الإخوة الثلاثة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد نجيب
    كــاتـب بعبيـر
    • Mar 2015
    • 628

    الإخوة الثلاثة

    الإخوة الثلاثة
    تجاوز الشيخ الحاج الزيداني الستين ورزقة الله من الذكور ثلاثة أكبرهم عمر وأوسطهم رشيد وأصغرهم علي

    ورزقة من جنس الإناث ثلاثا الكبرى فاطمة والوسطى حليمة والصغرى مريم
    وكانت زوجته الحاجة رقية سعيدة بزوجها وأولادها وبناتها
    وكان الشيخ الزيداني من أعيان القبيلة زرقه الله من حطام الدنيا
    الخيل المسومة والأنعام والحرث
    واراد الشيخ ان يستريح ويتفرغ لعمارة المساجد والذكر والصلاة وتلاوة القران وصالح الاعمال
    وعهد إلى أكبرهم عمر بإدارة أمواله وفلاحته
    بينما رشيد سار على درب الدراسة وطلب العلم ووفق في دراسته وسافر الى أمريكا لمواصلة دراسته الى أن صار طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية وتفوق على زملائه الى أن أصبح أستاذ كرسي بالجامعة التي يدرس فيها
    أما الأصغر علي فلم يفلح في دراسته وكان أبواه يدلعانه ولا يعصيان له أمرا
    يوفران له كل ما يجتاج إليه من مال وحنان
    لكونه الأصغر واخر العنقود
    وكانت محبة والديه الزائدة والتي أوثر بها على أخويه وأخواته
    السبب في انحرافه عن الطريق
    واتباعه طريق المجون
    وكم كان عمر يحذر والده من أفعاله لكنه لم يكترث ولم يعرلنصيحته اهتماما
    وظن أن عمر يحسد عليا لأنه أستأثر بحبه
    وكان الشيخ يغدق على علي في العطاء ويشتري له أفخر الثياب
    وسلمه مفاتيح سيارته وكان يرافقه في جميع رحلاته وتنقلاته بل صار سائقه الخاص
    أما عمر فقد ازدهرت فلاحته وكان نعم الوالد الصالح في ادارة اعمال الفلاحة التي عهد بها إليه
    فحقق مكاسب خيالية ونمت فلاحته حتى صار مضرب
    المثل بين الفلاحين
    يشارك في المهرجانات التي تقام كل عام في مدن مختلفة وفاز بوسام أحسن فلاح
    وأصبح يصدر منتوجاته الى الخارح بوساطة من أخيه الدكتور رشيد الذي فتح عينيه عن تجارة الخيول والمواشي والحبوب مع دول أروبية
    وتزوج عمر بالمصونة دلال بنت عامل الاقليم ورزق منها بولدين
    في حين تزوج رشيد بامريكية ورزق منها ببنت
    كما تزوجت كل من فاطمة وحليمة ومريم وأنجبن بنات وبنين
    أما علي فانحرف عن الجادة وصار يمضي الليالي الحمراء في الفساد ومعاقرة الخمر ومرافقة المومسات
    الا ان فتاة قاصرة اتهمته بفظ بكارتها وقدمت شكايتها للنيابة العامة
    واعتقل من اجل التهمة المنسوبة اليه بعد اعترافه
    وساهم اخوه وابوه في ارضاء ولي القاصرة للتنازل عن شكايته مقابل ابرام عقد النكاح عليها من ابنه علي
    وتم الافراج عنه مقابل كفالة وتزوجها عن مضض
    ولم تبق بعصمته سوى ستة اشهر وطلقها وهي حامل من شهرين
    ولم يتراجع على عن موبقاته بل زاد حتى صار زير نساء بلده
    ينفق المال عليهن بسخاء
    واصيب بفيروس السيدا من حيث لايعلم
    وبدأت صحته في تدهور مستمر
    وعرضه أخوه عمر على طبيب
    ومن خلال التحليلات تبين أنه أصيب بفيروس السيدا
    ولما علم بذلك تجمد الدم في عروقه
    وندم على عمره الذي ضاع في اللهو والمجون ومعاقرة الخمر والنسوان
    وصحا ضميره ورجع عن غيه وتاب من سوء افعاله
    ورافق اباه الى حج بيت الله الحرام وتزمزم بنية الشفاء من مصابه
    وزار قبر رسول الله ودموعه منهمرة على ما فرط في جنب الله
    والى على نفسه ان لا يعود لسابق عهده
    ولما عاد لبلده لازم المسجد مع ابيه وهيأ له ابوه متجرا كبيرا للتجارة في الواد الغذائية
    وانصلح حاله من حسن الى احسن
    ووصلته اخبار بازدياد مولود من طليقته
    واختار له من الأسماء أنس وعق عليه تيمنا بالصحابي الجليل وأرجع طليقته وعاش في هناء
    أما عمر فقد اغتر بما وصل اليه فلاحته وغرته دنياه
    وسول له شيطانه بأنه يجمع هذه الأموال ليس لوحده فحسب
    بل يستثمرها لأخويه وأخواته الذين لا يعملون في المساعدة في ادارتها
    مع انه هو الساهر على جمعها ونمائها
    وصار يحول الأموال الى حساب زوجته وابنيه كي يحرم أخويه وأخواته من ميراث أبيه الذي أشرف على الموت
    ولما اشتدت حالة مرضه حضر الدكتور رشيد مع زوجته وبنته من امريكا على جناح السرعة

