جميلة حياتنا التي لم نعشها

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أنة حرف
    V - I - P
    • Jan 2013
    • 3319
    • أشتاقت إليك عجافا أنت يوسفها
      فهلا رميت على العميان قمصانا
      :
      أخي الحبيب
      رحمك الله يا أغلى من سكن القبور

    جميلة حياتنا التي لم نعشها

    جميلةحياتنا التي لم نعشها



    جلست خلف كرسيها وهي متشوقة للحديث مع صديقها الجديد الذي وجدت معه سلواها بالرغم من بعد المسافات.

    ككل يوم، وفي مثل هذا الوقت تجلس دليلة أمام حاسوبها وهي تشعر بسعادة تنتابها وشعور لم تفهمه. تجلس للحديث عبر الإنترنت مع صديق لها يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد تعرفت عليه مؤخرا منذ بضعة أشهر وراقها كلامه وثقافته، لم يكن تافها في حواراته معها بل كان حديثه يدل ع شخصية مثقفة وواعية يحب العيش في جو الحوارات الهادفة والتي لا تخلو من بعض المرح لإبعاد الملل. انتظرت عدة دقائق وابتسمت عندما رأته.
    باسم: مرحبا سكون
    سكون الليل كان اسم دليلة تحب هذا الاسم واختارته ليكون اسمها في بريدها الالكتروني وباسم اختار أن يكون اسمه الأمير.
    دليلة: مساء الخير الأمير كيف حالك؟
    باسم: بخير وأنتي؟
    دليلة: بأحسن ما يكون
    باسم: الحمد لله. وكيف زوجك وأطفالك
    دليلة تبتسم: جميعهم بخير يرسلون لك السلام
    باسم: متى سترسلين لي صورهم
    دليلة: قريبا إن شاء الله
    استمر الحديث بين باسم ودليلة ما يقرب الساعة قطعتها دليلة عندما أدركت الوقت وقالت: لقد تأخرت لابد أن أجهز الطعام
    باسم: قبلاتي للجميع وخصوصا لابنتك الوسطى أشعر بأنها مقربة لي كثير
    دليلة بحسرة: وهي أيضا تحبك كثيرا ودائمة السؤال عنك أراك بخير مع السلامة
    باسم: مع السلامة
    أغلقت حاسوبها وهي تبكي بقهر شديد ثم سمعت طرقا على الباب مسحت دموعها وقامت لترى من الطارق
    فتحت الباب لتجد أمامها زهراتها الثلاث مع أخيهن استقبلتهم بالأحضان ودخلوا معها البيت وكانت كل واحدة منهن تخبرها ما فعلت في المدرسة
    نظرت إليهن كم هن بريئات وجميلات كانت تبتسم وتضحك من حركاتهن تناولوا طعامهم وبعد ذلك نظفت معهم المكان وذهبوا للنوم أما هي جلست بحزن وفتحت دفترها لتكتب عليه كالعادة وفي المساء جلسوا على الأرض يلعبون وينثرون الألعاب بكل مكان تملأ الكون ضحكاتهم.
    استمر الحال هكذا وهي تحاول إن ترسم ألف ابتسامة على ملامحها الحزينة وكانت تخبر صديقها الرقمي بكل تفاصيل أيامها وكيف تمضي وكان هو بالمثل تحولت من جهته تلك الصداقة بينهما إلى حب أصبح يفكر بها كثير ويتمنى وجودها معه في كل لحظة وإذا لم يستطع التحدث إليها ينزعج كثير قال في نفسه بحقد: اه ترى ماذا تفعل الان لابد أنها تجلس مع أولادها وزوجها سعيدة وأنا هنا تقتلني الوحدة والحقد والكره يمزق قلبي كم أتمنى أن أقتل زوجها لتكون لي وحدي يجب أن أخبرها بمشاعري اتجاهها
    سأصارحها بكل شيء لا أستطيع أن أبقى هكذا الألم يخنقني لابد من طريقة للوصول إليها فتح حاسوبه وأرسل لها رسالة يسأل فيها عن حالها وحال أولادها دون الزوج الذي قرر أنه سيحل محله مهما كان الثمن ولأول مرة منذ تعارفهم أرسل لها صورته مقررا في ذاته أن يطلب منها إرسال صورتها
