"حياتي أنا من سيعيشها"

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمل وطموح
    عـضـو
    • Oct 2015
    • 1

    "حياتي أنا من سيعيشها"

    في عام 1422ه تغير سير حياتي وتغيرت نظرتي للحياة ،كان فيها حدثان مهمين:

    الأول : تعيني (معلمة) في المنطقة الجنوبية ، وكنت أسكن في المنطقة الشرقية وكنت بحيرة من أمري فبين مؤيد للذهاب للجنوب والمباشرة في وظيفتي الجديدة وبناء مستقبل ، وبين رفض هذه الوظيفة بهدف عدم تشتيت شمل الأسرة ،في لحظة صمت أمسك بي والدي وعلى انفراد وقال " لن ينفعك أحد بعد موتي غير وظيفتك" ، كانت جمل والدي ذات تأثير كبير علي ، شعرت بنظرة مستقبلية لما يمكن أن يحدث .. طبعا ذهابي يعني ذهاب والدي و والدتي برفقتي ، وبقاء أخوتي وذلك بسبب وظائفهم و دراستهم .

    استغرقت رحلتي كمعلمة في الجنوب 11 عاما ، تخللها تغير في المهام والأعمال ومن معلمة إلى مشرفة ، ومن تدريس طالبات إلى تدريب معلمات ، هذا الحدث صقل شخصيتي مهنيا بشكل ملحوظ وأكسبني الكثير من الخبرة ، فقد كان وما زال حدث جميل .
    يمكن أن أتعمق في الكلام عنه في الأيام القادمة ..

    الحدث الثاني : مؤلم ومخيب للامال والطموح ، بعد ذهابي للجنوب بأربعة أشهر تقدم لخطبتي شاب من نفس القبيلة لكن لا توجد علاقة عائلية بيننا ، لم أكن أرغب بالزواج بهذة الفترة ، لكن جمل والدي ذات التأثير القوي تعود مره اخرى ويقول لي "أريد أن أطمئن عليك قبل وفاتي" ، "أريد ان أراك عروسا قبل أن أموت" هذي الجمل جعلتني أقبل بالزواج من رجل يعمل في مدينة جدة .
    كانت المشكلة هنا متى يتم نقلي إلى جدة للحاق بزوجي وأنا معلمة مستجدة في العمل.

    تم عقد قراني .. وكان زوجي يأتي بين الحين والاخر لمقابلتي ويرسم لي لوحة جميلة لحياتنا المستقبلية ، في نهاية هذا العام تم الزواج ، وكان يحاول ارضائي بشتى السبل وكنت أنا كذلك بعد عام من الزواج حدث خلاف بيننا وتدخل والدي وكان تدخله سلبي بالنسبة لي وايجابي لزوجي مع أن أبي يعلم أن زوجي هو المخطئ ، نتج سوء معاملة من قبل زوجي لي فقد ضمن والدي في صفه ، وحياتي بدأت تصبح معه مستحيلة مع تدخلات أهله في حياتنا .
    كان دائم التحطيم لي و لا يسعده تقدمي أو تطوري المهني أو التعليمي أذكر أول شهادة تميز كانت من الأمير خالد الفيصل ، تقبل الخبر بكل برود وعدم اهتمام ، كنت حريصة أن أحسن اللغة الانجليزية لدي بأخذ دورات تدريبية وكان يتعمد زيارتي وأشغالي في فترات الاختبارات .

    كان زواجي أشبه بزواج المسيار هو في جدة وانا في النماص ، كان يحضر في بداية الزواج كل أسبوعين مره يبقى ثلاث إلى أربع أيام ثم يعود و بعد التدخلات و تأثير أهله أصبح يأتي كل شهرين إلى ثلاثة أشهر ، حياتي معه متعبه تفتقد إلى الاستقرار وإلى الأمان ومع تدخلات أهله أصبحت تفتقر إلى المودة والرحمة .
    استمر هذا الوضع لمدة (4 سنوات) لن أدخل في تفاصيل أكثر ، لأني عند تذكرها تؤلمني كثيرا ، كانت شرارة الانفصال بعد حوار مع أختي في حياتي معه ، بعد الإنتهاء من الحديث معها أخذت بالتفكير لوحدي في جميع المواقف بيني وبين زوجي وأهله ، وهل استطيع التحمل أكثر؟ وهل اشعر بالأمان في حياتي معه؟ هل هو سندي في الايام القادمة؟ اسأله كثيرة وكثيرة جدا ، كنت استرجع حتى النقاشات التي كانت تدور بيننا ، في إحدى النقاشات مع زوجي كنت أذكره بكلامه في فترة الملكة و وعوده وصعقني بردة "كلام ملكة" .

