ديوان الشاعره .. غاده السمان

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    #31
    رد: قصيدة أتذكر ايامي معك _ غاده السمان






    `


    أتذكر أيامي معك

    كمن يرى الأشياء عبر نافذة قطار مسرع :

    نائية وجميلة

    والقبض عليها مستحيل

    من وقت إلى أخر

    فلنعد أطفالا

    ولنحزن بلا كبرياء زائف

    يوم احتضر

    سافكر بتلك اللحظة المضيئة

    حين وقفنا في الظلمة

    على شرفة القرار

    وقلت لي بحقد : أحبك

    سأتذكر صوتك

    وسيجيء الموت عذبا

    ويضمني كرحم الفرح المنسي

    وسأهمس بحقد مشابه :

    اه كم أحببتك !

    الكاتبه غاده السمان .



    تعليق

    • همسه هادئه
      عضو ذهبي
      • Jan 2013
      • 814

      #32
      رد: قصيدة وأعطنا حبنا كفاف يومنا _ غاده السمان






      `

      حين أفكر بفراقنا المحتوم

      " يبكي البكاء طويلا ويشهق بالحسرة"

      بالحسرة بالحسرة بالحسرة ،،،

      أية قوة جهنمية تشدني اليك

      وأرفض التصديق انها تنبع من خارجي

      وأرفض أن يقال

      انه القدر يرميني اليك ...

      أنا أنقذف نحوك

      كوكبي يرتطم بكوكبك

      أنا اخترتك

      أنا ؟

      أم انني لست حرة حقا

      وخيوط لا مرئية تعبث بقدري وقدرك

      وبعد أن كان قطار حياة كل منا

      يمضي بهدوء على سكته

      تتقاطع السكك فجأة

      ونرى بوضوح

      أنه لا مفر من لحظة الاصطدام

      والانفجار والاحتراق والدمار

      وربما دمار من حولنا

      ولكن

      أحبك !!

      لا تحدثني عن البارحة

      ولا تسلني عن الغد

      وربنا أعطنا حبنا كفاف يومنا

      وقل لريح الفرح أن تعصف بنا

      ولصواعقه أن تضربنا

      دون أن تقتلنا ..

      واعطنا حبنا كفاف يومنا

      وكل صباح هو يوم جديد

      وليس في حبنا مسلمات ولا تقاليد

      وكل يوم تختارني وحدي من بين نساء العالم

      واخذك من بين رجاله

      وكل يوم تاريخ مستقل بذاته

      وكل ما تملكه مني ومن نفسك

      هو " اللحظة "

      فلنغزها بكل حواسنا

      لأن الفراق واقف خلف الباب

      ويد الحزن ستقرعه ذات ليلة

      سنسمعه حزينا ومهيمنا كجرس كنيسة

      وستدوي أصداؤه في أرجاء روحنا المكسورة ..

      مادام الفراق

      ضيفنا الثقيل الذي لا مفر من حلوله

      تعال

      ولننس كل شيء عن كل شيء

      إلا " اللحظة " ... وأنا وأنت ،،،

      أيها الشفاف النابض

      كلهب شمعة ...

      إرم من يدك قبضة خنجرك

      وخذ بيدي ..

      ومد جسورك إلى لحظتي

      وقل لأحلام الحب الأزلي

      لا نريد غدا ولا رشاوي مستقبلية ..

      نحن سكان مدن الريح والموج

      كل منا جسده مدينته ...

      وليحتلني جرحك

      ولتنحدر دموعك من عيوني ..

      إلى داخل شرايينك هاجرت

      واستوطنت تحت جلدك

      وصار نبضك ضربات قلبي

      ولم أعد أميز بين الخيط الأبيض والأسود !

      وكان جسدك بحرا

      وكنت سمكة ضالة ...

      ولم أكن لأعبث بك

      فأنا أعرف أن من يلعب بالحب

      هو كمن يلعب التنس بقنبلة يدوية ! ..

