أنحراف فتاة

:a: أنحراف فتاة :a:


الساعه تجاوزت العاشره مساء والسياره تسير مسرعه تقطع الطريق من الدمام ألى الرياض ، الجو مطبق كاتم ثقيل ، حتى الهواء كريه،لاأعلم لماذا في كل مره نخرج فيها يتملكني هذا الاحساس، صداع يأكل راسي،نحن الخمسه والسائق سادسنا،أميره أشترت هذه السياره منذ اسبوع ،جديده أكبر من ألسياره القديمه،على الاقل تستوعبنا كلنا بدل أن نتوزع على سيارتين ،بتثاقل وكأنني أتمني أن يكون ردها عكس ما اتمناه.

- كم يلزمنا من الوقت لنصل يا أميره ؟
-على هذه ألسرعه أمامنا ساعه وثلث.
وضعت رأسي للخلف،احاول أن أسترخي وعدت للوراء،أثير الغبار القديم،أحاول أن أجد منى القديمه،تلك الحالمه البريئه،أن أجد احلامها،أحاول حتي أن أتبين ملامحها،لاستطيع .
فمنذ ذلك اليوم الذى قبلت فيه دعوه سلمي تغير كل شيء، فبعد طلاقي من منصور،أعدت قيدي في الجامعه،أحاول ان انسي من خلال الدراسه عذابي منه،ووجدت سلمي تلك
الفتاه المتفتحه،ألتي في مرحها تتخطى الاسوار والقيود،التي ملئنا بها كمن يملاء جرة ماء،
لاعلم لماذا اقتربت منها،يبدو كانه الرد علي اهلي وهجومهم،عندما أصررت علي طلاقي.

في أحد أيام ألخريف ونحن في فناء الجامعه قالت لي سلمي:غدا أقيم حفله ودعوت لها مجموعه من الصديقات فتعالي نمرح ونضحك تعالي فاراك تحتاجيين لتغير الجو من بعد عذابك،فلن تمانعى فهو نهايه الاسبوع.
وافقت بتردد وحتما أنا لا أتي ،مع اني كنت سعيده بداخلي ،فجميل كسر القيود والانطلا ق بعيدا عن الكبت.
أرسلت ألي سائقها ، وذهبت، وياليتني لم اذهب‍‍‍‍‍‍؟؟
خرجت مني تلك اليله ولم تعد بعدها أبدا.
وصلت لبيت سلمي ودخلت ضجه عاليه وصوت الموسيقى لايعلو عليه الا ضحكات البنات.
أستقبلتنى سلمى بأبتساماتها وأحضانها وأخذتنى من يدى لتعرفنى على صديقاتها , أعرفك على أميره , نوال , فاتن هن أعز صديقاتى , أما الباقيات اللاتى تعج بهن الصالة فدعيك منهن , قالتها بغمزه وضحكه قويه أطلقتها , وتركتنا و ذهبت .
جلست مع الفتيات الثلاث , وأنا أتجول بملامحهن مع هزات من رأسى المعبره عن الشكر , مع تمتمات فى بعض الأحيان غير مفهومه شكرا" أهلا" سعيدة بوجودى بينكن ...
سحبتنى نوال من يدى
لم لا ترقصين ؟
حاولت أن أعتذر ولكنها لم تتركنى ورقصت معى , عدت الى مكانى وجلست...
ٌوقامت أميره لترقص على أيقاع شرقى ملتويا هذا الغصن اللولبى يمينا وشمالا , مما ادهش كل الناظرين وبد أنتهائها أرتمت بجانبى ضاحكه , كمن أدى دوره فى مهمه , وأحس بالسعاده لأنتهائها , وأقتربت منى
وقالت : ما رأيك برقصتى ؟
وقبل أن أجيب أكملت , ولكن بكل تأكيد لا أقارن برقصك , فقد أذهلتى الجميع علاوة على جملك الساحر .
أبتسمت لها مجامله وشكرتها على مجاملاتها
قالت : ليست مجامله فهى حقيقه .

