جريمة بدافع الانسانية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اليسال
    V - I - P
    • Mar 2016
    • 2777

    جريمة بدافع الانسانية

    جريمة بدافع الإنسانية
    قصتنا تبدأ من منزل جبلي يطل على الوادي الاخضر الجميل الذي اكتساه اللون الابيض بسبب الثلج ولابد من هطوله فنحن في انجلترا البلد المثلج طوال السنة
    خرجت ريتا من المنزل والرياح الباردة تنزل كالسيف على بشرتها البيضاء الناعمة فتغلق عينيها الزرقاوين اللتان تشبهان قطعتي الزجاج خوفا من تحطمهما وتلف معطفها حول جسمها الرشيق ثم تنساب خصلات شعرها السوداء لتزاحم الرياح في لمسها لوجه تلك الحسناء...
    ركبت الباص المتجه الى لبرايتون تلك القرية الخلابة التي تضررت كثيرا بسبب اشاعات السفاح الذي انتشر صيته في كل مكان...
    كانت تعمل كمساعدة لوالدها الطبيب ورغم انها لا اكاد تتعدى ال20من عمرها الا انها كانت تحفظ كل الادوية وكانت حين لا يستطيع والدها ان يعالج احدا تذهب في مكانه وتتولى حل محله...
    جلست في اخر الباص بجانب النافذة وماهيالا لحظات حتى جلس بجانبها شاب وسيم يرتدي قبعة سوداء نزعها ووضعها على حجره بينما الفتاة تقرأ كتابا لم تكن قد نزعت قبعة معطفها بعد فلم يكن يبدو منها الا ذلك الفرو الملتف حول القبعة
    نظر الشاب الى صمتها وتركيزهافي قراءة الكتاب فقال -ان استمريت هكذا فستشعرين بالدوار بعد مدة...
    -ابتسمت الفتاة توقفت برهة ثم تابعت قراءتها
    استغرب الشاب من تصرفها ثم تابع صمته لدقائق ثم عاود الحديث قائلا...
    -انتشر الوباء في العديد من القرى وهو يستهدف ضعاف الجسم والغير مهتمين لصحتهم ...
    ضحكت الفتاة ضحكة خفيفة استطاع سماعها فقال
    -انت حقا فتاة عنيدة الا يمكنك الاهتمام قليلا بصحتك
    توقفت الحافلة فقامت الفتاة وحملت حقيبة الادوية وتركت شالها سهوا وغادرت.بعد مدة راه الشاب فاسرع للحاق بها لكنه لم يجدها...
    نزل من الحافلة بعد ان وصل الى المدينة والتي لاتبعد اكثر من 20كلم من قرية الفتاةالتي توقفت بها
    نظر الشاب الى الشال ثم ابتسم صديقه الشاب ليو الذي كان بانتظاره قائلا
    -يبدو انك حظيت برفقة ممتعة عزيزي ساي....
    اجل لن تصدق كم كانت ممتعة:الشاب
    كان الشاب محققا رغم صغر سنه يعمل على حل القضايا الشائكة وكان مفتونا بها جدا حتى انه كان يسمى 'عشيق الجريمة'..
    دخل ساحة الجريمة وهي ساحة الشارع ووجد على الارض دماءا سرعان ما انتبه الى انها غريبة الشكل
    وقف المفتش خلفه يشعل غليونه وقال يبتسم..
    -يبدو انك اكتشفت شيئا مهما،
    الشاب:(يفكر بعمق)نعم...هناك الكثير من الامور الغريبة.
    المفتش:شاركني ببعضها...
    الشاب:الدماء منتشرة بشكل غريب..الضحية قتلت عبر نحرها بشكل...يمكن تسميته بالمتقن..فقد قتلت بالطريقة نفسها التي يتم ذبح البقر في هذه المنطقة بها..
    ...اعتقد ان من قتلالضحية كان اما جزارا او جراحا اودا ان اعرف ان كان في هذا الحي من يملك هاته الصفات..
    ليو:(يبتسم)لقد وصلت لنفس استنتاجك صديقي..ووضعت حصرا للمشتبه بهم هناك السيد ولسون البالغ من العمر 51عاما وكان يعمل جراحا بالمشفى لكنه اقيل من منصبه بسبب ارتعاش يديه..قبل سنتين وكان ذلك بسبب ملاحظة الضحية
    الشاب:(يبتسم)لديه الدافع...تابع
    ليو:هناك السيدة نورا باليس البالغة من العمر 37سنة كانت تعمل مع السيد ولسون وتجيد عمله بدفقة تشاجرت قبل سنتين مع الضحية ونشأ خلاف بينهما وعرف عنهما العداء...
    الشاب:تابع....تابع
    ليو:اخيرا السيد رولاس والذي طلبها مرارا للزواج لكنها رفضته واستهزأت به حسب ماذكر اهل الحي كثير بسبب حجمه وبدانته يبلغ من العمر 32سنة وهو يعمل جزارا
    _في تلك اللحظة تردد ليو قليلا فلاحظالشاب ذلك وقال
    الشاب:ماذا هنالك صديقي من هو المشتبه به الاخير؟
    الفتاة:(تبتسم من الخلف)انا هي...مرحبا ليو
    ليو:(يبتسم)ريتا اهلا
    نظر الشاب اليها ولاحظ بسرعة انها نفس الفتاة الهادئة التي جلست بجانبه فقال:
    -هل من الصدفة ان نلتقي مرتين اليوم؟؟؟
    الفتاة:اين الصعوبة بذلك؟انا وانت كنا متجهين لنفس الوجهة لكنني توقفت لكي ارمي سلاح الجريمة فقط في قريةقريبة...
    الشاب:(باستغراب ودهشة)ماذا...؟؟؟
    الفتاة:(تضحك بهدوء)صديقك مضحك يا ليو...
    لفت الفتاةلفة حول الضحية ثم نزلت ورأت عنقها فأسرع الشاب اليها قائلا بغضب:
