رد: حب بعد فوات الأوان
.هنا نعود للبداية بعد معرفة الشاب للحقيقة جلس أرضا مرغما وحظرت العائلة فوجدت الشاب جالسا على الأرض ينتظر وهو ممسك بهاتف الفتاة بشدة ما إن رأى زوجة ابيها حتى امسكها من كتيفا بشدة وقال يبكس وبغضب:
.الشاب:لماذا يا خالتي..لماذا جاريتها في الأمر..
.الزوجة:(بحزن وهدوء)ماذا..ماذا تقصد؟
.الشاب:(بغضب)تعلمين جيدا ما أعنيه..لقد أخفيت حقيقتها..وحجزت جمالها عن العالم..لماذا فعلت ذلك؟ماذا أردت أن تبقى ابنتك فقط الأجمل..لا أصدق لقد وثقت بك..
.الزوجة:(بحزن)أنا اسفة يا بني..لكن الأمر بدأ قبلك..وتعقد بقدومك..ليس الأمر كما تضن..لقد ولدت عمياء وجميلة ماذا كنت تتوقع أن أفعل..كان كل شيء يحوم في رأسي...
.الشاب:(بغضب يبكي)فيما ينفع الأسف..مايرا في العمليات منذ 8ساعات ولا أحد يطفيء ناري..
.سقط الشاب يبكي على الأرض وكانت عائلته هناك..شاهد والده ابنه لاول مرة ضعيفا وكسورا كان مشهدا يبكي الحجر..فالشاب الذي اعتاد المزاح والدعابات ولم تفارق الضحكة يوما شفتيه..هاهو الان يبكي بضعف وحسرة أمامهم..حضرت إيما وحاولت الإقتراب من الشاب لكن أمها أوقفتها قائلة بهدوء في الرواق وغضب:
.الزوجة:إمسحي عنك هذا القلق المصطنع..
.إيما:(بقلق وحزن)أنا لست قلقة على تلك القطة السوداء..ولن أقلق أبدا.. .الحادث الذي تعرضت له كان ضخما..إضافة ضعف قلبها لن يعطيها فرصة للنجاة..
.الأم:لا أصدق كم من الغل في قلب إبنتي ضد اختها..
.إيما:(بغضب)انت السبب يا أمي..تركتني طفلة أتعذب وإهتممت بتلك القطة السوداء..تجاهلتني وأدرت ظهرك لي..
الزوجة:(تصفعها ثم بغضب تبكي)أنت بلهاء..أتعلمين ما فعلته تلك القطة السوداء من أجلك؟تلك القطة السوداء في عمر الرابعة تبادلت القلوب معك.. هذه القطة السوداء منحتك الحياة..تلك القطة السوداء ضحت بنفسها لتبقى العائلة متماسكة تلك القطة السوداء غطت جمالها وضحت بحبها لكي لا تغضبي لكي تبقي مدللة العائلة أتعلمين أننا أفلسنا ولو لم تمثل القطة السوداء في فيلم لكنا في الشارع..
نزلت كلمات الزوجة كالصاعقة على مسامع إيما..نظرت حولها وملأ ارجاءها ظلام مخيف..أحست أنها ساحرة قلعة الظلام في هذه القصة الحزينة ثم رأت العائلة تقف خارج غرفة العمليات وعلى وجوههم الحزن والدموع...ثم رأت الشاب على الأرض مطرق لا يرى منه غير رأسه المختبيء خلف ركبته وهاتف مايرا في يده كأنه يحاول ان يمسك قطعة منها بعد مدة خرج الطبيب وهو يتعرق وقال:
.الطبيب:لقد حاولنا جهدنا لكن قلبها لم يعد يعمل نحن الان قد أرسلنا فصيلة دمها من أجل الحصول على متبرع لكن نظرا للضعف الذي هي فيه لا أعتقد أنها ستصمد لأكثر من 14يوما على الأقل..حاولوا إيجاد متبرع خلال هذه المدة
.انهار الشاب ليمسكه والده وشقيق الفتاة ثم وقف وطلب رؤيتها فتم ذلك أخذه اليها كانت نائمة على سرير يلفه البياض ومغطاة ببياض ومتصلة بالعديد من الأجهزة وقلبها ايضا على الجهاز يرتفع حينا وحين ينخفض نظر الشاب اليها مشدوها يحاول التماسك ثم جلس على كرسي بجوارها وأمسك أناملها البيضاء بكلتا يديه..أنزل رأسه عليهما وضل ينظر اليها متصلة بقناع التنفس..
