بسم الله الرحمن الرحيم
الذيب ياشافي !الذيب يهاجم الغنم .
( كان هذا صوت وضحى وهي تنادي زوجها بذعر )
اقبل شافي مسرعا من بعيد وهويحمل بندقيته فلما اقترب سالها بعصبيه :
اين هو؟ ذلك اللعين !
اشارت وضحى بيدها ناحية الجبل وهي تقول : لقد فر بهذا الاتجاه .
نظر شافي الى حيث اشارت زوجته فراى الذئب يجري مسرعا وهو يكاد يختفي بين الصخور.
انزل شافي بندقيته من على كتفه بسرعه ثم اطلق النار باتجاه الذئب .
لقد نجا ( قالتها وضحى بغضب ).
تمالك شافي نفسه واتجه ناحية القطيع ليرى مافعل الئب ،فاكتشف انه قتل اثنتان منها ، فكاد يموت غيظا، فقال عندئذ وعيناه تقدح شررا:
ساقتله ؛ نعم ساقتل ابن السافله .
******************************************
عند الغروب عاد شافي وزوجته وضحى من المرعى وهم يسوقون القطيع امامهم ، لكن لايزال شافي يحمل بصدره جزءا كبيرامن غيضه على الذئب .
قالت وضحى مخاطبه زوجها :
لماذا لاتذهب الى مجلس الشيخ مطلق ؟ ليزول بعضا مما بك من ضيق .
اعجبه كلام زوجته فقال : حسنا ، يبدو ان ذلك ما سافعله يازوجتي .
اقبل شافي الى مجلس الشيخ مطلق فوجده جالسا وعنده بعض افراد القبيله يتسامرون، فقال:السلام عليكم.
فرد عليه الجميع بالسلام .
رحب الشيخ به ثم اشار له بالجلوس بقربه فالشيخ مطلق يحترمه ويقدره .
قام المقهوي بصب فنجال القهوه ثم ناوله لشافي ، وقبل ان يشربه ساله احد الحضور :
سمعت اليوم من ناحيتك صوت اطلاق نار ، مالذي حصل ؟ ارجو ان يكون خيرا .
تضايق شافي من السؤال ، فقد ذكره بما حصل لاغنامه .
شرب شافي فنجاله على دفعتين قبل ان يجيبه :
انه الذئب مرة اخرى !
فقال الشيخ : انه ذئب مؤذي ولابد من قتله .
فقال احد الحضور واسمه مناحي :هذا الذئب لايهاجم سوى اغنامك ،يبدو ان لحمها طيب !
ضحك الحضور مما قاله مناحي
اعاد شافي الفنجال وهو يهزه بقوه دليل الاكتفاء، ثم التفت ناحية مناحي قائلا :
هل تعني باني لاستطيع حماية اغنامي ؟
ارتبك مناحي ، فهو لم يكن يعني ذلك ، فقال معتذرا :
لم اقصد ذلك ، كنت امزح معك فقط .
قال الشيخ مطلق محاولا ازاله التوتر الذي بدا يسود الاجواء :
لست الوحيد ياشافي الذي هاجمه الذئب ، فهنالك اخرين مثلك .
رد شافي بحنق : انا لست مثل الاخرين .
اثار قوله احد الحاضرين ويدعى سليمان سبق ان هاجم الذئب قطيعه واختطف منه خروفا فقال :
وهل انت افضل منهم ؟
هنا لم يستطع شافي ان يتمالك نفسه من الغضب ، فانفجر بوجه سليمان قائلا :
نعم انا افضل منهم بكل تاكيد ، فانا شافي ابن فرحان اذا كنت لاتعرفني .
لم يستطع سليمان ان يتجاهل نبرة التحدي الذي يحدثه بها شافي ،خاصوصا بعد ان توجهت انظار الحضور اليه بترقب.
عندئذ عرف انه لابد من المواجهه مع شافي ، فقال ساخرا :
نعم اعرفك ، والذئب ايضا يعرفك، لذلك هاجم قطيعك مرتين ، وانا متاكد انه سيهاجم قطيعك للمره الثالثه .
هب شافي واقفا وهويقول :
هل تنعتني بالجبن ياحيوان؟
رد سليمان : نعم يابن فرحان ، والافضل ان تعطي البندقيه لزوجتك فهي اقدر منك على حماية القطيع وقتل الذئب .
