![](https://m.3bir.net/files/379717f911.gif)
اسمها خديجة
إن اسمي قديم جدا لا يليق بطفلة ولدت حديثا فاختر لها اسما جديدا شأنها شأن أقرانها من الأطفال اليوم
هذا ما قالته الجدة خديجة لولدها الذي رزق بطفلة قبل ساعات وقرر تسميتها على اسم أمه
خديجة هي أرملة توفى عنها زوجها منذ أعوام طويلة ولم ترزق إلا بولد واحد كرست حياتها لأجله وانتظرت سنوات وسنوات عانت فيها من الحرمان والظلم، لم يهتم أحد لأمرها يوما، لم يرضى أي أحد الاهتمام بأرملة ومعها طفل صغير ، حاول البعض أقناعها بالزواج لتجد من يعولها، ويعينها على قسوة الحياة وظروفها، وأمام رفضها للزواج لم تجد من يساعدها، أو يمد يد العون لها إلا من رحم ربي فكان الجيران أكثر طيبة ورحمة لها من ذويها.
كانت ترى في ولدها الصغير أملها في الحياة ، وهو من سيخلصها من سنين العذاب والحرمان كانت تراه جنتها على الأرض حلمت بتلك اللحظة التي سيزيح عنها هم وتعب الحياة ومشقتها أصرت إن يدرس بأفضل المدارس وحرصت على إن لا ينقصه شيء وطرقت كل السبل لكي لا يعاني مرارة الحرمان انتظرت طويلا وطويلا لم تجد في تعبها إلا راحة وفي شقائها إلا سعادة وكلما مضى عام تقول: الحمد لله اقتربت ساعة الفرج.
مضت السنين ربما تكون طويلة إلا إن خديجة كانت تراها قد مرت كلمح البصر سعيدة بأنها أخيرا رأت ثمرة صبرها وعناءها في تلك اللحظة لم تشعر الأم بكل تلك السنوات التي مضت وكان الابن كما تمنت أصبح أخيرا مهندسا توظف بإحدى شركات النفط وقررت أن تزوجه بفتاة ذات خلق ولكنها تركت له حرية الاختيار فاختار من أحبها قلبه وتزوج وبعد ما يقارب من العام والنصف جاءها فرحا يركض قائلا: أمي لقد رزقت بفتاة وكل ذلك بفضل ربي ودعواتك لي
قالت خديجة: مبارك يا ولدي الان يمكنني القول بأن لدى العائلة التي طالما حلمت بها بالرغم من بعدك عني بسبب ظروف عملك إلا إنني سعيدة ...
قاطعها قائلا: لقد قررت تسميتها على اسمك سيكون اسم ابنتي خديجة عرفانا بجميلك وتقديرا لك.
فقالت باسمة: لا يا ولدي إن اسمي قديم قد لا يليق بطفلة مثلها فاختر لها اسم جميلا شأنها شأن أقرانها من الأطفال
لم يناقشها في الموضوع إلا أنه بعد يومين أعاد ما قاله ، وردت عليه بنفس ما قالته وزادت قائلة: إن أردت إن ترضيني فدعني اختر لها أنا الاسم ما رأيك باسم حنان اسم جميل وأنيق وربما سيزيد الحنان والمحبة للبيت
قالت الزوجة: اسم رائع حقا جميل وخال من تكلفة ومبالغة.
غضب من كلام والدته وصرخ بوجهها وصاح مرددا بأنها ابنته هو وهو من يختار لها اسمها وقد صمم تسميتها على اسم الوالدة وكان يتفوه بكلام كثير أدهش الزوجة قبل الأم أما تلك الأم قد كانت صدمتها بولدها أليمة جدا بهذه اللحظة فقط تذكرت كل لحظة عانتها في حياتها بهذه اللحظة ظهرت عليها ملامح التعب وخانتها دموعها فبكت بحرقة. لم تكن تستمع لما يقوله ابنها وكانت صدمتها الكبرى عندما قرر مقاطعتها وبأنها لن ترى وجهه أبدا.