    حدث أمران جعلاني أصر على موضوع الطلاق الأول: مرضت ولم يكترث لمرضي ولم يعطيني أي اهتمام .. كنت أشعر بأسلوب الضغط علي من أجل حصوله على المال ، في اليوم الثالث من مرضي أخذني إلى المستوصف بعد الانتهاء من الفحص وأخذ الدواء كان اصراري أكبر بأن أذهب الى بيت أهلي حيث سأجد الاهتمام ، وكنت حريصة أن أخذ أغلب ما يخصني كنت أشعر بأني لن أعود ، كان يرفض وكنت أعلم سبب رفضه بعد نقاش طويل استسلم لرغبتي .
    حزنت أمي كثيرا عندما شاهدتني وأنا مريضة ، أبي شعر بأن هناك أمر ما.

    الأمر الثاني : وهو الأهم ..
    طلبت من والدي أن يطلب منه بطاقة العائلة لأني لا استطيع أن أنفذ أي عملية بنكية بدون إثبات وكان يرفض إعطائي البطاقه ، وكانت هنا الشرارة القاتلة ، قابلة والدي ورفض طلبه ورفع صوته في وجه أبي بجملة " ما عرفت تربي بنتك وأنا بربيها" عند قدوم والدي شعرت بحزن شديد في وجهه ولم يخبرني بما حدث فقد قال : لقد رفض .
    ولحسن الحظ أن ابن أخي الصغير كان حاضر وسرد لي ما حدث بالكامل ، شعرت بالحرقة والنار تأكلني ، كنت أتجرع الإهانة حتى لا اكسر قلب والدي وهو تجرع الإهانة حتى لا يفسد زواجي ، طلبت الانفصال وبعد مرور سنة من المماطلة وبفضل الله ثم ذكاء والدي تم الطلاق .
    بعد انفصالي شعرت بالحياة وكانت لحظة حصولي على صك الطلاق من اسعد لحظات حياتي ، من شدة الفرحة ليحصل هذا الأمر ، أقمت حفلة كبيرة في المنزل وجمعت صفوة صديقاتي ، تجربتي هذه جعلتني اتمهل كثيرا في أي طلب زواج ، لا اخفيكم اصبحت خائفة ولا أريد أن تتكرر تجربة الفشل.

    في عام 1429 ه تم عقد قراني للمرة الثانية ..
    كان شابا لم يسبق له الزواج قريب من عمري من أسرة طيبة الجميع أثنى عليه كانت الصفات الجميلة فيه كثيرة والأهم إعجاب والدي به ، تم تحديد يوم الزفاف وحجز صالة الأفراح وبدأت في التجهيز وكنت أستغل أي فرصة للسفر للشرقية حتى أكمل جهازي .
    الحمدلله أكملت التجهيزات الرئيسة ولم يتبقى إلا الشيء البسيط ، كنت دائمة الاستخارة حتى بعد عقد القران .
    هذا الشاب كان لطيف جدا و كان يرسم لي أيضا لوحات جميلة لحياتنا وكان دائما يطلب مني أن أطلب أي شيء حتى ينفذه لي ، هو من قبيلة أخرى ويسكن في منطقة بعيدة ، رفعت طلب النقل لكن لم تأتي الموافقة ، وكنت حريصة أن يكون هناك استقرار من السنة الأولى ، وطلبت منه أن يبدأ بالبحث عن سكن لنا قبل الزواج بثلاثة أشهر ، رحب بالفكرة وخذ بالبحث عن منزل ، و وجد منزل جميل وفي مكان قريب من عملي كانت سعادتي كبيرة وهو يخبرني لكن وهو يحدثني عن المنزل لم أشعر بالراحة ولم يعجبني أسلوبه شعرت بتلميحات غريبة .

