إنها المحاولة الخامسة والعشرون القاضية // بقلمي

~SAWSAN~

Member
attachment.php



تبا ...
إلى متى ستبقين هكذا ؟!
ارفقي بحالي ارجوك
بلغت خمسة وثلاثون عام
لم يبق من العمر ما مضى
إنها المرة الخامسة والعشرين التي أتقدم لك بها
و أنت على نفس الإجابة :-
لا أريد الزواج ، وفقك الله مع غيري .
سأفقد آخر ذرة عقل في رأسي
لم أجد عذرا يبرر لي رفضك
ظننت أنها الدراسة ، وصلت الدكتوراة
قلت : ربما تنتظر أحدا ما ، ولكنك رفضت أكثر من ثلاثين رجل
عجزت ، حقا عجزت عن معرفة السبب
أخبرتك أني أريدك بكل ما فيك .
قابل أنا بكل عيوبك تعجبيني كما أنت .
آه يا إلهي
مر أسبوع وأنا أنتظر .
أرسلت لها مع أختي أنني لا أريد الجواب اليوم ، أريده بعد أسبوع ، فكري جيدا ، دعينا من العواطف فكري بعقلانية ، لا أبتغي زوجة سواك ، والخيار لك .
الساعة الآن الثانية عشر ودقيقة منتصف الليل .
دخلنا يوم الجمعة بدقيقة .
نعم لا تنظرون هكذا أحسبها بالدقيقة
فقد انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر
وكلي أمل أن تكون الإجابة هذه المرة مختلفة
يا رب ، يا رب ، يا رب .
قلبي ينبض بشدة .
أريد أن أتصل بريم الآن
لا صبر لي .
ترى ما الجواب ؟
قفزت مفزوعا ، أوه يا إلهي كيف غفت عيني
استيقظت على رنة هاتفي
يداي ترتجفان لا أقوى على الرد
مصيري متعلق بهذه المكالمة
حاولت جاهدا إلى أن استطعت أن أفتح خط الهاتف
وضعته على أذني
ويدي الثانية على قلبي
لحظة
.
.
.
.
.
صوت أختي ولكن ؟!
ما بال صوتها !!!
تحاول جاهدة أن تخفي نبرة البكاء منه
صرخت بها :- ما الذي حصل ؟؟؟

:- أرجوك مهند يجب أن تكون أقوى من هذا

- قولي ما الذي حصل ؟!!

صمت قاتل
دقيقة
دقيقتان
(( إن الأمر أكبر مما أظن ، لا أعتقد أنه الرد المعتاد ، بل الأمر خطير ، خطيرا جدا ))
:- مهند
.
.
.
ميساء توفيت اليوم بحادث سير
ومن ثم أجهشت بالبكاء .
.
.
.
ظننتها مزحة
أو إحدى مقالب أختي .
رميت هاتفي وخرجت راكضا من منزلي .
وصلت البوابة فتحتها بكل ما أوتيت من قوة
وهالني حقا ما رأيت !
خيمة العزاء قد نصبت .
إذا لا مجال للأوهام ، الأمر حقيقة .

لا أدري ما الذي حدث بعدها .

فتحت عيناي ببطء شديد ، لحظة ، أين أنا ؟!
الرؤية مشوشة
سرير أبيض ، جدران بيضاء ، مهلا هل أنا مت ؟!!!
من هذه التي تقف أمامي ؟!
كأنها ريم ؟!!!!!

صرخت :- مهند ! الحمدلله على سلامتك .
- لحظة أين أنا ؟! ما الذي حصل ؟
:- ارتاح الآن كل شيء بخير
أغمضت عيناي ببطء ، حاولت أن أتذكر ما الذي حدث ، تسارعت الأحداث أمامي بقوة ، وسقطت دمعة يتيمة على فقد حبيبتي ميساء .

بنبرة حزينة وهادئة :- مهند اذكر الله لقد تركت لك رسالة لم يفتحها أحد .. كتبت عليها " تسلم يدا بيد لمهند لا يقرأها غيره "
تتبعت عيناي بلهفة يد أختي وهي تخرج الظرف من حقيبتها .. أعطتني إياه وخرجت باكية
.
.
حبيبتي ميساء ... فتحت الرسالة فكان فحواها ما يلي :-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي مهند . بما أنك تقرأ الآن فمؤكد أني تحت التراب في هذه اللحظة . إقرأ ما كتبت بهدوء لتستوعب وتع جيدا ما أقول .
أعتذر لك أشد اعتذار عن كل مرة قابلتك فيها بالرفض ولكن تأكد بكل مرة إن كنت أنت تنجرح منها ، فأنا أتقطع من داخلي إلى أشلاء وأنا أكابر عن مدى حاجتي وحبي لك ،كانت أكبر أمنياتي أنا وأنت وطفل يشبهك نعيش في بيت واحد .
أتذكر عندما طلبتني أول مرة كنت في قمة سعادتي لأننا سنجتمع أخيرا ، وأن أحد أمنياتي أوشكت على التحقق.. ارتديت حينها أجمل ما عندي لأقابل والدتك و أختك فيه ، أخبرتني أمي بالأمر وقالت لي :- فكري جيدا لديك إسبوع . كنت أريد أن أعطيها موافقتي بتلك اللحظة ، ولكن شاء الله وانتظرت ، بعد يومان بالتحديد يوم الأحد كنت بالجامعة وقدر ربي أن تصدمني سيارة وأنا عائدة . استيقظت وانا بالمستشفى وأخبروني حينها أنني أصبت بنزيف حاد ، واضطرارا قاموا باستئصال رحمي .
صدمتان في إسبوع واحد ، إذا فقدت أحد أحلامي ولست أنانية لأفقدك حلمك ، لن أستطيع أن أهبك طفلا يشبهك ، لا تسأل لم لم يخبرك أحد فتلك كانت رغبتي ، وكنت دائما في كل محاولة تزيد إصرارا عن التي سبقتها ، كنت أرفضك وأنا في كل مرة أرفض قلبي وروحي وحبي ، تمنيت أن تتزوج لأرى طفلك الذي لن أستطيع أن أعطيك إياه ، ولكنك كنت عنيدا جدا كعادتك . أطلت حديثي سامحني ولكن وصيتي لك قبل أن أنسى : تزوج يا مهند وسمي ابنتك ميساء ، وتذكرني دائما ، سامحني ولا تنساني من دعائك .
استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه .

مع حبي :
ميساء .


# هي الحياة هكذا
أسرار مخفية ونحن في تلك الدوامة لا زلنا نبحث عن سبب .
لا تتعب نفسك يا ابن آدم فلن تأخذ إلا نصيبك وإن كانت ثمرة في أعالي جبال الألب .
( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) صدق الله العظيم
 

المرفقات

  • IMG_٢٠١٨٠٢٠٣_٢٣٢٢٣٣.JPG
    IMG_٢٠١٨٠٢٠٣_٢٣٢٢٣٣.JPG
    62.9 KB · المشاهدات: 438
عودة
أعلى