      ثمينة هي لحظاتنا

      كل لحظة تمضي هي شيء فريد

      لن يتكرر أبدا أبدا

      فأنت لن تكون قط كما كنت في أية لحظة سابقة

      ولا أنا ..

      كل لحظة هي بصمة أصبع

      لا تتكرر ...

      كل لحطة هي كائن نادر وكالحياة

      يستحيل استحضاره مرتين ...

      أحد مثلي يستمتع بالحب

      لأنه لا أحد مثلي يعرف معنى العذاب

      لقد مررت بمدينة الجنون

      وأقمت بمدينة الغربة

      وامتلكتني مدينة الرعب زمنا

      واستطعت أن اغادرها كلها من جديد

      إلى مدينة الحياة اليومية المعافاة ..

      ولكنني خلفت جزءا مني

      في كل مدينة مررت بها

      وحملت جزءا منها في ذاتي

      وأنت كلما احتضنتني

      احتضنت الجنون والغربة والرعب

      ويدهشك أن ترتعد حين تكون معي ؟..

      ،،،

      تعال يا من اجتاحني كالانتحار

      وهيمن على حواسي كساحر ..

      واعطنا حبنا كفاف يومنا ...

      الكاتبه غاده السمان .



      تعليق

      • همسه هادئه
        عضو ذهبي
        • Jan 2013
        • 814

        #33
        رد: قصيدة وأحبك اكثر من ذنوبي _ غاده السمان






        `

        وتقول شفتاك للفرح : كن

        فيكون ! ...

        ويغرد قلبي

        يحلق بين أسلاك الشمس

        طائرا من نار

        لا يخشى الاحتراق بأتون الغبطة

        حين مستني يدك

        كيد نبي

        تحولت اعماقي من سراديب

        ودهاليز سرية الاوجاع

        _ مسكونة بأشباح تشحذ أسنانها وأظافرها على جدران

        الماضي البشع _

        إلى نافذة ستائرها قوس _ قزح

        مفتوحة للأفق والريح والمطر والمفاجأت

        وأغاني جنيات الليل العاشقات !

        حين يأتيني وجهك

        أصير مرهفة

        كرمال شاطئ تنبض ذراته

        تحت جسد ليلة صيف باهتة ..

        وقرعات طبول الموج

        وموسيقى النجوم الخافتة ...

        وأخفق لكل ما هو طيب ونبيل

        في كونك المسحور

        وتندف فوق أيامي

        تندف مطرا مضيئا

        يغسلني بالغبطة ..

        لم أكن أدري أن الزمن

        يختزن لي هذه السعادة كلها

        ولا أريد أن أصدق

        أن سعادتي معك الان

        هي طعم في صنارة الشقاء الاتي ...

        كل هذا الحب الذي تغمرني به

        أمتصه بشراهة التراب الجاف

        دونما عقوقه ...

        وأحبك كثيرا

        أكثر حرارة من البراكين الحية

        أكثر عمقا من دروب الشهب

        أكثر اتساعا من خيالات سجين

        أحبك كثيرا ...

        أحبك حتى أكثر من عدد ذنوبي !...

        وكلما ابتسمت يا غريب

        أمتلىء غبطة

        لأنني أعرف أنك حين تبتسم

        تنبت الأزهار

        في قلب الصخور بالجبال

        حين تبتسم

        تتناسل أسماك الشوق الملونة

        وتسبح داخل شراييني ...

        حين تبتسم

        تنمو حقول الياسمين الدمشقي

        فوق أيامي المعدنية الصدئة ...

        وأتكئ على الفجر

        الذي ولا بد أن يطلع

        وانتظرك

        وحين تمخرني

        ترحل بحاري مع مركبك دونما ندم

        دونما ندم

        قدري ؟

        أبسط لك كفي

        لا لتقرأ

        بل لتكتب في راحتها

        ما شئت من النبوءات والكلمات

        وترسم فيها

        ما يحلو لك من الخطوط والدروب والرموز

        بوردتك

        أو بسكينك !



