من معلقة زهيرالأبيات )
1-3)
الفكرة :
الوقوف على الطلل بعد غياب وتذكر معالمها:1
- أمن أم أوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلمالمفردات :الدمنة : ما اسود من اثار الدار والرماد وغير ه ، والجمع الدمن ، حومانة الدراج والمتلثم :
موضعانالشرح :
: يتساءل الشاعر عن أثر من اثار زوجته أم أوفى، وقف عليها (في مكان في نجد اسمه حومانة الدراج والمتثلم)، ولم تنطق بكلمة لأن زوجته هجرته .الهمزة في أمن للاستفهامالميم في (تكلم و فالمتثلم ) تصريع تكلم :
فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية2- بها العين والأرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثمالمفردات: العين :
الواسعات العيون ، الأرام : جمع رئم وهو الظبي الأبيض خالص البياض ، خلفه : يخلف بعضها بعضا إذا مضى قطيع منها جاء قطيع اخر ، " الأطلاء : جمع الطلا وهو ولد الظبية والبقرة الوحشية. ، مجثم :
موضع الجثوم ، مكان يتستريح في الحيوان.الشرح : في هذه الأطلال يرى الشاعر بقر وحش واسعات العيون وظباء بيض يمشين بها خالفات بعضها وتنهض أولادها من مرابضها لترضعها أمهاتها.ذكر مظاهر الحياة بعد الحرب يدل على السلام والوئام الذي حل بالديار بعد السلام الذي حدث.
3- وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهمالمفردات: الحجة : السنة ، والجمع الحجج ، اللأي : الجهد والمشقة.الشرح : وقفت بدار أم أوفى بعد مضي عشرين سنة من الغياب ، وعرفت دارها بعد التوهم بمقاساة جهد ومعاناة مشقة ، لبعد العهد بها وذهاب معالمها.حجة : تمييز منصوبالأبيات )4-6) الفكرة :
الإشادة بالمصلحين لإدراكها السلم بين القبيلتين4- يمينا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرمالمفردات: السحيل : المفتول على قوة واحدة ، المبرم : المفتول على قوتين أو أكثر ، ثم يستعار السحيل للضعيف والمبرم للقوي الشرح : يقسم الشاعر يمينا أن السيدين
(هرم بن سنان، والحارث بن عوف ) قد استوفيا صفات الشرف والعلياء في كل الأحوال من شدة ورخاء لما تحملاه من ديات القتلى والصلح بين عبس وذبيان .الكناية : كنى الشاعر عن حال الرخاء واليسر بالخيط اللين غير المبرم , وعن حال الشدة والعسر بالخيط الذي احكم فتلهالمحسنات البديعية :
الطباق في قوله (سحيل ومبرم) لتأكيد المعاني وتوضيحها.5- تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشمالمفردات: التدارك : التلافي ، أي تداركتما أمرهما ، التفاني : التشارك في الفناء ، منشم : قيل فيه انه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها جفنة من العطر،
وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا اية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الذي تحالفوا على قتاله فقتلوا عن اخرهم ، فتطير العرب بعطر منشم ، وقيل : بل كان عطارا يشترى منه ما يحنط به الموتى وسار بهما المثلالشرح :
:يخاطب الشاعر سيدين كريمين هما هرم بن سنان والحارث بن عوف قائلا :تلافيتما أمر هاتين القبيلتين بعدما أفنى القتال رجالهما وبعد دقهم عطر هذه المرأة ، أي بعد إتيان القتال على اخرهم كما أتى على اخر المتعطريندقوا بينهم عطر منشم) كناية عن الموت التام؛ لأن منشم هذه باعت قوما عطرا فماتوا جميعاعبسا و عطر : كلاهما مفعول به6- وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من القول نسلمالمفردات: السلم:
الصلح الشرح : :يخاطب الشاعر هرم ابن سنان والحارث بن عوف قائلا: وقد قلتما إن اتفق لنا إتمام الصلح بين القبيلتين ببذل المال وإسداء المعروف من الخير سلمنا من تفاني العشائر.ان :حرف شرط جازم لفعلينالأبيات )7-9) الفكرة : الحديث عن الحرب ووصف ويلاتها :7- وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجمالمفردات:
