السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :$ ,
كنت هاوية مجنونة .. أكتب كل ما يتعبد فكري .., والأبجدية تنساب من تحت الأقلام لتكون على قرطاس وقلم :$ ..,
أحرفي عقيمة .., لازالت تحتاج إلى أن تعود إلى رحم الأبجدية :$
كتبت مالا يمكن توقعه واحصاءه من الشخصيات .. لم تكن مرضية .. لأني لم أتحلى بجرأة النشر على الشبكة العنكبوتية ككل..,
الاخطاء الحياتية والمعتادة موجودة .. في كل مجتمع وفي كل اسرة ..,
لكنني لست بتلك السذاجة لأصف الحرام بصورة مجنونة .. لذلك.. أبطالي لم تثبت * عصمتهم * بعد .. وليسوا بحجم الملائكة ...,ان كانت ناجحة فهذا توفيق من الله .., وان لم أنجح فإرادة الله فوق كل شيء جارية :$ ,
أمطروني بدعوة فحسب ,
البارت الأول
حينما فقدت هويتي.. كنتي انتي تلك الهوية ..
حينما أصبحت نصف انسان .. كانت عيناك النصف الاخر .. شيئا فشيء.. حتى اصبحت عيناك * ليث * كله ..
وريف.. لن تغادر بنا متاهات الحياة..الى ابعد من عيني وعينك..
انتي تلك المشاكسة .. التي لا طالما علقتها بأطياف الراحلين.. علقتها بنصف انسان كنت اعيشه.. فوجدتك لوهلة ما .. كنتي كل ذاك الانسان..
انا مدين لك .. بعشر سنين من عمري.. قضيتها دونك .. مدين لك.. ب 3 سنوات ايضا .. كنت مكبلا فيها بعيدا عنك..
وريف.. ولئن سئلت عن هويتي .. سأشير الى عيناك ..
وبلا تردد ..
ليث المالك .. المدعو ب * يوسف
في صباحات بريطانيا .., تحديدا مدينة كامبريدج
تنفس بقوة .., وضع كلا من الشنب والشعر الاصطناعيين.., يخبأ فيها ملامح وجهه الشرقية ويدسها تحت عباءة التنكر ..,
نظر إلى المراة .. عيناه متسعتان بقوة .., إلى متى وأنا في سجن الهوية هذا ؟
إلى متى وأنا أختبأ تحت عباءة يوسف ؟ ,
بقلب مهموم .. إنسحب من المكان .. يقرأ المعوذات ويستعيذ من شر شياطينه .. رحلة العشر سنوات السابقة لم تنتهي بعد .. هناك حليف جديد له ..,
،
في السعودية .. تحديدا بالرياض ..,
الثامنة والنصف ,
دخلت إلى المنزل بعد رحلة تسوق متعبة ..,
همت لأن ترتب الأكياس وتضعها في دواليبها ..,حينما دخلت رأت جدتها .. ألقت عليها السلام لكنها لم ترده ..
اكتفت بأن ترحل .. لا بد انها غاضبة , توجهت لوالدتها وهي تسأل : يوووومه .. دخيلك جدتي ليه ماتكلمني ؟؟!!
أم رياض بزعل : انتي قولي لنفسك ليه مزعلتها..ياوووويلك من ربك تراها بحسبة امك رضاها مثل رضاي عليك ..؟
وريف بألم وهي تخفض رأسها : يعني يايوومه بالله انا شسويت ؟ عصيت ربي يومني قلت بطلع مع اخوي ادرس.. يوم ان اخوي طلب روحته دقيتوا له الصدر..ويومن جاءء علي قفيتوا الناظر عني..أفأ يام رياض أفأ ..,
أم رياض بألم لا تريد الخضوع متبعة * عادات وتقاليد * .., لكنها أيضا لن تسمح لابنتها الذهاب دون رضى جدتها : مارخص هالروحة لك لو على جثتي يا وريف .. اما تبوسي جدتك تطلبين رضاها ولا ما تركتك تروحين..لو ترقبت * ترقبت معناها لو روحي بدأت تطلع ووصلت لرقبتي*
وريف بتنهيدة ألم : يايوومه بعينك تشوفين..كل يوم اسلم عليها سلام المسلمين ..وتقفى عني كني من ال يهود..,
ام رياض : ولو .. روحي لها واطلبي الرضاء..وان رضت الله يوفقك ووييسر لك امرك..
وريف بتفكير واسع ..عقدت حاجبيها بقوة وهي تقول : طب وان مارضت ؟!
ام رياض بغضب من ابنتها التي لا تريد ان تتنازل عن قناعاتها : تندفسين هنا ومالك بالروووحة ..,
قامت من المكان بانسحاب ضرير..توجهت الى حيث يجلس والدها يصب القهوة لجدتها ويشرب معها ..جلست بابتسامة تحاول ان تكبت ذرات القهر التي استوطنت هواجسها وهمست : مساء النور تيتة وبابا ..
ابتسم ابيها لها وهو يهمس : مسا النور بابا..
أبو رياض عقد حاجبيه من تصرف والدته حينما أشاحت برأسها عن وريف وهمست : ان ماشلتها عني قسم لا صب القهوة على راسها..
ابتسم بهدوء يرضي مزاج والدته الصعب ويهمس : صل ع النبي يووومه .. البنت سلمت وتطلب رد السلام ..
الجده بقهر : بنتك ذي مابيني وبينها حكي لين ما تحط الكلام الرزين والشور القنوع داخل حبة راسها الخشنة ..
وريف احتراما لوالدها اختارت الصمت ..,واحتراما ايضا لسن جدتها وكونها أمها الأخرى همست بألم : بس يايوومه هذا طموحي..ماتقتلينه بعادات وتقاليد !
الجده بعصبية : ماعندنا بنات يطلعون برا قدام الافطس والاهوس..والقاصي والداني.. تنضبين في بيتك ولا لاتطلعين..وبعدين ياقوية العين جامعات البلد ياكثرها وماهي مالية عينك..,
وريف : يوومه والنعم من جامعات البلد..بس لاهو عيب ولا حرام بعدين انا ماني طالعة مع غريب..انا طالعة مع عصبة راسي ومسند ظهري ..مشعل يايوومه مافي منه وبيهتم فيني..