هنا تدخل الشيخ مطلق بان امسك بشافي لمنعه من الوصول الى سليمان ليضربه اذ لم يفعل اكثر من ذلك ، وقام الحاضرون ايضا بمساعدته
بالامساك بسليمان ومنعهما من الوصول لبعضهما حتى لايحصل مالا تحمد عقباه، فلم يزد ذلك شافي الاهياجا وهو يكيل الشتائم لسليمان.
وكان سليمان ايضا يبادله الشتائم،عندئذ التفت الشيخ مطلق الى سليمان وهو يقول بحزم :
اقفل فمك، واغرب عن وجهي حالا.
عندما سمع سليمان ماقاله الشيخ انتبه الى انه تجاوز الحدود،فهدا ثم هم بالانصراف، فاوقفه قول شافي متوعدا وهويهدر كالجمل من شدة الغضب :
اقسم بالله ياسليمان اني ساقتل ذلك الذئب والطخ وجهك بدمه .
فرد سليمان اقبل بشرط.
فنظر الجميع اليه ،وقال شافي : ماهو
قال سليمان : ان يكون انت من يقتل الذئب لازوجتك.
ثم انصرف ضاحكا .
************************************************
عاد شافي الى بيته يكاد لايرى امامه منشدة الغيظ.
فلما راته زوجته على تلك الحال ، اقبلت نحوه مسرعه والقلق باد عليها وقالت :
مابك ؟ مالذي حصل !
لم يرد على سؤلها ، فاغلب الظن بانه لم يسمعها.
جلس شافي على فراشه بهدؤ، ثم اخرج غليونه، وملأه بالتبغ،ثم اشعله واخذ منه نفسا عميقا.
فعادت وضحى لسؤاله : مابك؟فحالتك لاتطمئن،هل حصل شيء للشيخ مطلق او احدا من افراد القبيله؟
نفث دخان غليونه ثم قال : لاشيء ياوضحى لاشيء.
فقالت : ماذا تعني بلا شيء ؟ هل انا غريبه عنك بالتاكيد هناك شيء ويجب ان اعرفه.
نظر اليها شافي نظره غريبه اخافتها وقال:
جهزي لي كميه اضافيه من الذخيره لاخذها معي غدا للمرعى،والان اذهبي لتنامي .
عرفت وضحى انها لن تستطيع معرفة مابه وهو بحالته تلك فقالت مستسلمه:
امرك ياشافي تصبح على خير،
ثم ذهبت لتنام وهي تشعر بالقلق عليه
*******************************************8
استيقظت وضحى مبكرا كعادتها كل يوم، فرات شافي مستيقظا وهو يخن غليونه ومستغرق بتفكير عميق،وبدا عليه انه لم ينم البارحه،فقالت:
صباح الخير،ارى انك استيقظت باكرا هذا الصباح؟
انتبه شافي من شروده وقال:
صباح الخير، لقد استيقظت قبلك بقليل.
لم يقنعها قوله ولكنها لم تريد معارضته فقالت:
ماذا تريد ان اعد لك لطعام الافطار؟
قال: اعدي أي شيء ولكن بسرعه، لاننا سنتناول طعامنا في المرعى.
استغربت وضحى منه ذلك، فهو لم يكن يوما مستعجلا الذهاب للمرعى، فقالت:
حسنا، كما تريد.
ساقت وضحى الاغنام امامها وهي متوجهه للمرعى وزوجهايسير بجانبهاحاملا بندقيته ويشد حزامه المليء بالرصاص على وسطه ويبدو عليه التفكير العميق، اخذ القلق يعصف بوضحى لما اصاب زوجها ولا تعرف له سببا.
اعدت وضحى الطعام بعد وصولهم للمرعى، ثم نادت على زوجها لياتي، لكنه رفض بحجة مراقبة القطيع، وطلب منها ان تتناول افطارها بدونه،
قضى شافي ثمانية ايام وهو يراقب المنطقه بعينين كعيني الصقر انتظارا لظهور الذئب، لكنه لم يظهر ولم يياس شافي لقداصبح قتل الذئب بالنسبةله حياة اوموت.
في اليوم التاسع لاحظ شافي ان عددا من الاغنام يبدو عليه التوتر وعدم الارتياح ويكثر من الالتفات ناحية الجبل،عرف شافي ان هناك شيئا اخاف الاغنام،واي شيء يخيف الاغنام اكثر من عدوهاللدود الذئب.
