المودة الزائفة !
المودة الزائفة !
كان لأحد الناس كلب يلازمه ويحرس أمتعته وكان الرجل ،
يستخدمه في الصيد حين يكون خارج المدينة.
وفي أثناء الطريق مرض الكلب، وأشرف به المرض على الهلاك ،
فمر به أحد الأشخاص، ووجده حزينا باكيا، فقال له :
ما يبكيك أيها الرجل؟
قال : أبكي حزنا على هذا الكلب، لقد كان وفيا أمينا، يصيد لي بالنهار،
ويحرسني بالليل، إنه ليس بكلب بل هو أسد جسور، ولم يكن لأمهر اللصوص ،
أن يقترب من أمتعتي ما دام إلى جانبي وله معي صفات ومزايا يطول شرحها ،
ولكنه الآن يلفظ آخر أنفاسه،
فسأله الرجل : ماذا علته ؟ ومن أي شيء يعاني ؟ هل أصابه جرح بليغ ؟
قال : لا، إن علته هي الجوع القاتل،
قال له : ما هذا الذي تربطه على ظهرك ؟
قال : هذا وعاء طعامي، وفيه بعض الخبز وغيره لعشائي،
فقال الرجل : ما دام هذا الدواء معك فلم لا تحيي به كلبك؟
أجاب : إن المودة يا سيدي لم تصل بعد إلى هذه الدرجة ،
والخبز يكلفني النقود ، أما دموع العين فإنني لا أشتريها ، بل أبكيها بدون ثمن .
--
ما أكثر من على شاكلته !