= نجوان =
صراع الحب و الشيطان
على أرض مصر
رواية سينمائية
2015 – 2016م
للروائي عماد العمرات
صراع الحب و الشيطان
على أرض مصر
رواية سينمائية
2015 – 2016م
للروائي عماد العمرات
(نجوان ينال) .. ابنه السادسة عشر وهي فتاة مدللة جدا تحمل جمال وأنوثة كبيرة . مزاجيه ، متسلطة ، أنانيه ، تحب امتلاك كل شي . تتعامل مع كل مع حولها باحتقار وتنظر للحياة على أنها مسرح كبير للمتعة وعلينا الاستمتاع بدماره بعد الانتهاء من التمتع به. ابرز هواياتها الغوص تحت أعماق الماء.
نجوان ابنة لتاجر مخدرات كبير يدعى (ينال) وهو رجل عرف بذكائه وحنكته في عالم المخدرات والسياسة وعلاقاته المشبوهة مع المافيا وتجار المخدرات والسلاح، دخل السجن قبل والولادة نجوان وتوفي فيه وهي في السنة الأولى من عمرها اثر تعاطيه جرعة زائدة للمخدرات داخل السجن، من قبل أشخاص كانوا يكنون له عداء كبير. الأمر الذي أدى لان تتزوج والدتها (مهتاب) من شقيقه الأصغر (منال) بعد الطلاق من زوجها وقبل وفاته في أولى أيام له من دخول السجن. هذا وان والدة نجوان تكون ابنة عم أبيها فهم أولاد عمومه، وهذا يعني أن منال هو شقيق والد نجوان الأصغر أي انه عم نجوان. حيث أن والدة نجوان كانت تحبه منذ زمن ولها الكثير من العلاقات الجنسية معه أثناء زواجها من ينال والد نجوان.
منال هو باحث بارع في علم السياسة حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة* ، ومتحدث بليغ، وهو رجل قصير القامة إذ كانت تلقبه نجوان بالقزم الصغير وهو حاد النظرات صاحب عينان اخضر اللون قوي البنية، بارع في مغازله النساء، يملك قدرة جنسية كبيرة وهذا ما جعل والدة نجوان مهتاب هانم بالارتباط به رغم مساؤه الكبيرة مثل انه وسخ وذو رائحة كريهة في بعض الأحيان فهو يكره الاستحمام أو الماء كثيرا بشكل عموم، فإذا دققت النظر فانك تجده قليلا جدا ما يشرب الماء حيث يميل إلى شرب العصائر بدلا منه. لباسه من الموضة القديمة وشعره منفوش دائما، يلبس نظارات للنظر ومع هذا كله فهو مرغوب جدا للنساء وخصوصا مهتاب هانم والدة نجوان وذلك للقدرة والمتعة الجنسية التي لم تجدها في غيره على حد اعتقادها. هذا وان منال رجل ثري جدا ولكنه بخيل جدا أيضا لا تهمه غير مصلحته وتحقيق رغباته. وما عرف عن ينال أيضا انه رجل يعاني من مرض نفسي على حد الاعتقاد فهو يميل في علاقاته الجنسية كلما تقدم به العمر إلى الأطفال الصغار، فقد سمع عنه انه فيما مضى قد مارس الجنس مع أطفال وانه يرغب الأطفال كثيرا، ولكن عندما تزوج من والدة نجوان مهتاب هانم قطع هذه الأفعال على حد قوله، فلو عرفت عنه والدة نجوان لتركته وهو يحبها كثيرا.
*جامعة القاهرة هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين . تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي، كالمهندس خانة(حوالي 1820) والمدرسة الطبية عام 1827، ثم ما لبثا أن أغلقا في عهد الخديوي محمد سعيد (حوالي 1850). بعد حملة مطالبة شعبية واسعة لإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل وغيره. تأسست هذه الجامعة في 21 ديسمبر 1908 تحت اسم الجامعة المصرية، على الرغم من معارضة سلطة الاحتلال الإنجليزي بقيادة لورد كرومر. أعيد تسميتها لاحقا فعرفت باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وتضم عددا كبيرا من الكليات الجامعية. تقع الجامعة فيمدينة الجيزة غربي القاهرة، وبعض كلياتها تقع في أحياء المنيل والمنيرة والدقي مثل كليات الطب البشرى و طب الاسنان و الصيدلة و العلاج الطبيعى . عدد خريجيها الحائزين علي جائزة نوبل هم 3 وتم تصنيفها عالميا عام 2004 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة علي مستوي العالم ويتخرج منها سنويا ما يزيد على 155 ألف طالب
كان لنجوان أختان من أبيها وأخ من زوج أمها وهم (ناريمان) وهي الأخت الأكبر لنجوان، ملتزمة ومحجبة وذات اتزان أخلاقي وأدب عالي، وزوجها (محمود) أيضا الذي يعمل مدير بنك إسلامي، لها طفلان (سمر وسراج) تسكن في الإسكندرية، وتعمل معلمة مدرسة لمادة الدين. ولكن هناك شكوك حول نسبها فبعض الراويات تقول إن والدي نجوان في أول زواجهم بقيا مدة طويلة لم ينجبوا أطفال وقد أكد لهم الأطباء ذلك، وأنهم بحاجة لوقت من اجل الإنجاب لذلك تقدموا إلى ملجئ أطفال وقاموا بتبني طفلة، إذ بقيت معهم ما يعادل 9 سنوات حتى تمكنت والدة نجوان من إنجاب نورهان، وهذه الطفلة بالطبع ناريمان. أما الرواية الاخرة تقول هي أخت لنجوان من والدها إذ أن والدها كان متزوج من أمراة أخرى قبل زواجه من والدة نجوان وأنجب منها. وهي ناريمان لذلك تجدها تحمل صفات كثيرة من والدها مثلا كرهها لأخواتها، فهي على عداء دائم مع والدتها وأخواتها فمنذ زواجها لم تزر عائلتها مطلقا.
والثانية التي اصغر منها في العمر وتسمى (نورهان) جميلة الجميلات كما يطلقون الناس عليها، وهي على العكس من أختها الكبرى ناريمان تماما، فهي متحررة لدرجة كبيرة تحب السفر والحفلات، مطلقة لم تنجب أطفال كان عملها في ملهى ليلي داخل مدينة القاهرة، وذلك لقرارها الاعتماد على نفسها فقد ساءت العلاقات ما بينها وبين والدتها حينما تزوجت دون علمها، الأمر الذي أدى لان تقطع والدتها كل شيء عنها. هذا وان نجوان تحبها، وكثيرا ما تساعدها في مشاكلها الكثيرة، أما الحال بالنسبة لنورهان فلم تكن تحب أحدا غير نفسها فلطالما حاولت استغلال نجوان لمصالحها الخاصة، لكن نجوان تفوقها ذكاء بكثير.
أما (نوران) وهو حبيب نجوان إذ أنها تحبه لدرجة كبيرة وهو شقيقها الأصغر من والدتها إذ يصغرها بعامين وهو شاب وسيم وأنيق يهتم بنفسه كثيرا، صديق للجنس النسائي أكثير من الرجال لذا ترى أكثر أصدقائها هم فتيات على مستوى عالي جدا من الجمال. دخل كليه السياحة والفنادق بعد نجاحه في الثانوية العامة بالغش، مهتم بمتابعة الأفلام الأجنبية وعلى وجه الخصوص الأفلام الجنسية (الأغراء) برغم انه قليل الرجولة في هذه الناحية فهو يتابعها لكن دون فعل شي فهو ضعيف جنسية تملكه رغبه عمياء قاتله تمنعها أشياء لا يعرف ما هي إن كانت صحية أم نفسية أم غير ذلك كل ما هنالك انه يحاول استعادة هذا الشيء بأي طريقة (القدرة الجنسية) لكن كان في كل مره يخفق سوى كان مع فتاه أو لوحدة فغايته في الوجود الوصول لحل لهذه المشكلة مهما كلفه الأمر بعيدا عن الأطباء كي لا يفضح أمره فهو لا يحب الأطباء على الإطلاق وهذا يعني إن عداءه وكره للأطباء اكبر أهميه من مرضه ولا يعرف إلى الان ما سبب هذا العداء أو الكره فلم يشهد انه ذهب لطبيب أبدا وكان يخبئ أمراضه دائما لنفسه ويعتبر نفسه طبيبا لنفسه.
هناك أيضاء الخادمة (صوفي) وهي المربي الخاصة للعائلة فمنذ ولادة نجوان وهذه الخادمة في فيلا والدة نجوان، وهي ليست مصرية الجنسية ولكنها تتكلم العربية بطلاقه. كان لها غرفة خاصة في الفيلا لا تسمح لأحد بالدخول لها. فصوفي هي من تولى أمر تربية نجوان وأخيها نوران، حيث زرعت في عقلهم الكثير من الأفكار العدوانية فلها دور كبير في تكوين شخصية نجوان وصقلها، فهي تتعلم تعاليم غريبة أو تكاد غربية أو لا تعرف أصلها، إلى جانب إبعادها عن الدين والعقائد والشرائع السماوية، وقد ساهمت مساهمة كبيرة في توسيع خيالها والتجول في فضاء خالي يعبث بخلاف حقيقة الأشياء. إضافة لذلك كله أنها كاتمة أسرار نجوان.
لقد كانت والدة نجوان تحب هذه المربية صوفي كثيرا وتعتمد عليها في كل شي فهي أمضت عمرها كله بجانب أولادها، لذلك هي تحضا بمحبة كبيرة، علما بان والد نجوان هو من احضرها من الخارج هي وخادمة أخرى اسمها (صفيناز) قام بعطاء الخادمة صفيناز لأخته نهاد وبقيت صوفي مع عائلة نجوان، والغريب في الأمر إذا نظرت للخادمتين صوفي وصفناز فانك تجدهما جميلات ويملكن عيون ساحرة وجميلة إضافة للقوة الجسدية لتي يملكنها في نفس الوقت، هذا وان أوراق هاتين الخادمتين وأصولهم وإثباتاتهم الشخصية اختفت مع دخول والد نجوان السجن، فقد عرف عن هؤلاء الخادمتين أنهم كانا يعملا مع والد نجوان في تجارة المخدرات وهذه المعلومات غير مؤكدة، فهم التزما الفيلات وقاما على تربية الأولاد وفق فكره مدروس ، وهذا من محاور هذه الرواية.
كان لنجوان ثلاث صديقات في المدرسة، ( أيه ونيفين وشهنده ). وهم أشبه ب (الشلة) الفاشلة أخلاقيا، أيه ابنه وزير سابق، وهي فتاة جميلة جدا وأنيقة في لباسها حساسة ترى أنها خلقت من اجل الاستمتاع بالحياة، تحب والدها كثيرا وتعتبره مثلها الأعلى بعد وفاة والدها، فأكثر ما كانت تحبه من والدها عطفه على المساكين وخصوصا الأطفال اليتامى، فهو دائما ما يقدم الدعم المالي لملاجئ الأطفال، كما انه يحضر بعضهم ما بين وقت لأخر ليقضوا يوما كاملا في فيلته، وذلك كي يشعروا بحياة كريمة ومؤقتة، لذا فان اية ترى والدها مصدر الحنان والسعادة لها في الحياة.
أما.نيفين فهي ابن صاحبة ملهى ليلي، والدها تركها وهاجر إلى أوروبا بعد طلاق والدتها وهي صغيرة، فهي لم تراه مطلقا ولا تعرف شكله، تحب والدتها لكنها دائما ما تكون على خلاف دائما معها، فنيفين كانت تحب أن تعمل مع والدتها في الملهى لكنها كنت ترفض، ولم يكن السبب خوف والدتها عليها لا. وإنما لأسباب أخرى لا تعرف تفاصيلها، هذا وان نيفين فتاة ذات قوام جذاب وشعر أشقر طويل ووجع كوجه البدر.، بسيطة جدا كانت تتمنى وهي صغيرة بالزواج من رجل يحبها.
لكن شهنده فهي أضحوكة الشلة، دمها خفيف جدا وبدينة بعض الشيء إلى أنها جميلة جدا. ضاحكة الوجه في كل الأوقات وهي ابنه (قواد) يتاجر بالشرف والنساء.والدتها مطلقة وتعيش خارج القاهرة. كانت تحب نجوان كثيرا ولا تخالفها في أي شيء أشبه بالخادمة المطيعة دائما للنجوان. تراها كثيرة الحفلات والسهر والسمر، علاقاتها الجنسية كثيرة وخصوصا مع الرجال الكبار في السن. لا تعرف الحب، فلم يتعلق قلبها يوما بأي شاب، تحاول دائما صنع المواقف الضاحكة.
أكثر ما كانت تحبها نجوان هي عمتها (نهاد) التي تسكن محافظة الإسكندرية، وهي أمراه جميلة ومتحررة ذات (اتيكيت وبرستيج) عالي عرف عنها مخالفتها الأعراف والتقاليد في كل شي، فبرغم أنها مسلمة إلى أنها تزوجت من رجل مسيحي يسمى (مكرم) دون أن تغير دينها أو يغير زوجها دينه. فمن اعتقاداتها الفكرية أن الدين هو أمور شكلية وانه لا يجوز تقيد حياة الإنسان وربطها دائما بالدين. هذا وان زوجها مكرم تاجر ذكي جدا، يعرف كيف يجلب المال من كل مكان، اهتمامه الوحيد في الحياة هو جمع المال وأنفاقه على زوجته وأبنائه ولا ننسى القمار فهو مقامر بارع ورابح في كثيرا من الأحيان.
الغريب في أمر عائلة العمة (نهاد) هو أن عائلتها تتكون من أربع أخوة (حسن و ادوارد و أميرة ودلال – أعمارهم بعمر نجوان تقريبا) حسن و دلال على الدين الإسلام و ادوارد وأميرة على الدين المسيحي . (لا أظنك عزيزي القارئ تستبعد ذلك فهذا أصبح يتفشى في مجتمعاتنا العربية دون حساب لعواقب الأمر بعد ذلك واندثار الدين وجعله صفه لا أكثر دون العمل بالشريعة).
منزل نجوان الذي تعيش فيه هي فيلا كبيرة قريبة من الأهرامات قام على بنائها والد نجوان قبل دخوله السجن بعام، وقد كتبها باسم والده نجوان، وهي فيلا تتكون من طابقين غير متساوين الحجم. الطابق الأول تكثر فيه الصالونات والحمامات وغرف الجلوس والسفرة والمطبخ. أما الطابق الثاني فكثرت فيه الغرف ذات التداخل الحلزوني، متفاوتة الحجم وغير متناسقة وذات شرفات كثيرة وهي في تصميمها الهندسي من أفكار والده نجوان، لذلك بعد زواجها من منال عم أولادها رفضت ترك بيتها التي أشرفت على بنائه، فهي تحب بيتها كثيرا ولا تدع لأحد المساس بحرمته أو تحريك شيء من غير علمها أو إشرافها. ففي المرة الأولى التي تنظر فيها إلى الفيلا من الداخل يتخيل لك انها تحمل أسرار في البناء كبيرة وذات مكر وخداع بصري، فعلى اقل الأشياء مثلا الصور و اللوحات المعلقة على الجدران هي صور غير مفهومه لحيوانات ومخلوقات غير معروفة ذات ألوان غريبة يبرز اللون الأحمر في أكثرها، تخيل لك في كل مره شكل أو مشهد أخر إلى جانب ذلك الحيوانات المحنطة فوالد نجوان عرفه عنه حبه للحيوانات الذكية والماكرة التي يصيدها مثل الثعالب والضباع . وهذه أيضا هوايته والدته نجوان التي كانت تحب اصطياد الأفاعي كثيرا وتحنيطها، وأيضا زوج والده نجوان العم منال لكن باختلاف كثير وغريب فقط كانت هواية زوج الأم منال اصطياد الغربان والخفافيش. هواية غريبة ؟
الفيلا من الخارج تحتوي على مسبح ومتنزه واسع يلفها جدار أسمنتي مرتفع وتزينها أشجار زينه شوكيه ولها بوابه متوسطه وجراج للسيارات. يحرسها البواب (متولي) وهو رجل غبي جدا وممل لكنه يقظ. وكل هذا تشرف عليه بالدرجة الثانية بعد والدة نجوان الخادمة أو المربية الغربية صوفي.
تجاور الفيلا فيلا أخرى كبيرة وجميلة تشبه في تصميمها الهندسي القلاع لها شرفة واحده تطل على فيلا والده نجوان وبالتحديد على الغرفة التي تنام فيها نجوان، وهي لجار يسمى (سلام) جاوز السبعون من عمره وهو جار في حاله له خمس أحفاد صغار أكبرهم يبلغ من العمر 7 أعوام. مات والديهم وتركوهم له يقوم على تربيتهم ورعايتهم. تساعده مربيه بشعة المنظر سوداء في لون البشرة اسمها (سمارة) وطباخ لبناني الجنسية طويل القامة وحاد النظرات.يدعى (جون). هذا وان بعض الراويات تقول بان هذا الجار سلام يعود في نسبة إلى عائلة والد نجوان بالدرجة الثالثة، ومع هذا فليس هناك أي علاقة نهائيا بينه وبين عائلة نجوان، ولا حتى كلمة سلام. إذ تكمل الروايات كلامها فتقول بان والد نجوان كان صديقا مقربا لابن الجار سلام المسمى (رفيق) ولكن بعد موت رفيق نتيجة حادثة غريبة انقطعت جميع العلاقات ما بين الجارين.
لجمال نجوان وهي في الثامنة عشر من عمرها سيطرة كبيرة على الجميع فكلما كبرت في العمر زادت جمالا فجسدها اليانع بالحيوية والجمال يجعلها مطمعها لكل رجل يراها ومن بينهم زوج والدتها وعمها (منال) الذي كان لا يحرك نظره من عليها في حين تواجده في المنزل، فبعد زواج أخواتها ناريمان ونورهان أصبح الأمر أكثر تطورا بالنسبة لزوج والدتها وعمها فقد كان يراقبها في أثناء تبديل ملابسها ونومها وأثناء الحمام وقد كانت تلاحظ نجوان ذلك واهتمامه زوج والدتها الزائد بها من الناحية الجنسية وقد كانت تحب هذا وكثيرا ما تحاول هي إثارته وإغرائه.
كانت نجوان كثيرا ما تميل في أفكارها إلى العالم الغربي (الأجنبي) فهي في تصرفاتها وأفعالها تراها نبدو لك وكأنة غير عربية إطلاقا، فهي لم تتلق أي تربية أو تعاليم أخلاقية والدينية أو اجتماعية عربية في صغرها وذلك لانشغال والدتها أو عدم معرفة والدتها نفسها فهي كانت بمثاب أم غير واعي و ناضجة أخلاقيا أو فكريا فلوالدة نجوان الكثير من العلاقات الجنسية الغربية مع الرجال، والتي تتسم بالعنف في كثير منها، وقد ورثت نجوان العنف في الجنس وذلك نتيجة لرؤيتها والدتها أكثر من مرة تمارس الجنس بهذه الطريقة، وخصوصا مع زوجها منال لذلك كانت تشعر بان الجنس هو العنف وأنها الان في عمر يسمح لها بممارسته والاستمتاع به. كما أن للمربية صوفي دور كبير في صقل شخصه نجوان فانشغال والدة نجوان وعلاقاتها الكبيرة مع الرجال جعلها تترك مسالة تربية نجوان وشقيقها نوران على عاتق صوفي.
نجوان لم تكن عاشقة ولم تمر بأي من قصص الحب والغرام، فهي لا تعرف الحب حسب اعتقادها أي بمعنى أنها لم تجد إلى ألان رجلا قادرا على أن يجعل قلبها يخفق له بقوه، وهذا مستحيل بالنسبة لها فهي صاحبة كبرياء ممتلئ بالحقد على الرجال وان الرجال بالنسبة لها سوى شيء يستخدم للمتعة الجنسية لا أكثر، وأنهم لا يصلحوا إلا لهذا الشيء فقط. لذلك هي لا تؤمن بالحب مطلقا وتنكر وجودها وتسخر منه في كل الأحيان، ومع ذلك فهي تميل إلى الرجال السود والسمر وترغبهم كثيرا لكن ليس جنسيا. فان حدث وصادفت رجل اسود اللون أعجبها، فان عليها أن تقبله على شفاهه مهما كلفها الأمر فهي تعشق تقبيل الرجال السود على شفاههم.
كان لنجوان غرفة خاص تحمل كم هائل من الهدايا وسرير دائري وتسريحة من النظام القديم جدا إلى جانب صور الممثلين والمطربين الغربيين يرتدون ملابس غريبة كتب عليها عبارات مخزية وأكثرها صور لمطربات يمسكن بيديهن كاس من الشراب أو يمسكن أفاعي (أفعى الكوبرا) إذ تظهر العظمة والكبرياء والغرور والاستهجان في أعينهم، إلى جانب الكثير من المجلات الجنسية و(الأب تب) ودولاب كبير يحتوي على الكثير من الملابس الممزقة والمكتوب عليها عبارات غريبة ومخزية، إضافة لذلك هي تحمل ثلاث هواتف نقال وكمرة للتصوير فهي تحب تصوير نفسها كثيرا، وتحب الاحتفاظ بالذكريات كصورة للمكان والزمان.
كثيرة النوم نجوان وكسولة ولا تحب العمل مطلقا تحب السهر والسمر والحفلات تجيد الرقص ببراعة وتهتم بجسدها وترى أن أكثر ما يحمي جمالها هو النوم، لذلك هي تفضله دائما وفي كل الأحوال فان قررت النوم لا يهمها أين ومتى تنام. فبرغم أن هناك ضيفا ثقيل الظل يزورها بين حين وأخر في المنام، وهو حلم غريب الأطوار يقول: إن رجل كبير في العمر قد يتجاوز السبعين من عمرة وجهه كبير ومعه كاس مملوء بالشراب يدعي بأنه شراب السعادة وانه يمد يده لنجوان في المنام ويقول لها (أنت أم زعماء الأرض ومن عليها ، صاحبة السعادة) ثم يختفي لتستيقظ بعد ذلك وتعود لتنام. وما يثير الدهشة أن حديث هذا الرجل العجوز دائما ما يتكرر على مسمعها في كثيرا من الأحيان وكأنه تسمعه في كل مكان. لكن ورغم ذلك فنجوان قليله الاهتمام بالخرافات. وقد اعتبرت هذا من الخرافات الخارجية التي توثر على الإنسان ما بين حين وأخر. إضافة إلى عبارة غريبة كانت نجوان كثيرا ما تكررها على نفسها أو بداخلها بطريقة شبه لا إرادية وهذه العبارة تقول (أنا سأبيع نفسي للشيطان) وقد كانت نجوان نفسها لا تفهم هذه العبارة وتعدها هلوسات تداري نفسها بها ما بين حين وأخر نتيجة الأفكار العدوانية التي تفكر بها وأحلامها الكبيرة في امتلاك الكون كله.
نجوان قليلة الكلام متحمسة دائما تملاها روح المغامر وتجربة كل شي إلى جانب إنها تحب أن ترى نفسها مسيطرة والجميع يخضع إلى أوامرها وهذا منذ الطفولة والذي كان يسهل لها مهمتها هم الخادمة صوفي وصديقاتها وأفكارهم التي تنبعث من شر وحقد، ولكن أكثر ما كان مقربا من الصديقات للنجوان هي نيفين حيث كانت تقنعها بأشياء كثيرة في الجنس وذلك لحكم خبرتها به وممارسته مع الكثير من الرجال والنساء.
كانت نيفين بمثابة صديق أمين على إسرار نجوان فقد كانت نجوان تخبر نيفين بكثير من أسرارها وعلى وجه الخصوص العائلية فهي تعلم بملاحقة زوج والدة نجوان لنجوان وأفكاره الغرائزية وقد كانت تنصحها بتعذيبه قبل أن يلمس جسدها كي تحصل على متعة جنسية كبيرة في أول جماع لها مع رجل على وجه الحياة. وهذا ما جعل نجوان تصبر وتمنع زوج والدتها في البداية من الاقتراب منها بغية تعذيبه كما قالت لها صديقتها نيفين، هذا ولا ننسى أن نجوان قد مارسه الجنس لأول مرة مع نيفين في بيت والدة نيفين حيث شعرت بمتعه كبير على حد اعتقادها وقد تكرر هذا كثيرا بينها وبين صديقتها نيفين حتى وصوله لاستخدام العنف الجنسي مع نيفين من قبل نجوان وهذا كان يزيد من رابطتهم الجنسية وتكرارها كلما سمحت الفرصة لهم.
نجوان بارعة جدا في صناعة الأكاذيب وخلق أجواء خيالية تشبه عالم أخر مشبع بالشر فهي من متابعي الأفلام الخيالية والرعب، وتعتقد بان كل ما حولها بني على خيال كاسر من صنع قدرة نستطيع أن نراها في أنفسنا في حالات القوة واعتلاء القدر والمقام. فمعظم هذه الأفكار أخذتها من الخادمة صوفي حيث كانت تعلمها هذا وهي صغيرة.
حتى لا ننسى فهناك أمر يجب ذكره ألا وهو أن هناك شاب وسيم بعمر نجوان كان يحبها . اسمه (اشرف) وهو شاب ذكي وبسيط متفوق في مدرسته وكان زميل نجوان في المدرسة وفي نفس الفصل وكان معجبا جدا بنجوان ولكن لم يفصح لها يوما عن حبه فقد كان يحتفظ بحبه لنفسه، ومع هذا بقي حبه لنجوان فهو يكتفي برؤيتها ويرتاح بسكن جوارها ولو للحظات. أما بالنسبة لنجوان فقد كانت لا تعيره أي اهتمام ولا تهتم به إلا حين الامتحانات فقط وتعتبره شاب (هيفه) غير قادر على تحمل المسؤولية عجز عن حماية نفسه. هذا وأنها تعلم بحبه لها وتعلقه بها حيث كانت تستمتع برؤيته ذليل لها.
في الرابع عشر من دورات اكتمال القمر ليلا كانت والده نجوان في سفر لإحدى أصدقائها في الإسكندرية والفيلا قد خلت من الجميع حتى الخادمة صوفي فقد كانت برفقة والدة نجوان لم يكن هناك عاد نجوان وزوج والدتها وعمها منال حيث كان العم منال يفكر انه الوقت المناسب لنيل ما يريد من جسد نجوان وهو نفس الشعور التي كانت تفكر به نجوان ولكن تريدها باثاره ومتعة لذلك رأت أن الإثارة ستكون في الحمام فكل ما عليها هو لفت انتباه زوج والدتها بأنها تريد الاستحمام وترك باب الحمام مفتوح وهو بالتأكيد سيلحق بها وهناك تبدأ طقوسها لهذا اليوم الذي تراه كبير في حياتها.
كانت نظرات زوج والدتها منال ليلتها تلمع من شده رغبته في أن ينال من جسد نجوان فنجوان في تلك الليل رأت أن تخفف من ملابسها حيث ارتد (شورت احمر قصير وبروتيل شبه شفاف خفيف من غير ملابس داخليه) وذلك من اجل إثارته لتقوم بعدها بالتلميح له بأنه تريد الاستحمام وتذهب بعد ذلك.
لحق زوج والدتها منال بنجوان وقد تفاجأ أن الباب غير مغلق لذلك انتظر قليل لحين أن تخلع ملابسها ومن ثم الدخول عليها وقد كانت نجوان تدرك ما قد يفكر به زوج والدتها لذلك نزعت كل ملابسها وهي تغني في الحمام بكلمات وقحة ليدخل بعدها زوج والدتها ويفاجأ أن الحمام قد ملئ بأضواء الشموع وان جسد نجوان يلمع كضوء القمر ما بين النجوم، وبدا يتقدم نحوها دون أن تتكلم نجوان أو تغطي عن جسدها وحين اقترابه منها يريد تقبيلها على شفتيها رفضت نجوان تقبيلها على شفتيها وقامت بالاستدارة له وفتح رجليها ليقوم مسكها من ثدييها وفض غشاء بكارتها دون أن تقاوم وممارسة الجنس بصورة تحمل الكثير من المتعة هذا ما شعر به زوج الأم ونجوان أيضا إذ أنهم من شدة درجة النزعة الجنسية لم يفتحوا عينهم لحين أن انتهت الرغبة الجنسية ليدركوا ما قد فعلوه ورؤية الدماء قد ملأت المكان.
الغريب في الأمر أن الدماء التي نزلت حين فض غشاء بكارة نجوان كانت كثيرة جدا ملئ أرجل نجوان وارض الحمام، كقطع متحركة من الدماء تأخذ طريقها سريعا إلى مصرف الحمام وكأنها مخلوقات حمراء غريبة تجري في كل المكان، وهذا ما أخاف زوج والدتها منال والهروب من الحمام على الفور حين رؤيته لهذا وترك الفيلا لتقوم نجوان بالنوم في الحمام ليلتها، وفي الصباح قامت للاستحمام وخرجت تملئاها الحيوية والنشاط، وقد اتصلت بزوج والدتها وعمها منال وسؤاله أين هو وأين ذهب ليله البارحة ليعود زوج والدتها وممارسة الجنس معها لوقت طويل ولكن دون أن يقبلها على شفتيها، فهي لا تحب ذلك مطلقا واستمر هذا طيلة أيام سفر والدتها، إذ إنها كانت تطلب منه أن يمارس معها الجنس بعنف مثلما كان يمارسه مع والدتها، ولكن لم يوافق زوج والدتها على ذلك مطلقا في البداية، برغم إلحاح نجوان المستمر عليه وإغرائه ومن ثم منعه من الاقتراب منها، إلى حين أن ينفذ طلبها، وفي ذات يوم وبينما كانت تطلب نجوان من زوج والدتها أن يمارس معها الجنس بعنف، إذا وشقيقها نوران كان قادما من الخارج وتفاجأ بمنظرهما وقد سمع كل كلامهم دون أن يروه.
بعد النقاش الكبير وافق زوج والدته نجوان على طلب نجوان وبالفعل استخدم معها العنف الجنسي وقد كان نوران يراقب كل هذا وما يثير الدهشة أن نوران كان وقد شعر أو لاحظ تحسن في حالة الجنسية لقاء ما يراه من والده وشقيقته، فالمشهد لم يسبب له صدمه أنما زاد من انتهامه للفرص واستغلاله في أموره النفسية الجنسية فهو يشعر بتحسن لم يشعر به من قبل لقاء ما راه .
انتهت المتعة الجنسية العنيفة لتقرر نجوان بعدها أن لا تجعل زوج والدتها يقربها مره أخرى نهائيا مهما عمل فقد اكتفت منه جنسية وعليها الان البحث عن غيره لإشباعها جنسيا وفقا لغرائزها الغريبة.
بالنسبة لنوران لم يغب عن عينه ما راه وقد كان كل حين يتخيل نجوان، إلى أن تطور هذا بملاحقتها والدخول عليها في غرفتها والحديث الطويل معها والنظرات الجنسية التي كان ينظر لها وإعجابه بلباسها وملابسها، إلى درجة العبث في ملابسها الداخلية وقد لاحظت نجوان ذلك ولكن لم تعره اهتمام في البداية، لحين تكرار حديث صديقاتها نيفين وشهنده عنه وإعجابهم به وأمنياتهم بان يحضن بالنوم ولو لليله واحده معه، وهذا ما جعل نجوان تفكر به وتعطيه اهتماما من هذا الجانب، إذ كانت كثيرا ما تطلب منه الحضور لغرفتها الخاصة والحديث معها، إذ وفي كل مره كانت تقلل من ملابسها وإغراءه أكثر وتلذذها بهذا الشعور، وقد وصلت أن تبقى أمامه فقط بالملابس الداخلية، وكانت ترى في عينه وحشية الذئاب لو تترك له المجال لافترس جسدها بكل عنفوان فكلما طال الوقت زادت وحشيته أكثر.
ومن الناحية الأخر فقد كان نوران يفكر بان عقدته الجنسية سوف تفك على يد شقيقته نجوان وان سيصبح في أحسن حال إذا مارس الجنس معها فهذا يساعده فهو لم يشعر بالتحسن الجنسي إلا من خلال رؤيته لجسد شقيقته نجوان، وما حدث معها ووالده ، لذلك كان ينتظر الفرصة المناسبة التي تسنح له بها، فهو كان يريد ذلك برضا نجوان غير مرغمة على ذلك، فكلما طال الوقت شعر بكبر رغبته بنجوان.
كانت نجوان تخبر جميع ما يحدث معها في البيت إلى صديقتها نيفين إذ كانت نيفين في غاية الاستمتاع بكل ما يجري مع نجوان وعائلتها الهابطة أخلاقيا وفكريا، هذا ولا ننسى أن نيفين نفسها كانت كثير ما تتمنى لو أنها تنام ولو لليله واحده بين أحضان شقيقة نجوان نوران فهي مولعة به، ولكن هو لا يعيرها أي اهتمام برغم جمالها، حيث كان يعتقد بأنه لو اقترب من نيفين ولم يفعل شيء فان أمره سيفضح على يد هذه الصديقة الغبية نيفين على حد اعتقاده، لذلك كان يتجاهلها ولا يتكلم معها مطلقا برغم كل ما تفعله لجلب انتباه الإعجاب بها وبجسدها، لكنه كان دوما ما يتجاهلها.
أخبرت نجوان صديقتها نيفين أنها قررت أن تمارس الجنس مع أخيها نوران وأنها ستكون جاهزة هذه الليلة له. وبالفعل هذا ما حدث كانت نجوان لم تغلق باب غرفتها عليها وليس هناك من احد في الفيلا غيرها وغير شقيقها نوران، كما أن زوج والدتها كان في الخارج ليلتها ووالدتها لم تزل في سفر. لذلك هي ليله مريحة بعض الشيء لعمل ما تريده نجوان فقد تحجج شقيقها بالأب توب ودخل عليها وقد كانت تلبس قميص نوم شفاف يظهر كل عورتها الأمر الذي أدى لان يقوم نوران على الفور بالاقتراب منها ومحاولة تقبيلها وقد كانت نجوان في قمة ذوبانها وانشداها، إلى أنها لم تجعله أن يقبلها على شفتيها لتقوم بتوقيفه وأخذه إلى الحمام مقنعة إياه بأنه سيشعر بمتعه كبيرة، وكما فعلت مع زوج والدتها فعلت مع نوران وقد كان نوران يشعر في تحسن جنسي كبير حتى قام بممارسة الجنس معها بشهية وسط أجواء في الحمام تكاد تكون شبه مرعبة تصطحبها صراخ لأطفال، إلى حين أن نزل منيه في رحم نجوان لتصرخ نجوان حينها بصرخة مرعبة جدا، فيقوم نوران بالهرب على الفور من دون حتى أن يلبس ملابسه ثم أغميه على نجوان في الحمام لساعات لتستيقظ بعد ذلك والاستحمام والخروج لرؤية شقيقها، لكنها لم تجده في الفيلا مطلقا فقامة الاتصال مع صديقتها نيفين وإخبارها بما حدث معها ومع شقيقها ولكن دون أن تذكر لها أين من موضوع الصرخة وهروب شقيقها من الحمام.
عادة نجوان للنوم وهي تشعر بشيء من السعادة المهلكة لترى ليلتها نفس المنام التي اعتادت عليها ولكن هنا كان اختلاف بسيط هو أن ذلك الرجل العجوز الذي اعتاد على زيارتها في المنام كان يحمل في يده هذه المرة أفعى من نوع (الكوبره) وهي أفعى سامه وأقاتله كان وقد جعل هذه الأفعى تلدغ نجوان في كتفها الأيسر لتستيقظ نجوان على الم ووخزه كبيرة في كتفها فتكتشف أن هناك نقطتان على كتفها فتمعن النظر أكثر على المرأة فتجد أنها كلدغة أفعى، خافت قليلا وعادت إلى نومها من جديد وفي الصباح كان يومها عطله مدرسية، وقد اتفقت مع نيفين على أن تزورها في الغد وبالفعل نفذت نيفين طلب نجوان في الصباح وكان يتناولا فنجان من القهوة والحديث عم حدث ليله البارحة، إلى أن نجوان لم تخبر نيفين أيضا عن الحلم الذي رأته وعن لدغة الأفعى في كتفها، كانت وكأنها قد نست هذا الأمر مطلقا إلى حين أن أتى شقيق نجوان وقد كان ينظر إلى نجوان وكأنه خائف منها لتطلب منه أن يجلس معهم وقد جلس حينها شعر نوران أن كل ما حدث ليله البارحة معه هو تهيأت لا أكثر من جراء المتعة الكبيرة التي كان بها، لذلك كان يريد أن يرى انه مازال في تحسن ام لا لذلك طلب من نجوان أن تلحق به إلى المطبخ لإخبارها أمر مهم وبالفعل لحقت نجوان بشقيقها تاركة صديقتها نفيين لوحدها وحين وصولها المطبخ تفاجأت بان أخيها قد نزع كل ملابسه وينتظرها ويمسك بها لم تستطع حينها نجوان المقاومة واستسلمت لرغبه شقيقها حيث حاول معها من الخلف لا من الأمام وقد كانت تشعر بمتعة كبيرة وقبل أن ينهي تفاجأت نجوان بان صديقتها نيفين كانت تشاهد ما يحصل وأشارت لها بالمتابعة وقد تبعة نجوان دون أن تلفت انتباه شقيقها إلى حين الانتهاء ليسقط شقيق نجوان بعدها على الأرض وقد أغمى عليه وقد قامة نجوان وصديقتها بأخذه إلى غرفته وسريرة فقد اعتقدا انه أنهك جراء ما فعل وبذله أثناء عملية الجماع التي تمت بينه وبين شقيقته نجوان.
