قصة الجرتين
--------------------------------------------------------------------------------
الجرار المتشقِّقة
كان يا ما كان رجل يحمل الماء كل يوم من النهر إلى القرية بواسطة جرتين كبيرتين كل واحدة منهما معلقة بحبال على
طرف عصا على كتفه ليثبتها باتجاه عنقه، وكان الرجل يسميها" الجرار الرائعة".
جرة من الاثنتين كانت سليمة، لا نقص فيها ولا عيب، تبقى دائماً مليئة بالماء طوال المسافة الطويلة من النهر، بينما
كانت الجرة الثانية متشققة يتسرب الماء من تفسخاتها، وتصل إلى المنزل دائماً نصف ملانة.
ذات يوم وعلى ضفة النهر، تفاجأ الرجل حين سمع الجرة المتشققة تتكلم قائلة: "أنا خجلة من نفسي"،" لماذا؟" سأل
الرجل، " إن الماء يتسرب من الفسخ في جنبي طوال مسافة العودة من النهر" قالت الجرة،" ولأني لست صحيحة، لا
يمكنك أن تصل المنزل بجرتين مليئتين ماء، فأنا لست سوى جرة متفسخة وخائبة"، "يجب ألا تفكري هكذا" قال الرجل
وأضاف:" أنت لست بخائبة أبداً، أنت جرة رائعة ويمكنك أن تبرهني ذلك لنفسك. اليوم وأثناء عودتنا من النهر، راقبي
بتمعّن جوانب الطريق، وعندما نصل المنزل ستخبريني بما رأيت".
وهكذا راقبت الجرة المتشققة جيداً كل شيء مرَّ عليها خلال العودة من النهر، وفي المنزل سأل الرجل:" ماذا
رأيت؟" "زهوراً" أجابت الجرة"رأيت الكثير من الزهور"."حسناً، أليست جميلة؟" سأل الرجل."بالطبع" قالت الجرة. كن
بحزن قالت:"رأيت أيضاً المياه تتسرب من تفسخاتي، أنا متأسفة".
"لا حاجة للاعتذار"قال الرجل" أخبريني، هل لاحظت أين نبتت الزهور؟". "همم، نعم"قالت الجرة بفرح" كانت على طول الطريق الذي مررنا به". سألها الرجل:"ألم تنظري إلى الجهة الثانية من الطريق".
أغمضت الجرة المتشققة عينها بارتباك محاولة التذكّر، واستغربت حين استعادت المشهد، إنه لم يكن في الجهة
الأخرى من الطريق زهور"لماذا يا ترى؟" سألت باستغراب. قال الرجل:" خلال كل هذه السنوات، قمت بغرس بذور زهور
على جهتك في الطريق. كل يوم وخلال عودتنا من النهر...."."أوووووه ه!"صرخت الجرة مقاطعة ومنتفضة بشدة" كنت
أسقي البذور من خلال التفسخات في جنبي فنمت وتفتحت الزهور و..."."نعم! نعم!" قال الرجلوأضاف:"ولأنك بالحال
الذي أنت عليه أصبح بغمكان كل شخص في القرية تمتيع بصره بزهور جميلة"،"وأكمل قائلاً:"كل فرد منّا جرة متشققة
بطريقة أو بأخرى بيد أن لا حدود للجمال الذي نستطيع إبداعه إن أردنا".
ومنذ ذلك النهار علمت الجرة المتشققة كم كانت رائعة ومفيدة فعلاً
منقووول
مع خالص تحياتي[/color]
--------------------------------------------------------------------------------
الجرار المتشقِّقة
كان يا ما كان رجل يحمل الماء كل يوم من النهر إلى القرية بواسطة جرتين كبيرتين كل واحدة منهما معلقة بحبال على
طرف عصا على كتفه ليثبتها باتجاه عنقه، وكان الرجل يسميها" الجرار الرائعة".
جرة من الاثنتين كانت سليمة، لا نقص فيها ولا عيب، تبقى دائماً مليئة بالماء طوال المسافة الطويلة من النهر، بينما
كانت الجرة الثانية متشققة يتسرب الماء من تفسخاتها، وتصل إلى المنزل دائماً نصف ملانة.
ذات يوم وعلى ضفة النهر، تفاجأ الرجل حين سمع الجرة المتشققة تتكلم قائلة: "أنا خجلة من نفسي"،" لماذا؟" سأل
الرجل، " إن الماء يتسرب من الفسخ في جنبي طوال مسافة العودة من النهر" قالت الجرة،" ولأني لست صحيحة، لا
يمكنك أن تصل المنزل بجرتين مليئتين ماء، فأنا لست سوى جرة متفسخة وخائبة"، "يجب ألا تفكري هكذا" قال الرجل
وأضاف:" أنت لست بخائبة أبداً، أنت جرة رائعة ويمكنك أن تبرهني ذلك لنفسك. اليوم وأثناء عودتنا من النهر، راقبي
بتمعّن جوانب الطريق، وعندما نصل المنزل ستخبريني بما رأيت".
وهكذا راقبت الجرة المتشققة جيداً كل شيء مرَّ عليها خلال العودة من النهر، وفي المنزل سأل الرجل:" ماذا
رأيت؟" "زهوراً" أجابت الجرة"رأيت الكثير من الزهور"."حسناً، أليست جميلة؟" سأل الرجل."بالطبع" قالت الجرة. كن
بحزن قالت:"رأيت أيضاً المياه تتسرب من تفسخاتي، أنا متأسفة".
"لا حاجة للاعتذار"قال الرجل" أخبريني، هل لاحظت أين نبتت الزهور؟". "همم، نعم"قالت الجرة بفرح" كانت على طول الطريق الذي مررنا به". سألها الرجل:"ألم تنظري إلى الجهة الثانية من الطريق".
أغمضت الجرة المتشققة عينها بارتباك محاولة التذكّر، واستغربت حين استعادت المشهد، إنه لم يكن في الجهة
الأخرى من الطريق زهور"لماذا يا ترى؟" سألت باستغراب. قال الرجل:" خلال كل هذه السنوات، قمت بغرس بذور زهور
على جهتك في الطريق. كل يوم وخلال عودتنا من النهر...."."أوووووه ه!"صرخت الجرة مقاطعة ومنتفضة بشدة" كنت
أسقي البذور من خلال التفسخات في جنبي فنمت وتفتحت الزهور و..."."نعم! نعم!" قال الرجلوأضاف:"ولأنك بالحال
الذي أنت عليه أصبح بغمكان كل شخص في القرية تمتيع بصره بزهور جميلة"،"وأكمل قائلاً:"كل فرد منّا جرة متشققة
بطريقة أو بأخرى بيد أن لا حدود للجمال الذي نستطيع إبداعه إن أردنا".
ومنذ ذلك النهار علمت الجرة المتشققة كم كانت رائعة ومفيدة فعلاً
منقووول
مع خالص تحياتي[/color]
تعليق