أشعار عنتر بن شداد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دلوعه كتير
    V - I - P
    • May 2013
    • 5217

    أشعار عنتر بن شداد




    عنترة بن شداد
    ? - 22 ق. ه / ? - 601 م
    عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي.
    أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى. من أهل نجد. أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
    وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
    كان مغرما بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلا، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي.



    وللموت خير للفتى من حياته

    وللموت خير للفتى من حياته إذا لم يثب للأمر إلا بقائد
    فعالج جسيمات الأمور، ولا تكن هبيت الفؤاد همه للوسائد
    إذا الريح جاءت بالجهام تشله هذا ليله شل القلاص الطرائد
    وأعقب نوء المرزمين بغبرة وقط قليل الماء بالليل بارد
    كفى حاجة الاضياف حتى يريحها على الحي منا كل أروع ماجد
    تراه بتفريج الأمور ولفها لما نال من معروفها غير زاهد
    وليس أخونا عند شر يخافه ولا عند خير إن رجاه بواحد
    إذا قيل: من للمعضلات؟ أجابه: عظام اللهى منا طوال السواعد


    رمت الفؤاد مليحة عذراء

    رمت الفؤاد مليحة عذراء بسهام لحظ ما لهن دواء
    مرت أوان العيد بين نواهد مثل الشموس لحاظهن ظباء
    فاغتالني سقمى الذي في باطني أخفيته فأذاعه الإخفاء
    خطرت فقلت قضيب بان حركت أعطافه بعد الجنوب صباء
    ورنت فقلت غزالة مذعورة قد راعها وسط الفلاة بلاء
    وبدت فقلت البدر ليلة تمه قد قلدته نجومها الجوزاء
    بسمت فلاح ضياء لؤلؤ ثغرها فيه لداء العاشقين شفاء
    سجدت تعظم ربها فتمايلت لجلالها أربابنا العظماء
    يا عبل مثل هواك أو أضعافه عندي إذا وقع الإياس رجاء
    إن كان يسعدني الزمان فإنني في همتي لصروفه أرزاء


    ما دمت مرتقيا إلى العلياء

    ما زلت مرتقيا إلى العلياء حتى بلغت إلى ذرى الجوزاء
    فهناك لا ألوي على من لامني خوف الممات وفرقة الأحياء
    فلأغضبن عواذلي وحواسدي ولأصبرن على قلى وجواء
    ولأجهدن على اللقاء لكي أرى ما أرتجيه أو يحين قضائي
    ولأحمين النفس عن شهواتها حتى أرى ذا ذمة ووفاء
    من كان يجحدني فقد برح الخفا ما كنت أكتمه عن الرقباء
    ما ساءني لوني وإسم زبيبة إن قصرت عن همتي أعدائي
    فلئن بقيت لأصنعن عجائبا ولأبكمنن بلاغة الفصحاء



    لئن أك أسودا فالمسك لوني

    لئن أك أسودا فالمسك لوني وما لسواد جلدي من دواء
    ولكن تبعد الفحشاء عني كبعد الأرض عن جو السماء


    كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه

    كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه عني ويبعث شيطانا أحاربه
    فياله من زمان كلما انصرفت صروفه فتكت فينا عواقبه
    دهر يرى الغدر من إحدى طبائعه فكيف يهنا به حر يصاحبه
    جربته وأنا غر فهذبني من بعدما شيبت رأسي تجاربه
    وكيف أخشى من الأيام نائبة والدهر أهون ما عندي نوائبه
    كم ليلة سرت في البيداء منفردا والليل للغرب قد مالت كواكبه
    سيفي أنيسي ورمحي كلما نهمت أسد الدحال إليها مال جانبه
    وكم غدير مزجت الماء فيه دما عند الصباح وراح الوحش طالبه
    يا طامعا في هلاكي عد بلا طمع ولا ترد كأس حتف أنت شاربه


    لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب

    لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب
    ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم إذا جفوه ويسترضى إذا عتبوا
    قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا
    لله در بني عبس لقد نسلوا من الأكارم ما قد تنسل العرب
    لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب يوم النزال إذا ما فاتني النسب
    إن كنت تعلم يا نعمان أن يدي قصيرة عنك فالأيام تنقلب
    اليوم تعلم يا نعمان أي فتى يلقى أخاك الذي قد غره العصب
    إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب

    فتى يخوض غمار الحرب مبتسما وينثني وسنان الرمح مختضب
    إن سل صارمه سالت مضاربه وأشرق الجو وانشقت له الحجب
    والخيل تشهد لي أني أكفكفها والطعن مثل شرار النار يلتهب
    إذا التقيت الأعادي يوم معركة تركت جمعهم المغرور ينتهب
    لي النفوس وللطيراللحوم ولل وحش العظام وللخيالة السلب
    لا أبعد الله عن عيني غطارفة إنسا إذا نزلوا جنا إذا ركبوا
    أسود غاب ولكن لا نيوب لهم إلا الأسنة والهندية القضب
    تعدو بهم أعوجيات مضمرة مثل السراحين في أعناقها القبب
    ما زلت ألقى صدور الخيل مندفقا بالطعن حتى يضج السرج واللبب
    فا لعمي لو كان في أجفانهم نظروا والخرس لو كان في أفواههم خطبوا
    والنقع يوم طراد الخيل يشهد لي والضرب والطعن والأقلام والكتب


    ألا ياعبل قد زاد التصابي

    ألا ياعبل قد زاد التصابي ولج اليوم قومك في عذابي
    وظل هواك ينمو كل يوم كما ينمو مشيبي في شبابي
    عتبت صروف دهري فيك حتى فني وأبيك عمري في العتاب
    ولاقيت العدى وحفظت قوما أضاعوني ولم يرعوا جنابي
    سلي يا عبل عنا يوم زرنا قبائل عامر وبني كلاب
    وكم من فارس خليت ملقى خضيب الراحتين بلا خضاب
    يحرك رجله رعبا وفيه سنان الرمح يلمع كالشهاب
    قتلنا منهم مئتين حرا وألفا في الشعاب وفي الهضاب


    سلا القلب عما كان يهوى ويطلب

    سلا القلب عما كان يهوى ويطلب وأصبح لا يشكو ولا يتعتب
    صحا بعد سكر وانتخى بعد ذلة وقلب الذي يهوى العلى يتقلب
    إلى كم أداري من تريد مذلتي وأبذل جهدي في رضاها وتغضب
    عبيلة ! أيام الجمال قليلة لها دولة معلومة ثم تذهب
    فلا تحسبي أني على البعد نادم ولا القلب في نار الغرام معذب
    وقد قلت إني قد سلوت عن الهوى ومن كان مثلي لا يقول ويكذب
    هجرتك فامضي حيث شئت وجربي من الناس غيري فاللبيب يجرب
    لقد ذل من أمسى على ربع منزل ينوح على رسم الديار ويندب
    وقد فاز من في الحرب أصبح جائلا يطاعن قرنا والغبار مطنب
    نديمي رعاك الله قم غن لي على كؤوس المنايا من دم حين أشرب
    ولا تسقني كأس المدام فإنها يضل بها عقل الشجاع ويذهب


    يذبب ورد على إثره

    يذبب ورد على إثره وأمكنه وقع مرد خشب
    تتابع لا يبتغى غيرها بأبيض كالقبس الملتهب
    فمن يك في قتله يمتري فإن أبا نوفل قد شجب
    وغادرت نضلة في معرك يجر الأسنة كالمحتطب


    كأن السرايا بين قو وقارة

    كأن السرايا بين قو وقارة عصائب طير ينتحين لمشرب
    وقد كنت أخشى أن أموت ولم تقم قرائب عمرو وسط نوح مسلب
    شفى النفس مني أودنا من شفائها ترديهم من حالق متصوب
    تصيح الردينيات في حجباتهم صياح العوالي في الثقاف المثقب
    كتائب تزجى فوق كل كتيبة لواء كظل الطائر المتقلب


    لا تذكري مهري وما أطعمته

    لا تذكري مهري وما أطعمته فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
    إن الغبوق له وأنت مسوءة فتأوهي ما شئت ثم تحوبي
    كذب العتيق وماء شن بارد إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي
    إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي
    ويكون مركبك القعود ورحله وابن النعامة يوم ذلك مركبي
    إني أحاذر أن تقول ظعينتي هذا غبار ساطع فتلبب
    وأنا امرؤ إن يأخذوني عنوة أقرن إلى شرالركاب وأجنب