صفق الباب بقوة وهو يحمل ابنته ومعه زوجته وذهب دون رجعة تاركا وراءه امرأة أهلكها التعب واستبد بها الألم دون أن يعبأ لدموعها وحزنها خارت قواها وانهارت لا تصدق ما جرى وتخال نفسها تحلم ولكن الواقع كان أشد مرارة مضت ثلاث سنوات لم ترى ابنها وهو لم يفكر أن يتصل بها تضاعفت عليها السنين وكأنها هرمت فجأة لا تعرف كيف ولماذا حدث كل ما حدث هل كانت مخطئة عندما كرست حياتها لأجله أيعقل إن لا يرف له جفن ألهذه الدرجة بلغ به العقوق والقسوة أي حنان يملك هذا الابن العاق الذي سمى ابنته على والدته وهو قاطع لرحمه وهذه أمه التي كانت الجنة تحت أقدامها ،وفي أحد الأيام اتصلت بها زوجة ولدها وأخبرتها بأنهم سيعودون لم تتمالك نفسها من السعادة ومسحت دموع حفرت أخدودا بذلك الوجه الذي امتلأ حزن وبؤسا ولدي سيعود إلي كنت أعرف بأنه سيعود هذا ولدي الذي أعرف لا يمكن أن يقسو قلبه على أمه بعد أيام علمت بقدومه فجهزت ألذ الأطعمة التي يحبها وزينت المنزل وأخرجت كل اللعب التي كانت تشتريها لصغيرتها خديجة منذ ولادتها اللهفة والشوق تغمرانها وتتساءل بينها وبين نفسها كيف أصبح وهل تغير بهذه السنوات الثلاث وكيف هي طفلته وما هو شكلها متى سيطرق هذا الباب أعدت الطاولة وكان كل شيء جاهز لاستقبال ولدها وعائلته أمضت النهار ما بين الباب والنافذة وكلما سمعت أصواتا للمارة أو للسيارات تهرع للباب عله ولدها وفي كل مرة كان يخيب أملها مضى اليوم الأول وهي تنتظر دون أن تتذوق لقمة واحدة لم تشأ أن تأكل قبل وصوله أرادت أن تطمعه بيدها كما كانت تفعل وهو صغير مضى يومان اخران وكل شيء على ما هو عليه إلا أنها لم تعد كما كانت ازدادت العبرات والغصات بقلبها وعادت الدموع تتحجر بتلك المقل لم تعد تحتمل المزيد من الألم وفي اليوم الخامس قرر ذلك الولد العاق رؤية أمه على عجالة ومضض بإصرار من زوجته التي لم يكن يرضيها ما يفعل بأمه فذهب لرؤيتها ليس متلهفا لوالدته التي أعطته حياتها وعمرها كلا بل كان كمن يؤدي واجبا ثقيلا لا أكثر فاكتشف عند وصوله لمنزلها بأنها في المستشفى تنازع الروح وما من إن وصل إليها حتى عرف بأنها قد توفيت دون تراه توفيت وهي تحمل من الحزن والقهر مالا تطيق، لم تعاني فقط من أجله بل عانت مرارة فراقه تذكر الان فقط كل ما فعلته لأجله وعندما عاد لمنزلها اسفا شاهد تلك الطاولة المليئة بالطعام والتي لم تمس منذ أيام وتلك الهدايا والألعاب ردد قائلا: أمي فعلت كل ذلك لأجلي، لأجل رؤيتي وأنا لم ابه بها أبدا ولم أفكر ببرها يوما بكى ندما واسفا لم تفارقه كلمة ليتني لم أفعل
هل ينفع الندم الان؟؟ هل ستكفى كلمة سامحيني يا أمي؟؟؟ أم هل سينفع الاسم الذي اخترته لطفلتك وصرت بسببه عاقا لوالدتك ؟؟؟؟
فما الذي كان سيحدث إن لم تسم ابنتك على اسم جدتها وكنت بارا بها؟؟؟؟
قال تعالى( وصاحبهما في الدنيا معروفا)
النهاية
إن اسمي قديم جدا لا يليق بطفلة ولدت حديثا فاختر لها اسما جديدا شأنها شأن أقرانها من الأطفال اليوم
هذا ما قالته الجدة خديجة لولدها الذي رزق بطفلة قبل ساعات وقرر تسميتها على اسم أمه
خديجة هي أرملة توفى عنها زوجها منذ أعوام طويلة ولم ترزق إلا بولد واحد كرست حياتها لأجله وانتظرت سنوات وسنوات عانت فيها من الحرمان والظلم، لم يهتم أحد لأمرها يوما، لم يرضى أي أحد الاهتمام بأرملة ومعها طفل صغير ، حاول البعض أقناعها بالزواج لتجد من يعولها، ويعينها على قسوة الحياة وظروفها، وأمام رفضها للزواج لم تجد من يساعدها، أو يمد يد العون لها إلا من رحم ربي فكان الجيران أكثر طيبة ورحمة لها من ذويها.
