قنابل الثقوب السوداء – أبواق إسرافيل خيال علمي ..الروا

قنابل الثقوب السوداء – أبواق إسرافيل خيال علمي
الرواية المشاركة في كتارا 2019-2020

الجزء الأول
قلب ذو شطرين...
جلس يعقوب إسحاق صباحا بجانب الحاخام الأعظم في أكبر معبد يهودي على أرض إسرائيل ، وكان مرتديا ثوبا أسود وقبعة سوداء ، وحول عنقه لفافة بيضاء طويلة.
جلس ليؤدي صلاته ، وفي كل مرة يقول له الحاخام اقرأ صلاتك بنفسك ، ويرد عليه يعقوب في كل مرة .. بل أود أن أسمعها من فمك سيدي الحاخام الأعظم.
فلم يجد الحاخام بدا من تلبية رغبته.
فيقول له ..ردد ورائي يا وزير إسرائيل ، فيعترض عليه ويقول أنا يعقوب فقط .
فيقول له ..ردد ورائي يا يعقوب فتلا من التوراة ..
«اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل قوتك.ولتكن هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك.وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك حين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم ، واربطها علامة على يدك ، ولتكن عصائب بين عينيك ، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك»
يقولها فقرة فقرة ويردد كذلك خلفه فقرة فقرة كأنه يلقنه ، وبعد الانتهاء يصر يعقوب على تلثيم رأس الحاخام .
بعدها يتناول يعقوب لفائف التوراة وفيها جميع الأسفار الخمسة يقرأ بعضا منها باللغة العبرية كما هي مكتوبة ، ثم يرفعها بيده ، وبعد القراءة تطوى اللفائف وتحفظ في كسائها ثم تعاد إلى مكانها.
وبمجرد أن تطوى اللفائف ينزوي في المعبد ليحدث نفسه كالمعتاد.
وكان في هذا اليوم بالغ الأسى والحزن على حال اليهود الذي لا يستقر لهم مقام ، فالرئيس الأمريكي لم يؤازرهم بقوة كسابقيه من الرؤساء ، وميوعة هذه المؤازرة
جعلته يفكر كثيرا حتى قاده تفكيره إلى الماضي السحيق ، ماضي بني إسرائيل مع فرعون مصر.
فتذكر محاولة فرعون مصر لاستئصال شأفتهم ، فقال لنفسه الحمد لله أن أرسل إلينا ربنا موسى فأنقذنا منه.
كما تذكر التيه ، تيه أربعين سنة في الأرض ، ولقد توهته هذه الذكرى فشعر بأنه لقيط رغم أنه وزير في دولة إسرائيل.
وتذكر بختنصر بابل وكيف تعامل مع اليهود على أرض فلسطين ، فقد ..اضطهدهم ، استعبدهم ، قتلهم ، مزق توراتهم ، خرب بيت المقدس ..ثم قال بازدراء غاضب..ألا لعنة الله على العراق .
ثم أمعن في الذكرى الأليمة لحال وطنه عندما أحرقهم هتلر، وفتكت هذه الذكرى بقلبه وكأن هناك من قذفه بشهب النار ، وبالفعل عند هذه الذكرى ارتفعت درجة حرارة جسده وبدا ذلك من خلال العرق الذي ألجمه تماما حتى أنه بلل ثيابه ، ثم قال في نفسه متبسما..
ولولا ستر الله لاستأصلهم من جذورهم ولكن الله أراد بقاءهم لأنهم أبناؤه وأحباؤه ، فقادهم ذكاؤهم ألا يتجمعوا في أرض واحدة لإن العالم كله للأسف يتربص بهم ويكرههم.
وظلوا مذلولين للرومان حتى جاء الغزو الإسلامي وأخذ منهم الجزية ...وبسخرية قال ..يأخذ منهم بدلا أن يدفع لهم!.
وعاشوا مشتتين ، في أمريكا ودول أوروبا.
وما إن انتهى من هذه العبارة حتى ارتطمت أسنانه فسمع صكيكها وقال ..ودول أوربا المسيحية التي ترى أن التوارة ألد أعدائها ، اضطهدوا واستعبدوا معتنقيها طوال تاريخهم العتيق حتى سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وألف.
فخف الحمل عليهم ، وردد على مسامعه قائلا ..ولابد أن يخف الحمل نهائيا ، لابد أن تركع أوروبا لدولة إسرائيل.
ثم اتجه ببصره إلى أعلى باكيا وقال ..
أنحن أبناء الله وأحباؤه فعلا !.
أنحن أسياد العالم فعلا !
نحن عشنا عبر تاريخنا كله أراذل العالم .فلابد من الخلاص من هذه المسكنة والذلة ، لابد أن نتقلد السيادة على العالم كله بما فيهم أمريكا.