الجده بغضب : مشعل يرووح ايه لانه رجال وكفو ويشيل نفسه..انتي تروحين حامض على بوزتس..
وريف تستلطفها : كلامك على عيني وعلى راسي يوومه..ومعك حق مشعل رجال كفو ويشيل نفسه..والرجال اللي يقدر يشيل نفسه مابيستخسر على روحه يشيل اخته معاه وياكل همها..مشعل رجال كفو وانا رايحة معاه بروحي وبجسمي..,
الجده تطالع بو رياض : عبد الله ان ماشلت هالعصلاء قسم بالله لا أورم بدنها بعقالك..
وريف تقدمت تبوس راسها : دخيلك يوممه ترا امي وابوي ماهم معترضين..والاسلام ماحرم العلم حتى لو كان بالصين..الرسول يقول اطلبوا العلم ولو بالصين..,
سمعت صلوات والدها على رسولنا الكريم ,
انتظرت ردا أخيرا من جدتها في محاولة اقناعها اليومية الضائرة ..وهمست جدتها بالنهاية : تبين علم الصين ..الصين عندنا هنا ..وش زين الصين حقنا وعلومها
تنهدت وهي تحدق للأعلى تكظم اعصابها..,قبلت رأس جدتها ورأس والدها وانسحبت..
لن يضرها مكان الدراسه..ولكن تعلقها بمنهج الهندسة الوراثية الذي لا يتوفر حاليا الا بجامعات كامبريدج وهارفرد ..
الهندسة الوراثية هي القدرة على تحليل الكرومسومات وتغييرها..,
لم تتوانى عن سؤال أي شخص في الجامعات عن هذا التخصص.. لم تجد سوى ان اخر تخصص وأجدد تخصص طبي حالي هو الهندسة الإكلينيكية .., هندسة خاصة بصناعة الأدوية الطبية ..والثقافات الصيديلية..
لم تجتحها رغبة في ذلك .. جل ما تفكر به هو الطموح الذي يقتله رفوض جدتها بانتماء ارادتها بعادات وتقاليد..,
،
عودة إلى بريطانيا .. الساعة 12 ليلا ..
فهد : وش اخر شيء سمعته عن صاحبك ؟
: تقصد ليث ؟
فهد : وفي غيره شاغلنا يايوسف ؟؟
ليث بتنكر محترف : للان أحاول انبش بأوراقه..فهد..دلني على دائرة حكومية اضبط فيها بعض مواضيعي ..ليث المالك اليوم ولا بكرة لازم نلقاه..
فهد : يوسف انت ليه تدور على شخص ملاحق من الحكومات البريطانية ..وقاتل دكتور وهارب ..وفوق كذا محد يدري ان كان هو عايش و لا ميت !
ليث يكتم دموع قاسية تأبى النزول : لأنه ..لأنه يهمني..
فهد : لي 9 شهور من عرفتك..ماقدرت افهم قصتك مع ليث..مدري ان كان ليث فعلا قاتل او مقتول!
ليث بقهر : فهد..انا ابغى ترخيص حكومي بدخول الدوائر الحكومية البريطانية..لازم اوصل للمستشفى اللي كان فيه ليث ..,
فهد بصدمة : من جدك انت ؟؟ المستشفى من انقتل الدكتور فيه وهرب ليث ممنوع دخول أي عربي الا المصابين بالسرطان..او اللي معهم تراخيص دولية,
ليث بلا مبالاة : نجيب الترخيص..
فهد بتنهيدة : والله مدري شأقول يايوسف..صعبة..لكن بحاول ادبر لك الموضوع..
ليث: ابيه خلال هالاسبوعين..
فهد : ماوعدك لكن بحاول..
ليث : طيب ماحاولت تعرف أي معلومات عن الممرضة اللي كانت مع الدكتور يوم هرب ليث؟؟
فهد : مع الاسف لا..بس سألت السكرتير اللي برا وعطيته كم من فلوس حتى يسرب لي اخبار عنها..قال ان الممرضة نقلت الى مستشفى ثاني بعد الحادثة..
اتسعت عيناه بقوة..انتقال هذه الممرضة..أي يعني بعد دليل برائته.. والتصاق الادانة والتهمة فيه..
ليث..المالك..
المتنكر بشخصية يوسف المزهر..
قصته..
كانت قبل عشر سنوات..
حيث كان مريض بالسرطان..
وتم نقله الى مستشفى بريطاني لتتم معالجته بالعلاج الكيماوي المختص..اي ان التقنية لدى الاورام السرطانية لم تكن كافية في السعودية انذاك..لذلك حاول والده جاهدا ان يقتل مرض ليث..
فنقله الى مستشفى بريطاني وبقي في المستشفى لمدة 10 شهور ..في البداية كان وجود اهله ملازم له..ثم بعد ذلك اضطروا للرجوع الى الوطن وتركه بتأمين طبي في المستشفى..
المستشفى * بريطاني* .. ومن اسمه انه تحت نطاق واسع يشمل كره المسلمين..وبالتحديد العرب..
وليث..هو الرهينة العربية الوحيدة..
في احد الليالي التي كان يخضع فيها للعلاج الكيماوي..قبل ان يدخل في صندوق علاج الليزر..وقبل ان يطغى عليه عنصر التخدير..سمع اتفاق بين الاستشاري والطبيب والممرضة..على ان يتم قتل ليث المالك والاستفادة من اعضاءه..والمتاجرة بها..لأنه من المعروف ان بيع الاعضاء هو بيع مرفوق بربح واسع .. خصوصا في الدول الاوربية..
في اليوم التالي بعد ما ان اتضح ان ليث المالك تشافى من السرطان نهائيا , .. وقبل ان يتم اعلان ذلك لأهله ..دخلوا الثلاثة يتبعهم شيطانهم.. ليقتلوا ليث بحقنه ..
لكنه كان اذكى ..حاول الدفاع عن نفسه..دفع الطبيب ودفع الممرضة وسقطت .. حاول مرارا ان لا تصيبه الحقنة او تسقط.. لكن المحاولة بائت بالفشل..
فسقط الطبيب والحقنة تدخل في رجله.., ثواني قليلة حتى مات..ليث..مريض طوال فترة 10 اشهر..في سجن المستشفى هذا.. ردة الفعل التي احتاجت كانته شبه فوضوية ومجنونة..