.الشاب:(يبتسم بحزن يحاول الضحك)مرحبا يا دودتي...كيف حالك..؟؟(يضحك بحزن)ياله من سؤال سخيف..لابد أنك تألمت كثيرا..لكنني هنا الان وساخذ كل أحزانك..سوف أجعلك تضحكين مجددا..لن أدع مكروها يصيبك..قد لاتسمعينني الان لكن علي قول ذلك فقد كتمته لثلاث سنوات انا...أنا...أنا احبك يا دودتي الصغيرة..بل أعشقك رغم أنني لم أكن أعرف شكلك..لكنني أحببت ضحكتك صمتك هدوءك ذكاءك..محاولات إغاضتي جنونك صراخك علي وأهم شيء أحب كلماتك..وأكثرما أحببته كان مناداتك لي بالصرصور..كانت تشعرني أنك تحبينني.. وأنك يوما..يوما ما ستنادينني وتقولين لي أحبك أيها الصرصور....لكن الأمر إنتهى قبل ان يبدأ..أرجوك عودي...سوف أصلح كل شيء..
.أمضى الشاب الأيام الثلاثة بالمشفى لا يفارق الفتاة وكل يوم يدخل ويحكي لها شيئا لكنها لم تكن تستجيب ثم مرت الأيام وهي على نفس الحال..الى ان جاءت إيما والشاب في الخارج وقالت:
.إيما:(بحزن)أعلم جيدا أنه ليس من حقي أن اطلب السماح..لكنني اسفة يا أختي..حقا اسفة ارجوك عودي كليفر سيفقد عقله بدونك..انه ينهار..عودي ارجوك..ارجوك يا مايا..كلهم يحبونك..اناس كثر يدعون لك خارج هذه الجدران صحيح ان الحياة أخذت منك الكثير لكن الله عادل وسيعيد إليك كل شيء لقد منحك حب الكثيرين..عودي ارجوك..(تبكي)انا اعلم ان الحادث كان بسببي لكن ارجوك عودي لتمنحيني فرصة التعويض عنك اما بشان الحمل فهو خدعة يا مايرا انه مزور...كليفر يحبك ولن يخطيء هكذا.. بقي معي يومين وقد..وضع ممرضة للإهتمام بي لم يقترب ربع بوصه مني..رغم انني حاولت كثيرا لكنه مهما ثمل كان يذكر اسمك ويحمل صورتك..
.خرجت إيما فانطلق الانذار واسرع الاطباء كان الشاب يسير في الرواق مع جاك حين راهم يركضون نحو غرفة الفتاة فدهش واسرع..ليرى الأطباء يحاولون إنعاشها صعق وبدأ يصرخ بقلق:
.الشاب:ماذا...ماذا حصل لها؟
.الطيبيب:(بقلق يسعفها)أخرجوه من هنا..
.الممرضة:ارجوك يا سيد..اهدأ وانتظر في الخارج..
.الشاب:(بغضب)دعوني..لا سأبقى معها..
.حاول الشاب أن يبقى لكنهم أخرجوه فوقف ينظر اليها من نافذة زجاجية بحزن وقلق وضع جاك يده على كتفه فرأى دموعه..عند ذلك قال:
.الشاب:كل هذا بسببي ..هي الان ملقاة بسببي..
.جاك:لا يا كاي..الأمر كان حادثا فقط..ثم لا أحد كان يعلم بمرضها حتى عائلتها...
.بينما الفتاة تصارع الموت إستسلمت وتوقف قلبها..وملأ الظلام عيني الشاب وهو يرى ذلك الخط الأخضر في شاشة قلبها يسود عليه حياته ويأخذ حبيبته بعيدا..صرخ بأعلى صوته لا ودموعه تقفز من عينيه لتملأ لحيته الخفيفة ويجثو أرضا ثم يقف مرغما ويطلب ان يدخل لكنهم يمنعونه ثم في لحظة غضبه ضرب الزجاج لينكسر وتنزف يده بقوة لأنه يمسك قبضته بشدة...ويصرخ:
.الشاب:مايرا...(بغضب)لن أسامحك أبدا ان غادرت..لن أسامحك أبدا...