    -يا انسة انت مشتبه بها ولا يمكنك لمس....
    الفتاة:(بهدوء)ان طريقة القتل تخص جراحا...
    الشاب:(بدهشة)ماذا؟...كيف استنجت ذلك..
    الفتاة:ان القاتل كان اما مستعجلا اومصابا في يده فهو لم يكن ماهرا جدا ولربما كان مترددا فهناك علامات دقيقة على ذلك...
    الشاب:اعلم ان القاتل هو السيد ولسون لكن نحتاج الى دليل...
    الفتاة:(باستغراب)من السيد ولسون؟...حسنا لايهم المهم انه يحتفظ بعلامة من الضحية..
    الشاب:ماذا تقصدين؟
    الفتاة:تشير الدماءالى انه لم يمض على موتها اكثر من 4 ساعات وربما اكثر بربع ساعة ان حسبنا درجة برودة الجو...وبالتالي ونظرا لكون الحي يمتليء بالسكان حوالي ال7 صباحا فلم يكن لديه الوقت ليزيل الدماء العالقة بجسمه فهو ولكي لا يلطخ ثيابه اعتمد على خلع ملابسه ولكونه كان يشرب الفودكا فلم يشعر بالبرد..
    الشاب:(بدهشة)وكيف علمت انه كان يشرب؟
    الفتاة:(تضحك بمرح)هناك اثار لذلك حولك انظر جيدا...الى الثلوج لتلاحظ ..لنستمر حسنا؟هو لم يستحم بعد وحتى ان فعل ستجدون الدماء في حمامه وبالتالي ستثبت الجريمة عليه...
    الشاب:(يصفق)رائع جدا...اعترف بمهارتك..لكن اخبريني لماذا لم تشكي بالجزار؟
    الفتاة:ببساطة لان الشخص الذي يحب لايقتل
    جواب بسيط ولربما ساذج ضل عالقا في ذهن الفتاة التي اتجهت بعد نهاية القضية للمرور على منازل الاحياء الفقيرة لتطمئن عليهم ثم تابعت للمشفى فالتقت بالشاب الذي راها وهو يتحدث مع المفتش عن الضحية واثبات الجريمة على القاتل..فذهب اليها سريعا ليجدها تضمد جرح طفل صغير..
    الفتاة:(تبتسم)شاطر يمكنك فتح عينيك الان..
    الطفل:(بفرح)هل انتهيت؟لم اشعر بشيء..
    الفتاة:(بمرح تضحك بهدوؤ)طبعا فأنت بطل..
    الام:هل سيكون بخير؟
    الفتاة:(بهدوء)نعم عليك منعه من الحركة ليومين ثم تعالي لتغيير ضماده...وسيكون بخير الحمد لله ليس هناك كسر...(تناديه بمرح)هل تريد حلوى يا بطل؟
    الطفل:(بفرح)حقا؟؟؟
    الفتاة:(تريه اياها)لكن عليك ان تعدني اولا؟
    الطفل:بماذا اعدك؟ انا موالفق..
    الفتاة:عليك انتعدني ان تاتي لزيارتي بعد يومين وان تطيع امك ولاتتحرك حتى اراك ثانية؟
    الطفل:حسنا اعدك..
    ضحكت الفتاة وخرجت تنزع مئزرها تفكر به وهي مرهقة ثم تذكرت انها نسيت شالها فقلقت لكن الشاب ظهر مبتسما..
    الشاب:اتبحثين عن هذا؟
    الفتاة:نعم..(تأخذه بسرعة)اشكرك الان غادر..
    الشاب:حركة سريعة وجميلة لكنها خاصة باللصوص..
    الفتاة:(تهمس بجدية)لماذا الم اخبرك؟ بالاضافة الى القتل فانا لصة...(ترى جديته فتضحك)يالك من ساذج
    الشاب:(بغضب)انت تجيدين الاقناع...
    الفتاة:(تسير ضاحكة)انت ساذج جدا
    انطلق الشاب خلفها بعد مدة وقال يحاول اقناعها وايقافها
    الشاب:اناعرف مطعما قريبا من هنا..ما رأيك ان ادعوك الى العشاء فانت في لندن وضيفتنا ويجب ان ارحب بك
    الفتاة:(باستغراب)وكيف استنتجت انني لست من هنا؟
    الشاب:(يبتسم)انا محقق حين لاكون معك...
    ضحكت الفتاة ضحكة خفيفة وهادئة..ثم اطرقت تحاول اخفاء الابتسامة ابتسامة الاعجاب التي علت وجهها جلسا في طاولة بجانب النافذة الزجاجية ليروا جميع من في الخارج..
    الشاب:(يبتسم)اذن...نحن لم نتعرف بعد رسميا..
    الفتاة:(بسخرية تبتسم)لو لم تكن مهتما بالثرثرةفي الباص لكنا تعرفنا مثل العالم..
    الشاب:(يضحك)الا تكفين عن السخرية ابدا؟حسنا لايهم انا سايمون ميرلا...محقق وعاشق للجرائم...
    الفتاة:جميل...انا ريتا مولين طبيبة ومحققة في وقت الفراغ احب السخرية والضحك...
    الشاب:(يضحك بتهكم)وكأنني لم الاحظ؟؟على كل حال اين تقيمين حين تأتين الى لندن؟
    الفتاة:(باستغراب)وكيف عرفت انني اتيت الى لندن قبل الان؟
    الشاب:هيا..انت تسيرين فيها وكأنك ترعلاعت هنا..
    الفتاة:نسيت انني اتحدث الى محقق...حسنا غير مهم علي ان اغادر فلدي...
    سقطت إمرأة يبدو عليها الغنى ارضا وبدى انها تختنق..فأسرعت الفتاةاليها وبدأت تمارس ماتجيده وبعد لحظات فقدت وعيها نزلت الفتاة لجس النبض فلم تجده عند ذلك قالت بصوت مرتفع:
    -ابتعدوا ارجوكم اريد بعض الهواء...ايها النادل احضر لي عصير ليمون اسرع...
    ضمت الفتاة يديها وبدأت تضغط على صدر السيدة حتى عاد نبضها عند ذلك تنفست الصعداء واخرجت من حقيبتها حقنة حقنتها اياها..
    السيد:(يبكي بفرح)اشكرك...اشكرك بشدة لو حدث شيء لزوجتي لكنت...فقدت عقلي..
