رواية العودة للكاتبة سارة سيف الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بصرحة قراءة رواية اعجبتني كثيرا واردت ان اشاركها معكم اسمها العودة للكاتبة سارة سيف الدين البارات الاول في احدى الاحياء الراقية بمدينة القاهراة حيث تراصت المساكن ذات الطابقين فقط جانب بعضها البعض على جانبي الطريق الذي زين بالكثير من الاشجار منه الكبيرة والصغيرة وقرص الشمس يزهو بنفسه معلنا انتصاف الهنار ، كان هناك شخص يبدو منافيا تماما للماكن بملابسه الرثه وهيئته الغير مهندمة وجسده الهزيل، سار في احدى الجانبين مطأطأ الرأأس يقدم خطوة ويؤخر أ خرى وقد ارتسم على وجهه كل معاني الحزن واليأأس. بدا وكائنه لايعلم الى اين هو ذاهب فلم يكن ينظر امامه ? او ربما يعلم جيدا متي سيتوقف ؟! .الطريق كان هدئا وخالي من المارة ماعداه فاذا اقتربنا منه لوجدنا خلف هذا الكم الهائل من الحزن واليأس والكثير من التردد وجه شاب تعدى العشرون بثلاث سنوات لم يزل بريق عينيه يلمع مع بعض اثر العبارات التى تسبح فيها واخيرا قرر ان يرفع راسه وتوقف عن السير وهو يتطلع بنطرة حزينة لهذا المنزل الانيق القابع في الجانب الاخرى محدثا نفسه " لم تتغير كثيرا على من الخارج ولكن انا واثق ان الكثير تغير في الداخل اتكأ على الشجرة التي وقف جانبها معلقا بصره بباب المنزل ومازال حديث نفسه مستمرا "هل ستبقى واقف هكذا؟! هيا اذهب اليهم .... لكن ترى كيف س يكون
الاس تقبال...هل مازالوا يذكرونني ... أم اعتبروني في عد د الاموات .... يجب أن أدخل والا فلما جئت ، ففي كل الاحوال لن استطيع أن أعود من حيث أتيت...فالثمن هو حياتي اذا فعلت وقبل أن يحول قراره لواقع فتح الباب مما دفعه لالختباء خلف الشجره العملاقة التي كان يتكا عليها مراقبا ليجد فتاة تخرج من المنزل تبدو على مشارف العشرين بخطوات سريعة لتهبط الدرجات القليلة التي تفصلها عن الممر الصغير الذي في نهايته الباب الرئيسي للمنزل حدق في وجهها ليتعرف عليها ورغم بعد المسافة كان واثقا انه لم يراها من قبل كانت ترتدي الحجاب وملابس تميل كثيرا الى الاحتشام وما ان خرجت من الباب الرئيسي حتى اسرعت لسيارة صغيرة لسيارة صغيرة لتجلس خلف عجلة القيادة وهي تنظر للباب المنزل الداخلي في انتظار احدهم -"اي الهي من هذه الفتاه.. لم أراها من قبل..معقول.. هل تركوا المنزل ؟... كيف ساعثر
علهيم.... كان هذا املي الوحيد .." اطلق زفرة حارة واطرق براسه وقد شعر بقلبه وكانه يتمزق
" كنت.... فرصتك الاخيرة ..لكنك لا تستحقها ...نعم أأنت لا تستحقها " اراد ان يتحرك ليغادر ولكن لم تطاوعه قدماه وتناهى الى اذنه صوت فتاة انا قادمة.. انا قادمة. رفع راسه من باب الفضول ينظر من هذه الاخرى التي تخرج من المنزل لتركب السيارة مع الاولى كانت مختلفة كثيرا عن الاولى فقد تركت لشعرها العنان وارتدت ملابس تشبه الصبيان من بنطال وقميص بلا ازرار ومن ان راها حتى اخد يدقق اكثر فيها حتى ركبت السيارة وانطلقت بها فكاد ان يقفز من الفرح وقال بصوت متدهج زهرة.... انها زهرة.... الحمد لله هم مازلو هنا تمالك نفسه وقد علت الابتسامة شفتيه وأأدار