اطبق الصمت الرهيب على اركان قاعه المحكمه
بينما كان القاضي ينطق بصوت مرتفع الحكم بعد المداوله
كان صوت الحاجب المرتفع .........................رفعت الجلسه
بمثابه انذار افاق عليه كل من بالقاعه
خلف قضبان قفص الاتهام كانت شيرين تقف صامته
تحجرت الدموع في عينيها
كانت عيناها الجميلتان الصامدتان تنظر الى الجالسين في القاعه
تتطلع الى عيونهم الزائغه العاجزه عن التطلع اليها
كان يمكن بسهوله من خلال نظراتها ان ندرك انهم اشخاص من اهلها
يتحرقون شوقا الى الحكم القادم
عادت شيرين بذاكرتها الى الوراء الى طفولتها
وكيف حرمها هذا الرجل ذو الشعر الابيض من حنان وامان تتمناه كل طفله
تذكرت لحظات عانت فيه من قسوه الحرمان من الام
وفي ظلال قسوه وجبروت امراه امتلكت قلب رجل فنسي ابنته
لم تكن تلك اللحظات والرجل ذو الشعر الابيض ينظر اليها خلف القفص
ويسترجع هو الاخر تلك اللحظات ويسال نفسه
هل مافعله لابنته سببا لماهي فيه الان
كان يؤمن انه عمل لصالحها حين زوجها من رجل ثري
لديه المال الوفير من اجل ان يضمن لها مستقبلها .............
كان صوت ضميره اعلى من كل همهمات من بالقاعه
لقد بعتها من اجل المال ..............
كيف هان عليك ان تلقي زهرتك الجميله في احضان ذلك الشيب
لا تحاول ان تخدع نفسك ......................لقد بعتها بعتها
حين هم من بالقاعه بالاعتدال بينما كان الحاجب يدخل مسرعا
كانت شيرين تتذكر دموعها الى زوجه ابيها
وهي تقبل يديها من اجل ان تمنع هذ الزواج ...........وهي ساكنه كالحجاره لاتلين ابدا
كانت تريد ان تتخلص منها باي طريقه ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم تشعر قط بها والى اين تذهب بها
كانت المراه ذات الجمال البائد تنظر اليها في قفص الاتهام
غير قادره على ان تطيل الامعان في دموعها
هل كانت هي من رمت بها الى مصير تدفع الان ثمنا باهظا له
لحظات من الصمت المفرط اعقبت نداء الحاجب محكمه
تذكرت شيرين عمها ذلك الرجل الجالس امامها الان هادئ
ينظر على يساره ويمينه يعلو وجهه حزن دفين
هل يشعر الان يالذنب ولطالما لجئت اليه ترجوه ان يرحمها
من ذلك العذاب المستمر مع رجل لايعرف ابدا لنزواته حدود
كان لايهمه ابدا دموعها كان كل مايعنيه تقاليد باليه يختفي خلفها
حفنه من مال يحصل عليها دوما من ذلك الشيب
كان الرجل يلملم رجولته الضائعه خلف الاستسلام لجبروت المال
اليوم فقط تمنى لو كان هو من دخل القفص
لتبرئ نفسه من ذنوب لاتغادره ابدا تطارده بكل وقت
كان القاضي يجلس على كرسيه والقاعه يلفها الصمت تتعالي فيه النفوس المحمله
بالذنوب تتمنى لو كان حكم القاض هو المنقذ لهم من عذاب نفس لايمكنها التخلص منه
حكمت المحكمه على المتهمه شيرين حمدي المنزلاوي بالاعدام شنقا
انسابت دموع شيرين على وجنتيها بينما كان الجميع يصرخ باكيا
ليعلو صوتهم داخل القاعه بينما كان المشهد يترائي في عيونها
في تلك الليله لم تستطع شيرين ان تقف باكيه قليله الحيله امام ذلك الزوج
الذي لم يكن يوما يدرك انها امراه ذات مشاعر واحساس
ارادت ولو لمره واحده ان تعترض على افعاله التي لم تعد تطيقها
واجههته بكل ماحملته نفسها طوال خمس سنوات من القهر والعذاب
لم يابه ابدا لما تقول اعتدى عليها قهرها لم تكن دموعها تزيده الا شراسه
وماهي الا لحظات حتى هدأ الحيوان داخله
لم تكن شيرين تدري ماذا تفعل حين كانت تطعنه بسكين حاد بهيستريه وجنون
لم تسمع حتى توسلاته لم تسمع سوى صوت الامها المستمر
حين كان كل من بالقاعه يهم بالانصراف كانت نظرات شيرين اكثر ثقه
في انكسار كان اهلها يغادرون القاعه
بينما كانت تعلو شفتاها ابتسامه الانتصار
____________________
بقلمي في 11 نوفمبر
تعليق