    كانت دليلة قد انشغلت عنه طيلة هذه الفترة ولكن أخيرا استطاعت الجلوس أمام حاسوبها والتحدث إليه سألها أن أعجبتها صورته فأجابت: بالطبع ولقد قمت بطبعها وأخبرته أيضا بأنها تلاعبت بالصورة ووضعته مع أولادها لأنهم عائلتها الوحيدة وأرسلت له الصورة وتفاجئ عندما وجد نفسه بين الأطفال ففرح جدا وقال في نفسه هذا مؤشر جيد
    أراد أن يخبرها بمشاعرها لكنه تراجع وقال: لا يمكن أن أخون ثقتها بي منذ أن عرفتها وأنا أعلم بأن لديها زوج وعائلة فهي كانت صادقة معي منذ البداية وأنا سأكون صادقا حتى النهاية لكنه لم يستطع منع حبه لها
    سألها عن بيتها وفي أي مدينة تسكن قائلا لها بأنها ستكون أول محطة سيزورها عند عودته أخبرته عن مكانها ومكان عملها حيث كانت هي موظفة بأحد الدوائر الحكومية.
    أخبرته ذات يوم بأنها قد كذبت عليه ولكنها لم تقصد سوء في ذلك وأنها كتبت له كل شيء في دفتر سترسله له إذا لم يأتي هو تقبل الأمر لأنه يحبها وأخبرها بأنه أيضا قد كذب عليها وهكذا أصبحا متعادلان
    ازداد حبه لها ولم يعد يستطيع احتمال بعدها عنه خصوصا بعد أن طلب منها بتردد إرسال صورتها في البدء ندم على طلبه خوفا من ردة فعلها إلا أنها لم تمانع أرسلت صور لها وحدها وأخرى هي وأولادها فرح كثير بالأمر واستغرب لماذا لا يوجد أثر لزوجها في حياتها حديثها كان عنها وعن أولادها فقط حتى هذه الصور لم أر بينها أبدا صورة لزوجها
    وضحك قائلا: ربما يكون ميتا نعم هذا هو الأمر الحمدلله لا وجود لزوج في حياتها فهي ستكون لي
    وبعد عدة أشهر قرر العودة وأرسل إليها ليخبرها بأنه سيعود قريبا وكما وعدها ستكون هي أول محطة سيزورها
    تنهدت بحزن وبفرح أنا أيضا متلهفة لرؤيته وقطفت وردة جديدة وكتبت في ذلك الدفتر وألصقت الوردة به وهي تبكي
    وما هي إلا أيام قليلة عاد إلى البلاد واتجه من فوره إلى مكان إقامتها متذكرا الحي الذي تسكنه اتجه إلى العنوان رن جرس الباب
    مرة... اثنين... عشرة ولم يكن من يجيب أو من يفتح الباب شعر بخيبة أمل إلى أين ذهبت؟ لماذا لم أفكر بأخذ رقم هاتفها كنت استطعت الوصول إليها وعرفت مكانها رفع حقيبته التي كان بداخلها بعض الهدايا للصغار ولزوجة المستقبل كما كان يسميها وفي اللحظة التي أراد المغادرة فيها أطلت أحدى الجارات من نافذتها وخاطبته قائلة: لو سمحت لابد بأنك أحد أقارب دليلة
    فرح كثيرا وأجاب:نعم عدت الان ولكن لم يفتح لي أحدهم الباب أخبرته الجارة بأن دليلة في المستشفى لتعرضها لحادث وإصابتها خطيرة وهي هناك منذ بعضة أيام علت الصدمة والذهول وجهه وفتح فمه باستغراب ولم يدري ما يقول ثم تذكر وقال بصوت متقطع: مستشفى و...و والأولاد ما الذي حل بهم أين هم الان؟؟
    استغربت الجارة قائلة: عن أولاد تتحدث فدليلة لم تكن متزوجة أبدا ليكون لديها أولادا علك تقصد أبناء أخيها فإذا أردت زيارتها فهذا عنوان المستشفى وأعطته العنوان وكانت الصدمة الثانية أقوى وأشد من صدمته الأولى
    وبعد أن أفاق من صدمته قصد المكان وسأل عنها ليجدها مجرد خيال ينام على السرير اقترب منها والدموع متجمعة بعينيه لم يجد معها أحد وازدات حيرته ظل جالسا بجانبها حتى استفاقت وبعد جهد جهيد استطاعت التعرف على ملامحه أخبرها بأنه قد عاد لأجلها عاد لأنه يحبها قائلا: أتذكرين عندما أخبرتك بأنني قد كذبت عليك تلك كانت كذبتي أنا لم اعتبرك صديقة لي أنا كنت أحبك وأردت أن أتزوجك أردت قتل زوجك وإزاحته عن طريقي ولهذا السبب عدت ولكن؟؟؟
