زوال دولة العلويين الفاطميين
مكث الفاطميون في حكم البلاد مدة مائتين وثمانين سنة ثم زال سلطانهم وتبدد عزهم فباتوا أثرا بعد عين وكان أول ملوكهم المهدي وكان في بادء أمره حدادا واسمه عبيد وكان يهوديا دخل بلاد المغرب وتسمى بعبيد الله ثم زعم أنه شريف علوي فاطمي وقال عن نفسه أنه المهدي فراج في الناس مازعم وشاع في البلاد ما تقول فصدقه كثير من الناس ثم صارت له مكانة وصولة واستقر أمره فبنى مدينة اسمها المهدية نسبة إليه وصار ملكا مطاعا وقد أظهر للناس ملة الروافض والله يعلم ما تنطوي عليه نفسه من رغبة مكبوتة مكنونة مبيتة في تشويه العقيدة الاسلامية الصحيحة ثم تعاقب الملوك من دولة الفاطميين يعقب أحدهما الاخر حتى كان اخرهم العاضد عبد الله فجميعهم بذلك أربعة عشر ملكا وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا وفسادا فقد شاع في دولتهم البدع ووجوه الضلال فكثر في بلاد الشام النصرانية والدرزية واستحوذ الفرنج على سواحل الشام كلها فأخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وغزة وعسقلان والكرك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية وما تبع ذلك من البلدان كما استولوا على بلاد امدي وبلاد غيرها ويضاف إلى ذلك سيرتهم الغاشمة في قتل المسلمين إذ قتلوا منهم خلقا كثيرا وسبوا نسائهم وذراريهم وكانوا كذلك حتى أذن الله عز وجل بسقود دولتهم وفناء شوكتهم وأدال الله عليهم المسلمين من أهل السنة وفي سنة تسعة وستين وخمسمائة تمالئت جماعة من رؤوس الدولة الفاطمية الذين كانوا إبان عهدها حكاما وملوكا فاتفقوا فيما بينهم على استعادة سلطان الدولة الفاطمية فكتبوا إلى الفرنج يستنجدونهم بهذا الأمر ثم عينوا خليفة من الفاطميين ووزيرا وأمراء واغتنموا في ذلك غيبة السلطان في بلاد الكرك ثم بلغ السلطان صلاح الدين الأيوبي خبرهم فاستدعاهم واحدا واحدا فقررهم فأقروا بما تمالئوا عليه فاعتقلهم ثم استفتى في الفقهاء فأفتوه بقتلهم وأمر بقتلهم ومما قام به السلطان صلاح الدين الأيوبي عزل قضاة مصر لأنهم كانوا شيعة وولى بها صدر الدين عبد الملك بن درباس المارداني الشافعي ليكون قاضي القضاة فاستناب هذا في سائر المعاملات القضاة من الشافعية وبنى مدرسة للشافعية وأخرى للمالكية كما قام بقطع الأذان بحي على خير العمل من سائر الديار المصرية وذلك هو السداد والصواب لما وردت به السنة الصحيحة في كيفية الأذان وفي سنة سبع وستين وخمسمائة وفي أول جمعة منها توفي حاكم مصر فأمر صلاح الدين إقامة الخطبة لبني العباس في مصر ونواحيها في الجمعة الثانية وكان ذلك لدى الناس يوما مشهودا فلما بلغ الخبر بذلك إلى الخليفة تزينت بغداد وفرح المسلمون بذلك فرحا شديدا فقد كانت الخطبة لبني العباس قد قطعت من ديار مصر مدة مائتي سنة وثمانين سنة .
مكث الفاطميون في حكم البلاد مدة مائتين وثمانين سنة ثم زال سلطانهم وتبدد عزهم فباتوا أثرا بعد عين وكان أول ملوكهم المهدي وكان في بادء أمره حدادا واسمه عبيد وكان يهوديا دخل بلاد المغرب وتسمى بعبيد الله ثم زعم أنه شريف علوي فاطمي وقال عن نفسه أنه المهدي فراج في الناس مازعم وشاع في البلاد ما تقول فصدقه كثير من الناس ثم صارت له مكانة وصولة واستقر أمره فبنى مدينة اسمها المهدية نسبة إليه وصار ملكا مطاعا وقد أظهر للناس ملة الروافض والله يعلم ما تنطوي عليه نفسه من رغبة مكبوتة مكنونة مبيتة في تشويه العقيدة الاسلامية الصحيحة ثم تعاقب الملوك من دولة الفاطميين يعقب أحدهما الاخر حتى كان اخرهم العاضد عبد الله فجميعهم بذلك أربعة عشر ملكا وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا وفسادا فقد شاع في دولتهم البدع ووجوه الضلال فكثر في بلاد الشام النصرانية والدرزية واستحوذ الفرنج على سواحل الشام كلها فأخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وغزة وعسقلان والكرك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية وما تبع ذلك من البلدان كما استولوا على بلاد امدي وبلاد غيرها ويضاف إلى ذلك سيرتهم الغاشمة في قتل المسلمين إذ قتلوا منهم خلقا كثيرا وسبوا نسائهم وذراريهم وكانوا كذلك حتى أذن الله عز وجل بسقود دولتهم وفناء شوكتهم وأدال الله عليهم المسلمين من أهل السنة وفي سنة تسعة وستين وخمسمائة تمالئت جماعة من رؤوس الدولة الفاطمية الذين كانوا إبان عهدها حكاما وملوكا فاتفقوا فيما بينهم على استعادة سلطان الدولة الفاطمية فكتبوا إلى الفرنج يستنجدونهم بهذا الأمر ثم عينوا خليفة من الفاطميين ووزيرا وأمراء واغتنموا في ذلك غيبة السلطان في بلاد الكرك ثم بلغ السلطان صلاح الدين الأيوبي خبرهم فاستدعاهم واحدا واحدا فقررهم فأقروا بما تمالئوا عليه فاعتقلهم ثم استفتى في الفقهاء فأفتوه بقتلهم وأمر بقتلهم ومما قام به السلطان صلاح الدين الأيوبي عزل قضاة مصر لأنهم كانوا شيعة وولى بها صدر الدين عبد الملك بن درباس المارداني الشافعي ليكون قاضي القضاة فاستناب هذا في سائر المعاملات القضاة من الشافعية وبنى مدرسة للشافعية وأخرى للمالكية كما قام بقطع الأذان بحي على خير العمل من سائر الديار المصرية وذلك هو السداد والصواب لما وردت به السنة الصحيحة في كيفية الأذان وفي سنة سبع وستين وخمسمائة وفي أول جمعة منها توفي حاكم مصر فأمر صلاح الدين إقامة الخطبة لبني العباس في مصر ونواحيها في الجمعة الثانية وكان ذلك لدى الناس يوما مشهودا فلما بلغ الخبر بذلك إلى الخليفة تزينت بغداد وفرح المسلمون بذلك فرحا شديدا فقد كانت الخطبة لبني العباس قد قطعت من ديار مصر مدة مائتي سنة وثمانين سنة .
تعليق