    الفتاة:(تبتسم بهدوء)لابأس زوجتك تعرضت لنوبة ربمابسبب الملح في الطعام اطلب اليها شرب عصير الليمون فهو سيحرق الملح الزائد قبل هضمه ويجب ان تبتعد عنه لفترة...
    السيدة:(بتعب تتنفس)اشكرك..اشكرك بشدة..ان لم يكن لديك مانع...لدي ابن..
    السيد:(بقلق)اهدئي...اهدئي عزيزتي انا سأتولى الشرح..لدينا ابن مريض جدا وعجز الاطباء عن فهم حالته..وهو يتألم كثيرا ان لم لديك مانع...ارجوك الق عليه نظرة
    الفتاة:لا ادري..ربما لا..
    السيد:ارجوك اقيمي عندنا الليلة..ويمكنك رؤيته غدا
    الفتاة:حسنا..ليس لدي مانع...
    الشاب:(بسرعة)لالالا توقفوا لحظة..ذهابك الان يعني ان لقاءنا الثاني سيكون...بيد الحظ وللاسف لا أأمن به...
    الفتاة:(تضحك)حسنا..حسنا فلنلتقي غدا..عند الساعة الكبيرة في الحادية عشرة صباحا..
    الشاب:(يبتسم)حسنا اذن... نلتقي غدا
    لم تنتظر الفتاة للصباح بل ذهبت فورا الى غرفة المريض وهي تمر الرواق مع الخادمة رأت الفوضى وسمعت صوت صراخ وغضب،فقالت الخادمة
    الخادمة:انه السيد هو يشعر بالالم كثيرا لذلك يصب غضبه على الاكل والاواني لكنه طيب القلب في الحقيقة انا اقدر مايفعله فهو يحاول ان يبعدنا عن ألمه..
    الفتاة:حسنا,لكن أخبريني متى بدأ يشعر بالاعراض؟وماهي اعراضه...
    الخادمة:أضن ان الامر قد بدأ قبل 3 سنوات عندما اصابته الحمى ومرض لكن مع الادوية استطاع ان يستقر حاله لبضعة ايام واسابيع ثم عاوده المرض اكثرشدة وارقدته الحمى الفراش رغم انها لم تكن اقوى من المرةالسابقة وبدأت اعضاءه تشل الى ان فقد الاحساس بساقيه واضطر للبقاء في فراشه قبل سنيتين وبدأ يفقد الأمل شيئا فشيئا...
    الفتاة:(تبتسم)لكن الاوان لم يفت بعد..هو قادر على الحركة وهذا جميل...
    الخادمة:(بدهشة)ماذا؟؟؟...هل انت..هل انت جادة؟
    الفتاة:(تبتسم بهدوء)مادام قد جعلك حاملا..فلم القلق..
    الخادمة:(بدهشة)ماذا؟؟كيف..كيف..ع..عرفت؟
    الفتاة:(تضحك بهدوء ومرح)انسيت انني طبيبة؟
    دخلت الفتاة الغرفةفقذف فيها صحنا أمسكته مبتسمة وقالت بنبرة مرحة
    الفتاة:ههه..لايجب على المرضى العبث بالأغراض الحادة..كدت تصيبني...
    السيد:من انت..وماذا تفعلين في غرفتي...ألم يخبروك أنني عاجز؟
    الفتاة:أعلم لكني اردت المحاولة معك...(تنظر اليهم مبتسمة)رجاءا..دعونا لوحدنا...
    إندهش الجميع فعلى صوتها وتركوهما عند ذلك أغلقت الباب فقال بخوف ودهشة:
    السيد:ما..ماذا..تفعلين؟
    الفتاة:(تجلس ضاحكة)لماذا الرجال جديون؟ استرخ قليلا..انا اسمي ريتا وانا طبيبة...
    السيد:(يضحك بسخرية)طبيبة؟انت طبيبة؟
    الفتاة:لماذا..الديك اعتراض؟(تفتح حقيبتها)بالمناسبة امك تعرضت لنوبة اليوم..وتوقف قلبها..
    السيد:(بدهشة)ماذا....(يندفع ليقوم)امي..
    الفتاة:(تمسكه وتعيده بهدوء)لاتستعجل..انها بخير..ترتاح في غرفتها..
    طرق الباب ودخل الطعام فإبتسمت وما إن غادروا حتى قالت بهدوء
    الفتاة:لقد طلبت العشاء...ارجو ان لا تمانع؟
    السيد:ماذا تريدين مني بالضبط؟
    الفتاة:(تجلس بهدوءوحزن)أعلم تماما ماتشعر به لكنك صغير ولديك ام واب يتوقعان منك الكثير لاتكن ضعيفا مثلما استطعت ان تجعل جينا حاملا...
    السيد:(بدهشة)ماذا؟
    الفتاة:(تتابع)عليك ان تقاتل جسمك ضعففي وقت ما لكن الان...
    السيد:(مقاطعا بفرح)جينا..حامل؟
    الفتاة:(باستغراب)لماذا الم تعلم؟(تبتسم)جميل نعم جينا حامل..اعتقد انها بالشهر الثاني..لم يبق الكثير ليظهر حملها..ولا أظن ان والديك سيتقبلان الامر لذلك امامك 3 أشهر لكي تعود الى حالتك الطبيعية وتقاتل من اجل زوجتك وطفلك...
    السيد:(بحزن)لكن..لا أمل..حاولت مرارا مع جينا ان اقوم ان اقف..لكن لا جدوى..
    الفتاة:لهذا أنا هنا...سأعطيك بعض الأدوية..وادع جينا تهتم بك..سأقولانها ماهرة جدا وذلك سيمنحكما وقتا معا وحافزا اكبر للقتال
    السيد:(يبتسم)حسنا..
    اعطت الفتاة مجموعة ادوية عبارة عن 4قارورات للسيد..وشرحت كل شيء لجينا ثم أخبرت السيدين انها لاتثق بأحد للقيام بالإهتمام بالسيد الصغير غير جينا فكلفت بالعنايةبه..
    غادرت الفتاةصباحا والتقت بالشاب ثم سارا معا بالمنتزه صامتين فقالت بابتسامة كمن لاتبالي...
    -يبدو انك كنت مع احداهن؟
    الشاب:(بدهشة)ما..ماذا؟لا غير صحيح...من من اخبرك بذلك..