. بعد مدة تناثرت فيها الدماء على الأرض والضباب يملأ عينيه..وفي تلك اللحظة المليئة بالدموع والأسى ظهر انعواج في النبض وصرخ الأطباء فرحا لقد عادت..ويد الشاب تنزف بشدة ثم يسقط أرضا مغمى عليه وتصرخ الممرضة..لقد فقد دمه..
.بعد مدة فتح عينيه فرأى نفسه في غرفة مشفى والممرضة تفحص مصله إبتسمت لرؤيته وقالت:
.الممرضة:مرحبا بعودتك ايها الشاب..
.الشاب:(باستغراب وقلق)ماذا حصل؟..اين مايرا؟
.الممرضة:انها بخير مرتاحة الان (تبتسم)امر غريب لقد تم سحب الدم من المريضة لأن ضغطها كان مرتفعا وفي نفس الوقت تم حقنه اليك لأنكما متماثلان...(تبتسم بمرح)جميل اليس كذلك؟لو مت لاسمح الله لكنا أعطيناها قلبك...
.الشاب:(يسرح بعيدا وبشرود)نعم كثيرا..
.الممرضة:سأطلب الطبيب لفحصك..
.ذهبت الممرضة وبقي الشاب يفكر..لابد أننا حزرنا جميعا بشأن تفكير الشاب.. حتى ذلك الحين لم يكن الشاب يعلم إن كانت الفتاة تحبه ام لا لكنه كان متأكدا من أنه يعشقها ولن يحتمل لحظة من دونها دخل الطبيب الغرفة فلم يجده ووجد ورقة على السرير..
.الطبيب:الى حبيبتي مايرا..بعد موتي..(بغضب)ايها المجنون سوف أقتلك...(ينظر للممرضة)ماذا قلت له؟
.الممرضة:لاشيء مهم..أخبرته ان الدم الوحيد المطابق لدمه هو دم الويضة مايرا ساوسكي..ولولم نسحب دمها لكان فارق الحياة..
.الطبيب:(بغضب يصرخ)كل هذا وتسمينه لاشيء مهم..
.جاء الأصدقاء الاربعة لزيارته فاخبر الطبيب شقيقه ماندي بكل شيء فخرجوا يبحثون عنه وبدا ان قلب الفتاة يضعف شيئا فشيئا بعد ساعات جاءت الشرطة والمفتش الخاص بالحوادث..فوقف واعتدل ينظر اليهم وقال:
.المفتش:ايكم عائلة مورال؟
.الأب:انا..انا اكون رب العائلة...أهناك مشكلة؟
.المفتش:(يخرج كيسا به اوراق)اهذا يخص ابنكم؟كليفر مورال؟
.الأخ:(ينظر بدهشة للحروق)ن..نعم..لكن اين كليفر؟
.المفتش:يؤسفني إبلاغكم ذلك..لكن تم العثور على سيارته وجثته ملقاة من الوادي..
.صرخ الجميع وسقطت أم كليفر ارضا مغمى عليها بينما الباقون يبكون ثم بعد إحضار الجثة وبناءا على طلب خاص منه..مذكور في ما يشبه وصيته ارسلها الى مايرا بعد ان تشفى...تم وضع قلبه بين أضلاعها وإعادتها للحياة مرغمة..
.بعد شهر تقريبا من الرعاية شفيت الفتاة تقريبا وقررت ان تعود الى البيت لكنها بعد أن دخلته أحست بعدم الراحة ..كانت تسأل عن صرصورها كثيرا لكنهم لم يخبروها اي شيء وفي النهاية اخبرها الطبيب انه تزوج ايما وغادرا البلد..وبرغم حزنها لكنها ادعت الفرح اشترت شقة بالية باحد المباني القديمة والفقيرة وكان الاصدقاء الأربعة معها..
.بريس:(بتذمر يبعد خشبة)انه بال يا مايو..
.الفتاة:(تبتسم)قد تعتقد انني مجنونة لكنه يعجبني..
