لم يدرك عمنا اينشاتين عندما توصل الي النسبيه
ان تكون نهايتها على يد المدام بهذا الشكل
كان يريد ان يجعل العالم اكثرا تطورا وتقدما
اراد ان يخدم البشريه التعيسه
فيقدم لها حلولا متجدده لتعسراتهم
وعلى طريقته الخاصه اردت ان اكون مبدعا
فنقلت افكاره الى حرمنا المصون
وياليتني ماقدمت على هذا ابدا
لم تدع زوجتي موضوعا الا واستعارت كلماتي
عندما اسلمها مصروف البيت اول كل شهر طواعيه
اشعر براحه وانتشاء كفارس عائد من معركه منتصر
تفاجئني بصوت من دلال ورقه
حبيبي ايمكنك ان تزيد المصروف بعض الشئ
فانتفض قائلا ولما ياحياتي مستحيل
فتنظر الى في استغراب النسبيه ياروحي
انت تعرف الاسعار والغلاء والحاله الاقتصاديه الان
كل شئ غير ثابت وجشع التجار لاينتهي
انت اكثر الناس درايه بالنسبيه ياسيدي
طالما كل شئ متغير فالنسبيه موجوده ولا مستحيلات
هكذا كلما دخلت في جدال مع السيده زوجتي
لابد ان اكون خسرانا بسبب النسبيه تلك
وهكذا تدور الدوائر وينقلب السحر على الساحر
ولامتلك الا الكثير من دعوات الذم و المثالب
ولعنات تطال اينشاتين بعد رحيله بمئات السنين
ولكن رغم ايماني الشديد بذكاء زوجتي
ورغبتي الدائمه في الا اغضبها
وكفانا الله واياكم شر ان تغضب منك امراه ولو كانت زوجتك
ووقانا الله واياكم ردود افعال غضبتهن
الا اني مازلت اجد كل يوم حنين الى النسبيه
على كل حال يعتقد الناس ان دوام الحال محال
ومادام كل شئ على الارض متغير وغير ثابت
تبقى فسحه النفس وجمال الروح قائمه
فحين تعتقد ان منتهى امالك في شئ فانت واهم
وحين تتملكك روح الحزن والسعاده فلا تتوقف عند شئ
فربما ماتظن انه املك في الحياه ومبتغي احلامك
وجودك في وجوده فانت تتعلق بسراب واهم
احيانا يمتلئ قلبك غضب لان الله حرمك الاولاد وهم زينه الحياه
وتصبح حياتك هما لافرار منه وقضاء غير راض به
تظن ان وجودك مرهون به فيرزقك الكريم ماتنشده
ولكنك في الواقع جئت بماقد يكون سببا لتعاستك طول العمر
فتعض اصابعك ندما بعد فوات الاوان
هكذا يصبح سر سعادتك مفتاح شقاءك
كل متغير متبدل هكذا تفترض النظريه
ماقد يسعدك اليوم قد يشقيك غدا
هكذا قال اينشاتين في لحظات تجلي لن تعود
وهكذا قال ديننا الحنيف قبله بالاف السنين
عسى ان تكرهوا شيئا وفيه خيرا كثير
ماعدلك واحكمك ربي واحلمك بنا
لاتفرط في شئ متغير ومتبدل
الاغراق في الاحزان سمه بشريه
والاكثر منه الاغراق في الفرح
لذلك كانت الوسطيه العلاج من كل داء
وكانت رساله الله لنا حين قال
وجعلناكم امه وسطا
في كل شئ ماجملها ان لاتفرط به
لاحزن دائم ولا فرح دائم
لان كل شئ متغير ويتبدل
كل راحل ينسى وكل شعور يتلاشي
تفترض النظريه ان الانسان مرهون بداء النسيان
حين تمضي بنا الايام يهون في اعيننا كل شئ
تتغير افكارنا مثلما تبلي ملابسنا
فلاتحزن ولاتبتئس مادمت تمضي بالحياه
افرح ماشئت لكن كن على حذر
وابكي على حالك لكن اعلم ان فوقك من هو ارحم بك من نفسك
غبي من يظن ان كل شئ باقي للابد
ذكي من يعرف ان النهايات ماهي الابدايات جديده
كل شئ بالوجود ينتهي دوما لتبدء منه حياه جديده
النسبيه ان تدرك انك كلما بلغت منتهى شئ
عليك ان تبدء شئ جديد
فلاتنشغل بما هو متغير
عن ادراك ماهو باقي لك
الحياه امتحان صعب الاجتياز
الا لمن عرف كيف يجيب على السؤال الاوحد
لما انا موجود
_____________________
بقلمي في 12 اكتوبر
تعليق