الاكثار من رسائل الوعض تصيب بالملل
الإكثار من رسائل الوعظ و تكرارها في وسائل التواصل و مجموعات القروبات قد يصيب الناس بالملل و السأم فالناس عادة لا تحبُّ مَنْ يُكْثِر من توجيهها وإرشادها، حتى الأب في بيته عليه أن يتخير الوقت المناسب للوعظ ، و عليه تقليل الأوامر .
ولقد كان التقليل من الموعظة سُنَّة نبوية مضطردة لم يتخلَّ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مراحل حياته؛ فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا». ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان يُباعد بين الدروس التي يعطيها للصحابة، وكان يُقَلِّل في زمنها، حتى لا يُصيبهم بالملل
وما من شك أن كثيراً من الرسائل المتداولة قد بينت للناس ما كانوا يجهلونه وأحيت سنناً وذكرت أقواماً بصيام وذكر وتلاوة ونحوها، وهذا أمر معلوم لا ينكر، وجزى الله خيراً من أحيا السنن وأمات البدع ونشر العلم، غير أنه في مقابل هذا على الواعظين أن يدركوا مغبة الإغراق في الخطاب الوعظي وتكثير رسائلهم ومواعظهم على نحو يقلب جهدهم رأساً على عقب؛ فيسيئوا من حيث يريدون أن يحسنوا.