بلا قانون

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غلـاهم
    عضو ماسي
    • Feb 2015
    • 1135

    • صمت ضائع كـ
      العبث ؛ و لكن له في القلب عمـل الحديث الجلل

    بلا قانون

    الى اسامة الصغير عندما عانقني


    يحمل على كتفه البض شيئا يفجر في داخله سؤالا لا يجرؤ على البوح به
    يقطع أزقة المخيم الموحلة و برك الماء ، يصاحب الريح ، يتلطى جدارا يحميه
    من مطر غزير ، و في الصيف بواجه غبارا و رملا و أكياس قمامة .
    يرفع يده باتجاه الشمس يحمي بها عينين طالما اشتاقتا للبكاء
    لم يكن أسامة الوحيد بين أقرانه
    إنما كان الوحيد الذي يسأل أسئلة كبيرة تفجر في العقل الصغير شوقا وحنينا .
    يملك القدرة على القراءة و الحساب و التفوق ، يحسد أمه المرأة
    التي تملك كما من الدموع يخالها أحيانا قادمة من نبع يتفجر في جمجمتها
    لها قدرة على النزف من عينين يحملان لون الغياب .
    ( أه يا امي لو استطيع البكاء ) .
    حدث نفسه كم من الألعاب اشترى لي والدي ، هذه الألعاب المتكدسة
    كيف لي أن أركب الدراجة أريد أن يكون لي أصدقاء
    لماذا يحرمونني من الأصدقاء ؟
    لا أخ يزاحمني على الألعاب ، و لا صديق يفرح معي
    تلك الطائرة الصغيرة ، أحس أن تلك الألعاب لا قيمة لها .
    في الصف حدثت رفاقي عنها
    إتهمني ( أحمد ) بالكذب و ( محمود ) بالمبالغة
    كيف يمكن أن تعطي صدق دموع أمي و صدقا لرفاقي .


    بيته في اخر المخيم ، في الطرف الشمالي الغربي ، يفصله عن المخيم حاجز فسيح
    مملوء بالماء الاسن و القمامة ، تجول فيه قطط تموء بحرقة المنشرد
    و بعض من كلاب أرهقتها حجارة أطفال المخيم و قض مضاجعها جوع مزمن
    تحتمي خلف جدار البيت ، تعوي أنينا و وجعا .
    والده معلم في مدرسة يذهب باكرا و يعود ظهرا ، يتناول طعامه و يغادر
    و لم يخطئ والده مرة و يصاحبه في الذهاب أو العودة .
    كم تمنى ألا يذنبه ، و ألا يقسو عليه ، و ألا تكون لغة الحوار مرهونة بيده و خده !




    في الليل و بين تردد عواء الكلاب و مواء مجروح لقط هرم
    يهرع إلى حضن أمه متوسلا بقبلات ناعمة حارة ، أن يصعد الى سطح البيت
    يصعد سلما خشبيا ، تنظر وفاء الى الغرب ، ليس هناك ما يدعو للشك أن مطرا سينهمر .
    تأخذه أشعة قمر ، يتابع القمر في سيره و حركة غلالات الغيم و هي تمسح وجه القمر المتعب
    و يتساءل هل في طريق القمر و في رحلته حفر و ماء ؟!
    كان يجيب ليس في السماء الا الجميل و هكذا تعلم من أمه
    و أن يقدس السماء بوجل و خوف و احترام .
    أما ( وفاء ) فتشاغل نفسها في ملاحقة الكلاب في خصامها و اقتتالها
    تتعاطف مع جراء لا تستطيع اللحاق بأمها فتعوي عواء ناعما
    أو في حب و إلفة كلاب تتجمع تحت جدار البيت .
    الكلب الاسود يملك سطوة و قوة ، و تدرك هذا الامر من حركة الكلاب
    أما ذاك الكلب المرقط ، عندما يعدو تخاله سهما ، أنفلت من قوس توتر من زمن
    تعاود مراقبة من بقي في المكان ، تحدق مليا في تعداداها تتابع سير كلبين يبدو ود ألف بينهما
    لا عراك ولا نباح ، و اهتزازات ذيل كل منهما تتم عن جذل .
    أنهما متفقان في كل حلات الافتراض ، و بكل احترام يتابعان الطريق
    تتنهد بحسرة صحراء تتوق ل قطرة مطر أو ماء
    تغص .. لا تتابع حوارها ، لا يجرؤ على رسم الصورة أو إكمالها
    ترفع رأسها الى البعيد ... صوت ( أسامة ) يوقظها من شرودها
    - أمي : انظري الى ذاك الجرو الذي يسير قرب أمه ، كم عمره ؟ أليس جميلا ؟
    هل أبوه في البيت و هم ذاهبون إليه ؟ لماذا ينظرون الى السماء ؟
    أيطلب من الله شيئا ؟
    بدأت أسئلة ( أسامة ) تطوق ( وفاء )
    ف تحتضنه و تجيب : جرو جميل ، عمره شهورا ، ليس لهم بيت، كل الأزقة بيوتا لهم
    و بهدوء تضيف : ليس لهم زنزانة مثلنا ، أنهم أحرارا .
    يتسمر نظرها على الجرو و أمه ، يسيران بكبرياء في أرض الله الواسعة
    و حدثت نفسها : ليتني يا بني مثل تلك الكلبة تسير معي حيث نريد
    نختال بين الأزقة ، الكل يفزع من نباحنا ، نحيا ، لا نخاف صراخ أحد
    لا يجرؤ على صفعنا إنسان ... ربما انحنى بهامته الطويلة قاصدا حجرا ما
    نتحفز ... نعوي فيهرب منا
    اه تلك الكلبة تحيا أمومتها ، و القانون لا يسلب الأم أمومتها
    رفع أسامة يده : أمي لماذا تبكين ؟ بلني الدمع
    تصحو ، تبتسم تقبله و تضيف ، أبكي حرمان الأم ابنها
    عانقها دون أن يفهم
    و قال : إذا أخذت عشرة في الامتحان هل تشترين لي جروا صغيرا ؟








    + ل أرواحكم هذه الحفلة الأدبيه
  • Ђŋt ą ßσЎ
    عضو فضي
    • Jul 2015
    • 699
    • رحـــمـــك آلله يـآ اخــتـــآه واسكنك جنـــآتـه الـــخـــلد .!

    #2
    رد: بلـآ قـآنون

    قصة رائعة ومؤثرة
    اشكرك على الطرح الراقي
    سلمت عل ابداعك ي المستمر ي

    تعليق

    • ام رموسه
      V - I - P
      • Mar 2015
      • 3339
      • سابقى كالعطر الفت الانتباه دون ضجيج يعرفني الجميع وابقى رغم ذلك سرا

      #3
      رد: بلـآ قـآنون

      قصة رووووووعة يا غلاهم
      الله يسعدك يا رب
      تقبلي مروري

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        #4
        رد: بلـآ قـآنون

        ربما تاخرت بالحضور وتثبيتها
        ولكن لم يفتني الاستمتاع بقرأتها
        قصه رائعه و مؤثره جدا
        يعطيك العافيه وننتظر المزيد من لوحاتك الادبيه هنا ..

        تعليق

        • غلـاهم
          عضو ماسي
          • Feb 2015
          • 1135

          • صمت ضائع كـ
            العبث ؛ و لكن له في القلب عمـل الحديث الجلل

          #5
          رد: بلـآ قـآنون

          ,


          أهلا بكم ي رفاق
          ب حضوركم أنتشت هذه الديار و تنفست

          تعليق

          google Ad Widget

          تقليص
          يعمل...