جهز شافي بندقيته، واتخذ مكانا مستترا يراقب منه المكان، خاصتا ناحية الجبل.
بقي شافي في مكانه مايقارب الساعه ولم يظهر الذئب، فاحس بالقلق وتسائل هل احس به الذئب فهرب، او ان الذي اخاف الاغنام لم يكن ذئبا،
قد يكون أي شيء،وان خيالاته وامانيه باصطياد الذئب هي التي اوهمته بوجوده.
صدر من احدى الشجيرات صوتا ضعيفا اخرج شافي من تساؤلاته واعاده الى الواقع، نظر الى الشجيره التي صدر عنها الصوت بانتباه وتركيز شديدين،فتبين له بانها تخفي ورائها شيئا لم يتبين ماهيته، اشتدت قبضته على بندقيته وعينيه مركزتان على ذلك الشيء ،واحساسه يقول له بانه اقترب كثيرا من تحقيق امنيته.
تحرك ذلك الشيء ببطء من خلف الشجيره باتجاه صخره قريبه من القطيع، فتبين شافي شكله وعرفه ،انه الذئب اللعين،كاد يصرخ فرحا لولا ان تمالك نفسه.
رفع شافي بندقيته ببطء وهدؤ شديدين،وصوبها باتجاه الذئب، على الراس تحديدا، ثم اطلق النار.
في اللحظه التي اطلق شافي النار على راس الذئب، تحرك الذئب ليبدا الهجوم على الاغنام،فاصابته الرصاصه في كتفه،واخطات الراس كما اراد شافي.
هرب الذئب وهو مصاب باتجاه الجبل، راسما بدمه طريقه بين الصخور.
اخذ شافي يركظ بكل قوته ليلحق بعدوه الذئب قبل ان يختفي داخل متاهات الجبل وتضاريسه الوعره، لكن الذئب ابتعد قليلا واختفى بين الصخور فتتبع شافي اثار الدماء التي على الارض، تبين لشافي ان الذئب ينزف بغزاره من كمية الدماء التي يتركها خلفه.
لن يبتعد كثيرا،
هذا ماقاله شافي لنفسه يحدثها،ثم واصل مطاردته للذئب واقتفاء اثردمائه.
بعد اقل من نصف ساعه من اطلاقه النار على الذئب استطاع شافي ان يحدد مكان المخبا الذي التجا اليه الذئب ليموت بهدؤ.
يموت بهدؤ ، وهل سيترك شافي غريمه الذئب يموت بهدؤ،لو عرف ذلك الحيوان التعس ماسببه لشافي من مشاكل ، لعرف بان شافي لن يتركه يموت بهدؤ.
اخيرا وجدتك.
قالها شافي بصوت مرتفع للذئب وهو يوجه فوهة البندقيه الى راسه والذئب ينظر اليه بعينين تحملان من معاني الموت اكثر من الحياة.
اطلق شافي ثلاث رصاصات على راس الذئب، شعر شافي براحه وهو يرى الذئب مقتولا امامه، فاخذ يصرخ بصوت عال قائلا:
اين انت ياسليمان القذر لالطخ وجهك بد م هذا الكلب.
اني خلفك تماما ياشافي .
ذهل شافي عند سماعه صوت سليمان اتيا من خلفه، فالتفت ناحية الصوت بسرعه فراى سليمان يصوب بندقيته الى صدره فلم يستطع ان ينبس بكلمه من هول المفاجاءه.
قال سليمان مخاطبا شافي :
لقد اجبرتني على تحديك ومعاداتك باهانتك لي امام رجال القبيله وامام الشيخ مطلق ، ولم تكتفي بذلك بل اوصلك غرورك يابن فرحان بان جعلك
تقسم على ان تلطخ وجهي بدم هذا الحيوان اذلالا لي.
اني اعرف انك صياد ماهر ولن يعجزك ذئب او حتى عشرة ذئاب، لذلك راقبتك منذ اول يوم خرجت لصيده.
شافي لن ادع لك الفرصه لتكمل انتصارك باذلالي ابدا ابدا.
ثم اطلق النار على قلب شافي مباشره، فوقع مضرجا بد ماءه التي اختلطت بدماء الذئب.....
