بعد اجازة الصيف الطويلة
قد يكون الرجوع الى روتين الدوام الدراسي صعبا وشاقا على الأطفال ووالديهم
فقد تعودوا على الراحة والهدوء والخمول، كما عاد البعض من السفر حديثا
ولا يزال يعاني اختلاف مواعيد النوم.
والاستعداد مبكرا هو افضل عامل للتأقلم السهل والناجح مع روتين المدرسة
لذا، فان لم تكن قد بدأت في تحسين عادات نوم طفلك عليك البدء في ذلك
خلال الايام القادمة سريعا. فيجب فرض روتين يومي يتضمن نوم الاطفال
باكرا واستيقاظهم صباحا. وقد يتطلب ذلك في البداية منعهم
عن مشاهدة التلفاز وقطع الانترنت عن اجهزتهم الذكية واخذ العابهم
من بعد الساعة 10 مساء. ورغم تململ الاطفال من ذلك وانزعاجهم من
الاستيقاظ باكرا، فانه يمكن عمل امور تسعدهم صباحا مثل زيارة
اصدقاء او التنزه في السوق او الهائهم بتوفير مواد جديدة للرسم
واللعب بالطين والعاب الكمبيوتر.



خطأ عدم تحضير الطفل نفسيا
ولي الامر الذكي يحضر اطفاله تدريجيا الى تقبل انتهاء فترة العطلة
وبدء روتين الدراسة فيناقش الامر بشكل ايجابي مسبقا. في حين
لا يتحدث بعض اولياء الامور عن المدرسة الى ان يأتي اول يوم دراسي
وذلك حتى يتفادوا حدوث اي جدل وتوتر وتعبير الطفل عن كرهه للمدرسة.
بيد ان ذلك قد يسبب أزمة كبيرة في اول يوم دراسي، ليواجه
ولي الامر نوبة صراخ وبكاء ورفض الطفل الذهاب الى المدرسة
وقد يضطر البعض الى جر الطفل للمدرسة في أول يوم دراسي
ويستمر ذلك لعدة ايام تليها احيانا. ويكون الأمر اكثر صعوبة للأطفال
الجدد في اول سنة دراسية لهم. لذا، من المفيد تحضير الاطفال لجو المدرسة
بالحديث عن المواقف السعيدة التي حدثت لهم خلالها وبالأنشطة
التي يود الطفل الانضمام اليها، حتى يتذكر بأن المدرسة ليست
للدراسة فقط. كما ينصح بالتحدث عن أكثر مدرس يحبه الطفل وأصدقائه القدامى.



القلق من الفراق
تتفاوت درجات القلق والخوف من فراق ولي الامر لدى الاطفال تحت سن الخامسة
وقد يصل الامر احيانا الى شدة تجعله من الفوبيا. وغالبا ما يكون سبب ذلك هو الخوف
من عدم عودة والديهم او من حدوث امر سيئ لهم اثناء غياب من يرعاهم ويهتم بهم
او ان يقوم احد بخطفهم او خطف والديهم. كما يرافق ذلك الخوف من الغرباء
والمكان الجديد. وبعض الاطفال يعانون قلق الفراق بشكل كبير ليترتب عليه ظهور اعراض
مثل: المغص، الكوابيس، الارق، نوبات الغضب ونوبات الهلع عند الافتراق عن الوالدين.
ومن المهم ان يفهم اولياء الامور ان هذا الشعور طبيعي يجب عدم الاستهزاء او الاستخفاف به.
وعادة ما تختفي هذه المشاعر والافكار مع تقدم عمر الطفل وثقته بأمان المدرسة وثقته
بعودة ولي الامر لأخذه.
كل ما على ولي الامر فعله في اول يوم دراسي هو عدم الانصياع لبكاء الطفل
واعادته للمنزل حتى لا يتعلم ان بكاءه يقابله رضوخ ولي امره لرغباته.
وبما ان سبب بكاء الطفل هو خوفه من عالم المدرسة ورهبته من لقاء أشخاص غرباء
فمن المفيد ان تدخل الام الى المدرسة في اول يوم وتصحب الطفل الى فصله
وتتحدث الى من يجلس بجانبه لتساعده على التعرف بالاخرين، وتبقى
لفترة من الزمن حتى يطمئن الطفل قليلا. وقبل ان تغادر الفصل عليها
ان تقول انها ستتركه لمدة معينة ثم تعود لأخذه عند انتهاء اليوم الدراسي (مع ذكر الموعد).

