قاتل لا غير !!
قاتل ..لا غير .!!
**....جنديٌ لا يؤمن بمعركته ...قاتلٌ لا غير .
...!!...ما أسوأ مهنة الجنود…إن لم تكن لحقٍّ أو أن يقاتل ظالمه ,,, ….تقول له : ما مهنتك ! …يقول لك : -أن أقتل -…!! ..أدخلُ المدن الآمنة وأنظرُ إلى غرفة مضيئة تسكنها أمّ وأطفالها ….وبينما هي تسحب الغطاء على وجه ابنها الصغير ,,,,تدفئه من البَرد …أُطلقُ أنا النار فإذا الرصاصة تشقّ قلبه ويتدفق الدم من صدره وأمّه تنظرُ اليه مذعورة فتصرخ في هذا العالَم …ويشتدّ صراخها .إلى أن تموت …..لقد جعلتها لا تصدّق هذه البشريّة …وجعلتُها تؤمن أنّ الذئب أرفع درجة من الإنسان !!
.
…..ويقولون للجنود ….كلمات عن الأمن والسلام والأوطان ..وما الأمن إلّا أمن الإنسان و كلّ مكان وطنه ...!...لأننا نتأثّر ببعضنا بشدّة …وربما كان القاتل هناك والقتيل هنا…
..ولا نريد هذه الحدود التي تُراق عليها الدماء…!!..
..ويجب أن يتكلّم الناس كثيرا عن الحقّ ولا يقتتلون …وهل نعرف الحق بغير الكلام المبين !!!..
.
…يريدون سلامهم و يخترقون سلام الأخرين :…حين يصير السلام سلامي أنا وليس سلامنا أجمعين ..,,تكثر حجج الحرب.. .ويصير العالَم قتيلا للأقوى ….كما تلك الغابة التي تلتفّها الأشجار ,,,والعتمة….وتفوح منها روائح الدماء
.
...وفي كلّ مكان يقول الجنود : نحن مؤمنون ….وهم ليسوا إلّا آلة لعقول السادة ..وطريقاً لطموحهم …فهناك دائما أحدهم يريد أن يُعظّم نفسه … !!...أو يسرق لها …أو يحفظ مجده …ويقول لك : أنت تؤدّي واجبك …!!..
.
..والواجب يؤدّى لكي تُحفَظ حياة الإنسان ...وليس لمجرم ينزع إلى التوحّش ….كلّ حين …فما أن انتهى زمن ذلك المجرم حتى جاء هذا ….والجنود لا يفهمون شيئا ويقولون : إنّا مؤمنون ….!!..وكأنّ المجرمين هُم الأوطان …وكأنّ الأوطان ليست هي هذا الصباح الجميل …الذي لا تسمع فيه أصوات العويل …………!!
.
…ورغم آلاف الأنبياء الذين أسمعونا كلماتهم ووعودهم ….بالخلاص الى الأرض الطاهرة …..فما زلنا متوحشين ….!!
…ويفعلون الشرّ باسم الفضيلة ..لأنهم ….يقتُلون - ......وهذا أكبر شرّ - وكلّ شرّ أقلّ منه ,,,,,
.
.
.
عبدالحليم الطيطي