الذوق : التجربة ، الحديث المرجم : الذي يرجم فيه بالظنون أي يحكم فيه بظنونها .الشرح : :يخاطب الشاعر ابن سنان والحارث قائلا: ليست الحرب إلا ما عهدتموها وجربتموها ومارستم كراهتها وما أقوله شهدت عليه الشواهد الصادقة من التجارب وليس من أحكام الظنوناسلوب حصر وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم 8- متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر إذا ضريتموها فتضرم• المفردات: تضر : شدة الحرب واستعار نارها ،
من ضرى الأسد إذا تهيأ لفريسته *تضرم : تشتعل.• الشرح : يخاطب الشاعر علمت عبس وذبيان :قائلا :لقد علمت عبس وذبيان نتائج الحرب وعرفوا كراهتها، وليس الحديث عن الحرب رجما بالغيب أو حديثا عن مجهول .• الاستعارة شبه الحرب مرة بالأسد الذي يتوثب لافتراس فريسته (تضر) وأخرى بالنار المتوقدة التي تلتهم الأخضر واليابس ,
والاستعارتان مكنيتان.• المحسنات البديعية: الجناس في قوله (تضر وتضرم) لتأكيد المعاني وتوضيحها.9- فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم• المفردات: ثفال الرحى : خرقة أو جلدة تبسط تحتها ليقع الطحين . والباء في قوله بثفالها بمعنى مع ، تلقح تحمل الولد ، الكشاف : أن تلقح نعجة في السنة مرتين ، تتئم :
أن تلد الأنثى توأمين ،• الشرح : يخاطب الشاعر علمت عبس وذبيان واصفا الحرب وويلاتها وتعرككم الحرب عرك الرحى الحب مع ثفاله ، وخص تلك الحالة لأنه لا يبسط إلا عند الطحن ، ثم قال وتلقح الحرب في السنة مرتين وتلد توأمين ، جعل الحرب بمنزلة طحن الرحى الحب وجعل صنوف الشر تتولد من تلك الحروب بمنزلة الأولاد الناشئة من الأمهات ، وبالغ في وصفها باستتباع الشر شيئين : احدهما جعله إياها لاقحة كشافا ، والاخر إتامها .• في صدر البيت صور الحرب في صورة الرحى، جاعلا البشر في صورة حبوب تتحول إلى دقيق يسقط على الثفال.وصورها في عجز البيت في صورة الناقة التي تلد في كل عام توأم، في إشارة واضحة لهزال تلك الناقة وهزال أبنائها؛ وبالتالي عدم فائدتها، وجلبهم للأمراض، (استعارة مكنية)
ورمى من وراء الصورتين إلى هدف واحد،هوالتنفير من الحرب بوصفها على هذه الصورة القبيحة .الأبيات0 )1-15) الفكرة : من لباب الحكم10)
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأمالمفردات: سئمت الشيء : مللته ، التكاليف : المشاق والشدائد ، لا أبا لك : يراد بها التنبيه والإعلام .الشرح : يتحدث الشاعر عن تجربته في الحياة قائلا :مللت مشاق الحياة وشدائدها ، ومن عاش ثمانين سنة مل الكبر لا محالة.11)
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب/تمته ومن تخطىء يعمر فيهرمالمفردات: الخبط : الضرب باليد ، العشواء : تأنيث الأعشى ، والعشواء : الناقة التي لا تبصر ليلا ، التعمير:تطويل العمر الشرح :
يتحدث الشاعر عن تجربته في الحياة قائلا :رأيت المنايا تصيب الناس على غير نسق وترتيب وبصيرة كما أن هذه الناقة تطأ على غير بصيرة ، من أصابته أهلكته ومن أخطأته أبقته يبلغ الهرمالصورة الفنية : شبه الشاعر المنايا بالناقة التي تسير على غير هدى رأيت المنايا خبط عشواء المحسنات البديعية : الطباق في قوله تصيب وتخطئ لتأكيد المعاني وتوضيحها12)
ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسمالمفردات: يصانع : يداري , يضرس بأنياب : يغلب ويذل , يوطأ : يداس , المنسم: خف البعير، والجمع المناسمالشرح : ومن لم يدارالناس في كثير من الأمور قهروه وأذلوه وربما قتلوه كالذي يضرس بالناب ويوطأ بالمنسم .يوطأ بمنسم :
كناية عن الذل13) ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندمالشرح : من أحسن إلى من لم يكن أهلا للاحسان إليه والامتنان عليه ، ذم ولم يحمد , فيندم على إحسانه في غير موضعه.14) ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلمالمفردات: خليقة : طبع. الشرح : مهما كان للإنسان من صفة أو خلق , يظن أنه يخفى على الناس علم ،" أن الأخلاق لا تخفى والتخلق لا يبقى"15) لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدمالشرح: الإنسان بلسانه وقلبه وما عدا ذلك صورة .