لاذ بالفرار والهروب.. كان يثق بأحد الزملاء المتواجدين في بريطانيا.. هاتفه.. كان صديقه يدعى يوسف ..صديق وفي بمعنى الكلمة.. ساعد ليث في تعديل بعض اوراقه وتغيير هويته بعدما ان صرف مبالغ عالية..فقط لحماية ليث.. في البداية كان يحاول تهريبه الى المملكة..تحديدا السفارة السعودية..لكن الوصول الى السفارة مع ظروف ليث كان اشبه بالانتحار..
اصبح ليث انذاك يدعى بإسم عزام ..
بعدها ..صديقه يوسف ..مات بحادث مروري..
وفاءا لصديقه.. قام بتغيير اسم هويته من عزام الى يوسف.. * لم يأخذ هوية صاحبه بل اختار اسمه ليكون اسما له*
فصار يدعى منذ ذلك اليوم بيوسف.., مع تغيير بعض ملامحه ودسها بشوارب وشعر اصطناعيين..وازياء مغايرة لروتين الملابس المعتاد..
ليث.. هو ذاته يوسف..
ثم ذهب يوسف الى اماكن الهويات وقد كلم الرجل
سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف!
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز،
والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا أتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
وقبل تفتح الحقب
وقبل السرو والزيتون
.. وقبل ترعرع العشب
أبي.. من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب.. ولا نسب!
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
وبيتي كوخ ناطور
من الأعواد والقصب
فهل ترضيك منزلتي؟
أنا إسم بلا لقب
سجل
أنا عربي
ولون الشعر.. فحمي
ولون العين.. بني
وميزاتي:
على رأسي عقال فوق كوفيه
وكفي صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
وعنواني:
أنا من قرية عزلاء منسيه
شوارعها بلا أسماء
وكل رجالها في الحقل والمحجر
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضا كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حكومتكم.. كما قيلا؟
إذن
سجل.. برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكني.. إذا ما جعت
اكل لحم مغتصبي
حذار.. حذار.. من جوعي
ومن غضبي!!
* محمود درويشش :$ , *
،
في السعودية .. الوقت يشارف على ان يكون بمنتصف الليل..
لاذ الجميع بالنوم..عداها ..وأخيها مشعل..الذي حضر متأخرا..وجلس بجوارها..يرى في عينيها شيئا جريحا , فإذا ما أصاب سهما قلبها أحس به بسرعة..
همس لها بهدوء : وريف وراك شيء؟؟!
وريف بابتسامة وبعبط: لا ..ماورانا الا حبكم اللي مسهرنا ليالي..
ضحك مشعل وهمس : هههههه هياط نازل علينا من السماء.. * وبجدية * لا جد جد انا اعرفك لاتضايقتي..وش وراك ؟
وريف رفعت كتفيها وهمست : جدتي..مو راضية اسافر معك..حاولت معها لأكثر من مرة..وامي وابوي مو راضيين يسفروني من غير رضاها..
مشعل : امي وابوي معهم حق..وجدتي معها حق من ناحية ومامعها حق من ناحية ثانية؟؟
وريف بتساؤل : كيف؟؟
مشعل يلتمس خيط الحديث:جدتي معها حق في انها تخاف عليك من السفر..بس مامعها حق تمنعك دام ان طموحك موجود برا ..وثاني شيء انتي مابتروحين الا مع اخوك..
وريف : مو هذا اللي مجنني..
مشعل ابتسم : لا تحاتي..موضوع تيتة اتركيه علينا ...
وغمز لها..
ابتسمت بحب وهمست : مشعل..مو ناوي تخطب قبل تروح..
مشعل يحك ذقنه ويبتسم بابتسامة تبين منها انيابه : ان الله كتبها في كتابي فلي لها ليش لا.. بس انتظر اكون حالي اكثر ..
وريف : هذا انت معك الفلوس وكافيتك وخير ربي مو قاصر ..تكون نفسك في وش!!
مشعل : الزواج مو بس تكوين مادي..تكوين وتأهل نفسي..
وريف بموافقة : صح..انا معك..هالايام اشوف البنات اهم شيء عندها تتزوج واسمها يرتبط بإسم رجال غير ابوها..ماتدري ان بعض الرجال ينباعون بكلمة راس..وكرامتها ماهي متحققة الا ببيت ابوها..
مشعل يهز رأسه : انا ماحب احط نفسي في هالمواضيع وهالمواقف..لله ان مثل مافي عندكم بالبنات كذا..حنا الرجال بعد كذا..قسم بالله ان ودي اشيل العقال على راسه واقول له اذا فيك شنب وشرواك شروة الرياجيل..البس عقال وتعال تمايل على خلق الله..
ابتسمت وريف : كفوو يامشعل..والله انك رجال سنع..ماهو بعلى رياجيل وبنات هالايام ..شغلتهم هياط على قلة سنع..!!!
ابتسم مشعل وهو ينظر لساعته : كأنه تأخر الوقت ..
وقفت تطلق يديها في الهواء بكسل وبتثاؤب : كثييير..يلا تصبح على خير..
أطفأ أنوار الصالة .. وتوجه فورا الى غرفته لينام بعدما رأى وريف تسبقه الى غرفتها فتنام..,
،
في بريطانيا..
الوقت يشارف على ان يكون صباحا ..,استيقظ فزعا من نومه ..كل يوم يظن انه سيقتل..ويباع قلبه هنا ..وأوصاله هناك..ويكون شبه سلعة مستغله فقط ليسد جوع اولئك الحمقى ..
استيقظ وهو يرى منزله المغطى بستائر متينة..تمنع الناس من رؤية مابالداخل..فتح الستار قليلا..,
نهض ..مشوار ليث انتهى ..والان مشوار يوسف قد بدأ ..لكن قبل ذلك..سأتوجه لله..سواء كنت ليثا ام يوسف..!! ,
استقرت عيناه على ساعته الفضية .. ,
توجه فورا الى الحمام يتوضأ لصلاة الفجر , انتظر الصلاة .. في هذه المدن لا يوجد مؤذنين, لا توجد مساجد , ولا حتى أئمة المساجد !! , في هذا المكان اشتاق حنينه المترع بسماع صوت الأذان .. ,
فأوهم نفسه كل ليلة في الفجر ليضع صوت مؤذن في هاتفه يرن كمنبه له, ..