.جاك:(يبتسم)نحن لا نعتقد..نحن متأكدون من انك مجنونة..
.الفتاة:(تبتسم بسخرية)ها..ها..ها ضريف جدا...
.ماندي:حسنا اذن ان كان يعجبك سنشتريه...
.الفتاة:(ترفع اوراقا مبتسمة)لقد اشتريته بالفعل..
.مارتن:اذن سنذهب للسوق ونشتري معدات البناء..سيجهز في اسبوع...
.الفتاة:(بحزن)انا لا أريد ان ابقى في البيت..سأحجز بفندق..
.مارتن:لكنه بيتك..عشت فيه طول حياتك..
.الفتاة:اعلم..لكنني لم أعد اشعر بالراحة فيه..
.جاك:حسنا..ما رأيك أن تقيمي مع لافانيا حبيبتي..انها في البيت لوحدها..
.الفتاة:(تبتسم)حقا؟الن تمانع؟
.جاك:لا أبدا بل على العكس كانت ترغب في التعرف اليك أكثر فقد أعجبت بك جدا بعد تلك الحف..لة...
.كانت لافانيا فتاة مجنونة رغم هدوءها..تحب الضحك والمرح وربة بيت ممتازة كانت تحب جاك كثيرا ولاتعصي له أمرا...دخلت الفتاة الى بيتها فاستقبلتها بفرح وعناق وكانت تراعي ضروف الفتاة جهزت لها غرفة من الغرف الثلاثة فأعجبت الفتاة بها..
.الفتاة:بيتك جميل لافا..
.لافانيا:اشكرك مايرا..اشتريته انا وجاك من اجل ان نتزوج به..
.الفتاة:جميل..
.لافانيا:غيري ثيابك واستحمي ريثما أحضر الغداء..جاك تعال وساعدني..
.الفتاة:شكرا..
.بدأ جاك يساعد لافانيا في تقطيع الخضر حين توقفت وقال بحزن:
.لافانيا:أخشى من الحقيقة يا جاك..
.جاك:(باستغراب)ماذا تقصدين؟
.لافانيا:ان علمت مايرا بالحقيقة..فسوف تتدمر..هي تعلم انه يحبها.... ولهذا صمدت..لكن ماذا عنه ضحى بحياته من أجلها ولايعلم حتى بأنها تعشقه.. ان علمت الحقيقة فستلوم نفسها..
.جاك:(بحزن يطرق)لهذا نحن نحاول إخفاءها..
.لافانيا:الحقيقة ستنكشف يوما يا جاك..فالكذب حبله قصير مهما طال..
.جاك:انت محقة لافانيا لكن الجميع تدمر بعد موت كليفر..وان خسروا مايرا ايضا فسوف ينتهون..
.كانت الفتاة تقف وراء جدار المطبخ ودموعها تنهمر من سماعها للحقيقة ثم عادت الى الحمام وجلست أرضا تبكي والمياه تنهمر لتخفي بكاءها..كانت ممثلة بارعة تبكي لوحدها وتضحك معهم..مرت الأيام وهي تضحك وتلعب معهم وتعود لبيتها تبكي وتصرخ الما الى أن ذهبت في الشهر السادس لموت كليفر الى قبره متنكرة ووضعت الازهار..كانت تذهب كل يوم متنكرة تضع الأزهارالمفضلة له وتغادر ما أثار استغراب الجميع..لكن في ذكرى نصف السنة لموته وقفت وراها الجميع حاولوا الذهاب اليها لكنها غادرت ووقفت على الوادي..الذي سقط منه
.الفتاة:(تصرخ)ايها الغبي..لماذا فعلت ذلك؟لماذا رحلت؟صدقني لولم اكن اعلم ان الجميع يتدمر من موت كلانا لكنت رميت نفسي من هنا لحظة معرفتي للحقيقة...
.نظرت الفتاة الى ذكرياتها معه فانهارت تبكي ثم إقتربت من الحافة لترى البحر في الأسفل والحجارة ترتطم بالموج في غضب كأنها تدعوها للنزول ثم رأت مشهد سقوط الشاب من الأعلى وإنجار السيارة ففتحت ذراعيها وقالت تبكي مبتسمة:
.الفتاة:انا أحبك يا كليفر..انا قادمة اليك..