المحسنات البديعية :حسن التقسيم في قوله نصف ونصف فؤاده لتأكيد المعاني وتوضيحها.الصورة الفنية:صور اللسان والقلب بصورة جسم الإنسان.معاني المفرداتدمنة: ما اسود من اثار الديار. حومانة الدراج والمتثلم: موضعان. العين: واسعات العيون، ويعني بها بقر الوحش. الارام: الظباء.خلفة: يخلف بعضها بعضا. إذا مضى قطيع منها جاء قطيع اخر.أطلاؤها: أبناؤها. مجثم: اسم مكان جثم، موضع تجثم فيه الحيوانات وتستريح.لأيا: جهدا ومشقة، أي تعرف عليها بعد جهد وطول تأمل. سحيل: خيط غير مبرم بخيط اخر، ويرمز به لحال الرخاء.مبرم: خيطان أو أكثر فتلا حتى صارا خيطا واحدا،
ويرمز به لحال الشدة.منشم: اسم امرأة تبيع العطر، وترمز إلى الشؤم. المرجم: المظنون الذي لا يعتمد على يقين. تبعثوها: تهيجوها وتشعلوها. تضر: تشتد، من ضرى الأسد إذا تهيأ للفريسة . تضرم: تشتعل. تعرككم: تطحنكم.ثقال: خرقة أو قطعة من الجلد توضع تحت الرحى ليقع عليها الطحين. تلقح كشافا: تحمل كل عام. تتئم : تلد توأمين. لا أبا لك: دعاء يستعمل للحث والتنبه. عشواء: ناقة لا تبصر ليلا. يصانع: يداري.يضرس بأنياب: المراد يغلب ويذل. يوطأ: يداس. المنسم: خف البعير. خليقة: طبيعة.س1: علل لقب زهير بن أبي سلمى المزني، شاعر الحوليات لأنه كان يبذل جهدا كبيرا فيلا تنقيح شعره , وازالة عيوبه ويقضي في نظم القصيدة حولا كاملا س2: سم ابرز أقارب زهير ممن كانوا من الشعراء1)
كان أبوه شاعرا2) كان خاله شاعرا مجيدا وسيدا جوادا، فاغترف زهير من شعره، وتأثر بعلمه وخلقه،3) وتتلمذ في الشعر كذلك على زوج أمه الشاعر التميمي المشهور، فكان له في الشعر ما لم يكن لغيره، فقد4) ، وكذلك كانت أختاه سلمى والخنساء، 5) وابناه بجير وكعب الذي أدرك الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومدحه في قصيدة لامية مشهورة. عمر زهير طويلا، وتوفي عام 608م ترجيحيا.س:3 ما مناسبة القصيدة1)
معلقة زهير الميمية تقع في ستين بيتا، نظمها عقب انتهاء حرب داحس والغبراء 2) منوها بالصلح الذي أبرم بين قبيلتي عبس وذبيان بسعي من سيدي غطفان ( هرم ابن سنان )، و ( الحارث بن عوف )، اللذين تحملا ديات القتلى من أبناء القبيلتين من أموالهما، فوضعا حدا لهذه الحرب الضروس التي استمرت قرابة أربعين عاما. 3)
وقد أشاد زهير بهذه المأثرة الجليلة، ونوه بالمصلحين العظيمين وأكبر صنيعهما، 4) معبرا في الوقت نفسه عن كرهه للحرب وتشاؤمه منها، وتحذيره من تبعاتها وأهوالها. وصاغ ذلك في قالب حكمي، ينم عن تجربة عميقة، وخبرة واسعة، ونزعة إنسانية
1-3)
الفكرة :
الوقوف على الطلل بعد غياب وتذكر معالمها:1
- أمن أم أوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلمالمفردات :الدمنة : ما اسود من اثار الدار والرماد وغير ه ، والجمع الدمن ، حومانة الدراج والمتلثم :
موضعانالشرح :
: يتساءل الشاعر عن أثر من اثار زوجته أم أوفى، وقف عليها (في مكان في نجد اسمه حومانة الدراج والمتثلم)، ولم تنطق بكلمة لأن زوجته هجرته .الهمزة في أمن للاستفهامالميم في (تكلم و فالمتثلم ) تصريع تكلم :
فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية2- بها العين والأرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثمالمفردات: العين :
الواسعات العيون ، الأرام : جمع رئم وهو الظبي الأبيض خالص البياض ، خلفه : يخلف بعضها بعضا إذا مضى قطيع منها جاء قطيع اخر ، " الأطلاء : جمع الطلا وهو ولد الظبية والبقرة الوحشية. ، مجثم :