    الفتاة:(تضحك)ساذج...كنت امزح لكن بالنظر لردة فعلك فلا اضن انها مجرد مزحة؟؟؟
    الشاب:لالالا غير صحيح...كنت في بيتي...ومررت على مخفر الشرطة..ثم الى هنا..
    الفتاة:(تنقر جبينه بابتسامة)عليك ان تكف عن الجدية...فهي ستوقعك في مشاكل...(تلتفت مغادرة) سلام...
    الشاب:(يوقفها)الىى اين انت ذاهبة؟
    الفتاة:لدي عمل ثم سأعود الى قريتي ...
    الشاب:الايمكنك البقاء اكثر؟
    الفتاة:تركت ابي لوحده يجب ان اعود اليه قريبا فهو مريض...
    الشاب:حسنا ساوصلك اذن؟
    الفتاة:لا لاداعي فأنا ساستقل القطار...
    الشاب:هل أتوه ام انك تحاولين الهروب مني؟
    الفتاة:(تبتسم)انت لاتتوهم..ابي ليس...لنقل انه..لايحب الغرباء وخاصة شاب وسيم مع ابنته..
    الشاب:(يبتسم مفكرا)اترين انني وسيم؟...هاي انتظريني انا مصر..
    وصلت الفتاة بعد مدة الى بيتها فوجدت والدها الرجل الكهل الذي يبلغ 54من عمره والذي يبدو عليه القوة والتعب يقرأ بجانب النافذة فقالت تقبله فرحة:
    الفتاة:يبدو عليك التحسن...ابي هل تناولت العشاء؟
    الاب:لم يتغير طبعك ايتها الكاذبة الصغيرة..علمتك كل شيء الا ان تتقبلي الحقيقة...
    الفتاة:(تحزن ثم تبتسم مرحا)ايها العجوز..انت لن تتغير ابدا...اتريد ان تتركني للذي...
    انتاب الاب ألم فاسرعت اليه وأعطته الدواء..لكن المه كان يشتد الى ان سقط أرضا..فقال يمسك يدها:
    -يجب ان تفعلي ذلك عزيزتي انا اتألم وكل يوم افقد جزءا من شجاعتي..انت تعلمين أنني عجوز..لن ينفع الدواء معي...
    الفتاة:(تبكي بغضب)لالالا ابدا لن اتركك ترحل..اتذكر ما قلته لي وانا طفلة..الطبيب لا يترك حتى امل بسيط...
    الاب:وقلت ايضا ان من واجب الطبيب ان يخفف الم مريضه باية طريقة...
    الفتاة:(تحقنه فينام)..اسفة يا ابي..لكنني لن اتركك تغادر بسهولة..
    قامت الفتاة وغطت والدها ثم طهت العشاء،ثم جلست بجانب المدفأة تخيط الثياب..
    _مرت الايام سريعا والشاب يتردد مرارا على المشفى لكنها لم تكن تأتي اكثر من مرتين في الاسبوع فيراها ويحدثها ثم تغادر،مر الشهر والشهران وهم على نفس الحالة..حتى احبا بعضهما،رغم ان الشاب هو من كان يبادر،أما الفتاة فقد كانت محافظة وهادئة جدا في مشاعرها رغم مرحها ومزاحها المستمر..
    الشاب:امازال والدك على حاله؟
    الفتاة:ابي لن يشفى ابدا...وكلانا يعلم ذلك..هو يطلب انهاء عذابه..لكنني لا أستطيع ان اتركه..
    الشاب:(بحزن)أيمكنني قول شيء؟؟؟
    الفتاة:(بحدة)خيرا؟؟؟؟؟
    الشاب:عليك ان تتعلمي ان تودعي...اعلم انه امر صعب عليك فهو اخر من بقي من عائلتك..لكن الأحسن ان ينتهي ألمه...ان يغادر بشرف..لقد أخبرتني انه شل..وهذا ليس سهلا على رجلاعتاد تخفيف الألم..
    اطرقت الفتاة..وتملكها حزن عميق..لم يرى الشاب منه الا عبرات..عادت لمنزلها..وجلست بجانب والدها تبتسم فقال بفرح ودموع:
    -هل حسمت أمرك؟؟؟
    الفتاة:(تبتسم بحزن)نعم...ان كان هذا ماتريده..فإرحل غادر هذا العالم وبلغ تحياتي الى امي...
    الاب:(يبتسم باكيا)اهتمي بنفسك حبيبتي الكاذبة..وتزوجي من ذلك الشاب الذي أعاد بريق عينيك..
    الفتاة:(بدهشة)ما..ماذا؟؟
    الاب:(يضرب وجهها بهدوء)أنا والدك أيتها الغبية...الم تضني أنني سألاحظ؟
    نام الاب ونامت الفتاة بعد مدة من تلك الليلة..استيقظت في الصباح على صوت السيدة دورا ذات ال56 عاما وقد أحظرت لها الحليب وتطمن على السيد..فتركتها الفتاة وذهبت الى الحمام لتغسل وجهها فسمعت صراخا...اسرعت فوجدت السيدة دورا تنظر الى والد الفتاة...فإندهشت وتراجعت نحو الباب..ثم إالتفتت فوجدت الشاب يقف عانقته بسرعة تبكي وهو يمسح شعرها بحزن:
    الشاب:لا..لابأس ريتا..لقد إرتاح أخيرا...
    الفتاة:لم يكن علي تركه لوحده...لقد..انه خطئي مات بسببي...
    الشاب:لاعليك...هيا ابقي في الخارج...انت ايضا سيدتي...
    اقترب الشاب من الاب من اجل ان يغطيه فلاحظ ان على ذراعه الايمن تحوي أثر وخزة ابرة..وأن حول فمه أثر التسمم وبعد حضور الشرطة قال الشاب للفتاة:
    -هل تركته وحده ليلة امس؟
    الفتاة:(تمسح دموعها بقلق)اجل..لا..اجل..تركته لساعتين او أكثر اظن..
    الشاب:هل تركت الباب مفتوحا؟
    الفتاة:نعم..مثل العادة..لكي يطمئن عليه احد الجيران حين اغادر..
    ...........................................................(يتبع)
  • المريسي
    V - I - P
    • Nov 2014
    • 1896