    قاطعته وهي تبكي: عرفت بأني لم أكون متزوجة أبد لم يكن لي عائلة وأولاد كما أوهمتك... سكتت قليلا وعادت لتكمل: نعم أنا لم أتزوج أبدا وأولئك الأطفال كانوا أطفال أخي وهم دائما معي كي لا تقتلني الوحدة وكانت هذه كذبتي أنا كنت فقط أحلم بأن تكون لي عائلة زوج يحبني وأطفال ينادونني أمي وبيت صغير يحوينا جميعا أنا أخبرتك بأنني في نهاية الثلاثين من عمري لم أكن أريد أن تسألني لما أنت بهذا العمر ولم تتزوجي أردت أن أحلم معك أخبرك عن الحياة التي لم أعشها إلا في خيالي وعن العائلة التي لم تكن لي ذات يوم لقد كتبت لك كل شيء بدفتر منذ تعارفنا وحتى تلك اللحظة التي أخبرتني فيها بعودتك ألا يحق لي أن يكون لي بيت وعائلة ألست ككل البشر استحق العيش أردت فقط أن يتحقق حلم واحد وأغمضت عينيها المليئة بالدموع متنهدة:جميلة هي الحياة التي لم نتمكن أن نعيشها
    اذهب إلى بيتي وستجد المفتاح تحت انية الزهور قرب الباب ستجد دفتر هو لك هذه هي هديتي لك وأرجو منك ان تسامحني
    كانت تتكلم ودموعها تنزل لتبلل تلك الخدود التي ملت البقاء والحياة تركها وفي قلبه المئات من الحسرات فقال: لما لم تخبرني إلا ترين معي لو أنك أخبرتني بالحقيقة منذ البداية لكنت الان قد حققت الحياة التي حملت بها أنا أردتك تمنيت أن تكملي معي حياتي أحببتك وكنت أعلم بحبك لي حتى لو لم تصارحيني بذلك يا له من قدر قاس ذلك الذي جعلني ألتقي بك في نهاية المطاف.
    أغمضت عينيها وهي تبكي وتتألم وقالت: الان تحقق حلمي برؤيتك أمسكت يده بين يديها وهي مبتسمة وظلت تمسك يديه بقوة حتى ارتخت يداها فجأة وغادرت الحياة وكان ألمه هو مضاعفا عاد إلى منزلها نظر إلى انية الزهور أخذ المفتاح وفتح الباب ودخل المنزل الذي تمنى أن يكون شريكا فيه ظل وافقا مكانه يتأمله يتخيل أصواتها مع الأطفال الصغار وصراخهم جلس على الطاولة حيث اعتادوا يأكلون طعامهم تخيل وجودهم الان بجانبه وهم يأكلون بمرح نظر إلى صورهم المعلقة بكل جدران المنزل حقا كانوا عائلة ينقصهم وجودي وها هي ذي ألعابهم منتشرة بكل مكان أغمض عينيه يسمع أصواتهم لابد أنها كانت تركض خلف أحدهم محاولة أن تمسك به كانت أطيافهم تمر من أمامه أينما نظر ودموعه تسيل على خديه كطفل ضاع من والديه.
    نهض من مكانه ودخل إلى غرفتها وكان ألم لا يطاق يعتصر قلبه نظر إلى طاولتها التي امتلأت بالعطور ومواد الزينة وفرشاة شعرها فتح خزانتها المليئة بالثياب أخذ أحد ثيابها ليشتم رائحتها وبدأت الدموع تنساب من عينيه وأخيرا وجد الدفتر المقصود تأمله فترة أمسكه بين يديه فتح صفحاته يقلبها وجد كل شيء مكتوب بداخله منذ لحظة تعارفهم وكل شيء مدون بالتواريخ وعند أخر صفحة وجد وردة حمراء ملصقة بإحدى صفحات الدفتر وكانت هي الصفحة الأخيرة فلم تستطع كتابة المزيد لتعرضها للحادث عاد وهو يبكي للصفحة الأولى فوجد مكتوب عليه حبيبي
    أغلق الدفتر بحسرة وألم ودموعه تسيل وتسيل نظر للمراة فلاح له خيالها يبتسم له قائلا: أحبك أمسك بالدفتر بقوة وكأنه أراد أن يلتصق به وقال: سأعيش أنا وفاء لحياتك التي حلمت بها
    ولن يكون هناك وجود لحياة بدونك.



