وجه الموت/ بقلمي
كل نفس تهوى ما قد يصيبها بالداء
وكل داء يصيب النفس من الحب دواء
:
بعد أن فقدت ميساء وأبنتها هديل من الغرفة ..أصبحت أميرة والدكتور خالد يبحثان عنهما في أرجاء المنزل
أميرة للدكنور : دكتور دكتور ..أظنني سأبحث عنهما خلف المنزل في الكوخ الصغير لمزرعتنا ,أظنني أنني سأجدهما هناك
الدكتور : حسنا يا أبنتي سآتي معك .
أميرة والدكتور أسرعا للكوخ خلف المنزل ,, وهو كوخ صغير قديم يحتفظوا به بالأغراض التي لا يودوا أستعمالها
أميرة : هناك هناك
أمي أمي .. أنهما هناك دكتور
ألتفتت ميساء لأميرة باكية ..قدمتي يا أبنتي ,,. أهلا دكتور خالد
أميرة : كيف وصلتي لهنا أمي لم تخرجي من باب المنزل ..! ولما أنتي هنا وهديل مابها عند تلك الحفرة صامتة
ميساء : خرجنا من بلكونة غرفتي يا أبنتي ..مابك نسيتي أن لها بابا على الحديقة
أميرة : يالهي نسيت نعن نسيت
متابعة ميساء للدكتور ... دكتور .. قدمت من الخارج مصفرة الوجه وذهبت لغرفتها وقامت صديقتها بأخافتها بمنظر الدماء وأصيبت أبنتي بحالة رعب
وحرارة مرتفعة , واليوم قطها المفضل توفي ..وأنا بجانبها تمتمت بهذا الشيء ولم أكن أعلم أنها تسمعني ..وبمجرد أن سمعت الخبر حتى كادت تجن
وتريد أن تلقي بنفسها من البلكونة ..ماذا أفعل خائفة عليها ..يالهي أنها حزينة ، أنظر لها دكتور فقد أصرت على القدوم لمكان دفنه ،وأحضرتها
ولكن وضعها يخيفني ..لاتبكي ،لاتتكلم ..فقط بجانب الحفرة صامتى ..
الدكتور : أظنها تعاني من أنهيار عصبي ...ان كانت أبنتك من النوع الحساس والمتأثر بسرعة .
ميساء :نعم أنها جدا تتأثر ولا تستحمل الحزن
أذكر حادثة الطفلة التي سقطت من القطار قبل سنتين ,, كنت وهديل في ذاك القطار حين سمعنا صراخ وضجة لنرى طفلة بعمر السنتين تلقى من نافذة القطار
ووالدتها تحاول رمي نفسها من النافذة تريد اللحاق بأبنتها ..حينها دخلت هديل بحالة رعب مدة ثلاثة أشهر وتم معالجتها عند طبيب نفسي .
الدكتور خالد : حسنا سأتحدث لها
مساء الخير ياهديل ..كيف الحال ,,هل أنتي بخير عزيزتي
هديل : بنظرات حزينة ألتفتت للدكتور ..وبلا أجابة أخدت تبكي وتبكي وهي تقول قطتي يوتي ..كانت تحبني جدا
وكنت أحبها لدرجة أفهم ما تريد بحركة رأسها فقط وأخدت تبكي ةتبكي
الدكتور خالد : أشار الى والدة هديل وأختها الصغيرة ترك المكان وأنه يريد التحدث الى هديل لوحدهما ..
استأذنتاه أميره وميساء وغادرتا المكان
جلس الدكتور على الأرض بجانب هديل قائلا بصوت ضاحك : لن تدعني المدام أدخل المنزل اليوم بسبب البنطال المتسخ بالرمال هاهاها
وأكمل ..لكنك ياهديل تستحقين المغامرة
هديل : لا شيء يستحق المغامرة ..أظن أن الحياة سخيفة لدرجة أني لا أرغب الا بالموت
الدكتور : الموت ليس بالشيء السيء يا صغيرتي بلا هو بدء لحياة جديدة ,, ولا يكره الموت الا السيئون ..وأنتي فتاة ملائكية الروح كما يبدو
هديل : أتمنى أن أنفض هذا التراب اللعين عن قطتي يوتي ..وأحتضنها
كيف سأنام دونها الليلة كيف ..وأستمرت بالبكاء
الدكتور : أبكي ياصغيرتي أبكي فالبكاء مريح جدا للقلب
وأستمر الدكتور خالد يتكلم محاولا التخيف عن هديل وهي تبكي بشدة
وفي نفس الوقت .. دق جرس بابهم لتفتح ميساء الباب فأذ بزوجها
السلام عليكم .. لا تواخذيني عزيزتي فلم أجد مفتاح المنزل أظنني أسقطته بمكان ما
والد هديل ... حسام
البالغ من عمره خمس وخمسون عاما ..رجل عنيد وقاسي بعض الشيء ، لايحب الا لرأيه أن يتم ولو على حساب الغير
