعاده عنها بأية طريقة...
.الجدة:ربما لدي طريقة..
.الأب:حقا؟ماهي؟
.الجدة:أن نزوجه..وتكون كنتنا اقل درجة وفقرا لكي يكون درسا لعائلة ماوري..
.الأب:(يفكر بعمق)نعم..أوافقك لايوجد درس أقسى من ذلك..
.الجدة:هناك فتاة جميلة جدا بالرغم من أنها يتيمة وفقيرة إلا أنني رأيت فيها خصالا جميلة وهادئة كما أنها ذات طبع هاديء ومرح..
.الأب:من تكون؟
.الجدة:إنها مديرة الميتم..الذي تحدث عنها سايمون وسارة
.الأب:أتظنين أن ديفان سيقبل؟
.الجدة:أنت والده وهو لايرفض لك أمرا أبدا..
.الأب:وماذا عنها؟هل تظنينها ستقبل؟
.الجدة:قم بعد مدة بدعوتها..وأنا سأقنعها...
.الأب:حسنا..
.بعد 3أيام طلب الأب الفتاة،فحضرت صعدت السلالم ثم دخلت الى غرفة الجدة لتجدها متكئة على جدار السرير إبتسمت بهدوء وحيتها ثم جلست بجانبها..
.الفتاة:الحقيقة..حين طلبتموني ظننت أن أمرا حصل مع التوأم..
.الجدة:لاتقلقي عزيزتي..فقد تحدثت مع سارة وأخبرتني أن الطبيب سيجري لكورا عملية وستكون بخير...
.الفتاة:(بفرح)هذا خبر رائع..أشكرك..
.الجدة:لاداعي لشكري..أود سؤالك..أمرا..
.الفتاة:تفضلي يا جدة..
.الجدة:أنت فتاة جميلة وهادئة ألم تفكري يوما في الزواج؟
.الفتاة:(بدهشة)ماذا..(تبتسم بمرح)لا لم أفكر ولن افكر...
.الجدة:لم لا أتودين البقاء لوحدك الى الأبد؟
.الفتاة:لا لكنني إن تزوجت فلن يبقى أحد ليرعى الأطفال فالسيدة ماي تهتم بعائلتها ولا تأتي الا للطبخ..
.الجدة:وماذا إن عينا مختصين لرعايته كما سنبني مشفا مدرسة للأطفال..
.الفتاة:(باستغراب)ما..ماذا؟هل أنت جدية؟
.الجدة:نعم لقد تحدثت مع إبني وسيقوم ببناء مدرسة ومشفى للأطفال كما سنقوم بتوسيعه من أجل توفير أماكن للعب..
.الفتاة:هذا سيكون رائعا..لكن..
.الجدة:نحتاج فقط الى موافقتك...
.الفتاة:(تطرق بحزن)لكن..
.الجدة:فكري بالأمر يا أميرة..وصدقيني هذا هو الأفضل لك وللأطفال..
.وقفت الفتاة لتغادر فإصطدمت بالشاب الذي كان مع والده وقد أمره بالزواج منها فأوقع أوراقه على الأرض إنحنت الفتاة لحملها معه فقرأت مشاريع توسيع وبناء المدرسة أكملت لمها بسرعة ثم نزلت بسرعة فهم الشاب كل شيء من تصرفات الجدة والأب ولم يبدو عليه الإرتياح للفكرة بينما جلست الفتاة في الميتم تلعب مع الأطفال وهي شاردة فقالت ساندي وهي أكبر اليتامى تبلغ ال15سنة
.ساندي:ماذا هناك أميرة؟
.الفتاة:(تبتسم بشرود)لا..لاشيء؟
.نوما:(11سنة)أنت شاردة من الصباح سموك؟
.الفتاة:الحقيقة..لقد تم تقديم عرض زواج لي...
.فرح الأطفال وبدأوا يرقصون حين قال نيك..باستغراب وهو أكبر من سنه(12سنة)
.نيك:ماذا هناك سموك؟هل العرض سيء؟
.الفتاة:لا..لكنني قلقة عليكم..
.ساندي:لاتقلقي سوف نهتم بأنفسنا تستحقين الأفضل...
.الفتاة:سيتم بناء مدرسة لكم ومشفى وكذلك سيتم توسيع الباحة لتتمكنوا من اللعب براحة..
.جايدن:(13سنة)أيعقل أن يتم تقديم كل ذلك؟
.الفتاة:نعم..لكن الشرط الوحيد هو أن أتزوج..
.ساندي:ومن هو العريس؟هل نعرفه؟
.الفتاة:نعم لقد قابلتموه مرتين..مرة في الخارج كان مع جدته.. الذي قام بدعوتنا لحفلة الحصاد..ومرة أتى مع متبنية كورا وكارل..
.ساندي:(بفرح)حقا؟انه وسيم جدا..لماذاترفضينه؟
.الفتاة:(بغضب تضربها)أنت لازلت صغيرة على هذا الحديث.. هيا جميعا الى النوم هيا...