وظل شاردا حتى جاءه الحاخام الأعظم فاستنبهه وقال له ..كنت أود أن أراك ولو مرة واحدة مبتسما ، دائما أرى وجهك كالحا غضوبا ، وأحيانا حزينا شاحبا ، لا تخش على اليهود فهم أبناء الله وأحبائه فترفق بنفسك ، ثم تركه مستعبرا ودعا له وبارك .
رن هاتفه بعد مغادرة الحاخام مباشرة ، إنه رئيس المخابرات المخلص يخبره بإجماع أصحاب القرار الإسرائيلي توليته رئاسة الوزراء.
بعد أيام ..
جاء خبر تولية يعقوب إسحاق على اتحاد المقاومة الفلسطينية كالصاعقة وخاصة المعسكرين في الأنفاق .
وبتولية يعقوب الذي يصمونه قادة اتحاد المقاومة بأنه أكثر رؤساء إسرائيل دموية على مدار تاريخ الاستعمار الإسرائيلي للمنطقة ، لم تجد المقاومة بدا من إثارة الأوضاع حتى الغليان ،،قالوا..لابد من الضرب في كل أنحاء المستوطنات لكي تعلم إسرائيل أن اتحاد المقاومة لا يخاف من أحد حتى ولو كان مثل هذا السفاح الدموي يعقوب إسحاق.
وصدر الأمر من نفق الوادي الجديد بمصر بتنفيذ سلسلة العمليات القتالية .
وأيدهم على فعل ذلك مؤيد أصيل المصري إذ قال لقائد النفق الرئيس بالوادي الجديد والملقب بعبد الشهيد..لابد أن يضرب الاتحاد في كل أنحاء المستوطنات ليعرفوا أننا لا نخاف.وعلى ذلك ..
تحركت كل القوى في آن واحد ، تسللت عدة مجموعات في أماكن متفرقة من المستوطنات الإسرائيلية وقامت بتفجير عدد منها أبرزها تل أبيب وقطاع غزة والقدس المحتلة ، سقط على إثرها مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الإسرائيليين ، وكان منهم عشرات الأطفال الرضع وكذلك عشرات النساء.
كما تقدم العشرات من المتطوعين الفلسطينيين وارتدوا الأحزمة الناسفة واقتحموا هذه المستوطنات وأحدثوا فيها خسائر بشرية ومادية فادحة.
ولقد شنت أيضا المقاومة هجوما متوسعا بقذائف الهاون والصواريخ على نفس المستوطنات التي تفجرت في العمليات السابقة وسقط من نتاجها أيضا أكثر من ألفي قتيل إسرائيلي وآلاف الجرحى.
وترامت الجثث الإسرائيلية تنزف العار قبل الدماء في عيون قادتهم ، جثث جنود وأطفال ونساء وعجائز.
وقد رد يعقوب فورا على حركات المقاومة الأخيرة بأن ذبح أبناء الفلسطينيين وطارد كل من عليها من الرجال والشباب حتى أجلاهم من على الأرض فاختبأوا في الأنفاق ، فحاول مطاردتهم بيد أن تكنولوجيا أجهزة البحث عن الأنفاق إزاء تكنولوجيا التعمية عليها من الطرف الفلسطيني ضعيفة نسبيا ، فلم يستطع النيل منهم وخاصة أن هناك أنفاقا محصنة تحصينا كبيرا ، ومنذ هذه اللحظة تبدأ مرحلة جديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطينى مدتها ستة وعشرون عاما تقريبا كما ستبينه أحداث الرواية.
ومن أجل الوصول إليهم رفع تظلما إلى الأمم المتحدة بشأن فندق سونستا طابا بمصر ، واستشهد في مظلمته أن إسرائيل هي من أنشاته ، وليس هذا فحسب بل أنشأت أيضا قرية رافي نلسون ، وكان رد الرئيس المصري هو قبول تظلمه نظير مبلغ ضخم ، أرسله إلى صندوق النقد ليسدد بعض ديون دولته بعد أخذ قدر منه له ولبطانته.
وبذا أصبح ليعقوب قاعدة تجسس عريضة على حركة المقاومة في سيناء كلها فضلا عن تجسسه على مصر.
ثم أمر بتطوير تكنولوجيا البحث عن هذه الأنفاق اللعينة.
كما دعا الشعب اليهودي كله إلى فلسطين لتوسيع الاستيطان ، ولكي يتم التهويد على أكمل وجه أمضى معاهدة رباعية لإخلاء قطاع غزة بالخصوص من الشعب الفلسطيني ، وقد وافق عليها الرئيس المصري بتأييد الرئيس الأمريكي لها ومنظمة التحرير الفلسطينية نظير بعض المال أيضا ، وتم توثقيها في الأمم المتحدة.