تحاول نيفين العبث بنوران وهو نائم لكن نجوان تمنعها وتحاول أخراجها من الغرفة وبينما كانت نيفين تحاول إقناع نجوان يستيقظ نوران ويقوم ويتجه إلى الحمام للاستحمام فتلحق به نجوان ونيفين والاستحمام معه كان نوران في قمة قدرته الجنسية الأمر الذي جعل من نجوان أن تطلب منه أن يستخدم العنف معها ومع صديقتها وهذا فعلا ما قام به نوران وبينما كان يفعل ما قد طلبته منه نجوان بضربها وركلها هي وصديقتها ففي كل مره يقوم بضربها يرها قد تحولت إلى شكل مخلوقة غريبة ومرعبة تنظر له بنظرة احتقار كبير حينها توقف عن ضرب نجوان إلى أنها قامت بالإلحاح عليه والمتابعة لكنه توقف تماما واتجه إلى البانيو الحمام للاستحمام وحين فتح الماء انصب عليه دم كثير اغرق كل جسده حينها اذهل وقام بالخروج من الحمام على الفور وكان يقول دم، دم، دم جعلت نجوان ونيفين بالضحك والقول عن أي دم يتكلم وكنهم لم يلاحظا الدم الذي نزل على رأس نوران أو لم يروح مطلقا.
تعود الأمور إلى مجراها في الفيلا حيث ترجع الأم والخادمة صوفي من سفرها وتتوقف نجوان عن ما تقوم به فقد منعت شقيقها بان لا يقترب منها مره أخرى وأنها قد شبعت منه وأيضا زوج والدتها الذي رجع لمراودتها عن نفسها لكنها امتنعت لذلك كان يحاول مجاكرتها بوالدتها والنوم مع والدتها في الصالون محاولة منه لإغرائها والرجوع له، لكنها امتنعت. ومع هذا كله أحست الخادمة صوفي بان هناك أمر ما حدث أثناء سفرها لتسال نجوان ماذا حدث حين غيابها، فتخبرها نجوان بكل ما حدث لتبتسم صوفي وتقول لها أن تنسى الموضوع مطلقا وان لا تعود لهذا مطلقا
تسوء العلاقات ما بين زوج والدة نجوان العم تسنيم ووالدة نجوان نتيجة للضعف الجنسي الذي الم فجأة في تسنيم فوالده نجوان كان الهدف الأساسي من زواجها لتسنيم للمتعة الجنسية ولان لا ترى فيه الرجل القادر على تلبية رغباتها الجنسية فهو لا يملك أي شي من هذه القدرة فماذا تفعل به، لذلك أصبحت الفيلا أكثر من جحيم وساءت الأحوال المالية كثير بالنسبة لوالدة نجوان وزوجها مما جعل والدة نجوان تخلع زوجها تسنيم وتقوم على ترك الفيلا لنجوان وأخيها والسفر مع رجل أعمال إلى الخليج وترك نجوان لوحدها في بداية الموضوع وشقيقها نوران، حتى ساءت الأحوال المالية مما جعل نوران يغادر لتذهب نجوان حينها وتسكن مع شقيقتها ناريمان الملتزمة، وهذا ما حصل فعلا فقد ذهبت نجوان للعيش عند شقيقتها ناريمان وكانت مرتاحة في بداية أيامها إلى أن قامت شقيقتها نجوان بتضييق الحبل عليها في كل شي، اللباس والخروج والمصروف وهذا أمر ضايقها كثير لدرجة أن زوج شقيقتها جعل يتدخل فيها أيضا وهذا زاد من الضغط النفسي الذي تعاني منه من قبل . برغم أن نجوان قد حاولت مع زوج شقيقتها جنسيا وإغرائه لكن هذا هو ما جعله يختلق المشاكل في المنزل حتى ترحل فقد كان يخاف على أولاده من نجوان كما انه كان ملتزما دينيا وذو أخلاق عالية ولا يمكن أن ينجرف مطلقا إلى رغبات ومطامع نجوان مهما عملت لذلك قررت أن تذهب للعيش لدا شقيقتها نورهان وهي الفتاه الجميلة المتحررة والتي تعمل في ملهى ليلي في القاهرة.
وبالفعل تركت نجوان بيت شقيقتها ناريمان وذهبت لشقيقتها نورهان وقامت باستقبالها وتجهيز غرفة لها وقد كانت سعيد بها جدا وبأنها قررت أن تسكن معها. لقد كانت نجوان تعلم بمطامع نورهان وأنها تريد أن تقوم بتشغيلها كراقصة في الملهى وهذا الشيء لم تكن تفكر فيها نجوان مطلقا ولكن وبعد مضي مده أصبحت نورهان تتذمر من مصاريف البيت ومصاريف نجوان بالرغم من أن نجوان لا تصرف شيء على الإطلاق ولكن هذا ما قاد نجوان أن توافق على رغبة شقيقتها نورهان في العمل في الملهى كراقصة وقد كانت ترقص ببراعة، ولكن والغريب في الأمر ان لا احد من الرجال الذين تكرروا على الملهى قد نظر إلى نجوان أو جسدها جنسيا على الإطلاق وهذا ما كان يثير انتباه شقيقتها نورهان والجميع من عمال الملهى فبرغم جمالها وأنوثتها الباهرة التي تجذب أي رجل ولباسها ورقصها وجاذبيتها إلى أن رجال الملهى لا ينظرون لها جنسيا وهذا أمر شغل الجميع في الملهى.
لقد قلت زبائن الملهى وأصبح الملهى منحوسا منذ قدوم نجوان له مما جعل مدير الملهى يقوم بطرد نجوان وشقيقتها نورهان الأمر الذي جعل ينشب خلاف كبير ما بين الشقيقتين يسفر عنه ترك نجوان منزل شقيقتها والتوجه إلى عمتها التي تحبها كثير وتحب أولادها في الإسكندرية.
لقد استقبلت العمة (نهاد) نجوان بكل حب وقد تم تجهيز غرفة خاصة لها في الفيلا الكبيرة والمبهرة ولم يكن هذا الحب واره أي اطمع أو مصالح فقد كانت عمة نجوان تحب نجوان كثيرا وتعتبرها واحده من أبنائها برغم أن نجوان لم تقدر هذا الحب أبدا لكنها كانت تطمئن لعمتها وتحبها لكن ليس بمقدره درجة الحب التي تكنها لها عمتها، المهم أن نجوان لان سعيدة بعائلتها الجديدة ب (حسن وادوارد وأميرة و دلال).
كان بإمكان نجوان التوجه إلى صديقتها نيفين كونها لوحدها في فيلا كبيرة تزورها والدتها كل أسبوع مره فمن الممكن أن لا تمانع والدة نيفين في بقاء نجوان مع نيفين ولكن نجون لم تذهب لنيفين والسبب أن شقيق نجوان نوران هو الان يسكن مع نيفين وينام معها ويختبأ حين ما تأتي والدتها لذلك لم ترغب نجوان أن تذهب إلى نيفين وقطعت كل علاقاتها بها أما شهنده وأيه فلم تقطع علاقتها بهم وبقيت صداقتهم مستمرة.
في عائلة العمة نهاد عالم مختلف يجمع كل الأضداد والتناقضات ولكن دون وعي وإسناد إلى منطق فهم ناقصي المعرفة ، عائلة بنيت على مفسدة أخلاقية كبيرة تجعل كل من يدخل بها يشعر بالاشمئزاز والقرف من كل ما يراه أو يبصره، فهذه العائلة تبيح فعل كل شيء ولكن بسرية كبيرة تمنحها حرية الوصول لكل ما هو ممتع لهم، مما يملئ أوقات فراغهم الكبيرة فالفراغ في حياتهم يعني الموت أن ما شغل ولو في أتفه الأشياء أو اقلها شريطة المتعة تكون هناك كارثة. لذا تراها عائلة تسمح بكل شيء ولكل فرد حرية اختياري وفعل أي شيء يريد.
كان هذا المكان أو هذه البيئة تناسب نجوان كثيرا حسب ما اعتقدت وأنها وجدت أخيرا طريقا لقتل فراغها القاتل، ولكن مهلا فلهذا البيت طقوس غريبة تجعلك تشعر بشيء من الاستغراب قليلا فمنها أن الدين هو اسم فقط له طقوسه وشراعه المعتادة فمثلا شهر رمضان بالنسبة للعمة نهاد وحسن ودلال والعيد وكذلك عيد الفصح لكل من زوج العمة نهاد وادورد وأميرة فالدين هو عاده لا أكثر وليس عبادة إلى جانب عدم علمه بأقل التعاليم الدينية في مضامين الدين لكل من الفئتين الغير مختلفات في العيش والحياة وهذا هو التصور الفكري المنبعث من التحرر والانطلاق بالنفس حسب ما تؤمن به هذه العائلة.
نجوان لا يعنيها أي شي من هذا. وهذا بالطبع سيكون لها أفضل فهي تحب الانطلاق بالنفس مع ملهيات هذه الحياة فوجود الراحة والعائلة الجميلة حسب اعتقادها ووجود المال، إذ كانت عمتها نهاد تصرف عليها ببذخ، واندماجها مع أولاد العمة الذين تنبعث فيهم أفكار جنونية تساعد على جرح الإنسانية والوصول إلى مراحله تدعى الاستمتاع بملذات كل ما حولهم. يجعلها تستعد لحياة جديدة مليئة بالمغامر والتحدي.
في أول ليله لها في بيت عمتها تنام بها يأتيها زائرها المعتاد ذاك الرجل العجوز إذ اخبرها هذه الليلة بأنها الان قد صعدت أول سلمه من سلم الوصول إلى كاس الحياة والخلود وعليها أن تنظر للقمر وتحاول أن تشرب من نوره الذي سوف يتساقط يوما مثل شلال ماء يختلط بالدماء من السماء وهي معجزتها التي ستحكم بها الأرض ومن عليها في يوم من الأيام التي قد قرب وقتها دون أن يحدد، ثم غادرها وهو يبتسم لها (كلام غريب .. أليس كذالك؟)
استيقظت نجوان حال ذهابه وعلى الفور اتجهت إلى شرفة المنزل لترى القمر وكان القمر وكأنه هلال يلمع بقوة تجاوره نجمته تلك الليلة لتعود بعدها إلى فراشها كي تنام فتفاجأ أن شعر مبلل بالماء والدماء دون خلط فاجأها هذا نعم لكن لم تفعل شي وعادت إلى النوم العميق لتستيقظ في الصباح وقد ملئ جسدها الحيوية والنشاط حيث الإفطار الجماعي مع أولاد العمى والعمى نهاد والأجواء العائلية التي كانت تحلم بها نجوان فليس هناك احترام للأكل الجميع يتعلم وبعضهم يتابع النت وهو يأكل والأخر يلبس ملابسه للذهاب للكلية وأخر يعزف موسيقى القيثار وهو يأكل أجواء غريبة لكنها ممتعة لنجوان فهي لطالما حلمت بأجواء مثل هذه . وقد نلفت الانتباه هنا أن جميع أبناء العمة نهاد قد ربتهم المربية أو الخادمة صفيناز.
لقد غادر أولاد العمة إلى كلياتهم وبقيت نجوان والعمة لتغادر العمة أيضا وتبقى نجوان لوحدها في المنزل لذا رأت نجوان أن تقوم بترتيب أغراضها في غرفتها الخاصة وهذا ما فعلته. وحين وصولها لغرفتها قامت بنزع جميع ملابسها باستثناء الملابس الداخلية الجزء الأسفل وترك الباب مفتوح لكونه لا يوجد احد إذا وتفاجئ بدخول زوج عمتها مكرم عليها ومسكها من الخلف بسرعة ودون مقاومه سلمت نجوان نفسها له، إذ لم يحاول تقبيلها على الشفاه ولم تستدر له إطلاق فقد مارس الجنس معها بعنف كونه كان يسحبها له بقوه لحين أن نزل منيه في رحمها ليحاول حينها أن يبتعد عن نجوان أو يفك نفسه، لكنه لا يستطيع، إذ شعر بوجود شي في نجوان في الأسفل يمسك بعضوه الذكري وهذا ما جعله يصرخ إلى أن يسقط معمى عليه أسفل قدما نجوان لتقوم نجوان بلبس ملابسها والخروج تاركة زوج عمتها مغمى عليه هذا وان السبب الأساسي في صراخ وإغماء زوج عمتها نهاد هو رؤية نجوان للحظات تتحول إلى صورة مخلوقة غريبة ومرعبة. وعلى حد الاعتقاد فان نجوان قد لا تكون ترى نفسها حين تتحول إلى صورة مخلوقة مرعبه إلى أننا لا نستطيع جزم ذلك أو التأكد منه إلى هذه اللحظة.
كان نجوان كثيرة التدخل في شؤون أفراد عائلة العمة نهاد، ولم يكن احد منهم ينزعج من ذلك أبدا إذ كانت تسأل عن كل شي وكأنها تريد تعلم كل شي في يوم وليله وهذا ما دفع أولاد العمة نهاد بإخبارها بكثير من أسرارهم على الأقل في المرحلة الأولى فبرغم أن علاقتها بأولاد عمتها نهاد قديمه إلا أنها شعرت وكأنه تعرفهم للتو، وهذا شيء جيد بالنسبة لها.
الابن الأكبر في عائلة العمة نهاد هو حسن وهو شاب كسول جدا وعنيد لا يبالي في ابسط الأمور غير غيور ولا يهتم لما يدور حوله تملكه الأفكار ألعباني ويحب امتلاك كل شي ورغم ذلك فهو طيب القلب كما يصفونه العائلة طويل القامة متسع الصدر جميل الجسد والوجه كان يحب فتاة تكبره في العمر اسمها (مريم) وهي فتاه أحبته بصدق لكنه حاول استغلالها في كثير من الأحيان لمصالحة ورغباته الجنسية وهي رفضت ذلك وبشد برغم أنها من عائلة متحررة جدا على الدين الإسلامي أحبته بشدة وأرادت الارتباط به كزوج للمستقبل لكنه رفض، لذلك اختارت غيرة وتزوجت به وسافرت إلى أمريكيا معه ولم يعرف قيمتها إلا حينما ذهبت إذ شعر بخيبة أمل وانه فقد كل شيء بعدها وهذا ما اجبره المضي في الملذات الروحانية وتعاطي الكحول والمخدرات من اجل أن ينسها. ولم يستطع ذلك فكان هناك صورة لها في برواز أشبه بالحديدي عليه زجاج ذو خامة كبيرة ينقلها أينما ذهب فهي لا تفارق عرفته أو المكان الذي ينام فيه.
أما الثاني فهو ادوارد الشاب الروش المليء بالنشاط والذكاء وتفحصه لكل ما حوله بدين الجسم فكاهي صديق مقرب للجنسين ودود كلامه دائما جميل تشعر وكأنك تتحدث مع فيلسوف حينما تتكلم معه فهو بليغ جدا وصاحب حاسة سادسة تصدق معه في كثير من الأحيان غير مقتنع بشيء مطلقا ويشعر بان الوجود قد خلق عبث وانه لا وجود لحياة ما بعد الموت، وهذه المعتقدات ورثها عن قرأته للكتب الشيوعية والفلسفات الرجعية. كان جميل المنظر لطيف الضحك مبتسم دائما لباسه (كاجول) يلبس نظارات طبية يحب كرة القدم جدا ويتابع جميع مباريات الدوري يميل في علاقاته الجنسية إلى الجنس الأخر (المثلي) إذ تراه يتقرب دائما من الرجال الأقوياء في البنية الجسدية لإشباع رغباته . إلى جانب ذلك يملك (متسكل / دراجة نارية) جميلة يعتبرها كل شيء بالنسبة له ولا يحب تبديلها أو الاستغناء عنها برغم أن باستطاعته ركوب أفخم ماركات السيارات لكنه يحب دراجته كثيرا.
الثالثة هي (دلال) من أبناء العمة نهاد وهي الأخت التوأم لحسن بفارق 3 دقائق وهي فتاة جميلة جدا متحررة مثقفة في العلوم الجنسية تدرس الفلسفة في جامعة الإسكندرية تراها في كل حالاتها متشائمة وغير متفائلة لا تعطي الأمور أهميتها وهي ترفض الجدية في حياتها وتنظر للحياة على أنها باب للمتعة لا يحصل عليه أو يقدر قيمته إلا الأغنياء وأنها إلى الان لم تصل إلى هذه المتعة في الحياة وان المتعة بالنسبة لها لا تعني الجنس فقط إنما هو أحساس يتطلب طقوسا خاصة تسمو بالروح وتذهب بها أينما شأت النفس أو هوت. عاشقة لشاب اسمه (الياس) وهو مسحي الديانة وهذا الحب نتيجة أن دلال تعجبها تجربة والدتها نهاد وهي تريد أن تخوض نفس التجربة بالارتباط من شاب يخالفها في دينها ولا يجبرها على تغير دينها أو يحاول هو أن يغير من دينه فهذا الشاب الذي أحبها قد وصل في هواها حد الجنون ولكن هي لم تكن تريد ذلك الهوى على الإطلاق فمن درجة اليأس بها وتعلقه الشديد حاول معرفة كل شي عنها في المرحلة الأولى من تعرفه عليها ظنا منه انه سيملك قلبها مثلما ملكت قلبه ، وهذا على العكس تماما إذا بدأت دلال بالابتعاد عنه وتجاهله وخصوصا عندما علمت أنها قام بتغير دينه إلى الإسلام حتى يكون مثلها وهذا لم تكن تريده دلال على الإطلاق مما اصفر عن ذلك الفراق فيما بينهم وأصابه اليأس بالجنون ودخوله المصحة النفسية من اثر حبها فهنا تفاصيل كبير حطت من قدراته النفسية والعقلية على الاحتمال مما صعب عليه فهم مشاعره تجاهه وهذا ساق به إلى الجنون.
الرابعة أميرة وهي أخر العنقود كما يقال عنها فهي أخر الأبناء وهي أيضا توأم ادوارد ب3دقائق أيضا، شقيه جدا عنيدة جدا أنانيه فضوليه تحب أن تظهر دائما لها طريقة وأسلوب خاص حتى في لباسها فتجد لباسها غريب ولا يأخذ أي من مظاهر الموضة العصرية وقحة في بعض الأحيان عباراتها وكلامها لا يخلو من الكلمات المسيئة والسب واللعن إلى جانب استخدامها الدائم للغة الانجليزية وخاصة في الشتم ، متسلطة على الخدم وتحب افتعال المشاكل، أحبت ان تكون على دين والدها لأنها تحب والدها أكثر من والدتها نهاد هي جميلة أيضا وشعرها طويل جدا وعيناها واسعتان قوامها رفيع وبشرتها سمراء تعكس لمعان العسل ليس لها علاقات عاطفية إنما علاقاتها الجنسية فهي كثيرة مع الرجال وخصوصا الخدم والسواقين فقد كان سائقها الخاص من أكثر معاشريها جنسيا، ولا ننسى فقد اعتبرت أميرة التعليم هو مضيعة للوقت لذلك لم تكمل تعليمه الجامعي واكتفت بالثانوية العامة للتفرغ بعدها إلى الرسم وهي هوايتها المفضلة فهي على كل مساؤها رسامه بارعة تجد لها الكثير من الرسومات الجميلة المعلقة على جدران الفيلا كما أن لها مرسما خاص في الفيلا يجمع كل مستلزمات الرسم إلى جانب ان أكثر علاقاتها الجنسية تتم في هذا المرسم مع الأخذ بالاعتبار أن دلال لم تزل عذراء بعد فعلاقاتها الجنسية تكون من الخلف فهي تؤمن بان هناك طقوس معينه لهذا، وانه لم يحن الوقت بعد لذلك هي تحافظ على عذريتها بعد ولا تسمح لأحد ممن تمارس معهم الجنس أن يفعل ذلك.
نجوان كانت قريبة جدا من قلوب جميع هؤلاء الإخوة على اختلاف طباعهم وسلوكياتهم فقد أحبوها جميعا لدرجة كبيرة فهم يستأمنوها على جميع أسرارهم وتعلم بجميع علاقاتهم العاطفية والجنسية وتستمتع بسماعها منهم وقد اخبراها بعلاقتهم مع منظمة خارجية لها دين حقيقي يوصل الشاب إلى أعلى درجات المتعة والاستمتاع بالحياة، وان مفاهيم الحياة وقوتها سوف تنتهي مع ظهور هذا العالم الجديد كما يسموه إذ سيتم السيطرة على كل شيء، وأنهم من أوائل مؤسسي هذه الحركات في البلاد العربية، وان عهد حكمه للبشرية سيبدأ قريبا بوصول رجل قائد لهم ومعلم ومطور لعقيدتهم الجديدة وأنهم سعداء لو ان بإمكان نجوان الانضمام معهم، لكن يجب أن تخضع نجوان لاختبارات شاقة، ومع هذا فان أولاد العمة نهاد سوف يطلبا من الكاهن الأعلى على حد الاعتقاد الفكري لهم، انضمام نجوان لهم إذ شعرت نجوان بالفرح فهي تحب مثل هذه الأفكار وهذا ما جعل نجوان تساعدهم في كثير من الأحيان على ذلك وتهيئ لهم السبل لفعل أي شيء داخل بيت العمة نهاد فبرغم ان العمة نهاد متحررة إلى أنها لا تسمح بأي علاقة مشبوه داخل فيلتها وان أبنائها باستطاعتهم فعلا أي شيء ولكن خارج أسوار فيلتها وهذا يتضح في طردها لكثير من الأصدقاء في الحفلات التي يقيمها أبنائها في الفيلا وهذا ما كان يكره أبنائها منها ولا يحبوه، وقد حاولوا كثيرا إقناعها بالحرية وإفصاح المجال لهم في اخذ اكبر مجال من الحرية والاستمتاع بالحياة ولكنها رفضت ذلك.
العمة نهاد تخاف على ممتلكاتها وحرمة بيتها كثيرا فان دخلت غرفتها تشعر بشيء من العظمة في الديكور فحجرتها تمتلئ بالورود وجدرانها تحمل ألوان متداخلة فيها سرير دائري وجلسة وتسريحة ودولاب كبير يحمل عدد هائل من الملابس والثياب الثمينة جدا إلى جانب صدوق مذهب يحمل بداخله مجوهراتها الثمينة وبعض من الأوراق والصكوك القديمة لذلك هي تخاف أن تسرق أموالها كما أنها لا تحب مثل هذه العلاقات الجنسية أن تحدث في بيتها مهما كان.
صادف يوم مجيء نجوان إلى بيت عمتها نهاد يوم اندلاع الثورة في مصر 25 يناير 2011 ميلادي، حيث عمت الفوضى والانفلات الأمني في كل أجزاء مصر وتقدم الالاف من شباب الوطن بتقديم أرواحهم من اجل الحفاظ على هيبته ومكانته وتحريره من بين أياد الظلم ولاستفزاز التي عاشها في السنوات الأخير من حكم النظام السابق (محمد مبارك) إذ كان لابد من صرخ تغير وإصلاح تلحق الوطن وتنهض به من جديد فالمجتمعات المصرية أصبحت أكثر وعي وتطلع إلى عيش هنيء، لذلك تسمى ثورة الأبطال التي تعيد لمصر مجدها وتاريخها . فقد كانت الأخبار تتداولها جميع المحطات العربية والأجنبية وبثها مباشره من قلب الحدث.
محمد حسني السيد مبارك وشهرته حسني مبارك (ولد في 4 مايو 1928) الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية من 14 أكتوبر 1981، حتى تنحيه في 11 فبراير2011. ، التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949،ثم تقدم للالتحاق بالكلية الجوية وتخرج منها عام 1950، ترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدا للقوات الجوية في أبريل 1972 م، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي عام 1975 اختاره محمد أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية، وعقب إغتيال السادات عام 1981 تم انتخابه كرئيس للجمهورية بعد استفتاء شعبي، تعتبر فترة حكمه (حتى تنحيه عام 2011) رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية - من الذين هم على قيد الحياة حاليا، بعد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والرئيس اليمني علي عبد الله صالح والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذمحمد علي باشا.[2]عرف بموقفه الداعم للمفاوضات السلمية الفلسطينية - الإسرائيلية، بالإضافة إلى دوره في حرب الخليج الثانية ،وتنحى عن الحكم على إثر نشوب ثورة 25 يناير في 11 فبراير 2011.[3]، قدم للمحاكمة العلنية بتهمة قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير.[4] وقد مثل - كأول رئيس عربي سابق يتم محاكمته بهذه الطريقة- أمام محكمة مدنية في 3 أغسطس 2011، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد يوم السبت 2 يونيو 2012.، وتم إخلاء سبيله من جميع القضايا المنسوبة إليه وحكمت محكمة الجنح بإخلاء سبيله بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطي يوم 21 أغسطس 2013.[5] وتمت تبرئته في 29 نوفمبر 2014 من جميع التهم المنسوبة إليه أمام محكمة اسئناف القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي،[6] إلا أنه في 9 مايو 2015 تمت إدانته هو ونجليه في قضية قصور الرئاسة واصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات.
مع كل ما يدور في البلاد إلى أن نجوان وعائلة العمة نهاد كأنها ليست من هذه البلاد ولا يعنيهم الأمر مطلقا وهذا كان غريب فمنذ الطفولة للنجوان وعائلتها وأيضا عائلة العمة نهاد لم يشهد لهم أي مواقف سياسية تجاه البلاد وكأنهم غير معنيينا بما يحدث ويعتبرون الوطن مجرد مكان للسكن وان العالم كله وطن لهم ولا يهمهم أمر ما يحدث، ففي ظل الظروف التي تحدث إلى أن ثراء العمة نهاد وفيلاتها المنيعة والحرس والخدم جعلهم في أكثر مأمن من كل ما يحدث، فقد كانت تتم الحفلات في فيلا العمة نهاد واجتماعات العائلة إلى جانب انه وفي ظل الظروف اضطرت الأخت نورهان ان تأتي لتسكن عند عمتها نهاد وقد رحبت بها كثيرا ولكن ناريمان لم تفعل ذلك فهي على عداء كبير مع عمتها نهاد ولا تحبها على الإطلاق برغم أن العمة نهاد كثيرا ما تتودد لها وتحاول أن تكسر قيد الكره الذي لا تعرف سببه ومصدره إلى الان.
في تلك الأوقات التي اندلعت فيها الثورة وأصبح هناك نوع من الانفلات الأمني حصلت المخابرات المصرية نتيجة لعلاقاتها وتحرياتها وقيامها بواجبها الأمني وحماية البلد خارجيا من أي خطر يهددها، فالبلاد الان في نظر الجميع مطمعا للكثير، لذا كانت المعلومة تقول بان هناك منظمة إرهابية خطيرة سوفه تستغل الأوضاع في البلاد للدخول وتنفيذ مخططات إرهابية بعيدة الأمد والمسئول عنها رجل لا تعرف هويته أو اسمه كل ما تم جمعه من المعلومات عنه هو انه رجل ساحر، وانه سيدخل ويخرج من مصر مرتين الأولى لإدخال المواد الإرهابية ثم العودة إلى مقرة أو الخلية الإرهابية، والثانية لزرع هذه المواد الإرهابية وتنفيذ المهمة، وان دخوله للبلد سيكون عبر الأراضي الفلسطينية وان له أعون ينتظرون في مصر وان مشروعة الإرهابي سوف يزرع في ارض مصر في أهداف معينة إذ أن هذا المخطط الإرهابي سوف يقضي على اقتصاد مصر وسوفه يدخلها في متاهة اقتصادية لا حل لها أبدا. إذا ما بيعة الأهداف مستقبلا على الطامعين في ارض مصر، وان هذا الرجل الساحر هو الان حاليا يتواجد في مصر إذ يجهز لكيفية دخول مواد العملية إلى البلاد ففي ظل ما فيه البلاد الان يسهل التدبير لأي عملية إرهابية على الأمد البعيد أو التحضير لها.
أنها كارثة قومية للمخابرات المصرية فمن أي النواحي ألان تقاوم داخليا وما تؤل إليه البلاد فيما بعد وخارجيا حمايتها من أي خطر يهدد أمنها واستقرارها لذلك كلفت الرائد (منير) لتولي ملف هذه القضية التي لا تحمل أي من المعلومات سوى أنها منضمة أو خلية إرهابية يتزعمها رجل موجود حاليا في البلاد لا تعرف هويته. ولا يعرف مكانه وبأي الأسماء دخل وان كان موجودا أم غادر البلاد إلى جانب انفلات امني وتدهور في البلاد وانقطاع مستمر في المعلومات، الفريق المكلف معه فريق قليل، البعض منهم غير مدرب وليس على كفاءة عسكرية إذا أن عملية العثور والقبض على هذه الخلية بالنسبة لضابط منير مستحيلة.
أثناء الثورة وتحديدا الأيام الأخيرة منها قام الكثير من رجال الأمن والمخابرات المصرية بالاستقالة وترك مناصبهم وانضمامهم إلى جموع الشعب وهذا بالتالي احدث ضعفا كبير في الجهاز الأمني المصري وضغطا على المتبقين من رجال الأمن فالاختصاص أصبح شبه معدوم واقصد بالاختصاص الأقسام الأمنية وشعبها فقد صبحت مثلا شعبة مكافحة الإرهاب تتحمل أيضا التحقيق في جرائم القتل والسرقة والمخابرات بجمع المعلومات عن المواطنين هذا كله جعل الفرص تسنح للمخططات الإرهابية إضافة لمعاداة واضطهاد الشعب للشرطة المصرية واعتبارهم يقفون بجانب النظام السابق وهذا أكثر ما اثر على جهاز الأمن المصري انذاك وانهيار المعنويات النفسية مما أدى لاستقالت الكثير منهم وترك مناصبهم العسكرية.
ثورة 25 يناير هي ثورة ضد الفقر والجوع والبطالة وغلاء الأسعار والعديد من الأسباب الأخرى. كان أهم مطالب الثورة رحيل النظام الحاكم للبلد بما فيه الرئيس ووزرائه وحاشيته. وهذا المقال عبارة عن تسلسل أحداث الثورة وكل ما هو جديد بها، وينقسم هذا التسلسل إلى قسمين: ما قبل رحيل مبارك وما بعده. وقد ساهم نجاح الثورة التونسية في انتقال الحماس الثوري إلى مصر. بدأت بوادر الثورة منذ اليوم الأول من عام 2011، حيث بدأ التنظيم لإحتجاجات ومظاهرات ضد الحكومة بسبب العديد من المشكلات في المجتمع وأهمها كرامة المواطن المصري المعدومة في بلده، حيث التعذيب في الأقسام ومقار أمن الدولة، وإهانة أي متهم وتعذيبه حتى الموت مثلما حدث مع خالد سعيد وسيد بلال. ومن الأسباب الأخرى للثورة الفقر والبطالة. ثار الشعب حتي رحيل الحاكم وحكومته وتكون هذه هي فترة ما قبل رحيل مبارك وتسليم قيادة البلاد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهي الفترة الانتقالية حتى تسليم البلاد إلى رئيس جديد بعد الانتخابات الرئاسية.
الضابط منير شاب ودود ولطيف وذو ذكاء حاد و ذو غضب يشعل اليابس والأخضر إذا ما غضب، صادق لا يحب الكذب ولا اللف والدوران , طموح ضل حلمه في خدمة الأرض المصرية، أمين صادق جاد في عمله حريص وغيور على مصلحة الوطن، استحق وسام النزاهة في الكثير من المحافل العسكرية، والده ضابط طيار استشهد في حرب أكتوبر والدته متوفى هو متزوج من فتاة من الأرياف نتيجة قصة حب كبير، أنجب منها طفلين أذكياء جدا في عمر الورود كانا كثيرا ما يشاركان والدهم في العمل وطرح الأفكار والخطط المناسبة إذ كان لهم الفضل الكبير في كل الأوسمة العسكرية التي منحت لوالدهم وهم (عمر وياسمين). عمر في الثامنة من عمرة وياسمين في الخامسة من عمرها.
هذا ولا ننسى أن الضابط منير قد تعرض لكثير من الضغوطات المجتمعية وإجباره على ترك عمله في جهز الأمن وعدم مساندته للنظام السابق، لكنه كان دائما ما يرفض ويتصدى لها حيث أن وجوده في الأمن ليس لدعم أي نظام أنما لحماية البلاد وإذا ما شلت حركة هذا الجهاز ستكون كارثة كبيرة تودي بدمار المجتمع. وهذا ما حصل فعلا فقد كثرت جرائم القتل والسرقة والنهب ..الخ
امتلئ فراغ نجوان إذ كانت تقضي معظم أوقاتها في الصباح مع أميرة في المرسم أو تذهب مع دلال للسوق وفي المساء حفلات وسهر والنوم مع عمتها وعلى سريرها إذ كانت مولعة بأفكار عمتها التي أشبه بالأفكار الشيطانية تنبعث من روح وجسد شريرة، ففي أثناء نومها عند عمتها كان كثيرا ما يلفت انتباهها ذلك الصندوق المذهب ومعرفة ما بداخله، لكنه كانت في البداية تحترم رغبات عمتها في عدم مساس ممتلكاتها الخاصة، وبرغم ذلك كان الفضول يقتلها لمعرفة ما فيه . لكنها لم تحاول العبث أو الاقتراب منه مطلقا حينها.
ليله الرابع عشر من الشهر العربي ليلة اكتمال القمر يأتي زائرها في المنام ولكن هنا أتاها يحذرها من الصندوق المذهب والعبث فيه فهو يحمل موت لمن يحاول معرفه ما فيه حيث أنها رأت أفعى سوداء تخرج من الصندوق ثم تلطفه كله وتخفيه لينتهي الحلم وتستيقظ من جانب عمتها ، فتاتي عيناها على الصندوق المذهب لترى انه يلمع، فتستيقظ عمتها عليها وقد كانت أنظار نجوان لا تفارق الصندوق حيث لاحظت عمتها نهاد ذلك محاولة الحد من روعها وخوفها وتقديم الماء لها وأنها قد رأت كابوسا مفجعا. لتعود نجوان بعدها للنوم دون أن تخبر عمتها بشيء وفي الصباح كان وكأنها نسيت الموضوع نهائيا برغم أن عمتها حاولت فتحة على مائدة الإفطار ولكن نجوان كانت وكأنها لا تعلم شيء، وهذا ما اقلق العمة نهاد كثيرا فمازالت تذكر كيف كانت عينان نجوان تطالع الصندوق بشراسة وخوف. لذا على العمة نهاد أن تعرف ما هو حلم نجوان ليلة البارحة فحاولت مع نجوان أكثر من مره طيلة اليوم ولكن لا جدوا فنجوان لم تطلعها على شيء مطلقا وباءت كل محاولاتها بالفشل.
لاحظه نجوان على أختها نورهان الحزن الذي كان يملئ وجهها فنجوان تعرف أختها جيدا لذلك لجأت بسؤالها وما بها فأخبرتها نورهان أنها تحب شاب يعمل مهندسا للبترول وانه لا يفارق خيالها أبدا فأشارت عليها نجوان أن تكلمه ولكن نورهان ردت تقول بأنها حاولت معه أكثر من مره وكان يصدها على الرغم من جمالها الفائق لكن كان وكأنه لا يراها، وقد عملت بكل الطرق والوسائل لجلب انتباهه ، وقد علمت بأنه على علاقة مع فتاه أخرى يحبها ويوفي لها لذلك قام بصدها لكنها لم تبالي بذلك وهي الان تريده ، وتريد حل من أختها نجوان هذا وان حديث الأختان قد كان مسموعا للخادمة صفيناز التي تدخلت دون أذن واقترحت بدورها حلا لم تقوم به نورهان من قبل، وهو السحر والدجل والشعوذة إذ يجب على نورهان أن تبحث عن عراف أو عرافه وان تقوم بعمل عمل له يسمى جلب الحبيب على حد الخرافات.
على الرغم من ان نجوان لا تقتنع نفسها بتلك الخرافات إلى أنها رحبت برأي الخادمة صفيناز ورأت انه حل قد يجدي، لذا على الفور قامت بتنفيذه نورهان حيث ذهبت بصحبة نجوان إلى عراف في إطراف المدينة يدعى (خرزه) وهو من وصفته الخادمة صفيناز لهم، إذ وصف بقدرته الكبيرة، وقد سمعت عنه نجوان كثيرا في ما مضى من الخادمة صوفي لذلك فضلت الذهاب مع شقيقتها بنفسها لتتأكد من ما سمعت، وفي الوصول تفاجأت بشيء كبير ألا وهو أن هذا العراف يشبه إلى حد كبير ذاك الرجل العجوز الذي يزورها في المنام.
