قصيدة هل أنت حقا تعرف النساء - نزار قباني

الرميلي

سيد العشاق
أحبني كما أنا بلا مساحيق ولا طلاء
أحبني بسيطة عفوية
كما تحب الزهر في الحقول والنجوم في المساء

فالحب ليس مسرحا نعرض فيه أخر الأزياء وأغرب الأزياء
لكنه الشمس التي تضيء في أرواحنا
والنبل والرقي والعطاء

فابحث عن الشمس التي خبأتها في داخلي

أحبني
بكل مالدي من صدق ومن طفولة
وكل ما أحمل للإنسان من مشاعر جميلة

أحبني غزالة هاربة من سلطة القبلية
أحبني قصيدة ماكتبت
وجنة على حدود الغيم مستحيلة

أحبني لذاتي
وليس للكحل الذي يمطر من العينين
وليس للورد الذي يلون الحزن
وليس للشمع الذي يذوب بين أصابع اليدين

أحبني

تلميذة تعلمت مبادئ الحب على يديك
وكم جميل معك الحوار
أحبني إنسانة من حقها أن تصنع القرار

أحبني

بوجهي الضاحك أو بوجهي الحزين
في لحظة هدوء أو في لحظة الجنون
في قلقي وفي غبرتي
في غضبي عليك وفي حنيني

أحبني

من أجل حبي وحده
لا للفراشات التي تطير من خزانتي
أو للمناديل التي تفوح من حقيبتي
أو للعصافير التي تنام في عيوني

أحبني

من أجل فكري وحده
لا لامتداد قامتي أو لرنين ضحكتي
أو شعري الطويل والقصير
أو جسدي المغزول من ضوء ومن حرير

أحبني

شريكة في الرأي والتفكير
لا دمية من ورق
أو حبة من عنب تؤكل في السرير

أحبني

حضارة وقيمة وموقفا
وامرأة شجاعة تحلم بالتغيير
فالحب يا حبيبي قضية كبيرة كبيرة

فهل يا ترى تعرف ما قضيتي
يا أيها العاشق والفارس والمكتشف الكبير

أحبني

برغم ما ارتكبت في الحب من أخطاء ولا تؤاخذني
إذا غضبت أو رفضت أو سبحت عكس الماء

ولا تعاقبني إذا أخطأت في كتابة الأفعال والأسماء
فإنني يا سيدي
ما زلت في بداية الأشياء
فأنت عن يميني والخوف عن شمالي
فكيف يا حبيبي سأقطع الصحراء

أحبني

في أي شهر كان في أي عام كان في إي فصل كان
تحت سماء الصيف أو عباءة الشتاء
وضمني وضمني
حتى نصير قطعة واحدة
وتسقط الحدود بين الأرض والسماء

أحبني
 
عودة
أعلى