    حسناتي عند الزمان ذنوب

    حسناتي عند الزمان ذنوب وفعالي مذمة وعيوب
    ونصيبي من الحبيب بعاد ولغيري الدنو منه نصيب
    كل يوم يبري السقام محبا من حبيب وما لسقمي طبيب
    فكأن الزمان يهوى حبيبا وكأني على الزمان رقيب
    إن طيف الخيال يا عبل يشفي ويداوي به فؤادي الكئيب
    وهلاكي في الحب أهون عندي من حياتي إذا جفاني الحبيب
    يا نسيم الحجاز لولاك تطفي نار قلبي أذاب جسمي اللهيب
    لك مني إذا تنفست حر ولرياك من عبيلة طيب
    ولقد ناح في الغصون حمام فشجاني حنينه والنحيب
    بات يشكو فراق إلف بعيد وينادي أنا الوحيد الغريب
    ياحمام الغصون لو كنت مثلي عاشقا لم يرقك غصن رطيب
    فاترك الوجد والهوى لمحب قلبه قد أذابه التعذيب
    كل يوم له عتاب مع الده ر وأمر يحار فيه اللبيب
    وبلايا ما تنقضي ورزايا مالها من نهاية وخطوب
    سائلي يا عبيل عني خبيرا وشجاعا قد شيبته الحروب
    فسينبيك أن في حد سيفي ملك الموت حاضر لا يغيب
    وسناني بالدارعين خبير فاسأليه عما تكون القلوب
    كم شجاع دنا إلي ونادى يا لقومي أنا الشجاع المهيب
    ما دعاني إلا مضى يكدم الأر ض وقد شقت عليه الجيوب
    ولسمر القنا إلي انتساب وجوادي إذا دعاني أجيب
    يضحك السيف في يدي وينادي وله في بنان غيري نحيب
    وهو يحمي معي على كل قرن مثلما للنسيب يحمي النسيب
    فدعوني من شرب كأس مدام من جوار لهن ظرف وطيب
    ودعوني أجر ذيل فخار عندما تخجل الجبان العيوب


    دعني أجد إلى العلياء في الطلب

    دعني أجد إلى العلياء في الطلب وأبلغ الغاية القصوى من الرتب
    لعل عبلة تضحى وهي راضية على سوادي وتمحوصورة الغضب
    إذا رأت سائر السادات سائرة تزور شعري بركن البيت في رجب
    يا عبل قومي انظري فعلي ولا تسلي عني الحسود الذي ينبيك بالكذب
    إن أقبلت حدق الفرسان ترمقني وكل مقدام حرب مال للهرب
    فما تركت لهم وجها لمنهزم ولا طريقا ينجيهم من العطب
    فبادري وانظري طعنا إذا نظرت عين الوليد إليه شاب وهو صبي
    خلقت للحرب أحميها إذا بردت وأصطلي نارها في شدة اللهب
    بصارم حيثما جردته سجدت له جبابرة الأعجام والعرب
    وقد طلبت من العلياء منزلة بصارمي لا بأمي لا ولا بأبي
    فمن أجاب نجا مما يحاذره ومن أبى طعم الحرب والحرب


    أعاتب دهرا لا يلين لعاتب

    أعاتب دهرا لا يلين لعاتب وأطلب أمنا من صروف النوائب
    وتوعدني الأيام وعدا تغرني وأعلم حقا أنه وعد كاذب
    خدمت أناسا واتخذت أقاربا لعوني ولكن أصبحوا كالعقارب
    ينادونني في السلم يا بن زبيبة وعند صدام الخيل يا ابن الأطايب
    ولولا الهوى ما ذل مثلي لمثلهم ولا خضعت أسد الفلا للثعالب
    ستذكرني قومي إذا الخيل أصبحت تجول بها الفرسان بين المضارب
    فإن هم نسوني فالصوارم والقنا تذكرهم فعلي ووقع مضاربي
    فيا ليت أن الدهر يدني أحبتي إلي كما يدني إلي مصائبي
    وليت خيالا منك يا عبل طارقا يرى فيض جفني بالدموع السواكب
    سأصبر حتى تطرحني عواذلي وحتى يضج الصبر بين جوانبي
    مقامك في جو السماء مكانه وباعي قصير عن نوال الكواكب


    وغداة صبحن الجفار عوابسا

    وغداة صبحن الجفار عوابسا يهدي أوائلهن شعث شزب


    إذا قنع الفتى بذميم عيش

    إذا قنع الفتى بذميم عيش وكان وراء سجف كالبنات
    ولم يهجم على أسد المنايا ولم يطعن صدور الصافنات
    ولم يقر الضيوف إذا أتوه ولم يرو السيوف من الكماة
    ولم يبلغ بضرب الهام مجدا ولم يك صابرا في النائبات
    فقل للناعيات إذا بكته ألا فاقصرن ندب النادبات
    ولا تندبن إلا ليث غاب شجاعا في الحروب الثائرات
    دعوني في القتال أمت عزيزا فموت العز خير من حياتي
    لعمري ما الفخار بكسب مال ولا يدعى الغني من السراة
    ستذكرني المعامع كل وقت على طول الحياة إلى الممات
    فذاك الذكر يبقى ليس يفنى مدى الأيام في ماض وات
    وإني اليوم أحمي عرض قومي وأنصر ال عبس على العداة
    واخذ مالنا منهم بحرب تخر لها متون الراسيات
    وأترك كل نائحة تنادي عليهم بالتفرق والشتات


