لم يسأله صاحبه:من أنا؟

ولم يجب :من انا؟

وسرعان ما نسي السؤال ونسي الجواب،وحمل كتفه فوق بندقيته

التي ينبغي للمرء-اذا ما اراد استخدامها- ان يمسكها عكس الاتجاه

الصحيح كي يضمن سلامته ان شاءت ان لا تطلق شيئا.

وبعد،برهة رأى نفسه طائرا ووجده يحاول اقتناصه،فامسكت البندقية به فوجد وجهه امام الفوهة

وحاول ان ينحيه جانبا حتى سقطت فيه الشبكة في محاولة للخروج منها،

فوجد زاوية تجلس بصاحبه وسأله: من انت؟

رد صاحبه-هذا سؤالي،كيف سرقته قبل ان يدخلك السجن؟لا يا صاح

انك قبضت على المتهم الخطأ،قال لصاحبه،لان سؤالك هو من سرقني.

-لا يا صديقي سأهرب عليهم،اتهرب ضدي؟

-حسنا،اختلفنا.

-عندما لاينامون سنهرب باتجاههم.

-وعندما ينامون سنبقى هنا،ولانتحرك

-لاتتكلم بطريقة منطقية،انا لاحب الكعك الطازج بقدر ما احبه

-وانا لاستخدم الشمع الا في الظلام لان الشمس تخافني كثيرا

وذات مرة حينما كان حاملا مظلته لان المطر لاينزل لم بر صاحبه

فركض امامه ليلحق به.

قال:يبدو انني لاعرفك فمن انا؟

-ما اجبن شجاعتك،كم مرة قلت ان الاطباء لايعالجون الا انفسهم

لان المصابيح لاتجيد الضوء.

وذهب صاحبه ليبقى،وبقي صاحبه ليذهب

غير انه اكتشف للمرة الاخيرة

ان المرضى ليسوا سوى اطباء يدفعون تذاكر الخروج الى السينما

ومن بين المقاعد لم يجد صاحبه جالسا فهم ان لايكلمه

فاشار اليه صاحبه على ان السينما تشاهدهم

وانه ينبغي الصياح بهدوء اثناء العرض

وعندها..

دخل مسرعا نحو الشارع فدهس سيارة لاتقوى على السير

فسقطت الى الاعلى فذهل عندما رأى الناس قد حملته

وتركت السيارة تنزف والتفت فوجد صاحبه لايربت على كتفه قائلا:-

- القبر هو الشئ الوحيد الذي لايفهم الموت.