موضع الجثوم ، مكان يتستريح في الحيوان.الشرح : في هذه الأطلال يرى الشاعر بقر وحش واسعات العيون وظباء بيض يمشين بها خالفات بعضها وتنهض أولادها من مرابضها لترضعها أمهاتها.ذكر مظاهر الحياة بعد الحرب يدل على السلام والوئام الذي حل بالديار بعد السلام الذي حدث.
3- وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهمالمفردات: الحجة : السنة ، والجمع الحجج ، اللأي : الجهد والمشقة.الشرح : وقفت بدار أم أوفى بعد مضي عشرين سنة من الغياب ، وعرفت دارها بعد التوهم بمقاساة جهد ومعاناة مشقة ، لبعد العهد بها وذهاب معالمها.حجة : تمييز منصوبالأبيات )4-6) الفكرة :
الإشادة بالمصلحين لإدراكها السلم بين القبيلتين4- يمينا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرمالمفردات: السحيل : المفتول على قوة واحدة ، المبرم : المفتول على قوتين أو أكثر ، ثم يستعار السحيل للضعيف والمبرم للقوي الشرح : يقسم الشاعر يمينا أن السيدين
(هرم بن سنان، والحارث بن عوف ) قد استوفيا صفات الشرف والعلياء في كل الأحوال من شدة ورخاء لما تحملاه من ديات القتلى والصلح بين عبس وذبيان .الكناية : كنى الشاعر عن حال الرخاء واليسر بالخيط اللين غير المبرم , وعن حال الشدة والعسر بالخيط الذي احكم فتلهالمحسنات البديعية :
الطباق في قوله (سحيل ومبرم) لتأكيد المعاني وتوضيحها.5- تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشمالمفردات: التدارك : التلافي ، أي تداركتما أمرهما ، التفاني : التشارك في الفناء ، منشم : قيل فيه انه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها جفنة من العطر،
وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا اية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الذي تحالفوا على قتاله فقتلوا عن اخرهم ، فتطير العرب بعطر منشم ، وقيل : بل كان عطارا يشترى منه ما يحنط به الموتى وسار بهما المثلالشرح :
:يخاطب الشاعر سيدين كريمين هما هرم بن سنان والحارث بن عوف قائلا :تلافيتما أمر هاتين القبيلتين بعدما أفنى القتال رجالهما وبعد دقهم عطر هذه المرأة ، أي بعد إتيان القتال على اخرهم كما أتى على اخر المتعطريندقوا بينهم عطر منشم) كناية عن الموت التام؛ لأن منشم هذه باعت قوما عطرا فماتوا جميعاعبسا و عطر : كلاهما مفعول به6- وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من القول نسلمالمفردات: السلم:
الصلح الشرح : :يخاطب الشاعر هرم ابن سنان والحارث بن عوف قائلا: وقد قلتما إن اتفق لنا إتمام الصلح بين القبيلتين ببذل المال وإسداء المعروف من الخير سلمنا من تفاني العشائر.ان :حرف شرط جازم لفعلينالأبيات )7-9) الفكرة : الحديث عن الحرب ووصف ويلاتها :7- وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجمالمفردات:
الذوق : التجربة ، الحديث المرجم : الذي يرجم فيه بالظنون أي يحكم فيه بظنونها .الشرح : :يخاطب الشاعر ابن سنان والحارث قائلا: ليست الحرب إلا ما عهدتموها وجربتموها ومارستم كراهتها وما أقوله شهدت عليه الشواهد الصادقة من التجارب وليس من أحكام الظنوناسلوب حصر وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم 8- متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر إذا ضريتموها فتضرم• المفردات: تضر : شدة الحرب واستعار نارها ،