    سكت فغر أعدائي السكوت

    سكت فغر أعدائي السكوت وظنوني لأهلي قد نسيت
    وكيف أنام عن سادات قوم أنا في فضل نعمتهم ربيت
    وإن دارت بهم خيل الأعادي ونادوني أجبت متى دعيت
    بسيف حده يزجي المنايا ورمح صدره الحتف المميت
    خلقت من الحديد أشد قلبا وقد بلي الحديد ومابليت
    وفي الحرب العوان ولدت طفلا ومن لبن المعامع قد سقيت
    وإني قد شربت دم الأعادي بأقحاف الرؤوس وما رويت
    فما للرمح في جسمي نصيب ولا للسيف في أعضاي قوت
    ولي بيت علا فلك الثريا تخر لعظم هيبته البيوت


    أشاقك من عبل الخيال المبهج

    أشاقك من عبل الخيال المبهج فقلبك فيه لاعج يتوهج
    فقدت التي بانت فبت معذبا وتلك احتواها عنك للبين هودج
    كأن فؤادي يوم قمت مودعا عبيلة مني هارب يتمعج
    خليلي ما أنساكما بل فداكما أبي وأبوها أين أين المعرج
    ألما بماء الدحرضين فكلما ديار التي في حبها بت ألهج
    ديار لذت الخدر عبلة أصبحت بها الأربع الهوج العواصف ترهج
    ألا هل ترى إن شط عني مزارها وأزعجها عن أهلها الان مزعج
    فهل تبلغني دارها شدنية هملعة بين القفار تهملج
    تريك إذا ولت سناما وكاهلا وإن أقبلت صدرا لها يترجرج
    عبيلة هذا در نظم نظمته وأنت له سلك وحسن ومنهج
    وقد سرت يا بنت الكرام مبادرا وتحتي مهري من الإبل أهوج
    بأرض تردى الماء في هضباتها فأصبح فيها نبتها يتوهج
    وأورق فيها الاس والضال والغضا ونبق ونسرين وورد وعوسج
    لئن أضحت الأطلال منها خواليا كأن لم يكن فيها من العيش مبهج
    فيا طالما مازحت فيها عبيلة ومازحني فيها الغزال المغنج
    أغن مليح الدل أحور أكحل أزج نقي الخد أبلج أدعج
    له حاجب كالنون فوق جفونه وثغر كزهر الأقحوان مفلج
    وردف له ثقل وقد مهفهف وخد به ورد وساق خدلج
    وبطن كطي السابرية لين أقب لطيف ضامر الكشح أنعج
    لهوت بها والليل أرخى سدوله إلى أن بدا ضوء الصباح المبلج
    أراعي نجوم الليل وهي كأنها قوارير فيها زئبق يترجرج
    وتحتي منها ساعد فيه دملج مضيء وفوقي اخر فيه دملج
    وإخوان صدق صادقين صحبتهم على غارة من مثلها الخيل تسرج
    تطوف عليهم خندريس مدامة ترى حببا من فوقها حين تمزج
    ألا إنها نعم الدواء لشارب ألا فاسقنيها قبلما أنت تخرج
    فنضحي سكارى والمدام مصفف يدار علينا والطعام المطبهج
    وما راعني يوم الطعان دهاقه إلي مثل من بالزعفران نضرج
    فأقبل منقضاعلي بحلقه يقرب أحيانا وحينا يهملج
    فلما دنا مني قطعت وتينه بحد حسام صارم يتفلج
    كأن دماء الفرس حين تحادرت خلوق العذارى أو خباء مدبج
    فويل لكسرى إن حللت بأرضه وويل لجيش الفرس حين أعجعج
    وأحمل فيهم حملة عنترية أرد بها الأبطال في القفر تنبج
    وأصدم كبش القوم ثم أذيقه مرارة كأس الموت صبرا يمجج
    واخذ ثأر الندب سيد قومه وأضرمها في الحرب نارا تؤجج
    وإني لحمال لكل ملمة تخر لها شم الجبال وتزعج
    وإني لأحمي الجار من كل ذلة وأفرح بالضيف المقيم وأبهج
    وأحمي حمى قومي على طول مدتي الى أن يروني في اللفائف أدرج
    فدونكم يا ال عبس قصيدة يلوح لها ضوء من الصبح أبلج
    ألا إنها خير القصائد كلها يفصل منها كل ثوب وينسج