    #2
    رد: جريمة بدافع الانسانية

    شكرا عالقصة يا ريت كملتها شوقتنا للنهاية

    بانتظار باقي القصة لا تطول علينا

    تحياتي

    تعليق

    • شمس الشتا
      V - I - P
      • Jan 2015
      • 4385


      • أوتذكر ..!

        حكايتي .. يوما كتبناها معا
        يوما رسمنا للأماني دربها
        حتى نعود بها مع
        الليالي ثم
        نلقاها
        معا ..!


      #3
      رد: جريمة بدافع الانسانية

      ياربي ما أصعبكم أيها المبدعين بحكاية القصص والروايات تحبون التشويق
      تابع وبعدين أخرج هههه

      يعطيك العافيه

      تعليق

      • اليسال
        V - I - P
        • Mar 2016
        • 2777

        #4
        رد: جريمة بدافع الانسانية

        انا احاول انهاءها سريعا وستكون التتمة بين ايديكم قريبا وشكرا على الدعم

        تعليق

        • اليسال
          V - I - P
          • Mar 2016
          • 2777

          #5
          جريمة بدافع الانسانية(تابع)

          كان الشاب ينظر ويفكر كثيرا واما الفتاة فقد لاحظت كل شيء بصمت استطاعت ان تحزر ماكان يفكر به بحكم عادتها فاقتربت من والدها ثم اخذت عينة دم والجميعيشاهد ثم حملت قارورةبها سائل فأفرغت الدم فيها ليتحول الى اللون الازرق البنفسجي...
          الشاب:(بدهشة)ريتا...
          الفتاة:(بهدوء)تسمم بسبب...اضن انه اما كلوريد البوتاسيوم او الثاليوم
          الشاب:(بتردد)ان لم يكن لديك مانع...نود فتح تحقيق...و
          الفتاة:تشريح ابي؟
          الشاب:ن..نعم..ان لم يكن لديك مانع؟
          الفتاة:(بحزن وهدوء)افعل ماتريده لكن لا تشركني بالامر...
          غادرت الفتاة وترك الشاب يحقق مع ليو مرت الايام والقضية مستمرة..وتم الاشتباه بمن دخلوا البيت لكن التحقيقات الاولية اشارت الى ان القاتل..كان يجيد الحقن لدرجة ان الضحية لم يبدي اي رد فعل اتجاهه..ولكن الغريب انجميع من دخلوا البيت لم يكن لهم اية تجربة سابقة مع الحقن...وهذا ما دفع كلا من المحققين والمفتش الى وضع ثلاثة علامات استفهام امام القاتل الغريب..
          ليو:(يفكر معهم)ان اكثر ما يثير دهشتي هو..من قد يهتم بقتل رجل يحتضر؟
          المفتش:انني معك في هذه النقطة يا ليو...من..
          في تلك اللحظة راودت الشاب تلك الفكرة العابرة والتي كانت جوهر حل القضية..فوقف والجميع ينظر اليه بدهشة..
          المفتش:(بدهشة وابتسامة)هل...هل كشفت ماحصل؟
          الشاب:للأسف..نعم..
          ليو:ماذا..ماذا حصل عزيزي ساي؟..هل عرفت هوية القاتل؟
          الشاب:ليس هناك قاتل يا ليو...
          ليو:(بدهشة)ماذا؟
          الشاب:نعم..والد ريتا السيد جيمس مولين...للأسف..انتحر.
          المفتش:(بدهشة)ماذا؟
          الشاب:نعم للاسف هذه هي الحقيقة...لقد أخبرتني ريتا مرارا انه كان يسألها ان تتركه يتخلى عن ألمه وان يغادر بصمت لكنها كانت تخبره انها لن تسامحه ان فعل ذلك..ولذلك تحمل ألمه اما البارحة فقد كان مختلفا لأنها سمحت له ان يغادر العالم فهي لا تتحمل ألمه..ولذلك انتظر ان تغادر وحقن نفسه-وهذا ليس صعبا على طبيب مثله-بالثاليوم ليغيب عن الوعي 3 ساعات ويفارق الحياة في السادسة صباحا وهو الوقت الذي كانت فيه ريتا نائمة...
          ليو:(بحزن)سوف تحزن ريتا كثيرا حين تعلم ذلك...
          المفتش:حسنا اذن انهينا قضية اخرى..انا ساكون معكما لإنهاء الامر غدا في المحكمة...
          اجتمع في المحكمة الجميع لانهاء مابدؤوا به وذكر الشاب كل شيء امام المحكمة والقاضي وهيئة المحلفين وماإن ذكر انتحاره حتى وقفت الفتاة وقالت بصوت عال:
          -اعترض سيادة القاضي...ابي لم ينتحر..
          القاضي:(باستغراب)من انت ولماذا الاعتراض...تعالي..
          وقفت الفتاة والجميع مشدوه مماتقوله تلك الفتاة المفجوعة حين بدأت
          الفتاة:ابي لم ينتحر..
          الشاب:(بدهشة)ريتا؟؟؟ماذا تقولين؟
          الفتاة:ابي..(بحزن)ابي لم ينتحر..
          القاضي:الديك دليل على ماتقولينه يا انسة؟
          الفتاة:نعم..نعم سيادتك...ابي كان يستخدم يده اليمنى طوال حياته..ثم انه تعرض لنوبة قلبية اصابت يده اليسرى واصابته بشلل...فكيف تفسر وجود أثر الحقن في يده اليمنى...ان من قتله كا أعسرا..ولهذا...اطلب متابعةالتحقيق....