كانت ترى في ولدها الصغير أملها في الحياة ، وهو من سيخلصها من سنين العذاب والحرمان كانت تراه جنتها على الأرض حلمت بتلك اللحظة التي سيزيح عنها هم وتعب الحياة ومشقتها أصرت إن يدرس بأفضل المدارس وحرصت على إن لا ينقصه شيء وطرقت كل السبل لكي لا يعاني مرارة الحرمان انتظرت طويلا وطويلا لم تجد في تعبها إلا راحة وفي شقائها إلا سعادة وكلما مضى عام تقول: الحمد لله اقتربت ساعة الفرج.
مضت السنين ربما تكون طويلة إلا إن خديجة كانت تراها قد مرت كلمح البصر سعيدة بأنها أخيرا رأت ثمرة صبرها وعناءها في تلك اللحظة لم تشعر الأم بكل تلك السنوات التي مضت وكان الابن كما تمنت أصبح أخيرا مهندسا توظف بإحدى شركات النفط وقررت أن تزوجه بفتاة ذات خلق ولكنها تركت له حرية الاختيار فاختار من أحبها قلبه وتزوج وبعد ما يقارب من العام والنصف جاءها فرحا يركض قائلا: أمي لقد رزقت بفتاة وكل ذلك بفضل ربي ودعواتك لي
قالت خديجة: مبارك يا ولدي الان يمكنني القول بأن لدى العائلة التي طالما حلمت بها بالرغم من بعدك عني بسبب ظروف عملك إلا إنني سعيدة ...
قاطعها قائلا: لقد قررت تسميتها على اسمك سيكون اسم ابنتي خديجة عرفانا بجميلك وتقديرا لك.
فقالت باسمة: لا يا ولدي إن اسمي قديم قد لا يليق بطفلة مثلها فاختر لها اسم جميلا شأنها شأن أقرانها من الأطفال
لم يناقشها في الموضوع إلا أنه بعد يومين أعاد ما قاله ، وردت عليه بنفس ما قالته وزادت قائلة: إن أردت إن ترضيني فدعني اختر لها أنا الاسم ما رأيك باسم حنان اسم جميل وأنيق وربما سيزيد الحنان والمحبة للبيت
قالت الزوجة: اسم رائع حقا جميل وخال من تكلفة ومبالغة.
غضب من كلام والدته وصرخ بوجهها وصاح مرددا بأنها ابنته هو وهو من يختار لها اسمها وقد صمم تسميتها على اسم الوالدة وكان يتفوه بكلام كثير أدهش الزوجة قبل الأم أما تلك الأم قد كانت صدمتها بولدها أليمة جدا بهذه اللحظة فقط تذكرت كل لحظة عانتها في حياتها بهذه اللحظة ظهرت عليها ملامح التعب وخانتها دموعها فبكت بحرقة. لم تكن تستمع لما يقوله ابنها وكانت صدمتها الكبرى عندما قرر مقاطعتها وبأنها لن ترى وجهه أبدا.