.ساندي:لكن...
.الفتاة:هيا..انهضوا امامكم مدرسة غدا وهي ليست قريبة...
.كان الأطفال يقطعون 10أميال للذهاب الى المدرسة وكانت الفتاة تفكر بذلك كثيرا وأخيرا وجدت نفسها أمام قبول العرض فذهبت بعد يومين الى الجدة وأخبرتها بقرارها فابتسمت فرحة وحصل الأمر ففي غضون أسبوع تزوج الشاب والفتاة لم يكن الشاب يحبها ولاهي لكنهما كانا يبقيان مشاكلهما داخل جدران تلك الغرفة،بعد عدة أيام من الجدال والشجار حاولت الفتاة أن تؤدي واجباتها ففي خروج العائلة للتخييم خارجا مثلما هي العادة أمضت اليوم في التنظيف والطبخ ولكنه حين عاد وجلس للعشاء
.الشاب:(ينادي)سامو..سامو..أين الماء؟
.الفتاة:(تحضره مبتسمة)هاهو..
.الشاب:(بغضب)أين سامو؟
.الفتاة:لقد تم منح الخدم إجازة..
.الشاب:إذن من طبخ العشاء...؟
.الفتاة:أنا فعلت...
.الشاب:(بغضب يقف)ماهذا؟
.الفتاة:(باستغراب)ما..ماذاتقصد؟
.الشاب:التنظيف والطبخ وهذا التأنق..مالذي تحاولين فعله؟ (يبتسم بسخرية)لاتقولي لي أنك صدقت فكرة الزواج هذه؟
.الفتاة:(بغضب)ماذا؟
.الشاب:لابد أنك تتوقعين مني منحك واجبات الزوج بعد كل هذا؟
.الفتاة:(بغضب)توقف..ديفان...عليك أن تفهم أنك لست الوحيد الذي تضرر من زواجنا فإصمت وكف عن دور المجروح.. إن كنت تتوقع أنك كنت خياري الوحيد فأقترح أن تعيد حساباتك فأنت أسوء خيار حوسبت به...
.الشاب:(بغضب)كيف تجرئين؟
.الفتاة:لست الوحيد الذي يملك لسانا..لكن أقترح أن تفكر مليا لماذا تقبل عائلتك بتزويجك من لقيطة متسولة وليس ممن تحب؟
.الشاب:(بدهشة)ما..ماذا تقصدين؟
.الفتاة:أقترح أن تبحث عن السبب قبل أن تحاسبني..أنا لم أملك خيارا وتزوجتك مرغمة لكنك لم تجبر على شيء فماهو السبب؟ (تبتسم بسخرية)أيعقل أن تكون قد أغرمت بي؟
.نظر الشاب الى وجه الفتاة ليرى تحدي وهدوء برغم كل شيء كان هدوءها وتقبلها لكل انتقاداته يقوده للجنون وبعد شهرين بدأ الشاب يقع بحب تلك الجميلة أما هي فقد كانت متحفظة على مشاعرها..رأت الجدة وسارة وشقيقة الشاب المرحة كونالا بداية الحب في عيني ديفان فقررن أن يساعدنه..كانت الفتاة في المطبخ تحضر العشاء حين جئنها بهدوء..وأحطن بها..
.سارة:هل أساعدك؟
.الفتاة:(تبتسم)لاشكرا سأنتهي بسرعة...
.كونالا:(تشتم الطعام بشوق)أممممممم هل هذا طبق الربيع؟ أخي يحب هذه الأكلة كثيرا..(بمكر تبتسم)أيعقل أن تهتمي به وتهملينا..
.الفتاة:(تبتسم بهدوء)لا ابدا لكنه مرهق قليلا من العمل وأنا أرى شروده كثيرا لهذا حضرتها اليوم وكذلك كل أكلاته المفضلة
.الجدة:(تدخل مبتسمة)هذا يسمى إهتماما بالزوج...تعلما فربما تستفيدان قليلا...
.كونالا:طبعا فرغم أن زواجهما مدبر لكن الحب بدأ...
.سارة:نعم أخي يحبها وهي كذلك..هذا هو الحب بعد الزواج..
.سمعت الفتاة كلامهن عن الحب بعد الزواج فشردت وأحست بالغضب ثم جرحت نفسها دون إحساس..قلقت الثلاثة وحاولن أن يعالجنها لكنها أبت ثم دخل الشاب وحالما راها أسرع بعدة الإسعافات ليعالجها فرفضته قطعا..لكنها رأت الجدة فقالت بهدوء وغضب تنظر الى عينيه الخائفتين عليها...
.الفتاة:(تمسك يدها)أنا بخير إنه جرح بسيط..
.الشاب:لكن يدك...؟تنزف بشدة...
.الفتاة:لاتقلق..أخبرتك..أنا بخير..سأصعد الى غرفتي وانظفه..