تمت بحمد الله
ابونصار
الذيب ياشافي !الذيب يهاجم الغنم .
( كان هذا صوت وضحى وهي تنادي زوجها بذعر )
اقبل شافي مسرعا من بعيد وهويحمل بندقيته فلما اقترب سالها بعصبيه :
اين هو؟ ذلك اللعين !
اشارت وضحى بيدها ناحية الجبل وهي تقول : لقد فر بهذا الاتجاه .
نظر شافي الى حيث اشارت زوجته فراى الذئب يجري مسرعا وهو يكاد يختفي بين الصخور.
انزل شافي بندقيته من على كتفه بسرعه ثم اطلق النار باتجاه الذئب .
لقد نجا ( قالتها وضحى بغضب ).
تمالك شافي نفسه واتجه ناحية القطيع ليرى مافعل الئب ،فاكتشف انه قتل اثنتان منها ، فكاد يموت غيظا، فقال عندئذ وعيناه تقدح شررا:
ساقتله ؛ نعم ساقتل ابن السافله .
******************************************
عند الغروب عاد شافي وزوجته وضحى من المرعى وهم يسوقون القطيع امامهم ، لكن لايزال شافي يحمل بصدره جزءا كبيرامن غيضه على الذئب .
قالت وضحى مخاطبه زوجها :
لماذا لاتذهب الى مجلس الشيخ مطلق ؟ ليزول بعضا مما بك من ضيق .
اعجبه كلام زوجته فقال : حسنا ، يبدو ان ذلك ما سافعله يازوجتي .
اقبل شافي الى مجلس الشيخ مطلق فوجده جالسا وعنده بعض افراد القبيله يتسامرون، فقال:السلام عليكم.
فرد عليه الجميع بالسلام .
رحب الشيخ به ثم اشار له بالجلوس بقربه فالشيخ مطلق يحترمه ويقدره .
قام المقهوي بصب فنجال القهوه ثم ناوله لشافي ، وقبل ان يشربه ساله احد الحضور :
سمعت اليوم من ناحيتك صوت اطلاق نار ، مالذي حصل ؟ ارجو ان يكون خيرا .
تضايق شافي من السؤال ، فقد ذكره بما حصل لاغنامه .
شرب شافي فنجاله على دفعتين قبل ان يجيبه :
انه الذئب مرة اخرى !
فقال الشيخ : انه ذئب مؤذي ولابد من قتله .
فقال احد الحضور واسمه مناحي :هذا الذئب لايهاجم سوى اغنامك ،يبدو ان لحمها طيب !
ضحك الحضور مما قاله مناحي
اعاد شافي الفنجال وهو يهزه بقوه دليل الاكتفاء، ثم التفت ناحية مناحي قائلا :
هل تعني باني لاستطيع حماية اغنامي ؟
ارتبك مناحي ، فهو لم يكن يعني ذلك ، فقال معتذرا :
لم اقصد ذلك ، كنت امزح معك فقط .
قال الشيخ مطلق محاولا ازاله التوتر الذي بدا يسود الاجواء :
لست الوحيد ياشافي الذي هاجمه الذئب ، فهنالك اخرين مثلك .
رد شافي بحنق : انا لست مثل الاخرين .
اثار قوله احد الحاضرين ويدعى سليمان سبق ان هاجم الذئب قطيعه واختطف منه خروفا فقال :
وهل انت افضل منهم ؟
هنا لم يستطع شافي ان يتمالك نفسه من الغضب ، فانفجر بوجه سليمان قائلا :
نعم انا افضل منهم بكل تاكيد ، فانا شافي ابن فرحان اذا كنت لاتعرفني .
لم يستطع سليمان ان يتجاهل نبرة التحدي الذي يحدثه بها شافي ،خاصوصا بعد ان توجهت انظار الحضور اليه بترقب.
عندئذ عرف انه لابد من المواجهه مع شافي ، فقال ساخرا :
نعم اعرفك ، والذئب ايضا يعرفك، لذلك هاجم قطيعك مرتين ، وانا متاكد انه سيهاجم قطيعك للمره الثالثه .
هب شافي واقفا وهويقول :
هل تنعتني بالجبن ياحيوان؟
رد سليمان : نعم يابن فرحان ، والافضل ان تعطي البندقيه لزوجتك فهي اقدر منك على حماية القطيع وقتل الذئب .