رأأسه ليعود نظرا للمنزل لكنه انتفض وارتد خطوة الى الوراء حيث اصتدمت عينه بنظرة قوية وصارمة من شاب كان يقف اعلى الدرجات السلم كان ينظر له مباشرة لم يعرف ماذا يفعل وقد شلت قدماه تماما بينما هبط الشاب ذو خمس وعشرون سنة السلم متجها نحوه عابرا الطريق ليقف امامه مباشرة بنفس النظرة القوية الصارمة من أأنت؟! وماذا تريد؟! لم ينطق بكلمة فأأردف - أأان رأأيتك من النافذه ظللت فترة تحدق في المنزل تم في اختي وصديقتها فمن انت ؟ كان يحدثه وفي عينيه نظرة استنكار فمظهره يدل على انه مستحيل ان يكون بعلاقة مع اخته او صديقتها اما هو فقد عرفه وشعر بقلبه يقفز فرحا الا انه لم يستطيع ان يخفي هذه النظرة التي طلت من عينه والتي كانت تحمل كل مشاعر الحب والامتنان استطاع الاخر ان يقرئها فزادت حيرته وقال من انت ? فرج الشاب شفتيه وقال في حنو : عبقرينو انت عبقرينو رفع الخر احدى حاجيبه مرددا عبقرينو ثم سرعان ما شرد بذهنه فهذا الاسم لم يعد يسمعه منذ فترة طويلة وتذكروتعالت الاصوات في عقله ".....عبقرينوووووووو..... لن تس تطيع أأن تمسكني ......
....بل ساستطيع ايها المشاكس...و سترى ....


..
.... كفاكم يا أأطفال.... وادخلو البيت فورا
.... لم تصر على ان تنادينا أأطفال.... نحن لسناأأطفال...
.... بل سنظل كذلك في اعيناهم ..." هد أت الاصوات رويدا في عقله وعاد يحدق في الوجه الذي امامه فاقترب منه اكثر ثم قال في شك : - مازن.... أأنت مازن. أومأ مازن بر أسه في بطء قائلا بصوت يمزق القلب: - نعم زياد.... هو انا... أمازلت تذكرني ؟
حدق زايد في وجهه بذهول غير مصدق ثم رفع يداه ليحيط كتفيه و يضغطهما بأ صابعه وكانه اراد ان يتيقن انه لايقف امام سراب وارتسمت على وجهه المزيد من المشاعر المختلطة من فرح وسرور وذهول وحزن والم : - انت هو حقا .... لقد عدت... لقد عدت.
جذبه بقوة وضمه الى صدره مرددا - حمدا الله . حمدا لله ....كنت اعلم أنك س تعود يوما كنت اعلم كان مشهد غريب،فمن يرى زياد بملابسه الانيقه غاليه الثمن لتصوره شخص مجنون ليضم الى صدره هذا الذي يشبه المتشردين في ملابسه اما مازن فلم يتوقع هذا الاستقبال فتدفقت دموعه اكثر واكثر وكذلك زياد الذي رفع راسه لمازن وقال - أأين كنت ؟! و لم فعلت هذا؟! لم تركتنا؟! أأطرق مازن رأسه قائلا: - لا أريد أن اتحدث عن الماضي لا اريد .... لا أريد حدق زياد في وجهه قليلا ثم هز ر أسه قائلا: - حسنا ..ليس الان .... تعال ...تعال يا اخي وابن عمي وابن خالتي ، كم اشتقت الالقاب الكثيرة التي كنا نرددها لبعضنا البعض سيسعد الجميع بعودتك أأمسك زياد بذراع مازن ليجذبه بتجاه البيت لكن مازن شعر و كان قدماه ثقيالاتن فنظرله زايد: - ماذا بك ؟!..هيا تحرك ... الم تشتاق الى للبيت؟ جذبه بقوة الى المنزل وما أأن وضع مازن قدمه فيه حىت شعر بقلبه ينتفض ودار برأأسه يتفحص كل شبر بالمنزل : "...اي الهي لم أأتصور أن أعود لهذا المنزل يوما
 
- زياد
جاء هذا النداء من نقطة ما داخل المنزل التفت لهازياد ومازن الذي تسمر مكانه فور أن ر أى صاحبة الصوت واكنت امرأة كبيرة تعدت الخمسين من عمرها لكن بشرتها تحتفظ بالقليل من جمال صباها، و كنت تنظر له في دهشه واستناكر ثم نظرت لزياد قائلات:
- من هذا يا زياد ؟ ولم أدخلته منزلنا؟
أمسك به زياد وجذبه ليقتربا منها قائلا في سعاده:
انت تعرفيه جيدا يا أماه .... تعرفيه اكثر مني.... انظري اليه جيدا
نظرت له أمه ثم حدقت في وجه مازن لكن ملامحها أوحضت انهالم تتعرف عليه فقال زياد :
-ساساعدك امي انه ابنك الذي لم تلده بطنك وكنت تخافين عليه حتى اكثر مني ومع ذلك لم اغار منه ابدا لاني تعلمت منك ومن ابي كيف احبه مثلما احببتموه انع الصغير المذلل الذي اصريتي عليه ان ينديكي بامي حتى وخالتي على قيد الحياة
وضح على أمه أنهااستوعبت ما قال لكن النتيجه لم تكن جيده فلقد اشتاط وجهها غضبا مع بعض الذهول وعدم التصديق في عينيها قالت :
- مستحيل..أنت.... كيف تجرؤ؟!...كيف تجرؤ وتعود الى هنا..أيها القااااتل.
صرخت بكلمتها الاخيرة وهي ترفع كفها تريد أن تصفعه على وحجهه لكن يدها تعلقت في الهواء بعد اصطدامها بيد زياد الذي ا عترض طريق صفعهتا صائحا
- لا.... ياأمي .... لا.
نظرت له بذهول ثم قالت في غضب هادر:
- كيف تمسك يدي بهذا الشكل ؟!
 
تركها زياد قائلا - الاني لن أدعك تضربيه.... فما كان ابي سيقبل بهذا الاستقبال له. انسابت الدموع على خديهاقائلة: - أباك.... أليس هذا.... هذا هو قاتل أباك؟! - أمي!! قالها زياد في غضب ثم التفت لمازن الذي شهق محدقا في وجهها قائلا: - ماذا قلتي؟! اطلقت زفره حارة وقبل أن تضيف قال زايد:
- أمي..عودي الى حجرتك أنت متعبه.... ويكفي هذا.
لكن مازنلم ينتظر بل التفت ليغادر المكان فأسرع زياد يتعلق به: -الى أين أنت ذاهب؟ دفعه مازن بعيدا عنه: - لا شأن لك بي...دعني لكن زياد لم يتركه بل ظل متعلق به: - لا، لن أدعك...ليس بعد أن عدت.... لن تضيع منا مرة أ خرى. - د عني ..قلت لك دعني. صاح زياد في عنف: - لا...قلت لا. توقف مازن عن محاولة الانفلات من زياد ليحدق في وجهه فقال زياد : - اهدأ يا مازن اهدأ....تعال معي... أتعلم أن حجرتككما هي ....لم يتغير فيها شيء . تحرك معه مازن فعلا في استسلام بينما تتابعهما الام ومازالت العبرات تنهال من عينيها صعدا الى الطابق العلوي وقاده زياد لحجرته في منتصف الممرر فتح بابها دافعا اليها مازن الذي اتسعت عيناه عندما رأها، هي حجرته كما هي ، كما تركها، لم يتغير فيها شيء دار برأسه في المكان وزياد يقول: - أرءيت..كم تركتها بالضبط.أليس كذلك ؟ نظرله مازن قليلا ثم قال: - لم تقول خالتي أنني قتـ.... قاطعه زياد: - ليس الان ..أنت متعب حتما ....يجب أن تنال حمما ساخنا وستخرج لتجد أفضل الثياب على سريرك لترتديها..وأريدك بعدها أن تغطفي نوم عميق ولنا حديث عندما تستيقظ... سأذهب الاحضار الثياب وسأعود لا تتحرك من هنا. ظل مازن يقف مكانه ورغم أنه كان منهك القوى لكنه لم يرد الجلوس حتى لا يتسخ الفراش النظيف بملابسه الرثه، ثم اقترب من المنضدة الصغيرة التي بجانب السرير ورفع من عليها اطار يحوي صورة كبيرة تجمع عائلتين معا الابتسامه هي السمه المشتركة لكل الوجوه في الصورة. أغلق مازن عينيه في أمل واندفعت العبرت منها وغاص في بحر ذكرايته......