    حينها قام بفحص أبيه ليجده مسموما
    وعرضه على الاخصائيين والخبراء وبعد التحليلات اللازمة اكتشف أن السم كان يتجرعه بصفة منتظمة من حوالي شهرين تقريبا
    لم يهنأ للدكتور رشيد بال حتي يعلم من كان يدس لأبيهالسم في الأكل
    فقدم شكايته للظابطة القضائية
    التي تبث لديها ان الخادمة عنبر هي من كانت تناوله الجرعات في عصير الليمون المحلى بالعسل كل ليلة
    وعن سؤال أجابت الخادمة بان زوجة ابنه عمر المسماة دلال هي المحرضة على ما فعل وهي من اشترت السم وعلمتها طريقة استعماله وكانت تكافئها على عملها بمال كثير
    وتم القبض عليهما معا وأدينتا بالسجن المؤبد
    لم يصبر عمر على زوجته وحمل الحقد في قلبه على أخيه الطبيب رشيد
    الذي كان السبب في تشتيت شمله
    وعزم على الانتقام لزوجته دلال التي كان يحبها حتى الموت
    لم يكترث لما فعلته لأبيه
    وكانت زوجته أحب اليه من ابيه الذي وثق فيه وسلم له ادارة امواله دون حسيب أو رقيب
    او ربما كان متفقا معها على تسميم أبيه
    هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة

    بقلم محمد نجيب

    لا احل النسخ او النقل الا مع ذكر المصدر
    في 16/11/2013

  • غلـاهم
    عضو ماسي
    • Feb 2015
    • 1135

    • صمت ضائع كـ
      العبث ؛ و لكن له في القلب عمـل الحديث الجلل

    #2
    رد: الإخوة الثلاثة

    ول الحرف صوت حلم اسي
    يعتقه نبض حي , صادق
    تفز إثر أرواح الماره
    و ترتل ب شجن
    لله در الإحساس الفياض هذا !


    :


    ا.محمد نجيب
    نص شفاف و قلم ملهم جدا
    تباركت به يمناك .. ونبضات قلبك
    ول روحك سعادة لا تنتهي

    تعليق

    • محمد نجيب
      كــاتـب بعبيـر
      • Mar 2015
      • 628

      #3
      رد: الإخوة الثلاثة

      سعيد حد الشبع من تناثر حرفك الزكي بين ثنايا أحرفي المتواضعة
      التي الت إلا ان تنحني تواضعا لمرور موكبك المهاب
      لك تحيتي ووردي واحترامي مراقبتنا العامة المباركة
      كوني بالجوار فالقادم أحلى

      تعليق

      • محمد نجيب
        كــاتـب بعبيـر
        • Mar 2015
        • 628

        #4
        رد: الإخوة الثلاثة

        كان لعمر علم بما حدث لأبيه ولم يحشر نفسه في الانغماس في جريمة التسميم التي كانت بطلتها دلال وأبوها
        أرادا الاستحواذ على أموال الشيخ الزيداني
        مادامت الاموال تحول بانتظام الى حساب دلال من طرف الشقي عمر الذي بكل بساطة استعمل دمية من طرف زوجته وابيها ليحرم عائلته من مالهم الذي وكل بادارته
        ولم ينهض ضميره لايقاف هذا العدوان على أقرب الاقرباء اليه
        وبقي حاقدا على أخيه رشيد
        اما والد دلال قد دبر مكيدة لإسقاط رشيد في جريمة شنعاء
        الا وهي توريطه في حيازة المخدرات
        وقد عهد الى أحد مستخدميه أن يدس المخدرات بسيارة رشيد والتبليغ عنه
        وكان الامر كما أراد
        وحضرت الشرطة لتفتيش السيارة وظبطوا بها المخدرات
        وسيق الدكتوررشيد الى المخفر وتم الحجز على السيارة والمخدرات
        وحضرت زوجة رشيد اسيا لتقدم لهم محضر ادارة الجمارك بان السيارة قد فتشت تفتيشا دقيقا قبل دخولها للبلد
        وادلت بحسن السيرة والسلوك لزوجها وتدخلت القنصلية الامريكية في البحث لانه يحمل جنسيتين
        وتم احضار المبلغ عن الجريمة
        وتحت سياط رجال الشرطة أقر بأنه
        هو من قام بدس المخدرات بسيارة الدكتور
        ووالد دلال هو من خطط لهذه الجريمة المفتعلة
        وصدر قرار بمثول عامل الاقليم للتقديم والبحث
        وتبث ان عامل الاقليم يتجر خفية في المخدرات
        ونظرا لمكانته ووسطائه استل من الجريمة كما تستل الشعرة من العجين
        وألصقت التهمة بمستخدميه
        وافرج عن الدكتور رشيد ليقوم بحجز الأموال التي كانت بحساب دلال
        وجرد أخاه عمر من جميع المسؤوليات وتولى شخصيا الاشراف
        على ادارة الاعمال بمعونة شباب أكفاء ومخلصين
        في حين كلف عمر بترويض الخيول
        اما ابوه الشيخ الزيداني فقد اجرى له الدكتور رشيد شخصيا عملية بغسل معدته وأمعائه واستبدال دمه
        وكان ابنه علي أول من تبرع بالدم فديه لحياة أبيه
        كما ساهمت أخواته في التبرع بالدم
        ويوما بعد يوم استرجع الشيخ الزيداني عافيته
        بعد نجاته من موت محقق من تدبير دلال وابيها وعنبر
        على يد ولده رشيد بتوفيق من الله
        ويفتح رشيد مصحة متعددة الاختصاصات ببلده
        ويقوم برحلة كل خمسة عشر يوما الى أمريكا لمناقشة دكتوراه طلابه

        تعليق

        • محمد نجيب
          كــاتـب بعبيـر
          • Mar 2015
          • 628

          #5
          رد: الإخوة الثلاثة

          وانتهت قصتي راجيا من الله ان تنال رضاكم

          تعليق

          google Ad Widget

          تقليص
          يعمل...