جلس كل من نورهان ونجوان أمام هذا العراف وكان منزله مخيف جدا تنبعث منه رائحة كريهة ودخان النار حيث علقت جماجم الحيوانات على جدران المنزل ولكن هنا شيء ان منزل هذا العراف من الداخل ليس كما اعتاد عليه العرفون فهذا العراف يستعمل حوض الماء لا حوض النار مثلا.
لقد أخبرت نورهان العراف بكل قصتها، وقد وعد بمساعدتها برغم انه طوال وقت الحديث كان ينظر إلى نجوان، وقبل الانصراف من منزل هذا العجوز أعطا نجوان قلادة لا تعرف من أي المواد مصنوعة لونها يميل للنحاسي غريب، تحمل صورة نجمة خماسية ورأس مخلوق مرعب وأمر أن تبقى مع نجوان حتى يتم جلب الحبيب لنورهان، فكل ما عليه فعله أن تقوم نجوان في ليلة قمرية أن تمسك القلادة بيدها وهي في عنقها وقول ما تريده فيتحقق لها واخبر العجوز نجوان ان هذه القلادة تستطيع فعل أي شيء وهي بعد انتهاء مهمتها لنجوان من العجوز كهدية لتفرح نجوان كثيرا بهذه الهدية الجميلة، فنجوان تحب هذه الأشياء كثيرا. ثم انتهى اللقاء وغادر كل من نجوان وأختها نورهان منزل ذلك العراف الذي خافت منه نورهان كثيرا. لكنها كانت على يقين أنها ستصل إلى ما أتت إليه من خلال هذا العراف وهذا رأي نجوان أيضا، وهي تنتظر القمر على فارغ من الصبر لترى ما تفعله هذه القلادة السحرية.
لما تركه التدهور في الأوضاع الأمنية في البلاد والقتل والنهب والسلب الذي رافق أحداث الثورة وأيضا حرية أبناء العمة نهاد وإبعادهم عما يدور والساحة السياسية وممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا عليها، كان لا بد للعمة نهاد أن تسمح بان تقام جميع الحفلات في منزلها كي يبقى أبناءها أمام عينها وفي مأمن، فبإمكان أبنائها أن يفعل كل شي داخل حرم الفيلا، لذلك كثرت الحفلات في فيلا العمة نهاد وكانت تحمل في بعضها طقوس غريبة وحضور لأصدقاء غرباء ترى فيهم كل شيء من الخسة والدناءة، رجال أشباه رجال ونساء أشباه نساء غربي الشكل واللباس والرقص والأكل وحتى الكلمات، يقومون بطقوس روحانية كما يدعون، وهذا بعد سفر العمة نهاد مع زوجها مكرم إلى دولة أوروبيا للاستجمام وترك الأولاد في الفيلا مع نجوان. وفيما بعد سنعرض بعض من هذه الطقوس التي يقومون بها
تتلقى نجوان اتصالات جعلها تشعر بالسعادة حيث كان من صديقاتها ايه وشهندة صديقات الطفولة، فقد مضى أكثر من أربعة أعوام ولم تراهم أو تسمع صوتهم، فهي تحبهم كثيرا فقد طالت المكالمة الهاتفية بينهم وتذكرهم لأيام الماضي, كما سألتهم عن الصديقة نيفين وما هي أخبارها ليخبرها أنها كما هي عشيقة لشقيق نجوان نوران وان هناك بعض الروايات تقول بان نوران قد تزوج من نيفين وقد غادرا القاهرة. وأنها لا تطيق الحديث أبدا عن نجوان ولا تحب سيرتها ولم يعلموا الصديقتان وحتى نجوان ما سر هذا الحقد والخوف.
وكان من ضمن الحديث أيضا سؤال نجوان عن العاشق الذي كان متيما بها اشرف فاخبرها بأنه قد تزوج منذ زمن وانه أنجب طفلا ماتت أمه وهي تنجبه وان اشرف الان مسئول عنه وانه كل حياة اشرف له. مما جعل نجوان تستاء لما قد سمعته عن العاشق اشرف وتغير الموضوع وأنها مشتاقة لهم وان تراهم وهم أيضا الأمر الذي جعلها تقوم بدعوتهم لحضور الحفلة التي سوف يقوم بها أبناء عمتها نهاية الأسبوع وقد رحبا بذلك وفرحا كثيرا وأنهم سيكونان على اكبر تجهيز للفت انتباه الجميع كما هي العادة.
لم تفارق نجوان تلك القلادة التي أعطاها لها العراف وقد انتظر موعد القمر على فارغ من الصبر فقد كان موعد اكتمال القمر قريبا من يوم أن أصبحت صاحبة هذه القلادة . أنها لحظة فضول قاتلة كانت تعيش فيها نجوان حيث كانت تريد معرفة قدرة هذه القلادة وما تأثيرها لتقوم في ليلها وعلى شرفتها تنظر إلى القمر وتمسك القلادة في يدها وتطلب لأختها نورهان تحقيق مطمعها في أن تفوز بقلب من تحب لترى حينها أن هناك طيرا اسود اللون قد غطى شعاع القمر اغلب أظن انه غراب فهو يشبه الغراب إلى حد كبير جدا ثم يختفي، لتعود نجوان إلى نومها فيزورها زائرها المعتاد ولكن هذه المرة طلب من نجوان طلب غريب بعض الشيء هو أن تبيع نفسها له وقد كرر هذا المطلب على مسمعها أكثر من مره لتستيقظ نجوان وهي تضحك لكنها كانت وكأنها تسمع ذاك المطلب حتى وهي مستيقظة .
لم يخف ذلك نجوان كثير وعادة لنومها فلا شيء يمنعها عن النوم لتستيقظ في الصباح وكان شيء لم يكن حيث ازدادت حيوية لتفاجئ بنورهان تنادي عليها بصخب وفرح وتقبلها وتقول لها بان حبيبها (كريم) قد اتصل بها هاتفيا وانه معجب بها ويريد مقابلتها هذا اليوم في كفي وهذا بالطبع خبر جميل يدل على أن هذه القلادة قد أدركت مرادها لتصبح حينها أغلى ما تملكه نجوان فهي طالما حلمت بقوه أو طاقة كبيرة تغير الأشياء من مكانها ومواقعها وتقلب كل شيء لصالحها. لتذهب نورهان حينها لتجهيز نفسها لمقابلة الحبيب بينما نجوان تنشغل مع أبناء عمتها في التحضير إلى الحفلة التي ستقام نهاية الأسبوع في حرم فيلا العمة نهاد، حيث انه تم الترتيب لاستضافة مطرب لبناني مشهور له نوع من الموسيقى والأغاني الخاصة به لذلك يجب البدا في التجهيز على الفور وتوزيع بطاقات الدعوة.
ولكن هناك أمر ما فالأشخاص المدعوين هم نوعيه خاصة جدا من الأصدقاء على حد قول أبناء العمة ولا يجوز لأي احد الاختلاط أو المشاركة دون أن يسمح له من (الدوني) كما يسمي نفسه وهو رجل ساحر لا تعرف هويته واصله يجيد أكثر من خمس لغات عالمية بطلاقة وله أفكار خارقة كان قد تعرفوا عليه أبناء العمة نهاد قبل أكثر من عام عن طريق الخادمة صفيناز وأحبوا أفكاره والانطلاق والتحرر والوصول إلى اعتلى درجات الملذات والاستمتاع بالحياة وشهواتها، وعمل كل ما تريد دون شروط أو قيود. كانت هذه من ضمن أفكاره كما أن هذه الحفلة بالذات تحمل طقوس جديدة لها سريتها الخاصة. لذا فنجوان هنا تعاني من مشكله كبيرة أولا لن يسمح لها بالمشاركة بالحفلة التي طالما كانت تنتظرها، وان سمح لها فصديقاتها الأتي دعتهم لن يسمح لهم. وهي الان في ورطه ومشكل كبيرة يجب عليها حلها. لتحاول حينها مع أبناء عمتها ولكنهم رفضوا وبشد مشاركتها في الحفلة. وبرروا ذلك برفض (الدوني) وان بإمكانها أن تلتقي بصديقاتها في مكان أخر من أجزاء الفيلا.
كان هذا الخبر مؤلم على نجوان التي كانت تنتظر هذه الحفلة على فارغ من الصبر .. لماذا؟ لكون أن أبناء العمة قد اخبروا نجوان بكل ما سيكون في الحفلة وإسرارها وهذا ما دفع وشد شوق نجوان وحبها للمشاركة في الحفلة لكنها الان مضطرة أن تنفذ رغبة أبناء عمتها واستقبال صديقاتها في الركن الأيمن من الفيلا فقد كانت على نار لحين وصول صديقاتها أيه وشهندة إذ عملت مراسم خاصة لاستقبالهم وقد شرحت لهم الوضع وأنهم لن يستطيعوا المشاركة في الحفلة لظروف خاصة لذا عليهم التمتع بوقتهم مع نجوان وهذا كان بالطبع ممتع لنجوان.
لعدم وجود العمة نهاد وزوجها كان الأمور أكثر راحة فقد قدمت نجوان لصديقاتها عشاء فاخر وتبادلا الحديث والعب والمرح بينما على الطرف الأخر تكون هناك طقوس من نوع خاص وكبير ففي أثناء التحضيرات لاحظت نجوان تحضير أشياء تكاد مخيفة أمثال جماجم للأطفال التي تم تحضيرها إلى جانب ذلك جراكن من الدم وهو يعود إلى دم نوع من أنواع الديوك، لتقديمه كمشروب في الحفلة، إلى جانب أغطيه سوداء وتحضير منصة للعرض بمساحة 4م مربع دائرية تحمل داخلها نجمة خماسية سحرية ترتفع عن الأرض بطول 60سم ترى تجويفات غريبة على أطرافها وكلمات ورموز غير مفهومة لذلك كان الفضول يقتل نجوان لمعرفة ما يكون في الحفلة لذلك هي الان جاهزة لان تقوم بتنفيذ خطتها هي وصديقاتها فقد كانت نجوان تشعر بأنها لن تتمكن بالمشاركة في الحفلة وهذا يزيد من فضولها لمعرفة السبب جنبا إلى كل ما كان ما قد رأته، لذلك قامت بتجهيز مخبئ سري في الطابق العلوي من الفيلا حيث أنها تستطيع رايتهم من الأعلى دون أن يراها احد منهم أن كان هي أو احد صديقتها وهي بذلك تستطيع مشاهدة ما يحدث في تلك الحفلة التي تبعث الفضول في كل من يتابع أمرها.
حضرن أولا صديقات نجوان (اية وشهندة) وقد قامة على استقبالهم نجوان وأخبرتهم انه لا يمكن لهم المشاركة في الحفلة وأنها حفلة ذات طقوس خاصة تعنيهم لا تعني نجوان وصديقاتها، لذلك نجوان مضطرة أن تستقبلهم في الجناح الأيمن من الفيلا وهذا بالطبع اغضب صديقاتها الأتي أتن وقد كانا مملوء بالشوق للمشاركة بهذه الحفلة، لكن لا عليهم فنجوان باستطاعتها أن تجعل صديقتها أن يرون ما في الحفلة.
بدا الأصدقاء المدعون بالتوافد على الفيلا واحدا تلو الأخر وكانوا يرتدون ملابس غريبة وذات كلمات ورسومات مخيفة تبعث الاشمئزاز في نفس من يطالعها. لقد اكتمل العدد باقي المطرب الذي تم دعوته إلى الحفل ووصول (الدوني) زعيم أو راعي طقوس هذه الحفلة .
كان الجناح الأيسر من الفيلا قد جهز بمجهود كبير وكأنك تدخل إلى حجرة قبر وهو الطقس الأول الذي سيقام حين غناء المطرب فالمكان الذي خصص للحفلة من حديقة الفيلا في تكوينه يأخذ أربعة جدران بشكل مربع هرم بمساحة 13 متر طول و6متر عرضا وارتفاعا، كشكل الهرم مقطوع الرأس. كانت هذه الجدران قد عملت من القماش الأسود حمل صور لإشكال مخلوقات مخيفة وغريبة تدخل إليه من خلال نفق بطول 6متر وعرض 1متر يوصلك إلى الداخل، كشف سطحه إلى السماء رسم على أرضها وفي أوسطها على المنصة تحديدا دائرة متوسطة الحجم في داخلها مثلثات متعاكسة مليت فراغاتها برموز غريبة وهناك في الجهة المقابلة للباب وضعة منصة شبه دائرة مفتوحة عليها كرسي مذهب وفوقها صورة لمخلوق يشبه الحيوان في رأسه ينظر إلى الكرسي حيث تصعد للكرسي من خلال ست درجات إلى جانب صندوق خشبي يشبه في تصميمه ومقاساته التابوت تماما يقف على قاعدة حديدية بارتفاع متر عن سطح الأرض وهناك مشاعل للنار بعدد 6 في كل مكان من هذا المكان المخصص للحفلة، إلى جانب انتشار جماجم الأطفال وأواني كبيرة ملئت بالدم وألبسة تشبه في تطريزها ملابس الفراعنة القدماء إلى جانب لأضاءه التي هي غريبة في ألوانها ما بين الأحمر والأصفر والذهبي مسلطة في أماكن معينة، وهناك أيضا منصة المطرب التي سيغني عليها.
كان يتوجب على كل من يدخل الحفلة من الضيوف أن يبدل ملابسه بارتداء معطف اسود بقبعة سوداء فقط أي بمعنى أن لا يلبس إلا هذا المعطف دون الملابس الداخلية، رجال أو نساء، وذلك لروح الولادة حسب ما يعتقدون أو فسر لهم واقتنعوا به. ولكن مهلا وقبل ارتداء هذا المعطف يجب عليهم أن يفعلوا أشياء معينة وذلك لإثبات الولاء والانتماء. ألا وهو لبس حلقان كبيرة الحجم وعلى دائر الأذن وفوق الحاجب وفي الأنف والشفاه وحتى اللسان، إلى جانب إدخال ابر حديدية في الكتف الأيمن وأيضا على البطن والصرة تحديدا، والخلاخيل ذات الصوت المسموع وربط حبال صغيرة حول أعناق الذكور وعدم ارتداء الحذاء، ثم الاغتسال بماء الوساخة، وهو الماء الذي سوف يجعلك تستمتع بملذات الحياة والفجور دون أي قيود أخلاقية تمنعك بعد ذلك وهو ماء مكون من بول الفتيات العذارى والماعز . وللماعز حكاية في هذه الطقوس إذ ترى أرجل الماعز قد غطت بعض مساحات المكان الأرضية أو علقت بحبال على الجدران الخيطية أو تراها مع صور الخفافيش المعلقة في الأعلى من مكان الحفلة.
كانت نجوان وصديقاتها تراقب كل شيء عن كثب فالمدعون من الشباب في أول حضورهم تنظر لهم تجدهم للوهلة الأولى شباب ملتزمين وأبناء عائلات وزواد فهم على درجة كبيرة من الجمال والوسامة سواء الرجال أم النساء، فهم يتمتعون بجمال كبير وهذا ما جعل أيه وشهنده بالحصر على أنفسهم لو أنهم في وسط هؤلاء الرجال.
بينما كان الجميع بانتظار المطرب المشهور والذي تأخر وصوله لأسباب لا نعرفها، ذهبت نجوان لتقوم بتحضير شيء من الحلوة والمشروبات من اجل صديقاتها وعدم قطع متابعة أجواء الحفلة بالنسبة لها حين تبدأ، فهي مهما جدا ويجب على نجوان معرفه كل شيء. وقبل وصولها المطبخ وفي أثناء مرورها من أمام غرفة عمتها تفاجأت بان باب الغرفة مفتوح فاعتقدت أن عمتها قد عادت فدخل لتراها لتفاجأ بان عمتها لا وجود لها، ولكن كيف فتح باب الغرفة؟ تستدر للخروج وقبل إغلاق الباب تأتي أنظارها على الصندوق لتعود فتفتحه فهي الفرصة المناسبة لمعرفة ما يحويه هذا الصندوق من أسرار، وحين محاولة فتحه ترى وكأن القلادة التي أعطاها لها العراف تتوهج بالنور، ليفتح الصندوق حينها، فتفتش فلا تجد فيه غير مجوهرات ثمنيه جدا وأوراق قديمة ومكان فاضي يعتقد انه كان مكان شيء سرق هذه الليلة من الصندوق أو أخذته عمتها نهاد . ولكن ما كان اقرب عقل نجوان انه سرق فقد وجدت الصندوق مفتوح والقفل في غير مكانه. لتفتح لفافة الورق فتفاجأ بشيء كبير لم تعلمه من قبل، فتارة تجدها تبتسم وتارة تكشف عن أنيابها وهي تقرأ، لم يعرف مضمون هذه ألفافة الورقية لكن كانت هي أثبات نسب اذ بينت هذه ألفافة الورقية أن أصل ونسب عائلة أبيها وأمها ليست من جذور عربية على الإطلاق. وهذا ما يبعث الصمت في هذه اللحظات لا الضحك ولابتسامة، لتقوم نجوان بإرجاع الورق كما كان وإغلاق الصندوق وخروجها من غرفة عمتها بعد أن أغلقت الباب وراها بإحكام.
تعود نجوان لصديقاتها وفي طريق العودة تنظر فتلاحظ أن هناك ضيفا وسيم جدا وجميل في غرفة الضيافة يجلس مع ادورد وحسن وقد كان يرتدي بدله سوداء ومعطف اسود كان يبدو عليه جميل لتبقى نجوان في مكانها لدقائق وهي تنظر إليه ففي اعتقادها أنها رأت قبل هذا ولكنها لا تذكر أين، فيلاحظها ذلك الشاب الوسيم بعينه فتذهب على الفور لتعود إلى صديقاتها.
كانت نظرات ذلك الشاب قاسية وجميلة في نفس الوقت على نجوان فقد شعرت بامتزاج مع روحها وأنها بحاجة لذلك الرجل لإشباعها جنسيا، فهذا كل ما كانت تفكر فيه نجوان وتتمناه حينها. وبينما هي تعبر الطريق السري للمكان الذي خصصته لمشاهدة ما يكون في الحفلة باتجاه السطح غرفة صغيرة تسمع منها نجوان صوت بكاء طفل صغير لتقوم نجوان بفتح الباب لمعرفة من أين يأتي هذا الصوت والبكاء فليس هناك في الفيلا أطفال على الإطلاق لتفاجأ بوجود طفلتين لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما واحده مبتلة أرجله بالدم وهي مغمى عليها على السرير والأخرى بجانب الباب إذ كانت تبكي، ودون أن تفعل أي شيء إذا بأحد يشدها من شعرها بقوه ويلطمها على الأرض فتنظر لترى من يكون إذا هو الشاب الوسيم الذي بدا عليه حين أوقع نجوان على الأرض انه ينظر إلى تلك القلادة التي في عنق نجوان حيث انحنى مباشرة أمامها وجعل يقبل أرجلها ويقول لها عذرا صاحب السعادة أم مواريث الأرض . لتقوم نجوان وهي مصابة بالدهشة مما يقوله ذلك الرجل فتسأله من هو ومن يكون؟ فيجيب بأنه زوجها الذي ينتظرها وتنتظره منذ سنين ثم قادها من يدها إلى ان أوصلها غرفة مظلمة وبقي معها لمدة 30 دقيقة حيث خرج نجوان وكأنه إنسانة أخرى يملى عيناها الكثير من الحقد والكراهية والانتقام.
كل شيء بات لا يفهم ماذا قال لها ذلك الشاب ؟ ومن يكون ؟ ولماذا قال لها بأنه زوجها ؟ وما علاقة نجوان بهذا الشاب ؟ ولماذا عندما رأى القلادة انكسر أمامها؟ كلها أسئلة تبعث الفضول في نفس المتابع إذ يطرحها على نفسه، ومن تلك الطفلتين وما موضوعهم؟
كلها لحظات حتى بدأت الحفلة في طقوسها السحرية الغريبة التي بدت في بدايتها أنها ممتعة وتأخذ شيء من الدهشة والتشويق للمشاركة والمتابعة. حضر المغني المشهور أخيرا ونصب أدواته الموسيقية في المكان المحدد له الكل جاهز واتى (الدوني) وهو عريف الحفلة، ولكن الحفلة لم تبدأ بعد . ماذا هناك . أن هناك ضيف قد حضر ولكن لم يظهر بعد، انه ذلك الشاب الوسيم لقد حضر أخيرا ولكن بصحبته نجوان وقد كانت تمشي خلفه والجميع ينظر لها وقد استاء أولاد العمة من نجوان وظنوا أنها فعلت شيء حينها، وان هذا الضيف الذي لم تكشف هويته بعد سيعاقبها عقابا كبير ف(الدوني) يقدم كل ولاء لهذا الرجل.
ضل يتقدما حتى وصلا إلى الكرسي ليطلب هذا الشاب من نجوان أن تتفضل بالجلوس على هذا الكرسي أمام مرا الجميع حيث كانوا يتساءلون من هذه الفتاه وماذا يجري. حتى نجوان نفسها لم تكن تعلم شيء فقد كانت تظهر أندهشها مما يفعله الشاب وتنفذ كل ما يطلبه منها إذ وقبل جلوسها على الكرسي قامت بخلع ملابسها جميعها باستثناء الملابس الداخلية لتقوم بعد ذلك بارتداء معطف اسود بقبعة كبيرة ثم تقوم بالجلوس على الكرسي وقد كانت تلمع تلك القلادة على عنقها.
إلى هذه اللحظة لم يعرف ما الأمر وحتى صديقاتها ايه وشهندة التان كانا ينتظران في المكان السري حيث كانا يراقبا الحفلة من الأعلى تفاجأ بوجود نجوان في الحفلة . الجميع التزم الصمت ولم يجرئ احد على الكلام إلى أن قام هذا الشاب بتحدث للجميع قائلا ( يا أبناء إبليس لقد حانت الساعة التي كنا نرتقبها جميعا وقد وجدنا أخيرا ام الذرية التي ستملك هذه الأرض ومن عليها. أنها هذه الفتاة نجوان ... قدموا لها الولاء) ليقوم الجميع بتنفيذ الأوامر دون كلام بما فيهم أولاد العمة وقد كانوا سعداء بما قاله هذا الشاب.
إن هذا الشاب يدعى (الساحر انطون) وهو الشاب الذي وعد من الشيطان بان يستلم العهد في أقسى الأرض فهو شخص موالي وعابد للشيطان قام على نشر الكثير من الأفكار الشيطانية التي ساعدت على قيام الإرهاب في العالم، وقد كلف من الشيطان بأكثر من 30 مهمة إرهابية عقلية وقد نفذها جميعها، وهو في الحقيقة ابن لقيط قام الشيطان على تربيته وتعليمه السحر إلى حين أن كبر فكان مكبره مشبع بالسحر وبأفكار الشيطان ويظن بان الشيطان والده وهو يكن لوالده الحب الكثير والطاعة. لذلك هو الان قد كلف من الشيطان بالذهاب إلى مصر للبحث عن فتاه ذات أوصاف خاصة حتى يتزوج منها وينجب ذرية، هذه الذرية ستقوم على حماية الشيطان عندما يعود إلى مصر في أخر الزمان لذلك يجب أن تكون هذه الذرية شيطانية، سيمنحها الشيطان ملك الأرض حينها كما يعتقدون أو أشبعت أفكارهم بها. وان الإرهاب هو طريقهم الوحيد للوصول إلى ما يطمع به الشيطان وقام على زرعه في عقله.
تقول الرواية بان انطون بعد حصوله على هذه الفتاة يجب عليه ان يقوم بطقوس شيطانية من ليلة اكتمال القمر وان على هذا الشاب بعد حصوله عليها ان يجعلها تقوم بقتل طفلة بطريقة سحرية والشرب من دمائها ومن ثم يقوم هذا الشاب بالنوم معها ومضاجعتها وبعدها يرحل إلى والده الشيطان حيث سيعطيه شرابا يدعى شراب الحياة يحمله هو عبر رحله سير تقطع الكثير من الدول العربية وحتى مصر فدخوله الأخير يكون من الأراضي الفلسطينية، إذ أن معه من الوقت 30 اكتمالا للقمر في الليلة الأخيرة يجب أن يتزوج منها داخل الهرم الأكبر في حجرة الدفن حيث سيتناولان شراب الحياة هناك ثم يضاجعها ومن ثم قتل طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات، وتقديمها قربانا للشيطان في الهرم الأكبر من أهرمات الفراعنة المصريين في مصر، لبيداء عهد الشيطان والسيطرة على العالم على حد الاعتقاد.
كانت الحفلة في أولها جميلة على حد اعتقاد شهندة التي أحبت هذه الطقوس التي لم تكتمل بعد، لذلك طلبت من أيه أن تنزل معها للمشاركة، فرفضت أيه لكونها اشمأزت من مناظر الفتيات هناك، لذلك هي ستبقى في مكانها تراقب من بعيد وتستمتع. لتفعل شهندة ما قلته وتنزل ولكن لم يسمح لها بالدخول فأرادت العودة لكنها لم تعرف الطريق لتبق في حديقة الفيلا.
كان يجب على نجوان تقديم أضحية للشيطان وأيضا الساحر انطون وكانت هذه الأضحية هي قتل طفلتان صغيرتان لم يبلغا الخامسة من عمرهما بعد اغتصابهما ما قبل ساعة ومن ثم شرب دمائهم وأيضا جمع ما مقداره كاس كبير من دمائهم المخلط وأخذه إلى الشيطان. لذا هنا عرفت مهمة الطفلتان .
كانت الأوضاع الأمنية مهزوزة وضعيفة جدا في البلاد انذاك حيث الانتفاضة والأصوات والهتافات في الوقت الذي كانت تجري الاشتباكات وان هناك ألاف من الشباب تقدم أرواحها للوطن رخيصة كان هناك شباب يمارسون طقوسهم الشيطانية وقتل أطفال أبرياء وكان لا شيء يعنيهم . هو ما كان يسعى إليه الشيطان.
بدأت الطقوس وكان يجب على الجميع من الذكر ان تقوم بتمزيق أجسادها وأسالت الدماء من كل مكان وضرب رأسها في منصة عرض المطرب، هذا ولا ننسى أن هذا المطرب يملك شذوذ جنسي كبير إذ يرغب الرجال أكثر من النساء أي انه مثلي. وقد غنى أغاني تمزج بالروحانية وموسيقى صاخبة جدا توصل إلى الجنون وقد شاركه نجوان في هذه الطقوس اذ شعرت أنها في قمة سعادتها الان وأنها قادرة على فعل أي شي وتحطيم قيود هذا العالم وتقاليده، فقد أوصلتها هذه الطقوس إلى الإلوهية، فقد ضنت نفسها للحظات أنها ألاه، فحركاتها في بعض الأحيان دلت على ذلك.
توقف الجميع فجاءه عن الرقص ليتكم انطون واعظا إياهم بمواعظ تخل بالأخلاق والاداب العامة والمحارم، إذا أوصى في بداية حديثة عن الحب وانه لابد أن ينتشر بين الجميع والحب في نظرة ليس ما يجمع ما بين الشاب والفتاة وأيضا لا يمكن للحب ان يكون دون شهوة وجنس وهنا القصد أن الحب لا بد أن يكون بكسر القيود الأخلاقية فالتعبير لأي داين كان عن الحب يكون بالجنس. فمثلا هو يحب أخته فحتى يعبر لها عن حبه يجب ان يماس معها الجنس، أنت تحب صديقك وحتى تعبر له عن حبك يجب أن تمارس معه الجنس، أي إباحة كل شي باسم الحب بانتهاك المحارم والشواذ الجنسي وان أول من سيبدأ هذه الوصايا هم نفسهم إذ أن كل فتاة تحب فتاة وكل شاب يحب شاب عليه مصارحته بذلك ثم الزواج منه فيما بعد ضمن مراسم زواج عادية وهو الزواج المثلي والتشجيع عليه بأنه صورة من صور الحب التي لا يمكن تجاهلها والإغفال عنها وانه الان ينتشر في كل أنحاء العالم دالا على نزعة خليقة وتفكك أخلاقي كبير سوف يحطم جميع المجتمعات وخصوصا المجتمعات النامية إذا ما انتشر فيها.
أما النوع الثاني من الحب الجنسي وهو حب الإخوة وهو يقول بان كل شخص باستطاعته ان يحب من شيء حتى لو كانت أخته فطالما انه شعر برغبة الحب تجاه أخته أو العكس فان عليه مشاركة جسده أو الحصول على جسده وممارسة الجنس وهو تعبير عن الإخوة الصادقة حسب اعتقادهم، وان يجوز الحب بين المحارم أي حب الشاب لعمته أو خالته أو بن أخته أو بنت أخيه .. الخ ، وان الحب لا يكون حقيقي لهم إلا إذا تمتعت بأجسادهم جنسيا. فقد بات الإرهاب يستعمل كل هذه الطرق للوصول إلى مراده الإرهابي.
كانت أيه في الأعلى تراقب وتتابع بشغف فهي لا تسمع الصوت أنما ترى ما يحدث وقد أعجبها ما تشاهده وخصوصا عندما احضروا الطفلتين ظنت بنهم سيرقصان لذلك جعلت تسجل مقطعهم فيديو عبر هاتفها النقال.
بدأت الطقوس تأخذ منهجا أخر من الجدية والخوف فقد أصبح هناك نوع أخر من الموسيقى مخيف كأنك تسمع صوت حيوانات مفترسة وقتل وصراخ أطفال حيث قام (الدوني) بعد أن أمر مساعدته (دارين) حيث قامت بإحضار مربع حديدي محكم الإغلاق بحجم قبضة اليد على طاولة خاصة وأمر الجميع بلمس هذا الصندوق الحديدي الصغير فتبعث منه طاقة خارقة ملئه المكان بأكمله، حيث يسمى هذا الصندوق صندوق السيطرة الشيطانية، ليتقدم الساحر انطون وإعطاء نجوان ورده حمراء وبعدها الصعود إلى الصندوق الخشبي والإغلاق عليه ومن ثم قامت نجوان بحمل مشعل النار وإحراق الصندوق الخشبي أمام أعين الجميع وبداخله انطون وبعد أن حرق تماما تقدم رجل إلى نجوان واخذ منها الوردة الحمراء ثم كشف عن نفسه فتجده انطون وانه لم يحترق وهذا الطقس السحري قد قام به ساحر عالمي يدعى (dmc) وهو محترف الخداع بأوراق اللعب والساحر البريطاني دروموند ماني كاوتس من قبل، ليتم بعد ذلك تقديم الطفلتين معصوبتين العينين ومن ثم تقيدهم من أرجلهم وأيديهم بسلاسل حديديه ثقيلة دون رحمة أو شفقة إلى منصة أحضرت متأخرة إمام كرسيهم تحمل صحنا وعليها يدين سكينين دون الشفرة المعدنية ليتقدم الساحر انطون ومعه نجوان وحمل كل واحد يد سكين بيده ثم توضع الطفلتين على منصة الذبح ليقوم الشاب ونجوان في نفس اللحظة ومن بعد متر بقتل الطفلتين بالذبح فتتناثر الدماء في كل مكان ليقوم هؤلاء القذرين بلحس الدم المتناثر إذ كان يعتبروه بركة الشيطان لهم وان من شرب من هذا الدم سيكون ذا شان في المستقبل القريب. في الوقت الذي كانت تنزف دماء الألف من الأبطال الشباب تجاه وطنهم كانوا هم من يقتلون الأطفال موقف أصعب من صعب في ضل وجود ما يكون و الشيطان. ولكن هنا كان الذبح أو القتل سحري فلم تشاهد الالة التي تم قتل الأطفال بها نهائيا. وهذا غريب.
لم يشعر بالخوف حينها أو الرحمة على هاتين الطفلتين سوى أية التي صورت جميع ما حدث على هاتفها النقال إذ وبعد قتل الطفلتين قامت بالهرب من الفيلا على الفور وهي مرعوبة من كل ما حدث، إذ في كل لحظة من وقتها تشاهد التسجيل وتبكي . لتنتهي الحفلة وتعود نجوان إلى غرفتها وكأنها لا تعلم بشيء مطلقا حتى صديقتها لم تودعها فقد خلدت إلى النوم في سكون بالغ وقد ذهب ذاك الشاب بعد أن مارس الجنس معها في الغرفة دون أن يقبلها على شفتيها حاملا معه كمية من دماء الطفلتين للشيطان والذهاب.
أخفيت تفاصيل كيفية ممارسة الجنس مع نجوان من ذلك الشاب كما اخفي سر فعلت نجوان هذه، وكيف استطاعت أن تقوم بقتل الطفلة هذا السؤال الذي كان يدور في عقل أيه حينها بنما شهندة بعدما سمح لها في أخر الحفلة الدخول فلم تكن تنتبه لما حدث أي أثناء قتل الطفلتين فما شاهدته هو دماء الطفلتين دون أن تراهم وكانت تعتقد أنها دماء سكبت على الأرض حينما حدثت الفوضى الكبيرة كما أن الدماء لعقت من على الأرض بصورة شبة كاملة لم يتبقى إلا أثار دماء قليلة كما أن أيه لم تشاهد شهندة في الفيديو فقد كانت نجوان والشاب الوسيم انطون وأبناء عمتها وأصدقائهم حيث كانوا بالعدد 5 بنات و3 شباب وهم المقربين جدا لأولاد العمة نهاد ناهيك عن (الدوني) إذ أن العدد الذي ظهر في ذلك الفيديو يحمل صور ل12 شخص والخادمة صفيناز قد قاموا بهذه الجريمة البشعة. مع ظهور لصورة أمراه كانت ملثمة تقف خلف انطون من اليمين أميط اللثام عن وجهها فجاءت ساعة قتل الطفلة من قبل نجوان ثم أعادته وعندما دققت أيه في الفيديو وجدت أنها صوفي خادمة ومربية نجوان قديما . فلم يظهر بصورة واضحة في الفيديو غير صورة الطفلتين والخادمة صوفي فقط.
تستيقظ نجوان من النوم على صوت أختها نورهان التي كانت سعيدة جدا وتكاد تطير من الفرح حيث كانت تخبر نجوان أن تلك القلادة قد جلبت لها قلب حبيبها وقد التقت به، وانه عرض عليها حبه والارتباط منها، وأنها الان سعيدة جدا كما طلبت منه أن يقوم على ترك حبيبته الأولى وأكد لها انه سيفعل هذا خلال الأيام المقبلة . كل هذا قامت به هذه القلادة العجيبة في نظر نورهان وان نجوان يجب عليها المحافظة على هذه القلادة ومعرفة كيفية استخدامها.
تم العثور على جثث الطفلتين في نفس اليوم واحدة بقرب النيل والأخر بقرب الأهرامات وبعد التحري تبين أن الأولى هي ابنة الضابط منير المكلف بالقبض على تلك العصابة، والثانية هي ابنة لشاب لم يتجاوز الخامسة والعشرون من عمره كان قد تزوج من أمراه تكبره في العمر أحبته كثيرا فأنجب منها هذه الطفلة لتغادر الحياة حين والداتها حيث بقي على هذه الطفلة إذ كان شديد التعلق بها. وقد تبين أن ابنة الضابط قد تعرضت للاغتصاب من قبل رجل في الستون من عمرة والطفلة الأخرى من شاب في العشرون من عمرة.
هذا وقد اقفل المحضر وسجلت القضية ضد مجهول بالنسبة للدولة أما بالنسبة للضابط منير فالموضوع قد تطور وهو الان يبحث عن قاتل ابنته بينما هو مكلف بالقبض على الجماعة الإرهابية. هو في عمل كبير والم عظيم بسبب فقدانه لابنته. فكلما يعود البيت ولا يرى ابنته ويرى أمها تبكي وهي تمسك بصورتها جعل يلعن نفسه ألف، ألف مرة فهو إلى الان عاجز عن فعل أي شي وليس لدية أي دليل ملموس ولو ضعيف فسبب اختطاف ابنته من مدرستها وقتلها يكاد مجهولا تماما فلا من طريق ولا من سبيل يسلكه للوصول إلى طرف يقوده إلى قاتل ابنته وليس له عداءات مع احد، ولكن رغم ذلك هو على يقين انه سيصل إلى قاتل ابنته مهما كلفه الأمر، فهي بالنسبة له قضية انتقام ، حياة أو موت.
بعد رحيل انطون كثرت طقوس نجوان الشيطانية فهي الان جاهزة لتعلم كل شي فعقلها سواء الحقيقي أو الباطني جاهزان الان لاستقبال المعلومات الشيطانية فهي في العمر المناسب والعقل المناسب إذ اتسمت بأكثر عدوانية بعد قتلها الطفلة الصغيرة وبدأت بتنفيذ تعليمات الطقوس الموكلة لها والتي عليها فعلها من اجل أن تكون مخلصة إلى الشيطان، فهي الان تقترب أن تكون شيء كبير في هذا العالم أو أنها تحلم بامتلاك العالم كله، فهي سعيدة جدا إلى ما وصلت إليه وأنها ذو حظ كبير كون أن الشيطان قد اختارها أن تكون أم من سيحكم العالم في القريب وهذا بالنسبة لها يعني كل السعادة.
