تويت
كونشيرتو سعاده الاحزان
كان دوي صيحات الاعجاب والضحكات العاليه الصافيه تملاء قاعه السيرك
والبلياتشو الشهير ينظر الي الاطفال وضحكاتهم الجميله
تضيف الي سعادته الكثير من الرضا
وقف البلياتشو يحيي الجماهير الغفيره
ويرفع يديه في حركات تزيد من سعادتهم
ويطلبون منه الاينتهي عرضه بسرعه
وحين كان يتجاوز باب الكواليس كان الرضا يملئ نفسه
يشعر بالفخر لما يقدمه الي الاطفال
وكل رواد السيرك طوال خمسه عشر عاما مضت
خلف الكواليس كان ينتظره ابنه والدموع تملئ عيناه البريئتان
تسمرت قدميه وعرف ماذا اتي به ابنه
من المؤكد ان زوجته المريضه قد حدث لها مكروه
شاركته رحله عمره بلا كلل عبرت معه لحظات الشده بكل صبر
وشاطرته رغد العيش احيانا حين كانت الحياه تتصالح معه
في السرادق المقام لتلقي العزاء
جاءه زملاء السيرك يواسونه ويشدون من ازره
انتابته في ايام كثيره عدم الرغبه في الحياه
في لحظه حزن قرر البليلتشو الكبير الاعتزال
حاول الكثير من اصدقائه اثنائه عن رغبته تلك ولكنه رفض ان يعود
يوم من الايام قرر ان يزور السيرك
ولكنه قرر لمره واحده ان يجلس في مقاعد الجمهور
ارتدي بدلته الانيقه وجلس في الصفوف الاماميه وبدء العرض
كان زميلا له يقوم بالكثير من الحركات الساخره
يعلو معها ضحكات الاطفال بشده
ماهذه الحركات انها لم تدخل السرور الي نفسه ابدا
تبدو حركات البليلتشو غير مثيره لاي شئ داخله
تعجب كثيرا حين رائ ضحكات الاطفال وسعادتهم بها
سال نفسه لما لايسعد بها وهو من كان يسعد الالف من قبل
هل زميله الذي يعرفه جيدا سعيد بحياته
وينتقل شعوره الي المتفرجين فيسعدون
لا لا فهو يعرفه جيدا ولما لا وهو من كان يسعد الاطفال والكبار
وحياته دوما تتارجح بين الاحزان ولحظات الشده
حين فكر مليا وجد ان السعاده التي يشعر بها الاطفال من حركاته
ماهي الا لحظات سعاده حقيقيه
ان الاحزان ماهي الا الوجه الاخر للحياه
فانت كي تسعد امنح السعاده لمن حولك
من قلب الاحزان تولد لحظات السعاده بكل رونقها
ان الابتسامه التي تولد علي الشفاه ماهي الارغبه في الحياه
انك حين تبتسم رغم كل مايعتريك من شدائد واحزان
فانت بلا شك ترغب بالحياه
وشعر البلياتشو بانه دوره في الحياه يعادل ابتسامه طفل يضحك ملئ فمه
حين كانت صيحات الاطفال تملئ قاعه السيرك
كان البلياتشو يقف يصفق اعجابا بالعرض وعينيه تمتلئ بالدموع
في اليوم التالي كانت قاعه السيرك ملئ بمعجبيه
وهو من يقوم بالعرض من جديد
____________________________
بقلمي في 13 سبتمبر
تعليق