من ضرى الأسد إذا تهيأ لفريسته *تضرم : تشتعل.• الشرح : يخاطب الشاعر علمت عبس وذبيان :قائلا :لقد علمت عبس وذبيان نتائج الحرب وعرفوا كراهتها، وليس الحديث عن الحرب رجما بالغيب أو حديثا عن مجهول .• الاستعارة شبه الحرب مرة بالأسد الذي يتوثب لافتراس فريسته (تضر) وأخرى بالنار المتوقدة التي تلتهم الأخضر واليابس ,
والاستعارتان مكنيتان.• المحسنات البديعية: الجناس في قوله (تضر وتضرم) لتأكيد المعاني وتوضيحها.9- فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم• المفردات: ثفال الرحى : خرقة أو جلدة تبسط تحتها ليقع الطحين . والباء في قوله بثفالها بمعنى مع ، تلقح تحمل الولد ، الكشاف : أن تلقح نعجة في السنة مرتين ، تتئم :
أن تلد الأنثى توأمين ،• الشرح : يخاطب الشاعر علمت عبس وذبيان واصفا الحرب وويلاتها وتعرككم الحرب عرك الرحى الحب مع ثفاله ، وخص تلك الحالة لأنه لا يبسط إلا عند الطحن ، ثم قال وتلقح الحرب في السنة مرتين وتلد توأمين ، جعل الحرب بمنزلة طحن الرحى الحب وجعل صنوف الشر تتولد من تلك الحروب بمنزلة الأولاد الناشئة من الأمهات ، وبالغ في وصفها باستتباع الشر شيئين : احدهما جعله إياها لاقحة كشافا ، والاخر إتامها .• في صدر البيت صور الحرب في صورة الرحى، جاعلا البشر في صورة حبوب تتحول إلى دقيق يسقط على الثفال.وصورها في عجز البيت في صورة الناقة التي تلد في كل عام توأم، في إشارة واضحة لهزال تلك الناقة وهزال أبنائها؛ وبالتالي عدم فائدتها، وجلبهم للأمراض، (استعارة مكنية)
ورمى من وراء الصورتين إلى هدف واحد،هوالتنفير من الحرب بوصفها على هذه الصورة القبيحة .الأبيات0 )1-15) الفكرة : من لباب الحكم10)
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأمالمفردات: سئمت الشيء : مللته ، التكاليف : المشاق والشدائد ، لا أبا لك : يراد بها التنبيه والإعلام .الشرح : يتحدث الشاعر عن تجربته في الحياة قائلا :مللت مشاق الحياة وشدائدها ، ومن عاش ثمانين سنة مل الكبر لا محالة.11)
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب/تمته ومن تخطىء يعمر فيهرمالمفردات: الخبط : الضرب باليد ، العشواء : تأنيث الأعشى ، والعشواء : الناقة التي لا تبصر ليلا ، التعمير:تطويل العمر الشرح :
يتحدث الشاعر عن تجربته في الحياة قائلا :رأيت المنايا تصيب الناس على غير نسق وترتيب وبصيرة كما أن هذه الناقة تطأ على غير بصيرة ، من أصابته أهلكته ومن أخطأته أبقته يبلغ الهرمالصورة الفنية : شبه الشاعر المنايا بالناقة التي تسير على غير هدى رأيت المنايا خبط عشواء المحسنات البديعية : الطباق في قوله تصيب وتخطئ لتأكيد المعاني وتوضيحها12)
ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسمالمفردات: يصانع : يداري , يضرس بأنياب : يغلب ويذل , يوطأ : يداس , المنسم: خف البعير، والجمع المناسمالشرح : ومن لم يدارالناس في كثير من الأمور قهروه وأذلوه وربما قتلوه كالذي يضرس بالناب ويوطأ بالمنسم .يوطأ بمنسم :
كناية عن الذل13) ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندمالشرح : من أحسن إلى من لم يكن أهلا للاحسان إليه والامتنان عليه ، ذم ولم يحمد , فيندم على إحسانه في غير موضعه.14) ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلمالمفردات: خليقة : طبع. الشرح : مهما كان للإنسان من صفة أو خلق , يظن أنه يخفى على الناس علم ،" أن الأخلاق لا تخفى والتخلق لا يبقى"15) لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدمالشرح: الإنسان بلسانه وقلبه وما عدا ذلك صورة .