هنا تدخل الشيخ مطلق بان امسك بشافي لمنعه من الوصول الى سليمان ليضربه اذ لم يفعل اكثر من ذلك ، وقام الحاضرون ايضا بمساعدته
بالامساك بسليمان ومنعهما من الوصول لبعضهما حتى لايحصل مالا تحمد عقباه، فلم يزد ذلك شافي الاهياجا وهو يكيل الشتائم لسليمان.
وكان سليمان ايضا يبادله الشتائم،عندئذ التفت الشيخ مطلق الى سليمان وهو يقول بحزم :
اقفل فمك، واغرب عن وجهي حالا.
عندما سمع سليمان ماقاله الشيخ انتبه الى انه تجاوز الحدود،فهدا ثم هم بالانصراف، فاوقفه قول شافي متوعدا وهويهدر كالجمل من شدة الغضب :
اقسم بالله ياسليمان اني ساقتل ذلك الذئب والطخ وجهك بدمه .
فرد سليمان اقبل بشرط.
فنظر الجميع اليه ،وقال شافي : ماهو
قال سليمان : ان يكون انت من يقتل الذئب لازوجتك.
ثم انصرف ضاحكا .
************************************************
عاد شافي الى بيته يكاد لايرى امامه منشدة الغيظ.
فلما راته زوجته على تلك الحال ، اقبلت نحوه مسرعه والقلق باد عليها وقالت :
مابك ؟ مالذي حصل !
لم يرد على سؤلها ، فاغلب الظن بانه لم يسمعها.
جلس شافي على فراشه بهدؤ، ثم اخرج غليونه، وملأه بالتبغ،ثم اشعله واخذ منه نفسا عميقا.
فعادت وضحى لسؤاله : مابك؟فحالتك لاتطمئن،هل حصل شيء للشيخ مطلق او احدا من افراد القبيله؟
نفث دخان غليونه ثم قال : لاشيء ياوضحى لاشيء.
فقالت : ماذا تعني بلا شيء ؟ هل انا غريبه عنك بالتاكيد هناك شيء ويجب ان اعرفه.
نظر اليها شافي نظره غريبه اخافتها وقال:
جهزي لي كميه اضافيه من الذخيره لاخذها معي غدا للمرعى،والان اذهبي لتنامي .
عرفت وضحى انها لن تستطيع معرفة مابه وهو بحالته تلك فقالت مستسلمه:
امرك ياشافي تصبح على خير،
ثم ذهبت لتنام وهي تشعر بالقلق عليه
*******************************************8
استيقظت وضحى مبكرا كعادتها كل يوم، فرات شافي مستيقظا وهو يخن غليونه ومستغرق بتفكير عميق،وبدا عليه انه لم ينم البارحه،فقالت:
صباح الخير،ارى انك استيقظت باكرا هذا الصباح؟
انتبه شافي من شروده وقال:
صباح الخير، لقد استيقظت قبلك بقليل.
لم يقنعها قوله ولكنها لم تريد معارضته فقالت:
ماذا تريد ان اعد لك لطعام الافطار؟
قال: اعدي أي شيء ولكن بسرعه، لاننا سنتناول طعامنا في المرعى.
استغربت وضحى منه ذلك، فهو لم يكن يوما مستعجلا الذهاب للمرعى، فقالت:
حسنا، كما تريد.
ساقت وضحى الاغنام امامها وهي متوجهه للمرعى وزوجهايسير بجانبهاحاملا بندقيته ويشد حزامه المليء بالرصاص على وسطه ويبدو عليه التفكير العميق، اخذ القلق يعصف بوضحى لما اصاب زوجها ولا تعرف له سببا.
اعدت وضحى الطعام بعد وصولهم للمرعى، ثم نادت على زوجها لياتي، لكنه رفض بحجة مراقبة القطيع، وطلب منها ان تتناول افطارها بدونه،
قضى شافي ثمانية ايام وهو يراقب المنطقه بعينين كعيني الصقر انتظارا لظهور الذئب، لكنه لم يظهر ولم يياس شافي لقداصبح قتل الذئب بالنسبةله حياة اوموت.
في اليوم التاسع لاحظ شافي ان عددا من الاغنام يبدو عليه التوتر وعدم الارتياح ويكثر من الالتفات ناحية الجبل،عرف شافي ان هناك شيئا اخاف الاغنام،واي شيء يخيف الاغنام اكثر من عدوهاللدود الذئب.