.صعدت الفتاة بسرعة الى حمام غرفتهما فتبعها الشاب بشال وعلبة الاسعافات حين بدأت تعالج نفسها فقال:
.الشاب:هل أتوهم أم أنك تتجاهلينني عمدا؟
.الفتاة:لا أفعل..أنت تتوهم..
.الشاب:إذن لماذا لاتنظرين الي؟
.الفتاة:(تحاول ربط يدها)لأنني مشغولة..فقط..
.الشاب:لماذا لاتدعينني اربطها لك إذن؟
.الفتاة:(بغضب تبعدها وهدوء)أستطيع فعل ذلك وحدي...
.الشاب:(بغضب يقف)ماذا يحصل لك..لماذا تحاولين تجاهلي؟
.................يتبع.........................
.في قرية إسمها ساراتاني..وهي قرية جميلة على الضواحي..ذات اخضرار دائم ومناظر خلابة ترى حين تدخلها قصرا اسمه ديفان كورا..وهما عاشقان احبا بعضهما لكنهما لم يتزوجا فبنى ديفان القصر قبل 500 سنه وأورثه لأحفاده وكتب في وصيته أن الحفيد الذي يتزوج ويحب زوجته ويضحي من أجلها سيملك القصر..لكن الطمع الذي اعمى الجميع دمر كل زواج..وأحد أحفاده هو ديفان الرابع..وهو بطل قصتنا كان شابا وسيما هادئا طويلا ومفتول عضلات وملاكما مشهورا لكنه لم يحب يوما فكرة الإرتباط فهو كان يحب فتاة رغم إعتراض عائلته عليها وفي النهاية مرض والده فقرر ان يتخلى عن فكرة الإرتباط بحبيبته ويرضخ لقرارهم..كانت جدته إمرأة عجوز لطيفة..وحكيمة في أحد زياراتها للطبيب مع الشاب قالت ترى فتاة بخصل سوداء داكنة وطويلة وقامة ممشوقة تلعب مع الاطفال
.الجدة:اوقف السيارة بني...
.الشاب:ماذا..جدتي؟
.أوقف الشاب السيارة ونظر الى جدته التي ذهبت الى الفتاة فنظرت اليها بتفحص..نظرت الى قدميها البيضاوتان الحافيتان صعودا الى فستانها الذي يصل الى ركبتيها وصولا لجمال خصرها وانسياب شعرها اسفله لتصل الى القلادة الفضية التي تعلقها في عنقها ثم الى فمها الصغير الذي يلمع حمرة وأنفها الجميل الى عينيها الزرقاوتان والكبيرتان بالكحل الاسود الذي يبرز جمالهما فقالت:
.الجدة:مرحبا عزيزتي..هل لي في كوب ماء؟
.الفتاة:ح..حسنا..(تبتسم بهدوء ومرح)ارتاحي على الصخرة سأحضره فورا..
.ذهبت الفتاة تجري الى القرية بالرغم من انها كانت بعيدة عن المكان ولم ترتدي حتى ح\اءها ثم عادت بعد مدة تحمل قارورة صغيرة وكأسا فنظر الشاب بهدوء الى جدته وقال بعد أن ذهبت الفتاة:
.الشاب:لماذا طلبت منها..هناك ماء في السيارة؟
.الجدة:(تبتسم بهدوء)بعد أن تعود ستفهم السبب..
.عادت الفتاة بالماء فشربت وشكرتها ثم قالت:
.الجدة:أنت..لطيفة ايتها الشابة..هلا عرفت اسمك؟
.طفل:إنها الاميرة.
.طفلة:اسمها سمو الأميرة..
.إبتسمت الفتاة بهدوء ومرح لهم ثم قالت بهدوء ودون ان تظهر حزنها..
.الفتاة:ليس لي إسم..لهذا ينادونني بالأميرة..
.الشاب:(بغضب واستغراب وإحتقار)لماذا ليس لك إسم؟
.الفتاة:أنا يتيمة وجدت وانا في الشهر الأول لي ملقاة في النهر..وبعد أن وضعت في الميتم...لم يهتم أحد بتسميتي..
.الجدة:قصتك حزينة يا أميرة..حسنا ما رأيك بما أن الغد عيد الحصاد أن تأتي الى قصرنا..انه هناك..أرجو حضورك..
.الشاب:لا..اقصد لابد أن تكون مشغولة...
.الجدة:اه نسيت أن أعرفك..هذا حفيدي المفضل ديفان..
.الفتاة:مرحبا..أود التعريف بنفسي..لكن كما رأيت لا أعرف شيئا عن ماضيي...
.الجدة:ارجو أن تحضري غدا..سأطلب من ديفان ان يقلك...
.الفتاة:لا أستطيع..لكن شكرا..
.الجدة:أرجوك..لايمكن أن ترفضي طلب عجوز مثلي...