ا ميساء : وعليك السلام ..ااه ياعزيزي أنه يوم سيء بكل مقاييسه حتى أنت حدث معك أمر مزعج
حسام : مالذي حدث
أظنك ككل يوم ستقولين : هديل والبحر يازوجي أنه أمر مقلق
ميساء : لا هديل وحالة الرعب التي تملكتها
حسام : تكلمي مابها هديل ..وكان رغم قسوته يحب هديل لرقتها ويعطف عليها
ميساء : أخبرته بكل التفاصيل ..مقاطعا لها ,. وأين هي الآن
ميساء : مع الدكتور خالد جارنا في البناية الأخرى في الكوخ القديم
حسام : سأذهب لهما
ميساء : حسنا سأعد له الشاي الساخن
أتجه حسام للكوخ ..وفي طريقه للكوخ وجد ورقة على الأرض وعليها بعض من قطرات الدم وهي ملطخة بارمال
مسك الورقة وقرأ بعضا منها ولفته عبارة مكتوبة في السطر الرابع ( أشبه بالموت روحك الساكنة في عنق دمي
مسك الورقة في يده ..ومضى الى أبنته بقلبه الخائف عليها
السلام عليكم ..كيف الحال دكتور خالد ..طمئني على هديل مابها
وأكمل كلامه هديل يا أبنتي الصغيرة ..مابك ..مابك ..هل أنتي بخير ..؟
دكتور خالد : نعم هديل بخير والحرارة أنخفضت ..وتكلمت معها نصف ساعة وأتفقنا أني سأزورها غدا في الخامسة مساءا بعد أذنك
حسام : نعم ..المنزل منزلك
لفت نظر هديل الورقة في يده ..قائلة ,الورقة ..الورقة
مشيرة الى يد والدها ..
حسام : هذه الآن ياصغيرتي وجدتها بالقرب من الكوخ ..وكأنها خاطرة أو ماشابه سأرميها
هديل : الورقة وأخدتها من والدها ..لتقع عيونها على كلماتها ..وأربع قطرات من الدم على عبارة ( أشبه بالموت روحك الساكنة عنق دمي )
هديل : يالهي ..يالهي
الفتاة الطيف أخدت الورقة ..كيف جاءت هنا ..!
وما هذه الدماء على الورقة ..؟!
يالهي مالذي يحدث
الدكتور : أهدئي وأخبريني بما يجري معك هديل
حسام : مابك يا ابنتي ورقة عادي وجدتها ..لما أثرت بك
هديل : دماء ..دماء
الورقة يسل منها دماء ورمت الورقة على الأرض وهي مفزوعة
الطبيب ..حرارتها ارتفعت باتت تهلوس ..ساعدني يا حسام لنقلها للسرير سأعطيها خافض حرارة
هديل : الم تشاهدان الدماء السائلة من لورقة معي دماء لا أهلوس
حسام :هيا دكتور سأحملها
وأخداها لسريرها ..وهي تصرخ ..دماء دماء تسيل من الورقة
ودخل البيت مسرعا والطبيب معه ..ولحقت بهم أميرة الجالسة في الصالة ووالدتها ..مابها دكتور مابها يا حسام ..مابها
الدكتور : لاتقلقي ..أظن أرتفاع الحرارة سبب لها هلوسة ..سأعطيها حقنة وتهدأ
وبعد أن اعطاها حقنة لخفض الحرارة ..استأذن الدكتور خالد من العائلة بالرحيل قائلا : الساعة الثامنة وأعطيتها أبرة بنج وخافض حرارة ..ستتحسن في الصباح
وأن طرأ شيء أخبروني بأي وقت )
ذهب كل الى غرفته للنوم ..فيوم مرهق وتعب جسدي وروحي
الا ميساء أصرت النوم بجانب هديل قلقا عليها
مضت عقارب الساعة بسرعة ..
المنزل هادىء
الجميع نائمون
الساعة قاربت على الثانية ليلا
ميساء بجانب أبنتها ..وأميرة بغرفتها ووالدهما بغرفته
هديل ..هديل ..صوت ينادي بهدوء
رويدا رويدا أستيقظت هديل ..ألتفتت لوالدتها النائمة بجانبها
وكرر الصوت ..هديل هديل ..أنا يوتي أستيقظي ياعزيزتي
هديل : قطتي ..أينك ياجميلتي أشتق تلك
وكأنها تكلم ذاتها ..
لن تستطيعي رؤيتي يا جميلتي فقد أسرتني بروح الشر ..فقط روحي تكلم روحك هديل
تعالي الكوخ فأنا هناك
هديل : نهضت من السرير كي لاتزعج والدتها ..وتوجهت لباب المنزل تريد الذهاب للكوخ
,وبهدوء فتحت الباب وخرجت ..لتمشي بضع خطوات قليلة ...وتسمع صدى الصوت يناديها ..أقتربي أقتربي أكثر
ياترى ما الصوت وما سيحل بهديل
وهل هي مجرد هلوسات ..أم هناك لغز في الموضوع
تابعوني