انتهت الثورة في مصر وسقط النظام المصر السابق حيث وفي تلك الليلة كانت نجوان وأصدقائها الجدد و(الدوني) قد أقاموا طقوسهم الشيطانية داخل بحر الإسكندرية فوق موقع كيلوبترا ومكان حكمها وفق ما أمروا به، إذ ارتدوا لبست الغوص جميعهم فهم على مستوى علي جدا في الغوص تحت أعماق الماء بما فيهم نجوان فكما نعلم أن نجوان كانت هوايتها المفضلة الغوص في داخل أعماق البحر.
كان هذا الطقس يتسم بالجدية ونوع من التحدي للنفس إذ انه كان قد اختير موقعه من اجل نجوان فهيكل كيلوبترا الغريق في شاطئ الإسكندرية يجعل نجوان تقف أمام روايات الماضي التي تملك كبرياء المرأة الحاكمة وحتى تشعر بما كانت تشعر به كيلوبترا في ذاك الوقت، ولكن ما كان نوع الطقوس البحرية الجديدة هذه والتي لم يسبق على العالم المعرفة فيها.
إن هذا الطقس يقول بان نجوان سوف تقوم بالغوص إلى أعماق البحر إلى مدينة كيلوبترا ومعها 6 صناديق حديدية شيطانية سحرية مغلقة صغيرة تقوم بتخبئتها في أماكن معينة ومن ثم الغوص إلى موقع حجرة كيلوبترا التي كانت تنام فيها انذاك والتمدد على اريكتهاهناك ثم يقوم 13 رجل باللحاق بها، وأول من يجدها يقوم بامتصاص شيء من دمائها ليكون الثاني بالانتظار والثالث والرابع .. الخ حسب ترتيب الوصول وقد كان كل رجل بعد أن يقوم بامتصاص دم نجوان بعد أن أحدثت جرحا بإبرة دبوس وخزت نفسها بها ليقوم الرجل بعد الانتهاء من هذا الطقس الذي لا يكاد يكون ثواني معدودة فهو سريع جدا ليلتهم الدم وبعدها الالتفاف حول نجوان داخل الماء وهي تجلس عارية حيث أنها قد قامت بصبغ وجهها بألوان معينه كان اللون الأسود أكثرها ظهورا وفجأة تغير نجوان مكانها لتنتقل إلى الحجرة التي قتلت فيها أو انتحرت فيها كيلوبترا كما تقول الروايات التاريخية وتجلس هناك جاعلة الرجال 13 يقومون باللحاق بها حيث قالت انه من كان غير مخلص لي ستقوم القوه الشيطانية البحرية والصناديق الشيطانية بتقطيع جسده إلى قطع وهذا يعتمد على الإخلاص والذكاء في اللحاق بها
بدا هذا الطقس الذي كان يصادف حينها قبيل إعلان إسقاط النظام بساعات تقديم مئات الشهداء بأرواحهم من اجل الوطن المصري العريق بينما كان يلحق هؤلاء الرجال بنجوان. كانت تتقدم ألاف الرجال للاستشهاد ففي أولى رصاصة إصابة أول شهيد كان هناك أول رجل من الرجال 13 قد تقطع في الماء فجأة وكان سكين حاد وقوي أو منشارا كهربائي قام على تقطيعه فجأة إلى أكثر من 6 قطع بما فيهم العظم نفسها وهذا شيء لا يصدق، فبينما هذا الرجل يتقطع يتابع الباقين من الرجال 13 طريقهم للوصول إلى نجوان حيث تعرض رجل أخر في أثناء تقدمه نحو نجوان للتقطيع أيضا
الغريب أن هؤلاء الرجال برغم ما يشاهدوه والقتل الفجائي في الماء إلى أنهم يتابعون تقدمهم بكل إخلاص وأكنهم واثقون أنهم سيصل إلى نجوان سالمين، وهو ذا اليقين الذي قد زرع في عقولهم حيث كانوا على يقين بصدق وفائهم وإخلاصهم فكل واحد منهم كان ينظر إلى من قتل في الماء على انه خائن يستحق القتل وغير مخلص.
المهم كان الوصول إلى نجوان من 13 رجل 6رجال فقط استطاعوا الوصول إلى نجوان من قتل الشيطان لهم فهم الرجال المخلصين حيث تبين انه من بين هؤلاء الرجال 13 كان ابن عمها ادوارد الذي لم تعلم بهويته إلا حين خروجها من الماء. فهذا الطقس الغريب اخذ دقائق فقط .فليس هناك تشبيه بين شهيد وأي واحدا من هؤلاء الرجال الغرباء، ولكن هنا علينا تصور المنظر والالتفات إلى العقيدة وحب الوطن ولو تصورنا معا كل عملية قتل كانت تتم تحت الماء من قبل القوة الشيطانية على حد الاعتقاد وان هناك 7 رجال تم قتلهم تحت الماء بالقوة الشيطانية التي كانت تتم بشكل مفاجئة وسريع جدا كلمح البصر، إذ يصبح الرجل إلى 6 قطع بثواني أو اقل من ثواني وفي الجانب الأخر ومزامنة مع الإحداث سقط ما يقارب 6 شهداء ليلة سقوط النظام، ولو جعلا العقل يفكر في طريقة موت الطرفين لوجدنا البعد الحسي عن إدراك حقائق الأشياء وتطلعات الإنسان حسبا للنظام المعيشي والبيئة المحيطة به فالفرق واضح وكبير كبر قرص الشمس ما بين هذا وهذا.
المهم أن الطقس الشيطاني قد انتهى ويجب على نجوان ورفاقها العودة إلى البيت فنجوان تشعر بالنوم كثير إذ كان يجب الخروج كل واحد لوحده بعد أن يتركوا معدات الغوص (التنفس) في البحر ومن ثم السباحة إلى الأعلى والخروج، وقد خرج الجميع بما فيهم نجوان، وبينما كانت نجوان تمشي غلب عليها النوم لتقوم بالنوم على جانب الشاطئ لتستيقظ فتجد أنها على سرير في (شالي) يطل على البحر لتنادي نجوان (هل من احد هنا). ولكن لا وجود لأحد، لم يرد عليها، قامت وتجولت في البيت الغريب الذي يبدوا بيت شاب بسيط يحب الاستمتاع والمتعة وليس هناك من شيء يخيف ولكن من الذي أتى بها إلى هذا المكان؟ هذا ما شغل تفكير نجوان لبضع الوقت لتغادر هذا المكان عائدة إلى فيلا العمة نهاد.
كانت نجوان تمارس طقوسا شيطانية ذاتية على حد تسميتها لها في غرفتها والتي باتت لا تسمح لأحد بالدخول لها غير الخادمة صفيناز التي كانت تأمن لها كثيرا حيث اتسمت هذه الطقوس بالتسبيح الشيطانية ورسم دوائر ومربعات ومثلثات كإشكال الأهرامات تحمل أوامر ما، وأيضا صور للأهرامات المصرية ولأبو الهول وأيضا رموز وعلامات وأرقام غريبة إلى جانب الرائحة الكريهة التي توجد في الغرفة حيث كانت تصلها الأوامر الشيطانية ليلة بعد ليله إذ تجد المربعات المرسومة على الأرض أخبرت ماذا يجب على نجوان فعله وهذا الأمر الذي يجعل نجوان لا تدع احد يدخل على غرفتها الخاصة.
العمة نهاد لاحظه التغيرات المفاجأ بعد عودتها من السفر على البيت وهذا لا يعجبها كما أن أمر إقامة الطقوس الشيطانية لا يمكن معاودته في الفيلا بوجود العمة نهاد فهذا مستحيل ولا ترضى به العمة نهاد، كما أن الأوضاع الأمنية في الإسكندرية أصبح ضعيفة جدا وان فيلا العمة نهاد ليس باستطاعتها توفير الحماية الكاملة للعائلة فالفيلا تعرضت للسرقة مرات عديدة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد. لذلك يجب أن يكون هناك بديل وهذا البديل قد جاء لنجوان بصفة الأمر من الشيطان بمغادرة فيلا العمة نهاد والرجوع إلى فيلا والدتها في القاهرة بصحبة أولاد عمتها وأصدقائها الجدد. وهذا ما حدث. ولكن العمة نهاد وأختها نورهان رفضا الرجوع معهم فالعمة نهاد كانت على علاقة جنسية وعاطفية مع رجل أعمال كانت قد أحبته من وراء زوجها الذي بقي خارج البلاد مكان عمله، وأيضا نورهان كان سبب عدم رجوعها مع نجوان حبيبها الذي ترك حبيبته وانه وعدها بالزواج منها حال ما انتهت أوضاع البلاد، ليقوم بعمل حفل زفاف كبير لها وهي سعيدة الان وتنتظر، ناهيك عن العلاقة الجنسية المستمرة بينه وبينها.
عند عودة نجوان إلى فيلا والدتها وجدت كان شيء لم يتغير عليها أبدا إذ أن الفيلا نظيفة وغرفتها أصبحت تماما تشبه الغرفة التي كانت تقلها في بيت عمتها نهاد فالرسومات هي وأيضا المربعات والكلمات والرائحة نفسها وهذا ما جعلها تشعر بان الشيطان معها ويراقبها ويساعدها وهي سعيد جدا بهذا. هذا وان نجوان تفاجات بوجود الخادمة صوفي مربيتها فهي مفاجئة جميلة بالنسبة لها فكانت كثيرا ما تحبها لذلك هي تشعر بان عناية الشيطان شملت الخادمة صوفي لتعود لها.
أن الأجواء مريحة وممتعة في فيلا نجوان بالنسبة لأولاد العمة حسن وادورد وأميرة ودلال إذ شعروا بالحرية المطلقة وان بإمكانهم فعل أي شي في هذه الفيلا الجميلة والمنيعة. اذ أصبحت تمارس الطقوس الشيطانية في الفيلا بكل حرية وكانت هذه الطقوس متغيرة ما بين واحده وأخرى فهي متنوعة ومختلفة فلا تشبه بعضها وسيتم ذكر بعضها بالتفصيل أثناء سرد الأحداث لاحقا
دلال وفي أول جولة لها في أسواق القاهرة وبينما كانت في مشوار تسوق لحاجيه الفيلا تلتقي بشاب كان بائع في (السوبر ماركت) أثار إعجابها عن طريق عينيه فعيناه تملك سحر قاتل إلى جانب بلاغته وقدرة تعبيره وتعامله مع الاخرين وهذه أول مره ترى فيها دلال شاب بهذا الأسلوب من التعامل، إذ يملك قدرة رائعة على الإقناع فهو بارع، فهذا ما تبين لها من خلال مشاهدته وهو يحاول إقناع الزبون على شراء السلعة، اذ حصلت على رقم هاتفة واتفقت على محادثته ليلا لسؤاله سؤال يخلد في عقلها وهي بحاجة للإجابة عليه، وقد وافقها ذلك الشاب الذي لم تعلم حتى عن اسمه ولا هو أيضا
في المساء اتصلت دلال بذلك الشاب حيث أخبرته بأنها تلك الفتاة التي كانت في الصباح ليتعرف عليها وان اسمها هو دلال وانه لا يوجد أي سؤال بالنسبة لها كل ما في الأمر إنها معجبة به وتريد التكلم معه ومعرفة الكثير عنه حيث كان أولها اسمه إذ يسمى (نبيل) وهو في 25 من عمره درس الفلسفة عن حب، لذلك هو الان يعمل بياع في سوبر ماركت وان إيمانه سيقوده إلى تطوير معرفته الفلسفية للوصول إلى أحلامه المستقبلية وهو شاب لقيط تربى في احد الملاجئ وقد كان حظه وعقله كبير لذلك استطاع أن يكمل تعليمة في جامعة القاهر، ذكي وماكر وصانع حيل ومقالب سحرية من صنع العقل وذلك للفلسفة التي تلقها في تعليمه الجامعي يملك بيت صغير وجميل يجمع الكثير من كتب الفلسفة والتاريخ وعلم النفس ومكتب أنيق ومطبخ صغير جدا وغرفة للنوم إلى جانب شرفة كبيرة تطل على الأهرامات فمنزله يكمن في عمارة مكونة من 10 طوابق استقل منها الطابق الأخير.
كانت دلال تزداد إعجابا يوما بعد يوم بنبيل وقد تعلقت به وتعلق بها وأحبته وأحبها بصدق فهو شاب طموح مقتنع بالحياة وبما كتب الله له يحترم الاخرين ويبني كل شيء على تقبل المنطق وقدرة العقل يحب رياضة التزلج والغوص في البحر وقرأت الكتب والروايات الفلسفية رومانسي جدا يتمتع بجمال الكلام فهو شاعر غنائي وله الكثير من القصائد الجميلة، وكان أكثر ما يحب سماعه من المطربين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، و المطرب محمد منير، خجول في بعض الأحيان لا يتعامل مع الحياة على أنها متعة وجنس وملذات، فقد حاولت دلال معه أكثر من مرة في أن تمارس معه الجنس لكنه رفض مدعيا أن الجنس بالحلال له ملذة ومذاق أخر نقتل إذا ما تم ممارسته بالحرام فان كان هناك جنس لا بد أن يكون بالحلال، وهذا ما اتفقا عليه حينها.
هذا وان نبيل غير من دلال كثيرا وخصوصا في معتقداتها وأفكارها تجاه الحياة فهي أصبحت لا تبالي بطقوس الشيطان الغربية كما انه باتت لا تؤمن بوجوده مطلقا وانه شيء لا يمكننا أن نراه يملك طاقة الشر التي تتوزع على مليارات من البشر أي بمعنى لا يمكن تفرغه لمجموعة أو أفراد أو حتى مجتمعا بأسره فالعملية هي عملية إغواء وإظلال عن الدين الحق وليست مسالة مقارنة أنما غرور سمح له الله حتى يكون الخير والشر وهذه من مفاهيم وأفكار نبيل التي باتت تسيطر عليها إضافة لذلك أنها رأت بعضا من الحاجيات العقلية وقدرة العقل على الانخداع فمعظم الأشياء التي كانت تظن أنها كانت في الطقوس الشيطانية التي كانت تمارسها من صنع الشيطان وافقت منطق الخداع البشري إذ أنها من صنع عقل بشر لا شيطان. في تقديرها وإقناع نبيل لها.
المهم هنا ليس المقارنة أو البحث عن حقيقة إنما ابتعاد دلال تدريجيا عن المشاركة في الطقوس وهذا يعني كارثة كبيرة تهدد حياتها فلا يمكن العودة أبدا من هذا الطريق إلا بالموت، وهي تعلم جيدا حقيقة ذلك، كما أن نجوان قد علمت بموضوع حبها وحبيبها نبيل وقد أنذرتها انه لا وجود للحب إلا للشيطان وان الشيطان إذا ما علم بذلك وسوف يعلم في القريب، هذا أن ما علم على حد اعتقادها، فان هناك مصيبة قد تزهق حياة دلال وحبيبها نبيل، لذلك على دلال التفكير جيدا في قراراتها وان تحاول الخوف على حياتها وان لم تكن حياتها فحياة نبيل الشاب الذي ليس له ذنب في اي شي لذلك الحب يأخذها إلى صراع كبير فهي متورطة الان فكلام نجوان يفسر بكل المعاني ان الشيطان حقا سيلحق الأذى بنبيل حبيبها لذلك يجب عليها أن كانت تحب نبيل فعلا الابتعاد عنه والمتابعة معهم في تلك الطقوس الشيطانية الغريبة التي عاهدت عمرها عليها، إذ أن الأمور تتطور يوما بعد يوم وهي ألان محتارة، لذلك قررت الابتعاد عن نبيل للمحافظة على حياته والإبقاء عليها، وهذا الأمر حير نبيل كثيرا ودون سبب إذا ذهب يبحث عن السبب بعد فشله مرارا في معرفة السبب المقنع من دلال، لذا يجب عليه البحث عن السبب مهما كلفه الأمر.
تأمر نجوان من قبل الشيطان بفتح المدرسة الشيطانية السرية حيث سيتلقى فيها أتباع الشيطان ونجوان التعاليم الشيطانية وكيفية ممارسة الطقوس للتقرب والعبادة حيث يعتبر (الدوني) ومساعدته هو المعلم الأول لتعليم هذه الطقوس للشباب وتعميقها في عقولهم فهذا الشخص، يمتلك براعة وقدرة عقليه كبيرة في الإقناع حيث تجد كلامه كالسحر تمام أو أكثر فهو عميق النظر لا يترك عيناك بعينيه أن تحدث لك سريع الملاحظة ودقيق المواعيد، ملتزم في عمله قليل الكلام كان وكأنه عابد مخلص مطيع للشيطان. وهذا ما أهله لان يكون المعلم الأول في مدرسة الشيطان التي تم بناء مقرها تحت الأرض منذ أكثر من 20 عاما أي بعمر نجوان على ما أظن. فكلكم تذكرون أن فيلا والدة نجوان تم تصميمها وفق نطاق هندسي خاص قام على الإشراف عليه والدة نجوان نفسها فقد تحدثنا سابقا عن وجود باب كهربائي مغلق يودي في طريقه تحت الأرض إلى مكان ما.
أن هذا الباب المجهول في الفيلا والذي كان لا يعلم به غير والد نجوان ووالدتها فلم تلاحظه نجوان أو أيا من أخوتها أبدا في حياتهم فهو باب يقود في سرداب يمتد بطول 60 مترا تحت الأرض باتجاه جانبي ثم يستدر لليسار بمساحة 30 متر تراه اخذ المشاعل والتماثيل المرعبة المعلقة وجماجم الأطفال المتناثرة على أرضه إلى أن ينتهي ببوابة كهربائي تفتح بالكلام لتجد أمامك حجرة كبير متسعة لا يوجد فيها غير التماثيل، لتلاحظ عند الكلام يظهر هناك بابان وحد صغير والأخر كبير بجوار بعض حيث أننا نستطيع معرفة ما خلف الباب الأصغر وهي غرفة كبيرة كانت بمساحة 5 ب 9متر احتوت على منصة وكراسي تدريس، حيث تشعر وكأنها غرفة صفية حوت على وسائل تعليمية حقيقية مثل جهاز الحاسوب واللوحات التصويرية وشاشة سينما جميلة ونظام للطاولات الجلوس المتمثل في وضعها بشكل مثلت أو هرم إلى جانب صور وخرائط لمصر، اما الغرفة ذات الباب الكبير فلم تكشف حقيقة وتفاصل ما بداخلها حتى هذه اللحظة.
كان هذا مفاجئة أيضا للنجوان التي أصبحت الان متأكدة أن الشيطان قادر على فعل أي شيء تريده وتتمناه وأنها ممتنة له كثير وأنها ستفعل كل ما بوسعها من ولاء وطاعة وعمل من اجل وصولها لأعلى درجات الإيمان به، فهذا السرداب الذي اعتقدت بأنه جديد وان الشيطان قام على عمله وان مقره فيلتها فهذا يعني القدرة والقوة الهائلة على فعل أي شيء.
بدأت المدرسة أول دروسها الخاصة التي اعتمدت على أشياء خرافية لا يمكن تصديقها فهي جديدة من نوعها إذ أن التدريس يتم فيها كل طالب لوحده وهم جميعا في الصف أضنك عزيزي القارئ لم تستوعب ذلك، حاول معي الان التخيل . هذه المدرسة هي غرفة بمساحة تسعة أمتار في خمسة بشكل خماسي غطا سطح هذه الغرفة بمواد عازلة فان نظرت إلى السطح ترى نفسك في أكثر من شكل وكأنك مقطع، إذ ترى ألون الأحمر في بعض الأحيان يلمع كالدم تماما وجدرانها خمسة الواجهة الأمامية أو الضلعين الأمامية من الغرفة هن مريه تنظر لهن فتجد نفسك بعيد جدا إلى جانب لوح (صبوره) هرمية الشكل خشبية على منصة مربعة الشكل بارتفاع 60سم عن الأرض ودرجة واحده كبيرة حملت المراة المواجهة صورة تمثاليه للشيطان حسب التصور، وهو صورة مخلوق غريب ذو قرنين على نجمة خماسية الشكل وهو الرمز الشيطاني لهم.
ترى31 كرسي مرتبة، تبدو لك أن ترتبيها له دلالة معينة فهي مرتبه على شكل رقم 666 بالعربي او 3 حروف (ال) باللغة الانجليزية مقلوبة وحد من هذه الكراسي تأخر في الخلف بطريقة معاكسة للوح الخشبي (الصبورة) الذي يبدو بأنه كهربائي أما الثلاث جدران الباقين من الغرفة فملأت بصور الفراعنة والكتابات والحجيات الفرعونية ثم وفي الوسط هناك ثلاث تماثيل فرعونية وتابوت خشبي فرعوني.
بعد تخيلنا لمكنون هذه الغرفة باستطاعتنا أن نشرح قليلا عن كيفية التدريس الجماعي المنفرد إذ ترى التلاميذ يجلسون جميعهم ال31 تلميذ على الكراسي وبقوة شيطانية على حد اعتقادهم يوجه صوت لكل 3 تلاميذ في كل 3 دقائق حيث أن هذا الصوت لا يسمعه احد غير من يتحدث معه وكان الصوت يتم توجيهه منفردا ومخصصا فما يسمعه التلميذ هذا لا يسمعه من يجاوره، وكل طالب يحتفظ بما علم لنفسه فبرغم أنهم جميعا إلى أنهم كل واحد لوحده إضافة إلى وجود الشيطان نفسه في بعض الأحيان عبر الاتصال السمعي دون أن يروه حيث يكلمهم منفردين كل واحد لوحده ويسمعون صوته ويسمعهم لفترة من الزمن إذ أن عمليه التكليم هذه تتم لكل واحد لوحد دون أن يسمع من بجانبه (وهي طريقة دون تشبيه تماثل طريقة نزول الوحي على الرسل وتكليم الرسل وهم بين الجمع دون أن يسمع احد شي من الوحي باستثناء الرسول).
علينا أن لا ننسى الوقت والزمن والتعامل معهم فهناك وقت سمي بالوقت والزمن الشيطاني إذ ترى هناك في هذه الغرفة ساعة تدور عقاربها بالعكس وتحمل يوم غير ما هو من الأيام كما أن جميع ساعات الفيلا ونجوان والتلاميذ يحملون ساعات بنفس هذا التوقيت والوقت الشيطاني. وللتوضيح أكثر فان هذا الوقت يقول بان العبد الشيطاني يجب عليه مخالفة كل شي حتى الوقت والزمن. ونبدأ بالزمن اليك الشرح: (نأخذ أيام الأسبوع جمعها ويوضع يوم السبت فاصلا، فما بعد يوم السبت هو الأحد يليه الاثنين ثم الثلاثاء والأربعاء والخميس إلى يوم الجمعة، وما قبل السبت فهو الجمعة والخميس والأربعاء والثلاثاء والاثنين والأحد إلى يوم السبت فالزمن الشيطاني على حد اعتقادهم يكون بالماضي وليس بالحاضر أي الأحد من الحاضر يقابله الجمعة من الماضي والاثنين من الحاضر يقابله الخميس من الماضي والثلاثاء يقابله الأربعاء، والأربعاء بقابله الثلاثاء والاثنين يقابله الخميس والجمعة يقابله الأحد من أيام الماضي. هذا بالنسبة للزمن
أما الوقت فقد وضعت الساعة الثاني عشر فاصلا. اي الثاني عشر يليها الساعة الواحدة وبعدها الثانية والثالثة والرابعة والخامسة ... الخ وما قبل الساعة الثانية عشر من الماضي هي الحادي عشر والعاشرة والتاسعة والثامنة والسابعة .. الخ فالمقابل الوقتي يكون (الساعة الواحدة من زمن الحاضر تقابلها الساعة الحادي عشر من زمن الماضي والساعة الثانية من زمن الحاضر تقابله الساعة العاشرة من زمن الماضي والثالثة تقابله التاسعة وهكذا. وهذه هي الشفرة الزمنية التي كانت بينهم. ويتعاملون بها.
أصبح نوع من الاستقرار في مصر ما بعد الانتخابات الرئاسية والإطاحة بالنظام السابق، فقد حكم البلاد حينها الحزب الإسلامي وهو حزب قادر على الحكم حينها والسيطرة على الأوضاع الأمنية، ولكن أخطاء هذا الحزب في اختيار الرجل المناسب كما قيل لان يكون رئيس على حد الاعتقاد فالتشريعات التي أصدرها لم تكن تتوافق مع نبض الشارع المصري ككل إنما بنسبة 45% من الإجمال وهذا جعلها تتقلص مما أصبح هناك المخاوف من اندلاع حرب أهليه انذاك ولكن هناك نوع من الاستقرار النسبي في تلك الأوقات ما بين صمت وغضب وانشغال الشعب بالسلطة وانشغال السلطة بالشعب، مما سهل الكثير من المهمات الغير مشروعة على ارض البلاد فقد كثرت المخدرات وكثر تجارها وتوسعة تجارة السلاح وكثر تجاره أيضا، ودخلت بضائع عبر الأراضي المصرية وهربت منحوتات وأثار لمصر، قتل بعض علماء ومفكري مصر وغادر أكثرهم نتيجة لعمليات الاستفزاز التي تعرضوا لها من الصحافة، نتيجة موقف معظمهم تجاه النظام ومهاجمتهم من الحكومة نفسها مما أجبرهم على مغادرة البلاد واللجوء لبلاد قدرت علمهم وعلومهم في مختلف المجالات وخصوصا علماء الكيمياء المصريين، إضافة إلى استغلال الوضع وتوقيع صفقات تجارية محرمة واستيراد مواد لا يعرف مواصفاتها وتصديرها والتي من المؤكد كانت تؤثر على الاقتصاد القومي المصري إلى جانب هذا كله كانت الأوضاع هذه مناسبة لتعلم الطقوس وعملها وتنفيذ كل الأوامر الشيطانية لإقامة نظام شيطاني جديد يحكمه ابن نجوان المنتظر وذريته كما تقول الرواية الشيطانية.
تقول الرواية الشيطانية ما يلي:
( أن الشيطان كان موطنه ارض مصر وانه خرج منه لكي يجعل العالم يتبعه ويهتدون طريقه، وانه في أخر العمر أو البعث الشيطاني سوف يعود رجلا عجوزا تجاوز 80 من عمره لكن بصحة جيدة وقوي وانه سوف يظهر للناس ويدعوهم له من ارض مصر ولكن بعد أن يتبنى طفلا بشري ويعلمه إلى أن يكبر ثم يرسله إلى مصر إذ انه سوف يلتقي بفتاة اختارها له الشيطان تحمل مواصفات شيطانية معينة تسكن ارض مصر ليقيم معها علاقة جنسية روحانية داخل حجرة الدفن في الهرم الأكبر بعد قتل طفلة صغير في العمر لا تتجاوز الخامسة من عمرها وشرب دمائها ثم حضوره ليبارك لهم هذا الزواج فينكحها داخل حجرة دفن الملكة وهذا النكاح له طقوسه وشعائره الشيطانية ، ثم يعود وحده لممارسة طقس عباده وتكليم الشيطان في حجرة دفن الملك دون أن يراه ويعود ثم تذهب هي لحجرة دفن الملك وتكلم الشيطان وتره شكلا ومن ثم تخرج هي أولا من الهرم بعد زرع الصناديق الحديدية السحرية الشيطانية، صناديق السيطرة الشيطانية، ليتبعها الرجل الذي قد تبناه الشيطان لتحمل هذه الفتاه وتنجب في ليله قمرية مليئة بصراخ الأطفال طفلا سيكون يد الشيطان وعصاه في حكم الأرض ومن عليها.وانه سيكون له أعوان كثر). .... =رواية الرواية=
لقد تم الكشف الان عن بعض الغموض البسيط الذي تعمق الرواية فالصورة أصبحت الان أكثر وضوحا الطفل الذي تبناه الشيطان هو (الساحر انطون) والفتاة التي اختارها لتكون زوجه له وهيئ لها كل السبل منذ ولادتها هي نجوان والأعوان هم الشباب الذي يتم السيطرة عليهم عقليا وتقيدهم بشرائع وغرائز معينه حيث يروا أشياء لم يسبق إن راؤها في حياتهم مما يجعلهم بالتصديق والانضمام لهم بولاء، فمن ينضم لهم يصبح لديه اعتقاد قوي ودائما بان الشيطان يرى كل تصرفاته، وانه إذا ما اخلص له سيكون نصيبه الموت لا محال، إضافة للأطفال الذين يتم الاعتناء بهم منذ الولادة وتربيتهم على طقوس وغرائز شيطانية فلو الان اتبعنا عناصر الخلية بتفصيل حول عددهم و كل واحد منهم . فهم كالأتي :
الأول : نجوان وقد عرفتم جميعا عنها
الثاني : الساحر انطون وقد تم الحديث عنه بعض الشيء فيما سبق وهنا نريد الإضافة إلى مهارات هذا الشاب وأفكاره، فهو ساحر بارع ويجيد السحر والخداع البصري هو ابن لقيط تم اختطافه منذ أكثر من24عاما من ملجئ أطفال في إحدى الدول الإفريقية بعد أن امضي العامين من عمره فيه، حيث لم يتقصى أمره ليظهر في العشرون من عمره في كثيرا من عروض السحر في إحدى الكازينوهات الأمريكية في ولاية واشنطن، وقد سال يوم في لقاء تلفزيوني عن قصة حياته فقال انه كبر فوجد نفسه لوحده دون احد وانه لا يذكر شي من الماضي أو أن الماضي هو شيء من خصوصياته ولا يحب أن يطلع عليه احد، لذلك فتفاصيل حياة هذا الرجل هي غامضة إلى الان ترى في عينيه دائما لمعة انتقام من الواقع.
الثالث: هو (الدوني) وهو رجل تحدثنا قليلا عنه سابقا ولكن هنا نضيف بأنه رجل لا تعرف أصوله أو هويته أن كان مصريا أم لا، يقارب الخمسون عاما من عمره ولكن ترى عليه علامات الشباب الكبيرة يتمتع بسرعة تنفيذه لأوامر الساحر انطون فهو أشبه بالكلب المطيع أمام الساحر انطون ونجوان في بعض الأحيان على كبر سنه فبرغم انه معلم بارع لكل الطقوس والشرائع الشيطانية إلى انه يخاف نجوان كثيرا ويلتزم بعمله المتقن. ومع هذا كله يضل سره غامض وليس من معلومات عنه وعن نسبه أو أصوله.
الرابع : دارين فتاة تبلغ من العمر 30 عاما غير متزوجة تملك من الجمال شيء كبير جدا طويلة الجيد حادة النظرات قوية الجسد طويلة الشعر باسمة الوجه دائما فوراء كل ابتسامة منها نظرة حادة وقاتله توقع أي رجل في شباكها مقاتله بارعة تستطيع القضاء على 5 رجال في وقت واحد وهي المساعد والذراع الأيمن (للدوني) فهي لا تتكلم ولا تسمع لها صوت أبدا تقوم على تنفيذ الأوامر من (الدوني) وتحب ولاءها للشيطان وأعوانه. لا تعرف أي تفاصيل عن حياتها فحياتها مجهولة، وقعة في حب (الدوني) لذلك نجدها دائما بجواره وفعل ما يطلبه منها دون نقاش أو كلام فطيلة أحداث الرواية لم يسمع منها ألا بضع كلمات تعد على أصابع اليد وكأنك حين ترها تقول بان هذه الفتاة خرساء ولا تتكلم او تسمع فهي كثيرا ما تتظاهر بعدم السمع للبعض، لكنها قامت بتنفيذ أوامر كثيرة.
خامسا وسادسا : هم مانع وسامع وهم رجال على قدر علي من القوة مانع في 30 من عمرة اسمر اللون او من الرجال السود وسامع في 32من عمرة شباب ذو بنية جسدية مذهله فهم مقاتلا محترفا وقنصا بارعا يجيدا الكثير من رياضة القتال ترى لباسهما اسود دائما فهم يحبا اللون الأسود عندما تنظر لهم ترى أنهم أولاد أكابر وهم ليس كذلك أنما أطفال ملجئ دخلوا مع بعضهم الملجئ حين تخلى عنهم والديهم وتركهم على باب احد الملاجئ في مصر ليهربا بعد أن أصبحا في عمر الثاني عشر إلى الشوارع والتشرد إلى أن التقيا ب(الدوني) الذي ضمهم إلى مجموعته في أولى أطوار التأسيس بموافقة من الساحر انطون والشيطان على حد الاعتقاد فهم لتنفيذ الأوامر والمهمات الصعبة وتأدية الطقوس وحماية من ينظم إليهم من الشباب وتهيئ السبل لهم إلى جانب صدهم إن أرادوا الانسحاب والتخلي عن هذا الفكر إذ يصل بهم الأمر لقتل من يرتد أو ينسحب.
هذا وأنهما هما المسئولين عن الغرفة الاخرة المغلقة التي تجاور غرفة المدرسة والتي لا يسمح بدخول احد عليها غير (الدوني) ودارين ومانع وسامع، هذا وان الساحر انطون لا يسمح له بالدخول لهذه الغرفة رغم انه مسئول عنها، بأمر من الشيطان. شيء يدفع للفضول لمعرفة ما تحويه هذه الغرفة من الداخل فالغريب في الموضوع انه لا يسمح لنجوان نهائيا الدخول لها وإنها ان دخلتها ستحل لعنة الشيطان عليها وتقتلها لمخالفتها أوامر الشيطان فبرغم فضول نجوان القاتل إلى أنها تمنع نفسها عنها، فحين تصل على الباب الذي يفتح مرتين في اليوم في أوقات معينه لا تعلمه من أوقات الشيطان أثناء الدرس لا تنظر له ففي داخلها فضول قاتل لتعرف ما بداخل تلك الغرفة، ولا نعلم هل ستعلم نجوان يوما ما بداخلها أو يسمح لها بدخولها أو تتخطى اللوائح وكسر أمر الشيطان إلى الان ليس هناك دلائل على حدوث ذلك مطلقا . يحتمل تغير ذلك في المستقبل. لا نعلم ذلك
نجوان و(الدوني) ودارين ومانع وسامع وحسن وادوارد وأميرة ودلال والخادمة صوفي والخادمة صفيناز وطباخ أجنبي بارع وثلاث فتيات جميلات يقوما على مساعده الخادمتين صوفي وصفيناز والبواب، كلهم يعيشون في تلك الفيلا المستقلة فيلا والدته نجوان، حيث لا يخرج من الفيلا غير نجوان و(الدوني) وأولاد عمتها نهاد أما الباقون فلا يخرجون إلا للحالات الطارئة، ومع ذلك أن دخلت أنت الفيلا فانك لان تجد لهم وجود أو حضور على الإطلاق وكأنهم يختفون واخص بالقول (الدوني) ودارين العشيقة وسامع ومانع.
كانت المدرسة الشيطانية في أساسها تعلم الشباب المختارين بعناية من قبل الشيطان وإخلاصهم وولاءهم له، وقد ذكرنا لكم بعض من اختبارات طقوس الولاء في بحر الإسكندرية ومدينة كيلوبترا تحت الماء وتقطع الرجال الغير مخلصين، فمهمتهم هي تعلم كيفية التحضير إلى الطقس الأعظم وهو زواج الساحر انطون ابن الشيطان من نجوان الذي سيتم في الهرم الأكبر، وهي مهمة غير سهله أبدا فلا يسمح بدخول الهرم مطلقا فعليه حراسة كبيرة ولكن مع تزعزع الوضع الأمني واندلاع ثورة أخرى وإسقاط النظام الذي لحق النظام السابق، هنا فرصة كبيرة للممارسة هذا الطقس داخل الهرم الأكبر في حين انتشار الفوضى فهم بحاجة إلى يوم واحد أو ليله واحده فقط بعد أن قاموا بالتمرين وتطبيق أكثر من طقس شيطاني في أكثر من مدينة من مدن مصر.
هذا وان هذه المدرسة علمت الشباب الانغماس في الشهوات من خلال الطقوس الشيطانية المشكوك في أمرها، وشرب الدماء والرقص والهوى وطرقه وتعليمه، إلى جانب ذلك انتهاك المحارم، أي نكاح المحارم فقد افقدوهم من خلال الدروس المحبة والحب فأكثر الدروس تنص على موت الحب ما بين الناس والقضاء عليه، فان مات الحب في مصر يمكن السيطرة عليها بسهوله ودون مقاومة، فالشعب المصري يعيش على الحب، فالحب هو قوته الحقيقية أن فقده انتهى هذا الشعب وسقط الوطن، فبرغم ما فيه من نكبات إلى انه بحب شعبه لبعضه البعض قائم وصامد إلى الان، يصعد في أولى خطواته سلم المجد والارتقاء، لذلك كانت هناك كوارث نتيجة تلك الدروس عوضا عن أنهم جعلوا مجموعات من الشباب تقوم بممارسة المحرمات وممارسة الجنس بصور قذرة وجديدة وهي علمية، فقد تعدوا ذلك إذ باتوا ينتشرون على المواقع الاجتماعية (فيس وتوتر) في عمل مجموعات وصفحات خاصة عن المحرمات وكيفية المتعة مع المحرمات وعرض محرماتهم وإقناع الشباب المصري والعربي الذي هو الان منهك اقتصاديا بسبب الثورات بالسير ورائهم في التخلي عن الحب والمشي وراء غرائزهم وقتل أي عنصر حب، فالفتيات مكلفات باستغلال الشباب وانجرافهم تجاه معتقداتهم والماديات حيث يقوموا باستغلال دوافع الحب لتشويه صورة الحب ففي أول لقاء بها على موقع التواصل الاجتماعي تراها تحبك بسرعة وفي نفس الوقت تلكم غيرك مما يجعل كثيرا من الشباب فقد ثقتهم بالحب عبر التواصل الاجتماعي وان الأرواح تلتقي في أي مكان تريد.