 
- مازن. التفت مازن لصوت زياد الذي كان يقف بقربه نظرا له في حزن فأردف: -لا تبكي يا مازن...سيكون كل شيء على ما يرام. أخذ منه الصورة وأعادها مكانها ثم قال: - هيا.... ارتدي هذه الملابس ..سأنتظرك هنا. أخذ مازن الملابس لكنه لم يتحرك ضحك زياد قائلا: - لا تقل لي أنك نسيت الطريق. لم يبتسم مازن بل ظل يحدق في وجه زياد الذي اختفت ابتسامته ووتنهد قائلا: - حسنا.... اتبعني سار خلفه مازن وأوصله قائلا: - سأنتظرك في حجرتك في مكان اخر تعالات الاصوات واختلطت ببعضها في هذه الساحه الكبيرة لاحد الاندية الاجتماعية مابين اطفال يمرحون وصبيان يلعبون وكبار يتحدثون ومنبين هؤلاء جلست زهرة مع صديقتها المقربة لها قائلة: - أنت لا تفهمي ياسمين..أنا احبه فعلا.نظرت لهاياسمين مستنكره : - زهرة....توقفي عن ترديد هذه الكلمة....هذا الذي تتحدثين عنه لا يستحق أياحترام ..فما بالك بالحب . عقدت زهرة حاجبيها: - لكني أحببته...وأصبح يشغل كل تفكري - هزت ياسمين رأسها: - أنا لاأصدق هذا الكلام .....كيف تحبيه وأنت تعلمين جيد انه لا يشغل الا الايقاع بالفتيات مستغلا وسامته ....أنت بنفسك قلتي هذا عنه. - نعم أنالا أنكر...لكن بعد أن اقترب مني وتحدثت اليه الامر اختلف.... - لا لم يختلف كل ما حدث أنه نجح وبجدارة في الايقاع بك أنت أيضا ..... .اسمعيني جيد. يا زهرة.. اذا لم تبتعدي عنه سأخبر أخاك زياد...وهو يعرف سمعته جيدا شهقت زهرة قائلة: - لا...لا يمكن أن تفعلي ذلك. قالت ياسمين في عناد: - .بل سأفعل....مادمتي لا تريديأن تحمي نفسك...سأحميك رغما عنك قلبت زهرة شفتيها في ضيق قائلة حسنا حسنا .... ولكن ماذا لو لم استطيع أن أنساه. - استعيني بالله.... وللمره الال فيا زهرة أتوسل اليك..... ارتدي الحجاب....سيكون لك حصنا حصينا....صدقيني - وللمرةالمليون....أنت لم يجبرك أحد على ارتداءالحجاب فلا تجبيريني . - أنا لا أجربك.... أنا اريدك أن تفعلي ما أمرانا الله به - قبل حجابك لم تكوني تسمحي لأحد أن يحدثك في هذا الامر . - كنت عمياء والان أبرصت...وأريدك مثلي....قبل أن يفوت الاوان. لم تعلق زهرة فهي تعرف نهاية الحوار ،لذلك التزمت الصمت ثم نظرت لساعة يدها قائلة: - هيا بنا....ستبدأ مدربة الرياضه..دعينا نلحق بها من البداية. هزت ياسمين رأسها في اسى
 
في مكان اخرى عاد مازن لحجرته ليجد زياد ينظر من النافذه وما أن شعر به التفت ليطلق صفيرا قائلا: - من هذا الشاب الوسيم يا ترى؟!: وجد مازن نفسه يبتسم فاقترب منه زياد وضمه الى صدره هامسا-الحمد لله على سلامتك. ثم اعتدل ناظرا وجهه ثم مد يده يرفع خصلات شعر مازن الكثيفه التي غطت عيناه تقريبا قائلا: - شعرك طويل وغير منظم على الاطلاق ..... لا بأس سنعمل على تهذيبه. ثم جذبه بتجاه الفراش قائلا - أعتقد أنك بحاجة الى نوم عميق لكن مازن توقف قائلا: - زياد...