الجزء الثاني
عصا الثأر بين مخالب الإلكترون..
بعد عام من تولي يعقوب رئاسة وزراء إسرائيل...
يجلس فطين في بيته القائم بجنوب سيناء قبيل الظهيرة وبجانبه ولده فهمان يشاهد التلفاز ويقرأ في أحد كتب الفيزياء ليبتكر من خلالها بعض الألعاب السحرية الجديدة ، ويتبادلان الأراء بشأنها ، فسمع من إحدى وكالات الأنباء العالمية نية العالم لاستعمار القمر، تتقدمهم الوكالات الفضائية الآتية ..الأمريكية ناسا ، والروسية “روس كوسموس”، و الأوروبية ESA، والصينية (CNSA)، وتتابع الوكالة أنباءها قائلة..والاستيطان سيكون عبر تقنية المصاعد الفضائية بعد تذليل عقبات نصبها.
وذكرت المصادر أن المشكلة كلها كانت تكمن في وجود حبال تتحمل الضغط أكثر من مادة الكيفلار أو الأنابيب الكربونية الماسية المعروفتين آنذاك ، حيث أن قوة الشد المطلوبة هى ثلثمئة غيغا باسكال وهذه القوة لم تتوفر في المادتين سالفتي الذكر.
وكل وكالة من هؤلاء تقول أنهم حصلوا على مادة أقوى بكثير من هاتين المادتين ولم يفصحوا عنها ، كل ما يقلنه أنها مادة خارقة وسر من أسرار الدولة.
ارتعشت يداه فسقط ما فيها ، ثم نكس رأسه وهوت حتى كاد الانكسار وذلة النفس يقتلعانها من جسده ، وقال إن العالم يبتغي سلم السماء ونحن العرب نبتغي السقوط في نفق الأرض .
نظر إليه فهمان خائفا دهشا وقال له ..ما بك يا أبت ؟ فلم يرد فطين .
فأقبل تلقاء وجهه وقبل يديه ثم رأسه ، بعدها مباشرة رفع رأس أبيه بكلتا يديه إلى أعلى قائلا ..بيدي أرفع رأسك يا أبت فلا تحزن ولا تبتئس ، لعل حضارة مصر تنطلق يوما من الأنفاق لتعتلي الشموس.
فنظر إلى ابنه واحتضنه ثم أجلسه بجانبه مرة أخرى.
وظلا على حالهما حتى أعلن خبر آخر ، وهو بشأن قتيل فندق هيلتون طابا ، وهو تقييد جريمة قتل العالم المصري المشهور ضد مجهول ، فانتفض فطين من مكانه كالليث الغضوب الأشجع قائلا ..ماذا ؟ ماذا ؟
وتابع الإعلامي كلامه..
المقتول كان من العلماء المشهورين ، كان بروفيسورا في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية بجامعة بيركلي الكائنة في ولاية كاليفورنيا.
وكان بصحبة بروفيسور أمريكي يدعى بيتر ، تخصصه فيزياء طبية ، اختفى إثر الحادث ، وما زالت المخابرات الإسرائيلية تجد في البحث عنه ولم تجده حتى الآن.
فأغلق فطين التلفاز وتساءل ..
كيف تقيد ضد مجهول ..كيف؟
كيف وكلنا يعلم أن الموساد وراء عملية اغتياله ؟
لماذا لم يسمم أيضا بروفيسور بيتر معه ؟
سلبوا الفندق بعد أن باعه لهم رئيسنا العار ، سلبونا وقتلونا .
وكز على أسنانه وظل يهذي ويضرب جدار الحائط بكلتا يديه ، ثم أمسك عصاه وضرب بها التلفاز فهشمه ، ثم كور قبضة يده اليمنى ولكم بها شباك الحجرة الحديدي فانخلع ساقطا على الأرض ، وجرحت الشرفة يديه ولم يشعر بهما ، تبعه فهمان بوجه أصفر وقلب مضطرب لتهدئته فلم يستطع ، فلما رأى الدم ينزف من يديه جرى ليحضر شاشا ليداويهما ، فلما أبصرهما وجد الدم يتجلط كلما نزف ، فعلم أن دم أبيه عصي لا يقبل الهزيمة.
فسأله فهمان وجسده ينتفض بسبب هذيان وغضب أبيه ..ما بك أبي ؟ هدئ من ثورتك .
فقال له فطين ..
بني هذا العالم برع في علم الروبوتات براعة غير مسبوقة ، وكان أمل مصر في الخروج من ديونها بعد أن أعلن أن قدميه لن تدبا إلا على أرض مصر.
خر فطين مهدودا صامتا ، ثم قاده فكره إلى الوراء قليلا ، فتذكر مقالا قرأه عن هذا الفندق لأحد أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية العرب حيث قرأ فيه ..