.............................يتبع..................................
.هنا نعود للبداية بعد معرفة الشاب للحقيقة جلس أرضا مرغما وحظرت العائلة فوجدت الشاب جالسا على الأرض ينتظر وهو ممسك بهاتف الفتاة بشدة ما إن رأى زوجة ابيها حتى امسكها من كتيفا بشدة وقال يبكس وبغضب:
.الشاب:لماذا يا خالتي..لماذا جاريتها في الأمر..
.الزوجة:(بحزن وهدوء)ماذا..ماذا تقصد؟
.الشاب:(بغضب)تعلمين جيدا ما أعنيه..لقد أخفيت حقيقتها..وحجزت جمالها عن العالم..لماذا فعلت ذلك؟ماذا أردت أن تبقى ابنتك فقط الأجمل..لا أصدق لقد وثقت بك..
.الزوجة:(بحزن)أنا اسفة يا بني..لكن الأمر بدأ قبلك..وتعقد بقدومك..ليس الأمر كما تضن..لقد ولدت عمياء وجميلة ماذا كنت تتوقع أن أفعل..كان كل شيء يحوم في رأسي...
.الشاب:(بغضب يبكي)فيما ينفع الأسف..مايرا في العمليات منذ 8ساعات ولا أحد يطفيء ناري..
.سقط الشاب يبكي على الأرض وكانت عائلته هناك..شاهد والده ابنه لاول مرة ضعيفا وكسورا كان مشهدا يبكي الحجر..فالشاب الذي اعتاد المزاح والدعابات ولم تفارق الضحكة يوما شفتيه..هاهو الان يبكي بضعف وحسرة أمامهم..حضرت إيما وحاولت الإقتراب من الشاب لكن أمها أوقفتها قائلة بهدوء في الرواق وغضب:
.الزوجة:إمسحي عنك هذا القلق المصطنع..
.إيما:(بقلق وحزن)أنا لست قلقة على تلك القطة السوداء..ولن أقلق أبدا.. .الحادث الذي تعرضت له كان ضخما..إضافة ضعف قلبها لن يعطيها فرصة للنجاة..
.الأم:لا أصدق كم من الغل في قلب إبنتي ضد اختها..
.إيما:(بغضب)انت السبب يا أمي..تركتني طفلة أتعذب وإهتممت بتلك القطة السوداء..تجاهلتني وأدرت ظهرك لي..
الزوجة:(تصفعها ثم بغضب تبكي)أنت بلهاء..أتعلمين ما فعلته تلك القطة السوداء من أجلك؟تلك القطة السوداء في عمر الرابعة تبادلت القلوب معك.. هذه القطة السوداء منحتك الحياة..تلك القطة السوداء ضحت بنفسها لتبقى العائلة متماسكة تلك القطة السوداء غطت جمالها وضحت بحبها لكي لا تغضبي لكي تبقي مدللة العائلة أتعلمين أننا أفلسنا ولو لم تمثل القطة السوداء في فيلم لكنا في الشارع..
نزلت كلمات الزوجة كالصاعقة على مسامع إيما..نظرت حولها وملأ ارجاءها ظلام مخيف..أحست أنها ساحرة قلعة الظلام في هذه القصة الحزينة ثم رأت العائلة تقف خارج غرفة العمليات وعلى وجوههم الحزن والدموع...ثم رأت الشاب على الأرض مطرق لا يرى منه غير رأسه المختبيء خلف ركبته وهاتف مايرا في يده كأنه يحاول ان يمسك قطعة منها بعد مدة خرج الطبيب وهو يتعرق وقال:
.الطبيب:لقد حاولنا جهدنا لكن قلبها لم يعد يعمل نحن الان قد أرسلنا فصيلة دمها من أجل الحصول على متبرع لكن نظرا للضعف الذي هي فيه لا أعتقد أنها ستصمد لأكثر من 14يوما على الأقل..حاولوا إيجاد متبرع خلال هذه المدة
.انهار الشاب ليمسكه والده وشقيق الفتاة ثم وقف وطلب رؤيتها فتم ذلك أخذه اليها كانت نائمة على سرير يلفه البياض ومغطاة ببياض ومتصلة بالعديد من الأجهزة وقلبها ايضا على الجهاز يرتفع حينا وحين ينخفض نظر الشاب اليها مشدوها يحاول التماسك ثم جلس على كرسي بجوارها وأمسك أناملها البيضاء بكلتا يديه..أنزل رأسه عليهما وضل ينظر اليها متصلة بقناع التنفس..