        الكاتبه غاده السمان .



        تعليق

        • همسه هادئه
          عضو ذهبي
          • Jan 2013
          • 814

          #34
          رد: قصيدة أزهار الجنون الليليه _ غاده السمان






          `

          في المساء

          يتفتح شوقي اليك

          حقلا من أزهار الجنون الليلية ...

          اه كل تلك الأسوار بيننا ..

          اه بيني وبين وجهك

          ليل طويل من الفراق ..

          وريثما يطلع الصباح

          ستلفني الكوابيس كالكفن ..

          وسأستيقظ كالعادة على صوتي ..

          وأنا أنادي اسمك ..

          وتحلم بك أحلامي ! ؟


          الكاتبه غاده السمان .



          تعليق

          • همسه هادئه
            عضو ذهبي
            • Jan 2013
            • 814

            #35
            رد: قصيدة أيها البعيد كالمناره _ غاده السمان






            `


            أيها البعيد كمنارة

            أيها القريب كوشم في صدري

            أيها البعيد كذكرى الطفولة

            أيها القريب كأنفاسي وأفكاري

            أحبك

            أح ب ك

            وأصرخ بملء صمتي :

            أحبك

            وأنت وحدك ستسمعني

            من خلف كل تلك الأسوار

            أصرخ وأناديك بملء صمتي ...

            فالمساء حين لا أسمع صوتك :

            مجزرة

            الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي :

            شهقة احتضار واحدة ...

            المساء

            وأنت بعيد هكذا

            وأنا أقف على عتبة القلق

            والمسافة بيني وبين لقائك

            جسر من الليل

            لم يعد بوسعي

            أن أطوي الليالي بدونك

            لم يعد بوسعي

            أن أتابع تحريض الزمن البارد

            لم يبق أمامي إلا الزلزال

            وحده الزلزال

            قد يمزج بقايانا ورمادنا

            بعد أن حرمتنا الحياة

            فرحة لقاء لا متناه

            في السماء

            يقرع شوقي اليك طبوله

            داخل رأسي دونما توقف

            يهب صوتك في حقولي

            كالموسيقى النائية القادمة مع الريح

            نسمعها ولا نسمعها

            يهب صوتك في حقولي

            واتمسك بكلماتك ووعودك

            مثل طفل

            يتمسك بطائرته الورقية المحلقة

            إلى أين ستقذفني رياحك ؟

            إلى أي شاطئ مجهول ؟

            لكنني كالطفل

            لن أفلت الخيط

            وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية

            وسأظل ألاحق ظلال كلماتك !..

            .

            .

            أيها الغريب !

            حين أفكر بكل ما كان بيننا

            أحار

            هل علي أن أشكرك ؟

            أم أن أغفر لك ؟ ..



            الكاتبه غاده السمان .



            تعليق

            • همسه هادئه
              عضو ذهبي
              • Jan 2013
              • 814

              #36
              رد: قصيدة حينما يكون قلبك كالفراشه _ غاده السمان






              `


              هبطت الطائرة في مطار لندن

              وطار قلبي ليعود فورا إليك ...

              هدأت محركاتها

              وانفجرت في داخلي محركات الشوق تهدر ...

              ولحظة وعيت كم أنا بعيدة

              أدركت ربما للمرة الأولى

              إلى أي مدى أحبك ..

              وتدحرج رأسي في ممرات المطار

              _ مثل كرة هوجاء _

              يصطدم بكل الجدران ..

              قيل أن أرحل قلت لنفسي :

              لطيف وعذب أن اتذكرك وأن أشتاقك !

              قبل أن أرحل قلت لي :

              يكفينا أننا نقطن كوكبا واحدا

              ويشرق علينا قمر واحد ..

              أيها الشقي

              أي جنون كان أن أرحل

              فأنت لم تعد شوقا عذبا

              لقد نبتت لذكراك في نفسي

              أنياب ومخالب جارحة ...