انتشر في الاونة الأخير من القرن العشرون وفي ظل التطور الالكتروني الكثير من الفيديوهات الفاضحة لكثير من الفتيات العربية على المواقع الإباحية وأيضا شباب ومشاهير وممثلين عرب، وأيضا أصبحت السينما المصرية تفتقر لكثير من فلام الحب والرومانسية، فلا قصص أو أفلام غير العنف والقتل أو الضحك من اجل نسيان الهموم. ولو سالت في وقتنا الحالي رأي الشباب عن الحب ستكون نسبة 90% منهم سيقول هو مجرد كلمة تجلب المصائب لهم في كثير من الحيان. إلى جانب انتشار المخدرات ولحشيشه والمشروبات الروحية بشكل كبير جدا في المجتمعات المصرية والعربية ككل. هذا كله إضافة لقطع صلت الرحم والمحبة مابين الناس فقد قلت المحبة بين الناس كثير وأصبح المال هو المسيطر الوحيد على الناس، فالحب لا قيمة له وهو سبب تعاسة كل قلب لا أكثر وهذا ما ساهمت في انتشاره المواقع الاجتماعية على ألنت (فيس ، توتر .. الخ ) إذ دمرت الكثير من العلاقات الاجتماعية ودمرت اسر كاملة وقتلت أصدقاء وأفقرت أغنياء وأخرجت مفهوما سيئا عن العلم والتكنولوجيا ومازالت إلى ألان تعمل على تشويه صور العلم المبهرة التي وصل إليها العالم الان من تقدم تكنولوجي لم يسبق وان كان في القرون والأمم السابقة. لا أقول بان هذا كله فعلته هذه المجموعة الصغيرة أنما أحاول لفت الانتباه لفهم مفهوم بحر العلم والتكنولوجيا الواسع، هذا البحر الذي يجب علينا أن نحاول الغوص فيه ولو لمرة لنفهم ما هي الحياة وما هي الدرجة العالي التي وصلنا لها في العلم والتطور التكنولوجي هذه الأيام.
تعلمت نجوان الكثير من الأفعال الشيطانية داخل هذه المدرسة فدرس نجون يكون لوحدها حيث الشيطان يعلمها كلاما دون أن تراه تسمع صوته ولا يسمعه غيرها وسنذكر لكم لاحقا درسا وكلاما مع الشيطان لنجوان. هذا ولا ننسى المال الذي كان يأتي بطريقة سحرية أيضا في هذه المدرسة فقد كانوا يأتون بالأوراق النقدية المزيفة ويقومون بإحراقها بالنار لتتحول بطريقة خيالية وسحرية إلى عملة نقدية أصلية يمكن استعمالها. وهذا من أكثر الأشياء التي جلبت انتباه الشباب ونجوان كثيرا واعتقادهم أن القوة الشيطانية تستطيع فعل أي شي لهم.
على النحو الأخر وتزامنا مع الطقوس الشيطانية الأخيرة لنجوان ظهر رجل مقنع يلبس قناع ابيض وبدله اكثر من نصف بيضاء والكتفين سوداء عليها دائرة نحاسية بحجم 5سم طليت بالون الأبيض أيضا وهي في نصف الصدر تغلق السترة واخرى صغيرة مكان الحزام لشد البنطلون وجهه مغطى كاملا بالون الأبيض وشيء من اللون الاسود وحذاء ابيض.
انتشرت هذه الأوصاف في كل أنحاء مصر على انه رجل يقوم على قتل الرجال الكبار في السن وانه قام على ارتكاب ما يقارب 5 جرائم قتل لرجال تجاوزوا ال60 من عمرهم بطرق بشعة وتكاد مروعة بصورة انتقام فضيع ولا تفهم دوافعه إلى الان فقد كلف الضابط منير أيضا بالتحقيق بقضايا القتل التي ارتكبها هذا الرجل الأبيض والقبض عليه وتسليمه للعدالة في أسرع وقت وهذا كان عبئا كبير على الضابط منير ولكن الظروف الأمنية في البلاد والضغط الكبير يفرض عليه تحمل ذلك.
في تلك الأوقات تكلف صحفية اسمها (منى) في التحقيق حول جرائم القتل التي يرتكبها الرجل الأبيض ودوافعه ولما يقوم بجرائم القتل هذه وتحذير الناس منه وإعلان الحقيقة ومساعده رجال الأمن في القبض عليه.
الصحفية منى فتاه جميله جدا ورقيقة تجد فيها أنوثة قاتله تقارب 30 من عمرها كانت متزوجة لرجل اجبرها والدها على التزوج منه في صغرها لتنفصل عنه بعد وفاة والدها وتقوم بإكمال دراستها الجامعية، كليه الصحافة والإعلان فهي لطالما حلمت بان تكون صحفية، لكن والدها كان يمنعها وزوجها إلى رجل من اجل المال.
الصحفية منى تعمل في صحيفة مصرية مشهورة وعليه نسبه عليه من القراء حيث تكتب في صفحة الجريمة التي كان يتابعها الجميع انذاك. فمنى صحفية بارعة واجده استطاعة بسرعة أن تلفت أنظار الجميع لها حيث سطعت في علم اكتشاف الجريمة ومساعده الأمن في ذلك، فهي تملك ذكاء بارع وقدرة على التحليل السريع لمجريات الجريمة إذ تكشف الحقيقة قبل رجال الأمن في بعض الأحيان، لذا نالت نصيبا واسعا من الشهرة الصحفية في مصر بأكملها.
الصحفية منى تعرف الضابط منير حق المعرفة وقد تعاملت معه كثير وتعرف عناده وعصبيته وتضمره وحكمه على الأمور بسرعة، لذلك اتجهت على الفور إلى مكتبه بعد أن كلفت من رئيس التحرير البحث في موضوع قضية الرجل الأبيض هذا وجرائمه واعتدائه على الرجال الطاعنين بالسن بهذه الوحشية دون ظهور أي سبب حقيقي تدفعه لذلك.
كان اللقاء بينها وبين الضابط منير جاف كما هو معتاد إذ كان ينظر لها الضابط منير بنظرات اشمئزاز وهي جالسه في مكتبه اذ بداء بالحديث قالا انه يعرف لما هي هنا بخصوص الرجل الأبيض لتجيبه بنعم هي لذلك، ما أسرع نباهته ليسخر منها ناصحا أيها أن تبتعد عن هذا الموضوع، لتمتنع عن ذلك وتقول بأنه حقها وأنها باستطاعتها مساعدته مثلما كانت دائما، لكنه رفض وقال هذه القضية مختلفة تماما عن كل القضايا التي مسكها من قبل، وهي تتناول موضوع خطير لا يصح كشفه للناس، فان كشف ستكون هناك كارثة حقيقية قد تلحق اذرر أولا بها فلذلك عليها أن تترك موضوعها، وانه ليس من معلومات باستطاعته انه يعطيها أيها عن هذا الرجل الأبيض وجرائم قتله، كل ما يمكنه القول انه رجل مختل نفيسا يقوم بقتل الرجال الطاعنين بالسن بطريقة وحشية دون دوافع تذكر نتيجة مرض نفسي، هذا كل ما يمكنه القول عن الرجل الأبيض.
منى ذكيه جدا فقد استطاعت في بداية كلامه أن تستنتج أن هناك أمر كبير وخطير لكونه حذره وما الذي يجعله يحذرها من رجل مريض نفيسا يقوم على قتل المسنين دون سبب وانه سيقبض عليه قريبا . مما جعلها تدرك انه ليس من فائدة من الضابط منير لتقرر البحث عن الموضوع بنفسها والوصول للحقيقة دون مساعده لذا غادرت الصحفية منى مكتب الضابط منير دون حتى أن تقول له سلام.
الساعة الثاني عشر ليلا وبينما تكون نجوان على شرفتها تراقب القمر إذا بسيارة كبيرة تدخل حرم الفيلا فيقوم كل من سامع ومناع بإنزال حمولتها ونقلها عبر السرداب إلى الغرفة السرية المغلقة، مما جعل نجوان تحاول أن تتبعهم دون أن يروها، محاولة منها أن ترى ما بداخل تلك الغرفة التي أثارة فضولها، وما هذه الصناديق المحكمة الإغلاق وما بداخلها ولماذا يدخلوها إلى تلك الغرفة بالذات. شيء حير عقل نجوان ففي حين وصولها وانتظارها من بعيد لحين فتح باب الغرفة. فتح الباب ولكن هناك ضباب كثيف يخرج منها لم تستطع روية ما بداخلها لذلك عادت إلى غرفتها قبل أن يراها احد منهم يملئاها الفضول لمعرفة ما تخزنه تلك الغرفة. دقائق حتى أتى (الدوني) ليخبرها أن موعد التجهيز للطقوس قد حان وان عليها أن تكون يقضه، فهناك كلام للشيطان معها في قاعه المدرسة بعد المساء، حيث احضر لها لباسا خاص تلبسه لهذه المقابلة ويجب عليها أن تكون جاهزة ومستعدة لهذه المقابلة.
كان اللباس الذي أتى به (الدوني) لنجوان ملفتا للانتباه بعض الشيء من الخارج أما من الداخل فهو غريب جدا فهو يتكون من (منطال) ضيق بعض الشيء وسترة مبطنة و(جوكيت) اسود كثرت فيها الجيوب وتفاوتت في أحجامها وأشكالها وطريقة وضعها على (الجوكيت) فحتى الظهر حوا على جيوب، وقناع اسود لا يظهر منه شيء حتى العينين فالرؤية من تحته، عليه خطوط غير مستقيمة فضية الشكل دلت في مضمونها على شكل امرأة حاقدة وقاتله في نفس الوقت. ولو عدنا للغريب في هذا اللباس من الداخل فهو يحتوي على أسلاك معدنية رقيقة ومربعات صغيرة تشبك بها هذه الأسلاك المعدنية الرقيقة وانك تنظر إلى لوحة الالكترونية كاملة في هذا اللباس. ولو أردنا التعبير عنه بكلمات لقلنا انه لباس الالكتروني فائق التصميم ولكن على عكس ذلك فهذا اللباس هو لباس سحري شيطاني فائق الصنع على حد تعبير نجوان.
هذا ولا ننسى أن لهذا اللباس حذاء خاص صنع من الجلد بلون اسود علية خدمة تحمل نجمة خماسية الشكل تظهر من خلالها صورة لعين مرعبة، وأيضا الحذاء (الجزمة) سوداء كبيرة العنق أربطتها معدنية تحمل مقدمتها صفيحة معدنية كتب عليها رمز (مثلث أو هرم) ألفرده اليمين منها ورمز (الماء ثلاث خطوط متعرجة فوق بعضها البعض) على ألفرده الشمال، ولا نعلم ما يرمز بها. وأيضا ساعة سحرية ضبط وقتها على الوقت الشيطاني. لباس غريب لا يبدو لمقابلة شيطان، المهم انه بمقاس نجوان تماما فحين ارتدته شعرت بالكبرياء والجمال والثقة بنفسها فهي فعلا بدت جميلة بها.
تصل الاستخبارات المصرية (الضابط منير) بان المواد الإرهابية التي سيتم استعمالها في تنفيذ ضربات إرهابية قد دخلت ارض مصر وقد خزنت واخفي أثرها وان الرجل المكلف بتركيبها لم يدخل البلاد بعد وكل ما عرف عن هوية هذا الرجل هو انه ساحر وانه محتمل دخوله إلى البلاد المصرية خلال الأشهر القادمة عن طريق الأراضي الفلسطينية هذا كل ما وصل إلى الضابط منير الذي كبر همه وعظمت مصيبته في بلده فمن جهة ما يدور في بلادة من تخريب ودمار فان مصر قد أصيب بخيبة أمل كبيرة في الانتخابات الرئاسية، فعلى الأرجح أنها أخطأت الصواب، لتقوم بثورة أخرى. وهذا بالطبع يجعل البلاد أكثر عرضة للدمار والخراب ومطمعا كبيرة لكل محتال وسارق وناهب ومدمر.
الان ما يجب عمله من قبل الضابط منير؟ هو الان في كارثة قد تصيب البلاد بأكملها. لذا اتصل على الفور بزميلة الضابط حسام وطلب منه الحضور هو ومجموعة من الضباط المعاونين وهم في الإجمال سبعة بما فيهم الضابط منير وزميله الضابط حسام ليتم القرار بعد أن ابلغ الضابط منير بنص الإخبارية وما قالت، وأنهم سيتمون العملية على عاتقهم واعتبارها سرية للغاية، فقد تبين للضابط منير نتيجة جمعيه للمعلومات وذكائه أن هناك جهة علية قد تكون من الأمن نفسه تتعاون مع هذه الخلية الإرهابية، وهذا لا يستبعد في ضل الظروف الراهنة على الأقل، فالكل يخاف على نفسه في تلك الفترة لذا من هنا كانت المهمة سرية لضابط منير ورفاقه الضباط الستة، وانه لا يحق على احد من الضباط المسئولين الكبار أن يطلع على أي تحرك أو شيء عنها على الأقل في المرحلة الأولى، وإشعارهم بعدم المبالاة، وان الجهاز الأمني المصري منهك وغير قادر على حماية البلاد من أي هجوم إرهابي، فهو منشغل بالثورة ومجريات ما يحدث، وان الأوامر أصبحت متعددة الاتجاهات ولا يؤخذ بها في كثيرا من الأحيان، وهذا ما تم فعله فعلا.
الضابط حسام هو صديق للضابط منير منذ الكلية الشرطية وحين تخرجا تم تعينه في الإسكندرية، أما الضابط منير فقد تم تعينه في القاهرة، وفي الظروف الأخيرة وأحداث الثورة تم نقله إلى القاهرة مع صديقة الضابط منير. هذا وان حسام شاب ذكي طموح محب لبلادة ويغار عليها وترابها، يملك بنية جسدية هائلة فهو قوي جدا وذو باس تراه جاد في عمله وتصرفاته صريح لا يحب المراوغة إضافة إلى انه قناص محترف يستطيع أن يصيب الهدف من بعد أميال.
تم جمع المعلومات الأزمة تقريبا، لدرجة أن الضابط منير في ضل ما كانت فيه البلاد جعل يجمع صور السحرة كلها في العالم ومعرفة أسمائهم وجمع معلومات عنهم ومحاولة تشديد المراقبة على المعابر التي بين مصر وفلسطين، كل هذا كان كبير على الضابط منير ورفاقه، إلى جانب تكليفهم بالتحقيق بجرائم القتل، أما السرقة والنهب فكانوا على الجيش والسيطرة على شوارع المدينة. لحين أن مسك البلاد عسكرية الجيش بقيادة ، واستعداد البلاد لدورة انتخابية ثانية ما بعد سقوط النظام الأول. بقيادة حسني مبارك ليلحقه النظام الثاني بقيادة (محمد مرسي) والاستعداد لانتخاب رئيس جديد للبلاد، فهذه الفترة حاسمة وهي فترة عدم استقرار يمكن استخدامها لإصابة أهداف إرهابية مستقبلية على ارض مصر، فلم يغير خلل النظام السابق ولا الوضع الان على سير عمل الضابط منير ورفاقه ولم يخفف الضغط عنهم أيضا.
محمد محمد مرسي عيسى العياط وشهرته محمد مرسي (8 أغسطس 1951)، الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية والأول بعد ثورة 25 يناير ويعتبر أول رئيس مدني منتخب للبلاد. تم إعلان فوزه في 24 يونيو 2012 بنسبة 51.73 % من أصوات الناخبين المشاركين وتولى منصب رئيس الجمهورية رسميا في 30 يونيو 2012بعد أداء اليمين الجمهوري. حتى تم عزله في انقلاب 2013 في مصر والذي جاء بعد . تولى رئاسة حزب الحرية والعدالة بعد تأسيسه بعد أن كان عضوا في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. ونائب سابق بمجلس الشعب المصري دورة 2000 - 2005.
الساعة الثاني عشر ليلا موعد مقابلة نجوان مع الشيطان في قاعة المدرسة الشيطانية حيث لبست اللباس المخصص، وهي الان تسير في طريقها عبر السرداب إلى المدرسة، فقد كان السرداب المؤدي إلى المدرسة الشيطانية ليلته معتما غير منير، ففي أثناء مسير نجوان تسمع أصوات غريبة وتفاجأ بالجماجم عبر السرداب، وكان السرداب أصبح كمدينة الرعب في ملاهي الأطفال، لم يخف هذا نجوان قد اعتبرتها من العناية الشيطانية بها وتثبيت قلبها على الإيمان به، فحين وصولها لاحظت بان لا وجود لأحد غيرها والقاعة أخذت باستدارة تتشكل جدرانها من حين لاخر بصور المرعبة والمخيفة والضباب الذي ملئ القاعة، إلى جانب الأصوات المخيفة والنجمة الخماسية المعلقة في الصدر، حيث سمعة احدهم يقول كلها لحظات ويحضر الرب الشيطان بصوته، وفجأة بدأت النجمة تتحرك وصدر أربطة من الإشعاعات وتستدير ويكبر الرأس الذي عليها وتكبر قرونه وعيناه التي تلصف شرارا يلتف على نفسه، كأنه خيال في زجاجه تشع نار إلى الخارج، ثم تسمع صوتا يقول أنا الشيطان عليك بالسجود، وهذا فعلا ما فعلته نجوان على الفور دون خوف بل بمحبة. ثم أمرها بالاستقامة وطلب منها أن لا تناقش وأنها كي تعبر إلى طريق المجد والتقرب منه وراية وجهه، يجب عليها أن تقوم بعدة خطوات وهذه الخطوات لا يتم معرفتها جميعها وقت واحد إنما تباعا.
كان الأمر الأول أن تقتل زوج أمها وعمها منال وقلع عينه وإحضارها له ليلة اكتمال القمر المقبلة. لتقول نجوان أمرك ثم تغادر على الفور كي تستعد إلى هذه الليلة والمهمة، فهي أمنية عمرها ان تقوم بقتل عمها فهي تكن له عداء كبير جدا، لذا هي سعيدة بأول وأسهل خطوة بالنسبة لها. كما واخبرها الشيطان ان بإمكانها الاستعانة باللباس الذي خلقه هو لها ففيه خباية كبيرة سيقوم (الدوني) بشرحها لها فيما بعد وكيفية استخدام هذا اللباس المخلوق والعجيب في مساعدة نجوان.
ذكر شاهد أعيان لأحد الصحف اليومية وهي الصحيفة التي تعمل فيها الصحفية منى انه شاهد الرجل الأبيض ليلة البارحة بالقرب من ملجئ أطفال في إحدى ضواحي القاهرة، حيث كان يتسلق نافذة احد غرف الملجئ في الطابق الثاني، وعندما شاهد أن أحدا هناك اختفى سريعا في لمح البصر.
لم يسبق أن شوهد الرجل الأبيض في الليل مطلقا لتقوم الصحفية منى على لفور بالوصول إلى نفس الملجئ ونافذة الغرفة ولمن تكون هذه الغرفة ومن يسكنه ؟ لتبادر بالسؤال على الفور لمديرة الملجئ وتخبرها بان هذه النافذة هي لغرفة تقل 15 طفلة. لتطلب الصحفية منى من مديرة الملجئ أن ترى تلك الغرفة، لترفض مديرة الملجئ ذلك وان عليها ان تأتي بإذن رسمي، وانه لا يمكن اللاتقاء بالنزيلات دون إذن، وقد تغيرت معاملة المديرة كليا حينما عرفت من مودي بان منى هي صحفية لتقوم بعدها المديرة بطردهما من الملجئ على الفور هي ومساعدها دودي التي قالت عنه انه أهبل ومجنون.
بقي أمر الملجئ والغرفة موضوعا محيرا للصحفية منى لذلك قررت أن تعرف بنفسها حقيقة هذه الغرفة والنافذة التي كان يتسلق له الرجل الأبيض، فقررت أن تصنع الحيلة نفسها، بان تقوم بالتسلق إلى هذه النافذة واستطلاع الأمر بنفسها، وهذا ما عزمت عليه في المساء بمساعدة رفيقها الأهبل مودي كما يطلق عليه الرفاق وزملائه في العمل بما فيهم منى.
مودي هو شاب روش ومضحك وهو يعاني من خلل دماغي بعض الشيء لذلك ترى مسكين وعلى البركة كما يقال، كان يساعد منى كثيرا ويفتعل المواقف الضاحكة بعفويته وغبائه، فكانت كثيرا ما تضربه الصحفية منى وتنزعج من تصرفاته الغبية ومع ذلك فهي لا يمكنها الاستغناء عنه في عملها ومهماتها الصعبة على وجه الخصوص. هذا ولا ننسى أن مودي صاحب اختراعات مجدية في بعض الأحيان.
في المساء حضر مودي وقد غير سيارة العمل بسيارة نوع (م ن ي) صغيرة بفتحة من السقف حيث افرغ كراسيها الخلفية ليجعل مكانها سلم كهربائي يصعد من داخل السيارة إلى أعلى من اجل الوصول بسهولة إلى الغرفة التي كان يتسلقها الرجل الأبيض واستطلاع الأمر. وهو اختراع من أفكار مودي. حينها أحست الصحفية منى لأول مرة أن مودي قد بداء يفهما (ههههه). حيث رحبت الصحفية منى بفكرته كثيرا وانطلقا إلى موقع الملجئ.
حين الوصول أوقف مودي السيارة بأسفل النافذة وشغل السلم الكهربائي بعد أن تأكد من أن لا احد هناك، ثم طلب من الصحفية منى أن تصعد على السلم وهذا ما فعلته حتى وصلت النافذة، لتنظر من جانب النافذة فترى منظرا مذهل غرفة أربعة أمتار بأربعة أمتار تحوي خمسة عشر طفلة في أسرة حديدية فوق بعضهم البعض وكأنها سجن، كان المنظر مقرفا بالنسبة للصحفية منى ولكن مهلا أنها تسمع مجموعة أطفال يجتمعون اجتماعهم السري الليلي دون أن تراهم، فزاوية الشباك لا تسمح لها برؤيتهم، كل ما استطاعة رؤيته كلبه صغيرة تجلس على رجل طفلة منهم، وقد سمعت اسم الرجل الأبيض منهم لتقترب وتسمع ما يقوله اجتماعهم الذي كان يحكي عن كارثة قومية تصيب الدنيا بأسرها أطفال بعمر الورود تدمر إنسانيتهم بكل بساطة من اجل المال والترفيه واللهو وراء مصالح دنيئة، أنها كارثة، يتاجر بالطفولة.
كانوا الأطفال من خلال ما سمعته الصحفية منى هم نرجس وشيرين ولجين وأمل وصفاء، إذ أن صوتهم لا يدل أنهم قد أتموا السادسة بعد من عمرهم، لكن كان حديثهم قد فاق أعمارهم بكثير فهم يطرحون قضية غفل عنها العالم بأكمله رغم مناداته بها في كل حين، أنها القضية الإنسانية.
كان الذي يتكلم أولا هي شيرين وهذا ما استطاعة تحديده فيما بعد الصحفية منى من خلال متابعتها لحديثهم، تقول: شيرين أن الخوف أصبح يدخل إلى عروقي هذه الليلة فلا حل هناك لمشكلتنا، ولا أحدا يريد سماعنا وسماع ما نحن فيه من ضياع ودمار، أن جيلنا الأطفال أصبح مهددا بالانقراض الإنساني، فجميعنا نعبر كل لليله عبر ممر ضيق من الخوف والهلاك، إلى متى ذلك؟! فتجيبها نرجس علينا بالسكوت فمهما فعلا لن يجدي هذا نفعا، لتسال أمل ماذا حل بطلبنا برؤية مسئولين؟ حينها ضحكت شيرين وقالت: هل أنت مجنونه وهل تظني صاحبة الدار تسمح لك بمقابلة المسئولين، وان قابلتهم بأي عين ستعرضين عليه مشكلتنا وما الدليل ... هل يمكنك أو يمكن أي طفلة منا جميعا أن تطلع اي احد على الدليل الذي تملكه. لتقول لجن أن الدليل الذي يملك برأتنا هو نفس الدليل الذي يديننا، فلا يمكن أي واحدة منا أن تتكلم، حينها قالت صفاء اه لو بإمكاننا الحصول على هاتف نقال بكمرة وانترنت لكان بالإمكان حل مشكلتنا، لتسال نرجس كيف فتقول صفاء أنها تعرف كيفية استخدام ألنت فقد كانت عند رجل ذات مره وعلمها كيفية استخدامه، وانه يمكن تصوير كل ما يحدث معنا ورفعه على النت ومن هنا لابد من أحد يسمع صرختنا وينقضنا من هذا العذاب. حينها تكلمت شيرين وقالت انه من المستحيل تحقيق أمنية صفاء.
لم تفهم الصحفية منى أي من ما يتحدث عنه الأطفال وعن أي قضية وأي مشكلة فاغلب الظن أن المشكلة لا تكمن في عدم النظافة أو الأكل والمبيت فهؤلاء الأطفال يتحدثون عن مشكلة كبيرة اكبر من ما يتخيل لنا بكثير .
حينها طلب لجين من شيرين أن تصف لهم الرجل الأبيض ذو النسر الذهبي مرة أخرى وكيف شكله لتقول شيرين لقد وصفته لكم أكثر من مره، كما أن نرجس قد رأته أيضا، حينها طلبت لجين من نرجس بان تخبرها عن تلك الليلة التي قابلة فيها الرجل الأبيض وكيف انقضها من يد الرجل المسن المفترس الذي كان يريد أن يفترس جسدها وماذا فعل الرجل الأبيض وكيف قتله بشراسة وأشفى غليل نرجس منه وأعادها إلى الملجئ حملا إياها على كتفيه.
بدأت يكشف الغموض تدريجيا لصحفية منى وكأنها أحست أو وصلت إلى طرف خيط، فالموضوع الان تحول فعلا إلى مسالة إنسانية تستحق المتابعة وإيصالها إلى الناس، وان هناك مؤامرة كبرى على الطفولة والجيل الجديد ويجب علينا جميعنا أن نقف لمنع هذه الكارثة الإنسانية التي تلحق بالأطفال.
بدأت نرجس بوصف تلك الليلة وكيف كانت مؤلمة بالنسبة لها منذ ذهابها من الملجئ وحتى وصولها إلى فيلا الرجل المسن ودخولها ومحاولة التحرش فيها جنسيا في المسبح، وقد كانت ترتجف وتصرخ إلى أن أتى الرجل الأبيض وقام على فصل عنقه في الماء، ثم تعليقه من رجليه بحبل ثم وضع قطعة ملابس داخلية نسائية في فمه ثم حملها على أكتافه وإرجاعها بسرعة إلى الملجئ، لم تشعر بالأمان إلا وهي على كتف الرجل الأبيض، فقد شعرت وكأنه أبيها الذي لم تراه. حينها تكلمت لجين لما لم تخبر نرجس الضابط بما حدث لها، لما سكتت حين اخذوا أقوالها. لترد نرجس هل تعتقد بأنها مجنونه حتى تقوم بفضح نفسها وتقول أن هذا العجوز الخرف قد مسها جنسيا، هذا مستحيل. لما لم تفعل هذا شيرين فقد كانت في نفس موضعها وقبلها مع عجوز أخر وقد اخذوا أقوالها، لم تقل شيء بالنسبة إلى الاعتداء الجنسي من ذلك العجوز ولو قلنا ذلك لكانت قتلتنا مديرة الملجئ. لتقول صفاء أنها خائف، فالخوف يكمن في أن يكون الدور عليها بعد غدا مع ذلك العجوز الأشعث القزم الصغير فهي لا تحتمل الألم أبدا، وجعلت تبكي.
تبكي الصحفية منى حينها متأثرة بما قد سمعته، حينها طلب منها دودي أن تنزل فقد أصبح الأجواء غير امنة وعليها النزول، وبينما هي تسترق السمع أكثر وإذا بمرور سيارة الشرطة ليقوم دودي على الفور بتشغيل السيارة والهروب تاركا منى معلقة على النافذة والسقوط بعدها، ولكن بعد أن أسقطت هاتفها المحمول من النافذة للأطفال ورؤية ما يمكن فعله من قبلهم، لتعود بعدها إلى المشفى لا إلى البيت بسبب غباء وخوف دودي الغبي.
كان الهاتف المحمول الذي تركته الصحفية منى للأطفال ذكي جدا وفائق الصنع والتقنيات العلمية، إذ يعتبر صيحة من صيحات العلم في عالم التكنولوجيا والمعالجات الرقمية، فهذا الجهاز يتم التحكم به عن بعد من قبل صاحبة، إذ يعمل وفق أوامر صاحبة أين كان فهو موصول عبر الأقمار الصناعية بجهاز تحكم وشاشة الالكترونية كبيرة يمكن أن ترى الهاتف نفسه ومكانه إذ أن الجهاز كان يحمل أكثر من كمرة، وبرنامج تصنت يمكن استعماله عن بعد. ولكن وللأسف الجهاز حينما أسقطته من النافذة انطفئ ولا يمكن تشغيله عن بعد، فهي السيئة الوحيدة لهذه التكنولوجيا، والى الان كأنه لا احد وجده، لذلك هي الان في ورطه. فقد حسرت هاتفها دون فائدة.
نجوان الان تجهز نفسها، فوقت تنفيذ المهمة التي طلبها منها الشيطان لم يبقى عنه شيء، ونجوان إلى الان لا تعلم أي معلومات عن عمها، أين مكانه وين يعيش وان كان داخل مصر أو خارجها، فقد مضى وقت طويل على افتراقهم، إلى غير أن شروط اللعبة الشيطانية أو المهمة تقتضي على نجوان جمع كل المعلومات وتنفيذ المهمة دون أن يعلم احد على الإطلاق، فهي الان مضطرة للبحث عنه بنفسه وقتله في الموعد المحدد. لذا كان على نجوان الرجوع في الذاكرة والسؤال في الأماكن التي كان يتردد عليها قديما، فقد تجد خيطا يوصلها إليه، حيث كانت هذه الأماكن هي البارات والكباريهات والملاهي الليلية، فهو مولع بها كثيرا، لذلك ذهبت تبحث عنه فيها أو عن شيء يوصلها له، حيث حدثت معها حينها العديد من المواقف منها أنها قتلت، فشروط اللعبة الشيطانية تقول يجب عليها قتل كل من يتعرض في طريقها أو يحاول إعاقة مهمتها، فمن بين هذه المواقف وبينما كانت تسال عنه في إحدى الملهي الليلة تفاجات بوجود الساحر انطون يقدم عروض سحرية مبهرة في هذا الملهى إذ يجلب انتباه الجميع بما فيهم نجوان التي اتجهت على الفور نحوه وحاولت التكلم معه لكنه لم يعرها أي اهتمام أو يتكلم معها، وكأنه لا يعرفها مطلقا، وقد استغربت نجوان كثيرا من هذا وظنت انه يشبه انطون فحين سالت عن اسمه قالوا لها بأنه الساحر الأمريكي (جون) لذلك تركت الموضوع وعادت تبحث عن عمها.
رأى صاحب الملهى نجوان فهو يعرفها فقد راها في الملهى الليلي التي عملت به مع شقيقتها نورهان وماذا حدث للملهى من خلال هذه المرأة الشيطانية على حد قوله، وان هذه الفتاة تملك سرا كبير يمكنه الاستفادة منه والاستفادة منها أيضا في جلب المال فمن يملك تطفيش الزبائن يملك جذبها أيضا على حد اعتقاده، فقد كان يراقبها من غرفة مراقبة الملهى وماذا كانت تفعل حيث كانت ترتدي لباسا مغريا وتبدو أكثر جمالا، كانت وكأنها تبحث عن رجل أو تنتظر رجل ما لتخطف أنظار صاحب الملهى المدعى (فواز) تلك القلادة التي في عنق نجوان حيث جذبته بطريقة عجيبة لينزل لها ويحاول التحرش بها فتصده ثم يصعد إلى غرفة الإدارة التي كانت اشبه بغرفة تكنولوجيا محكمة العمل. والمراقبة مره أخرى ويطلب من امن الملهى متابعة حركاتها لتقوم نجوان بالذهاب إلى الاستقبال في الملهى وسألهم عن رجل يسمى منال كان يتردد على الملهى فلم يفيدها الاستقبال بشيء، إذ مرر سريعا هذه المعلومة للإدارة بان هذه الفتاة تسال عن رجل يدعى منال كبير في العمر وقصير القامة، حينها عرف فواز هذا الرجل وطلب من الاستقبال أن يخبروها أن ثم هناك من يعرف عن هذا الرجل التي تسال عنه، وان بإمكانها التوجه إلى الإدارة لأخذ المعلومات، وهذا ما فعلته نجوان على الفور إذ اتجهت نحو غرفة الإدارة وحين وصولها فوجئت بان المدير هو نفس الرجل الذي حاول معاكستها في الصالة سابقا، لذا حاولت الاعتذار منه وجلست تسأله عن عمها ليسألها فواز وما علاقتها بمنال فتجيب بأنه عمها وهي تبحث عنه، حينها ابتسم فواز الذي كان يخبئ في عقلها أشياء كثيرة، وهو ينظر إلى تلك القلادة التي في عنق نجوان ويقول بأنه يعرف مكان عمها لكن لن يخبرها حتى يحصل على اثنين منها، الأولى كان جسد نجوان، وهذه غير مهمة بالنسبة لنجوان أما الثانية تلك القلادة التي في عنقها وهذا ما جعل النار تشعل في عينيها، حيث ظن أن نجوان سهلة جدا فالمظهر الخارجي للنجوان ولباسها يجعلها أكثر أنوثة وضعف، حيث تبدو مطمع لكل من يريد وفريسة سهله، حينها قام بإغلاق الأبواب كهربائيا بواسطة جهاز تحكم عن بعد ثم قام بنزع ملابسه وهو جالس على الكرسي وطلب من نجوان أن تأتي إليه، لتقوم نجوان بكل برءه بالدوران حوله والتقريب من إذنه طالبة منه بعد أن التفت قلادتها الناحية الاخرة من كتفه اخبرها أولا اين تجد عمها منال ، وبعدها ستقبلك قبله على عنق لن ينسها طوال حياته، حينها رد واخبرها انه لا يعلم أين يسكن ولكنه كل أسبوع يأتي إلى هذا الملهى ليأخذ المشروب ويذهب دون أن يجلس فهو يشتري مشروبه الفاخر من هذا الملهى، ويظن انه هذه الليلة سيأتي لشراء المشروب ومحتمل ترقب وصولها هذه الساعة، حينها كانت نجوان تقبل فيه من رقبته إلى أن وصلت بطنه وهو يتكلم حتى عضوه الذكري فحين أنهى كلامه قامت نجوان بقطع عضوه الذكري بأسنانها مما جعله يصرخ بأعلى صوته ويقول أمراه شيطانه هذا تصرف غير حضاري.
تقوم نجوان بعدها بقتله بطريقتها السحرية و امتصاص دمائه بطريقة لا تترك اي اثر لحين أن أتت أنظارها بوحشية على الشاشات المعلقة لكشف الصالة فترى عمها منال قد أتى لشراء المشروب، فتمسح الدماء من على شفتيها والخروج بعد أن أغلقت الباب عليه بجهاز التحكم عن بعد ولكن من الخارج، وأخبرت الأمن بكل هدوء أعصاب أن المدير يستريح الان راحة لم يشعر بها من قبل، فهو لا يريد من احد أن يزعجه وذهبت للحاق بعمها ومعرفة مكان بيته ومراقبته والتجهيز ليوم تنفيذ العملية إي يوم قتله الذي يكون بدورة القمر واكتماله. حيث صادف خروجها من الملهى خروج الساحر جون أو انطون. إذ نظرت له بنظرة مليئة بالحب أنهتها بغمزه عين لطيفة. ثم غادرت.
في الصباح كانت الصحفية منى في طريقها لمقابلة الضابط منير، وحين وصولها استاء منها كثيرا وارى أنها أتت لمضيعة الوقت لكنه فوجئ بان الصحفية منى قد عرفة السر وراء الخمسة جرائم البشعة التي قد تمت للرجال المسنين والذين كانوا من رجال الإعمال، وهو تحرشهم واعتدائهم الجنسي على الأطفال، وان هذا هو الأمر الذي يدفع الرجل الأبيض بصنع الحيلة وقتل هؤلاء الرجال الذين يعتبرون عارا على الإنسانية.