.الشاب:(يبتسم بحزن يحاول الضحك)مرحبا يا دودتي...كيف حالك..؟؟(يضحك بحزن)ياله من سؤال سخيف..لابد أنك تألمت كثيرا..لكنني هنا الان وساخذ كل أحزانك..سوف أجعلك تضحكين مجددا..لن أدع مكروها يصيبك..قد لاتسمعينني الان لكن علي قول ذلك فقد كتمته لثلاث سنوات انا...أنا...أنا احبك يا دودتي الصغيرة..بل أعشقك رغم أنني لم أكن أعرف شكلك..لكنني أحببت ضحكتك صمتك هدوءك ذكاءك..محاولات إغاضتي جنونك صراخك علي وأهم شيء أحب كلماتك..وأكثرما أحببته كان مناداتك لي بالصرصور..كانت تشعرني أنك تحبينني.. وأنك يوما..يوما ما ستنادينني وتقولين لي أحبك أيها الصرصور....لكن الأمر إنتهى قبل ان يبدأ..أرجوك عودي...سوف أصلح كل شيء..
.أمضى الشاب الأيام الثلاثة بالمشفى لا يفارق الفتاة وكل يوم يدخل ويحكي لها شيئا لكنها لم تكن تستجيب ثم مرت الأيام وهي على نفس الحال..الى ان جاءت إيما والشاب في الخارج وقالت:
.إيما:(بحزن)أعلم جيدا أنه ليس من حقي أن اطلب السماح..لكنني اسفة يا أختي..حقا اسفة ارجوك عودي كليفر سيفقد عقله بدونك..انه ينهار..عودي ارجوك..ارجوك يا مايا..كلهم يحبونك..اناس كثر يدعون لك خارج هذه الجدران صحيح ان الحياة أخذت منك الكثير لكن الله عادل وسيعيد إليك كل شيء لقد منحك حب الكثيرين..عودي ارجوك..(تبكي)انا اعلم ان الحادث كان بسببي لكن ارجوك عودي لتمنحيني فرصة التعويض عنك اما بشان الحمل فهو خدعة يا مايرا انه مزور...كليفر يحبك ولن يخطيء هكذا.. بقي معي يومين وقد..وضع ممرضة للإهتمام بي لم يقترب ربع بوصه مني..رغم انني حاولت كثيرا لكنه مهما ثمل كان يذكر اسمك ويحمل صورتك..
.خرجت إيما فانطلق الانذار واسرع الاطباء كان الشاب يسير في الرواق مع جاك حين راهم يركضون نحو غرفة الفتاة فدهش واسرع..ليرى الأطباء يحاولون إنعاشها صعق وبدأ يصرخ بقلق:
.الشاب:ماذا...ماذا حصل لها؟
.الطيبيب:(بقلق يسعفها)أخرجوه من هنا..
.الممرضة:ارجوك يا سيد..اهدأ وانتظر في الخارج..
.الشاب:(بغضب)دعوني..لا سأبقى معها..
.حاول الشاب أن يبقى لكنهم أخرجوه فوقف ينظر اليها من نافذة زجاجية بحزن وقلق وضع جاك يده على كتفه فرأى دموعه..عند ذلك قال:
.الشاب:كل هذا بسببي ..هي الان ملقاة بسببي..
.جاك:لا يا كاي..الأمر كان حادثا فقط..ثم لا أحد كان يعلم بمرضها حتى عائلتها...
.بينما الفتاة تصارع الموت إستسلمت وتوقف قلبها..وملأ الظلام عيني الشاب وهو يرى ذلك الخط الأخضر في شاشة قلبها يسود عليه حياته ويأخذ حبيبته بعيدا..صرخ بأعلى صوته لا ودموعه تقفز من عينيه لتملأ لحيته الخفيفة ويجثو أرضا ثم يقف مرغما ويطلب ان يدخل لكنهم يمنعونه ثم في لحظة غضبه ضرب الزجاج لينكسر وتنزف يده بقوة لأنه يمسك قبضته بشدة...ويصرخ:
.الشاب:مايرا...(بغضب)لن أسامحك أبدا ان غادرت..لن أسامحك أبدا...