كيف مات عمي؟! نظر له زياد قليلا ثم قال: - ما هذا السؤال؟!.... كيف يموت الناس يا مازن؟! - لكن خالتي قالت.... قاطعه زايد قائلا: - خالتك متعبه منذ وفاة عمك..... التي كانت منذ ستة أعوام....أي أنه مات بعد رحيلك بأربعة أعوام، وأنت ليس لك اي علاقة بالامر .... والان فلتنم ....نم كما تشاء...حتى لوستستيقظ صباح الغد..... ولا تشغل بالك بما مضى ..فأنت بنفسك طلبت مني ألا أتحدث .عن الماضي ... على الاقل حاليا لم يعلق مازن فاتجه زياد للباب قائلا: - .نوما هنيئا ....أخي ثم أغلق الباب خلفه تركا مازن يجول ببصره في الحجرة ..... " حقالم تتغير ...ألهذه الدرجة كنت واثق من عودتي؟....لكني أشعر أنك وحدك سعيد بهذه العودة فرد فعل خالتي قد و ضح ولاأظن أن رد فعل زهرةسيختلف ... وماهر.....يا الهي لم أسأل عنه...أخي الصغيرالذي تركته وهو في الخامسة من عمره ....ترى كيف سيكون استقباله لي ؟" استلقى بجسده على الفراش ولم يمهله الوقت كثيرا فمن كثرة التعب التعب أغلق جفناه ليغط في نوم عميق كيف ستستقبله زهرة ? و اخوه هل مزال يتذكره ? ولماذا تتهمه خالته بقتل عمه بالرغم من ان مازن هرب قبل موت عمه ?
 
.مازن ..مازن انتبه مازن أنه مازال في فراشه وزياد يتحدث اليه تلفت حوله ليلاحظ أشعة الشمس،لقد نام لليوم التالي.. هوبالفعل متعب جدا وربما كان لينام ليومان لم أشعرأنك الوحيد السعيد بعودتي؟! - ما هذا الكلام ؟! الكل سعيد بعودتك ... وزهرة بالاسفل الان في انتظار رؤية ابن عمها الغائب ... هيا أمي وأختي في انتظارك على مائدة الافطار . نهض مازن ثم قال: - وماهر... التفت له زياد مبتسما - ماهر...ليس هنا... هو في شرم الشيخ مع بعض رفاقه...لقد أنهى دراسته الثانوية هذاالعام وبذل مجهود عظيم وغمأن النتيجه لم تظهر بعد لكنه أصرعلى أن ينال بعض المرح .بعد تعب هذه المرحلة ...سيعود غدا ثم أشار له : - سأنتظرك بالاسفل لا تتأخر أومأ مازن برأسه فخرج زياد ليتركه ، ذهب مازن للاغتسال وشعر بضربات قلبه تتضاعفليس بمجرد أنه سيرى زهرة التي تركها وهى في العاشرة من عمرها ولكنه لم ينسى كيفاستقبلته خالته ولا يعمل أهدأت أم لا هبط الدرج ببطء شديد والتفت الى الباب الذي يؤدي لحجرة الطعام مازال يذكر مكانها كان الباب مفتوح ويقف عنده رجل كبير في السن قليلا كان ينظر لمازن مبتسما في ود فاتجه اليه وألقى عليه التحيه فقال الرجل: حمدا لله على سلامتك سيد مازن. - فقط مازن.... يا عم ... اتسعت ابتسامة الرجل قائلا: - فريد... اسمي فريد. أشار له ليدخل قائلا: - انهم في انتظارك. >أخذ مازنل نفسا عميقا ليخطو داخلالحجرة فسمع صوت زياد: - تعال يا مازن...اجلس جانبي. ظل مازن ينظر أرضا متجها حيث يجلس زياد وهوفي الطريق رفع عينيه ناحية زهرةالتي كنت تتفحصه من رأسه حتى أخمص قدميه، مما زاد ارتباكه فنظر لزياد وجلسبجانبه فضحك قائلا: - ارفع رأسك..