صدق من قال ان الأيام الجميلة سريعا ماتمضي وتنقضي ..وكأن تلك الشهور ماهي إلا شهر واحد وأقل .. هي ايام تذهب من اعمارنا .. لنفني من وجه الحياة .. فنحاسب بأعمالنا .. وما عملنا في اعمارنا .. وما خلقنا إلا لعبادة الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. سبحانه .
ايام مضت سريعا .. لو تفكرنا فيها وتدبرنا لأيقنا رحمة الله علينا بتوالي ايام زيادة الطاعات علينا ..
ستة أشهر توالت لكن ياتري أكثير أم قليل تسابق فيها المتسابقون .. أكثير أم قليل تغيرت حياتهم .. أكثير أم قليل مرنوا أنفسهم علي التمسك بكثرة الطاعات فيها وبعدها عن سفاسف الأمور والزلات والمعاصي ..
نصف سنة من العمر تنقضي ودون شعور برحمة الله لعباده بتوالي أيام الخيرات الا من عاشها خوفا عليها من الفوات ..
ستة اشهر ابتدأت من شهر شعبان .. مرس نفسه ذاك العبد المحب لله .. المعلق نفسه بالله وأراد الاخرة .. بكثرة الصيام وزيادة في القيام لتعتاد نفسه للإقبال علي الزيادة في الطاعات اكثررر استعدادا للشهر الذي يليه إنه رمضان .
رمضان الشهر الثاني الذي ربما انقطع العبد عن الناس او قلل من مجالستهم لأنه كرس نفسه لله خشي على شهر ان ينقضي وقد ضيع بعض ساعاته فتجده تارة بين ايات الله منغمس له يتلو .. وتارة بين الذكر متلذذ لا يفتر .. وتارة بين القيام في الليل يطيله دون الشعور بالنصب .. فتلهيه كل ذلك عن ملهيات الدنيا وانقطاعه التام لها وخاصة الماجريات ..
وبعده يأتي شهر شوال في صيام ايام معدودات وأجره كصيام سنه كامله سبحانك ربي ما اعظمك وبعبادك ما أرحمك ...
ستة ايام يقبل إليها ذاك العبد مواصلا بأيام البيض والاثنين والخميس فينقضي نصف ذاك الشهر في الصيام دوووون ملل أوكلل ..
ويأتي بعده شهر ذو القعدة فيكثر فيها من الطاعات لأنه علم ان الحسنات فيها مضاعفه ويتحرز عن السيئات لانها كذلك مضاعفه ويستعد استعداد تام لأداء فريضة الحج في شهر الحج متلذذ بأداء مناسكها .. متحرزا الرفث والفسوق والجدال .. لأنه موقن بأن الله سيخرجه من الذنوب وكأنه مولود جديد أقبل علي الحياة دون ذنوب يالله ما أعظمك وبعبادك ما أرحمك ...
ويأتي بعد هذا الشهر شهر الله المحرم ( محرم ) يكثر فيها من الصيام أو يصومه
كله اقتداء بالنبي الامي الذي يؤمن بالله وملائكته ..
رحلة استمتع فيها ذاك العبد استمتاعا لا يعلمها إلا الله فجاهد نفسه بالإقبال علي الله .. ومازالت نفسه تتوق إلى الله أكثر إلي أن يوري جسده تحت التراب .. لأنه عالم ومستيقنن ان تلك الطاعات تزيد من سعادته في الدنيا فكيف هي السعادة في الاخرة .
والان الشتاء
هي بستان الطاعة .. وميدان العبادة .. هي غنيمة العابدين وربيع المؤمنين ..
الشتاء جنة المؤمن ..
ليل طويل للقيام و نهار قصير للصيام
فلا تحرم نفسك لذة القرب من الله..
فقد روى الترمذي في سننه عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ، قالوا : بلى، فيقول : الصيام في الشتاء [وصححه الألباني رحمه الله]
اللهم تقبل من عبادك .. ولاتحرمهم الأجر والثواب .. ولاتحرمنا من اللذة إلي النظر لوجهك الكريم .
️الفقيرة إلي الله وكلنا إليه فقراء
تعليق