. بعد مدة تناثرت فيها الدماء على الأرض والضباب يملأ عينيه..وفي تلك اللحظة المليئة بالدموع والأسى ظهر انعواج في النبض وصرخ الأطباء فرحا لقد عادت..ويد الشاب تنزف بشدة ثم يسقط أرضا مغمى عليه وتصرخ الممرضة..لقد فقد دمه..
.بعد مدة فتح عينيه فرأى نفسه في غرفة مشفى والممرضة تفحص مصله إبتسمت لرؤيته وقالت:
.الممرضة:مرحبا بعودتك ايها الشاب..
.الشاب:(باستغراب وقلق)ماذا حصل؟..اين مايرا؟
.الممرضة:انها بخير مرتاحة الان (تبتسم)امر غريب لقد تم سحب الدم من المريضة لأن ضغطها كان مرتفعا وفي نفس الوقت تم حقنه اليك لأنكما متماثلان...(تبتسم بمرح)جميل اليس كذلك؟لو مت لاسمح الله لكنا أعطيناها قلبك...
.الشاب:(يسرح بعيدا وبشرود)نعم كثيرا..
.الممرضة:سأطلب الطبيب لفحصك..
.ذهبت الممرضة وبقي الشاب يفكر..لابد أننا حزرنا جميعا بشأن تفكير الشاب.. حتى ذلك الحين لم يكن الشاب يعلم إن كانت الفتاة تحبه ام لا لكنه كان متأكدا من أنه يعشقها ولن يحتمل لحظة من دونها دخل الطبيب الغرفة فلم يجده ووجد ورقة على السرير..
.الطبيب:الى حبيبتي مايرا..بعد موتي..(بغضب)ايها المجنون سوف أقتلك...(ينظر للممرضة)ماذا قلت له؟
.الممرضة:لاشيء مهم..أخبرته ان الدم الوحيد المطابق لدمه هو دم الويضة مايرا ساوسكي..ولولم نسحب دمها لكان فارق الحياة..
.الطبيب:(بغضب يصرخ)كل هذا وتسمينه لاشيء مهم..
.جاء الأصدقاء الاربعة لزيارته فاخبر الطبيب شقيقه ماندي بكل شيء فخرجوا يبحثون عنه وبدا ان قلب الفتاة يضعف شيئا فشيئا بعد ساعات جاءت الشرطة والمفتش الخاص بالحوادث..فوقف واعتدل ينظر اليهم وقال:
.المفتش:ايكم عائلة مورال؟
.الأب:انا..انا اكون رب العائلة...أهناك مشكلة؟
.المفتش:(يخرج كيسا به اوراق)اهذا يخص ابنكم؟كليفر مورال؟
.الأخ:(ينظر بدهشة للحروق)ن..نعم..لكن اين كليفر؟
.المفتش:يؤسفني إبلاغكم ذلك..لكن تم العثور على سيارته وجثته ملقاة من الوادي..
.صرخ الجميع وسقطت أم كليفر ارضا مغمى عليها بينما الباقون يبكون ثم بعد إحضار الجثة وبناءا على طلب خاص منه..مذكور في ما يشبه وصيته ارسلها الى مايرا بعد ان تشفى...تم وضع قلبه بين أضلاعها وإعادتها للحياة مرغمة..
.بعد شهر تقريبا من الرعاية شفيت الفتاة تقريبا وقررت ان تعود الى البيت لكنها بعد أن دخلته أحست بعدم الراحة ..كانت تسأل عن صرصورها كثيرا لكنهم لم يخبروها اي شيء وفي النهاية اخبرها الطبيب انه تزوج ايما وغادرا البلد..وبرغم حزنها لكنها ادعت الفرح اشترت شقة بالية باحد المباني القديمة والفقيرة وكان الاصدقاء الأربعة معها..
.بريس:(بتذمر يبعد خشبة)انه بال يا مايو..
.الفتاة:(تبتسم)قد تعتقد انني مجنونة لكنه يعجبني..
.جاك:(يبتسم)نحن لا نعتقد..نحن متأكدون من انك مجنونة..