"فمن شأنه أنه اغتصبته إسرائيل من قبل ، وتمت إعادته لنا بالتحكيم الدولي سنة 1988، ثم ها هو يعود إليهم بالتحكيم الدولي بعد أن طعنت فى قرار سنة 1988، وتم إعادته بلا رجعة بقرار أيضا من لجنة التحكيم الدولي إثر البحث الدؤوب ليعقوب إسحاق لمحاولة استعادته ، وقد قام بتحريك المياه الراكدة وأثار العديد من القضايا التاريخية والتي استشهد بها أن اليهود لهم أحقية في أرض مصر ولكنه اكتفى بهذا الفندق فقط.
وهي خطوة هامة ضمن المخطط الصهيوني لتهويد أرض فلسطين كلها ، إذ أنه نقطة انطلاق للوصول إلى أنفاق اتحاد المقاومة الموجودة في جنوب سيناء ومن ثم العمل على تدميرها بعد ذلك..
وفيما قرأ أيضا..
قويت شوكتهم وسيطروا على مجريات الأحداث في الشرق كله بل وعلى مجريات الأحداث العالمية ، وتوغلوا حتى دخلوا أبواب الأمم المتحدة وأثروا في قرارتها ، حتى أن الرئيس الأمريكي آنذاك لم يستطع إبعادهم لأنهم يتميزون بالمراوغة وخفة الحركة وحسن التدبير.
ونحن العرب منذ زوال الخلافة التركية وحتى الآن في انحدار مستمر ، أما انخفاض مستوى إنتاج النفط بدرجة كبيرة نسبيا وكذلك المياه أيضا مثلت الضربة القاضية ..انتهى المقال .
نظر إليه فهمان فوجده صامتا ، فظن أن جحيم الثورة بداخله قد خمدت ، وأن رمادها تطاير في الهواء ، ولكنه فجأة هب واقفا منتفضا ، وعاد يزمجر ويعوي كالذئب المستلب من جديد ، فارتعد ولده وأشفق عليه .
ظل في صراخ متواصل حتى تساءل..كيف أطفئ النار التي تأكلني ؟
ثم قال بلهفة ..القصاص ..القصاص ..القصاص إذن .
فتناول عصاه السحرية ولبس لاسته المزركشة ومضى يرفل في جلبابه الفضفاض قاصدا فندق طابا للانتقام ، غير مكترث لولده الذي يرتجف جسده خوفا ووجلا عليه.
لم يعرف فطين الشخص الذي قتله ، لكنه يرى أن كل إسرائيل قتلته شعبا وحكومة.
وعلى الرغم من ذلك فقد آثر أن يعرف بنفسه الشخص أو الوحدة التي عملت على اغتياله بعدما عجزت أو عتمت مصر في الوصول إليه.
هو متأكد أن وراء الجريمة أحد أجهزة المخابرات الإسرائيلية وفي الغالب من وحدة الكيدون الخاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال خارج إسرائيل.
هبط الدرج منتفخ الأوداج تاركا ولده الذي سعى خلفه باكيا ليدركه لكنه لم ينجح فقد استقل أبوه سيارة ومضى.
نزل من السيارة وقبل وصول الفندق بعدة أمتار وقف قليلا ليعاين الداخل إليه والخارج منه ، ولم يفته معاينة تكنولوجيات بنائه الأمنية والترفيهية ، إذ أن المقاتل لابد أن يعرف بالضبط ساحة قتاله ..فقال عنه..للأسف إنها تكنولوجية استخرجت من رحم أمريكا وأوروبا عليهما اللعنة.
وظل يتحسر على حال المصريين والعرب ، فامتزجت الحسرة بالغضب وهذا الامتزاج مع شجاعته ولد انفجارا بركانيا بداخله .
أما فهمان لم يملك شيئا سوى الانتظارالحارق لحين عودة أبيه.
الفندق وقت الظهيرة..
هدأ من ثورته حتى يفكر جيدا بعقله الفيزيائي البارع المسرح القتالي الذي سيزيل عنه وصمة العار بالقصاص.
فأخذ يحدث نفسه حينما رأى هذه التحفة التكنولوجية الهائلة التي أوجست في نفسه خيفة ممزوجة بعلامات الذهول .
شاهد في أعلى الفندق وجدرانه الخارجية مجموعة من الخلايا الشمسية النانوية التي تغذي الفندق بالكهرباء نهارا وتغذيه ليلا من خلال البطاريات التي تم شحنها نهارا.
فنقص المياه في مصر جعلهم يلتجئون إلى هذه الطريقة.