              طويلة ليالي الفراق

              ممدودة على طول قارتين ...

              والتنهدات تعوم في الظلمة الشبحية

              مثل غريق شهقاته احتضار ...

              ها أنا اتسلق شجرة الذكرى ..

              واقتحم مدينة الحلم ..

              وأضرم الحرائق في روتين الشرعية

              لتحتلني رياحك ...

              وأنطح صخرة الوضوح والمنطق

              بخصب الشوق ...

              في اصبعي ما يزال أثر حرق لفافتك

              هاهو دليل محسوس على اننا كنا معا " حقا "

              اعلق مشنقة كلمة " حقا "

              حبنا فوق الأدلة المادية

              وسابق لها كالإيمان ! ..

              الجمعة الحزينة

              وأنا العاشقة الحزينة

              وأنت مصلوب داخل جسدي

              وأمامي في المقهى ( عاشقان ) انكليزيان جدا

              وأمامهما صفحة الكلمات المتقاطعة !

              وكلما انتهيا من حل كلمة

              يقبلها ببرود كما ينظف أسنانه

              وبعينين مفتوحتين حتى اخرهما

              تتأملان التلفزيون خلفها !...

              يقبلها بلا نبض

              ثم يعودان إلى حل أحاجي الكلمات المتقاطعة بحماس

              لو مست شفتاك عنقي هكذا

              لانصهرت

              لخرج الضوء من اصابعي

              ولفاحت من جسدي

              رائحة البخور ..

              لو ...

              جلستي هزلية

              في القطار إلى اسكوتلندا ...

              وجهي عكس اتجاه السير

              وعيناي مثبتتان على الجنوب

              على الجبال التي نخلفها وراءنا

              بينما أنا امعن ابتعادا عنك ..

              راحلة إلى الغد

              وجهي إلى الماضي

              عيناي على أيامنا الهاربة

              وظهري للمستقبل

              وقد استحلت صنما من الملح !

              الكاهن الذي تصادف وجوده إلى جانبي

              حذرني : ستصابين بدوار

              بدلي مقعدك

              أيها الكاهن : فات الأوان . فات الأوان .

              التقينا بعد الأوان

              وافترقنا قبل الأوان

              حتى موسم الهرب فات أوانه

              نحن موسم الحب المجنون

              المرفوض من مواسم الشرائع ...

              أتذكرك في نيو كاسل

              وأضواء المدينة الصناعية الصفر

              الحزينة في ليل بلا قلب

              تخثرني جلطة

              في عروق الليل ...

              لو ينفجر هذا الليل المحتقن

              لو تخرج ماكينات الدينة المرعبة

              عن قوانين الفيزياء

              فتبكي معي وتصنع حرير القز المبلل بالدموع

              شفافا كأغلال الشهوة ...

              موجع أن تنام في مدينة صناعية

              حين لا يكون قلبك مضخة

              حين يكون قلبك فراشة

              مغروزة بدبوس إلى جدار الفراق

              وعبثا تخفق أجنحتها

              وأرحل ومن أقصى الشمال أناديك

              والريح تسخر بي على شواطىء الأطلسي

              وأنا أعاني مخاض حبك

              والفجر كسر قارورته

              وظل الأطلسي مظلما وعدوانيا

              يتهدد بتدمير كل قوارب نجاة العشاق ..

              وكل محاولات القلب للعبور

              ذلك العربي الذي أسمى الأطلسي

              " بحر الظلمات "

              تراه كان عاشقا مثلي ؟...

              اه لو تنكسر مراة الشوق

              وتتفتت صورتك فيها ...

              ليستريح قلبي _ الصخرة

              من كلابات الذكرى

              التي تتسلقه في عتمة الليل

              برشاقة السجناء الهاربين ...

              اه لو يغمى على الذاكرة ..

              على شواطىء " بحر الظلمات "



              الكاتبه غاده السمان .



