السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
.... في ذلك المساء المقمر ,الهادىء كأمواج البحر الساكنة في أعماقها .. كانت هي بدموعها الحارقة وجنتاها تبكي عى قبر والدتها حسرة على فراقها ، متناسية جمال تلك الليلة التي يغاز فيها القمر المساء ..
كأن الدنيا في أعينها رداء أسود كثيف يحجب عنها النظر الى غيره حتى أدملت عينيها على السواد ولم تعد تدرك النور حتى الباهت منه .
ترتمي برأسها على حافة القبر ،دموعها تنسكب بغزارة ، تخاطب روح والدتها معاتبة وكأن اليأس أضناها وأبعدها عن ملامح الحقيقة ، وأن والدتها مجرد عاجزة أمام جبروت القدر ..
قائلة : لماذا تركتني لهذا الزمان الظالم ؟؟
لماذا رحلتي لتتركيني لبراثينهم وأنياب وحشيتهم يا أمي لماذا ؟؟
وأستمرت بالبكاء وتنهيدة تخرج من أعماق صدر حزين أكتوى بيأس الحياة وطعناتها المستمرة ..
من هنا أبتدأت خيوط الحكاية تنسج تفاصيلها الحزينة والبائسة ..فهل ستنبتدأ بألم وتنتهي ببسمة على الشفاه تعانق الأرواح ..أم من يتألم لا تدمل جراحه ؟!
شخصيات القصة
ياسمين : تبلغ من العمر 18 عام ، هادئة ، تحب الروتين ، وتحب الموسيقى جدا ، تحب الخيال ، طيبة القلب ، قوية الشخصية .،معظم وقتها في عالمها الخاص
فادي : أخاها الأصغر : يبلغ من العمر 12 عام ، متشائم بنظرة سوداوية رغم صغر سنه ،يحب الدراسة ويقضي معظم الوقت بين الكتب يتصفح ،جاد وقليلا مايضحك
أبراهيم : والدهما : يبلغ من العمر 50 عاما ..شديد وحازم ، وغير متفاهم مع أولاده ، مدرس ..
امنة : تبلغ من العمر 42 عاما ..عصبية .ولكنها طيبة وعنيدة بنفس الوقت ، مزاجية بعض الشيء ، تحب ولدها يحي كثيرا .
يحيى : أبن امنة وأخفادي وياسمين ولكنه لايحبها كثيرا ،غيور جدا ، ماكر ، لايحب الدراسة .. عمره 10 سنوات ...
_______
غادرت ياسمين المقبرة بعد أن أجهشت بالبكاء الشديد ومر عليها فادي ليجدها كالعادة في مكانها المعتاد قائلا : ألا يكفيك سئما يا ياسمين مضى على وفاتها أربع سنوات ولم تكتف من المجيء هنا
كل اخر الأسبوع !! أعلم أنك تحبيها جدا وكنت متعلقة بها ، ولكن هكذا تعذبيها ياعزيزتي ..كف عن هذا أرجوك ..
ياسمين : أتركني وشأني يا فادي ..بالله عليك ..ومضت بالسير في طريق العودة
فادي : حسنا أنتظريني قد عم المساء وفي المره القادمة تعالي في وقت أبكر يا عزيزتي ..أخاف عليك ..
ياسمين : جئت باكرا ولكن أنسى نفسي أخي هنا ويقتلني الشوق والحنين ، وكأنها قد توفيت اليوم ..
فادي : أدعي لها بالرحمة وكفي عن هذه التصرفات ...
ومضوا في طريقهم الى البيت ،وفي الطريق ألتقى ابراهيم بهما فسألهما قائلا : كالمعتاد في المقبرة أليس كذلك ..!!؟
مقاطعا على أخته فادي خوفا من أن تتصادم مع والدها كالمعتاد : نعم أيضيرك هذا بشيء يا أبي ..
أبراهيم : لا ولكن أخاف عليكما الحزن ..هيا بنا حان وقت العشاء ...وأنطلقوا الى البيت سويا ..
دخل أبراهيم البيت ليجد امنة تبكي .. فأستغرب الأمر فهي دائما حتى في حزنها تنتظره بأبتسامة .. ركض عليها وأولاده قائلا : مابك يا امنة ..؟؟ مالخطب ؟؟
بتنهيدة كبيرة : يحي لم يأتي بعد للبيت أول مرة يتأخر هكذا ...