.الفتاة:(تبتسم بسخرية)ها..ها..ها ضريف جدا...
.ماندي:حسنا اذن ان كان يعجبك سنشتريه...
.الفتاة:(ترفع اوراقا مبتسمة)لقد اشتريته بالفعل..
.مارتن:اذن سنذهب للسوق ونشتري معدات البناء..سيجهز في اسبوع...
.الفتاة:(بحزن)انا لا أريد ان ابقى في البيت..سأحجز بفندق..
.مارتن:لكنه بيتك..عشت فيه طول حياتك..
.الفتاة:اعلم..لكنني لم أعد اشعر بالراحة فيه..
.جاك:حسنا..ما رأيك أن تقيمي مع لافانيا حبيبتي..انها في البيت لوحدها..
.الفتاة:(تبتسم)حقا؟الن تمانع؟
.جاك:لا أبدا بل على العكس كانت ترغب في التعرف اليك أكثر فقد أعجبت بك جدا بعد تلك الحف..لة...
.كانت لافانيا فتاة مجنونة رغم هدوءها..تحب الضحك والمرح وربة بيت ممتازة كانت تحب جاك كثيرا ولاتعصي له أمرا...دخلت الفتاة الى بيتها فاستقبلتها بفرح وعناق وكانت تراعي ضروف الفتاة جهزت لها غرفة من الغرف الثلاثة فأعجبت الفتاة بها..
.الفتاة:بيتك جميل لافا..
.لافانيا:اشكرك مايرا..اشتريته انا وجاك من اجل ان نتزوج به..
.الفتاة:جميل..
.لافانيا:غيري ثيابك واستحمي ريثما أحضر الغداء..جاك تعال وساعدني..
.الفتاة:شكرا..
.بدأ جاك يساعد لافانيا في تقطيع الخضر حين توقفت وقال بحزن:
.لافانيا:أخشى من الحقيقة يا جاك..
.جاك:(باستغراب)ماذا تقصدين؟
.لافانيا:ان علمت مايرا بالحقيقة..فسوف تتدمر..هي تعلم انه يحبها.... ولهذا صمدت..لكن ماذا عنه ضحى بحياته من أجلها ولايعلم حتى بأنها تعشقه.. ان علمت الحقيقة فستلوم نفسها..
.جاك:(بحزن يطرق)لهذا نحن نحاول إخفاءها..
.لافانيا:الحقيقة ستنكشف يوما يا جاك..فالكذب حبله قصير مهما طال..
.جاك:انت محقة لافانيا لكن الجميع تدمر بعد موت كليفر..وان خسروا مايرا ايضا فسوف ينتهون..
.كانت الفتاة تقف وراء جدار المطبخ ودموعها تنهمر من سماعها للحقيقة ثم عادت الى الحمام وجلست أرضا تبكي والمياه تنهمر لتخفي بكاءها..كانت ممثلة بارعة تبكي لوحدها وتضحك معهم..مرت الأيام وهي تضحك وتلعب معهم وتعود لبيتها تبكي وتصرخ الما الى أن ذهبت في الشهر السادس لموت كليفر الى قبره متنكرة ووضعت الازهار..كانت تذهب كل يوم متنكرة تضع الأزهارالمفضلة له وتغادر ما أثار استغراب الجميع..لكن في ذكرى نصف السنة لموته وقفت وراها الجميع حاولوا الذهاب اليها لكنها غادرت ووقفت على الوادي..الذي سقط منه
.الفتاة:(تصرخ)ايها الغبي..لماذا فعلت ذلك؟لماذا رحلت؟صدقني لولم اكن اعلم ان الجميع يتدمر من موت كلانا لكنت رميت نفسي من هنا لحظة معرفتي للحقيقة...
.نظرت الفتاة الى ذكرياتها معه فانهارت تبكي ثم إقتربت من الحافة لترى البحر في الأسفل والحجارة ترتطم بالموج في غضب كأنها تدعوها للنزول ثم رأت مشهد سقوط الشاب من الأعلى وإنجار السيارة ففتحت ذراعيها وقالت تبكي مبتسمة:
.الفتاة:انا أحبك يا كليفر..انا قادمة اليك..
.............................يتبع..................................
تعليق