طفولة قلب (سلمان العودة)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسير في حب عبير
    عـضـو فعال
    • Mar 2015
    • 127

    طفولة قلب (سلمان العودة)

    تجربة حياة

    ف(طفولة قلب) ليس مجرد كتاب أطل به الشيخ سلمان على محبيه وطلابه ومتابعيه، كما جرت العادة خلال السنوات الأخيرة بأن يشارك الدكتور العودة في معرض الرياض الدولي للكتاب بإصدار جديد، ولكن

    (طفولة قلب) هو تجربة حياة؛ حيث يتحدث فيه الشيخ سلمان عن حياته منذ الميلاد وحتى الان، متوقفا عند بعض الأشخاص والمواقف التي كان لها أثر في حياته وشخصيته.


    كما يقدم الدكتور العودة من خلال هذا الكتاب سردا تاريخيا لحقبة من الزمن، امتدت لأكثر من خمسة وأربعين عاما، شهدت أحداثا وتقلبات وتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية ودعوية، فيتحدث عن ظهور

    النفط وتأثير ذلك على المجتمع السعودي، وأحداث الحرم، كما يؤرخ للعدوان العراقي على الكويت، والحرب الأفغانية، وظهور بعض التيارات والمدارس الفقهية

    التي منها ما يأخذ بخيارات فقهية وعقدية صعبة، وكذلك الانشقاق الحركي الذي ضرب تيار الحركة الإسلامية في الشام،

    وامتدت اثاره إلى حيث يعيشون في السعودية والعراق وغيرها، وتطور الحركة الدعوية في العالمين العربي والإسلامي.


    وقفات مهمة

    ويتوقف الشيخ سلمان، في كتابه الذي جاء في 588 صفحة، عند بعض المواقف، بالشرح والتحليل والربط بينها وبين حقائق موجودة في الطبيعة البشرية والتكوين الإنساني أو الواقع المعاش،

    كما أن الأمر يقوده إلى الحديث عن أشخاص كان لهم دور وتأثير في المجتمع الذي عاش فيه،

    حتى وإن لم يكن لهم تأثير في حياته الشخصية، كما يتوقف بالوصف لمكانة بعض الأشخاص العلمية والدينية والأدبية،

    مثل الشيخ صالح الحصين وابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم، كما يتحدث عن بعض القضايا، مثل بداية تعليم البنات واعتراض البعض انذاك.


    ولا يكاد الدكتور العودة ينهي فصلا من فصول هذا الكتاب الثلاثة والسبعين، إلا ويتحدث بلغة الحكيم والفقيه بكلمات لها وقعها في نفوس الكثيرين، فتجده يتحدث عن ضرورات التربية بالنسبة للفتى، وخطورة

    قتل الطموح الساذج عند الأطفال، وتأثير ذلك على مستقبلهم، كما يتحدث عن المرء الحصيف، وإدراكه لمواطن النجاح والإخفاق،

    وأهمية التذرع بالصبر والدأب، كما يؤكد أن من دروس الحياة ألا يحتفظ الإنسان إلا بالذكريات الجميلة،

    وأن يتعلم العفوية والسذاجة في التعامل مع الوجوه الجديدة، دون أن يكون الإنسان عرضة للاستغفال أو الخداع الذي يوقعه في مهاوي الطريق.


    مدرسة حياتية

    كما يؤكد المؤلف في موضع اخر أن الفهم السهل الواضح للتدين والإيمان معنى مشترك، يجب أن يوظف للتواصل والحب والتسامح وحسن الظن، وأن العلاقة الشخصية تكون بعيدة الأثر في صياغة الطالب

    وتكوين مستقبله، ونقل العلم والسلوك من جيل إلى جيل. وكذلك حينما يتحدث عن وفاة والده، نجده يقول: قد يتعلم المرء الكثير في حياته، لكن تبقى السمات الفطرية الجبلية هي الأكثر حضورا في شخصيته.


    ويؤكد الدكتور العودة على خطورة الإفراط في السلطوية على المتعلمين أو الموظفين، وافتراض أن باحة العمل جبهة صراع،

    مما يفقد العملية الحياتية والتعليمية روحها، ويحول النفوس الإنسانية إلى الات جامدة صماء، ويدمر أجمل ما في الحياة، كما يتحدث عن فلسفته في الحياة،

    والتي تعتمد على قراءة الوجه الإيجابي للأشياء، ويشير إلى أنه حتى الفشل له وجه إيجابي، كما يؤكد فضيلته على أن تسامح الإنسان مع نفسه وتشدده مع الاخرين يعد من العطب،