فادي :حسنا يا خالة سأذهب وأبحث عنه لاتقلقي ..
ياسمين : لاتقلقي خالتي سأتصل على صديقتي مريم قد يكون عند أخاها يلعبان ...وأخدهما الوقت ...
ابراهيم : هيا أذن كفا عن الحديث وأمضيا .... وأخد يصبر زوجته امنة فهو يحبها جدا ..من بعد وفاة زوجته كانت له أما ، وأختا ، وعشيقة ،وكل الحياة.
هدئي من روعك يا عزيزتي ،لم يتأخر قط ، أول مره قد يكون مشغول بأمر هام ...
امنة : مالأمر الهام لفتى في العاشرة يا أبراهيم ..!! وأستمرت بالبكاء ..فأحتار وذهب يبحث عنه في أرجاء البلدة الصغيرة ....
جاءت ياسمين تتدمر : لا لم يلتقيا اليوم ...هدئي من نفسك يا خالتي ..لن يحدث بأذن الله له شيء ..سأعد لك الشاي لترتاحي ..
امنة : بعصبية : أهذا وقته يا ياسمين ...
ياسمين : قصدي أن تروقي أعتذر ... ليدخل أبراهيم متدمرا هو الاخر ..لم أجده ولم يشاهده أحد من معارفنا ... فأجهت بالبكاء امنة وتقول ضاع الولد ضاع ...
في هذه الأثناء فادي يبحث عنه في الأزقة القديمة : ليقف عند الزقاق المهجور .. يسمع أصوات ضحكات متعالية ويقترب ..، ليشاهد يحي في وضعية صدمته والسيجارة في
يده والضحكات بطريقة غير مؤدبة وأصدقائه تملأ المكان ...
نظر بدهشة اليهم قائلا بصوت مرتفع : يحي ماذا تفعل هنا وماهذا الذي تمسكه بيدك !!؟
يحيى : بدهشة أكبر ...اه اه لا لا شيء هو هو ..ولم يستطع أن يتلفظ كلمتين على بعضهما خوفا وحرجا ...
فادي : هيا بنا أيها الغبي خالتي قلقة باكية عليك ... وفي الطريق قال فادي : لم يخطر لي بيوم من الأيام أن أجدك على هذا الشكل ..أنا أكبر منك سنا ولم أفعلها ..بئسا عليك
يحيى ببكاء حار : سامحني لاتخبر والدتي أرجوك أرجوك ..وبقي طوال الطريق يتوسل له ..
فادي : حسنا أصمت ..ولكن لن يمر هذا الأمر هكذا ..في الصبح سنجلس ونتفاهم ..اخبرها أن سألتك أنك في المقهى ...
يحيى: أجل . ...أجل
وهما في الطريق عائدان الى البيت ...شاهدا عراكا لشبان مشاغبين ... فتدخل فادي ليحل المشكله ..حتى يطعنه أحدهما بطرف السكين ويهرب ....
فادي : اخ أيها الأحمق ماذا فعلت ...!!
ركض يحي ليساعد أخاه فادي .. ماذا حصل لك ,,,أتتألم أخي ...
فادي بعد أن هرب الجميع : طبعا أتألم دعنا نذهب للعيادة قريبة من هنا هيا ... ومضيا للعيادة الطبية وبعد أن ضمد جراحه الطبيب وذهبا الى الييت ...
دخلا على العائلة القلقة ..فأذا بامنة تركض وتحتضن يحي معاتبة غير منتبهه لما حصل لفادي ...
ولكن أبراهيم فورا أنتبه قائلا :ماذا حصل ..!! مابها يدك ..
ليجيب فورا يحي كنت أتخاصم مع زملائي وكانوا من الساعة الخامسة قد أحتجزوني يريدون أيذائي لولا أن أتى أخي فادي في اللحظة المناسبة وأنقذني ..
ليصعق فادي من الجواب غير قادر على النطق من هول الكذبة ..فقط ينظر ليحي قائلا بنفسه ..رغم صغر سنه الا أنه داهية كبيرة ...
هل سيتفق فادي مع أخيه يحي أم سيكذبه ..وماذا سيجري من أحداث جديدة
تعليق