ويعوض الفندق نقص الماء عن طريق مجموعة أجهزة ال MOF "اختصارا لكلمة الأطر الفلزية العضوية"والتي تستخلص الماء من البخار المتطاير في الهواء وتسخنه وتحوله إلى ماء يمتد عبر أقماع ثم تأخذ في الهبوط لتستقر في صهاريج.
فتذكر تلك الشفاه المشققة التى يراها ليلا ونهارا في أبناء وطنه لقلة الماء والزاد ، ثم استحضر في مخيلته بيوتهم الورقية والصوفية ، تلك البيوت والأنفاق التي تشع من كل جوانبها ظلمات كظلمات قيعان البحار ، تلك الظلمات التي يرسلها النظام الحاكم إليهم بعد أن قل الماء بسبب سوء إدارته.
نظر إلى باب الفندق الرئيس فلم يجد فيه أي حراس أمن ، فولجه على الفور ، وقبل ولوجه أمسك لهيب غضبه ببرد كظمه.
دخل إلى ردهته ، فإذا بالناظرين يحملقون فيه وكأنهم رأوا رجلا نهض من قبره وأتى إليهم من الماضي السحيق .
وفيه يوجد بار للمشروبات الروحية أمام الداخل مباشرة ، ومناضد للمشروبات والأطعمة التي تقدم من قبل العاملين في الفندق .
يجلس عليها الكثير من العرب والعجم ، غير أنه على ما يبدو أن الجنس المصري مختف تماما بسبب حادثة مقتل العالم المصري.
كذلك بها إناث كثر ، ويبدو من أشكالهن أن أكثرهن يهوديات ، وعلى يمين الداخل من الردهة راقصات عاريات تماما ، فغض طرفه عنهن .
في آخر الردهة شريط ضوئي متحرك ليحدد سعر كل ما بداخل الفندق من مشروبات روحية وأطعمة وإقامة ، كذلك يعرض صورا لفتيات داعرات ومقدار ما يتحصلن عليه من مال مقابل ممارسة البغاء معهن .
جلس أمام البار وهو يلهث من العطش ، فحدج في الشريط الضوئي ليعرف سعر لتر الماء ، فطلبه رغم ثمنه الباهظ جدا.
*أما فهمان فبرغم تفكك أوصاله بسبب الخوف على أبيه إلا أنه آثر أن يعد له طعامه الذي يحبه لحين عودته ، وبالفعل قام ووضعه على الموقد ثم سحب كرسيا وجلس في البلكونة ليترقب عودته.
*ولم يغب عن فطين النظر في وجوه زبائن الفندق ليحدد هدفه من المسألة التى جاء من أجلها ، وهو الانتقام .
وقد ركز على بعض الجالسين وتفرسهم ، فلم يجد فيهم ما يروي ظمأه ويشفي غليله.
وفجأة رأي رجلا ولج من باب الفندق الرئيس ، أشبه بأولئك المقاتلين الذين يظهرون على حلبة المصارعة الحرة .
تبادل الاثنان نظرات الحنق والغل معا ، تلك النظرات التي جعلته يفكر في شأنه بأنه قد يكون الهدف والغاية ، على كل هو هدف دسم يبرأ سقمه ويشفي غليله.
أمعن النظر فيه ، فوجده كله عبارة عن كتلة تكنولوجية متحركة من شرائح نانوية متزاحمة في إشارة مرور عروقه العفنة.
تلك الشرائح التي تمنحه قوة فكرية وعضلية هائلة.
وعلى يمينه روبوت ذكره وسماه يهوذا وكان يستحثه بغل على ضرب روبوت آخر أنثه وسماه حتشبسوت ، كانا مبرمجين على حالة غريبة تتمثل طول الوقت في سجود حتشبسوت ليهودا ، ويهودا يركلها ويبصق عليها ، ويستنفر يهودا دائما كي يضربها على الدوام ، فكان يقول..اضرب يهودا ، اضرب هذه الحضارة الملعونة ، فحنى فطين رأسه خجلا وقال في نفسه يا للعار، قد بدت العداوة والبغضاء منهم ونحن نؤازرهم.
فألهب حتشبسوت ويهوذا جموح الغضب لديه فاستنفر أكثر ، وازداد يقينا أنه قاتل العالم الجليل ، فقرر قتله.
يقول فطين في نفسه ...
هذا الأحمق يلتف حول معصمه هاتف محمول مصمم على هيئة سوار.
وليس مستبعدا كما قرأت أن حساسات محموله الذكية الملتفة حول معصمه تتصل بهاتفي الآن وتخبره أني أنا...
فطين المصري -مصري متعصب -من قاطني جنوب سيناء -ساحر- ....الخ.
وليس بعيدا أن يحتوي رأسه على حاسوب ذكي يتصل بمجسات دقيقة يتمكن من خلالها التحكم فيمن حوله من أجهزة بمختلف أنواعها ، وكذلك رقاقات إلكترونية تحت الجلد تكسبه قوى خارقة وأجهزة إنترنت بالجسد.