.الفتاة:اسفة لكنني الوحيدة التي تهتم بالميتم بعد هروب المدير السابق..ولذلك إعذريني كما أن الغد سيحضر الأولياء لتبني الأطفال...
.إبتسمت الجدة تنظر الى الشاب ثم ركبا السيارة فقال الشاب لجدته:
.الشاب:هلا شرحت لي الأمر؟
.الجدة:تلك الفتاة رأت السيارة التي نزلت منها وكانت تعلم أن بها ماءا لكنها لم تتردد أبدا في قطع ميل ركضا من أجل احضاره لي..لم تجادلني وإكتفت بإجابات محددة..
.الشاب:لم أفهم حتى الان ماتريدين الوصول له جدتي؟
.الجدة:تلك الطفلة وضعها الله في طريقنا...ويجب أن تفهم إشاراته..
.الشاب:طبعا أنت لا تعنين...؟
.الجدة:(تبتسم بهدوء)لا أحد يعلم...
.الشاب:لابد أنك تمازحينني..
.الجدة:لاتستعجل يا ديفلن..فالحياة لست من تسيرها..
.الجدة:إهدأ يا ديفلن..ودعه يقرر مصيرك..
.الشاب:لا من المستحيل أن أتزوج متسولة ولقيطة ايضا...
.الجدة:لاتقل ذلك حفيدي العزيز..فنحن لانعلم أي شيء عنها..
.الشاب:بالضبط؟؟؟
.الجدة:عزيزي ديفان عليك ان تتعلم كيف تعرف الناس جيدا من نظراتهم...
.الشاب:لقد وصلنا جدتي..عليك ان ترتاحي...
.الجدة:راحتي عندما تتزوج يا حفيدي الغالي..
.الشاب:لديك 34حفيدا لماذا انا؟
.الجدة:لأنك تذكرني بجدي يا ديفان..
.الشاب:حسنا حسنا..ارتاحي فقط..
.في موعد العشاء جلست العائلة للعشاء في طاولة طويلة وكان عدد العائلة كبيرا ووالد الشاب على رأس الطاولة لكونه الإبن الأكبر للعائلة..بعد مدة من الصمت تحدثت سارة وهي ابنة عم الشاب لكنه كان يحبها مثل أخته خصوصا أنه لم يكن يملك شقيقات...فقالت وزوجها بجانبها:
.سارة:(تبتسم بتردد)عمي..ابي وجدتي وبقية العائلة..
.والد الشاب:(بهدوء وقلق)ماذا هناك سارة؟
.الجدة:هل..هل من خطب عزيزتي؟
.سارة:لالالا...أبدا بل كل خير جدتي..
.سايمون:(زوجها)في الحقيقة اليوم كانت زيارة لنا للطبيب...وقد أخبرنا انه ليس هناك أمل..
.الأم:(بخوف وقلق)لاتقلقي عزيزتي..سنرسلك ل..
.سارة:(تبتسم بهدوء وفرح)لاتقلقي أمي لست حزينة..فقد بذلنا جهدنا أضن أن الله يمنحنا فرصة للتبني...
.العم:تقصدين...؟
.سايمون:نعم غدا سنذهب لميتم بالمدينة ونتبنى طفلا..
.الجدة:(تبتسم للشاب)ولماذا تذهبان للمدينة؟هناك ميتم بالقرية..ورأيت أطفاله انهم رائعون...
.الأب:(يبتسم)ماذا كنت تفعلين هناك أمي؟
.الجدة:لاتقلق يا بني..فهم لم يوافقوا على طلبي للتبني..
.ضحك الجميع مما قالته الجدة حين وقف الشاب ليغادر فقالت الجدة:
.الجدة:ان ديفان يعرف صاحبة الميتم وسيساعدكما...
.سارة:(بفرح)حقا اخي؟
.سايمون:أتمنى أن تأتي معنا..
.الشاب:لكن..
.الأب:اتمنى ان تساعدهما بني...
.الشاب:(يبتسم بهدوء)ح..حسنا...
.في صباح اليوم التالي ذهب الشاب مع ابنة عمه وزوجها الى الميتم فرأوا أناسا كثر يقفون ليروا الاطفال..أمسكت سارة ذراع زوجها قلقا فقال الشاب مبتسما:
.الشاب:لاتقلقي عزيزتي سارة..سيكون الأمر كما تريدين..
.سايمون:اهدئي عزيزتي..
.بعد مدة خرجت الفتاة فرأت الشاب والزوجان ذهبت اليه مبتمة وقالت مصافحة:
.الفتاة:مرحبا..الست حفيد الجدة الطيبة؟
.الشاب:نعم..
.الفتاة:(تبتسم)لم أكن أعلم أنك متزوج..اترغب في تبني احدهم؟
.سارة:(تبتسم بتوتر)لا يا انسة..أنا اسمي سارة وهذا زوجي سايمون..وهذا اخي ديفان..
.الفتاة:اعتذر على هذا الالتباس..