              تعليق

              • همسه هادئه
                عضو ذهبي
                • Jan 2013
                • 814

                #37
                رد: قصيدة عصفورا على الشجره خير من عشره في اليد _ غاده السمان






                `


                منذ طفولتي و " هم " عيثا يحاولون اقناعي

                بأن عصفورا في اليد

                خير من عشرة على الشجرة !..

                ولم أصدق تلك الاكذوبة أبد !..

                جلدوني بسياط الغضب الاجتماعي

                وعلقوني على شجرة التشهير

                وقالوا انني ساحرة من رعايا الشيطان

                وانني مسكونة بالشر الغامض كعرافات دلفي

                وانني لست طيبة كبقية الصغار

                الذين صدقوا أن عصفورا في اليد

                خير من عشرة على الشجرة !..

                وأراحوا وأستراحوا ...

                وكيف أصدق أيها الغريب

                أن عصفورا في اليد

                خير من عشرة على الشجرة

                وأنا أعرف أن العصفور في اليد

                هو امتلاك لحفنة رماد

                والعصفور على الشجرة

                نجمة فراشة

                حلم بلا نهاية ...

                العصفور على الشجرة

                هو دعوة إلى مدن الدهشة والمفأجاة

                ونداء للسباحة تحت شلال الجنون المضيء ...

                والعصفور في اليد

                قيلولة في مستنقع الرتابة

                واقامة في مدينة المقبرة

                وحوار رتيب كالشخير !..

                لا تصدقوا أيها العشاق الصغار

                الذين لم تتشوهوا بعد

                لا تصدقوا أن عصفورا في اليد

                خير من عشرة على الشجرة !

                بملء حنجرة أعماقي أقول لكم :

                عصفور على الشجرة

                خير من عشرة في اليد

                فالعصفور على الشجرة هو البداية

                هو دعوة للركض على قوس قزح

                وانطلاقة فوق فرس بري

                إلى عوالم حقيقة الذات

                والعصفور في اليد هو كلمة " الخاتمة "

                هو قفل في باب الخيال والهواجس

                وتعايش مع قبيلة السلحفاة والنملة

                وقالب معد سلفا لسجن كل ما هو نبيل وفريد فينا !..

                من قال أن ريشة في مهب الرياح

                ليست خيرا من حصاة مستقرة في قاع نهر راكد ؟!

                أحبك أيها الغريب

                أيها المشرد بين القارات

                كسنونو اطلق الرصاص على الربيع

                ورفض كل يد تحتويه

                ورفض حتى غصنه

                وسكن في الريح

                وانطلق في الكون

                مثل كوكب يرفض حتى مداره ...

                أحبك أيها الغريب

                وحتى حين تأتي إلي

                برقتك الشرسة العذبة

                وتستقر داخل كفي

                بوداعة طفل

                فإني لا أطبق يدي عليك

                وانما اعاود اطلاقك للريح

                واعاود رحلة عشقي لجناحيك _ وجناحاك المجهول

                والغرابة ...

                احبك

                وأطفح بالامتنان لك

                فقد حولتني

                من مسمار في تابوت الرتابة

                إلى فراشة شفافة مسكونة بالتوقد

                قبلك كنت أنام جيدا

                معك صرت أحلم جيدا

                قبلك كنت اشرب ولا أثمل

                معك صرت أثمل ولا اشرب

                معك نبتت اجنحتي

                وتطرزت أيامي بخيوط الشهوة الخضراء

                وغسلتني امطار العنف والحنان المضيئة

                وأبحرت في مدارات اللاشرعية

                إلى كوكب التفاح الجهنمي

                والثلج الملتهب الملون

                كحريق في غابة !..

                احبك أيها الغريب

                بضراوة السعادة

                وبرقة الحزن ...

                فأنا أعرف جيدا

                أن من يحب عصفورا على الشجرة

                يكتشف مدى قدرته على العطاء والتوهج ...

                لكنه أيضا

                يكتشف مدى قدرته على الحزن

                حين ترحل الشجرة بطائرها !