وما بقي له إلا أن يتصل رأسه هذا بثقب أسود لتزويد جسده بالطاقة.
لكنى أنا "فطين" ما يعجزني شئ وما هزمت قط ، ولن أدع هذا المنتفخ صاحب الخيلاء بتكنولوجيته اللعينة ، تلك التي أذلتنا نحن العرب على مر تاريخنا وبالأخص منذ يوم الاستقلال الأمريكي وتطور الحضارة الأمريكية والغربية على مر التاريخ الإنساني الحديث.
وقررت الالتحام به وتصفيته.
*أما فهمان فجالس في البلكونة شارد الفكر ، وفجأة اشتم رائحة حريق فتذكر الطعام ، فقال قاذفا بلسانه ..الطعام الطعام ، ثم هرول إلى المطبخ فوجده يحترق .
وما حدث بالضبط أن الطعام تبخر رمادا من داخل الوعاء بفعل وقود الموقد ، ثم أمسكت في المادة الزيتية الموجودة بداخله ، ارتفع اللهب بعدها فأمسك في صورة أبيه المعلقة بجانب المطبخ ، ثم امتد فأمسك في ضلفة المطبخ الخشبي القريبة من الصورة وكانت تحتوي على زجاجات زيتية.
والغريب أن النار لم تحرق من الصورة إلا وجه أبيه.
*وما زال فطين يحادث نفسه قائلا ..لن أجهل هذا الخنزير اليهودي ، ولن يخيفني ولو كانت تتجول بداخله ثقوب سوداء مجهرية أو قنابل هيدروجينية .
ووضعت نفسي في حالة ترقب واستنفار لحين لحظة الانقضاض ، ولم انتظر قليلا إذ رمقنى شزرا مطلقا ألفاظ السب والتهكم حيث قال بقرف..أيها العربي الجلف الساحر الملعون ، أعلم ما بداخل عقلك العفن .
رددت عليه..أعلم أنك مجهز برقاقة لقراءة الأفكار يا صاحب الرأس الحاسوبي ، كما أعلم هذا السوار الذي حول معصمك ، سوف يأتي يوم نحوله إلى أغلال وقضبان نغلكم به ونحبسكم فيه.
اغتاظ اليهودي وأومأ بسبابتيه اليمنى واليسرى إلى يهودا وحتشبسوت ليهاجماني ، هذه الحتشبسوت التي تحولت فجأة من حالة السجود إلى حالة الهجوم.
فتحفزت للكر والفر ، ارتعشت شفتاي من الغضب واصطكت أسناني وفارالدم في عروقي فزأرت زئير الأسد ، وتداعى على مسامعي دمدمة الحروب وصليل السيوف وكأن الماضي طرقني ليذكرني أني ابن الفراعنة .
ثم قلت لنفسي..ألق عصاك يا فطين .
ولم أمهلهما وبدأت أنا بالهجوم ، توالت ضربات عصاي عليهما ، وكانا يدرءان ضرباتي من خلال أذرعهما المعدنية التي خصصت لذلك.
*وفي منزل فطين النار تزداد تأججا حتى كادت حجرة المطبخ تتحول كلها إلى قطعة من الشهب وفهمان يعمل على إخمادها.
*في حركة بهلوانية خفضت حتشبسوت رأسها ، ولفت جسدها لفة دائرية على الأرض كالفرجار وذاك بفتح إحدى قدميها بينما الأخرى تمثل موضع ارتكاز، اصطدمت بقدمي فأوقعتني على الأرض ، فلما هممت بالنهوض وثبت وثبة الفهد ، وجثمت على صدري وأزالت لاسة رأسي ، ثم لكزتني في صدري ووجهي ثم ابتسمت ثم لثمتني وجلست على قضيبي تتهدهد فاغتظت لذلك ، فأعدت اللاسة على رأسي ، وقبضت على يديها ، وكدت أفصلهما من جسدها وقلت..نحن العرب لم نعش من أجل هذا فحسب أيتها الخائنة الداعرة .
غير أن يهودا أنقذها مني ، فنهضت ونهضا.
أدرت عصاي كالمروحة في الهواء ، وهجمت عليهما وكانا يرجعان إلى الخلف اتقاء عصاي .
ثم جندلت يهودا بضرب قدمه فخر على الأرض ، وضربت قلبه فاتلفت شريحته ، ثم أتلفت بطاريته بضربة قوية جدا بوساطة العصا ، فسمعت صوت أزيز أسلاك ، وشممت على الفور رائحة شياط .
ثم وجهت عصاي إلى حتشبسوت وأطلقت الزئبق الذي كان بداخل العصا فصارت كأنها حية تسعى .