          -نظر الجميع اليها وأطرق الشاب..بحزن يفكر..أما الفتاة فنظرتاليه بنظرة واثقة وهادئة
          -انهى القاضي الجلسة بطلب متابعة التحقيق...
          في وقت متأخرمن تلك الليلة التقى الشاب بالفتاة..لكنها كانت هائة وباردة المشاعر..لاحظ الشاب ذلك...فحاول ان يبدأ حديثه معها قائلا:
          الشاب:صدقيني يا ريتا لم أكن اعلم ان والدك ايمن..
          الفتاة:(بهدوء وغضب)حسنا..
          الشاب:اقسملك انني لماكن احاول فعل اي شيء يسيء اليه
          الفتاة:اعلم ذلك...
          الشاب:اذن لماذا انت غاضبة؟
          الفتاة:لست كذلك...
          الشاب:(بغضب)اتضنين انني لا ارى غضبك؟مابك...اخبريني..
          الفتاة:(بغضب وسخرية)أخبرك؟؟؟؟ اووه اجل...مثلما تخبرني انت؟
          الشاب:(بحزن)هذا ليس عدلا...
          الفتاة:(تهدأ)اتضنني لم انتبه؟؟؟؟ كلانا يعلم القاتل جيدا...وان لم تكن مستعدا للكشف عنه..فسأنوب عنك في فعل ذلك..وأعلن عنه..
          الشاب:(بغضب)إياك ان تجرئي على فعل ذلك...
          الفتاة:(بغضب تغادر)إذن راقبني...
          اسرع الشاب وأمسك الفتاة من كلي ذراعيها بقوة وغضب قائلا:
          -ارجوك ريتا...دعي الأمر...أقدر ماتمرين به لكن لاتكوني عنيدة..
          الفتاة:(تبعده بهدوء)لم اعد احتمل يا ساي...علي ان اشهد..
          غادرت الفتاة وجلس ساي في غرفة المفتش حين دخل ليو يركض اليه وقال بخوف وتعب ودهشة:
          ليو:ال..الحق يا ساي...ري..ريتا..
          الشاب:(بحزن)هل..هل شهدت؟
          ليو:(بدهشة)هل تعرف؟
          الشاب:(يقف)نعم..لنذهب الان...
          ليو:اذن اتعلم انها...اعترفت بأنها من قتلت والدها؟؟؟
          الشاب:نعم اعلم فانا عرفت بذلك من البداية...
          دخل الشاب الزنزانة التي وضعت بها التاة فقال بهدوء وحزن عميقين،وهي جالسة وتغطي وجهها بركبتيها..فجلس بجانبها وقال:
          الشاب:هل انت سعيدة الان؟؟؟
          الفتاة:(ترفع رأسها مبتسمة ممازحة)السجن ليس سيئا جدا...
          الشاب:(بغضب)كفى مزاحا...لمرة في حياتك كوني جدية يا ريتا...
          الفتاة:مارأيك لو نتزوج بعد أن اخرج من هنا؟
          الشاب:(بغضب وسخرية)تخرجين؟؟؟بعد اعترافك العبق بالازهار ذلك تتوقعين ان تخرجي؟؟
          الفتاة:سيكون بيتناجميلاوهادئا وسننجب 20طفلا اليس كذلك؟
          الشاب:(بدهشة)ريتا..هل...هل انت..
          الفتاة:(تبتسم)لاتقلق ساي لم اجن بعد...ثق بي سأخرج قريبا...
          خرج الشاب قلقا وخائفا من ان الفتاة جنت،قام بتوكيل محام بارع جدا هو صديق عائلته،بالرغم من معارضة عائلته على ذلك،لكن الشاب ورث عناده من فتاة مجنونة احبها...
          مضى التحقيق واقترب موعد المحاكمة وهم يحاولون اقناعها بالعدول عن اعترافها لكنها كانت اعند من ان تستمع اليهم...
          دخلت المحكمة برفقة الشرطيين وجلست خلف طاولة تخصص للمتهمين بدأ المدعي العام المرافعة بقوله:
          المدعي العام:سيدي القاضي..حضرات هيئة المحلفين الكرام..اننا نشهد اليوم جريمة من ابشع الجرائم التي شوهدت في عصرنا..فهذه الفتاة ومثلما اعترفت قتلت والدها بكل دم بارد..ورغم انها طبيبة الا انها استخدمت تلك الهبة في الجانب الخطأ فهي استخدمت السم في تنفيذ جريمتها...ان كل ما أطلبه من حضرتكم هو تنزيل اشد العقاب بها..لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه استخدام سلطته لإنهاء حياة الابرياء...
          الشاب:(يهمس للمحامي)ماذا سنفعل سيد مكلن؟
          المحامي:لاتقلق سيد سايمون سوف اتخذ من توترها حجة...
          المدعي العام:(يتابع)هذاكل شيء سيدي...
          القاضي:الدفاع يمكنك البدء الان..
          المحامي:(يقف)اشكرك سيدي...(يسير ويتحدث)سيادة القاضي..حضرات الهيئة المحلفين...ان موكلتي قد اعترفت بذنبها ولم تنكر الامرنبل على العكس تماما...اعترفت حالما هدأت وان كانت قد فعلت ذلك فذلك لجمال اخلاقها وبراءتها...هي وان فعلت ذلك فانها لم تفعل ذلك الا تحت اصرار من والدها لإنهاء عذابه إضافة الى انها لم تكن ضمن قواها العقلية..فهي فعلت ذلك تحت تأثير جنون مؤقت حالما خف عنها..حتى اعترفت...واود ان التمس الرأفة والرحمة في تقديركم لها ولدي بعض الشهادات التي قد تجدونها مفيدة،وتساعدكم في إتخاذ قرار عادل في حق فتاة برغم صغر سنها الا انها لم تتوانى يوما في تقديم المساعدة لكل محتاج...