    بل يدمج ذلك كله بحكم وأمثال ومقولات مؤثرة، مما يؤكد أن هذه ليست مجرد مذكرات، ولكنها مدرسة حياتية تربوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


    مرحلة الطفولة

    ويبدأ الشيخ سلمان ذكرياته عن مرحلة الطفولة بالحديث عن والدته، التي كانت نبع الحنان في حياته، ووالده الذي عانى كثيرا في طفولته قبل أن يستقر به الحال في مدينة (بريدة)،

    وكذلك عن شيخ المسجد الذي تعلم على يديه قراءة القران، وبيت ومدرسة القرية، واللذين شهدا أولى مراحل حياته، ثم بيت المدينة،

    وقد استقر به المطاف في حي (الموطأ)، إضافة إلى مشاركته والده في التجارة، أو الاستقلال بتجارة صغيرة في بعض الأحيان.


    ثم ينتقل الدكتور العودة إلى الحديث عن بدايته مع القراءة، حيث كان يذهب إلى المكتبة العلمية للشيخ عبد الرحمن الجطيلي،

    يقرأ الكتب ويتصفح الجرائد والمجلات، حتى بدأ يصحب معه كتبا يقرأها أثناء تواجده في المتجر لمساعدة والده، وحرمانه من بعض مرح الطفولة ولعب الصغار من أجل التفوق،

    كما يروي فصولا من طفولته البريئة، ومواقف دراسية تركت أثرا في حياته، ونهمه على القراءة، وإقباله على شراء الكتب.


    القراءة.. والشعر

    ثم يتحدث الشيخ سلمان عن انتهاء المرحلة الابتدائية بتفوق، والتحاقه بالمعهد العلمي في بريدة، وتتلمذه على يد مجموعة من الأساتذة والمشايخ،

    على رأسهم الشيخ صالح البليهي، والشيخ صالح السكيتي، والشيخ علي الضالع، والشيخ محمد الراشد، وغيرهم، ومعهم وقبلهم أساتذة ذوو شهرة، لكنه لم يأخذ عنهم،

    في مقدمتهم: الشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد القادر شيبة الحمد، والشيخ محمد السبيل، والشيخ محمد المرشد، وغيرهم،

    كما اهتم بقراءة الكتب وإعارتها زملاءه، كما كانت أولى محاولاته للكتابة الشعرية في شكل ثلاثة أبيات لبلدته بريدة.


    ويشير الدكتور العودة إلى أنه تتلمذ على كتب الشيخ علي الطنطاوي، والشيخ المنفلوطي، وحسن البنا، وسيد قطب، ومحمد قطب، وأبي الحسن الندوي، وأبي الأعلى المودودي، والعقاد، وغيرهم،

    فضلا عن حرصه على قراءة العديد من المجلات ذات التوجه الإسلامي. فقد كانت القراءة الأدبية هي شوقه ومتعته وإبحاره، كما كان الشعر يلهب عاطفته ويحاكي وجدانه،

    فقد تعرف على الشعر القديم والحديث والمعاصر، وحفظ منه الكثير لعدد كبير من الشعراء.


    المرحلة الجامعية

    ثم ينتقل الشيخ سلمان إلى الحديث عن انتهائه من دراسته في المعهد العلمي، وأنه لم تكن لديه الرغبة في الذهاب إلى الرياض لدراسة اللغة أو الشريعة،

    وذلك لأنه كان منهمكا في بناء دعوي مع أصدقائه، كما أنه كان يتمتع بدور قيادي بين رفاقه، وفي النهاية قرر أن يبقى في بريدة وينتسب لكلية اللغة العربية؛

    حيث درس بها في السنة الأولى، وفي بداية السنة الثانية افتتح فرع لجامعة الإمام في القصيم، ولكن لم يكن فيها قسم للغة العربية، فتقدم بطلب معه بعض التزكيات والتوصيات ليلتحق بكلية الشريعة،

    فتشكلت لجنة برئاسة الشيخ صالح الخزيم، ووافقت على التحاقه بالكلية.


    ويشير المؤلف إلى أن المرحلة الجامعية كانت مرحلة ذهبية؛ حيث تعرف فيها إلى شيوخ أفاضل وأستاذة نبلاء ومربين ناصحين، كما حرص على الاتصال بالكبار والكهول، والذين كانوا بالنسبة له بمثابة القدوة.
    ةالأولى، كما تحدث عن أول ليلة له في السجن، وكيف قضاها، وكذلك التحقيقات التي جرت معه، وأول زيارة له.