فارتعدت أوصالها وولت هاربة بالقفز إلى أعلى والتصقت بسقف ردهة الفندق.
وتعجب فطين قائلا..سبحان الله لو أن هذه الحتشبسوت لم تملك تلك الخلايا العصبية في رأسها التي تشعر لم خافت.
نظر اليهودي نظرة استعلاء وتهكم إلى روبوتيه وبصق ولعنهما ، ثم قفز قفزة على رأسي فخررت واقعا ، ثم حاول استخراج غاز سام من هاتفه الملتف حول معصمه ليدخله في أنفي أو فمي ، بيد أني فقهت الأمر سريعا فقاومت يده حتى أبعدتها عني .
دفعته ، فتدحرج قليلا ثم نهض وعاود الكرة وتقدم نحوي مهاجما بذراعيه ذات الشرائح الإلكترونية ، ولكزني في بطني ووجهي وضربني فوق رأسي فشج وسقطت اللاسة مخضبة بدمائي ، ثم انخفض برأسه مائلا وضرب قدمي بذراعه اليمنى فخررت إستي .وثب قافزا على صدري وكيل لي لكمات أخرى موجعة سالت على إثرها الدماء من شدقي وفمي وأنفي .
كان بارعا جدا في القتال ، وكان ذلك لإن شريحة الهاتف قامت بعمل المدرب الملقن الذي كان يوجهه دائما لأخذ الموقع المناسب للهجوم أو الدفاع وكيفية توجيه الضربات .
تسربل وجهي بالدم حتى حجب الرؤيا عن عيني.
واليهودي يضربني بتؤده وثقة ويختال ضاربا ، ويبصق على وجهي قائلا..مصري عفن ..مصري عفن .
لم تسعفني قوتي للخلاص منه ، إذ كان متمكنا في جثومه.
تألمت من ضرباته ، وهناك ما أوجعني أكثر واستنفر عزيمتي ، وهو أني أبصرت وشما محفورا على ساعديه يحدد ملامح المنطقة العربية من النيل إلى الفرات وأقدام اليهود تطأ أرأس العرب.
فانفجرت غضبا وقلت لا.. لا.
ومع صيحات غضبي تردد على سمعي وبصري قهقهات الداعرات والنزلاء وعاملي الفندق ، يقهقهون في حالة هيسترية كأنهم يسخرون من حالنا المزري ، فتذكرت حالة حكامنا عند الأزمات ، فأصواتهم تدوي في الآفاق وهم أضعف من جناح بعوضة ، وأنا لست موضع سخرية ولا إمعة ولا ضعيف ، فدفعته دفعة شديدة فانقذف مرتطما بجدار الحائط الزجاجي فانكسر ثم هب واقفا ، فأقبلت عليه وجندلته بالعصا بيد أنه قفز إلى أعلى ليتقيها .
أدرت العصا بيدى التي أمسكتها من مركزها فبدت كأنها تدور كالمروحة وهي تحف حفيفا كحفيف هواء مروحة عملاقة حتى وكأنها تبعث أعاصير ، وسمعت لها هزيما كهزيم الرعد القاصف فأوقعت في نفسه خيفة أصابته بالوهن وفتت عزيمته فتطايرت مع الهزيم رمادا.ضربته في معصم يده فتهشم الهاتف ، فجن جنونه وقال لي..أتعلم بكم هذا الهاتف يا جاهل يا متخلف يا عائم في المستنقعات.
ثم عاجلته بضربة معلم ، ضربة في رأسه فشجت وأدميت ، وأتلفت الشريحة الإلكترونية التي كانت تتصل بكل شرائح جسده ، فانطلقت أشعة من رأسه نتيجة تحرر الإلكترونات من مستويات الطاقة مصحوبة بنزف دم من رأسه ، وسمعت سرينة إنذار تنذر بتعطل الأجهزة بداخله .
*وأخيرا استطاع فهمان أن يطفئ الحرائق التي نشبت في منزله.
*بعدها تحول إلى قزم راكع أمامي يطلب الصفح والمغفرة غير أني لم أنس دم العالم فسألته من قتله ؟
فأجاب : سلوا أنفسكم .
فنكست رأسي هنيهة ، وقلت في نفسي ..نحن الذين فتحنا لكم الباب فدخلتم وأعملتم فينا السيف. .