حينها قام الضابط منير بمسكها من عنقها والساقها على الحائط سائلا أيها مصدر هذه المعلومات، فأخبرته وهي خائفة إنها من ملجئ الأطفال. ليتركها ثم يشعل سيجارة ويلتفت إلى النافذة لتقوم هي بدورها بالجلوس على الكرسي وتخفف من روعة خوفها، فيطلب منها الضابط منير سرد القصة من بدايتها وحتى النهاية، فتخبره بما حدث معها وما سمعته من نافذة غرفة الملجئ وحديث الأطفال وان الرجل الأبيض يجلب معلوماته من هؤلاء الأطفال وان بإمكانه الذهاب معها وراية الأطفال الذين تتكلم عنهم نرجس وشيرين وصفاء وأمل، ليقوم الضابط برفقة الصحفية منى بالتوجه على الفور للتأكد من صحة ما تقوله الصحفية منى وحين الوصول طلبت مديرة الدار الإذن الأمني بالدخول ليحاول الضابط منير استخدام القوة معها مما دفعها تذهب بهم إلى تلك الغرفة التي يسكنها الأطفال التي ذكرتهم الصحفية منى، وحين توجههم إلى الغرفة رأوا شيء تشمئز له الأبدان في هذه الغرفة ولكن الغريب في الأمر انه لا وجود للأطفال الذين ذكرتهم الصحفية منى وقد قام الضابط بسؤال مديرة الملجئ فأخبرتهم انه لا وجود لأسماء هؤلاء الأطفال في هذا الملجئ وان جريهم ضائع، لذا عليهم الرحيل من الملجئ بعد أن أصيب الضابط منير بخيبة أمل، أما الصحفية منى فقد أصيبت بالدهشة وهل ما سمعته هو من نسج الخيال ليطلب الضابط منير من الصحفية منى ان تحاول أن تكون سرية في هذا الموضوع، وان عليها ان تأخذ إجازة عمل للاستراحة بها من مشاق العمل الصحفي المتعب.
رغم قناعة الضابط منير بان الصحفية منى صادقة فيما قالته وسمعته فالدلائل السرية التي تم التعتيم عليها في سبب قتل هؤلاء الرجل المسنين في أثناء التحقيق في جريمة قتل كل واحد منهم وجمع ملف كامل تبين أن المقتول هو رجل مسن في الستين كان برفقته يومها طفلة من الملجئ حجة انه يعطف على أطفال الملاجئ وقضاء يوم او أسبوع أو شهر معه في فيلته الكبيرة والشعور بحياة الكرماء، لكن العكس هو الصحيح، فقد تبين أثناء التحقيق أيضا وقبل موته انه كان يمارس الجنس مع تلك الطفلة، وهذا حال الضحايا الباقين فقد اخبر ملفهم وماضيهم انه قد تم القبض عليهم في دول أجنبية عندما كانوا رجال أعمال في الخارج حيث كانوا يمارسوا الجنس مع الأطفال الأجانب، وقد خرجوا دون إدانة من تلك التهم بدفع الرشوة للعدالة في تلك الدول التي استخدمت القانون في جمع المال على حساب الإنسانية.
أوصل الضابط منير الصحفية منى إلى باب منزلها وأمرها أن لا تحاول نشر هذا الموضوع مطلقا، وانه قد افقد منطقه في هذه القضية، وهذا معناه رضاه التام عما يفعله الرجل الأبيض وارتكابه للمزيد من الجرائم لا يعنيه وهذا ما زاد من خوف الصحفية منى لتشعر حينها ان بقلب الضابط منير جرح هذا الرجل الأبيض يشفيه له، لتنزل من السيارة متجهة نحو منزلها دون النظر إلى الوراء في خطوات بائسة يراودها الشك بان يكون الرجل الأبيض هو نفسه الضابط منير.
حين وصول الضابط منير إلى منزلة يرى مصيبة تكسر كل ما فيه من قوة وكبرياء حيث رأى زوجته معلقة من عنقها بحبال بمروحة البيت المعلقة في السقف كحالة الإعدام شنقا، توحي في ذلك إلى الانتحار. إذ لم يكن انتحار. هذا وان طفلها عمر كان لم يعد بعد من مدرسته. إذ صادف وصوله إلى البيت بعد والده الضابط منير بلحظات وقد رأى المشهد نفسه مما أدى لإصابته بالإغماء سريعا ليلتقطه والده منير بين أحضانه ومحاولة إيقاظه.
ماذا يحدث؟ ماذا هناك؟ من وراء هذا؟ وماذا يريد مني؟ ولماذا إنا؟ ولما هذا يحدث؟ كلها أسئلة تدور في عقل الضابط منير في تلك اللحظة. حالته اضعف من ضعيف، فالرجل الذي يكلف بحماية البلاد لا يستطيع حماية عائلته، أنها مصيبة وهم وأي هم وحزن وألم بات يحمله هذا الضابط المسكين. أقفلت القضية وقيدت ضد مجهول فلم يترك الجاني أي دليل ورائه ليدفن زوجته الضابط منير تملكه رغبة انتقام كبيرة.
مزامنة مع تلك الأحداث كانت أميرة ابنة العمة نهاد قد تعلقت بشاب مسيحي رسام مثلها وعشقته واخفت حبه عن الجميع، حيث كانت تتقابل معه سرا في بيته الكائن في المهندسين احد مدين القاهرة، حيث تعلقت به من خلال رسوماته وحبه للرسم، كما انه عمق فيها الرابطة المسيحية الصحيحة. وكأنها تصحو بحبه من غفوتها، هذا وقد أخبرته بكل شيء وأنها الان في مصيبة، فإذا ما فضح أمرهما سيقوموا على قتلهما لا محال. حينها قرر هذا الشاب المسمى (وسيم ) وهو فعلا وسيم على الهرب من البلاد إلى بلاد لا يمكن الوصول لها، فقد كان هذا الشاب رساما مشهورا ويملك مالا كثيرا يساعده على أخذها أين ما يريد وحماية حبهما، وهذا ما وافقت عليه أميرة وحينما تحين الفرصة المناسبة سيرحلان، ولكن يجب على أحد من البيت مساعدتها لذلك كانت شقيقتها دلال التي تحبها وتعلم بقصتها مع حبيبها نبيل وكيف ضحت بحبها خوفا على حياته، ولكن هي لن تفعل ذلك فالظروف قد تساعدها على الهرب وحماية حبها. وبالفعل اتفقت مع دلال التي هيئة لها كل الظروف للهرب مع حبيبها وسيم وأنها إذا ما سمحت لها الفرصة هي أيضا للهرب واللحاق بهما هي وحبيبها نبيل ستفعل، وأنها قررت أن لا تضحي بحبها مهما كلفها الأمر، وانه ستعتكف عن ارتكاب الأخطاء في حياتها والذنوب، لذا فان الحب قد ينسيها كل ما فعلته بنفسها وجسدها في الماضي.
تستيقظ الصحفية منى على مكالمة هاتفية من صديقتها الممرضة (مايا) تطلب منها الحضور إلى المستشفى على الفور، فهناك موضوع صحفي قد يفيدها كثيرا، لتقوم الصحفية منى بسرعة بتجهيز نفسها والاتصال مع دودي ليكون جاهزا بكمرته، فتمر في طريقها وتأخذه معها بالسيارة. وعند وصولها تفاجأت بصعكه مؤلمه ومقرفة إلى حد كبير، فحين دخولها رأت بان المستشفى يضج بالناس والأهالي والأمهات الذين يبكون، حيث تبين أن هناك أكثر من 15 شاب وشابه كانوا ليله البارحة يحيون طقوس سرية غريبة في مكان ما من القاهرة، وقد قاموا على تشويه أجسادهم حين وصولهم إلى درجة معينه من هذه الطقوس. والغريب ليس هنا أنما الغريب هو ان هؤلاء الشباب قاموا على ارتداء حلقان حديدية تملك مادة سامة يمكنها خلق بيئة مناسبة لنمو الدود والعفن في أماكن وضعها، إلى جانب الخدمات أو القلادات التي تعلق في الظهر على الجانب الايمن والأيسر في الجلد، والأرجل.
كانت الصحفية منى وهي تمر وتنظر لهذه المناظر كادت تصاب بالتقيؤ نتيجة رؤيتها لهذه المناظر المقرفة، فهي ترى القيح والتعفن إلى جانب الدود الذي كان يتحرك ويتساقط من أذان بعض أولائك الشبان وظهورهم، وهذا ما جعل الأطباء يقومون بقطع وبتر الكثير من أعضاء الجسم مثل الأصابع اليد، الرجل، بعض من الأذان، والفم والأنف. وفي بعضها الجهاز التناسلي فكل ما وصلت إليه الغرغريرة قاموا باستئصاله، وهذا أمر مفجع بالنسبة إلى ذويهم وأهاليهم الذين كادوا يصابوا بالجنون والهلوسة على أبنائهم. وتجريم الأمن بمسؤوليته عن أبنائهم.
في أثناء تجول الصحفية منى ما بين هذه المجزرة البشرية، إذا وبوصول الضابط منير ومساعده حسام حيث تفاجأ بوجودها وهي أيضا. لم يتكلموا مع بعض وكانت تسمع التحقيق من بعيد حيث لم يرضى أي من هؤلاء الشباب رغم ما هم فيه على الاعتراف بشيء، أو إفادة العدالة بشيء، وأنهم هم من قاموا بفعل هذا بأنفسهم من تلقاء أنفسهم لتجربة واقع مختلف من الحياة، وهذه هي النتيجة. حينها اقفل المحضر واستعد الضابط منير ورفيقة للذهاب وقبل المغادرة وبينما كانت الصحفية منى قريبة منه قام بالتكلم قائلا انه هذا هو لغز أخر وان هناك أمر ما لا يعرف من ورائه، كما واخبرها انه سبق صحفي فاشل جدا لا يمكن نشره في الوقت الراهن فالجميع سينتقدها ويجعل منها حديث الشارع، لذا عليها ان تكون حذرة في أسباقها الصحفية، ثم غادر دون أن تتكلم الصحفية منى بأي كلمة. لتشعر حينها بخيبة أمل اخرة لكنها عازمة على تحيق حلمه في أن تكون صحفية معروفة تقوم على كشف الحقيقة بكل شفافية للناس. ولكنها هذه المرة رأت الضعف والحزن الكبير الذي يملان عينان الضابط منير. لتغادر هي أيضا المستشفى بعد أن ودعت صديقتها مايا وضربت زميلها دودي حيث كان يشعرها بالإحباط حينها وانه سبب فشلها دائما.
كانت نجوان حينها تستعد لليلية اكتمال القمر من اجل تنفيذ مهمتها وقتل عمها منال وقلع عيناه وإحضارهما للشيطان. كما كانت تستغل وقتها كاملا في التعلم على اللباس السحري والعصا السحرية التي أهداها لها الشيطان، وتعلم المزيد من الألعاب السحرية القاتلة، وفنون القتل في المدرسة الشيطانية استعدادا للمراحل القادمة، فما ينتظرها كبير ويجب عليها فعل المستحيل والتدرب على كل شيء، وفعل كل شيء، فقد صور لها أنها تملك قوة شيطانية كبيرة تستطيع اقتلاعي إي شيء يقف أمامها، وهذا بالطبع ما يعزز من مقدار الشر الذي زرع بقلبها وكبره وعمقه، فهي الان شيطان بصورة بشر وهذا خطير جدا.
يرتكب الرجل الأبيض الجريمة السادسة وليس هناك من دليل عليه أو سبب يذكر يعرفه الناس لارتكابه تلك الجرائم في حق المسنين فالكثير من الناس قد تعاطفوا مع المسنين المجني عليهم وذلك لعدم معرفتهم بحقيقة الأمر هذا وان الصحف ووسائل الإعلام كانت تتناقل الخبر في انه رجل مريض نفسي يفتعل الجرائم مع المسنين نتيجة خلل نفسي ما، لذلك كان للصحفية منى بعض الشكوك التي قد تقودها غالى مسك طرف خيط ما حول حقيقة الرجل الأبيض وهويته ومن يكون، فكل الأوصاف الجسدية التي وصفت هذا الرجل مطابقة تماما لأوصاف الضابط منير الجسدية، كما أن الضابط منير كان له طفلة اسمها ياسمين تم قتلها بطريقة سحرية بعد الاعتداء عليها جنسيا من رجل كبير في السن جاوز الستين من عمره، كلها شكوك تقود الصحفية منى للذهاب ومواجه الضابط منير بها فان لم تكن صحيحة شكوكها فان استفزاز الضابط منير قد يقودها لاكتشاف شيء ما خطير، وهي بهذا مستفيدة ولكنها لا تدرك رد الفعل المقابل، فعليها تحمل أي تصرف يبدر من الضابط منير، وهي مستعدة لحوض هذه المغامرة.
توجهت الصحفية منى إلى مكتب الضابط منير وطلبت مقابلته اخبروها انه في مأمورية في القاهر وسيعود بعد نصف ساعة، حينها طلب الأذن بانتظاره وقد سمح لها لحين وصول الضابط منير الذي فوجئ بها حيث دخل إلى مكتبه ودخلت واراءه بعد أن طلبت منه الإذن، وجلست في نظرات تملئها الخوف، فمزاج الضابط منير معكر، ومكتبه مليء بالأوراق وملفات القضايا، حينها أدركت الصحفية منى أن الوقت غير مناسب، فطلب أن تغادر، حينها تكلم الضابط منير وأمرها بالحديث في الموضوع الذي أتت من اجله. لتبدءا الصحفية منى الحديث وباندفاع كبير وقول كل ما بقلبها وأنها تشك به وانه هو الرجل الأبيض المتخفي، ليقوم الضابط منير بالضحك، ويقول لها قصه جميله يمكن أن تكون فلم سينمائي رائع، لتسأله الصحفية منى إذا ما الذي يدفعه من عدم القبض على هذا الرجل وتقديمه إلى العدالة، فمن يحاسب الناس هو القانون وليس هذا الرجل الأبيض، وهذا من وجب الضابط منير في ألقاء القبض عليه وتقديمه للعدالة، وإلا لأصبحت البلاد غابة الكل يكل الكل فيها ولا احترام لقانون أو شرعية. لينفعل الضابط منير رادا الجواب عليها حيث مسك الكثير من الأوراق والملفات التي على مكتبه جاعلا الصحفية منى تنظر إلى ما فيها من جرائم حيث مسك الكثير من ملفات القضايا وجعل يقرأ كل ملف وما موضوع قضيته ويرميه، هذا ملف يحمل خبرا يقول بان هناك شحنة مخدرات قد دخلت البلاد خلال هذه الأيام، وهذه قضية تقول بهروب خمسة من تجار السلاح من السجن وعلي ملاحقتهم، وهذا ملف يقول خمس جرائم قتل في القاهرة يرتكبها تاجر حشيش، وهذا ملف يقول بان تلك الشحن التي دخلت البلاد سيتم توزيعها في الصعيد خلال الأيام المقبلة، وهذا ملف وهذا ملف .. إلى جانب متابعته لأحداث الثورة وما يجري على ارض البلاد، كل هذا مكلف به هو ومجموعة ضباط لا يملكون تدريب شرطي كافي، ثم يلقي ملفات القضية من يده ويضرب طاولة مكتبة قائلا للصحفية منى أيها عليه أن يلاحق أولا هؤلاء القتلى الذين يتسببون في كارثة توقع اقتصاد وامن مصر أم بملاحقة رجل هو الان يقوم بعمل العدالة ولكن بطريقة أخرى، إن الذين قتلهم أي قانون وأي عرف وأي ديانة سماويه يحكم عليهم بالموت، فليس هناك أعظم من جريمة الإنسانية بشأن الطفل. ونحن في ظرف يجيز كل شيء.
كانت عينان الضابط منير قد ملأت بالدموع حين تحدث عن طفلته ياسمين تلك الطفلة البريئة التي سرقت من بين يديه في ليله لا يعرف لها شكل ولا لون تلك الطفلة الشقراء الجميلة ذات العينين الخضر ألامعتين والشعر الذهبي والفم الفسدقي والأنف الأنيق وجهها كان كوجه السماء في استدارته لقد ودعها والى الأبد وعلى يد من على يد رجل عجوز مستهتر يمارس مراهقته في شيخوخته يا ليته لم يقتل ياسمين الصغير وتركها للحياة كانت هذه كلمات الضابط منير ليهرع إلى البكاء.
تقوم الصحفية منى باستيعاب الموقف ليعتدل من جديد ويمسح دموعه ويعد بأخذ ثارة ولو كلفه ذلك حياته وسيصل للقتال يوما ما وسينال منه وبعدها عاد للاستدارة نحو النافذة قائلا: انه قبل أكثر من عامين شاهد فلم أجنبي لا يذكر اسمه مشابهة قصته لقصة الرجل الأبيض بعض الشيء حيث كانت قصة هذا الفلم تشرح عن رجل مقنع تم القبض عليه يشرح قصته وهو في السجن لصحفي حيث يقوم بقتل رجال الأعمال الذين يمارسون الجنس مع الأطفال، ثم يقوم بتصوير ضحاياه على الفيديو وإرسالها إلى قناة تلفزيونية لنشرها، حتى أصبح الموضوع رأي عام، وقد تعاطف الشارع معه وقضيته ليكشف الأمر بأنه يقوم بجرائمه انتقاما لطفلته التي قتلت اثر ذلك. وفي اعتقاد الضابط منير انه يحتمل أن هناك شاب قد تقمص هذا الدور بغية وقوف الشارع العام معه والشهرة فمواضيع الشهرة أصبحت في كل شي حتى القتل.
ومع هذا فان الضابط منير غير مقتنع بما يقوله ، فلو هذا صحيح! فان الرجل الأبيض فعلا يعاني من مرض نفسي، فمن ناحية انشغال الرائي العام في أحداث الثورة وعدم الاقتراف به مطلقا، فهذا ليس الوقت المناسب، ومن ناحية أخرى من المستحيل أن تسمح السلطات الأمنية نشر حقيقة هذا الموضوع لأنه يمس بسمعة رجال كان لهم مكانتهم على حد الاعتقاد ولا يجب عليهم تلويثها. فنحن بلد محافظ.
.عاود الضابط منير النظر إلى الصحفية منى واخبرها انه فقد زوجته قبل أيام، ولم يبقى له غير طفله عمر، ومع هذا كله عليها أن تعلم انه ليس هو الرجل الأبيض وعليها ان تثق بما يقوله لها، لتهز الصحفية منى رأسها بأنها تصدقه ثم تغادر على الفور مكتبه. بعد أن طلب منها الضابط منير نشر حقيقة هذا الموضوع وعلى مسؤولية الخاصة.
ليلة الرابع عشر من الشهر العربي، أي ليلة اكتمال القمر، وهي الليلة المترقب فيها تنفيذ أول طلب بالقتل من قبل الشيطان لنجوان، حيث ستقوم على قتل عمها وزوج والدتها منال بطريقة سحرية واقتلاع عينه، هذا وان نجوان قد حصلت على عنوان فيلته وتفحصت موضوع دخولها جيدا وأنها مستعدة لقتل هذا الرجل واقتلاع عينيه واحضرهما إلى الشيطان مثلما أمر. وقد جهزت نجوان نفسها ولبست لباسها السحري الخاص وحملت عصاها السحرية وانطلقت لوحدها من اجل تنفيذ المهمة.
وصلت نجوان فيلا العم منال وجعلت تراقب من بعيد ما يفعله عمها قبل قتله، حيث أن عمها منال قد عاد إلى عادته القديمة في ممارسة الجنس مع الأطفال، إذ كان لدية ضيفة جميلة وبريئة وهي الطفلة صفاء من ملجئ الأطفال ذاته وكلبه صغيرة وجميلة وهي الكلية (لاكسي) التي رأتها الصحفية منى من عقب شباك الغرفة لذلك الملجئ فقد تكون الكلبه لصفاء. كان العم منال قد حضر لضيفته أجواء من الاستمتاع لكن الخوف كان يلمع من عينيها.
الدخول إلى فيلا العم منال غير سهل مطلقا فهي تتمتع بحراسه جيده وذلك لخوف العم منال على نفسه، كما انه يعلم حقيقة الرجل الأبيض وارتكابه الجرائم فاحد الرجال الذين قتلهم هو صديقة، ويعلم سبب قتله لذا هو يخاف من الرجل الأبيض أن يأتي أليه في أي لحظة، ومع هذا فهو لا يريد ترك عادته في التحرش الجنسي بالأطفال، فقام على تامين الفيلا بشكل جيد من الأمن والحراسة والكلاب البوليسية.
في ذلك الوقت تلعب الصدفة العمياء دورها بحضور الرجل الأبيض الذي كان قد أتى لأنقاض الطفلة صفاء من بين يديه وقتله. أصبح الان اثنان يريدان قتل نفس الشخص دون أن يعرف احدهم الأخر، كل له هدف وغاية تختلف تماما عن الأخر ولكن هنا هم يلتقون، فماذا سيحدث أن اجتمع منتقمان يردان القتل لنفس الضحية في نفس الوقت.
في تلك الأوقات كان الضابط منير ومعه طفلة عمر قد طرق باب منزل الصحفية منى حيث استغربت زيارته التي لم تكن على البال، فقد رحبت به وطفلة، وادخلهما إلى منزلها وقدمت لهما كوبا من الشاي حيث تكلم قائلا أنها تسال نفسها أسئلة كثير عن سبب زيارتي المفاجأة هذه، وما الذي قد اتى به في هذا الساعة المتأخر من الليل، فيخبرها انه شعر بشيء يكتم أنفاسه وخاف على طفلة كثيرا فهو يريد منه أن يبقى طفله عمر مع والدتها التي تسكن معها في البيت والاعتناء به لحين أن يجد ما يخرجه من هذا الكابوس الذي يفتك بأسرته، وقد رحبت الصحفية منى كثيرا بعمر.
هذا وقد اخبراها أيضا انه كان يسير في سيارته عبر شوارع المدينة هو وطفلة حتى وصل إلى منزلها فقرر أن يبقى طفله لديها وإخبارها بموضوع يخنق نفاسه له مده وان تتعاون معه من اجل الوصول إلى حل، فهو يجد فيها الصحفية التي تبحث عن الحقيقة من اجل حماية الناس. وبينما كان يتحدث ويقول للصحفية منى مصر في خطر، وإذا بجهاز التعقب لجهاز الهاتف الذكي الذي تركته لدى الأطفال يطلق جرسه وان جهاز الهاتف قد اشتغل، لتقوم على الفور له وفتح الجهاز لترى ما يجري هي والضابط منير حيث أخبرته عن قصة الهاتف وانه الان يمكن سماع كل ما يتم حول هذا الجهاز والرؤية أن وجهة الكمرة في الاتجاه الصحيح، حيث قامت على فتح الشاشة والتحكم في الجهاز عن بعد، اذ كان يبدو كأنه في جيب احد ما، فلا رؤية إنما صوت لرجل كبير كأنه يبدو عليه محاولة التحرش بطفلة صغيرة، ليطلب الضابط منير من الصحفية منى تحديد الموقع، فهذا الجهاز له قدرة علمية عجيبة اذا يستطيع تحديد المكان وهوية مالكة والعنوان تحديدا، ليذهب الضابط منير على الفور إذ تترك الصحفية منى الجهاز مفتوح يقوم بالتسجيل واللحاق بالضابط منير على الفور ومرافقته الذهاب لأنقاض الطفلة.
هذا وقد دل العنوان على فيلا يملكه رجل يدعى منال . حيث اتجها نحوها بسيارته بسرعة جنونية. علما أن الوقت الذي سيستغرقه وصولهم هو ساعة إلا ربع ولكن لو أسرع على السيارة وكانت الشوارع غير مزدحمة فانه يصل بثلث ساعة، والضابط منير والصحفية منى كلاهما يخشى أن يحدث مكروه للطفلة.
كانت في تلك اللحظات نجوان تراقب من بعد لحين أن تفاجأت بظهور الرجل الأبيض أمام العم منال حيث قام العم منال بمسك الطفلة ومحاولة قتلها إذا ما تقدم الرجل الأبيض منه، وان على الرجل الأبيض أن يستسلم وإلا قام بقتل الطفلة صفاء التي كانت ترتعب من الخوف. حينها أحست نجوان بان هذا الرجل الأبيض سيقوم بقتل العم منال قبلها وهذه مشكله بالنسبة لها، فعليها الإسراع قبله، لتقوم بالقفز من نافذة الفيلا كاسرة إياها بطريقة دخول جنونية وضرب الرجل الأبيض وإبعاده عن ساحتها ولكن كانت الضربة بطريقة لطيفة، فلم يكن المقصود الرجل الأبيض بالنسبة لها. ليقوم العم منال بالضحك حيث كان يقول (الرجل الأبيض والمرأة السوداء الشمطاء عشيقته يجتمعون لقتلي إنا القزم الصغير، أنهم حقا حمقا فهو قد نصب الفخاخ لهم في فيلته.
لم يتكلم أين من نجوان أو الرجل الأبيض حينها ولم ترى حتى أعينهم فلا شيء يرى من ألبستهم الخاصة هذه، حيث ضل تصميمهم على شيء واحد فقط باختلاف الطريقة والنية فنجوان هدفها قتله وقلع عينيه، أما الرجل الأبيض هدفه أنقاض الطفلة ومن ثم قتله. لتتحول في لحظات جميع جدران الفيلا إلى مرايا ساطعة ذات أبعاد خيالية كثيرة، حيث حدث هذا عندما باغت العم منال إياهم بالكلام وكبس على أزرار خاصة وهم في حالة انتظار للنيل منه. ثم بدأت أسراب من الغربان والخفافيش تجول في الفيلا محاولة إعاقة الرؤية بالنسبة لنجوان والرجل الأبيض فتقوم نجوان باستخدام العصا السحرية لإصابته وتحديد مكانه لكنها فشلت العصا فتحديد مكانه، يستوجب عليهم جهد كبير داخل هذه المرايا وأسراب الغربان الكثيفة التي لا يعلموا من أين أتت بهذه السرعة، لحظات حتى استطاعت هذه العصا أخيرا إصابته في موقع ما ليترك الطفلة صفاء ثم يقوم الرجل الأبيض بتكسير جميع المرايا وفتح النوافذ لكي تذهب الغربان والخفافيش، فينظرا فلا يجدا احد. ليقوم الرجل الأبيض بحمل الطفلة وإخراجها من المكان على الفور وإرجاعها إلى الملجئ وتبقى نجوان في بحثها داخل الفيلا عن عمها منال حتى وجدته يختبئ في الحمام فأمسكت به وقامت بقتله بطريقتها السحرية ومن ثم اقتلاع عينية وجعلها في كيس حافظ، مع شربة من دمائه، ومن ثم المغادرة على الفور، وفي حين خروجها يصل الضابط منير والصحفية منى ولكن كان كل شيء قد انتهى، وقد عثرا على جثة العم منال في الحمام وقد خلعت عيناه وهذا أسلوب لم يعتاد عليه الرجل الأبيض في كل جرائمه التي ارتكبها، مسار جديد أضاف غموضا جديد أمام الضابط منير والصحفية منى في القضية.
أتت الشرطة ورفعت البصمات كما هو معتاد وقيدت القضية بأنها إحدى جرائم الرجل الأبيض في قتل الرجل المنسين الذين يقومون بالتهجم على الأطفال والتحرش بهم جنسيا، فقد نشرت الصحفية منى عن حقيقة الرجل الأبيض وما هي دوافعه في القتل، وبرغم أنها لاقت هجوم كبير من الشارع ورجال الأعمال والمسئولين، إلى أنها قامت بنشر تلك الحقيقة للناس. هذا ولا ننسى أن مدير الصحفية منى في العمل رجل يحب استغلال المواقف والأحداث، حيث كان لا يهمه مطلقا نشر أي خبر ولا يخاف من احد، إذ اعتبر حرية الرأي حرية عظمة لا يجوز تقيدها بأي الوسائل، وانه سينشر كل الحقائق حتى لو كان الثمن حياته، لذلك الصحفية منى تحبه كثيرا وهو يحبها ويعتبرها مثل ابنته تماما حيث كان يرى فيها مثال الصحفية الناجحة.
عادت نجوان ليلتها بعينين العم منال إلى الشيطان الذي كلفها بالمهمة الثانية وهي الأصعب على نجوان، ألا وهي قتل أخيها نوران وإحضار عيناه أيضا، بعد أن تقوم بزراعة خمسة من المربعات السحرية الشيطانية في محطة القطار في القاهرة، وفق مواقع محدده بشكل دائري حمل النجمة الخماسية نفسها، فعلى كل رأس من النجمة يزرع المربع السحري، وقد أعطاها الخريطة الأزمة وأمرها بإحراقها بعد انتهاء المهمة، وان عليه لوحدها تنفيذ هذه العملية دون الاستعانة بأحد أو يعلم احد بها مطلقا، وان من يعلم بهذه المربعات يجب على نجوان قتله مهما كلفها الأمر. لذلك يجب أن تكون حذرة في تنفيذ هذه المهمة بالذات فقد أقنعها الشيطان إن هذه المربعات تملك قوة شيطانية تعود لنجوان يمكنها السيطرة على الناس فيما بعد.
أن هذه المربعات السحرية على حد الاعتقاد هي نفسها التي استعملتها في طقس الإسكندرية، وأيضا طقس قتل الطفلتين، فهي مربعات حديدية محكمة الإغلاق بحجم قبضت اليد، لا يعلم محتواها، فإذا ما تم إلصاقها في مكان ما فإنها تأخذ بعد اقل من ساعة نفس لون المكان وتفاصيله، حيث تصبح قطعة من نفس المكان الذي ألصقت فيه، إذ لا يمكن تفريقها بأنه ليست جزء من المكان، فهي تأخذ تفاصيل المكان كأمله (جديد أم قديم ، حجري أم معدني) فلها طريقة عجيبة في تحولها وتأقلمها مع المكان.
كان طلب قتل شقيها نوران مفاجئة إلى نجوان فهي لم تتوقعه أبدا. ولكن تقول الخطوات الشيطانية أن على نجوان قتل كل رجل مارس معها الجنس بطقوس جنسية عنيفة وعلى وجه الخصوص من عائلتها وقلع عيناه وإحضارها إلى مدرسة الشيطان. ولكن هنا الوضع مختلف قليلا فنجوان تحب شقيقها نوران كثيرا ولكن هنا الحب ممنوع وقد حذرها الشيطان من الوقوع في الحب. لذا هي عازمة على فعل ما أمرها به الشيطان وقتل شقيقها نوران وقلع عيناه، وهي الان تستعد للمهمة فقتله لن يكون في ليله اكتمال القمر بل بعد ستة أيام من قتل العم منال وعليها تجهيز نفسها لهذه المهمة. وزراعة المربعات السحرية وفق ما أمرها الشيطان.
كان شقيقها نوران قد سكن في احد ضواحي القاهرة في بيت متوسط الحال، حيت تعرف على عائلة مسلمة وقفت معه وأرشدته وأصلحت من حاله وسريرته هو ونيفين الذي اهتدت أيضا بدورها إلى الطريق الصحيح وتزوجت من نوران وهي الان حامل في الشهر الخامس. حيث عمل نوران في وزارة الأوقاف كمؤذن للجامع، فالراتب الذي يتقاضاه نوران من الوزارة يكفيه. فيكفي أن فيه بركه الله ورضاه عليهم، فقد كانت حياتهم هادئة جميلة تمتلئ بالحب والسعادة وراحة البال والضمير، وقد جمعت نجوان جميع هذه المعلومات عنه بسرعة وقد جهزت لليلة قتله.
كانت الصحفية منى قد عادت إلى منزلها والى جهاز التعقب للجهاز النقال، وقد سجل صوت العم منال فقط قبل قتله، إضافة إلى أن الجهاز وكأنه خرج من جيب صفاء ليلتقط صورة غير وضاحة المعالم لنجوان بلباسها السحري والرجل الأبيض بلباسه البيض يقفان بجانب بعض حيث تفصل بينهم مساحة أمتار. لتتصل الصحفية منى مع الضابط منير والحضور على الفور ومشاهدة التسجيل الصوتي، ولكن هذا لم يقده إلى أي دليل ملموس أو شيء ما، أن الموضوع يتعقد أكثر وأكثر أمامه وأمام والصحفية منى لسال الضابط منير عن ابنه عمر فتجيبه بأنه نائم مع والدتها في الداخل ليطلب منها أن يراه ولو من بعيد قبل أن يذهب حينها استأذنت منه الصحفية منى لكي تخبر والدتها فوالدتها تنام معه على نفس السرير وحين ذهابها وبعد لحظات سمع الضابط منير صوت صراخ الصحفية منى يملئ المكان ليحق بها على الفور ليجد المفاجئة والصعكة القوية له ولصحفية منى. ماذا هناك؟
يجد الضابط منير طفله عمر ووالدة الصحفية منى قد فارقا الحياة نتيجة حبل لف على أعناقهما (جريمة قتل أخرى لعائلته أخذت ضحية معها وهي والدة الصحفية منى) يكاد الضابط منير أن يفقد أعصابه بعد أن رأى الصحفية منى قد فقدت أعصابها تماما اثر قتل والدتها التي ليس لها ذنب وأنها أخذت بذنبه هو وابنه على حد اعتقاده. فلم يفعل شيء الضابط منير ولم يحاول حتى الاقتراب من جثة طفله عمر ولا حتى محاولة التهدئة على الصحفية منى وقف مصدوما لبضع الوقت ثم خرج لا يعرف إلى أين وجهته، كان الضعف يملئ عيناه حين ذهابه.
تدفن الصحفية منى والدتها وأيضا طفل الضابط منير برفقة صديقتها مايا التي لم تتركها للحظة وأيضا دودي حيث كانت تترقب حضور الضابط منير الذي اختفى وليس من أخبار عنه فقد اتصلت على هاتفه مرارا وكان مغلقا وسالت عنه في مركز الشرطة مكان عمله واخبرها زميله الضابط حسام أن لا أخبار عنه ولا يعرفون أين مكانه وأنهم بحاجة له كثير. إلى أين ذهب الضابط منير يا ترى؟ وهل هو بخير أم في مشكله؟ وهل هو حي أو ميت؟ جعلت الصحفية منى تفكر في كل هذه الأسئلة وبدا قلبه يستقبل الخوف والحب معا فالصحفية منى تشعر بأنها تحب الضابط منير، تحبه كثيرا، وهذا ما جعلها تصب كل جهودها في البحث عنه فهي خائفة عليه كثيرا.
قامت نجوان بتنفيذ المهمة الأولى وهي زراعة الصناديق الحديدية السحرية في محطة القطار وفق للمخطط المطلوب حيث لم تكن المهمة سهلة مثلما تعتقد ولا تخلو أيضا من الدماء. فلم تلبس نجوان في هذه المهمة لباسها الأسود السحري بل لبست لباس عمال الصيانة وحملت صناديقها الخمسة معها وانطلقت نحو محطة القطار وحين الوصول جعلت تصل إلى النقاط المستهدفة ووضع الصناديق فتصبح جزء من المكان، فقد كانت الأجواء مريحة والمحطة تخلو من جنس مخلوق، فبعد أن أكملت مهمتها تفاجأت بان هناك من راها وهي تضع الصناديق وهم (عامر وشفيع) عمال الصيانة (الشفت المسائي) فهم لم يروا طوال حياتهم أن أمراه تعمل في الصيانة ليوقفاها ويسألها من هي وماذا تفعل وما تلك الصناديق التي قامت بزراعتها، لتنكر نجوان حينها ما يقولاه، فيرد عامر بأنه قد راها بعينيه وعرف جميع أماكنها وهذا بالطبع كارثة بالنسبة للنجوان حينها تغيرت نجوان فجاء لتقوم على قتل عامر وشفيع عمال الصيانة بالطريقة السحرية واقتلاع عيناهما، ثم غادرت. حيث أن هذه الجريمة أخذت اهتماما بالغا من الضابط حسام زميل الضابط منير، فتفاصيلها تشبه تفاصيل جريمة قتل العم منال وذلك من خلال اقتلاع العينين للضحية.
مرت الأيام بسرعة ولا أخبار جديدة بعد عن الضابط منير، وجاء يوم تنفيذ مهمة نجوان التالية وقتلها لشقيقها نوران، حيث تحركت نجوان بخطى تملئها الأسى أحيانا ممزوجة بالكبرياء كي تقوم بقتل شقيقها قبل أن يطلع الصبح، فحين وصلت جعلت تراقب من نافذة منزله لترى شقيقها نوران وصديقتها نيفين في سعادة حيث المزاح والأجواء الجميلة المملوء بالحب والعيش الكريم، حيث أصبحت تحسدهما عليها في تلك اللحظات، ليقوم نوران بعدها بلبس ملابسه والخروج في الليل لتلحق به نجوان فتراه يتجه إلى الجامع لإقامة الليلة فيه، فهو اعتاد من كل أسبوع أن ينفرد في العبادة في الجامع حتى الصباح، وهذه مشكله بالنسبة لنجوان، فيعني هذا أن نجوان ستقتل شقيقها نوران داخل الجامع، وهذا ما حصل فعلا فبعد ان ملت انتظاره دخلت عليه في نصف الليل وهو يصلي ويقرا القران ووقفت ورائه حينها تكلم نوران وقال انه يشتم رائحة شقيقتي نجوان، لتقوم نجوان على الفور بقتله بالطريقة السحرية فتنثر دمائه في كل مكان، فتقوم باقتلاع عينيه وحفظها في الكيس المعتاد، ومن ثم الذهاب وقد كانت وكأنها تبكي ونادمة أو شبه منهارة، فكيف عرف شقيقها نوران بوجودها ليشغل نجوان النوم وهي في الطريق فتنام.