ربما هذا يساعده على تفادي أزممة الحنين .. , بعدما ان انتهى من الوضوء..وفي وسط الظلام فرش سجادته.. , حتى تسربت أشعة الشمس.. , وانعكست على وجهه.. ,
الى ان جاء وقت التسليم.. , سلام اليمين ظلام..وسلام اليسار سطع ضوء الشمس في عينيه بقوة.. ,
انهى صلاته والتفت ناحية الضوء, ..همس بصعوبة : يارب..نية المظلوم عند ربه بريء,
وقف وتوجه ناحية الضوء ليسده..لكنه لمح طفلا يمر في الطريق..لو انني لم أدخل في هذه المعمعة..لكان لدي الان 3 مثل هذا الطفل..! , * لو * !! ,
،
في صباحات المملكة.. ,
استيقظت بكسل ..الصباح في هذه الأيام ممل دون رضى جدتي.. , الأم الكبرى في هذا المنزل..!
توجهت لدورة المياه.. , خرجت لتنزل الى الاسفل.. , توجهت الى حديقة المنزل حيث يجلسون لتناول الفطور,
نظرت لجدتها بألم,.. تغلبت على الألم حينما ابتسم لها مشعل بتعابيره بأنه سوف يقوم بحل الموضوع .. ,
" شكرا مشعل..ممتنة لإنقاذك لي",
تمتمت بذلك في داخلها ,..
توجهت الى والدها قبلت رأسه..ووالدتها ايضا ..وحينما جلست بجوار جدتها وكانت ستقبلها اشاحت برأسها بقوة ,
نظرت للأسفل, وعقدت حاجبيها بألم,..رتبت الكلمات في دواخلها..ثم انطلقت الجملة : يووومه ...داخله عليك ثم على الله.. ليه ماتبين تكلميني..لأني قلت اني بطلع مع اخوي ؟؟!
الجدة بقهر : ماهو بس على كذا يالخبللاء..على عنادتس اللي ماوقف على زعلي.. ,
ابتسمت وريف : يعني ياتيتة انتي مو زعلانة مية بالمية من موضوع السفرة..انتي زعلانة من موضوع اصراري..فديتها حبيبتي تتدلع,
قتلت ابتسامتها لتهمس : ماهو وقت استظرافك..!
وريف قبلت رأسها مرة اخرى : والله اني ابي رضاك حتى اقدر اروح بضمير حي,
نظرت لمشعل ..بمعنى جاء دورك لتريحني من هم الضمير ليهمس : يووومه وريف معها حق.. اذا انتي رافضة روحة وريف عشان خايفة عليها معناها ماعندك ثقة فيني ! ,
الجدة : مو ماعندي ثقة فيك يايوومه..بالعكس انت عود هالبنت*نظرت الى وريف* بس حنا ماعندنا بنات يطلعون برا.. ,
مشعل : يوومة ترا شرع ربي ماحرم الموضوع ..ولا منع البنت انها تشوف مستقبلها بالمكان اللي هي تبي.. يومه وريف بنت سنعة وكلنا واثقين بأنها تخاف ربها ومستحيل توصل فيها للحرام..والحرام ان كانت بتوقع فيه بتوقع بالمكان اللي هي فيه..سواء هنا ولا برا.. , أوعدك يوومه لو رضيتي اني احافظ عليها وماخلي حد يرميها بورد..والله لأذبحه وأشرب من دمه.. ,
الجدة بتفكير لأنها لا تستطيع أن ترد لمشعل طلبا : اتركني أفكر..وهالخبلاء سنعععها علي.. ,
وريف ابتسمت بمرح وهي تنط لتقبيل جدتها ..احتضنتها وهمست : بالله يووومه ما وحشك جناني..؟؟
الجده بابتسامة وبتمثيل عصبية محترف : اعقلي لا أغير الراي هالحين..!
وريف بهدوء وانسحاب : هههه ..لا دخيلك ماصدقنا جانا العفو الملكي..
ابتسم مشعل لوريف وهو يغمز لعينيها بمعنى أنه قد تم حل الموضوع ..
ابتسمت له بامتنان واضح من تعابير عينيها ..
اكملت حديثها مع والدها أبو رياض وام رياض..
ولكن..
الجميع الان يستفسر عن مكان رياض ؟
رياض مات في حادث مروري وهو في سن السادسة عشر..
حتى وريف لم تره قط ..! ,
،
في شوارع بريطانيا .. ,
خرج من كومة الظلام بعدما دس نفسه تحت ثياب تنكرية تخفي هويته.. ,
انتهى من تهشيم ليث.. , فقط ليكون يوسف,
ليعيش مسافة العذاب,.. في وحدة مقدارها 10 سنوات ,
لذلك.. الجميع يستفسر..لما ليث لايتزوج الان !! لما لا يتزوج من فتاة بريطانية مسلمة..أو عربية مبتعثة.. تخفف عنه عبء الغربة..وعناء المستقبل المر,
جواب ليث هو جواب واحد.. لا يستطيع ان يتزوج وهو مذموم..بمعنى رجل غير حر..أي ملاحق..وهنا الأفظل ان يقوم بإيجاد حل لأوضاعه .. الحكومة البريطانية لا تخاف الله سبحانه وتعالى, لذلك من الممكن ان تكون زوجته ..أو إبنه .. ضحية فقط لإيجاد ليث,
وبالتأكيد هو لا يريد ذلك..
السؤال الأهم من ذلك..لما ليث لايقوم بمهاتفة أهله؟
الإجابة.. ان ليث شخص ملاحق ايضا وغير حر..والخطوط البريطانية السعودية تحت رقابة عامة..وأي شيء يرد عن ليث..سيكون تحت الرقابة.. ,
لذلك فقط الأشخاص الملاحقين هم من يعيشون عناء التجربة..وهناك ضحايا عربية مسلمة من الواقع.. ,
تستطيعون الاستفسار عنها خصوصا عند الصعيد الفلسطيني..
وهناك امثلة لهذه الضحايا السعودية.. ,
انتهت
هذي اولى أبواب غيد , :$
واتمنى ان تنال اعجاب الجميع ..