جهز شافي بندقيته، واتخذ مكانا مستترا يراقب منه المكان، خاصتا ناحية الجبل.
بقي شافي في مكانه مايقارب الساعه ولم يظهر الذئب، فاحس بالقلق وتسائل هل احس به الذئب فهرب، او ان الذي اخاف الاغنام لم يكن ذئبا،
قد يكون أي شيء،وان خيالاته وامانيه باصطياد الذئب هي التي اوهمته بوجوده.
صدر من احدى الشجيرات صوتا ضعيفا اخرج شافي من تساؤلاته واعاده الى الواقع، نظر الى الشجيره التي صدر عنها الصوت بانتباه وتركيز شديدين،فتبين له بانها تخفي ورائها شيئا لم يتبين ماهيته، اشتدت قبضته على بندقيته وعينيه مركزتان على ذلك الشيء ،واحساسه يقول له بانه اقترب كثيرا من تحقيق امنيته.
تحرك ذلك الشيء ببطء من خلف الشجيره باتجاه صخره قريبه من القطيع، فتبين شافي شكله وعرفه ،انه الذئب اللعين،كاد يصرخ فرحا لولا ان تمالك نفسه.
رفع شافي بندقيته ببطء وهدؤ شديدين،وصوبها باتجاه الذئب، على الراس تحديدا، ثم اطلق النار.
في اللحظه التي اطلق شافي النار على راس الذئب، تحرك الذئب ليبدا الهجوم على الاغنام،فاصابته الرصاصه في كتفه،واخطات الراس كما اراد شافي.
هرب الذئب وهو مصاب باتجاه الجبل، راسما بدمه طريقه بين الصخور.
اخذ شافي يركظ بكل قوته ليلحق بعدوه الذئب قبل ان يختفي داخل متاهات الجبل وتضاريسه الوعره، لكن الذئب ابتعد قليلا واختفى بين الصخور فتتبع شافي اثار الدماء التي على الارض، تبين لشافي ان الذئب ينزف بغزاره من كمية الدماء التي يتركها خلفه.
لن يبتعد كثيرا،
هذا ماقاله شافي لنفسه يحدثها،ثم واصل مطاردته للذئب واقتفاء اثردمائه.
بعد اقل من نصف ساعه من اطلاقه النار على الذئب استطاع شافي ان يحدد مكان المخبا الذي التجا اليه الذئب ليموت بهدؤ.
يموت بهدؤ ، وهل سيترك شافي غريمه الذئب يموت بهدؤ،لو عرف ذلك الحيوان التعس ماسببه لشافي من مشاكل ، لعرف بان شافي لن يتركه يموت بهدؤ.
اخيرا وجدتك.
قالها شافي بصوت مرتفع للذئب وهو يوجه فوهة البندقيه الى راسه والذئب ينظر اليه بعينين تحملان من معاني الموت اكثر من الحياة.
اطلق شافي ثلاث رصاصات على راس الذئب، شعر شافي براحه وهو يرى الذئب مقتولا امامه، فاخذ يصرخ بصوت عال قائلا:
اين انت ياسليمان القذر لالطخ وجهك بد م هذا الكلب.
اني خلفك تماما ياشافي .
ذهل شافي عند سماعه صوت سليمان اتيا من خلفه، فالتفت ناحية الصوت بسرعه فراى سليمان يصوب بندقيته الى صدره فلم يستطع ان ينبس بكلمه من هول المفاجاءه.
قال سليمان مخاطبا شافي :
لقد اجبرتني على تحديك ومعاداتك باهانتك لي امام رجال القبيله وامام الشيخ مطلق ، ولم تكتفي بذلك بل اوصلك غرورك يابن فرحان بان جعلك
تقسم على ان تلطخ وجهي بدم هذا الحيوان اذلالا لي.
اني اعرف انك صياد ماهر ولن يعجزك ذئب او حتى عشرة ذئاب، لذلك راقبتك منذ اول يوم خرجت لصيده.
شافي لن ادع لك الفرصه لتكمل انتصارك باذلالي ابدا ابدا.
ثم اطلق النار على قلب شافي مباشره، فوقع مضرجا بد ماءه التي اختلطت بدماء الذئب.....
تمت بحمد الله
ابونصار
تعليق