المحسنات البديعية :حسن التقسيم في قوله نصف ونصف فؤاده لتأكيد المعاني وتوضيحها.الصورة الفنية:صور اللسان والقلب بصورة جسم الإنسان.معاني المفرداتدمنة: ما اسود من اثار الديار. حومانة الدراج والمتثلم: موضعان. العين: واسعات العيون، ويعني بها بقر الوحش. الارام: الظباء.خلفة: يخلف بعضها بعضا. إذا مضى قطيع منها جاء قطيع اخر.أطلاؤها: أبناؤها. مجثم: اسم مكان جثم، موضع تجثم فيه الحيوانات وتستريح.لأيا: جهدا ومشقة، أي تعرف عليها بعد جهد وطول تأمل. سحيل: خيط غير مبرم بخيط اخر، ويرمز به لحال الرخاء.مبرم: خيطان أو أكثر فتلا حتى صارا خيطا واحدا،
ويرمز به لحال الشدة.منشم: اسم امرأة تبيع العطر، وترمز إلى الشؤم. المرجم: المظنون الذي لا يعتمد على يقين. تبعثوها: تهيجوها وتشعلوها. تضر: تشتد، من ضرى الأسد إذا تهيأ للفريسة . تضرم: تشتعل. تعرككم: تطحنكم.ثقال: خرقة أو قطعة من الجلد توضع تحت الرحى ليقع عليها الطحين. تلقح كشافا: تحمل كل عام. تتئم : تلد توأمين. لا أبا لك: دعاء يستعمل للحث والتنبه. عشواء: ناقة لا تبصر ليلا. يصانع: يداري.يضرس بأنياب: المراد يغلب ويذل. يوطأ: يداس. المنسم: خف البعير. خليقة: طبيعة.س1: علل لقب زهير بن أبي سلمى المزني، شاعر الحوليات لأنه كان يبذل جهدا كبيرا فيلا تنقيح شعره , وازالة عيوبه ويقضي في نظم القصيدة حولا كاملا س2: سم ابرز أقارب زهير ممن كانوا من الشعراء1)
كان أبوه شاعرا2) كان خاله شاعرا مجيدا وسيدا جوادا، فاغترف زهير من شعره، وتأثر بعلمه وخلقه،3) وتتلمذ في الشعر كذلك على زوج أمه الشاعر التميمي المشهور، فكان له في الشعر ما لم يكن لغيره، فقد4) ، وكذلك كانت أختاه سلمى والخنساء، 5) وابناه بجير وكعب الذي أدرك الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومدحه في قصيدة لامية مشهورة. عمر زهير طويلا، وتوفي عام 608م ترجيحيا.س:3 ما مناسبة القصيدة1)
معلقة زهير الميمية تقع في ستين بيتا، نظمها عقب انتهاء حرب داحس والغبراء 2) منوها بالصلح الذي أبرم بين قبيلتي عبس وذبيان بسعي من سيدي غطفان ( هرم ابن سنان )، و ( الحارث بن عوف )، اللذين تحملا ديات القتلى من أبناء القبيلتين من أموالهما، فوضعا حدا لهذه الحرب الضروس التي استمرت قرابة أربعين عاما. 3)
وقد أشاد زهير بهذه المأثرة الجليلة، ونوه بالمصلحين العظيمين وأكبر صنيعهما، 4) معبرا في الوقت نفسه عن كرهه للحرب وتشاؤمه منها، وتحذيره من تبعاتها وأهوالها. وصاغ ذلك في قالب حكمي، ينم عن تجربة عميقة، وخبرة واسعة، ونزعة إنسانية