    أهكذا أبدا تمضي أمانينا

    نطوي الحياة وليل الموت يطوينا

    وتمر بنا سفن الأعمار ماخرة

    بحر الحياة ولا تلقى مراسينا


    النهاية
    بقلمي/ أنة حرف

  • بشرى لكم مني
    مراقبة منتدى الاسرة
    • Mar 2016
    • 2144

    #2
    رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

    ما شاء الله عليكي يا مبدعة،
    قصة رائعة بالفعل،
    عجزت عن وصف جمالها بكلمات،
    راقت لي جدا
    شكرا لكي ولقلمك

    تعليق

    • شوـوـوق ..}
      V - I - P
      • Jan 2015
      • 1782

      #3
      رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها


      تسسلم الايادي غاليتي انووفه ع الرواية
      الحلوه ف قلمك مبدع راق لي الاسلوب
      في استنتاج العبره واستحالة الاماني احيان
      ل روحك خالص الود واطيب الامنيات
      ننتظر جديدك بشوق لاعدمناك بحفظ الرحمن .."

      تعليق

      • مَنفـى
        عضو فضي
        • Sep 2014
        • 607

        • الحمد لله

        #4
        رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

        الله عليكي انووششه
        مبدعهه وكلمه مبدعه قليله بحقك
        ما شاء الله عليكي،
        الله يسعدك ويحفظك حبيبتي،
        ويرزقك السعاده ،
        يعطيكي الف عافيه،

        تعليق

        • شمس الشتا
          V - I - P
          • Jan 2015
          • 4385


          • أوتذكر ..!

            حكايتي .. يوما كتبناها معا
            يوما رسمنا للأماني دربها
            حتى نعود بها مع
            الليالي ثم
            نلقاها
            معا ..!


          #5
          رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

          الأناقة والأبداع ليس بغريب عليك
          يافاتنة الحرف ..
          مبدعة أينما تكونين ...
          حماك الله عزيزتي
          بس برضوا النهاية أزعجتني عذبتي الرجال
          وموتي الصبية
          التعديل الأخير تم بواسطة شمس الشتا; 10-05-2016, 09:28 PM.

          تعليق

          • marya
            عضو متألق
            • Mar 2016
            • 421

            #6
            رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

            هالله هالله ماشالله ابداع و تميز
            يسسسسلمو الايادي اختي
            تحياتي

            تعليق

            • * الوسمي *
              V - I - P
              • Dec 2007
              • 3687

              #7
              راإأاأإئعه بكل ماتعنيه هذه الكلمه من معنى
              متمكنه من الفكره وممتعه هي طريقه سرد الحكايه مشوق بدرجه كبيره

              الحبكه خطيره البعد العاطفي في القصه رهيب تسلل الاحداث
              اكثر من رائع !

              باختصار ابدعتي في كل شي

              عندي ثلاث ملاحظات بس

              لو كتبتي بخط اكبر وبعدتي بين الاسطر كان اريح للقراءه
              لو ختمتي القصه بلون اكثر فرح وتفائل
              لو تغيرت بعض الاسماء >> هذه مالها دخل

              امزح ع العموم

              قصه بجد رهيبه ابدعتي صراحه انوش تملكين قلم راقي مميز
              تجعلين قلمك يطيعك بكل سهوله

              اهنيك على هذا الشي

              وبس واسف ع الاطاله

              سلام


              تعليق

              • *ماسة الشام*
                عضو ذهبي
                • Feb 2015
                • 834
                • الشام شآمنا ولو الزمان.. ضآمنا

                #8
                رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

                ماشاءالله عليكي
                وين مخبية هالمواهب
                عنجججد كتير حلوة
                والنهاية احلا شي ههه
                مستوفية كافة العناصر
                ترابط النص وتتطابق الشخصيات
                وحبكة القصة
                يعطيك الف عافية

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  #9
                  رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

                  جميل قلمك حين يخط لنا مثل هذه القصص الجميله
                  ماشاءالله مبدعه غلاتي
                  ربي يوفقك ويسعدك
                  تستحق التثبيت
                  تقديري لك ..

                  تعليق

                  • سناء ساز
                    عضو ذهبي
                    • Nov 2015
                    • 327

                    • اذكروني بخير في غيابي
                      لا اله الا الله محمد رسول الله


                    #10
                    رد: جميلة حياتنا التي لم نعشها

                    والله يا عزيزتي أنة /بسمة حرف

                    لك الشكر

                    ولي عودة ان شاء الله

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...