          تعليق

          • شمس الشتا
            V - I - P
            • Jan 2015
            • 4385


            • أوتذكر ..!

              حكايتي .. يوما كتبناها معا
              يوما رسمنا للأماني دربها
              حتى نعود بها مع
              الليالي ثم
              نلقاها
              معا ..!


            #6
            رد: جريمة بدافع الانسانية(تابع)

            يالهي والتالي كمل القصة الليلة مو
            تتركنا وتتبع بعدين

            تعليق

            • اليسال
              V - I - P
              • Mar 2016
              • 2777

              #7
              رد: جريمة بدافع الانسانية(تابع)

              والله عم حاول بكل جهدي انشاء الله تكمل قريبا...
              شكرا عالدعم

              تعليق

              • شمس الشتا
                V - I - P
                • Jan 2015
                • 4385


                • أوتذكر ..!

                  حكايتي .. يوما كتبناها معا
                  يوما رسمنا للأماني دربها
                  حتى نعود بها مع
                  الليالي ثم
                  نلقاها
                  معا ..!


                #8
                رد: جريمة بدافع الانسانية(تابع)

                لاشكر على واجب
                شكرا لابداعك انا مابحب تابع قصص وروايات خاصة لطوال
                بس احداثها شدتني
                بالتوفيق

                تعليق

                • اليسال
                  V - I - P
                  • Mar 2016
                  • 2777

                  #9
                  جريمة بدافع الانسانية(النهاية)