روايتي بفكرة مختلفة .. وجديدة بالطرح .. كنت انسقها قبل شهور .., وحسي انه الوقت الملائم لنشرها :$
كنت هاوية مجنونة .. أكتب كل ما يتعبد فكري .., والأبجدية تنساب من تحت الأقلام لتكون على قرطاس وقلم :$ ..,
أحرفي عقيمة .., لازالت تحتاج إلى أن تعود إلى رحم الأبجدية :$
كتبت مالا يمكن توقعه واحصاءه من الشخصيات .. لم تكن مرضية .. لأني لم أتحلى بجرأة النشر على الشبكة العنكبوتية ككل..,
الاخطاء الحياتية والمعتادة موجودة .. في كل مجتمع وفي كل اسرة ..,
لكنني لست بتلك السذاجة لأصف الحرام بصورة مجنونة .. لذلك.. أبطالي لم تثبت * عصمتهم * بعد .. وليسوا بحجم الملائكة ...,ان كانت ناجحة فهذا توفيق من الله .., وان لم أنجح فإرادة الله فوق كل شيء جارية :$ ,
أمطروني بدعوة فحسب ,
البارت الأول
حينما فقدت هويتي.. كنتي انتي تلك الهوية ..
حينما أصبحت نصف انسان .. كانت عيناك النصف الاخر .. شيئا فشيء.. حتى اصبحت عيناك * ليث * كله ..
وريف.. لن تغادر بنا متاهات الحياة..الى ابعد من عيني وعينك..
انتي تلك المشاكسة .. التي لا طالما علقتها بأطياف الراحلين.. علقتها بنصف انسان كنت اعيشه.. فوجدتك لوهلة ما .. كنتي كل ذاك الانسان..
انا مدين لك .. بعشر سنين من عمري.. قضيتها دونك .. مدين لك.. ب 3 سنوات ايضا .. كنت مكبلا فيها بعيدا عنك..
وريف.. ولئن سئلت عن هويتي .. سأشير الى عيناك ..
وبلا تردد ..
ليث المالك .. المدعو ب * يوسف
في صباحات بريطانيا .., تحديدا مدينة كامبريدج
تنفس بقوة .., وضع كلا من الشنب والشعر الاصطناعيين.., يخبأ فيها ملامح وجهه الشرقية ويدسها تحت عباءة التنكر ..,
نظر إلى المراة .. عيناه متسعتان بقوة .., إلى متى وأنا في سجن الهوية هذا ؟
إلى متى وأنا أختبأ تحت عباءة يوسف ؟ ,
بقلب مهموم .. إنسحب من المكان .. يقرأ المعوذات ويستعيذ من شر شياطينه .. رحلة العشر سنوات السابقة لم تنتهي بعد .. هناك حليف جديد له ..,
،
في السعودية .. تحديدا بالرياض ..,
الثامنة والنصف ,
دخلت إلى المنزل بعد رحلة تسوق متعبة ..,
همت لأن ترتب الأكياس وتضعها في دواليبها ..,حينما دخلت رأت جدتها .. ألقت عليها السلام لكنها لم ترده ..
اكتفت بأن ترحل .. لا بد انها غاضبة , توجهت لوالدتها وهي تسأل : يوووومه .. دخيلك جدتي ليه ماتكلمني ؟؟!!
أم رياض بزعل : انتي قولي لنفسك ليه مزعلتها..ياوووويلك من ربك تراها بحسبة امك رضاها مثل رضاي عليك ..؟
وريف بألم وهي تخفض رأسها : يعني يايوومه بالله انا شسويت ؟ عصيت ربي يومني قلت بطلع مع اخوي ادرس.. يوم ان اخوي طلب روحته دقيتوا له الصدر..ويومن جاءء علي قفيتوا الناظر عني..أفأ يام رياض أفأ ..,
أم رياض بألم لا تريد الخضوع متبعة * عادات وتقاليد * .., لكنها أيضا لن تسمح لابنتها الذهاب دون رضى جدتها : مارخص هالروحة لك لو على جثتي يا وريف .. اما تبوسي جدتك تطلبين رضاها ولا ما تركتك تروحين..لو ترقبت * ترقبت معناها لو روحي بدأت تطلع ووصلت لرقبتي*
وريف بتنهيدة ألم : يايوومه بعينك تشوفين..كل يوم اسلم عليها سلام المسلمين ..وتقفى عني كني من ال يهود..,
ام رياض : ولو .. روحي لها واطلبي الرضاء..وان رضت الله يوفقك ووييسر لك امرك..
وريف بتفكير واسع ..عقدت حاجبيها بقوة وهي تقول : طب وان مارضت ؟!
ام رياض بغضب من ابنتها التي لا تريد ان تتنازل عن قناعاتها : تندفسين هنا ومالك بالروووحة ..,
قامت من المكان بانسحاب ضرير..توجهت الى حيث يجلس والدها يصب القهوة لجدتها ويشرب معها ..جلست بابتسامة تحاول ان تكبت ذرات القهر التي استوطنت هواجسها وهمست : مساء النور تيتة وبابا ..
ابتسم ابيها لها وهو يهمس : مسا النور بابا..
أبو رياض عقد حاجبيه من تصرف والدته حينما أشاحت برأسها عن وريف وهمست : ان ماشلتها عني قسم لا صب القهوة على راسها..
ابتسم بهدوء يرضي مزاج والدته الصعب ويهمس : صل ع النبي يووومه .. البنت سلمت وتطلب رد السلام ..
الجده بقهر : بنتك ذي مابيني وبينها حكي لين ما تحط الكلام الرزين والشور القنوع داخل حبة راسها الخشنة ..
وريف احتراما لوالدها اختارت الصمت ..,واحتراما ايضا لسن جدتها وكونها أمها الأخرى همست بألم : بس يايوومه هذا طموحي..ماتقتلينه بعادات وتقاليد !
الجده بعصبية : ماعندنا بنات يطلعون برا قدام الافطس والاهوس..والقاصي والداني.. تنضبين في بيتك ولا لاتطلعين..وبعدين ياقوية العين جامعات البلد ياكثرها وماهي مالية عينك..,
وريف : يوومه والنعم من جامعات البلد..بس لاهو عيب ولا حرام بعدين انا ماني طالعة مع غريب..انا طالعة مع عصبة راسي ومسند ظهري ..مشعل يايوومه مافي منه وبيهتم فيني..