صفق الباب بقوة وهو يحمل ابنته ومعه زوجته وذهب دون رجعة تاركا وراءه امرأة أهلكها التعب واستبد بها الألم دون أن يعبأ لدموعها وحزنها خارت قواها وانهارت لا تصدق ما جرى وتخال نفسها تحلم ولكن الواقع كان أشد مرارة مضت ثلاث سنوات لم ترى ابنها وهو لم يفكر أن يتصل بها تضاعفت عليها السنين وكأنها هرمت فجأة لا تعرف كيف ولماذا حدث كل ما حدث هل كانت مخطئة عندما كرست حياتها لأجله أيعقل إن لا يرف له جفن ألهذه الدرجة بلغ به العقوق والقسوة أي حنان يملك هذا الابن العاق الذي سمى ابنته على والدته وهو قاطع لرحمه وهذه أمه التي كانت الجنة تحت أقدامها ،وفي أحد الأيام اتصلت بها زوجة ولدها وأخبرتها بأنهم سيعودون لم تتمالك نفسها من السعادة ومسحت دموع حفرت أخدودا بذلك الوجه الذي امتلأ حزن وبؤسا ولدي سيعود إلي كنت أعرف بأنه سيعود هذا ولدي الذي أعرف لا يمكن أن يقسو قلبه على أمه بعد أيام علمت بقدومه فجهزت ألذ الأطعمة التي يحبها وزينت المنزل وأخرجت كل اللعب التي كانت تشتريها لصغيرتها خديجة منذ ولادتها اللهفة والشوق تغمرانها وتتساءل بينها وبين نفسها كيف أصبح وهل تغير بهذه السنوات الثلاث وكيف هي طفلته وما هو شكلها متى سيطرق هذا الباب أعدت الطاولة وكان كل شيء جاهز لاستقبال ولدها وعائلته أمضت النهار ما بين الباب والنافذة وكلما سمعت أصواتا للمارة أو للسيارات تهرع للباب عله ولدها وفي كل مرة كان يخيب أملها مضى اليوم الأول وهي تنتظر دون أن تتذوق لقمة واحدة لم تشأ أن تأكل قبل وصوله أرادت أن تطمعه بيدها كما كانت تفعل وهو صغير مضى يومان اخران وكل شيء على ما هو عليه إلا أنها لم تعد كما كانت ازدادت العبرات والغصات بقلبها وعادت الدموع تتحجر بتلك المقل لم تعد تحتمل المزيد من الألم وفي اليوم الخامس قرر ذلك الولد العاق رؤية أمه على عجالة ومضض بإصرار من زوجته التي لم يكن يرضيها ما يفعل بأمه فذهب لرؤيتها ليس متلهفا لوالدته التي أعطته حياتها وعمرها كلا بل كان كمن يؤدي واجبا ثقيلا لا أكثر فاكتشف عند وصوله لمنزلها بأنها في المستشفى تنازع الروح وما من إن وصل إليها حتى عرف بأنها قد توفيت دون تراه توفيت وهي تحمل من الحزن والقهر مالا تطيق، لم تعاني فقط من أجله بل عانت مرارة فراقه تذكر الان فقط كل ما فعلته لأجله وعندما عاد لمنزلها اسفا شاهد تلك الطاولة المليئة بالطعام والتي لم تمس منذ أيام وتلك الهدايا والألعاب ردد قائلا: أمي فعلت كل ذلك لأجلي، لأجل رؤيتي وأنا لم ابه بها أبدا ولم أفكر ببرها يوما بكى ندما واسفا لم تفارقه كلمة ليتني لم أفعل
هل ينفع الندم الان؟؟ هل ستكفى كلمة سامحيني يا أمي؟؟؟ أم هل سينفع الاسم الذي اخترته لطفلتك وصرت بسببه عاقا لوالدتك ؟؟؟؟
فما الذي كان سيحدث إن لم تسم ابنتك على اسم جدتها وكنت بارا بها؟؟؟؟
قال تعالى( وصاحبهما في الدنيا معروفا)
النهاية
ب قلمي/ انة حرف
تعليق