♤إلى مُعَذِّبِي أكْتُب♤

♤مُعَذِّبي♤


وإني في مسائي أو صباحي

أردد ذكركم في كلّ حينِ...

وغطى عن وجوهكمُ حجابٌ

أروني بدركمْ! سُرّوا جفوني!

أفتشُ عنكمُ في كل شبرٍ

وأعلمُ بُعدَكمْ علمَ اليقينِ

تَفِيضُ لِذِكْرِكُمْ بالليلِ حتى

تكادُ بدمعها تعمى عيوني

ووقع السهم رميًا في الحنايا

كوقعِ الشوق من جرح الحنينِ

كواكبُ من سماء الليل أمست

أُراقِبُها وأُبْلِغُها شجوني

على مَهَلٍ تسير كأن همًّا

يحمّلها فَتَجْثِمُ بالسكونِ

فصار الليل لا يأتيه صبحٌ

إذا لم يأتِ ميعاد المنونِ
 
♤مُعَذِّبي♤


أرى الليلَ مُذ أُمسيتَ عَنّي مُفارِقًا

تَفاقَمَ فِيهِ الهَمُّ، حَتّى تَلَبّدا

فإنْ أشْرَقتْ لِلنّاسِ شَمسٌ بأَرضِهِمْ

فَلَيلِيَ مِنْ شَوْقٍ إليكَ تَأبَّدا
 
♤مُعَذِّبي♤

كتبتَ فهلا إذ رددتَ جوابي

جعلتَ الرضى عنّي مكان عتابي

لئن كانَ ذنباً أنني لم أزركمُ

لَفَقدي للقياكم أشَدُّ عِقابِ
 
♤مُعَذِّبي♤


إلَى مَتَى ذَا الجَفَا وَذَا الصَّدْ

يَا مَنْ لِمُغْرَى الفُؤَادِ قَدْ صَدّ

أمَا كَفَى مَا جَرَى بِخَدّي

مِنْ مَدْمَعٍ بِالْغَرَامِ أُوقِدْ

صَيَّرْتَ جَفْنِي غَرِيقَ دَمْعٍ

وَالْقَلْب فِي النَّارِ قَدْ تَوَقَّدْ

رُحْمَاكَ رُحْمَاكَ بِي فَإِنِّي

مُتَيَّمٌ هَائِمٌ مُسَهَّدْ

حَمَّلَنِي الهَجْرُ مِنْكَ مَا لَوْ

حُمِّلَه قَاسَيُونُ لاَنْهَدْ
 
♤مُعَذِّبي♤


يَطولُ اشتكائي ولا يفهمُ

ويعلمُ منيَ ما أعلَمُ

وَلِلشوقِ في كبدِي زفرةٌ

تضمَّنها بدنٌ مسقَمُ

وأكتمُ ما نالَني جاهداً

وعيني تبوحُ بِما أكتمُ

سلمتَ من الوجدِ يا عِلَّتي

على أنني منكَ لا أسلمُ
 
♤مُعَذِّبي♤


الشوقُ يبلي شبابي

والعشقُ غضّ جديدُ

ودمعُ عيني بالجودِ
ناطقٌ وشهيدُ

ليت الزمانَ أتاني

بما يسوءُ الحسودُ

طوبى لمن عاش يوما

وليسَ فيه صدودُ
 
الى معذبتي
كُفّي ملامَكِ لاتَ حينَ تَصَبُّري
بادٍ هُيامي فَاِعذِلي أَو فَاِعذُري

جَلَبَ الغرامُ عَلى الحشا فرطَ الأسى
فأنا الشَجيُّ وعاذِلي لم يَشعُرِ

يا شادناً خَلَعَ السَقامَ عليَّ من
طرفٍ وشبَّ بيَ الشُجونَ بِمحجَرِ

إن تحمِكَ السُمرُ الظَماءُ فإنَّني
مِن لَوعَتي أَهوى عِناقَ الأَسمُرِ
 
♤مُعَذِّبي♤

ستبقى في مُخيلتي قريبًا

وفي قلبي رسمتك يا حبيبُ

فما ذنبــي إذا أحببت قلبًا

جفـا عني وعاملني غريبُ

تمزقني ويؤنسك ابتعـادي

وأوجاعي وأنت لها طبيبُ

منحتك كل ما ترجو بحبٍ

وأنت لكل آمالــــي تخيبُ

ستذكرني إذا جافاكَ غيري

رحلتُ، وذكرياتي لا تغيبُ.
 
عودة
أعلى