.سارة:لا بأس..اود تبني طفل...هل يمكن؟
.الفتاة:طبعا لم لا؟
.سارة:لكنهم أخبرونا قبلا اننا سنواجه مشاكل خصوصا وانه عامنا الأول بعد الزواج
.الفتاة:حسنا لنتحدث في الداخل..
.جلست الفتاة في المكتب والشباب الثلاثة مقابلها ثم وقفت ونظرت من النافذة الى الأطفال يلعبون وقالت:
.الفتاة:هؤلاء الأطفال اما رموا في الشارع اوتركهم أهاليهم لانهم لم يتمكنوا من دفع مصارفهم او اكلهم لهذا علينا ان نضمن الأفضل لهم..تعلمت من خلال حياتي ان اميز الناس حتى قبل معرفتهم.. وصدقيني انك ستكونين أما رائعة لكن علينا ان نجد الطفل الذي سيلائمك؟
.سايمون:(باستغراب)ماذا تقصدين؟
.الفتاة:لكل زوجين ابن سيلائمهما رغم شقاوته وعليكما بغريزتكما ايجاده..
.الشاب:(بغضب وهدوء)هذا هراء...
.الفتاة:هيا بنا سارة..ابحثي عن طفلك...
.بينما الشباب يدورون في الميتم جاءت سيدة ترتدي ملابس المطبخ للفتاة وقالت:
.السيدة:أميرة...
.الفتاة:ماذا هناك؟
.السيدة:ان كورا مريضة جدا...
.الفتاة:حسنا واين الطبيب؟
.السيدة:لقد طلبته لكن كارل مستاء..انه لايكف عن البكاء..
.الفتاة:حسنا..
.دخلت الفتاة الى غرفة بها مهدان وحملت الطفل البالغ من العمر شهرين ونصف ثم بدأت تسير به وتحاول تهدئته ثم دخل الطبيب وحقن الطفلة بحقنة جعلتها تهدأ..فأعطت الفتاة الطفل لسارة وأمسكت كورا لحقنها..
.سارة:(بهدوء وفرح)سايمون..أنظر..
.سايمون:نعم..إنه جميل جدا..
.الطبيب:حسنا سمو الأميرة..لقد حقنتها لكنها لن تصمد طويلا...عليك نقلها لمشفى خاص..
.الفتاة:ح..حسنا دكتور..أشكرك..سيدة ماي... رافقيه للخارج..
.أطرقت الفتاة تنظر الى كورا وملأ عينيها دموع لاحظها الشاب بينما مسحتها سريعا وإلتفتت لهم لترى تعلق سارة بكارل..
.الفتاة:ارى أنكما وقعتما في حب كارل؟
.سارة:نعم..ونود تبنيه..
.الفتاة:(بدهشة وحزن)ما..ماذا؟
.الشاب:أهناك مشكلة؟الم تقولي ان عليها ايجاد طفلها؟
.الفتاة:نعم..لكن..
.سايمون:ماذا هناك؟
.الفتاة:في الحقيقة..كورا هي شقيقة كارل التوأم.. وهي لاتنام بدونه..كما أنهما كما لاحظتما يشعران ببعضهما.. لذلك..أظن من الأفضل ان تغيري رأيك..أنا اسفة..
.سايمون:(ينظر الى زوجته)حسنا..لكن اين المشكلة؟ سنتبناهما معا..
.الفتاة:(بحزن تنظر لكورا)كما أظن أنها ليست فكرة جيدة ايضا فزوجتك ستتعلق بها..
.الشاب:واين المشكلة بذلك؟
.الفتاة:(بحزن تدمع عيناها)لأن كورا مصابة بثقب في قلبها..ولا أظنها ستنجو..(تحاول المغادرة)اسفة جدا..
.غادرت الفتاة سريعا وعادت السيدة ماي وقالت بتأثر كبير..
.السيدة:أمر غريب اليس كذلك؟فهي ترفض الزواج والإنجاب لأجلهم..لكنهم يموتون أمامها..ولا تستطيع فعل شيء لهم...
.نظرت سارةالى زوجها بحزن ثم نظرا الى الطفلة كورا فإرتسمت بسمة كبيرة علىوجهيهما تلته لمسة حزن وبعد مدة جاءا الى غرفة المكتب وقالا:
.سايمون:حسنا..صحيح أن الله حرمنا من الأطفال لكنه منحنا في المقابل طفلين..نحن والحمد لله لدينا مايكفي من المال لنسافر بها الى مستشفى خاص خارج البلد.. وسنعود بأخبار سارة..أعدك..
.سارة:لاتقلقي..أميرة..سنرعاهما جيدا..
.الفتاة:(بفرح)حقا؟
.سارة:نعم..ارجوك..وافقي على طلبنا؟
.الفتاة:(تبتسم بهدوء)أنا لا أريد إلا الأفضل لهم..حسنا إذن هل لديك الوثائق اللازمة؟
.سايمون:(يعطيها ملفا)هاهي...