تستيقظ نجوان من نومها فتجد نفسها في بيت شخص لم تتوقع أبدا مقابلته في حياتها انه الشاب الذي أحبها اشرف حيث استغربت منه وكيف أتى بها إلى هنا، لترى أن عناية الشيطان تحميها ينما كانت لتقوم بطبع قبلة شفاه على خده وتذهب على الفور واعدته إياه أنها ستعود له قريبا لمعرفة كيف أتى بها إلى هنا، فهي الان على عجل حيث ذهبت للاتصال بالشيطان من المدرسة الشيطانية وإخباره انه قد أتمت المهمة بنجاح وقد جلبت عينان شقيقها نوران التي كادت لم تقتله للحظات وأنها قد قامت بزرع الصناديق السحرية في أماكنها وفق للمخطط السحري وأنها قامت بقتل رجلان بالطريقة السحرية، ليغضب منها الشيطان حينها ويأمرها بعدم استخدم الطريقة السحرية في القتل ألا مع الأشخاص الذي يحددهم هو لها. ومع ذلك فقد كافئها الشيطان بأسبوع كامل عطله تقضيه أين ما أرادت وتعرف فيه كل من أرادت، ومن ثم تعود لمهمتها ما قبل الأخيرة. وقد فرحة بهذا فهي تحتاج لوقت من الراحة وأنها منهكة ومتعبه. هي فعلا بحاجة لوقت من الراحة.
في تلك الأوقات يعثر على جثة نوران في الجامع مقلوعة العينين وقد مررت المعلومة للضابط حسام أيضا الذي حضر مباشرة إلى موقع الجريمة والإشراف والاطلاع على هذه القضية التي حملت طريقة قتل بشعة دون رحمة في حرم الجامع، وهي مماثله لجريمة قتل العم منال. لتحضر الصحفية منى بدورها فقد مررت لها أيضا المعلومة وقد تكلمت مع الضابط حسام أن كان قد لاحظ التشابه الواضح ما بين قتل العم منال وقتل نوران الذي بعد البحث تبين أن نوران ابن لمنال عم نجوان، وان هناك لا بد ثار قديم أو تصفية حسابات، ولكن هل يكون للرجل الأبيض أي علاقة بهذه الجريمة. فقد نسبت هذه الجريمة له وانه هو من قام بقتل نوران نسبة للتشابه ما بين القضيتين ليغلق ملف القضية.
ولكن مهلا الصحفية منى لها رأي أخر فالرجل الأبيض خلال جرائمه الخمسة السابقات لم يشهد له أن استخدم هذه الطريقة، ليجيبها مساعد الضابط منير الضابط حسام انه محتمل أسلوب جديد للترهيب قام باستخدامه الرجل الأبيض للتغير من لعبته. وهذا الكلام بالطبع غير مقنع للصحفية منى، وانه يجب التعامل مع الأمور بطريقة أكثر جدية، ولكن في تلك الأوقات وردت ملاحظة للضابط حسام ورفاقه بالتوجه إلى غرفة العملية للضرورة، وقد انطلق الضابط حسام ورفاقه إلى مديرية العمل. وعادت الصحفية منى إلى صحيفتها لنشر خبر جريمة القتل التي حدثت لنوران غير ذاكرة أن الرجل الأبيض هو من قام بفعلها، كما كتبت الصحف الأخرى وهذا جعلها تخضع للانتقاد.
كانت نجوان قد رجعت إلى العاشق اشرف لقضاء عطلتها الشيطانية معه، فهي اشتاقت جدا لأيام الشقاوة والمراهقة وان بإمكانها استخدم اشرف من اجل المتعة واللهو لمدة أسبوع لذلك هي عادت له، الذي فرح بقدومها وانطلقا سويا إلى شاليه الخاص في الإسكندرية إذ استغربت نجوان كثيرا فهذا الشاليه قد استيقظت ذات يوما فيه، وتظن أن هذا كان حين الغوص لأعماق بحر الإسكندرية والطقس الشيطاني، لم يقلق هذا كثيرا نجوان حيث شعرت بالأمان مع اشرف وبدأت عطلتها باستمتاع دون أن تشغل فكره بأي شيء، فهي بحاجة للاستجمام فما ينتظرها كثير ويجب عليها أن تكون مستعدة فيما بعد.
لقد حصل الصحفية منى والضابط حسام في تلك الأوقات على معلومات تفود الى مكان الضابط منير وأين يتواجد انه بقرب نيل مصر وقد انطلقا لها حيث تبين ان الضابط منير قد أصيب بصدمة كبيرة نتيجة فقدانه لطفله عمر وضعف كبير مما جعلته يقدم على الانتحار والتخلص من حياته في نيل مصر العظيم، ولكن وحين الوصول تفاجأ بان الضابط منير كان يقف في مكان من النيل يهيئ نفسه للغرق فيه، والمفاجئة كانت أن هناك رجل كبير في السن يحاول إقناعه بالرجوع عن ذلك. ترى من هو هذا الرجل؟.
انه الممثل الكبير عادل إمام الممثل المصري المعروف والمحبوب على الصعيد العربي والعالمي ككل وانك لا تجد احد في العالم العربي لا يعرف هذا الممثل الرائع أو لا يحبه فقد برز نجما صاعدا في السينما المصرية وأدى أدوارا لم يستطع غيره تأديتها من الممثلين.
عادل إمام (17 مايو 1940 -)، ممثل مصري، يعتبر من أهم الممثلين في مصر والوطن العربي، وقد اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية التي مزجت في كثير من الأفلام بالرومانسية والسياسة المتعلقة بالدين والقضايا الاجتماعية. ولد في قرية شها مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية في مصر، تخرج من كلية الزراعة، بدأ حياته الفنية على مسرح الجامعة ومنها إلى عمل السينما وكانت بدايته عام1962 بأدوار صغيرة ولكن بدأت شهرته في منتصف سبعينات القرن العشرين وذلك من خلال أدواره الكوميدية الممزوجة بالطابع السياسي، وأدى أكثر من مائة فيلم خلال فترة وأخرى تم اختياره عام 2000 سفيرا للنوايا الحسنة في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وبذلك أصبح معروفا على المستوى السياسي العالمي.
تخيل معي عزيزي القارئ هذا المشهد تحديدا والذي يعتمد على خيالي الروائي المطلق والإحساس بجمال ممثل اسر قلوب الجميع، ماذا سيكون منه لو كان حقيقة وفي مثل هذا الموقف؟. أني اصف المشهد من خلال حس إخراجي وتصور خيالي لوجود الممثل الكبير عادل إمام. حيث سأستخدم اللهجة المصرية في بعض الأحيان لإعطاء تصور وأبعاد اكبر وأجمل للمشهد وصورة عن جمال هذه اللهجة العريقة، معتمدا على خيالي الروائي أيضا.
كان الضابط منير قد وقف من منطقة بجانب النيل وقد ربط أرجله بوزنين حديدية حتى يتم غرقه بسهوله في نهر النيل حيث صادف هذا قدوم الممثل عادل إمام الذي عزم التوقف في تلك المنطقة لرؤية النيل إذ تفاجأ بالضابط منير يحاول الانتحار مما جعل الممثل عادل إمام بمحاولة إقناعه للعدول عن ما يريد فعله وان الحياة فيها ما يستحق البقاء وقد حاول أن يفهم الممثل عادل إمام منه ليدرك أن اسمه منير ويعمل ضابط في الأمن وانه لم يستطع حماية عائلته ولا حماية نفسه وانه فقد كل شيء وأصبح سببا في تعاسة من يحبهم أيضا وانه قد عزم الانتحار وان لا يمكن لأحد أن يوقفه عن ذلك أين كان، حاول أن يفهم الممثل عادل إمام أكثر واستغلال الوقت لإيجاد طريقة لإقناعه بها، فقد لاحظ إسرار الضابط منير الكبير على الانتحار والتخلص من الحياة لذا عليه إن يجاريه وإيجاد طريقة لحل هذا الموضوع. حينها وصلت الصحفية منى والضابط حسام حيث وقفا في البعيد قليلا وسماع ما كان يدور بين الضابط منير والممثل عادل إمام. برغم ان الصحفية منى حاولت أن تتدخل لكن الضابط حسام قد منعها لكونه يعرف عقل الضابط منير وممكن منه أن يتصرف أي تصرف أحمق لو راها فقد اخبر الضابط منير الضابط حسام كونه صديقة وزميله في وقت سابق انه يشعر بأنه يحب الصحفية منى ويرتاح لها.
كان الممثل عادل أمام يقول له ( ليه ، هو ايه الي بحصل بالبلد، مصر جرلها ايه؟ ليه كل دى حصل فيك يالبلد خير شبابك بنتحر ليه؟) ليعتدل ويضع يداه على وجهه ومن ثم في جيبه ويقول( بص يا منير، مصر بخير وحتفضل بخير، طول ما الحب بين شعبها واولدها، ان قضيت عمري فيها واعرفت ان الحب عامر فيها، هيا أزمة وحتعدي إن شاء الله، وان الي بحصلك نتيجة لضعفك، وضعف كثير من الشباب المصري، وده الي مش عوزاه مصر من شببها وخصوصا الأيام دي. مصر عوزه الحب على شان تقوم من تاني وأنت يا منير بتقتل الحب بكده.) لكن الضابط منير كان وكأنه لم يقتنع بما يقوله الممثل عادل أمام، وقد شعرت الصحفية منى بذلك لتتدخل، فيقوم الضابط منير حينما رأى الصحفية منى برمي نفسه في النيل ليلحق به الضابط حسام على الفور، ويقوم الممثل عادل أمام برمي حبل كان موجودا هناك للمساعدة في النيل وسحبه هو والصحفية منى التي كانت منهارة من الخوف على الضابط منير، وقد أحس الممثل عادل أمام بخوفها وحبها لمنير. وقد تمكن الضابط حسام من أنقاض حياة الضابط منير ورفعه من الماء بمساعدة الممثل الكبير عادل أمام والصحفية منى.
بعد انقض منير تكلم الممثل عادل إمام قائلا: (شايف يا عم منير، اهو ربنا ما اردلكش اتموت يبقى عليك تكمل ، وحاول تعرف عدوك ، عدوك مش عايز يقتلك عدوك عاوز يضللك عن شيء هو بعمول عيد نظرك في كل الي حدث حتعرف مين السبب) حينها قام الضابط حسام والصحفية منى بحمل الضابط منير على أكتافهم متجهين به إلى السيارة وبعد عدة خطوات التفت الضابط منير والصحفية منى والضابط حسام إلى الممثل الكبير عادل أمام ليتكلم ويقول لهم (منير .. البنت دي بتحبك .. وأنت كمان بتحبها) مشيرا على الصحفية منى ليبتسم الاثنان ويذهبا.
عاد الضابط منير إلى عمله من جديد بطاقة من ايجابية تملئ كل جسده ،حيث حضر الاجتماع الأمني الذي دعي عليه هو ورفاقه، إذ كان اجتماع مفاده أن الأمور تتفاقم وانه خلال الأيام المقبلة يتم التجهيز لزرع المتفجرات في أماكنها وان الرجل المكلف بتركيبها سيدخل للبلاد خلال هذه الأيام. حينها بعث الضابط منير لرأساه في العمل انه سيتفرغ هو رفاقه لهذه المهم تفرغا تام، وان عليهم إعفائه من كل المهمات والجرائم التي كلف بها فهو بحاجة لان يكون متفرغا كليا لهذه الكارثة التي تهدد امن وارض مصر، وقد كان الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي في تلك الأوقات قد سيطر على الحكم وفقا لرغبة الشعب واستجابة لمطالبه، رغم أن اللجة المناهضة للنظام مرسي رفضت ذلك والاستعداد لدورة انتخابية رئاسية جديدة، حيث قدم الجيش الكثير من المتامرين على ارض مصر خلال فترة حكم مرسي، وقد نزعت الكثير من الرتب العسكرية من كثير من المفسدين وقد عين مديرا للضابط منير وزملائه رجل عرف بوطنيته وإخلاصه للوطن حيث قام بمساعده الضابط منير بكثير من المعلومات العسكرية وإمداده بالخبرة ألازمه في مجال مكافحة الإرهاب حيث أن هذا اللواء إحسان قد عمل في قسم مكافحة الإرهاب لأعوام كثيرة وهذا رائع وجيد بالنسبة للضابط منير ورفاقه، فقد كانت أولى الخطوات السيطرة على المطارات والثاني تجسيد خطة عمل مشتركة لمعرفة الأهداف من خلال مراقبة الاتصالات ومن ثم حصر الأماكن التي يمكن أن يهددها الإرهاب في مصر، وقد كانت كثير وذات قيمة تاريخية ومادية واقتصاديا كبيرة.
عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي (19 نوفمبر 1954)، هو الرئيس السادس والحالي لجمهورية مصر العربية، تم انتخابه لمدة 4 سنوات بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية 2014، شغل سابقا منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع الرابع والأربعين منذ 12 أغسطس 2012 حتى استقالته في 26 مارس 2014للترشح للرئاسة. تخرج في الكلية الحربية عام 1977، وعمل في سلاح المشاة، وعين قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. في 3 يوليو 2013 أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير)عقب مظاهرات طالبت برحيله، وأعلن عدة إجراءات صحبت ذلك عرفت بخارطة الطريق أيدها المتظاهرون والمعارضون لمرسي وقتها، واعتبروا ذلك تأييدا لمطالب شعبية بينما اتهمه جزء اخر من المجتمع المصري والعربي والدولي بالقيام بانقلاب عسكري.
كانت نجوان في تلك الأوقات تقترب من اشرف أكثر وأكثر وكأنها أحبته (لا..) فهي تعلم أن الحب ممنوع في حياتها الشيطانية، لذا عليها أن لا تفكر بهذا أبدا، ولكن مشاعرها تجبرها إلى شيء ما، فهو الرجل الأول الذي قامة بتقبيله على شفاهه اثناء الاتصال الجنسي، ففي أيام هذه العطلة وبينما كان يتحدث اشرف مع نجوان شعرت نجوان بانجذاب نحوه من خلال عينيه التي كانتا تلمعان بالحب لتقبيله على شفاهه وممارسة الجنس معها بشهية ومتعة لم تشعر فيها نجوان من قبل، وكأن طاقة هائلة من اللذة واللهفة تتحرك بداخلها، وقد استمرت عمليه ممارسة الجنس ليلتها ما بين نجوان واشرف ساعات طويلة جمعت أجواء كثيرة من الرومانسية، لحين أن طلبت نجوان من اشرف أن يقوم بضربها وممارسة الجنس معها بعنف، لكنه رفض في البداية لتقنعه نجوان أنها تستمتع بالجنس إذا ما ضربت، لينفذ اشرف طلبها إذ كان يضربها بغل لا يعرف سببه، حتى استراحت نجوان وحصلت على متعتها الجنسية الكاملة من اشرف الذي لم يعجبه هذه الطريقة مطلقا، وطلب من نجوان أن لا تطلب منه مره أخرى فعل ذلك ليناما.
أميرة الان جهزت نفسها للسفر برفقة حبيبها وسيم فقد سئمت هذه الحياة المقرفة والفاسدة وقد ساعدها على ذلك شقيقتها دلال، إذ قامت بتوصيلها حتى المطار إلى حبيبها وتأكدها بان طائرتهم قد أقلعت ليرتاح قلبها ويهدأ خوفها وهي على نحو ذلك ستلحق بهم هي وحبيبها نبيل والابتعاد عن هذه الأجواء القذرة كما وصفتها، وقد اتفقت مع حبيبها نبيل على ذلك ولكن خبر هروب أميرة مع حبيبها قد صعك (الدوني) خادم الشيطان وان هذا الخبر إذا ما وصل للشيطان ستكون كارثة، الأمر الذي جعله يشك في شقيقتها دلال فهي التي كانت معها دائما خلال الأيام الأخيرة لها في الفيلا، لذا كلف من يراقب دلال وتحركاتها وحتى اتصالاتها.
تنتهي عطلة نجوان وتعود إلى مهمتها الشيطانية، وكانت وكأنها نست موضوع اشرف نهائيا وعادت إلى طقوسها حيث فاجأها خبر هروب ابنة عمتها أميرة، إذ أنها الان ترقب اتصالا من الشيطان في المدرسة الشيطانية لتعرف المهمة الثالثة والأخيرة حتى ترتقي إلى الدرجة الشيطانية، وهذا الاتصال على الأرجح سيكون من مساء يوم غد، هذا وان نجوان تظهر عليها علامات الفرح والسرور والراحة فاغلب الظن أنها قضت عطلة جميلة، حيث كانت رائعة المزاج والتعامل وقد لاحظ الكل عليها ذلك التغير الكبير دون أن تلاحظ هي على نفسها.
في تلك الأوقات كان الضابط منير قد اتصل بالصحفية منى وطلب منها أن يلتقي بها أمام ملجئ الأطفال ذاك بعد ساعة حيث أنه تلقى رسالة ورقية كان قد كتبها ابن الغفير (معاطي) الذي يحرس ملجئ الأطفال، فلم تعرف مضمونها وتفاصيلها، الواضح أن هذا الطفل المسمى (احمد) والبالغ من العمر عشرة أعوام يحب الطفلة شيرين ولا يريد أن تصاب بمكروه لذلك اخبر الضابط منير بسر لم تعرف تفاصيله إلى الان. الأمر الذي جعل الضابط منير يتجه إلى الملجئ بسرعة طالبا من الصحفية منى أن تلحق به.
نفذت الصحفية منى طلبه على الفور وكانت هي أولا في انتظاره، حيث دخل الضابط منير برفقة الصحفية منى ورجال الأمن إلى الملجئ وطلب من المديرة بان يرى الملجئ كامل وان تجمع جميع الأطفال وكشفة بأسمائهم وبالفعل هذا ما حدث وحين اجتماع الأطفال إذا بكلبه صغيرة في الاجتماع معهم، ليسال الضابط منير لمن هذه الكلبه؟ فلم يجب احد من الأطفال فقد كانوا خائفين من الضابط منير كثيرا، حينها تقدمت الصحفية منى وقامت بمسك الكلبه وهي تقول كلبه جميلة من صاحبك، فتقول احد الطفلات أنا، فتسال الصحفية منى وما اسمك يا حلوه فتقول الطفلة اسمي شيرين وهذه كلبتي (لاكسي) لتسال الصحفية منى ومن نرجس فتقول نرجس أنا، ثم تعاود الكره وصفاء وأمال ولجين فيردوا جميعهم، ليحل الاجتماع بان طلب الضابط منير من مديرة الملجئ تركه هو والصحفية منى وشيرين ونرجس وصفاء وأمل ولجين والكلبه لاكسي ويخرج الجميع من الغرفة.
بعد خروج الجميع جعلت الصحفية تسال الأطفال عن الرجل الأبيض، وما هي هويته وأين هاتفها، لتجيب شيرين بسؤال لماذا ألسؤالنا نحن عنه، وهل نحن مجانيين حتى نخبركم عنه فتقبضوا عليه ونبقى نحن في الم ووجع ، كان الأطفال يفكرون بعقل اكبر من عمرهم فمن درجة حبهم للأرجل الأبيض اعتقدوا أن الضابط والصحفية أتوا ليعرفوا معلومات عن الرجل الأبيض من اجل القبض عليه، لكن الصحفية منى قد استوعبت الموقف واستطاعت قلبه لصالحها فالأطفال أحسوا بالحب من جانب الصحفية منى وأنها من المحتمل أن تكون دواء لهم من العذاب الذي يعيشون فيه والوحشية الجنسية التي يتعرضون لها ما بين حين أخر. لتعيد سؤالها الصحفية منى عن هاتفها فتجيب صفاء أنها فقدته في تلك الليلة المشؤمه لتطلب الصحفية منى من صفاء أن تخبرها بما حدث ليلتها حتى عودتها إلى الملجئ فتخبرها الطفلة صفاء بكل ما حدث وقصة الرجل الأبيض وتلك المرأة السوداء المقنعة وأنها هي من قامت بقتل الرجل العجوز واقتلاع عينيه وليس الرجل الأبيض.
لقد شعر الضابط منير حينها بالهلوسة وما يجري ومن هذا الرجل الأبيض ومن تلك الفتاة المقنعة وما يجري في البلد أن البلاد إذا ما ضل الوضع هكذا على حافة الانهيار فلا هو قادر على مسك خيط ولا هو قادر على منع أي شيء، هو الان فعلا يشعر بالإحباط وقد أحست الصحفية منى بذلك التي هي بدورها أيضا أحست بنفس شعور الضابط منير فهم يمشون في دائرة مغلقة لا تعرف لها أسس ولا منهج ولا حتى دوافع فالأمور تزداد سوءا وهذا ليس من صالح احد في الوقت الراهن.
غادر كل من الضابط منير والصحفية منى الملجئ وقبل مغادرة البوابة رأى الطفل احمد صاحب الرسالة حيث سأله الطفل:(يا ترى مصر كدى بتموت يا باشا) حينها لم يجب الضابط منير وضل ذاهبا والصحفية منى وأفكارهم تأخذهم في ألف اتجاه واتجاه. ومع ذلك فان الضابط منير مؤمن بأنه لا بد أن يصل إلى شيء وفك طلاسم هذه الأحجية الغريبة. وان الرجل الأبيض والمرأة السوداء هم جزء يستخدم لتظليله في الوصول للخلية الإرهابية، وأنهم هم من سيوصلانه إلى تلك الخلية والقبض عليها. كما انه تأكد أن من وراء قتل أطفاله وزوجته هم الخلية الإرهابية نفسها. كونه يتولى امر القبض عليهم وتسليمهم للعدالة.
كانت الصديقة أيه التي قامت بتسجيل الفيديو لقتل الطفلتين بطريقة سحريه تشاهد الفيديو أشبه بيومي وقد تصل في مشاهدته إلى أكثر من مره في نفس الوقت وقامت بنقله على جهاز حاسوبها وتكبيره أيضا، فقد سبب لها هذا الفيديو هوس ورعب، فهي تراه حتى في منامها وهي لا تعلم ماذا تفعل به فهي عاجزة تماما عن فعل أي شيء به، لتقول في نفسها عليها أن تخبر اقرب واعز الناس إلى قلبها به وهو بالطبع والدها الوزير السابق مثلها الأعلى، فهي تحب والدها كثيرا ولكن هو على سفر وسيعود هذه الأيام وحالما يعود فان أيه قد قررت أن تريه هذا الفيديو وتتخلص من هذه اللعنة التي تلاحقها على حد اعتقادها.
لقد تلقت نجوان اتصالا هاتفي في المدرسة الشيطانية وقد كانت المهمة هذه المرة أكثر صعوبة على نجوان فقد كلفها الشيطان بعد تسع ليالي من هذه الليلة بقتل واقتلاع عينان أخر رجل مارست معه الجنس بعنف، بعد أن تقوم بزرع خمسة صناديق سحرية في القصر الرئاسي الجمهوري المصري، وهذا ما أثار الدهشة في عقلها، فهي مهمة مستحيلة، وفقد استلمت الخرائط المعتادة لذلك. هذا وان الرجل المكلفة بقتله يكون اشرف الشاب المسكين البسيط الذي قضت معه وقت ممتعا، فلم تشعر نجوان بالراحة أبدا في حياتها إلا حين اقترابها من اشرف، أنها مسالة صراع كبير بين الحب ونجوان فهي الان مكلفة بقتل الحب في قلبها واقتلاع عينياه، لا قتل اشرف واقتلاع عيناه، فبعد صراع كبير انتصر الشر الكبير الذي بداخلها على الحب، لتقرر قتله في الموعد المرتقب والمحدد فلا حب ولا مشاعر في حياتها، هي خلقت من اجل الغرور فقط، فلا ترى أحدا في عينها مهما كان. فالمسالة بالنسبة لها عالم غير هذا العالم. يتصف بالشر والغرور.
اخبر الطفل احمد انه قد رأى الرجل الأبيض يتسلق نافذة الملجئ ذاته، وقد وصلت هذه المعلومة إلى الضابط منير الذي أكد بدوره انه ستكون هناك جريمة قتل جديد، وان هذه فرصته للقبض على الفاعل فمن خلال أطفال الملجئ أو الطفلة التي تخرج إلى رجل مسن يمكنه رصد الرجل الأبيض والقبض عليه، ولكن هذه المرة خطط دون أن يخبر الصحفية منى خوفا عليها إلى جانب اعتقاده انه لو تعلم الصحفية منى أو أي احد أخر من الممكن التخريب عليه وإفشال خطته في القبض على الرجل الأبيض مع حماية الطفلة، وفي نفس الوقت كانت الصحفية منى قد علمت بالمعلومات نفسها وأنها هي تخطط لوحدها أيضا لكشف هوية الرجل الأبيض قبل الضابط منير، حيث قامت بترقب الملجئ ومن الطفلة التي سوف تخرج وإعطائها جهاز تعقب وتسجل لرصد حركتها وأفعال الرجل الأبيض أن أمكن.
لقد عرفت هوية الرجل المسن هذا انه غالب باشا الوزير السابق والد الصديقة أيه عاد من السفر وقد اتصل في الملجئ وطلب الطفلة شيرين تحديدا لقضاء يوم كامل معه في فيلته الخاصة، وقد عرفت الصحفية منى من الطفلة شيرين أنها ذهبت له من قبل، وانه قام بالتحرش بها جنسيا، وهي خائفة جدا من الذهاب هذه الليلة، هذا وقد أعطت الصحفية منى جهاز التعقب إلى الطفلة شيرين وطمأنتها أنها لن تدع مكروه يصيبها، وقد انطلقت الطفلة شيرين ومعها كلبتها لاكسي حتى وصلت الفيلا، كان غالب باشا لم يأتي بعد، ولم يكن في الفيلا غير أيه والخدم حيث أن أيه تحضر نفسها للذهاب هذه الليلة إلى حفلة تنكرية لأحد الصديقات، وان يوم غد سيكون لوالدها فهي مشتاقة كثيرا له وللحديث معه فهذه الليلة سوف تتركه لضيفته، فهي تؤمن أن والدها رجل طيب وحنون وان أعمال الخير من روحه فعمل الخير أولى من ابنته في بعض الأحيان وهذا كان يسعد أيه كثيرا ويجعلها تحب والدها أكثر. واعتباره المثل الأعلى لها.
في ذلك الوقت كان الضابط منير قد جهز نفسه هو وفريقه للقبض على الرجل الأبيض حيث زرع أجهزت تصنت في جميع أنحاء الفيلا حيث استطاع الدخول للفيلا بحجة انه من الصيانة، وان غالب باشا قد كلفة بفحص الكهرباء في الفيلا، وقد استطاع زرع كمراته فقط في الجزء الأسفل من الفيلا، فلم يدركه الوقت قبل وصول والد أيه إلى الفيلا. هذا ولا ننسى أن شيرين أمضت وقتها قبل وصول والد أيه غالب باشا مع أيه فأيه تحبها وتعرفها من قبل، لذا كانت تساعد أيه في اختيار ملابس التنكر لحفلة الليلة، فأية محتارة كثيرا وبينما هي تفتش في خزانتها راحت شيرين تعبث بجهاز حاسوب أيه، حيث كان الفيديو ذاك مفتوح على سطح مكتب الحاسوب، لتشاهده شيرين كأمله مصعوقة بما تراه، وبعدها تلحق بكلبتها لاكسي حينها تلقت أيه اتصالا من صديقتها تقول لها بان الحفلة قد ألغيت لأسباب وفات احد الأقارب فتشعر أيه بالإحباط لتغفو قليلا على سريرها بمزاج سيئ.
كان والد أيه غالب باشا حين حضر إلى الفيلا أمر الخادمة أن تلحق بالطفلة شيرين إلى غرفته الخاصة، وصعد يجهز نفسه لتحضر الخادمة الطفلة شيرين وتغلق الباب خلفها ليناديها غالب باشا بان تأتي بجواره والاقتراب منه وكان قد نزع ملابسها كلها من عليها، ثم قام بتشغيل التسجيل على أغنية وطلب من الطفلة شيرين أن ترقص له.
كانت أجهزة التصنت والكمرات التي وضعها الضابط منير قد فشلت، فغرفة النوم الخاصة لوالد أيه لم يتمكن من دخولها، لذا عليه مراقبة الفيلا جيدا لحين دخول الرجل الأبيض، بينما هو لا يعلم أن الرجل الأبيض في الفيلا منذ يوم ينتظر هذا اليوم، فجهاز الصحفية منى كان اقرب، فبعدما أنهت الطفلة شيرين الرقص طلب منها أن تخلع ملابسها وتأتي لأحضانه، وفي أثناء ذلك يدخل الرجل الأبيض، حيث يتجمد والد أيه من الخوف ولا يقوى على الحركة مطلقا.
في تلك اللحظة كانت أيه قد استيقظت من غفوتها وقررت أن تذهب لأبيها وإخبارها بحقيقة الفيديو حيث مسكت هاتفها في يدها واتجهت إلى غرفة والدها، وكونها لا تطلب الإذن أبدا من أبيها بالدخول فهو لم يعودها على ذلك، فتحت الباب لترى والدها في مشهد مخزي فتصاب بالدهشة والذهول، الأمر الذي جعل الرجل الأبيض ينظر إلى الهاتف المحمول الذي بين يديها ويعتقد أنها قد قامت بتصوير هذا المنظر ليتجه نحوها فترمي الهاتف ثم تسقط على الأرض اذ جاء رئسها على حافة الطاولة مما أدى لوفاتها سريعا أمام والدها، الذي صدم بموت ابنته ورؤية الدماء منها تغطي ارض الغرفة.
كانت في تلك اللحظة أيضا الصحفية منى قد أخبرت الضابط منير ودخلوا الفيلا الأمر الذي جعل الرجل الأبيض يهرب بعد أن اخذ ذاكرة هاتف أيه ودون أن يقتل والد أيه أو يأخذ الطفلة شيرين إلى الملجئ مثلما اعتاد، فحين وصول الضابط منير والصحفية منى شاهدا منظرا يكاد مقززا تقشعر له الأبدان، حيث قاموا بالإجراءات المعتادة وأمر الضابط منير الصحفية منى ان تقوم بإرجاع الطفلة شيرين وكلبتها إلى الملجئ فالموضوع أصبح أشبه بلعبة سحر لا تترك ورائها أي دليل . لتقوم الصحفية منى بأخذ الطفلة شيرين إلى منزلها بدلا من إرجاعها إلى الملجئ. وذلك حتى الصباح على الأقل. فالوقت متأخر وقد طلبت هذا من الضابط منير ووافق على طلبها.
حين وصول الصحفية منى والطفلة شيرين وبعد أن تناولا طعام العشاء سويا قامت الطفلة شيرين بإخبارها بالفيديو الذي شاهدته على جهاز حاسوب أيه والطفلتين التي تم قتلهم بطريقة سحرية، لتقوم الصحفية منى بالاتصال مع الضابط منير وطلب مقابلته فورا حيث جاء الضابط منير بسرعة معتقدا أن هناك مكروه قد أصابهما، لتخبره الصحفية منى بالقصة، فيتجها سويا إلى فيلا والد أيه وغرفه أيه وجهاز الحاسوب ليتفاجأ الضابط منير بما قد راه على جهاز الحاسوب، فالبنت التي يتم قتلها بطريقة سحرية شيطانية هي بنته والقتلى رجل وامرأة لا تكاد تظهر ملامحهم جيدا ليهرى الضابط منير على الأرض من البكاء، وقد اقسم على أن ينال من قاتل طفلته اشد انتقام.
قبل قتل اشرف من نجوان بأيام تزور نجوان اشرف في بيته حيث دار حديث كبير بينه وبينها، ففي هذه الزيارة كانت واضح في عينين نجوان أنها قد عزمت على قتله وقد شعر اشرف بهذا الشيء، حيث تحدث معها عن الحب ولكن نجوان كانت وكأنها لا تسمع شيء ضائع الفكر والإحساس ما بين خضوع وكبرياء، لتقرر الذهاب وقبل الخروج وعند الباب حيث كان يجلس في صالون البيت إذ أن هناك شيء لا نعرف ما هو، لفت انتباه نجوان كثيرا وغير ملامح وجهها تماما، وباتت تنظر له بطريقة استغراب كبيرة، لتعود بالنظر على اشرف تطلب منه أن ينتظرها يوم السبت في المساء في مدينة سباق الخيل في القاهرة، وهذا اليوم هو يوم قتله واقتلاع عيناه، حيث رأت ان قتله هناك سيكون أفضل له فهي تعلم بعلاقة اشرف الحميمة وحبه للخيل، ثم تغلق الباب ورائها وتذهب. حيث بقي اشرف لوحده شارد الذهن دون أن يتكلم او يرد بشيء.. ولكن ماذا رأت نجوان بجانب الباب ما هو الشيء الذي جعلها تندهش لرؤيته في تلك اللحظة؟
يكشف أمر دلال في عدم ولاءها إلى الشيطان، حيث كشف أمر حبيبها نبيل وأنها مازالت على علاقة به، وانه هو من يقوم بتلويث أفكارها ومحاولة السيطرة عليها، كما كشف أمر مساعدتها إلى شقيقتها أميرة وهروبها، وهذه جريمة كبرى سيكون العقاب فيها وخيم. حيث استعد مانع وسامع لتنفيذ أوامر ما.
كان الضابط منير والصحفية منى قاموا على تحليل تسجيل الفيديو وتكبيره لمحاولة التحقق من هوية الأشخاص الذين كان به، وهوية قاتل ابنته فكما نعلم ان التسجيل لا يحمل أي صوت لذلك لجئوا إلي تكبيرة كون الأشخاص الذين ظهروا به مشوشة المعالم أشكالهم، فلم يظهر بوضوح في الفيديو غير الطفلتين كون أن أيه حينما كانت تقوم بالتصوير ركزت على الطفلتين أكثر. ووجه الخادمة صوفي حين أميط اللثام عن وجهها فجأة. وأيضا تحليل تسجيل جهاز التعقب وما جرى في فيلا الوزير حيث أن الهاتف التقط صور غير واضحة واحده منها أظهرت ساعة نجوان وهي تشير إلى وقت أخر ويوم أخر غير ذاك الوقت الذي قتلت فيه عمها منال، وهذا ما حير الضابط منير والصحفية منى واعتباره خيطا يمكن أن يوصلهم إلى شيء ما.
في تلك الاوقات تلقت المخابرات المصرية معلومة تقول بان القصر الجمهوري قد استهدف من قبل جماعة إرهابية في زرع قنابل ناسفه، الأمر الذي جعل الحكومة تكلف فريق بلجيكي عالي الكفاءة يتألف من مهندسين معماريين وخبراء متفجرات من عمل مسح كامل للقصر الجمهوري والتأكد من صحة المعلومة. وقد باشر الفريق مسحه الذي استغرق أكثر من 10 ساعات، ليتبين في النهاية انه لا وجود لأي متفجرات في القصر وان القصر امن وأنها مجرد دعايات وأكاذيب لإشغال الشعب المصري بها، وقد أكد قائد الفريق البلجيكي (جاسبار) للوكالات المصرية من أمام القصر الجمهوري انه لا وجود لأي متفجرات وان القصر يتمتع بحماية كبيرة وانه لا يمكن اختراقه بسهولة، وان فريقه الان يستعد للمغادرة. ولكن وبينما كان يتم تحميل معدات الفريق شوهد أن هناك فتاة من ضمن الفريق كانت تنقل المعاداة مع الفريق، أنها نجوان، لقد دخلت إلى القصر وزرعت جميع صناديقها السحرية داخله ضمن مواقعها المحددة بعد أن أنهى الفريق مسحه.
كيف ذلك؟
كان الفريق البلجيكي المكلف بالمسح يجب أن ترافقه مساعده مصرية من قبل الحكومة المصرية وقد اختيرت تلك المساعدة لكنها لم تأتي لتحل نجوان مكانها، هذا وقد اكتشف فيما بعد ان المساعدة قد قتلت ما قبل المهمة بساعات.
ان سبب هذه المعلومة أو الدعاية في وجود متفجرات في القصر كان نجوان نفسها. حيلة. هذا وقد تبين بعد ذلك قتل قائد فريق خبراء المتفجرات البلجيكي جاسبار في منزله الكائن في مدينة المعادي احد مدن القاهرة أثرى عضة شيطانية في عنقه ادت إلى قطع أوردته الدموية ومن ثم وفاته.