الجده بغضب : مشعل يرووح ايه لانه رجال وكفو ويشيل نفسه..انتي تروحين حامض على بوزتس..
وريف تستلطفها : كلامك على عيني وعلى راسي يوومه..ومعك حق مشعل رجال كفو ويشيل نفسه..والرجال اللي يقدر يشيل نفسه مابيستخسر على روحه يشيل اخته معاه وياكل همها..مشعل رجال كفو وانا رايحة معاه بروحي وبجسمي..,
الجده تطالع بو رياض : عبد الله ان ماشلت هالعصلاء قسم بالله لا أورم بدنها بعقالك..
وريف تقدمت تبوس راسها : دخيلك يوممه ترا امي وابوي ماهم معترضين..والاسلام ماحرم العلم حتى لو كان بالصين..الرسول يقول اطلبوا العلم ولو بالصين..,
سمعت صلوات والدها على رسولنا الكريم ,
انتظرت ردا أخيرا من جدتها في محاولة اقناعها اليومية الضائرة ..وهمست جدتها بالنهاية : تبين علم الصين ..الصين عندنا هنا ..وش زين الصين حقنا وعلومها
تنهدت وهي تحدق للأعلى تكظم اعصابها..,قبلت رأس جدتها ورأس والدها وانسحبت..
لن يضرها مكان الدراسه..ولكن تعلقها بمنهج الهندسة الوراثية الذي لا يتوفر حاليا الا بجامعات كامبريدج وهارفرد ..
الهندسة الوراثية هي القدرة على تحليل الكرومسومات وتغييرها..,
لم تتوانى عن سؤال أي شخص في الجامعات عن هذا التخصص.. لم تجد سوى ان اخر تخصص وأجدد تخصص طبي حالي هو الهندسة الإكلينيكية .., هندسة خاصة بصناعة الأدوية الطبية ..والثقافات الصيديلية..
لم تجتحها رغبة في ذلك .. جل ما تفكر به هو الطموح الذي يقتله رفوض جدتها بانتماء ارادتها بعادات وتقاليد..,
،
عودة إلى بريطانيا .. الساعة 12 ليلا ..
فهد : وش اخر شيء سمعته عن صاحبك ؟
: تقصد ليث ؟
فهد : وفي غيره شاغلنا يايوسف ؟؟
ليث بتنكر محترف : للان أحاول انبش بأوراقه..فهد..دلني على دائرة حكومية اضبط فيها بعض مواضيعي ..ليث المالك اليوم ولا بكرة لازم نلقاه..
فهد : يوسف انت ليه تدور على شخص ملاحق من الحكومات البريطانية ..وقاتل دكتور وهارب ..وفوق كذا محد يدري ان كان هو عايش و لا ميت !
ليث يكتم دموع قاسية تأبى النزول : لأنه ..لأنه يهمني..
فهد : لي 9 شهور من عرفتك..ماقدرت افهم قصتك مع ليث..مدري ان كان ليث فعلا قاتل او مقتول!
ليث بقهر : فهد..انا ابغى ترخيص حكومي بدخول الدوائر الحكومية البريطانية..لازم اوصل للمستشفى اللي كان فيه ليث ..,
فهد بصدمة : من جدك انت ؟؟ المستشفى من انقتل الدكتور فيه وهرب ليث ممنوع دخول أي عربي الا المصابين بالسرطان..او اللي معهم تراخيص دولية,
ليث بلا مبالاة : نجيب الترخيص..
فهد بتنهيدة : والله مدري شأقول يايوسف..صعبة..لكن بحاول ادبر لك الموضوع..
ليث: ابيه خلال هالاسبوعين..
فهد : ماوعدك لكن بحاول..
ليث : طيب ماحاولت تعرف أي معلومات عن الممرضة اللي كانت مع الدكتور يوم هرب ليث؟؟
فهد : مع الاسف لا..بس سألت السكرتير اللي برا وعطيته كم من فلوس حتى يسرب لي اخبار عنها..قال ان الممرضة نقلت الى مستشفى ثاني بعد الحادثة..
اتسعت عيناه بقوة..انتقال هذه الممرضة..أي يعني بعد دليل برائته.. والتصاق الادانة والتهمة فيه..
ليث..المالك..
المتنكر بشخصية يوسف المزهر..
قصته..
كانت قبل عشر سنوات..
حيث كان مريض بالسرطان..
وتم نقله الى مستشفى بريطاني لتتم معالجته بالعلاج الكيماوي المختص..اي ان التقنية لدى الاورام السرطانية لم تكن كافية في السعودية انذاك..لذلك حاول والده جاهدا ان يقتل مرض ليث..
فنقله الى مستشفى بريطاني وبقي في المستشفى لمدة 10 شهور ..في البداية كان وجود اهله ملازم له..ثم بعد ذلك اضطروا للرجوع الى الوطن وتركه بتأمين طبي في المستشفى..
المستشفى * بريطاني* .. ومن اسمه انه تحت نطاق واسع يشمل كره المسلمين..وبالتحديد العرب..
وليث..هو الرهينة العربية الوحيدة..
في احد الليالي التي كان يخضع فيها للعلاج الكيماوي..قبل ان يدخل في صندوق علاج الليزر..وقبل ان يطغى عليه عنصر التخدير..سمع اتفاق بين الاستشاري والطبيب والممرضة..على ان يتم قتل ليث المالك والاستفادة من اعضاءه..والمتاجرة بها..لأنه من المعروف ان بيع الاعضاء هو بيع مرفوق بربح واسع .. خصوصا في الدول الاوربية..
في اليوم التالي بعد ما ان اتضح ان ليث المالك تشافى من السرطان نهائيا , .. وقبل ان يتم اعلان ذلك لأهله ..دخلوا الثلاثة يتبعهم شيطانهم.. ليقتلوا ليث بحقنه ..
لكنه كان اذكى ..حاول الدفاع عن نفسه..دفع الطبيب ودفع الممرضة وسقطت .. حاول مرارا ان لا تصيبه الحقنة او تسقط.. لكن المحاولة بائت بالفشل..
فسقط الطبيب والحقنة تدخل في رجله.., ثواني قليلة حتى مات..ليث..مريض طوال فترة 10 اشهر..في سجن المستشفى هذا.. ردة الفعل التي احتاجت كانته شبه فوضوية ومجنونة..