    كان هناك وقت محدد ليتصل بي وليطمئن على أخباري وما هي اخر تجهيزاتي للزواج في هذا اليوم اتصل قبل الوقت المعتاد ، وأخذ بالتلميح بشان موضوع المنزل وإني أنا من سيتحمل دفع إيجار السكن وهو فقط مسؤول عن المعيشة ، عندها شعرت بصاعقة تهبط على رأسي ، أخذت أحاوره القوامة لمن؟ ومن المسؤول عن الأسرة والصرف؟ فقد أعصابه وبدأ يتحدث بوجه مختلف عن السابق وظهر لي بشخصية مختلفة ومنطق غريب مبرر سبب دفعي للإيجار بأن المنزل قريب من عملي وخاص بي وهو يملك منزل في مدينته وليس مجبر على توفير منزلين في نفس الوقت ، واحتد الحوار لدرجة أنه قال لي : لن أستأجر منزل وأنا أملك واحد ابحثي عن سائق يذهب بك إلى مكان عملك ثم يعيدك .
    سكت لبرهه عن الحديث وأنا أشاهد القسوة في حديثة وعدم خوفه علي بقطع مسافة بعيدة في مناطق جبلية ومقطوعة عن الناس لوحدي ومع سائق ، "من لا يشعر بالخوف والحرص على أهل بيته لا يستحق أن يكون له بيت" ، استمر الحوار أربع ساعات وأنا أنصدم بفكر مختلف وكلام غير مسؤول ، عندما شعر بغضبي وتأثري من كلامه بدأ بلين الجانب وتغيير كلامه وأنه سوف يتحمل كل شيء فقط لإرضائي .
    انتهت المكالمة وأنا متأكدة بأن هذا الزواج لن يتم ، ذهبت و توضأت وصليت اخر استخارة لي قبل الفجر ثم صليت الفجر وذهبت لوالدي لأخبره بقراري الجديد وهو عدم رغبتي في إكمال هذا الزواج ، صدمني والدي بقولة "جربي يا ابنتي فلن تخسري شيء" وأكمل كلامه بأن طلاقي للمرة الثانية يحسب علي حتى لو تم قبل يوم الزفاف ، لم يقنعني والدي بكلامه وكان من حسن الحظ أن إجازة منتصف العام كانت في اليوم التالي وقد سبق لي حجز مقعد للذهاب للدمام لإكمال الاستعداد الأخير للزواج .
    ذهبت وأنا عازمه على إنهاء هذا الزواج لجأت لأخوتي الشباب ولم يقف معي احد ، كان رد فعلهم سلبي "لن نغضب والدي من اجلك" محزن جدا ست شباب لم يسندني أي واحد منهم ، فقد قدم لي احدهم جملة قال "ان كانت رغبتك صادقة في انهاء هذا الزواج حاربي حتى النهاية".

    في هذه الفترة كنت اعمل في مكتب الاشراف وكانت هناك سهولة أكبر في موضوع الإجازات ، أنا على يقين بأن والدي سيتمم هذا الزواج رغما عني إن عدت لذلك قررت البقاء في الشرقية حتى بعد يوم الزفاف المحدد .
    كانت تواجهني صعوبات وأهمها غضب والدي علي ، و كيف أحصل على رضائه، لدي قروض للبنك وإجازة ثلاثة أشهر ليست فترة بسيطة ، وطلب إجازة استثنائية ورفع الطلب للإدارة ، لكن سبحان الميسر "ربي معي ".
    بدأت بطلب الإجازة حتى أضع والدي أمام الأمر الواقع ، من حسن الحظ أن عملي بالإشراف يجعل التواصل مع الإدارة سهل جدا ، أجريت مكالمة مع المسؤول عن رغبتي في إجازة لأمور طارئة وأنا خارج المنطقة الان تفهم وضعي وطلب مني أن تقوم إحدى زميلاتي بالقسم بتعبئة الطلب ثم رفعه في أول يوم للدوام بعد الإجازة .
    من المحزن أن أختي كانت تعمل معي في الإشراف وطلبت منها أن تقف بجانبي وتتولى هذه المهمة لكنها رفضت بحجة أن والدي سيغضب منها إذا علم بالأمر ، لم استسلم ، طلبت من إحدى زميلاتي بالقسم بتولي هذه المهمة وأبدت سرورها لمساعدتي وتم رفع الطلب وقبوله .

    انتهت إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني و كل من والدي وزوج المستقبل في انتظاري لكني لم أعد انهالت علي الاتصالات من الجميع ، وأخبرتهم بأني لن اتزوج ولن أعود ثم أقفلت الشريحة واحضرت شريحة مؤقته لا يعلم عنها أحد سوى المقربين ومن معي في المنزل من اخوتي الذكور ، مر أسبوعان على بداية إجازتي لم أستطع أن أتحمل غضب والدي علي وقمت بحجز مقعد للجنوب بهدف إرضاء والدي وإيضاح مخاوفي من هذا الزواج المؤكد فشله ، بعد حوار إيجابي حصلت على رضاء والدي وبعدها عدت إلى الشرقية حتى أضمن عدم تغير رأي والدي وبقيت إلى ما بعد يوم الزفاف المحدد بعدها عدت للجنوب ، و في اليوم التالي من عودتي جاء زوج المستقبل فلم يفقد الأمل وأراد الجلوس معي والتحدث وإبداء استعداده على تحمل المسؤولية كاملة من سكن و معيشة و مواصلات ، لم يقنعني كلامه وشعرت بمؤامرة تحاك ضدي وكنت أتحدث معه من خلف الباب رفضت الخروج ومقابلته ، حاول جاهدا أن أخرج وأجلس معه فأنا زوجته لكن دون فائدة، وقلت جملتي الأخيرة له "ما في نصيب" ثم دخلت غرفتي وأغلقت الباب، لم أحصل على صك الطلاق إلا بعد أن دفع والدي مبلغ مالي له .