    ثم يتحدث فضيلته عن زوجته، رفيقة دربه، وكيف أنها صبرت وتحملت المسئولية معه،

    كماتحدث عن قصة ولادة ابنه البراء، وهو في السجن، وزيارته له وهو ابن عشرة أيام، وهو ما أسماه ب"الزائر الصغير"، ثم انتقاله إلى حبس اخر أكثر فسحة،

    ويشير إلى أنه مدين لهذه الأيام بالأثر المعرفي، الناتج عن قراءات فاحصة ومنوعة لألوان من العلوم والمعارف، ثم يتحدث عن وفاة ابنه عبد الرحمن وهو في السجن.


    تعلم.. ومخبأ سري

    ثم يتحدث الشيخ عن رغبته في تعلم اللغة الانجليزية، وأنه عاد تلميذا من أجل ذلك، واختار الدكتور محمد الحضيف أستاذا ، ثم يتحدث عن الصحبة، ثم خروجه من السجن، والذهاب إلى بريدة

    ، وتنفس عبير الحرية من جديد، ثم يتحدث عن المراقبة الأمنية، وفي النهاية تبث له محاضرة (رسالة العصر) على التلفزيون السعودي الرسمي،

    والتي أشارت إلى بداية مرحلة جديدة.


    وأمام تربص البعض فقد ولى وجهه شطر السواد الأعظم الصامت من جمهور الناس، عاطفة صادقة، وتدينا عفويا غير مؤدلج، وكلمة

    تحكي جوابا عما في نفسه، ناطقا بقناعاته، معبرا عن ذاته، ثم يتحدث فضيلته عن (المخبأ السري) الذي خصصه لحفظ بعض الأوراق التي ظن أنها ممنوعة في وقت ما،

    ويشير إلى ما الت إليه بعد ذلك، وكيف حصل على الأوراق التي تم التحفظ عليها بعد اعتقاله.


    لا باب يملكه.. ليواريه


    ويختتم الشيخ سلمان مذكراته بالقول: إنه (لا باب يملكه.. ليواريه)، وإن هناك أشياء مشرعة بالذاكرة، حيث هي معلقة بأشخاصها وشخوصها وزواريبها،

    عمره ممتد كشاهد على حكايات لم تنته بعد.. لم يدونها.. ولم تجأر بعد ضارعة، كي تكون سطرا ممتدا أمام القراء، كما أن التشهد الأخير هو الاخر لم يكتب بعد.

    . ونقطة النهاية لم يقترف خطيئتها، وبقية الكلمات حبيسة في فمه، ويتوقف هنا في منتصف ذاكرته.

  • Ђŋt ą ßσЎ
    عضو فضي
    • Jul 2015
    • 699
    • رحـــمـــك آلله يـآ اخــتـــآه واسكنك جنـــآتـه الـــخـــلد .!

    #2
    رد: طفولة قلب (سلمان العودة)

    كلمات رائعة اخ
    " اسير في حب عبير
    مراحل حياه الانسان تختلف
    ب اهميتها لدى البعض
    دمت بخير

    تعليق

    • ام رموسه
      V - I - P
      • Mar 2015
      • 3339
      • سابقى كالعطر الفت الانتباه دون ضجيج يعرفني الجميع وابقى رغم ذلك سرا

      #3
      طفولة قلب (سلمان العودة)

      يعطيك العافيك اخ اير
      تقبل مروري
      التعديل الأخير تم بواسطة ام رموسه; 30-10-2015, 10:15 AM.

      تعليق

      • غلـاهم
        عضو ماسي
        • Feb 2015
        • 1135

        • صمت ضائع كـ
          العبث ؛ و لكن له في القلب عمـل الحديث الجلل

        #4
        رد: طفولة قلب (سلمان العودة)


        شكرا لك ي ذا ورف
        و شكرا ل ضوئك العطائي النفاث
        لا حرمنا منك و سيل عطائك ال لذيذ
        أطيب المنى
        التعديل الأخير تم بواسطة غلـاهم; 30-10-2015, 11:03 PM.

        تعليق

        • "حلم عابر"
          عـضـو فعال
          • Aug 2014
          • 228

          #5
          رد: طفولة قلب (سلمان العودة)

          نص معبر وعميق ويحمل الكثير من الجمال

          سعدت بقراته كثيرا

          تحياتي وتقديري لحضرتك .. دمت بكل خيرر .

          تعليق

          • جومرا~
            عضو فضي
            • Dec 2015
            • 660
            • يارب دعوتك وكلي يقين

            #6
            رد: طفولة قلب (سلمان العودة)

            سلمت الايادي

            تعليق

            • المريسي
              V - I - P
              • Nov 2014
              • 1896

              #7
              رد: طفولة قلب (سلمان العودة)

              شكرا عالمجهود

              تحياتي

              تعليق

              google Ad Widget

              تقليص
              يعمل...