    لمن الشموس عزيزة الأحداج

    لمن الشموس عزيزة الأحداج يطلعن بين الوشي والديباج
    من كل فائقة الجمال كدمية من لؤلؤ قد صورت في عاج
    تمشي وترفل في الثياب كأنها غصن ترنح في نقا رجاج
    حفت بهن مناصل وذوابل ومشت بهن ذوامل ونواج
    فيهن هيفاء القوام كأنها فلك مشرعة على الأمواج
    خطف الظلام كسارق من شعرها فكأنما قرن الدجى بدياجي
    ابصرت ثم هويت ثم كتمت ما ألقى ولم يعلم بذاك مناجي
    فوصلت ثم قدرت ثم عففت من شرف تناهى بي إلى الإنضاج


    أعاتب دهرا لا يلين لناصح

    أعاتب دهرا لا يلين لناصح وأخفي الجوى في القلب والدمع فاضحى
    وقومي مع الأيام عون على دمي وقد طلبوني بالقنا والصفائح
    وقد أبعدوني عن حبيب احبه فأصبحت في قفر عن الانس نازح
    وقد هان عندي بذل نفس عزيزة ولو فارقتني ما بكتها جوارحي
    وأيسر من كفي إذا ما مددتها لنيل عطاء مد عنقي لذابح
    فيا رب لا تجعل حياتي مذمة ولا موتتي بين النساء النوائح
    ولكن قتيلا يدرج الطير حوله وتشرب غربان الفلا من جوانحي


    إذا لاقيت جمع بني أبان

    إذا لاقيت جمع بني أبان فإني لائم للجعد لاح
    كأن مؤشر العضدين حجلا هدوجا بين أقلبة ملاح
    تضمن نعمتي فغدا عليها بكورا أو تعجل في الرواح
    ألم تعلم لحاك الله أني أجم إذا لقيت ذوي الرماح
    كسوت الجعد جعد بني أبان سلاحي بعد عري وافتضاح


    طربت وهاجتك الظباء السوانح

    طربت وهاجتك الظباء السوانح غداة غدت منها سنيح وبارح
    تغالت بي الأشواق حتى كأنما بزندين في جوفي من الوجد قادح
    وقد كنت تخفي حب سمراء حقبة فبح لان منها بالذي أنت بائح
    لعمري لقد أعذرت لو تعذرينني وخشنت صدرا غيبه لك ناصح
    أعاذل كم من يوم حرب شهدته له منظر بادي النواجذ كالح
    فلم أر حيا صابروا مثل صبرنا ولا كافحوا مثل الذين نكافح
    إذا شئت لاقاني كمي مدجج على اعوجي بالطعان مسامح
    نزاحف زحفا أو نلاقي كتيبة تطاعننا أو يذعر السرح صائح
    فلما التقينا بالجفار تصعصعوا وردت على أعقابهن المسالح
    وسارت رجال نحو أخرى عليهم الح ديد كما تمشي الجمال الدوالح
    إذا ما مشوا في السابغات حسبتهم سيولا وقد جاشت بهن الأباطح
    فأشرع رايات وتحت ظلالها من القوم أبناء الحروب المراجح
    ودرنا كما دارت على قطبها الرحى ودارت على هام الرجال الصفائح
    بهاجرة حتى تغيب نورها وأقبل ليل يقبض الطرف سائح
    تداعى بنو عبس بكل مهند حسام يزيل الهام والصف جانح
    وكل رديني كأن سنانه شهاب بدا في ظلمة الليل واضح
    فخلوا لنا عوذ النساء وجببوا عباديد منهم مستقيم وجامح
    وكل كعوب خدلة الساق فخمة لها منبت في ال ضبة طامح
    تركنا ضرارا بين عان مكبل وبين قتيل غاب عنه النوائح
    وعمرا وحيانا تركنا بقفرة تعودهما فيها الضباع الكوالح
    يجررن هاما فلقتها رماحنا تزيل منهن اللحى والمسايح



    نحا فارس الشهباء والخيل جنح

    نحا فارس الشهباء والخيل جنح على فارس بين الأسنة مقصد
    ولولا يد نالته منا لأصبحت سباع تهادى شلوه غير مسند
    فلا تكفر النعمى وأثن بفضلها ولا تأمنن مايحدث الله في غد
    فإن يك عبد الله لاقى فوارسا يردون خال العارض المتوقد
    فقد أمكنت منك الأسنة عانيا فلم تجز إذ تسعى قتيلا بمعبد


    _____________________________________





google Ad Widget

تقليص
يعمل...