    في مرحلة الهروب وعقد قراني للمرة الثانية ..
    حدثت لي أمور كثيرة من أهمها عرفت جيدا من سيقف معي وقفة مشرفة من اشخاص أعرفهم سواء كانوا مقربين أو لا ، عرفت من يهتم لأمري بالفعل وليس بالكلام فقط، عرفت من يشعر بي ويساندني دون أن اطلب المساعدة ، اكتشفت أمور كثيرة وأهمها أن "حياتي أنا من سيعيشها" وأستحق أن أعيشها براحة بال وحب وأمان ، ولا استسلم مهما كانت الضغوط التي تواجهني ، وكانت هذي هي الاجابة عن التساؤلات عندما أجلس بمفردي وأسترجع ما قمت به أجد قوة عجيبة وشخصية مختلفة عن شخصيتي أشعر بأني إنسانة أخرى لست أنا ، وتأخذني التساؤلات كيف حصلت على كل هذه الجراءة ؟ وكيف أقدمت على فعل كل هذه الأمور؟
    بحثي عن الأمان والاستقرار في زواجي الثاني قادني إلى نهاية هذا الزواج ، لأنه صورة من زواجي الأول ، لا أحب شعور الاستنزاف والاستغلال ، أنا لست شخصية أنانية أو بخيلة ، بالعكس أعطي أكثر مما أخذ ، أحاول بقدر الإمكان إسعاد من حولي ..

    من العبارات المؤلمة جدا ..
    عند نقاشي مع أحد أخوتي ولم يعجبه كلامي قال لي : "كان المفروض من زوجك أن يكسر راسك" ، "لو ما كان عندك راتب كان أكلتي ..... وما تطلقتي" نظرة ومفهوم عقيم للحياة الزوجية ، كلامه كان خنجر مسموم بصدري .
    الرجل له مكانته وله الإحترام والتقدير وله القوامة ، أنا أعلم بأن أصابع اليد الواحدة مختلفة كذلك البشر ولا أعمم تجربتي ، لكن حياتي استحق أن أعيشها مع رجل بمعنى كلمة "رجل" .
    أستحق أن أعيش في أمان أسري وفي جو كله حب وتفاهم وأحترام مع إنسان يخاف الله ، ويبحث عن الاستقرار ويعاملني كإنسانه وليس كحيوان .

    الحياة جميلة مع إنسان يخاف الله في جميع تصرفاته .

    أختم كلامي بالدعاء لكل من يمر من هنا ..
    أسال الله العلي العظيم يحقق للجميع أمانيهم ويرزقهم الرضا وراحة البال والجنة بغير عذاب ولا سابق حساب ..
  • ام رموسه
    V - I - P
    • Mar 2015
    • 3339
    • سابقى كالعطر الفت الانتباه دون ضجيج يعرفني الجميع وابقى رغم ذلك سرا

    #2
    "حياتي أنا من سيعيشها"

    اللهم اميييييين يارب ويسعدك دنيا واخره اختي
    ان شاء الله تتيسر امورك يارب
    تقبلي مروري
    التعديل الأخير تم بواسطة ام رموسه; 14-10-2015, 08:25 PM.

    تعليق

    • وهــــم
      عضو متألق
      • Feb 2015
      • 327


      • وأتم مثل الحزن .. أنطر سحابة عيد

      #3
      رد: "حياتي أنا من سيعيشها"

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      لا اخفي لك اعجابي بما سردتيه هنا
      فقد رأيت فيك امرأة عظيمه وقليلات هن العظيمات
      وللاسف إنا لا ندرك حق انفسنا بعد
      * وعن مقولة اخاك فهو صادق ، أكثر اسباب خلاف الزوجين تكون بسبب الرأتب او الوظيفة فلوا لم يكن لديك راتب لما كان نزاعك مع زوجك الثاني
      لا عليك امامك الكثير من الابواب فلا تقفي امام منعطفات البداية
      أخيرا سلمتي وسلم طرحك
      امل ان يصل صوتك اخت امل وطموح
      بارك الله فيك

      تعليق

      google Ad Widget

      تقليص
      يعمل...