لاذ بالفرار والهروب.. كان يثق بأحد الزملاء المتواجدين في بريطانيا.. هاتفه.. كان صديقه يدعى يوسف ..صديق وفي بمعنى الكلمة.. ساعد ليث في تعديل بعض اوراقه وتغيير هويته بعدما ان صرف مبالغ عالية..فقط لحماية ليث.. في البداية كان يحاول تهريبه الى المملكة..تحديدا السفارة السعودية..لكن الوصول الى السفارة مع ظروف ليث كان اشبه بالانتحار..
اصبح ليث انذاك يدعى بإسم عزام ..
بعدها ..صديقه يوسف ..مات بحادث مروري..
وفاءا لصديقه.. قام بتغيير اسم هويته من عزام الى يوسف.. * لم يأخذ هوية صاحبه بل اختار اسمه ليكون اسما له*
فصار يدعى منذ ذلك اليوم بيوسف.., مع تغيير بعض ملامحه ودسها بشوارب وشعر اصطناعيين..وازياء مغايرة لروتين الملابس المعتاد..
ليث.. هو ذاته يوسف..
ثم ذهب يوسف الى اماكن الهويات وقد كلم الرجل
سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف!
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز،
والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا أتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
وقبل تفتح الحقب
وقبل السرو والزيتون
.. وقبل ترعرع العشب
أبي.. من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب.. ولا نسب!
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
وبيتي كوخ ناطور
من الأعواد والقصب
فهل ترضيك منزلتي؟
أنا إسم بلا لقب
سجل
أنا عربي
ولون الشعر.. فحمي
ولون العين.. بني
وميزاتي:
على رأسي عقال فوق كوفيه
وكفي صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
وعنواني:
أنا من قرية عزلاء منسيه
شوارعها بلا أسماء
وكل رجالها في الحقل والمحجر
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضا كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حكومتكم.. كما قيلا؟
إذن
سجل.. برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكني.. إذا ما جعت
اكل لحم مغتصبي
حذار.. حذار.. من جوعي
ومن غضبي!!
* محمود درويشش :$ , *
،
في السعودية .. الوقت يشارف على ان يكون بمنتصف الليل..
لاذ الجميع بالنوم..عداها ..وأخيها مشعل..الذي حضر متأخرا..وجلس بجوارها..يرى في عينيها شيئا جريحا , فإذا ما أصاب سهما قلبها أحس به بسرعة..
همس لها بهدوء : وريف وراك شيء؟؟!
وريف بابتسامة وبعبط: لا ..ماورانا الا حبكم اللي مسهرنا ليالي..
ضحك مشعل وهمس : هههههه هياط نازل علينا من السماء.. * وبجدية * لا جد جد انا اعرفك لاتضايقتي..وش وراك ؟
وريف رفعت كتفيها وهمست : جدتي..مو راضية اسافر معك..حاولت معها لأكثر من مرة..وامي وابوي مو راضيين يسفروني من غير رضاها..
مشعل : امي وابوي معهم حق..وجدتي معها حق من ناحية ومامعها حق من ناحية ثانية؟؟
وريف بتساؤل : كيف؟؟
مشعل يلتمس خيط الحديث:جدتي معها حق في انها تخاف عليك من السفر..بس مامعها حق تمنعك دام ان طموحك موجود برا ..وثاني شيء انتي مابتروحين الا مع اخوك..
وريف : مو هذا اللي مجنني..
مشعل ابتسم : لا تحاتي..موضوع تيتة اتركيه علينا ...
وغمز لها..
ابتسمت بحب وهمست : مشعل..مو ناوي تخطب قبل تروح..
مشعل يحك ذقنه ويبتسم بابتسامة تبين منها انيابه : ان الله كتبها في كتابي فلي لها ليش لا.. بس انتظر اكون حالي اكثر ..
وريف : هذا انت معك الفلوس وكافيتك وخير ربي مو قاصر ..تكون نفسك في وش!!
مشعل : الزواج مو بس تكوين مادي..تكوين وتأهل نفسي..
وريف بموافقة : صح..انا معك..هالايام اشوف البنات اهم شيء عندها تتزوج واسمها يرتبط بإسم رجال غير ابوها..ماتدري ان بعض الرجال ينباعون بكلمة راس..وكرامتها ماهي متحققة الا ببيت ابوها..
مشعل يهز رأسه : انا ماحب احط نفسي في هالمواضيع وهالمواقف..لله ان مثل مافي عندكم بالبنات كذا..حنا الرجال بعد كذا..قسم بالله ان ودي اشيل العقال على راسه واقول له اذا فيك شنب وشرواك شروة الرياجيل..البس عقال وتعال تمايل على خلق الله..
ابتسمت وريف : كفوو يامشعل..والله انك رجال سنع..ماهو بعلى رياجيل وبنات هالايام ..شغلتهم هياط على قلة سنع..!!!
ابتسم مشعل وهو ينظر لساعته : كأنه تأخر الوقت ..
وقفت تطلق يديها في الهواء بكسل وبتثاؤب : كثييير..يلا تصبح على خير..
أطفأ أنوار الصالة .. وتوجه فورا الى غرفته لينام بعدما رأى وريف تسبقه الى غرفتها فتنام..,
،
في بريطانيا..
الوقت يشارف على ان يكون صباحا ..,استيقظ فزعا من نومه ..كل يوم يظن انه سيقتل..ويباع قلبه هنا ..وأوصاله هناك..ويكون شبه سلعة مستغله فقط ليسد جوع اولئك الحمقى ..
استيقظ وهو يرى منزله المغطى بستائر متينة..تمنع الناس من رؤية مابالداخل..فتح الستار قليلا..,
نهض ..مشوار ليث انتهى ..والان مشوار يوسف قد بدأ ..لكن قبل ذلك..سأتوجه لله..سواء كنت ليثا ام يوسف..!! ,
استقرت عيناه على ساعته الفضية .. ,
توجه فورا الى الحمام يتوضأ لصلاة الفجر , انتظر الصلاة .. في هذه المدن لا يوجد مؤذنين, لا توجد مساجد , ولا حتى أئمة المساجد !! , في هذا المكان اشتاق حنينه المترع بسماع صوت الأذان .. ,
فأوهم نفسه كل ليلة في الفجر ليضع صوت مؤذن في هاتفه يرن كمنبه له, ..