.بعد مدة أعطتهما وثائق التبني وإبتسمت مودعة ثم إنتقلت الى الاباء الاخرين..في اخر اليوم كان هناك عائلات سعيدة..منهم سارة وسايمون الذان طارا فرحا وهم يزفون الخبر:
.سارة:انظري يا خالتي..هاهما..
.الأم:(أم الشاب تبتسم)إنهما جميلان جدا..
.الأب:مبارك لكما يا سارة وسايمون..
.سايمون:لقد إتصلت بأخصائي في المدينة..من أجل علاج كورا..
.الأب:خيرا مافعلت بني..إنهما الان مسؤوليتكما ويجب أن ترعياهما..
.سارة:(تعانق كورا)طبعا..فهما طفلاي..
.العمة:(بحدة وغضب)إنهما يتيمان..لم يكن عليك إحضارهما..
.الأب:(بغضب)ساروما..ليس من شأنك..
.العمة:لكن يا أخي...
.الأب:انه قرارهما..ولسنا معنيين بإقتراح شيء لهما..
.صمتت العمة في غضب وصعد الشاب الى غرفته حيث تبعته جدته لتجده يتمرن وقالت:
.الجدة:هل قابلتها؟
.الشاب:(باستغراب)من تقصدين؟
.الجدة:اقصد تلك الأميرة؟
.الشاب:(بملل يتمرن)نعم..
.الجدة:الم تغير رأيك بعد؟
.الشاب:بشأن ماذا؟
.الجدة:(تبتسم)أزوجكما؟
.الشاب:(يضحك بسخرية)طريفة هذه...
.الجدة:لماذا ترفضها لا أعلم؟
.الشاب:أولا انا لا أعرفها..ثانيا تقابلنا البارحة ثالثا إنها يتيمة..رابعا متسولة..خامسا تجهل حتى إسمها..
.الجدة:كل هذه أسباب سخيفة..ماهو السبب الحقيقي؟
.الشاب:(يتمرن بغضب)ليس..هناك..
.الجدة:حفيدي..الغالي ديف..أنا أعرفك أكثر من نفسك.. ماهو السبب الحقيقي؟..أهي فتاة أخرى؟
.الشاب:(يتوقف ويطرق)نع...م...
.الجدة:ولماذا تخفي الأمر؟هذا رائع..
.الشاب:لأن أبي يرفضها قطعا...
.الجدة:حقا؟؟
.الشاب:نعم...
.الجدة:والسبب..؟
.الشاب:لا أدري لكنه يتعلق بكنيتها..فحين عرفها رفضها حتى قبل أن يراها...
.الجدة:وما كنيتها؟
.الشاب:ماوري..
.إندهشت الجدة وأمسكت يديها ثم هدأت والشاب يتمرن لاحظ صمت جدته المفاجيء فقال باستغراب:
.الشاب:أنت بخير جدتي؟
.الجدة:نعم..لكنني متعبة قليلا..
.الشاب:(بقلق يمسكها)طلبت اليك أن ترتاحي..لكنك لا تستمعين...هيا ساخذك لغرفتك...
.جلست الجدة على سريرها لترتاح حين جاء الشاب بالدواء نظرت اليه بحزن وقالت بابتسامة هادئة:
.الجدة:هل تحبها؟
.الشاب:ما..ماذا؟..من تقصدين؟
.الجدة:ماوري..
.الشاب:اه أجل..أعرفها منذ 3سنوات...
.ملأ الحزن عيني الجدة وإبتسمت مخفية بعد مدة جاء والد الشاب قلقا بعد أن علم بتعب أمه فقالت وهما لوحدهما:
.الجدة:أخبرني ديف بالفتاة التي يحب..
.الأب:(بهدوء وغضب)أرجوك يا أمي لاتحاولي إقناعي..
.الجدة:لا أحاول..فحتى أنا لن أقبل بفتاة من عائلة ماوري حتى لو ظل حفيدي عازبا..
.الأب:(يمسك يدها بحزن)مازال ديفان صغيرا على فهم تلك الأمور..علي إبعاده عنها بأية طريقة...
.الجدة:ربما لدي طريقة..
.الأب:حقا؟ماهي؟
.الجدة:أن نزوجه..وتكون كنتنا اقل درجة وفقرا لكي يكون درسا لعائلة ماوري..
.الأب:(يفكر بعمق)نعم..أوافقك لايوجد درس أقسى من ذلك..
.الجدة:هناك فتاة جميلة جدا بالرغم من أنها يتيمة وفقيرة إلا أنني رأيت فيها خصالا جميلة وهادئة كما أنها ذات طبع هاديء ومرح..
.الأب:من تكون؟
.الجدة:إنها مديرة الميتم..الذي تحدث عنها سايمون وسارة
.الأب:أتظنين أن ديفان سيقبل؟
.الجدة:أنت والده وهو لايرفض لك أمرا أبدا..