ماذا بك؟....و كانك لا تعرف أهل هذا المنزل لم يستطع أن ينظر لخا لته لكنه نظر لزهرة قائلا - كيف حالك زهرة؟ مطت زهرة شفتيها وهي تحدقفي وجهه بطريقه مستفزة - مازلت تذكر اسمي هذا جيد. - زهرة. قالها زياد مؤنبا فأدارت رأسها بعيدا قائلة: - أنا بخير . لم يتوقع مازن استقبال أفضل من هذا فازهرة منذ كانوأطفال وهم يتشاكسون قال زياد - لقد أنهت زهرة دراستها بكلية الالسان هذا العام وتخصصت في اللغة الهندية.... ولا تسألني عن السبب ..فاهي التي أصرت على ذلك حاول مازن الابتسام قائلا : - منذ صغرها وهي تحب متابعة الدرما الهندية وكل ما يتعلق بهم. عقدت زهرة حاجبيه قائلة - يبدوأنك لم تنسانا كما تصورت....رغم اني نسيت كل شيء عنك
 
- زهرة.... ما هذا الذي تقوليه؟! قالها زياد بعصبيه فقال مازن:- لا بأس زياد...هي معها حق... أرجوا الا تكون عودتي سببت لك أي ضيق؟! لم تهتم ، زهرة بالاجابة التي لم ينتظرها مازن أيضا - فقال زياد ليغير دفةالحديث : الن تاكل وما أن بدأ في الطعام حتى شعروا جميعا أنه اكن كان جائع...جائع جدا تركه زياد قليلا يستمتع بالطعام ثم قال: - ماذا ستفعل اليوم؟! ابتلع مازن ما في جوفه من طعام ثم قال: - أنا...لا أعلم....لا شيء....لن أفعل شيء . - حسنا... هل هناك شيء معين تجيده؟..أو تعلمته طوال الفترة التي قضيتها بعيد توقف مازن عن الاكل ثم شرد بصره قليلا قائلا : - أعتقد أني تعلمت أن أتعامل مع كل أنواع البشر، وأن أحكم على الكثير منهم. قالها بصوت حزين مما جعلهم جميعا يحدقون في وجهه فانتبه لهم قائلا : - أقصد أنني جيد في التعامل مع الاخرين. ابتسم زياد قائلا: - هذا ممتاز....ستنضم الى مكتبي الهندسي اذا ..وستكون المسئول عن العلاقات العامة والتعامل مع العملاء ..ما رأيك؟! نظرت له زهرة وكذلك أمه في استناكر بينما حدق مازن في وجهه بدهشه قائلا:- ...أنت تقصد هذا؟! أومأ زياد برأسه: -طبعا أقصده أنت تعلم منذ صغري كنت أحلم بأن اكون مهنس معامري والحمد لله الانلدي مكتب هندسي محترم يشاركين فيه اثنان من أفضل أصدقائي في الجامعة ويسعدني أن تنضم الينا..وبما أنك جيد في التعامل مع الاخرين ..ونحن ليس لدينا من يتولى أمر الاخرين فالحل المثال أن تنضم الى فريقنا وتصبح المسئول الاول عن.العملاء ..وأنا واثق أ أنك ستكتسب ثقة زملائي سريعا نظر له ماز ن في امتنان قائلا: - لا أعرف كيف أشكرك..ولكن هل تظن أنني سأنجح؟ - ان شاء الله ستنجح.... ان شاء الله. والان يجب أن أذهب الى العمل ... وأخبرهم بعودتك وانضمامك الينا.ثم أعود لك لنخرج ونتبضع..... يجب أن تشتري ملابس لك مناسبة ..فلا بدا أن تظهر أمام الجميع في منتهى الانقة .... لن أغب عليك. وقف زياد بالفعل فترك مازن طعامه ووقف هو الاخر ر فقال زياد: - هل انتهيت؟! - نعم....