اللهم بارك لنا في أوقاتنا و إجعلنا شاكرين ذاكرين حامدين لك في كل وقت.
لا اله الا الله الحي القيوم استغفر الله العظيم وأتوب اليه
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كتمتك عنهم كالسر العظيم
وأخفيتك عن أعينهم كالفعل المريب
وعانيتك وحدي كالمرض الخبيث !
وأحببتك بلا مقابل .. وحفظتك بلا مقابل !
وسترتك بلا مقابل .. واحتويتك بلا مقابل .. وتمنيت لك الجنة بلا مقابل !
كلما جاء رمضان .. يستيقظ في القلب شيء ما .. أظنه الحنين إليهم
إنهم .. أولئك الذين كانوا هنا يملئون هذه الرقعة من الأرض يتجولون بهذه البقعة من القلب يسطرون في الذاكرة أحداثهم ينحتون في أعماقنا ما لا يمحى ولا يتلاشى ولا ينسى
إنهم .. أولئك الذين لم يعودوا هنا غابوا ذات فراق رحلوا إلى أبعد مدن الغياب تساقطوا في أقصى أعماق الجرح فأصبح الغياب باتساعهم وأصبح الجرح باتساع الغياب
إنهم .. أولئك الذين كانوا ومازالوا يضيئون كالشمعة في ظلمة الحزن يشرقون كالشمس في سماء الذاكرة لا يفارق الحنين طريقهم ولا يعرف النسيان لهم طريقا
إنهم .. أولئك الباقون بنا الذين تزيدهم الأيام بنا صلابة وقوة ويزدادون كلما مر العمر وضوحا فلا يضعفون ولا يشيبون ولا يتهالكون
إنهم .. أولئك الذين يستقرون كالنار تحت رمادنا وكلما هبت رياح الحنين أيقظتهم وكلما أيقظتهم أشعلتنا شوقا إليهم وكلما أشعلتنا أحرقتنا بواقع غيابهم
إنهم .. أولئك الذين نشتاق عهدهم في مملكة عمرنا ونفتح تاريخ العمر على صفحتهم ونعيد سرد أحداثهم بتاريخنا ونكرر قراءة تضاريسهم على جغرافية أيامنا
إنهم .. أولئك الذين يمتطون صهوة الأيام في اتجاه الغياب ونتمنى أن يتوقف جوادهم في محطتنا لحظة أو يعود الزمان إلى الوراء كي نراهم كالحلم
أو نلمحهم أو نصافحهم أو نصر أيادينا على كل لحظة عمر معهم كي لا تتسرب لحظاتهم كما تسربوا ونعلم أنهم لن يعودوا ونعلم أننا لن نراهم
وقبل أن يرعبنا المساء :
عندما يأتي رمضان يخيل إلي أنني ألمح طيفهم في المكان وأنني أسمع صوت خطاهم بين الغرف وأن صوت ضحكاتهم ينطلق من بين الجدران
وأن كل الأمكنة تنادي عليهم وأن كل الأزمنة تنادي بهم وكأنهم ما غابوا يوما
وأخيرا ! لنتذكر هؤلاء في رمضان إنسان كان هنا ..
ولم يعد إنسان يمزقه المرض ويحتاج إلى الدعاء إنسان يمنعه التعفف من سؤال الناس إنسان له علينا حق وصل الرحم التي أمرنا الله بها
أن تصل إنسان قدم لنا ذات يوم ما كنا في حاجة إليه إنسان قدم الكثير وتنازل عن الكثير ليعبر بنا ومعنا إلى بر الأمان
إنسان يقف الشيطان حائلا بيننا وبينه فنلتقي ويعرض كلانا عن الاخر .
أكثر ما أكرهه في عزائم رمضان هو "الاهتمام المكذوب" الذي فرضه هذا الشهر - للأسف - تجاه بعض الناس الذين تعرفهم أو تربطك بهم صلة قرابة ما بحيث تبدو مهتما بأن تسأل عنهم وعن أحوالهم وماذا يفعلون في حياتهم وتحاول إيجاد موضوع للحديث أو النقاش بشأنه مع إنك غير مهتم.. هذا بغض النظر عن الأسئلة التي تجرح قلوبهم مثل "انتوا لليوم ما خلفتوا؟ .. شو مساويين بعد وفاة الوالد؟.. ما حدا طلب إيدك لسه؟" .. أشياء في منتهى اللؤم والغباء تترك من وجه إليه السؤال يبتسم بضعف وعجز لا يستطيع الإجابة، يلعن نفسه ورمضان وكل الأيام الفضيلة التي جمعته بهذا الانسان الذي وجد فرصة كي ينغص عليه حياته خلال أسابيع وربما شهور أخرى قادمة.
تعليق