ربما هذا يساعده على تفادي أزممة الحنين .. , بعدما ان انتهى من الوضوء..وفي وسط الظلام فرش سجادته.. , حتى تسربت أشعة الشمس.. , وانعكست على وجهه.. ,
الى ان جاء وقت التسليم.. , سلام اليمين ظلام..وسلام اليسار سطع ضوء الشمس في عينيه بقوة.. ,
انهى صلاته والتفت ناحية الضوء, ..همس بصعوبة : يارب..نية المظلوم عند ربه بريء,
وقف وتوجه ناحية الضوء ليسده..لكنه لمح طفلا يمر في الطريق..لو انني لم أدخل في هذه المعمعة..لكان لدي الان 3 مثل هذا الطفل..! , * لو * !! ,
،
في صباحات المملكة.. ,
استيقظت بكسل ..الصباح في هذه الأيام ممل دون رضى جدتي.. , الأم الكبرى في هذا المنزل..!
توجهت لدورة المياه.. , خرجت لتنزل الى الاسفل.. , توجهت الى حديقة المنزل حيث يجلسون لتناول الفطور,
نظرت لجدتها بألم,.. تغلبت على الألم حينما ابتسم لها مشعل بتعابيره بأنه سوف يقوم بحل الموضوع .. ,
" شكرا مشعل..ممتنة لإنقاذك لي",
تمتمت بذلك في داخلها ,..
توجهت الى والدها قبلت رأسه..ووالدتها ايضا ..وحينما جلست بجوار جدتها وكانت ستقبلها اشاحت برأسها بقوة ,
نظرت للأسفل, وعقدت حاجبيها بألم,..رتبت الكلمات في دواخلها..ثم انطلقت الجملة : يووومه ...داخله عليك ثم على الله.. ليه ماتبين تكلميني..لأني قلت اني بطلع مع اخوي ؟؟!
الجدة بقهر : ماهو بس على كذا يالخبللاء..على عنادتس اللي ماوقف على زعلي.. ,
ابتسمت وريف : يعني ياتيتة انتي مو زعلانة مية بالمية من موضوع السفرة..انتي زعلانة من موضوع اصراري..فديتها حبيبتي تتدلع,
قتلت ابتسامتها لتهمس : ماهو وقت استظرافك..!
وريف قبلت رأسها مرة اخرى : والله اني ابي رضاك حتى اقدر اروح بضمير حي,
نظرت لمشعل ..بمعنى جاء دورك لتريحني من هم الضمير ليهمس : يووومه وريف معها حق.. اذا انتي رافضة روحة وريف عشان خايفة عليها معناها ماعندك ثقة فيني ! ,
الجدة : مو ماعندي ثقة فيك يايوومه..بالعكس انت عود هالبنت*نظرت الى وريف* بس حنا ماعندنا بنات يطلعون برا.. ,
مشعل : يوومة ترا شرع ربي ماحرم الموضوع ..ولا منع البنت انها تشوف مستقبلها بالمكان اللي هي تبي.. يومه وريف بنت سنعة وكلنا واثقين بأنها تخاف ربها ومستحيل توصل فيها للحرام..والحرام ان كانت بتوقع فيه بتوقع بالمكان اللي هي فيه..سواء هنا ولا برا.. , أوعدك يوومه لو رضيتي اني احافظ عليها وماخلي حد يرميها بورد..والله لأذبحه وأشرب من دمه.. ,
الجدة بتفكير لأنها لا تستطيع أن ترد لمشعل طلبا : اتركني أفكر..وهالخبلاء سنعععها علي.. ,
وريف ابتسمت بمرح وهي تنط لتقبيل جدتها ..احتضنتها وهمست : بالله يووومه ما وحشك جناني..؟؟
الجده بابتسامة وبتمثيل عصبية محترف : اعقلي لا أغير الراي هالحين..!
وريف بهدوء وانسحاب : هههه ..لا دخيلك ماصدقنا جانا العفو الملكي..
ابتسم مشعل لوريف وهو يغمز لعينيها بمعنى أنه قد تم حل الموضوع ..
ابتسمت له بامتنان واضح من تعابير عينيها ..
اكملت حديثها مع والدها أبو رياض وام رياض..
ولكن..
الجميع الان يستفسر عن مكان رياض ؟
رياض مات في حادث مروري وهو في سن السادسة عشر..
حتى وريف لم تره قط ..! ,
،
في شوارع بريطانيا .. ,
خرج من كومة الظلام بعدما دس نفسه تحت ثياب تنكرية تخفي هويته.. ,
انتهى من تهشيم ليث.. , فقط ليكون يوسف,
ليعيش مسافة العذاب,.. في وحدة مقدارها 10 سنوات ,
لذلك.. الجميع يستفسر..لما ليث لايتزوج الان !! لما لا يتزوج من فتاة بريطانية مسلمة..أو عربية مبتعثة.. تخفف عنه عبء الغربة..وعناء المستقبل المر,
جواب ليث هو جواب واحد.. لا يستطيع ان يتزوج وهو مذموم..بمعنى رجل غير حر..أي ملاحق..وهنا الأفظل ان يقوم بإيجاد حل لأوضاعه .. الحكومة البريطانية لا تخاف الله سبحانه وتعالى, لذلك من الممكن ان تكون زوجته ..أو إبنه .. ضحية فقط لإيجاد ليث,
وبالتأكيد هو لا يريد ذلك..
السؤال الأهم من ذلك..لما ليث لايقوم بمهاتفة أهله؟
الإجابة.. ان ليث شخص ملاحق ايضا وغير حر..والخطوط البريطانية السعودية تحت رقابة عامة..وأي شيء يرد عن ليث..سيكون تحت الرقابة.. ,
لذلك فقط الأشخاص الملاحقين هم من يعيشون عناء التجربة..وهناك ضحايا عربية مسلمة من الواقع.. ,
تستطيعون الاستفسار عنها خصوصا عند الصعيد الفلسطيني..
وهناك امثلة لهذه الضحايا السعودية.. ,
انتهت
هذي اولى أبواب غيد , :$
واتمنى ان تنال اعجاب الجميع ..
روايتي بفكرة مختلفة .. وجديدة بالطرح .. كنت انسقها قبل شهور .., وحسي انه الوقت الملائم لنشرها :$
تعليق