.الأب:وماذا عنها؟هل تظنينها ستقبل؟
.الجدة:قم بعد مدة بدعوتها..وأنا سأقنعها...
.الأب:حسنا..
.بعد 3أيام طلب الأب الفتاة،فحضرت صعدت السلالم ثم دخلت الى غرفة الجدة لتجدها متكئة على جدار السرير إبتسمت بهدوء وحيتها ثم جلست بجانبها..
.الفتاة:الحقيقة..حين طلبتموني ظننت أن أمرا حصل مع التوأم..
.الجدة:لاتقلقي عزيزتي..فقد تحدثت مع سارة وأخبرتني أن الطبيب سيجري لكورا عملية وستكون بخير...
.الفتاة:(بفرح)هذا خبر رائع..أشكرك..
.الجدة:لاداعي لشكري..أود سؤالك..أمرا..
.الفتاة:تفضلي يا جدة..
.الجدة:أنت فتاة جميلة وهادئة ألم تفكري يوما في الزواج؟
.الفتاة:(بدهشة)ماذا..(تبتسم بمرح)لا لم أفكر ولن افكر...
.الجدة:لم لا أتودين البقاء لوحدك الى الأبد؟
.الفتاة:لا لكنني إن تزوجت فلن يبقى أحد ليرعى الأطفال فالسيدة ماي تهتم بعائلتها ولا تأتي الا للطبخ..
.الجدة:وماذا إن عينا مختصين لرعايته كما سنبني مشفا مدرسة للأطفال..
.الفتاة:(باستغراب)ما..ماذا؟هل أنت جدية؟
.الجدة:نعم لقد تحدثت مع إبني وسيقوم ببناء مدرسة ومشفى للأطفال كما سنقوم بتوسيعه من أجل توفير أماكن للعب..
.الفتاة:هذا سيكون رائعا..لكن..
.الجدة:نحتاج فقط الى موافقتك...
.الفتاة:(تطرق بحزن)لكن..
.الجدة:فكري بالأمر يا أميرة..وصدقيني هذا هو الأفضل لك وللأطفال..
.وقفت الفتاة لتغادر فإصطدمت بالشاب الذي كان مع والده وقد أمره بالزواج منها فأوقع أوراقه على الأرض إنحنت الفتاة لحملها معه فقرأت مشاريع توسيع وبناء المدرسة أكملت لمها بسرعة ثم نزلت بسرعة فهم الشاب كل شيء من تصرفات الجدة والأب ولم يبدو عليه الإرتياح للفكرة بينما جلست الفتاة في الميتم تلعب مع الأطفال وهي شاردة فقالت ساندي وهي أكبر اليتامى تبلغ ال15سنة
.ساندي:ماذا هناك أميرة؟
.الفتاة:(تبتسم بشرود)لا..لاشيء؟
.نوما:(11سنة)أنت شاردة من الصباح سموك؟
.الفتاة:الحقيقة..لقد تم تقديم عرض زواج لي...
.فرح الأطفال وبدأوا يرقصون حين قال نيك..باستغراب وهو أكبر من سنه(12سنة)
.نيك:ماذا هناك سموك؟هل العرض سيء؟
.الفتاة:لا..لكنني قلقة عليكم..
.ساندي:لاتقلقي سوف نهتم بأنفسنا تستحقين الأفضل...
.الفتاة:سيتم بناء مدرسة لكم ومشفى وكذلك سيتم توسيع الباحة لتتمكنوا من اللعب براحة..
.جايدن:(13سنة)أيعقل أن يتم تقديم كل ذلك؟
.الفتاة:نعم..لكن الشرط الوحيد هو أن أتزوج..
.ساندي:ومن هو العريس؟هل نعرفه؟
.الفتاة:نعم لقد قابلتموه مرتين..مرة في الخارج كان مع جدته.. الذي قام بدعوتنا لحفلة الحصاد..ومرة أتى مع متبنية كورا وكارل..
.ساندي:(بفرح)حقا؟انه وسيم جدا..لماذاترفضينه؟
.الفتاة:(بغضب تضربها)أنت لازلت صغيرة على هذا الحديث.. هيا جميعا الى النوم هيا...
.ساندي:لكن...
.الفتاة:هيا..انهضوا امامكم مدرسة غدا وهي ليست قريبة...
.كان الأطفال يقطعون 10أميال للذهاب الى المدرسة وكانت الفتاة تفكر بذلك كثيرا وأخيرا وجدت نفسها أمام قبول العرض فذهبت بعد يومين الى الجدة وأخبرتها بقرارها فابتسمت فرحة وحصل الأمر ففي غضون أسبوع تزوج الشاب والفتاة لم يكن الشاب يحبها ولاهي لكنهما كانا يبقيان مشاكلهما داخل جدران تلك الغرفة،بعد عدة أيام من الجدال والشجار حاولت الفتاة أن تؤدي واجباتها ففي خروج العائلة للتخييم خارجا مثلما هي العادة أمضت اليوم في التنظيف والطبخ ولكنه حين عاد وجلس للعشاء
.الشاب:(ينادي)سامو..سامو..أين الماء؟
.الفتاة:(تحضره مبتسمة)هاهو..