                وأعرف أن رحيلك محتوم

                كما حبك محتوم !

                وأعرف أنني ذات ليلة سأبكي طويلا

                بقدر ما أضحك الان

                وأن سعادتي اليوم هي حزني الاتي

                ولكنني أفضل الرقص على حد شفرتك

                على النوم الرتيب كمومياء

                ترقد في صندوقها عصورا بلا حركة !

                خذني اليك أيها الغريب

                يا من صدره نقاء صحراء شاسعة ...

                وعباءته الليل ...

                وصوته حكايا الأساطير

                ضمتني اليك

                أنا كاهنة المغامرة

                وسيدة الفرح _ الحزن توأم

                ولنطر بعيدا عن مدينتهم

                وشوارعهم وكرنفالاتهم

                وغابة المهرجين والحمقى والطيور المحنطة

                ولننطلق معا

                مثل سهم ناري لا ينطفىء

                ها هو ذئب الفراق

                قابع في انتظار سقوطنا بين أنيابه

                إذا سقطت

                لن أشكو

                أو أتلو فعل الندامة ...

                المهك انني عرفت نشوة أن أطير

                اغامر ... وأطير

                وبك رفضت قدر ديدان الأرض !..

                التقينا لنفترق ؟

                فليكن !

                خذني اليك الان

                وليرحل عنا الرحيل !

                ضمني إلى جحيمك الرائع

                وليرحل عنا الرحيل لا!

                ومهما هددني الغد بالفراق

                ووقف لي المستقبل بالمرصاد

                متوعدا بشتاء أحزان طويل

                سأظل أحبك

                وبلحظتنا الكثيفة كالمعجزة

                أتحدى الماضي والمستقبل

                وكل صباح أقول لك :

                أنا لك ...

                لأنني اؤمن بأن عصفورا على الشجرة

                خير من عشرة في اليد !



                الكاتبه غاده السمان .



                تعليق

                • همسه هادئه
                  عضو ذهبي
                  • Jan 2013
                  • 814

                  #38
                  رد: قصيدة فراقكم مسمار في قلبي _ غاده السمان






                  `

                  عذاب أن أحيا من دونك

                  وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..

                  يبقى أملي الوحيد

                  معلقا بتلك الممحاة السحرية

                  التي اسمها الزمن

                  والتي تمحو عن القلب

                  كل البصمات والطعنات

                  كلها ؟

                  اذكر بحزن عميق

                  أول مرة ضممتني اليك

                  وكنت ارتجف كلص جائع

                  وكنا راكعين على الأرض حين تعانقنا

                  كما لو كنا نصلي

                  اجل ! كنا نصلي ...

                  أذكر بحزن عميق

                  يوم صرخت في وجهي :

                  كيف دخلت حياتي ؟

                  اه أيها الغريب !

                  كنت أعرف منذ اللحظات الأولى

                  انني عابرة سبيل في عمرك

                  وانني لن املك

                  إلا الخروج من جناتك

                  حاملة في فمي إلى الأبد

                  طعم تفاحك وذكراه ...

                  أذكر بحزن عميق

                  انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق

                  وحين تركتك

                  ( اه كيف استطعت أن اتركك ! )

                  فرحت لانك لم تدر قط

                  مدى حبي

                  ولأنك بالتالي لن تتألم

                  ولن تعرف أبدا أي كوكب

                  نابض بالحب فارقت !..

                  فراقك مسمار في قلبي

                  واسمك نبض شراييني

                  وذكراك نزفي الداخلي السري

                  وها أنا أفتقدك

                  وأذوق طعم دمعي المختلس

                  في الليل المالح الطويل

                  لم يعد الفراق مخيفا

                  يوم صار اللقاء موجعا هكذا ...

                  وأيضا أتعذب

                  لما فعلته بك

                  بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك

                  لقد مات الأمل

                  ولذا تساوت الأشياء ...

                  واللقاء والفراق

                  كلاهما عذاب

                  و ( أمران أحلاهما مر ) ...

