السلام عليكم

يحكى أن أحد الصالحين ، اشتاقت نفسه إلى الحج؛ فجمع أولاده وقال لهم: يا أبنائي أخشى أن يجيء أجلي ولا أؤدي فريضة الحج ..! فلما سمع أولاده هذا الكلام بكوا بحرقة
وقالوا له : إلى من تتركنا وليس عندنا من الطعام ما يكفينا ليوم واحد؟ وكانت له بنت عاقلة قوية الايمان فقالت لإخوتها : دعوه يذهب فليس أبونا هو رازقنا ان الله هو الرازق.
فذهب الرجل ،ومراليوم والأولاد جياع لا يجدون ما يأكلونه فأخذوا يوبخون أختهم التي شجعت أباها على السفر فتركهم بلا عائل..
عندئذ دعت تلك الفتاة المؤمنة ربها قائلة : اللهم لا تخجلني بينهم
وبعد مدة يسيرة ،مر أمير البلد بهم ،وكان عائدا من رحلة صيد طويلة قطعها في البراري ،وقد استبد به العطش فقال لبعض أصحابه: اطلب لي ماء من هذا البيت،
فناولته الفتاة إناء جديدا به ماء بارد فشرب حتى ارتوى ثم سأل : دار من هذه؟
فقالوا: دار فلان العبد الصالح الذي ترك أهله وحدهم شوقا إلى الكعبة ورؤياها .
فرمى الأمير في الإناء كيسا من الذهب ثم نظر إلى من حوله من الأمراء والجند وقال: من أحبني فعل مثلي ..فرمى الجميع ما معهم من المال في الإناء حتى امتلأ.
فأخذت الفتاة الإناء وبقيت تبكي وهي تنظر إليه فقالت لها الأم :ما يبكيك يا بنيتي وقد وسع الله علينا؟ !
فقالت الفتاة: لأن مخلوقا نظر إلينا فاغتنينا..فكيف لو نظر إلينا الخالق؟