سأ صعد الى حجرتي وعندما تعود ستجدني فيها. - أنت لست مجبر على الانتظار فيها طوال الوقت. - أعلم . لم يزيد اكثر بل خرج تارك الغرفة فالتفت زياد الى امه واخته - لا أريد أن يضايقه أحد.... مفهوم قال كلمته الاخيرة وهو يرمق زهرة أخته بنظرة تحذير فأ شاحت بوهجها بعيد قائلة انا لا اتعامل مع المجرمين . صاح : - زهرة. ثم خفض صوته قائلا: ا.- لو قلتي مثل هذه الكلمة مرة اخرى لن أسامحك أبد وقفت تنظر اليه: - أفق.. يا أخي العزيز.. من هذا الحلم الذي تعيشه..هل جننت؟..تريد أن تضمه لمكتبك ويصبح جزء من عملك ليس فقط من حياتنا دون أن تحاول أ ن تسأل نفسك..ما الذي عاد به؟!...و لماذا الان بالذات ، وأين كان ؟!..وهل عودته هذه للهروب من شيء ما....وهلهذا الشيء يعرض أيا منا للخطر؟ حدق زياد في وحهها قليلا و كأنها تذكره بأ مور لا يعرفها فقال: - مازن لن يعرض أيان للخطر.... وهذة الاسئلة سيجيبها في الوقت المناسب له ... لكن اعرف انه الا زال مازن ابن عمي .
 
- مازن!!..مازن من بالظبط؟...هذا الصغير الذي كان على مشارف المراهقة قبل أن يتركنا..أم هذا الشاب اليافع الذي غاب عنا 10 سنوت كاملة ..لا نعرف أين كان ..ومنعاشر ...يجب أن تسأل نفسك ... أليس عشر سنوات كفيلة بتغير الاخرين حتى الكبار منهم ..فما بالك بمن مازال ينشأ ويترعرع؟
أطرق زايد رأأسه قليلا ثم رفعها قائلا:
- أنا أثق فيه كثقتي في نفسي..ومرة أخرى ليس مسموح لاحد بمسه بأي سوء ولوبالكلام.... سنردد ما كنا نردده لماهر ...مازن سافر ليدرس بالخارج في منحة لجأ اليها دون اذن منا...أرجوا أن يكون كلامي واضح
فنظر لأمه متوسلا :
-بالله عليك يا أمي... لا تزيدي همه..يكفي ما هو فيه .... وتذكري أنهمازن.... طفلك المدلل
قالت الام في هدوء:
-هذا ليس طفلي المدلل.... يكفي أن أنظر الى عينيه لأتأكدهل نظرت الى عينيه جيدا يا زياد....عشر سنوات ... يمكن أن تغير أحجار وجبال...فكيف بها اذا ما مرت على انسان.
حدق زياد في فراغ أمامه ثم قال في عند:
-فليكن..نحن أيضا تغيرنا ..لكننا لم نصبح أشرار.
لم يضف أحد شيء فسلم عليهما وغادر فقالت زهرة:
- ماذا أصاب زياد يا أمي... لم هو حريص عليه الى هذا الحد؟
لم تعلق أمها بل غادرت المائدة وتركت ابنتها تنظر لها في دهشه فجلست هي تردد:
- ما الذي عاد بك يا مازن..ألا يكفي أنك قلبت حياتنا رأسا على عقب بما فعلت في الماضي ..وبعد أن اعتدنا غيابك عدت لتقلبها مرة أخرى
قاد زياد سيارته متجه الى العمل مفكرا بما قالته زهرة
"......لماذا عاد؟!... ..هل هذا الشيء يعرض أيا منا للخطر"...مستحيل... لا يمكنني تصور ان يفعل بهم مازن أي شيء سيء ... ولكن أختي على حق..لقد غاب لفترة طوية وحتى الان لا اعرف عن تلك الفترة أي شيء.. فهو يرفض الحديث عنها .. هل يخجل من تلك الفترة أم يخفي مالا يحب أن نعرفه عنه ؟.