تلك اليله كانت خارج نطاق العقل والتفكير , خارج أدراكى وأستيعابى , ولا أعلم الا الأن كيف أتصلت بوالدتى , وكيف أفهمتها أننى سأنام عند سلمى , كل ما أذكره هو صراخها وهى تقول ضاعت أبنتى وكسرت القيود , أو ذهب عقلها .. .. .. . ... .

أنام خارج البيت وليس أى بيت , فما هو الى وكر لا يذكر فيه أسم الله ورسوله , وكل من يسكنه أناس يبحثون عن الدنيا ولهوها , ركضو خلف المجون والفسوق , نسوالله فأنساهم أنفسهم .

أهملت دراستى , كرهت الجامعه كرهت المحاضرات فضلت ألتسكع في أفنية الجامعه عند الذهاب لتسليه عن الدخول للمحاضره والأحراج مع الدكتوره عندما توجه ألى سؤال لأنى سارحه , وشاردت الذهن , وفضلت الجلوس خارجا" والتمتع بمشاهدة أحدث الأزياء و أجمل التسريحات , التى بالعاده تكون مجالا واسعا للتنافس بين طالبات الجامعه .
نسيت الهدف السامى الذى التحقت من أجله بالجامعه , ونسيت كل شى , حتى سمعتى وسمعة أهلى كان مصيرها عرض الحائط , نسيت أوقات الصلاوات الخمس , نسيت وجبة الأفطار الشهيه يومى ألأثنين والخميس مع عائلتى التى يفوح من مجالسها ذكر الله .. لم أعد ألبى رجاء أمى ونصائح أبى وصيحات أخوتى الثائره , أسد أفواهم بالتهديد والوعيد بترك المنزل بعد أن وجدت منزلا" أخر فاتحا" أبوابه لنزواتى , لم أعد أرى ألى ذاتى وملذاتى.

هذه قمة جنونى فكنت أعتقد أن دخولى هذا المجتمع الدونى قد يزيح شبح منصور من عقلى , لم أحبه ولكنى وأفقت على الزواج منه بالرغم من أنه يكبرنى بسنوات عدة .
حاولت التعايش معه مضت أيام وأيام وبدأت المشاكل , بدء يضربنى يهيننى , ويقذفنى بأفضع العبارت الجارحه , وأستمرت حالة الشد بيننا , أصبحت معظم لياليه يعود للبيت متأخر وهو يترنح من شدة السكر وثيابه عليه أثار أحمر الشفاه و أنواع روائح العطور النسائيه , ويبدء الضرب بدون سبب ........
تغيرت حياتى أحببت السهر, وعشقته .
بدأت أسهر كثيرا" , وأميره لا تفارقنى ومعها نوال وفاتن وسلمى وزادت الحفلات والسهرات , تاره حفلت بنات , وتاره فيه بعض الشباب المقربين لأ ميره ومن معها فما نسمع بحفله مجنونه حتى ننلطق أليها رامين بكل ألأعتبارات عرض الحائط .


أميره تقول : أقتربنا - رتبن أنفسكن وتأكدن من زينتكن .
أريد هذا الصيف أن نذهب الى نيس ومن بدها الى باريس وجنيف ونختمها فى القاهره وبيروت فيجب أن نتمتع هذا الصيف ...
وتحادث السائق بزفره وغضب وتقول : أسرع قليل" فهناك مشوار داخل المدينه لنأخذ فاتن من عند خالتها قبل الذهاب للمطار .
وفجائه وبدون سابق أنذار يصرخ السائق بفزع شديد (مدام ما هذا )
تصيح أميره ومن معها بصوت وأحد ....
لم يتمكن السائق من السيطره على السياره , جمل سائب يواجهه , حاول تفاديه ولا كن ألى
أين الى الحاجز الخرسانى ومنه تنقلب السياره عدة مرات , وأشتعلت النيران بها ..
وماتت منى ومن معها..

أم أنها ماتت فى تلك الليلة التى قبلت فيها دعوة سلمى؟
أم أنها ماتت خوفا" من شبح زوجها السابق منصور؟

:a: مع تحيات القناص:a:
 
عودة
أعلى