.الشاب:(بغضب)أين سامو؟
.الفتاة:لقد تم منح الخدم إجازة..
.الشاب:إذن من طبخ العشاء...؟
.الفتاة:أنا فعلت...
.الشاب:(بغضب يقف)ماهذا؟
.الفتاة:(باستغراب)ما..ماذاتقصد؟
.الشاب:التنظيف والطبخ وهذا التأنق..مالذي تحاولين فعله؟ (يبتسم بسخرية)لاتقولي لي أنك صدقت فكرة الزواج هذه؟
.الفتاة:(بغضب)ماذا؟
.الشاب:لابد أنك تتوقعين مني منحك واجبات الزوج بعد كل هذا؟
.الفتاة:(بغضب)توقف..ديفان...عليك أن تفهم أنك لست الوحيد الذي تضرر من زواجنا فإصمت وكف عن دور المجروح.. إن كنت تتوقع أنك كنت خياري الوحيد فأقترح أن تعيد حساباتك فأنت أسوء خيار حوسبت به...
.الشاب:(بغضب)كيف تجرئين؟
.الفتاة:لست الوحيد الذي يملك لسانا..لكن أقترح أن تفكر مليا لماذا تقبل عائلتك بتزويجك من لقيطة متسولة وليس ممن تحب؟
.الشاب:(بدهشة)ما..ماذا تقصدين؟
.الفتاة:أقترح أن تبحث عن السبب قبل أن تحاسبني..أنا لم أملك خيارا وتزوجتك مرغمة لكنك لم تجبر على شيء فماهو السبب؟ (تبتسم بسخرية)أيعقل أن تكون قد أغرمت بي؟
.نظر الشاب الى وجه الفتاة ليرى تحدي وهدوء برغم كل شيء كان هدوءها وتقبلها لكل انتقاداته يقوده للجنون وبعد شهرين بدأ الشاب يقع بحب تلك الجميلة أما هي فقد كانت متحفظة على مشاعرها..رأت الجدة وسارة وشقيقة الشاب المرحة كونالا بداية الحب في عيني ديفان فقررن أن يساعدنه..كانت الفتاة في المطبخ تحضر العشاء حين جئنها بهدوء..وأحطن بها..
.سارة:هل أساعدك؟
.الفتاة:(تبتسم)لاشكرا سأنتهي بسرعة...
.كونالا:(تشتم الطعام بشوق)أممممممم هل هذا طبق الربيع؟ أخي يحب هذه الأكلة كثيرا..(بمكر تبتسم)أيعقل أن تهتمي به وتهملينا..
.الفتاة:(تبتسم بهدوء)لا ابدا لكنه مرهق قليلا من العمل وأنا أرى شروده كثيرا لهذا حضرتها اليوم وكذلك كل أكلاته المفضلة
.الجدة:(تدخل مبتسمة)هذا يسمى إهتماما بالزوج...تعلما فربما تستفيدان قليلا...
.كونالا:طبعا فرغم أن زواجهما مدبر لكن الحب بدأ...
.سارة:نعم أخي يحبها وهي كذلك..هذا هو الحب بعد الزواج..
.سمعت الفتاة كلامهن عن الحب بعد الزواج فشردت وأحست بالغضب ثم جرحت نفسها دون إحساس..قلقت الثلاثة وحاولن أن يعالجنها لكنها أبت ثم دخل الشاب وحالما راها أسرع بعدة الإسعافات ليعالجها فرفضته قطعا..لكنها رأت الجدة فقالت بهدوء وغضب تنظر الى عينيه الخائفتين عليها...
.الفتاة:(تمسك يدها)أنا بخير إنه جرح بسيط..
.الشاب:لكن يدك...؟تنزف بشدة...
.الفتاة:لاتقلق..أخبرتك..أنا بخير..سأصعد الى غرفتي وانظفه..
.صعدت الفتاة بسرعة الى حمام غرفتهما فتبعها الشاب بشال وعلبة الاسعافات حين بدأت تعالج نفسها فقال:
.الشاب:هل أتوهم أم أنك تتجاهلينني عمدا؟
.الفتاة:لا أفعل..أنت تتوهم..
.الشاب:إذن لماذا لاتنظرين الي؟
.الفتاة:(تحاول ربط يدها)لأنني مشغولة..فقط..
.الشاب:لماذا لاتدعينني اربطها لك إذن؟
.الفتاة:(بغضب تبعدها وهدوء)أستطيع فعل ذلك وحدي...
.الشاب:(بغضب يقف)ماذا يحصل لك..لماذا تحاولين تجاهلي؟
.................يتبع.........................
تعليق