هز رأسه نفضا تلك الافكار منها يلوم أخته على كلماتها التي جعلته في تلك الحيرة ..
صعد الى مكتبه وهو لا يزال شارد حتى أنهألقى السلام على أصدقاءه وشركائه في العملدون تركيز فقال أحدهم للأخر
- ماذا أصاب هذا الشاب؟!حك الأخر ذقنه ثم قال:
- لا أعلم.... يبدو أن هناك أمر ما يشغله... دعه يا مراد..سيخبرنا اذا أراد.
استمر زياد في شروده وتسؤلاته مع نفسه...
"... أيمكن أن يؤذينا مازن..لا. لا أنت لا تصدق ما تقول يا زياد..عدالى رشدك..
"التفت الى الهاتف ليضرب أزراره بسرعة وما أن سمع صوت محدثه :
- مع فريد...لم يعرف ماذا يقول فتسلل الى أذنه صوت فريد الهاديء:
- سيد زياد!! ماذا هناك؟!
- أممم.. كيف حالكم؟!
"يا لغبائي !!ما هذا الذي أقول؟!"
شعرببتسامة فريد الدفئة المرسومة على شفتيه وهو يقول:
-نحن بخير ..سيدي....هل حدث شيء ؟!
- لا...لا يا فريد.... أين مازن؟!
- هو في حجرته، أتحب أن تحدثه؟
-لا..لا..قالها بسرعة وحده غريبه ثم تماسك مرة أ خرى قائلا:
- وأمي وزهرة.
صمت فريد قليلا ثم قال بنفس هدوءه المعتاد :
- السيدة في المكتب تقرأ كالعادة ...والانسة زهرة..تتابع التلفاز
.شعر زياد بالغباء وأن الشيطان تملكه لدرجة أنه تصو رأن مازن قد يسيء لاهله فعلا،
عادللواقع على صوت فريد:
- سيد زياد..كل شيء على ما يرام ...والوافد الجديد لم يخطو خارج حجرته منذأن جاء.ابتسم زياد وهو يقول:
- أشكرك عم فريد..هل لي برجاء؟!
- تفضل سيدي
-لا تخبر أحد أنني اتصلت بك...أي أحد.
- مفهوم..سيدي..لن أخبرأحد.زادت ابتسامة زياد لينهي مكالمته ويعيد سامعة الهاتف مكنها وهو يضرب رأسه:
- يا لغبائي ..لقد شعر عم فريد بقلقي..ولكن هل يمكن أن يكون فهم؟..ولم لا؟ هذا الرجل دائما يثبت لي انه اكثر من عرفت ذكاء
 
*جلس مازن في غرفته دون أن يهتم بالوقت أو حتى بما يفعل ظل نائما على فراشه متطلعا الى السقف غارقا في ذكرايته وأفكاره أحيانا ترتسم على وجهه مشاعر الحزن واحيانا مشاعر الخوف واحيانا الغضب وبينما هو كذلك لمح فوق دولابه صندوق صغير اعتدل فورأن رأه احنا وجهه للصندوق المتوجد امامه مباشرة ليأخذه وعاد الى سريره واضعا اياه..معقول..مازال هذا الصندوق هنا.
كان الصندوق مغلق بقفل صغير أمسكه بأنماله ، اعتدل مفكرا ثم اتجه للمكتب الصغير الذي يقبع في طرف الحجرة وفتح درجه وأخذ يبحث فيه دون جدوى ثم تذكر شيء،فوضع يده أسفل الدرج وأخذ يتحسسه حتى اصطدمت يده بشيء ملتصق فجدبه بقوه وما أن رأى ما في يده حتى شعر برغبه بالبكاء وهو يحدق في مفتاح صغير متعلق بشريط لاصق نزعه منه وقبض عليه بشده وهو يتذكر كفه الصغير وهو يعلقه في هذا المكان كلما أراد أن يمنع الاخرين من معرفة أسراره الخاصة والتي يحتفظ بها في هذا الصندوق
 
عودة
أعلى