                  الكاتبه غاده السمان .



                  تعليق

                  • همسه هادئه
                    عضو ذهبي
                    • Jan 2013
                    • 814

                    #39
                    رد: قصيدة كان ياما كان _ غاده السمان






                    `

                    يقولون : في الليل المنخور بالوجع

                    تنمو بذرة النسيان

                    وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...

                    لكن وجهك

                    يسكن داخل جفوني

                    وحين أغمض عيني : أراك !..

                    عشنا أياما مسحورة

                    كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور

                    ويركب قاربا

                    في انهار الألوان لقوس قزح

                    مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...

                    كان ياما كان !..

                    كان ياما كان !..

                    وكانت السعادة تصيبني بالارتباك ..

                    وحدها تخيفني

                    لأنني لم اعتدها ..

                    فأنا امرأة ألفت الغربة

                    وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع

                    وأتقنت أبجدية العزلة والنسيان...

                    وأعرف ألف وسيلة ووسيلة

                    لأحتمل هجرك

                    أو كل الألم الممكن أن تسببه لي ...

                    ما لا أعرف كيف أواجهه

                    هو سعادتي معك ...

                    وحينما أصير مثل انية كريستال شفافة

                    ممتلئة برحيق الغيطة

                    وبكل الفرح الممكن

                    أرتجف خوفا أمام السعادة ...

                    مثل طفل منحوه أرنبا أبيض

                    ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته ..!

                    وكنت دوما أصلي :

                    رب ارحمني من سعادتي

                    أما تعاستي فأنا كفيلة بها ..

                    اه !..

                    كان ياما كان حب ...

                    وكنت بعد أن أفارقك مباشرة

                    يخترقني مقص الشوق اليك ...

                    وتزدحم في قلبي

                    كل سحب المخاوف والأحزان ..

                    وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك !!

                    وتركض الي حروفي فأكتبها

                    وأستريح قليلا بعد أن أكتب ..

                    وأفكر بحنان

                    بملايين العشاق مثلي

                    الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات

                    دون أن يملكوا لعذابهم شيئا

                    وأصلي لأجلي و لأجلهم

                    وأكتب لأجلي ولأجلهم ...

                    وأترك دموعهم تنهمر من عيني

                    وصرختهم تشرق من حنجرتي ...

                    وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي ..

                    وأقول عني وعنهم :

                    كان ياما كان حب ...



                    الكاتبه غاده السمان .



                    تعليق

                    • همسه هادئه
                      عضو ذهبي
                      • Jan 2013
                      • 814

                      #40
                      رد: قصيدة ألذاكره المنفيه _ غاده السمان






                      `


                      أنها الرابعة بعد منتصف الثلج على رصيف محطة "نيوشاتيل"

                      وأنا ما زلت أحبك.

                      حبك شاطئ رملي شاسع. مظلة من القش تحدق في

                      الموج. فرحة الحر الأزرق بالرذاذ المالح على وجهي. حبك

                      شاطئ رملي شاسع يدفئ روحي بينما أمشي الان على رصيف

                      محطة قطارات أوروبية محاطة بالمداخن العدوانية المرتجفة بردا

                      لبلدة لا أعرفها. في يدي مظلة مكسورة ما زلت أركض بها منذ

                      عشرة أعوام!

                      كيف أنجو من ذلك الهول كله إذا لم أمسك بيدك لنمشي معا

                      ذات يوم في "شارع الفرح" بين زينات العيد ونحن نتذكر العيد

                      الاتي؟

                      في رابعة الثلج. في رابعة الحنين والسفن المكسورة. رابعة

                      الذاكرة المنفية والشواطئ المستحيلة. في رابعة الحب المنهوب

                      أهمس باسمك، ويصير الثلج موسيقى بيضاء تهطل من الأرض

                      إلى السماء...

                      معك أبدأ ثلجا جديدا ويندف فوقي نهار جديد.

                      الكاتبه غاده السمان .



                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...