                  تم استدعاء جيران الفتاة وبعضا ممن ساعدتهم فكانت الشهادات تصب في مصلحتها،وكان كل من ليو،الشاب،والجيران يطلبون الرأفة والرحمة بها..كان الواضح انها سوف تأخذ اقل حكم الا انها كانت تبتسم وهي جالسة بهدوء..فقال المدعي بغضب وصوت عال:
                  -سيادتكم اطلب منكم عدم التراخي في حق هذه الفتاة فهي برغم كل هذه الشهادات وسجلها الحافل الا انه لا يمكن نكران حقيقة انها قتلت والدها فكيف يمكن التواني عن هذه الحقيقة..ارجو منكم ان تطبقوا عدالتكم وتجعلوها عبرة لكل من تسول له نفسه ان يعبث بحياة الاخرين..
                  _ابتسمت الفتاة ثم وقفت وقالت بهدوء تنظر الى الشاب ثم نظرت الى القاضي قائلة:
                  -ارجو منكم ان تسمحوا لي بقول شيء قبل انهاء هذه الجلسة...
                  القاضي:(ينظر الهيئة ثم اليها)حسنا...تفضلي..
                  الفتاة:(تبتسم بحزن)اعلم جيدا ان مافعلته كان رهيبا وربما غير مغفور له...لكن اخبروني..ماذا كنتم لتفعلوا لو كنتم في مكاني...ابي كان يتألم ويصرخ من شدته،أنا رأيت كل لحظات ابي الهامة..رأيته يقاتل المرض الذي كان يصيب مرضاه بقوة معهم..ولم يكن يستسلم ابدا رأيته يشفي الكثير من الناس...منذ ابصرت الدنيا وانا اراه قويا شامخا..عندما يمرض الحيوان...وندرك ان مرضه لن يزيده الا معاناة فإننا ننهي حياته بطلقة...اتدركون كم..(بحزن تبكي)كم كان صعبا علي ان ارى ابي يضعف..وينهار...كان يتوسلني في كل ليلة ان انهي معاناته ان انهي المه واكتمل الامر عليه حين اصابته النوبة قبل 3أشهر..حين فقد يده التي اعتاد العمل بها فكان يبكي..ويتوسلني...
                  اعلم...نعم اعلم...الامر رهيب فتاة تقتل اباها...لكن فكروا معي لو كنتم مكان ابي...هل كنتم لتكملوا يوماخرمن العذاب؟ ولو كنتم في مكاني هل كنتم لتروا مريضا يتوسل ان ينتهي المه هل كنتم لتمروا عليه هكذا؟هل كنتم لتستيقظوا صباحا وتروا المه...ضعفه..هل كنتم لتنتظروا الليل لتسمعوا صراخه؟.انا لم اتمكن من الاحتمال ولا حتى هو...(تمسح دموعها حزنا)هذا كل مالدي...
                  القاضي:(يطرق ماسحا حزنه)حسنا...حسنا اذن سوف يتخذ القرار بعد المداولة
                  _دخل القاضي وهيئة المحلفين الى غرف منفصلة والجميع يمسك اعصابه خوفا ماعدا الفتاةالتي جلست بهدوء...
                  الشاب:مارأيك سيد مكلن؟هل يمكن ان يتساهلوا معها؟
                  المحامي:لا اضن ذلك سايمون...اغلب هيئة التحليف هم رجال يحكمهم الضمير وقساة ولقد رأيت السيد جوناثان كيف كان ينظر اليها..وهو صاحب الحكم فالبقية يحترمونه ويصدقون اي شيء تقوله..كما انه حسب تحقيقي الاولي اخبروني بانه كان يكره والدها لانه انهى حياة ابنه بنفس الطريقة التي مات بها والد ريتا...وقام وقتها بالابلاغ عنه ولكن بعد مدة اثبتت براءته واخلي سبيله..
                  الشاب:(بدهشة)اتعني...؟؟
                  المحامي.نعم التاريخ يعيد نفسه...ابن السيد جون كان مريضا بنفس مرض السيد...
                  الشاب:ادعو الله ان يرأف بها...هذا كل شيء..
                  بعد مدة خرج المحلفون والقاضي جلس على كرسه واعطي ورقة الحكم فتحها وقرأها..ثم قال:
                  القاضي:بعد الاطلاع على الادلة وشهادة الشهود..تم الوصول الى الحكم..
                  نظر الشاب الى وجه السيد جوناثان ليرى ابتسامة عريضة علت وجهه،فاطرق بحزن وحاول ان يخفي ذلك بالنظر الى الفتاة...
                  القاضي:(يتابع)وجدت المحكمة ان..الانسة ريتا مولين..بريئة من التهم المنسوبة اليها...وذلك لوجود شهادة موقعة من السيد مولين يبريء فيها طبيبته من اي تهمة تنسب اليها بشأن موته...
                  نظر القاضي الى دهشة الجميع..فاكمل قوله بابتسامة ضرب بمطرقته الطاوله:
                  -انسة ريتا يمكننك المغادرة...رفعت الجلسة...
                  في تلك اللحظة علت الفرحة والبهجة وصرخ الجميع فرحين فأسرع الشاب الى السيد جوناثان واوقفه:
                  الشاب:اين..اين وجدتم الرسالة؟؟
                  جون:(يبتسم)ليس هناك ايه رسالة..
                  الشاب:(بدهشة)ماذا؟؟؟لكن كيف؟
                  جون:استغرقني الامر 10سنوات لافكر في معاناة ابني..لو كنت شجاعا وقتها وودعت ابني وانهيت المه كان ليكون احسن من القاء اللوم على طبيب رأى احسن قرار ونفذه...
                  الشاب:(يبتسم)اشكرك..اشكرك سيد جوناثان...
                  جوناثان:(يبتسم بهدوء)اهتم بها فهي طيبة القلب وارجو ان يبقىامر الورقة بيننا فهي ستتدمر ان علمت الحقيقة...صحيح انها ارتكبت جريمة لكنها كانت جريمة بدافع الإنسانية...نعم جريمة بدافع الإنسانية هو عنوان قضية اليوم...
                  _وهكذا انتهت رحلة الالف ميل ...وبرئت الفتاة من تهمة اعترفت بإرتكابها....بعد عدة أشهر تزوجا وعاشا بسعادة...تابعت مساعدة المرضى وتابع هو حل القضايا..
                  ..................................النهاية......................

                  تعليق

                  • شمس الشتا
                    V - I - P
                    • Jan 2015
                    • 4385


                    • أوتذكر ..!

                      حكايتي .. يوما كتبناها معا
                      يوما رسمنا للأماني دربها
                      حتى نعود بها مع
                      الليالي ثم
                      نلقاها
                      معا ..!


                    #10
                    رد: جريمة بدافع الانسانية(النهاية)

                    جد مشكور حلوة النهايا السعيدة
                    بلا اعدام بلا هم

                    مشكووووور بتجنن ،بس كأنه قارئه شبيه للقصة
                    مو متذكرة بس روعه
                    سلمت ودمت

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...