الى اللقاء لتكملة الجزء الثاني ان شاء الله
بقلمي ..إبراهيم أمين
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لا اعرف ما اقوله
لكن هل انت مع اليهود او ضد اليهود
هل اليهود مظلومين او ظالمون
ربما يجب ان انتظر الجزء الثاني حتي احكم علي روايتك وعلي افكارك
والي اين تريد الوصول
ملاحظة " لاتقوم بإرفاق بريدك لان المنتدي يمنع هذا "

Sent from my PGN515 using 3bir mobile app
 
لا اعرف ما اقوله
لكن هل انت مع اليهود او ضد اليهود
هل اليهود مظلومين او ظالمون
ربما يجب ان انتظر الجزء الثاني حتي احكم علي روايتك وعلي افكارك
والي اين تريد الوصول
ملاحظة " لاتقوم بإرفاق بريدك لان المنتدي يمنع هذا "

Sent from my PGN515 using 3bir mobile app
====================
اهلا بك ...
اريد منك خدمة اولا ...
اريد ان تساعدني على حذف السطور الاخيرة من النص وهي بالضبط ( لم يجد فطين أفضل من الوادي الجديد ، فمساحتها كبيرة وبعيدة جدا عن جنوب سيناء .
وقد إكتظت بالسكان لوفرة المياه تحت الأرض ، إذ أن الناس بالفعل رحلوا إليها قادمين من أكثر القرى والمدن جفافا ، أتوا إليها بسبب آبارها ومياهها الجوفية التي ما زالت تفيض ماء.
مما حدا بأكثر الناس فقرا أن يحفر بئرا ويقيم فيها بسبب فاتورة المياه التي ما عاد يستطيع أحد دفعها.
ومما ساعد على رحيل السكان إليها أن بعضا من المستثمرين المصريين والعرب شرعوا في عمل بعض المشاريع عليها بسبب توفير خدمات الطاقة ، ألا وهي الطاقة الشمسية ، وكانت شبكة الأرصاد الجوية تسميها بلد الشمس ، ونتيجة لهذه المشاريع تم توفير بعض فرص العمل لأهل المحافظة وغدت البطالة بها لا تتعدى أكثر من 96% بينما بقية المحافظات فقد وصلت إلى 99%.
حتى سياراتها فكلها تقريبا تستخدم الطاقة الشمسية للتسيير بسبب الانخفاض الحاد في الاحتياطي العالمي من النفط .)

اما استفسارك الخاص بمع او ضد فلاحظ اني روائي وانما اسرد ما يرد على لسان هؤلاء وهؤلاء ..
فمثلا عندما يتكلم وزير اسرائيل ستشعر باني اسرائيلي .
وعندما تتكلم المقاومة الفلسطينية ستشعر باني فلسطيني .
راجع النص جيدا لتعرف هل انا مع ام ضد واعتقد انك لن تجد الاجابة طول قراءة الرواية الا فى اخر سطر منها وهو السطر الاخير تقريبا من رواية 118 الف كلمة
 
====================
اهلا بك ...
اريد منك خدمة اولا ...
اريد ان تساعدني على حذف السطور الاخيرة من النص وهي بالضبط ( لم يجد فطين أفضل من الوادي الجديد ، فمساحتها كبيرة وبعيدة جدا عن جنوب سيناء .
وقد إكتظت بالسكان لوفرة المياه تحت الأرض ، إذ أن الناس بالفعل رحلوا إليها قادمين من أكثر القرى والمدن جفافا ، أتوا إليها بسبب آبارها ومياهها الجوفية التي ما زالت تفيض ماء.
مما حدا بأكثر الناس فقرا أن يحفر بئرا ويقيم فيها بسبب فاتورة المياه التي ما عاد يستطيع أحد دفعها.
ومما ساعد على رحيل السكان إليها أن بعضا من المستثمرين المصريين والعرب شرعوا في عمل بعض المشاريع عليها بسبب توفير خدمات الطاقة ، ألا وهي الطاقة الشمسية ، وكانت شبكة الأرصاد الجوية تسميها بلد الشمس ، ونتيجة لهذه المشاريع تم توفير بعض فرص العمل لأهل المحافظة وغدت البطالة بها لا تتعدى أكثر من 96% بينما بقية المحافظات فقد وصلت إلى 99%.
حتى سياراتها فكلها تقريبا تستخدم الطاقة الشمسية للتسيير بسبب الانخفاض الحاد في الاحتياطي العالمي من النفط .)

اما استفسارك الخاص بمع او ضد فلاحظ اني روائي وانما اسرد ما يرد على لسان هؤلاء وهؤلاء ..
فمثلا عندما يتكلم وزير اسرائيل ستشعر باني اسرائيلي .
وعندما تتكلم المقاومة الفلسطينية ستشعر باني فلسطيني .
راجع النص جيدا لتعرف هل انا مع ام ضد واعتقد انك لن تجد الاجابة طول قراءة الرواية الا فى اخر سطر منها وهو السطر الاخير تقريبا من رواية 118 الف كلمة
السلام وعليكم اخي
انا عضوة فقط ولست مشرفه
كلم مسؤول القسم وهو سيساعدك او راسل نور الفجر
وانتظر جديدك
 
عودة
أعلى