عن رواية :: نجوان صراع الحب والشيطان على أرض مصر 2016م
قصر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أو قصر العروبة أو قصر الاتحادية : يقع في هليوبوليس، مصر الجديدة بالقاهرة، هو قصر العمل الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر، والذي يستقبل فيه رئيس الجمهورية في مصر الوفود الرسمية الزائرة ويقع في حي هليوبوليس (مصر الجديدة) الراقي شرق القاهرة. افتتح قصر هليوبوليس (مصر الجديدة) في البداية كفندق جراند أوتيل (Grand Hotel) حيث افتتحته الشركة الفرنسية المالكة في الأول من ديسمبر 1910 كباكورة فنادقها الفاخرة في أفريقيا. و صمم القصر المعماري البلجيكي ارنست جاسبار حيث احتوي علي 400 حجرة إضافة إلي 55 شقة خاصة وقاعات بالغة الضخامة، وتم بناء القصر من قبل شركتين للإنشاءات كانتا الأكبر في مصر في ذلك الوقت هما شركة "ليو رولين وشركاه" وشركة "بادوفا دينتامارو وفيرو"، فيما قامت شركة ميسس سيمنز اند شوبيرت في برلين بمد الوصلات الكهربائية والتجهيزات. تم تأثيث حجرات المبنى انذاك بأثاث فاخر وتحديدا من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، أما القاعة المركزية الكبرى فقد كانت مكلفة فقد وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت الأضخم في عصرها وكانت تحاكي الطراز الشرقي. بالنسبة لقبة قصر فندق هليوبوليس فارتفاعها يبلغ 55 مترا من الأرض وحتي السقف، وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية 589 مترا مربعا وصممها ألكسندر مارسيل وقام بشؤون الديكور بها جورج لوي كلود وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلي السقف أيضا مدفأة ضخمة من الرخام كما وضع 22 عمودا إيطاليا ضخما من الرخام. كان في الجهة الأخرى من القاعة الكبرى توجد قاعة طعام فاخرة تكفي 150 مقعدا وقاعة أخرى ضمت 3 طاولات بلياردو منها اثنتين كبيرتي الحجم من طراز ثرستون. أما الأثاث الذي كان من خشب الموهاجني فقد جيء به من لندنفيما ضمت الحجرات العلوية مكاتب وأثاثا من خشب البلوط جيء بها من محلات " كريجير " في باريس. الطابق السفلي ومنطقة العاملين كان من الضخامة بحيث تم تركيب سكة حديدية خاصة بطول الفندق وكانت تعبر مكاتب الإدارة والمطابخ والثلاجات والمخازن ومخازن الطعام والعاملين.
هنا يكشف أول أسرار الرواية، فبعد ذهاب نجوان من بيت اشرف قام اشرف على استخراج شريحة ذكية صغيرة من جيبه ووضعها على هاتفه ليرى ما يمكن ان يكون فيها ليكتشف شيء جعل عيناه تهر بالبكاء، انه يرى ابنته الصغيرة ملاك وهي تقتل، فقد تبين أن الطفلة التي كانت مع طفلة الضابط منير في الطقوس الشيطانية والقتل السحري هي ابنه اشرف التي خطفت منه ليعثر عليها وقد فارقت الحياة ولقد عرف القاتل الان، إنها نجوان فاشرف يستطيع أن يميز نجوان من بين مليون أنها فاجعة كبرى وصراع كبير يمتلكه الانتقام. ولكن كيف حصل على هذه (الشريحة الذكية) فمن يملكه هو الرجل الأبيض.
في الحقيقة أن الرجل الأبيض هو نفسه اشرف ذلك الشاب الطيب وقد أوصله قتل طفلته بتلك الطريقة للمضي في طريقة وتخليص الأطفال من هذا الكابوس القاتل الذي إذا ما تفشى سيكون كارثة، لذا رأى من نفسه هو أن يضع حدا لهذا، فقام على افتعال حيلة الرجل الأبيض التي تقمصها من احد الأفلام الأجنبية، من اجل حماية الأطفال والوصول إلى قاتل ابنته. وها قد وصل إلى قاتل ابنته أنها حبيبته نجوان فماذا سيكون القرار حينها، أنها مسالة حوار كبير بين النفس يسوقه إلى قتل نجوان والتخلص منها، انتقاما لطفلته ملاك فهو قد وعدها بان يأخذ حقها لو كان هذا أخر يوما في حياته. وقد عزم على قتلها ليله التقائه بها في ميدان الخيول بقناعة الأبيض.
في الطرف الأخر كانت نجوان تعرف بان الرجل الأبيض هو اشرف فما رأته بجانب الباب حينما خرجت هو قناعة ولباسه الأبيض معلق هناك. وقد فاجأها هذا. ولكنها لم تعلم بان اشرف هو والد الطفلة التي قامت على قتلها في الطقوس الشيطانية تلك. هذا وان قرار نجوان في قتل اشرف واقتلاع عيناه في ميدان الخيول سيكون وهي ترتدي لباسها السحري الأسود.
رأت دلال نجوان وهي تحضر نفسها لمهمة، حينها خافت كثيرا فهذه الليلة هي الليلة التي اتفقت بها دلال مع حبيبها نبيل على الهروب. لاحظت نجوان وجود دلال حينها لتناديها وتسألها ماذا هناك ، لتجيب دلال . لا شيء. كل ما هنالك أنها شعرت بالضيق فأرادت أن تخرج فلاحظت وجود نجوان. لتسألها نجوان أيضا عن حبيبها نبيل فتصمت دلال ولا تجيب بشيء. حينها ذهبت نجوان وهي تقول ليس من حب أبدا على هذه الحياة . الأمر الذي جعل دلال تخاف على حبيبها نبيل والذهاب إليه على الفور.
وصلت نجوان ميدان الخيول أولا قبل وصول اشرف، الذي بعد حضور نجوان بلحظات ظهر بلباسه الأبيض حينها جعلت نجوان تضحك وتقول كنت أعرفك منذ البداية، ولكن لم اعرف انك سوف تتحدى الموت على يدي، ليتكلم اشرف ويقول بأنه هو من أتى لان يقطف روحها فالمسالة حياة او موت لكلا الطرفين حيث بدا القتل الذي استمر لوقت مرة في نقاش ومرة في قتال.
في ذلك الوقت كانت دلال قد وصلت إلى بيت حبيبها لترى سامع ومناع قد وصلا قبلها وهم يحاولان قتله، حاولت أن تفعل شيء لكنها لم تستطيع ليقوم سامع ومانع بقتله وهو في أحضانها بعد أن حاول حمايتها منهم لتصاب بصدمة نفسية حينها فيذهب مانع وسامع بعد أن انهيا مهمتهم وقتل نبيل دون دلال، قد فارق نبيل الحياة وهو يحمل كلمات شعر قد كتبها لها، حينها تصل دلال إلى الجنون.
على النحو الأخر لم يستطع أين من نجوان أو اشرف من الخلاص على الأخر، فقد كانت قوتهم متكافئة تقريبا فبرغم أنهم أصابوا بعضهم في مناطقه شبه قاتله، إلى أنهم لم يستطع احد من التغلب على الثاني، هذا ولا ننسى انه للحظة كاد اشرف من قتل نجوان لكنها استطاعة الهروب منه ومغادرة المكان بسرعة متجه إلى الفيلا. في حين أن اشرف جعل يحاول البحث عنها ليتأكد من هروبها ويعود إلى منزله والبحث عن صورة طفلته ملاك في جيبه حيث تملكه الرغبة القاتلة في الانتقام، لكنه لم يجدها. ففي أثناء القتال قامت نجوان بسرقتها منه ضنا منها أنها تملك شيء ماء. حيث فوجئت نجوان بعد وصولها إلى الفيلا والنظر لتلك الصورة المكتوب على ظهرها "ابنتي الغالية ملاك. والدك الغالي اشرف"، هذا وأنها قد عرفت الطفلة ملاك هي نفسها التي قامت على قتلها في تلك الطقوس.
أنها مصيبة بالنسبة لنجوان. فهنا يجب عليها قتل اشرف سريعا مهما كلفها الأمر فهو بالتأكيد يعلم حقيقتها ويبحث عنها من اجل قتلها، وهذا سيعيق مهمتها الشيطانية. لذلك توجهت نجوان إلى المدرسة الشيطانية للاتصال مع الشيطان حيث اخبره انه يعلم بما حدث وان قوتها الشيطانية لم تكتمل بعد و أن تنسى أمره اشرف ألان، فحسن وادوارد أولاد عمتها سيتوليان أمره وقتله، وهم الان يقوموا بالتحضير لقتله داخل الفيلا، فاشرف سيلحق بالتأكيد بنجوان لقتلها فهو يعلم مكان الفيلا ونجوان، وألان حسن وادوارد يجهزان لنصب المصيدة له. وانه يجب على نجوان التحضير للطقس الكبير وهو يوم بيعها لنفسها للشيطان في الهرم الأكبر من أهرامات مصر وزرع المربعات الحديدية السحرية في الهرم وفق مناطق محدده، وقد استلمت خرائطها المعتادة .وبعدها الزواج من ابنه الساحر انطون. وتقديم القربان للشيطان المكون من دماء طفلة صغيرة لم تتجاوز الخمس أعوام يقوما بقتلها داخل الهرم، وفي اليوم الذي يليه يجب عليها السباحة في قناة السويس وزراعة تلك الصناديق السحرية بعد أدى طقس التتويج كرسي المجد. وانه الان يجب عليها الاختفاء عن الأنظار مدة خمسة أيام والتحضر لطقسها الشيطاني وإحضار طفلة لهذا الطقس من الملجئ. كما انه قد تم دخول الساحر انطون إلى البلاد دخوله الأخير، ولكن ليس عبر الحدود الفلسطينية أنما دخل مع مجموعة أعلامين دخلوا عبر مطار دولة قطر وان لقاءه بها سيكون في الهرم الأكبر من أهرامات مصر.
تدخل دلال مستشفى الأمراض العقلية في مصر، حيث أنها أصيبت بصدمة نفسية عنيفة جدا، فقد كانت دائما ما تردد اسم حبيبها نبيل على لسانها وتنادي عليه، إضافة إلى أن هناك أغنية للمطرب محمد منير (الملك) كانت ما ترددها على لسانها والطلب من أطباء المستشفى أن يخبروا المطرب محمد منير عنها وأنها تريد أن تراه لأمر ما مهم. وهذا ما جعل الأطباء يتعاطفون معها وإرسال رسالة للمطرب محمد منير وإخباره في أمره هذه الفتاة دلال. الغربي في الأمر والمفاجئ أيضا أن هذا المستشفى ضم أيضا شاب يسمى (الياس) ذاك الشاب المسيحي الذي تعلق في دلال فيما مضى وأحبها لكنه تركته ليصاب بالجنون من جراءها. لم يفاجئ هذا دلال كثيرا فهي في حالة لا تستطيع بها تميز الأشياء، فبرغم أنها رأته أكثر من مرة في حديقة المستشفى إلى أنها لم تعرفه، ولكن هو عرفها بالتأكيد. حيث بدا يشعر بتحسن جراء رؤيته لدلال.
محمد منير (وشهرته أحيانا منير) (10 أكتوبر 1954 -) مغني مصري يعرف بموسيقاه التي يخلط فيها الجاز بالسلم الخماسي النوبي، وكلمات أغانيه العميقة، وأسلوب أدائه ومظهره غير الملتزم بتقاليد الطرب والمطربين، وبخاصة شعره النامي المفلفل بفوضى وطريقة إمساكه بالميكروفون ووقوفه وحركاته العصبية الغريبة أثناء الغناء. ومنير أيضاممثل ودفاف.
اسمه بالكامل محمد منير أبا زيد جبريل متولي من مواليد قرية منشيه النوبة بأسوان. تلقى منير تعليمه المبكر وقضى فترة الصبا في أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، في أوائل السبعينيات. أحب ممارسة الغناء كهاو منذ الصغر وكان يغني لرفاقه في الجيش. تخرج في قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون من كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان. وأثناء أو بعد دراسته استمع إليه زكي مراد الشيوعي النوبي فأوصى عبد الرحيم منصور، الشاعر المعروف انذاك بالاستماع إليه، وكبرت الدائرة لتشمل أحمد منيب الذي لم يكن أحد قد سمع به، فأخذ في تدريب منير على أداء ألحانه وألحان غيره النوبية، ثم بدا في الاستعانة بكلمات معارفهم من الشعراء عبد الرحيم منصور وفؤاد حداد. هذا ويعتبر محمد منير علم من أعلام الغناء في مصر والعالم العربي فقد حصل هذا المطرب الرائع على نصيب وافر وكبير من الشهر.
الأمور تتطور والى ألان الضابط منير ورفاقه والصحفية منى لم يصلوا إلى أي شيء، فإلى الان كل شيء يزداد تعقيدا أمامهم وليس هناك من خيط يقودهم للوصول، حيث أصيبوا باليأس مجددا، في الوقت الذي كانت فيه نجوان تحضر إلى طقسها الأخير في الهرم الأكبر ففي اليوم الخامس بعد يوم صراعها مع اشرف واختبائها وتداريها عن الأنظار للتحضير إلى طقسها الأكبر. ذهبت إلى ملجئ الأطفال لاختيار ضحيتها التي سوف تقدمها إلى الشيطان، إذ كانت هذه الضحية والطفلة هي شيرين حيث قامت نجوان بتقديم المال إلى مديرة الملجئ من اجل أن تأخذ شيرين معها هذا ليوم للشعور بحياة كريمة وسعيدة، فقد استطاعة ان تقنع مديرة الملجئ بالمال والحيلة والأكاذيب حتى تمكنت من اخذ شيرين التي ذهبت معها هي وكلبتها لاكسي، في بداية الأمر لم يعجب نجوان مرافقة الكلبه لاكسي لكن شيرين رفضت مما جعل نجوان توافق على اخذ الكلبه لاكسي مهم، هذا وان نجوان أخبرت الطفلة شيرين بأنه ستشتري لها ما تريد لتطلب على الفور الطفلة شيرين من نجوان أن تشتري لها لباس الرجل الأبيض الذي كان قد انتشر بين الأطفال. كانت في البداية غير مقتنعة نجوان لكنها قامت على شراء لباس الرجل الأبيض لشيرين ومن ثم التوجه إلى الفيلا. ففي المساء ستأخذها في زيارة إلى الهرم الأكبر وهذا ما جعل الطفلة شيرين تطير من الفرح والسعادة فأمنيتها كانت زيارة الأهرامات.
لم يعجب الطفل احمد ابن غفير الملجئ منظر نجوان حيث أحس أن الطفلة شيرين في خطر مع هذه الفتاة الشيطانية، لذلك قام باللحاق بنجوان والطفلة شيرين وتابع سيرهم دون أن يروه حتى وصولهم إلى الفيلا. حيث جلس يرقب ما سيجري وحركات نجوان من خارج الفيلا.
لبست الطفلة شيرين لباس الرجل الأبيض وقد بدت فيه أكثر جمالا حيث أبدت نجوان إعجابها الكبير بها، كان على نجوان مهاتفة الشيطان أولا في المدرسة الشيطانية، لتنطلق حينها لتنفيذ الطقس الشيطاني. بعد أن أنهت محادثتها الهاتفية مع الشيطان ناسية حقيبة الصناديق السحرية الخمسة على الكرسي الشيطاني للمدرسة حيث أخذت الطفلة شيرين وتوجهت إلى الهرم الأكبر إذ سيكون في انتظارها (الدوني) ومساعدته دارين والزوج الساحر انطون لإقامة الطقس كما اخبرهم، وبعدها التوجه إلى قناة السويس. وبينما كانت في حديثها إلى الشيطان كانت الكلبة لاكسي كلبه الطفلة شيرين قد لحقت بها، لتراها نجوان وتقرر أن تغلق عليها الباب وتركها في المدرسة الشيطانية مع سامع ومانع الذان كانا في الغرفة الصغيرة، وهذا ما فعلته نجوان. لتخرج بصحبة الطفلة شيرين التي بحثت كثيرا على كلبتها لاكسي، حيث وعدتها نجوان بعد عودتهم ستبحث لها عنها. الان قد تأخرا كثير ويجب الذهاب.
لقد اخبرها الشيطان إن على نجوان أن تذهب لمكان ما لم تحدد هويته للان قبل ذهابها إلى الأهرامات. وهذا ما فعلته ومعها الطفلة شيرين بعد أن حضرت لباسها السحري الشيطاني الأسود للبسه هناك وعصاها أيضا. ليلحق بها الطفل احمد لكنه قد ضيع مسارهما ليعود بعد ذلك إلى الضابط منير وقد كانت في مكتبة الصحفية منى وإخباره بما حدث وان الطفلة شيرين في خطر. حينها تحرك الضابط منير والصحفية منى وزميلة الضابط حسام إلى الفيلا مباشرة.
تزامنا مع هذا كان حسن وادوارد قد جهزوا المصيدة للرجل الأبيض إذ قام ادوارد بإدخال دراجته النارية حتى يقوم بجر الرجل الأبيض بعد قتله فيها. في الوقت الذي كانوا ينتظرون حضوره قد حضر كانت مفاجئة لهم حيث حاولا قتله لكنهم لم يستطيعوا وفشلت كل مصائدهم حيث قام بقتل ادوارد وإلقائه من سلم الطابق الثاني الداخلي على دراجته التي كانت تستقل في وسط الفيلا ليهرب حسن إلى غرفته ويحاول الاختباء لكن الرجل الأبيض قام باللحاق به وإيجاده حيث قام بقتله بصورة حبيبته التي كان دائما ما يذكرها ويحمل صورتها التي تحمل خامة زجاج قوية بعض الشيء. لم تفهم التصرفات التي قام بها الرجل الأبيض فقد كان يبحث عن نجوان في كل مكان. لحين أن دخل غرفتها ومشاهدة الخرائط التي لم تحرقها مثلما أوصاها الشيطان ليكتشف منها أنها الان قد تكون في الهرم ليلحق بها على الفور.
حين مغادرته يكون الضابط منير والصحفية منى والضابط حسام قد وصلوا الفيلا حيث دهشوا مما راؤه وقتل ادوارد وحسن. كان الضابط حسام قد أمر زملائه بتفتيش الفيلا بينما الضابط منير والصحفية منى كانوا في غرفة نجوان حيث استطاع الضابط منير أخيرا كشف أحجية هذه اللعبة القذرة على الوطن بمساعدة الطفل الصغير احمد الذي رافقهم إلى الفيلا أيضا. حيث قام بتجهيز نفسه للذهاب للأهرامات وعند نزوله هو والصحفية منى سمعا صوت الكلبة لاكسي تنبح خلف الباب الذي لا يمكن تمييزه ليتجها نحو الباب ومحاوله سماع الصوت فيأمر الضابط منير بفتح الباب.
وبينما كانوا يحاولون فتح الباب جاءت أنظار الضابط منير على الساعة الموضوعة فوق الباب ليقرأ وقتها وينظر إلى ساعته ومن ثم العودة إلى تفاصيل خرائط نجوان. ليتحرك على الفور دون أن يعرف ما وراء الباب، حيث يقول ليس هناك وقت، جاعلا هذه المهمة إلى زميلة الضابط حسام، هذا وان الصحفية منى لم تترك الضابط منير يذهب لوحده حيث رافقته. دون الطفل احمد الذي بدوره حينما فتح باب السرداب ورأى الكلبة لاكسي تخرج بسرعة وكأنها ذاهبة لمكان ما، جعل يلحقها حيث كانت تتجه في طريقها إلى الأهرامات وكأنه تعلم عن مكان شيرين ليدخل الضابط حسام وزملائه إلى السرداب حيث كان مانع وسامع في الداخل في الغرفة السرية الصغيرة وقد رأى الضابط حسام المدرسة الشيطانية ليأمر رفاقه بكسر باب الغرفة السرية التي لا يعرف محتواها فيفاجئ بمانع وسامع يهاجمانهم ويقوموا بتكسير محتويات هذه الغرفة التي تظهر في مكوناتها بأنها غرفة علمية تحمل مخترعات علمية كبيرة أو بصورة أخرى ما وصل إليه العلم من اختراعات و اكتشافات وتطوير تكنولوجي ومعلوماتي كبير. فكل ما كان يعتمد عليه هذا الشيطان هو حقائق علمية وأخر ما توصل له العلم اذ استطاع تسخير كل هذا العلم وتجسيده في سحر كبير وخداع الناس.
في تلك الأوقات تكون نجوان وصلت قلب الهرم حجرة الملك حيث قامة بتقيد الطفلة شيرين هناك والانتقال إلى غرفة دفن الملكة في الأسفل حيث كان هناك انطون في الانتظار و (الدوني) ومساعدته دارين إذ كانت تلبس لباسا اسود يشابه قليلا لباس نجوان. حيث التحضير للطقوس الشيطانية. وبعدها انتقال نجوان والمساعدة دارين إلى غرفة الملك ريثما ينهي (الدوني) والساحر انطون تراتيلهم الشيطانية الأخيرة.
كانت نجوان قد نسيت الصناديق الحديدية الشيطانية حينما كانت تتصل مع الشيطان هاتفيا في غرفة المدرسة الشيطانية. هذا وأنها نست أمرهما في الهرم نفسه وحتى الساحر انطون و(الدوني) ومساعدته لم يتذكروا ذلك. الذين ظنوا بان نجوان قد قامت بزراعتها في مواقعها المحددة. لكنها لم تفعل ولم يقم بتذكيرها الشيطان.
كان المطرب محمد منير قد لبا دعوة دلال واتى لرؤيتها في المستشفى والمساعدة في علاجها ، وحين دخوله على غرفتها ابتسمت دلال كثيرا وجعلت تغني أغنية من أغانية ليحتضنها محمد منير ويمسك الورقة التي كانت في يدها والتي تحمل كلمات من كلمات حبيبها نبيل حيث قام بتلحين تلك الكلمات وغنائها مع دلال، ومن ثم طلب من المستشفى أن يأخذها في جولة معه في أنحاء القاهرة حتى تغير من نفسيتها قليلا وقد وافقت إدارة المستشفى على طلب المطرب محمد منير، وذهبت دلال معه تملأها السعادة والفرح والسرور، حيث كان هذا واضحا على وجهها. إذ لم تزل تغني مع المطرب محمد منير تلك الكلمات.
بلغ في الطريق الضابط منير الجهات الأمنية أن الأهرامات في خطر وانه يجب أن تتوجع قوة للمساندة أمامه وان لا يحاول احد دخول الهرم الأكبر لحين وصولة. وهذا ما حدث حيث انطلقت قوات الأمن المركزي المصري بتطويق الهرم الأكبر من الخارج الأمر الذي جعل الناس تسال ما سبب هذا؟ حيث اجتمع ألاف مؤلفة من الشعب المصري أمام الهرم الأكبر لمعرفة ما الموضوع. حيث كانت الأخبار تتداول بسرعة. فالمحطات الإعلامية والصحافة وصلوا قبل وصول الضابط منير. وقد منعة قوات الأمن المركزي المصرية من دخول أي مخلوق لحين وصول الضابط منير. أما على النحو الأخر فلم يسمع أو يعلم أو يشعر كل من نجوان والساحر انطون و(الدوني) والمساعدة دارين أين من ما كان يدور خارج الهرم، فبداخل الهرم الأكبر لا يسمع أي صوت. ولكن هناك من استطاع التسلل إلى داخل قلب الهرم الأكبر انه اشرف الرجل الأبيض فقد كان الأول في معرفة وجهة نجوان وقد كان ينتظرها هناك حيث اختبئ لحين انتظار الفرصة المناسبة للقضاء على نجوان ورفاقها وتخليص الطفلة شيرين من بين أيديهم فقد كان هدفه الأول حماية الطفلة شيرين وان لا يصيبها مكروه.
كانت الطرق التي توصل للأهرامات المصرية قد ازدحمت نتيجة التطويق الأمني للهرم الأكبر ومعرفة الأسباب، حيث واجه صعوبة الضابط منير في الوصول وتأخره. في حين أن الكلبة لاكسي والطفل احمد وصلوا قبله. وهنا مقطع جميل للكلبة لاكسي وكيفية مباغت رجال الأمن ودخولها الهرم الأكبر واللحاق بشيرين. فحين وصلت باب الهرم رأت رجال الأمن قد اغلقوا باب بالهرم برجال الأمن ولكن من يقف على الباب وقريب منه هو رجل امن واحد لتقترب الكلبه لاكسي من الباب محاولة الدخول وعندما راها رجل الأمن قامت بعمل نفسها ميتة بجانب باب الهرم فلم يلقي باله منها وحين التفاته للجانب الأخر قامة الكلبة لاكسي بالدخول سريعا إلى قلب الهرم الأكبر لكنها علقت هناك ولم تستطيع أكمال طريقها إلى حجرة دفن الملك حيث توجد للطفلة شيرين.
وصل الضابط منير والصحفية منى وقد جهز نفسه للدخول إلى قلب الهرم حينها طلبت منه الصحفية منى مرافقته فرفض لترفض هي أيضا وتصر على مرافقته ليدخل الضابط منير برفقة الصحفية منى قلب الهرم وفي تلك اللحظة استغل الطفل احمد الوضع للدخول هو أيضا لمساعدة الطفلة شيرين.
وصل كل من الضابط منير والصحفية منى غرفة دفن الملكة في الهرم الأكبر حيث كان هناك الساحر انطون و(الدوني) يرددون تراتيل شيطانية ليمعن النظر الضابط منير في الساحر انطون جيدا فيراه هو من قتل طفلته ياسمين وهو الذي كان في تسجيل الفيديو ليقوم دون وعي بقوة فاقت قوة 10 رجال على ضرب الساحر انطون و (الدوني) لم يستطيعوا مقاومته فهو أشبه بوحش مفترس انفض عليهم دون استعداد فقد كان يضرب بغل ففي كل ضربه له يرى وجه طفلته ياسمين وبعدها زوجته وبعدها طفلة عمر كان في غير وعي
في نفس الوقت كان اشرف الرجل الأبيض قد انقضى أيضا على نجوان والمساعدة دارين في حجرة دفن الملك ولكن هنا كان الأمر مختلف فقد هاجمة نجوان والمساعدة دارين أيضا إذ كانت معركة طاحنة قتل فيها اشرف المساعدة دارين لكن نجوان قامة بمسك الطفلة شيرين ومحاولة تهديده بقتلها حينها خيل لأشرف بان الطفلة شيرين ابنته ملاك لحاول حينها الهدوء والتفكير قليلا لكن نجوان كان تفكيرها قتله قبل ذهابها لتستخدم العصا السحرية التي احتوت على سيف قاطع حيث طعنته في كتفه الأيمن ليبتعد عن الطعنه الثانية ويقوم بضربها على قدمها مما أدى لكسر قدمها، حيث سقطت الطفلة شيرين من بين يداها فيلتقطها اشرف بين أحضانه وإيصالها إلى باب الحجرة حيث أصيب بالإغماء بعدها نتيجة طعنة نجوان له، هذا وقد ملئت دمائه لباس الطفلة شيرين الأبيض. في ذلك الحين كانت الكلبة لاكسي قد وصلت حجرة دفن الملك برفقة الطفل احمد الذي حمل الطفلة شيرين والخروج من الهرم لكنهم علقوا هناك ولم يعرفوا الخروج.
كانت الضابط منير قد قتل الساحر انطون وربطه من قدميه في منظر مروعة وذلك لأنه وعد بان يقوم بقتل قاتل ابنته وربطه من قدميه وسحبها أمام العالم أكمل وها قد حقق أمنيته التي كادت ان تكون مستحيلة، ولكن قبل أخراجه سمع صوت الكلبه لاكسي ليتوجه الضابط منير والصحفية منى التي كانت فخورة بالضابط منير حينها إلى غرفة دفن الملك. في ذلك الوقت كانت نجوان تحمل قواها للخروج من غرفة دفن الملك وحين وصولها للباب شعرت بان اشرف كأنه مازال على قيد الحياة لتقوم بغرس السيف في صدره عدة مرات وقتله، ولكن عندما أرادت الخروج رأت الضابط منير والصحفية منى يتجهون نحوها دون أن يروها لتستخدم أخر حيلة سحرية لديها وهي لباسها الأسود فهناك زر إذا ما كبست عليه فان هذا اللباس يخفيها ولا يظهر منها غير ضوء وخيال خفيف لا يمكن مشاهدته إلا إذا قمت بالتركيز فيه. حينها وصل الضابط منير والصحفية منى حيث وجدا الرجل الأبيض قد فارق الحياة وأيضا المساعدة دارين ولا وجود لنجوان. حينها ضن الضابط منير والصحفية منى بان المساعدة دارين هي نجوان. وأنهما قد قاما على قتل بعضهم
في تلك الأوقات ومزامنة مع كل ما يجري، يكون المطرب محمد منير علق في سيارته هو ودلال على طريق الأهرامات نتيجة للفوضى والضجة التي ملأت المكان وما يدور بالهرم الأكبر، ليتجه المطرب محمد منير بصحبة دلال إلى موقع الأهرامات سيرا على الأقدام لمعرفة ما الموضوع وما هناك، وبينما كان يسير على أقدامه لاحظ وجود الفنان عادل إمام أيضا كان قد أقلقه ما يدور في الأهرامات وتوجه هو أيضا لرؤية ما هناك. هذا وان موقع الهرم الأكبر أحيط بكم كبير من الناس ما بين كبار المسئولين والتجار والسياسيون والباحثون والفنانون والممثلون والمطربون الذين تجمعوا في غضون ساعة لمعرفة ما هناك وما يجري في قلب الهرم الأكبر .
كلها لحظات حتى خرجت أولا من باب الهرم الأكبر الكلبة لاكسي كلبه الطفلة شيرين بصورة ملفته للجميع إذ تبدوا على وجهها ملامح الفرح والسرور حيث كانت تهز رأسها بطريقة جميلة، ثم يخرج بعدها الضابط منير وقد كان يجر الساحر انطون من قدميه ورائه وعيناه تمتلئ بالسعادة والفرح فما هو فيه الان صراع ما بين النفس والحب. وكأنه يعطي موقف مصريا كبير ويقول للعالم اجمع ان من تسول له نفسه أن يحاول المساس بأمن واستقرار ارض مصر العظيمة سيكون جزاءه هكذا. (عظيمة أنت برجالك يا مصر) حيث كان يتبعه الصحفية منى والطفل احمد والطفلة الصغيرة شيرين التي كانت دماء الرجل الأبيض قد غيرت من لون لباسها الأبيض فتظهر بلباس جديد حمل علم مصر. وهي سعيدة الان بهذا اللباس أكثر.
ما يجري؟ ما هناك؟ من هذا الرجل الذي يجره الضابط منير؟ ما تلك الجثث التي يخرجها جهاز الأمن من داخل الهرم الأكبر؟ من هؤلاء ومن هذه الكلبه وكيف دخلت إلى داخل الهرم؟ كلها أسئلة كانت تصدر من الناس بينما كان يتقدم الضابط منير وهو يجر الساحر انطون وراءه من أقدامه، حيث كان يعود بذاكرته إلى الوراء والى كل ما حصل ويسال نفسه أيضا ما الموضوع؟
في ذلك الوقت كان الضابط حسام ينتظر أوامر من الضابط منير في المدرسة الشيطانية بعد أن سيطر على سامع ومانع وعرف أسرار الغرفة الصغيرة.تلك الغرفة التي من خلاله يتم خداع ملاين من البشر المتأخرين قليلا عن مواكبة العلم والتكنولوجيا ، لذا يمكن استخدام الاكتشافات العلمية واعتبارها في كثيرا من البلدان النامية والتي تعاني من الحروب أو الثورات أو الدول الفقيرة على أنها أرواح خارقة للطبيعة يمكن لها أن تغير من حقيقة الأشياء، وهو أسلوب حديث في السيطرة على عقول وأفكار الشباب في تلك الدول. فكل ما كان من أفعال اخذ على أنها سحرية خارقة للطبيعة في الرواية اكتشف في تلك الغرفة السرية أنها ليست سحرية بل علمية وهي أخر العلوم التي توصل لها هذا القرن. ألا شيء واحد من وحي الرواية وخيالها هو لباس نجوان الأسود الذي جعلها تختفي فجاءه ودون أن يراها احد. وهذا ما لم نعلمه بعد عن العلم فمن المحتمل أن العلم سيصل لاختراع لباس كهذا اللباس.
المهم وأثناء خروج الضابط منير ومن معه من باب الهرم والسير وسط جموع كبيرة من الناس التي كانت تسال بصمت حيث كان انتباههم الكبير على الضابط منير وما يجره ورائه لاحظت الكلبه لاكسي خروج نجوان أو خيالها السحري تحاول الهروب من باب الهرم وهي تجر نفسها من قدمها المكسورة، وقد حاولت الكلبة لاكسي لفت انتباه الجميع لكن لا احد أصغى لها. في تلك الأوقات تحديدا ومن الناحية أليسره من الهرم الأكبر يظهر من بعيد ذلك الرجل الشيطان العجوز ومعه عصاه التي يتوكأ عليها وفي يده (جهاز تحكم عن بعد صغير) جعل إصبعه على زر إشارة اكس الحمراء الموجودة على هذا الجهاز ثم ضغط عليها لكن لم يحدث شيء ليقوم برمي جهاز التحكم عن بعد، ومتابعة مسيرة والهرب. في تلك اللحظة التي كبس الزر فيها تفجرت المدرسة الشيطانية بما فيها سامع ومانع هذا وان الضابط حسام كان ضحيتها.
لولا أن الله قدر وفعل، وجعل نجوان تنسى حقيبة الصناديق السحرية في المدرسة الشيطانية لحدثت كارثة عظمة أمام الهرم الأكبر نتيجة التجمع الخاطئ من ألاف الناس لمعرفة ما الأمر، فالإرهاب يجمع نفسه في إرهاب، إذ كان جهاز التحكم الذي بحوزة ذلك الرجل الشيطان هو جهاز التحكم عن بعد للصناديق أو القنابل السحرية فلو أنها زرعت في الهرم الأكبر من الداخل والخارج كما كان مخطط لها لكانت كارثة بالفعل.
تختفي نجوان نهائيا حيث لا أخبار عنها ولا حتى عن مكانها وكان الأرض شقت وابتلعتها، فاخر مره شوهدت فيه يوم الهرم فالكلبة لاكسي هي أخر من راها، لتنقطع أخبارها نهائيا فلم يعرف عن نجوان من يومها شي، أن كانت على قيد الحياة أم ماتت.
تعود الطفلة شيرين واحمد والكلبة لاكسي إلى ملجئ الأطفال بعد أن غيرت إدارته وصدرت أحاكم خاصة تقيد ملاجئ الأطفال في مصر وتلزم مديريها بتوفير الحماية والرعاية والمعيشة المناسبة للأطفال حيث انه لا يجوز بموجب القانون خروج أي طفل من الملجئ ومراقبة ملاجئ الأطفال وتوفير سبل التعلم لأطفالها وحقهم في التعلم والعيش الكريم.
يتم ترقية الضابط منير في عمله حيث استطاع معرفة مواقع الصناديق المتفجرة وإفسادها، إضافة لكشفه أسرار جديد حول الإرهاب، وهذا ما جعله ذو سيرة حسنة وسمعه مرموقة بين الناس وأمام الحكومة، حيث تزوج من الصحفية منى التي كانت اكتسبت هي أيضا شهرة إعلامية كبيرة حيث أصبحت رئيسة تحرير تحضا بمكانة مرموقة في المجتمع هي وزوجها الضابط منير الذي عزم على أن يعيش حياة وان هناك على الأرض ما يستحق البقاء.
تعود دلال إلى حياتها الطبيعية بعد أن شفيت من جنونها حيث عملت ككاتبة في الصحيفة التي منى رئيستها ولكن دون ان تعلم الصحفية منى أي عن قصتها فقد تقدمت دلال في طلب للعمل في تلك الصحفية وقد تم قبولها.
تضع نيفين مولودها طفل نوران شقيق نجوان حيث كانت سعيدة به وعزمت على ان توهب نفسها وحياتها لتربيته تربيه إسلامية صحية فما يبدو على هذا الطفل في صغره انه ذكي جدا وصاحب عينان جميلتان.
تمت بحمد الله
إلى هنا عزيزي القارئ انهي روايتي بحمد الله وشكره ، داعيا المولى تعالى أن تنال إعجابكم، ونقل صورة من صور الإرهاب والتعامل معها. فعالمنا الحاضر أصبح بأسره مهددا بالإرهاب، وإذا ما كان هناك من وعي وثقافة وعلم، فإننا لن نستطيع القضاء عليه أو حتى منعه من الانتشار، جنبا لهذا كله علينا أن لا ننسى الحب فطالما أن الحب موجود بيننا طالما منع الإرهاب من الدخول بلادنا، فأساس قيام اي حضارة وصمودها أمام أي تحديات هو الحب والثقافة والعلم، حما الله ارض مصر العظيمة من الإرهاب والبلاد العربية اجمع. المؤلف والكاتب الروائي العربي عماد العمرات.
...........................................................................................................................................................................