مهدي للطفل الجديد
من المهم ان يمهد الطفل الصغير للذهاب الى المدرسة بشكل تدريجي وذلك من خلال
ذكر معلومات عامة وبسيطة عنها. فيحدثه والداه عن المدرسين اللطفاء
الذين سيعلمونه امورا جديدة ومفيدة، وانه سيتعرف على اصدقاء كثيرين
ويقضي معهم وقتا ممتعا ومفيدا. ويجب الا يسخر او يستخف الوالدان
من مشاعر الخوف او التوتر لدى الطفل، فعلى الام ان تخبره بأنها مشاعر
طبيعية لان كل الأطفال سيكونون متوترين في اول يوم ولكنها مشاعر
ستزول فور اندماجه بالمدرسة. واذكري له ذكرياتك الجميلة وتمني لو ترجع
بك الايام الى هذه المرحلة الجميلة. ولا تنسي ذكر وقت الاستيقاظ
ووقت بدء المدرسة وانتهائها، حتى يستوعب الطفل سبب تبكير موعد
استيقاظه قبل ايام من المدرسة وحتى يسهل عليه الاستيقاظ والذهاب
الى المدرسة باكرا في أول يوم دراسي.



النظافة الصحية السليمة
يتعرض الطفال للإصابة بالأمراض اكثر من البالغين
بسبب قضائهم وقتا طويلا بالاتصال القريب مع الاطفال في الحضانة
او المدرسة فتنتقل الجراثيم بينهم بسهولة. ولسوء الحظ
لا يعي معظم الاطفال عادات النظافة الشخصية كما يجب.
واكثر الطرق فعالية لمنع العدوى والاصابة بالمرض هي تكرار غسل اليدين
لكنها ليست العادة الوحيدة فقط. كما يجب تعليم الطفل انه بالرغم من عدم
قدرتنا على رؤية الجراثيم فانها لا تزال موجودة في كل ما حولنا
بما في ذلك الهواء واليد والاغراض الشخصية، وانها مصدر
للكثير من الامراض. ويوفر الدكتور علام، نائب الرئيس الاقليمي
لشركة منديفارما منطقة الشرق الاوسط وافريقيا خطوات
بسيطة ومحددة لكيفية تحفيز الاطفال على الحفاظ على
النظافة الشخصية في المدرسة:
1 - جعل النظافة امرا ممتعا: يتبع الاطفال العادات الصحية
ان كانت ممتعة لذا يمكن جعل النظافة موضوعا للتنافس
والمسابقات بين الاخوة والاصدقاء. فيعطى اكثر الاطفال نظافة الاطراء
والمديح او حتى مكافأة مثلا.
2 - غسل اليدين أمر أساسي: غسل اليدين جزء لا يتجزأ من النظافة
للقضاء على الجراثيم بعد اللعب، وخاصة عند اللعب في مكان يضم
الكثير من الاطفال الذين قد يكون احدهم مصابا بمرض.
ومن الضروري تعليم الطفل كيف يغسل يديه جيدا وان عليه استخدام
الغسول المطهر لليد بعد استخدام الحمام او اللعب مع الحيوانات.



3 - تقليم الأظفار: تعد الاظفار، وخاصة منطقة تحت الاظفار
ارضا خصبة للجراثيم، التي تنتقل بسهولة الى الفم والعين والانف.
لذا يجب التأكد من تقليم الاظفار وتنظيفها كل اسبوع للحد
من امكانية ترسب الاوساخ تحتها ونمو الاظفار المنغرسة في الجلد ايضا.



4 - صحة الفم: يجب تعويد الاطفال على عادة تنظيف الفم باستخدام
الفرشاة والمعجون والخيط منذ سن مبكرة، حتى تبقى معهم طوال العمر.
فعودي اطفالك على تنظيف الاسنان مرتين في اليوم على
الاقل للوقاية من تسوس الاسنان وامراض اللثة.



5 - المنديل هو افضل صديق: يحب تعليم الطفل على تغطيه
الفم والوجه باستخدام منديل ورقي عند السعال (العطس)
وتنظيف الانف واليد بعدها ثم التخلص من المناديل المستعملة
مباشرة في سلة النفايات. كما عليه استخدام المناديل الورقية لتنظيف
انفه او فمه او يده من اي شيء يعلق فيها.."